ناهض الريس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٩:٠٠، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏وفاته)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ناهض الريس .. رجل البندقية والقلم

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

بقلم:محمد الصياد

مقدمة

لم يكن رجلاً عادياً، بل كان صاحب فكر ومبدأ منذ نعومة أظفاره، خاض التجارب المشرفة، وجمع بين العلم والدين، والسياسة والفكر، والقانون والثورة، فرحل وقد ترك تراثا ينأى عن حمله الأبطال، فقدته غزة وفلسطين، ورثاه القريب والبعيد، إنه وزير العدل الأسبق والمفكر الفذ المستشار ناهض الريس .

وأجمعت نخبة من الرجال الأقربين الذين عايشوا هذا الرجل أن فلسطين افتقدت برحيله علما من أعلامها، ومدافعا عن ثوابتها، وإنسانا جمع بين جنبيه ما لم يستطع أن يجمعه الكثيرون .

ناهض الريس كنز من المعلومات والتاريخ المعاصر، ولد في عام 1937، وتخرج من جامعة القاهرة، وكان أحد مؤسسي الاتحاد العام لطلبة فلسطين بالقاهرة عام 1958، ثم عمل وكيلاً لنيابة مدينة غزة حتى عام 1965، وعندما شعر بالخطر المحدق بالأرض والقضية الفلسطينية ترك عمله وتطوّع ضابطاً في جيش التحرير الفلسطيني .

من هناك تنقل في مواقع كثيرة في الثورة الفلسطينية، من تأسيسه للقضاء الثوري التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، لرئاسة العديد من محاكم المنظمة .

ولدى عودته إلى غزة مرة أخرى مع عودة السلطة الوطنية عُيّن مستشاراً بالمحكمة العليا ثم انتخب نائباً في المجلس التشريعي عام 1996 عن دائرة غزة وشغل منصب النائب الأول لرئيس المجلس وترأس لجنة صياغة القانون الأساسي، ثم عين وزيراً للعدل.

على الرغم من هذه الرحلة من الكفاح والعمل السياسي، إلا أن ذلك لم يثنه عن اهتماماته الأدبية والشعرية، حيث ألف العديد من الكتب في الأدب والسياسة وقصص الأطفال والشعر كـ«غناء إلى مدن فلسطين»، و«فلسطين في الزمن الحاسم»، وكتب بعض المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية .

وقال مدير دائرة المخطوطات والمكتبات في وزارة الأوقاف عبد اللطيف أبو هاشم، والذي رافق الريّس منذ أكثر من 16 عاما ، في رثائه : "إن عقودا من الزمن لن تستطيع أن تعوضنا عن هذا الرجل الذي امتاز بصفات لم تتوفر في غيره، وأهمها صفة النبل .

كان شخصية نبيلة جداً، شخصية طاهرة نقية، عدا عن الحنكة السياسية والثقافة الواسعة، فقد كان يُتقن عدة لغات، وكان رجل قانون من الدرجة الأولى، أديب وشاعر لديه الكثير من الكتابات والروايات والأشعار، كما كان وطنيا من طراز خاص، التحق بالمقاومة منذ نعومة أظفاره".

"هو من كتب لفلسطين ولأبناء فلسطين، لا يوجد أديب أو شاعر تغنى لمدن فلسطين واهتم بها اهتماما كبيرا كهذا الرجل، كان دائما يغرس الحلم في نفوس الرجال والنساء والأطفال، واعتنى بالتربية، فقد كان يرى ضرورة إعادة النظر في جميع نواحي التربية العلمية والأخلاقية والثقافية والدينية والسياسية والفكرية".

"لم أر في الرجال الذين يحيطون به من كل مكان مثله ، في أخلاقه ونبله وتدينه"، وقال: "كان من المتدينين الذين لا يقطعون لله فرضا، كما كان يخصص للكثير من العائلات المستورة، ويجري لها راتبا بصورة منتظمة".

