محمد علي العريشي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:١٣، ١٨ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Lenso90 (نقاش | مساهمات) (حمى "محمد علي العريشي" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد علي العريشي وتاريخ من الجهاد


إخوان ويكي

مقدمة

لم ينشأ الإمام حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين لتكون كحزب سياسي ينافس على السلطة، بل أنشأها لتكون جماعة شاملة تعمل على إصلاح الجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي

ولذا تميز عن سابقيه بتربية الأفراد حتى أخرج جيلا فهم حقيقة إسلامه، وضحى من اجله بكل غالى ورخيص، فكان شعارهم الذي ظل يرفرف فوق رؤوسهم "الله غايتنا والموت في سبيل الله أسمى أمانيا" وكان من هؤلاء الذين تربوية في هذه المدرسة الإيمانية الأستاذ محمد علي العريشي.

بداية الرحلة

في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ولد محمد علي العريشي في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين حيث حرص والده على تزويده بالعلم وبالفعل استطاع أن يتخرج في كلية التجارة، ويعمل في مجال المحاسبة قبل أن يعتقل لفترات طويلة ليخرج بعدها مهاجرا إلى الخليج للعمل في السعودية، ليعود بعدها للعمل وسط إخوانه حتى وفاته، حتى أنه كان أحد الذين يكتبون سلسلة نحو جيل مسلم داخل الجماعة.

بين جدران المحن

تعرف محمد العريشي على دعوة الإخوان في وقت مبكر وسن صغير حتى إذا تعرضت الجماعة لمحنة عام 1954م بعد ما سمى بحادث المنشية، حيث استشعر مع بعض رفاقه بمدى مسئوليته عن الأسر التي فقدت عائلها، فعمل معهم على جمع القليل من المال لتوصيله لهذه الأسر

غير أن نظام عبد الناصر لم يتحلى بالرحمة مع هذه الأسر فسعى لتشتيها باضطهاد المجموعات التي تعمل على سترها فتم القبض في مارس من عام 1955م على مجموعة الشباب التي كانت تقوم بجمع المال وتوصيله للأسر، وبعدها بشهر – يونيو 1955م – قاموا بالقبض على مجموعة أخرى أطلق عليهم تنظيم التمويل بلغت 475 فرد وكانوا منهم الطالب بكلية التجارة محمد علي العريشي والذي قدم للمحاكمة أمام اللواء صلاح حتاته بتهمة محاولة قلب نظام الحكم ومساعدة اسر المعتقلين، وحكم عليه بخمس سنوات قضاها كلها في السجن.

لم يكد يخرج حتى تعرف على بعض إخوانه وعمل على إحياء تربويات جماعة الإخوان المسلمين حتى كشف ما سمى بتنظيم 1965م وقدم للمحاكمة الثالثة حيث حكم عليه بالسجن عشر سنوات، قضاها في العديد من السجون حتى خرج في السبعينيات وسافر للعمل في السعودية.

بعدما عاد في نهاية الثمانيات عمل وسط إخوان في مدينة نصر وتدرج حتى أصبح مسئولا عن الإخوان في مدينة نصر، كما أنه انتخب عضوا في مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان، وهى التهمة التي قبض على إثرها وحول للمحاكمة العسكرية، ففي 28 يناير 1995م داهمت قوات المباحث منازل ما يقرب من 28 أخ من الإخوان منهم عصام العريان ومحمد العريشي ومحمد عبد الغني وجمال ماضي وإبراهيم الزعفراني ومحمد وهدان وغيرهم.

وبعد تبرأتهم من محكمة الجنايات تفاجأ الجميع بقرار رئيس الجمهورية – أنذاك حسني مبارك – بتحويلهم للمحاكمة العسكرية، والتي انتهت بالحكم علي 34 ممن أحيلوا للقضاء العسكري بالسجن لمدد تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات وبراءة 15 متهما، وبعدما خرج عاد مرة أخرى للعمل الدعوى وسط إخوانه، كما رفع مع إخوانه قضية أمام المحكمة الدستورية العليا برقم 72 لسنة 17 قضائية "دستورية "

بتاريخ الثامن من شهر نوفمبر سنة 1995، أودع المدعون صحيفة هذه الدعوى قلم كتاب المحكمة الدستورية العليا طلبًا للحكم بعدم دستورية نص الفقرة الثانية من المادة السادسة من قانون الأحكام العسكرية الصادر بالقانون رقم 25 لسنة 1966. غير أن قضاة العسكر رفضوا القضية في يوم السبت الثامن من نوفمبر سنة 2014م، الموافق الخامس عشر من المحرم سنة 1436هـ.

قصص بين أطلال السجون

بعدما تم الحكم عليه بعشر سنوات انتقل للسجن لقضاء الحكم وكان بصحبته المهندس محمد عبد العزيز الصروي والذي يحكي عنه بقوله: كان للأخ محمد علي العريشي قدرة فائقة على الترجمة، فترجم كتاباً عن أزمة جنوب السودان ألفه جون جارنج ، وشرح فيه كل ما يحدث هذه الأيام (2004 م) وكنت أساعده في نسخ الكتاب.

أيضا تطوع الأخ الكريم أحمد توفيق (عضو مكتب الإرشاد بعد ذلك 75 – 83) بإصلاح أحذية الإخوان بعد أن تم تجهيز الأدوات اللازمة له، فكان يقوم بإصلاح الأحذية الكاوتش والشباشب والحذاء (البوت)، ولما مرض ساعده الأخ محمد علي العريشي. فلما مرض الأخير واشتد عليه المرض استلمت (العدّة) منه وظللت أقوم بإصلاح الأحذية والشباشب لجميع الإخوان في السجن أكثر من خمس سنوات.