وعن تدينه قال: "كنت ألمس ذلك من خلال صدقه، وكنت أرى إقامته للصلاة، ورأيت سلوك وأخلاق ذريته، فالثمرة كانت واضحة، كان في مكتبه تعقد جلسات لحفظ وتدريس القرآن الكريم، بواسطة إحدى كريماته، وقد ارتضى هذا الصنيع وهذا العمل، وشجع عليه".

ولفت إلى أنه في الفترة الأخيرة كان يقف مع ما أسماه "التيار الذي يبني"، وأخذ موقفا من التيار الذي يهدم، وقال أبو هاشم: "بسبب نشأته الدينية، لاحظت أنه يقف إلى جانب الحركة الإسلامية، على الرغم من أنه وطني كبير ومن كبار رجال فتح في المنطقة".

واستدرك "كان يقف مع الحركة الإسلامية ويقول لي إن هؤلاء الناس جذورهم إسلامية ولا يستطيعوا إطلاقا أن يخلوا بالقضية الفلسطينية، إلا أنه كان ينتقد بعض المسلكيات الإدارية الموجودة لدى حركة حماس، غير أنه كان يعتقد أنها أشياء غير جوهرية، بالإمكان إصلاحها، أما عند المواقف الوطنية الكبيرة التي تتعدى الثوابت، فكان يقف موقفا صلبا لا يماري فيها أحدا إطلاقا".

رحلة الدم والجهاد

لم تقف رحلة الريس الطويلة عند حد الأدب والفكر، بل سبقها بمرحلة العصف الجسدي والجهاد المستمر، فكان مجاهدا منذ عقل معنى الحياة، وفي ذلك يقول رفيق دربه اللواء العسكري المعروف مصباح صقر: "كان أبو منير صاحب مبدأ وفكر وعقيدة، انخرط في العمل الجهادي من خلال هذا الباب واستمر، ولم ينقطع أبدا، لم يكلّ ولم يملّ حتى توفاه الله".

وقال: "بدأت مسيرته النضالية منذ أن ترك النيابة العامة والتحق بكلية ضباط الاحتياط في أوائل الستينات، وتخرج منها ضابط احتياط، وبعدها انخرط في العمل النضالي العسكري، وكان أحد ضباط الاحتياط في جيش التحرير .

بدأ حياته كأي ضابط، كان قائد فصيل في الكتيبة 319، وكان ضابطا متميزا، وإلى أن حصلت حرب 1967، في هذه الحرب كان قائدا لفصيل في موقع المنطار، وأبلى بلاء حسنا هو ورفاقه وجنده، وأصيب بجرح، وبعدها، انخرط معي في قوات التحرير الشعبية التي تم تأسيسها في قطاع غزة في نهاية العام 1967 .

وبعدما اشتدت الملاحقات، انتقل الريّس إلى قاعدته في رفح، وقام بدور جيِّد هناك هو ومجموعته، وبعدها طلب الإذن وغادر على ظهر بعير قاطعا سيناء إلى الأردن، وهناك التحق بقواعد قوات التحرير الشعبية، وتولّى عمله في جرش أولا، ثم تولى قيادة قاعدة في الأغوار، وقام بأدوار بطولية".

ترك الريس العيش اليسير والفراش الوثير ورضي بأن يقيم في قاعدة في الأغوار، في منطقة صعبة وحارة، وذلك حبا في مواصلة مسيرة الجهاد، واستمر في الترقي إلى أن تسلم موقعه كنائب أحكام "رئيس النيابة العسكري"، ولما حصلت معركة أيلول الأسود انتقل إلى دمشق، واستلم رئيس أركان لقوات التحرير الشعبية.