وأصيب الأخ محمد علي العريشي بمرض الكبد.. وازدادت معاناته، وأشرف على الموت عدة مرات، وانتقلت لأسكن معه هو والأخ المرحوم أحمد توفيق كنزي.. ولازم هذا المرض الأخ محمد علي العريشي أكثر من ثلاثين عاماً حتى لقي الله بعد طول معاناة (في عام 2000 م).

ويضيف الصروي:

تم ترحيلنا لسجن قنا وجاء ضابط كان معنا في الليمان كنا نعرفه مشرفاً خاصاً على الإخوان المساجين في قنا ، وكان فيما أذكر برتبة نقيب أو رائد.. كان شاباً وسيماً، واثقاً من نفسه، فرحاً بها، عنده شعور بشخصيته ولقد قام ذات يوم بحملة تفتيش مفاجأة استهدف بها الإخوان الجدد (آنذاك) (إخوان قضية 1965 م)، وكان معه شاويش غليظ الخلق والقلب، فقاما بمصادرة كل شيء في الزنزانة
وكان ذلك الشاويش اسمه (البهي) جاء معنا من ليمان طره لمزيد من التنكيل بنا.. فهو مشهور بغلظته على الإخوان .. وكان زميلاً للشاويش ديهوم الذي طالما آذانا.. ولكن الله انتقم من ديهوم.. وترك هذا "البهي" إمهالاً.. وليس إهمالاً.. وجاء الدور على زنزانتنا..
وكنت أسكن مع المرحومين محمد علي العريشي (الشرقية)، وعبد الكريم حسن الطويل (إمبابة) واقتحم الضابط والشاويش الحجرة.. وجمعوا الطماطم والطحينة والعسل الأسود، وأخذ الشاويش البهي يدوس على الأكل بحذائه الميري الغليظ.. في استفزاز شديد، وكان الإخوان الكريمان اللذان معي شديدي التوتر.. ولكنهما تذرعا بالصبر مع كظم الغيظ بصعوبة بالغة..
وظل الضابط والشاويش مستمرين في استفزازهم وقاموا بإلقاء أمتعتنا خارج الزنزانة.. بل في حوش السجن، وبلغ الغيظ الحناجر.. واستنشقنا آخر نفس في الصبر.. ولكن الضابط والشاويش استمرا في الاستفزاز.. وأخذا يعبثان في الزنزانة.. ولكنهما اقتربا من اكتشاف مخبأ سري في الزنزانة..
وهو توصيلة سرية للكهرباء كنا نستعملها بالليل حينما تطفأ أنوار السجن.. إذ أن أنوار الزنازين لها كلها مفتاح واحد خارج الزنزانة.. وفي الثامنة مساءً تطفأ كل أنوار الزنازين، لكن الأخ الكبير الحاج محمد علي الشناوي وكان مسئولاً عن كهرباء السجن، قام بعمل مخبأ سري في كل زنزانة به توصيلة للكهرباء.. في كل الزنازين..
لذلك كان اكتشافها عندنا طامة كبرى سوف تعم كل الزنازين، فكان لابد من تصرف سريع يُربك الضابط والشاويش معاً.. فقام المرحوم محمد العريشي بضرب باب الزنزانة برجله محاولاً غلق الزنزانة علينا وعليهم. وفجأة ارتعشت أطراف وأسنان كل من الشاويش البهي والضابط محمد، وأسرعا جرياً خارج الزنزانة وأغلقا الباب.. وسكتا عن باقي الزنازين.
وبالطبع كانت تنتظرنا محكمة عسكرية داخل السجن مع حكم بالجلد والحبس الانفرادي.. وبسرعة بلغ الأمر الأخ محمد مهدي عاكف (المرشد السابع حالياً) فاجتمع مع الضباط، وجلس معهم الأخ اللواء صلاح شادي .. وتم الصلح .. ولكن الضابط ذهب لمقابلة رئيس الإخوان في السجن آنذاك وعضو مكتب الإرشاد الأستاذ محمد حامد أبو النصر (المرشد الرابع) الذي قال له بالحرف الواحد (يا ابني احنا دوّبنا 200 ضابط مثلك منذ عام 1954 م حتى الآن)
ومستعدين لتدويبك إنت كمان، وصار هؤلاء الضباط ذكرى بالنسبة لنا وبقينا نحن كما كنا منذ (16 سنة) ولم ننقص شيئاً.. وبقيت لهم الذكرى، فمنهم من نحمل له ذكرى طيبة ومنهم غير ذلك.. ومنهم الصالح الذي ندعو له، ومنهم الطالح الذي نوكل أمره إلى الله.. فعاملنا بالحسنى خير لنا ولك.

ويضيف أيضا:

افتتح الإخوان صالوناً للحلاقة يرأسه الأخ الكريم محمود البطل (المنصورة) ويعاونه الأخ السيد شاهين من المحلة الكبرى.. وقد قاما بتدريب عدد من الإخوة وتعليمهم مهنة الحلاقة تحسبًا لأي تغيير مفاجئ في السجن.. فتعلم المهنة كل من المهندس محمد أحمد البحيري والمهندس كمال عبد العزيز سلام والأخ محمد علي العريشي والمهندس إمام سمير.

وفاته

ظل العريشي وفيا لدعوته حتى توفاه الله عام 2000م وتشيع جنازته من مدينة نصر إلى مقابر الوفاء والأمل حيث دفن بمقابر المرشدين.