كان الريس يحمل هما كبيرا، وكانت لديه قناعات بضرورة الانخراط في الجهاد ، وإلا كان بإمكانه أن يستمر في النيابة ولأصبح منذ البداية قاضيا وفي هذا السلك المهم وهو يجلس على مكتبه دون أن يتحمل كل هذه المعاناة، لكنه كان صاحب مبدأ وفكر وعقيدة".

عناد وصد للفساد

وعن مسيرته التنظيمية مع حركة فتح، قال اللواء صقر إن الريس كان من قيادات فتح الكبيرة، واستلم منصب النائب الأول للمجلس التشريعي، ثم حصلت ملابسات، نتيجة لمواقفه الشجاعة، التي وقف فيها ضد الفساد، ووقف في وجه صاحب القرار ودفع الثمن .

تولى بعد ذلك وزارة العدل وكان يطمح للتغيير لكنه لم يستطع، وواجه صعوبات كثيرة، بعد ذلك، اتفقنا أن نبتعد قليلا عن هذا الوضع الموجود، وبدأنا بالتفكير للبحث عن طريق آخر، لكن الظرف لم يكن مناسبا".

سامي عكيلة تلميذ الريس ، قال أنه كان يعجب بآرائه ويثق بأمانة فكره، لافتا إلى أن الذي يميزه أنه كان يجمع بين أكثر من شخصية في نفس شخصيته .

وقال: "كان الريس يُمَثِّل الرجل الوطني الحق، وكان يمثل المتدين الحق، فكان يجمع بين الدين والوطن، وكان عليه إجماع وطني .

وسياسي وفكري أيضا، وهو ذو نزعة دينية واضحة، تجد ذلك في كتاباته وأشعاره، وكذلك في سلوكه، فهو شخص متدين صوام قوام، يؤمن بالإسلام كحل وبالقرآن كدستور، لم يكن علمانيا إطلاقا، وفي نفس الوقت كان وطنيا عاشق لفلسطين العروبة، فجمع بين الدين وبين القومية وبين الوطنية، وهذا أكثر ما جعلني أتأثر به .

وقال بأن الريس كان كالجبل ، وقال: الريس كان عزيزا وحرا، لا يخشى في الله لومة لائم، ولم يبع يوما من الأيام الكلمة بثمن أي ثمن مهما كان، وأذكر أنه حينما كان يكتب لصحيفة فلسطين، عرضنا عليه مكافأة كأي كاتب صحفي، فأجاب بشكل واضح قائلا: "أنا لا أكتب بالمال".

وكان قريبا من الناس ومعروفا بعطائه ، ولمساته الخيرية الواضحة، مشيرا إلى أنه كان من أكثر المؤمنين بدور الشباب، ويملك إيمانا مطلقا أن النصر والتمكين لا يكون إلا عن طريق الشباب".

نحن من يجعل الأرض تنطق

في حوار مع المناضل الأديب ناهض الريس سُئل عن مصدر اهتمامه الأدبي والشعري بقضية اللاجئين على الرغم من كونه من عائلات غزة الثرية وصاحبة الأملاك، حيث يلفت الانتباه أعمال فنية تزين جدران بيته تمثل خريطة فلسطين وقبة الصخرة المشرَّفة، وزخرفة تمثل الفلكلور الفلسطيني .

فقال: جميع موضوعاتي مرتبطة بالقضية التي تمثل الشعب ، والأرض الصامتة التي نحبها، فهي بلادنا الجميلة التي ابتليت ، ونحن بأعمالنا الأدبية والسياسية والشعرية نجعلها تنطق .

وأضاف : نحن الفلسطينيين جسم واحد إذا كنا مؤمنين ومخلصين، وقضية فلسطين هي قضية الحق الضائع، وقضية اللاجئين هي قضية كل مسلم وعربي صادق .

وأودّ أن ألفت الانتباه إلى أن بعض الذين يرددون كلام الاحتلال يقولون إن القضية تعني اللاجئين حيث تم تقسيمنا منذ عهد الاحتلال الصهيوني إلى لاجئين ومواطنين ؛ وهو تقسيم غير صحيح، فنحن شاهدنا النكبة وعاصرنا قضية اللاجئين من اللحظة الأولى، حيث أقاموا في بيوتنا لأن كثيراً منهم من أقاربنا فنحن استضفنا عائلتين من آل الريس واحدة قادمة من المجدل والأخرى من يافا، فشعرنا بمدى الظلم الذي وقع على شعبنا وما تلاه من واقع أليم على حياتنا في قطاع غزة نتيجة الاحتلال، فكل ما كتبناه من سياسة وأدب كان موضوعه القضية الفلسطينية بشقّيه : الأرض والناس .

واستطرد قائلاً: أنا ابن بلد؛ أي مواطن، وتلقيت تعليمي في القاهرة وتركت وظيفتي وكيل نيابة وتطوعت في جيش التحرير الفلسطيني من أجل استرداد فلسطين في الوقت الذي كنا ننعم فيه بحياة هادئة داخل القطاع ، وأقول إن أي فلسطيني شريف وصادق مع نفسه لا يمكن إلا أن تكون قضية اللاجئين ذات أهمية كبرى في فكره وتصوراته وحياته كلها .

أعتب على الأدباء العرب

الشاعر ناهض الريس يلقي قصيدة شعرية

وعن رأي الشاعر ناهض الريس في الإنتاج الفكري والأدبي الخاص بقضية فلسطين واللاجئين وحق العودة، أكد وجود قصور كبير في استيحاء نكبة فلسطين واللاجئين في الأدب والفكر العربي، مضيفاً أن الواقع السياسي العربي بعد النكبة وعلى ضوء الانفصال والقطرية وإلحاح الحكام على الإشادة كل بقطره .

وجعْل سايكس بيكو عقيدة وطنية بدلاً من أن يقال إنها كانت أم النكبات أدى إلى اشتغال كل بلد بنفسه وبقضاياه المحلية وعملت الحدود على ترسيخ هذا الواقع الذي يضمن للاستعمار الصهيوني التفتيت الدائم .

وبالتالي الضعف الدائم ومن ثم سيطرتهم الدائمة، لذا وجدنا أن نكبة فلسطين لم تلقَ من قِبل الأدباء العرب أعمالاً جديرة بأن تكون على قدر خطورة الحدث وضخامته وما فيه من صور ووقائع وآلام كان يفترض أن تكون مصدر إلهام لأعمال أدبية كبرى.

واستدرك الريس قائلاً: الشعراء العرب تناولوا هذه القضية بالكثير من القصائد التي تتفاوت جودة أو رداءة، وهي مع ذلك عديدة وكثيرة، ونذكر هنا بصورة خاصة ديوان هارون هاشم رشيد بعنوان «مع الغرباء»، ونذكر بشكل خاص ديوانَيْ يوسف الخطيب «العيون الظماء للنور» و«عائدون» وغيرها من القصائد التي نظمها الشعراء العرب من مصر والعراق وسوريا والأردن والسعودية ودول الخليج وغيرها من الدول عن اللاجئين والعودة، ولعل دور النشر تتولى جمعها في كتاب أو سلسلة كتب .

ولكن المحزن حقاً هو إغفال هذه القضية وما تشتمل عليه من مقدرة على الإلهام في نطاق الرواية العربية، وقد نعزو ذلك إلى أن فن الشعر في بلادنا متقدم على فن الرواية، ولكن هذا التعليل غير كافٍ، لأن بعض الأدباء العرب كتبوا مطولات من الثلاثيات والخماسيات وغير ذلك التي استوحت وقائعها من الحياة الشعبية أو الريفية بينما لم تحظ قضية اللاجئين بل مأساتهم المدويّة الأليمة برواية ولو واحدة من قلم الروائي القدير نجيب محفوظ مثلاً .

ومن المثير للانتباه أن يوسف السباعي كتب في إحدى رواياته عن فتاة لاجئة فلسطينية تعيش في كنف أسرة مصرية وقد جعلها في موقع خادمة بكماء تقريباً، وأذكر كذلك الكاتب والشاعر العظيم الدكتور وليد سيف الذي ألف «التغريبة الفلسطينية» بما تحويه من عناصر الدراما التي أدهشتنا جميعاً.

الأدب أقرب إلى النفوس

الأدب واحد من أهم الآثار الفكرية وألصقِها بالأذهان، نظراً لما للأشكال الأدبية من تأثير ووقع في النفوس، بهذه الكلمات أجاب الشاعر الريّس عن أهمية الأدب في التمسك بالحقوق والثوابت، مضيفاً أن قضيتنا ثابتة وراسخة في القلوب وفي الضمائر نظراً لجهود الآباء والأمهات في الأسرة الفلسطينية في نقل تجربتهم إلى أجيال الأبناء.

وعلى الرغم مما في القضية من عدالة ظاهرة وساطعة فإن ذلك كله لا يُغني عن الآثار الأدبية العامرة بالإبداع وقوة التأثير لكي تبقى الأجيال على صلة روحية بوقائع قضيتنا وبالدروس المستفادة منها، وكي يطلع القراء في العالم بأسره على حقائق هذه القضية مكتوبة باللغة العالمية لغة الأدب والفن، ومن ناحيتي لا يزال حلمي الأدبي هو كتابة رواية فلسطينية كبرى تستمد وقائعها ووحيها من الهجرة الفلسطينية عام 1948 ، وما تلاها ذلك لأن الروايات هي المادة التي يمكن إعادة إنتاجها في ما لا يحصى من الفنون الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية، وهي أقرب إلى نفوس عامة الناس من الشعر الذي تراجع دوره في حياة أكثرية القراء حتى المثقفين منهم، ووجّه الريّس اللوم إلى السلطة لعدم اهتمامها باتحاد الكتاب والجمعيات الأدبية وعدم توفير الدعم اللازم لنجاحها وقيامها بدورها المطلوب.

معركتي مع الفاسدين مستمرة

وعند سؤال الأستاذ ناهض الريّس عن علاقاته السياسية، وخاصة أنه من الرعيل الأول للحركة وتنقّل بين مناصب رفيعة في الحركة سواء في الداخل أو الخارج، قال: لا شك أن حركة فتح تمثل شيئاً كبيراً في التاريخ الفلسطيني، فهي قفزت بالقضية الفلسطينية قفزة كبيرة إلى الأمام عندما فجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965، فعبّرت تعبيراً قوياً عن الروح والآمال التي سادت وشاعت في المجتمع الفلسطيني وشرائح الشباب منه بصورة خاصة، ولكن انتقال الحركة إلى الداخل بموجب الاتفاقية المرحلية قد رافقه اختلاط إشكالي في ما ينبغي أن تكون عليه مهام هذه الحركة النضالية، وأشير هنا تحديداً إلى الموقع داخل الحركة الذي صارت تشغله بعض «الشِّلل» التي تعمل في الأمن والتنسيق الأمني، والتي أصبحت موضع اهتمام الأمريكان والإسرائيليين علناً ودون أن يخفى ذلك على الشارع الفلسطيني.

عند ذلك بدأنا (أنا والمتمسكون بمبادئ الحركة) نشعر بالاغتراب، ووجدت أن الرعيل الأول معظمه لا يتكلم ولا يفعل شيئاً إزاء هذه الظاهرة الخطيرة التي شابت حاضر الحركة وألقت بظلال ثقيلة على مستقبلها.

وجاءت مناسبة الانتخابات التشريعية الأخيرة، فلم أشعر بأنني سأكون على طبيعتي إذا خضت الانتخابات بصحبة هؤلاء الذين استغلوا الحركة للإثراء و«البزنس» والمكانة الاجتماعية وعملوا مدعومين من قبل الأمريكان والإسرائيليين ليتصدروا زعامة الفلسطينيين ولتصبح مرجعية القرارات في السلطة الفلسطينية في أيديهم، ولذلك خضت الانتخابات مستقلاً، مما دفع الرئيس محمود عباس إلى فصل 76 كادراً من كوادر الحركة وكنت واحداً منهم .

لكن معركتي مع هؤلاء كانت قد بدأت في وقت مبكر حيث نطقت في المجلس التشريعي من فوق منصة الرئاسة وفي مقاعد الأعضاء بانتقاداتي على مسلك الحركة في الحكم والسلطة ولم أوفر الأجهزة الأمنية من هجماتي، الأمر الذي عرّضني للمكائد ومحاولات التشويه التي استخدموا فيها إمكانات أجهزتهم والمال العام الموجود بين أيديهم .

الريس وحصار غزة

كان الريس قلقا من قضية حصار غزة ، وأعلن عن رأيه بدون هوادة فقال بأن حصار من النبوءات التي أنبأنا بها رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) حينما بشرنا بالرباط، وها هو الرباط في أقسى أشكاله يضيق علينا الخناق، وها نحن نجد أنفسنا أيضاً في الحديث الشريف الذي يتحدث فيه (صلى الله عليه وسلم) قبل خمسة عشر قرناً عن الطائفة من الأمة التي تظل على الحق ظاهرة لعدوّها قاهرة لا يضرّها من خالفها ولا ما مسّها من لأواء، ويعزيني كثيراً إحساسي بأن الرسول الكريم كان يشير إلينا بالغيب في ذلك .

وقال الريس : أريد أن أمنح حق طباعة كتيّبي عن اللاجئين بعنوان «اللاجئون الفلسطينيون تاريخ وحقائق وإحصاءات» لأي فصيل أو مؤسسة أو لجنة في الداخل لتبقى هذه القضية العادلة حاضرة في قلوبنا حتى عودة الحق لأهله .

وكلامه هذا يدل علي مدي شعوره بالمسئولية ومدي حمله لهم القضية .

وتوفي المستشار الريس في مدينة غزة 13 أبريل 2010م ، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز (73 عاما)، وشيعته الجماهير الفلسطينية إلى مقبرة الشهداء شرق المدينة بمشاركة رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة إسماعيل هنية، وعدد من النواب والشخصيات الاعتبارية .

الريس متحدثا عن نفسه

الأستاذ إسماعيل هنية والأستاذ ناهض الريس

بصوته الأجش العميق الغامر بالذكريات بدأ الريس حديثه بقوله:"هناك في التربية ما يسمونه تشكيل الدوافع ولاشك أن شخصية الوالد رحمه الله ومواقفه، كان لها تأثيرُ في تشكيل دوافعي، وفي تعزيز القيم الوطنية".

ويستطرد: "كانت بدايتي الحقيقية عندما أسسّتُ مع مجموعةٍ من الرفاق جيش التحرير في غزة، والذي توليتُ فيه مهمتي ك"ملازم"، فتعرفتً على المؤسسين في الجيش مثل فايز الترك، ومصباح صقر .

وأضاف: "كان من اعتزازي أني قبلتُ لنفسي أن أكون في رتبةٍ صغيرة، بينما رتبتي الاجتماعية أعلى من ذلك، واعتبرتُ ذلك نوع من صدق التوجه الوطني نحو المنظمة".

ويقول: "كنتُ قائد فصيل في حرب 67م، كانت فصيلتي وقتها هي التي تحمي تل المنطار وفيها جرحت ونقلت إلى المستشفى، ثم حاقت الهزيمة بالمدافعين في قطاع غزة، و فوراً قمنا بتشكيل ما يعرف بقوات التحرير الشعبية، وفي المنطار بادئنا العدو بإطلاق القذائف والمدفعية المضادة للدبابات، ومدفعية الهاون، فردّ الاسرائيليون بقصف مركزّ وشديد".

وأشار أنه وقتها في الجيش لم يكن يعمل كل قائد وحده وإنما يعمل كتنظيم هرمي، وحسب أوامر القيادة بالدفاع عن المنطار، ولكننا تجاوزناه بالدفاع أننا تعجلّنها الاشتباك، قبل وصول الأوامر".

وبنبرةٍ تشي بالإخلاص تابع:"فكرة تحرير فلسطين لمعت في عقولنا وقلوبنا كشبابٍ مقاوم وفدائي، فكنت أبحث عن دوري، وتضحيتي تجاه قضيتي ووطني، وكنا كشبابٍ ثوري نفرّق بين السياسة بمعناها الدبلوماسي ومعناها الكفاحي، وكرسنّاها بأنفسنا ككفاح مسلح، واتخذنا من الفدائي الثوري مثالنا الأعلى، وكنا على ثقة بأن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هو العمل المسلح، حتى صار السلاح ثقافةً اقتنعنا بها كشباب ثوري يناضل لتحرير بلده".

احتجاجُ على الدمج

يعود الريس بذاكرته إلى مرحلة دمج الشباب الثوري الفلسطيني بالوحدات العسكرية المصرية بعد عام 1967م، حيث سجّل آنذاك موقفاً عارضَ فيه محمد فوزي رئيس هيئة أركان الجيش المصري في عام 1967م .

وأضاف: "كنا في اجتماع ضبّاط للجيش المصري، وقت قررّ الضابط المصري دمج القوة الفلسطينية في حين كنا قوة لا يستهان بها، لم يعجبني الكلام فوقفت وسألته أين موقعنا؟...، أجابني أننا سنتبع للقيادة الشرقية، بقيت واقفاً حتى استغرب من موقفي وسألني، "أمّال إيه؟!"، لم أجبه وجلست مرة أخرى .

"كان مصدر احتجاجي على موقف القيادة المصرية، هو أني كنت أتوقع التركيز على جهد الثوريين الفلسطينيين في حرب العصابات المنظم ضد (اسرائيل)، ولكن ما حدث كان تنظيماً عسكرياً فحسب".

ويعتبر الريس أن فترة الحكم المصري كانت تفتقر إلى الحرية مضيفاً:"أي حرية تُمنح لنا كفلسطينيين بوثيقة السفر المصرية؟!

هذه الوثيقة التي كبّلتنا وقيدت رقابنا بوحداتنا وقواعدنا العسكرية، فلم يكن يسمح لنا الوصول لأي مطار عربي، وأصبحت فلسطين شبهة لا تستقبلها المحطات العربية".

انتقل الريس بعد ذلك إلى العمل العسكري في الأردن دون أن يشارك في أحداث "أيلول الأسود"، ليقول:"كنت قائد إحدى القواعد الفدائية الممتدة من اربد شمالاً حتى البحر الميت جنوبا، وكنا نشرف على قيادة العمليات العسكرية هناك كمسئولي وحدات دون الرجوع إلى القيادات السياسية، التي لاحظنا اهتمامها بالمسائل السياسية أكثر من العمل الفدائي، ولم تكن هناك إستراتيجية مرسومة لقوات الثورة الفلسطينية بما في ذلك قوات التحرير الشعبي التي هي ذرع فدائي لمنظمة التحرير الفلسطينية".

ويضيف الريس أنه لم يكن يعنيه وزملائه في تلك الفترة البحث عن أفق سياسي، أكثر من بحثهم عن تحرير فلسطين، موضحاً بابتسامة فيها لمسة حزن:" فتية الثورة آنذاك، كانوا أبرأ بكثير من البحث عن مسميات سياسية للقضية، فكنا نرى فلسطين هي فلسطين، والوطن هو الوطن والشعب الفلسطيني هو ذات الشعب، ولم نبحث عن مصطلحات وأفق سياسية للقضية".

أما عن فترة الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة، فقد أوجزها في قوله:" فترة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع اختفيت عاما كاملا، ومن ثم سافرت إلى الأردن ملتحقا بقوات التحرير الشعبية، وأفكر بجدية في تجميع مذكراتي في كتاب منذ حرب عام 1967".

ثورة هادئة

كتبَ ناهض الريس العديد من الكتب التي تجمع بين الأدب والسياسة والفكر، ناهيك عن كتابة المقالات العمودية في الصحف الفلسطينية اليومية، وكعادته كان صريحاً في التعبير عن آرائه وانتقاداته بدون مواربة .

يقول الريس " رَاعني أثناء وجودي في المجلس الثوري، أنه لا يملك الصلاحيات الحقيقية في قيادة الوضع، كما أنه لا يملك صلاحية حقيقة في إصلاح حال فلسطين، أو التأسيس لمجتمع جديد كما كنا نأمل، وهذا شكل صدمة لي".

ومن جهةٍ أخرى يعترف الريس بأن أبناء جيله كانوا يبحثون في ذلك الزمن عن آفاقٍ فكرية أبعد من كلام الحاج موسى الحسيني قبل ستين عاماً، والذي حذر من بناء هيكل سليمان " المزعوم" على أنقاض الأقصى .

وعقب على التهاون العربي تجاه القدس:" شارون داهم الأقصى ليكسر حاجزاً في نفوس اليهود، ويصبح انتهاكهم لحرمة القدس أمراً مستساغاًَ، وبالفعل شربنا "الخازوق" الإسرائيلي، حتى جاء اليوم لتعلن إسرائيل فيه صراحة تهديدها لأساسات الأقصى".

هجمات شعواء

ولطالما انتقد الريس السلطة الوطنية التي كان يشغل فيها بمنصب "وزير العدل"، يتحدث عن وتيرة هذا النقد:"بدأتُ نقدي بهدوء، وكنتُ أوثّق لكل ما أراه خطأ في عمل المجلس الثوري، ومع تزايد الأخطاء أعليتُ صوتي وانتقدتُ بعنفٍ وشدة، وكتابي "ألف عدو خارج البيت"، خير دليلٍ على رفضي لوجود الأعداء الكُثر في البيت الفلسطيني".

ناصبَ الكثيرون العداء للريس نتيجة لثباته على مبادئه التي لم يقبل المساومة عليها، ومن أكثر المضايقات التي عايشَها، يتطرق بابتسامةٍ فيها الكثير من الهيبة:" كانت من أكثر الضربات التي عايشتها، تلك التقارير التي كتَبها الأمن الوقائي في مواقع أجنبية عني، حيث نعَتوني بكل ما اتصفوا به هم من الصفات غير الأخلاقية نظراً لمعارضتي لهم في المجلس التشريعي".

وتابع يقول: كانت قمة الاعتداء عندما تجرأّوا ونشروا أخبارا بانسحابي من الانتخابات التشريعية لعام 2006، بما ألفّوه على لساني كما ادعوا بنصحي لمؤيدي حركة فتح بانتخاب قائمتها بدلاً مني، " لم أكن أرضى لنفسي بأن انضمّ إلى مرشحّيهم في قائمتهم، الذين لا يشجعون الكفاح المسلح، ولا ينتمون لفتح".

ويؤكد الريس أن أكثر ما كان يثير حفيظته هو اعتماد "السلطة" على الأمن الوقائي لتسيير الحياة في قطاع غزة، واصفاً إياه" بحكم المافيات"، مثمناً دور كتائب القسام في تخليص القطاع منهم .

وقال: " الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مَدينُ للقسام دين الأب لابنه، لأنهم خلصّونا من حكم المافيات الذي حاولنا الأمن الوقائي حكمنا فيه".

ويضيف:"أكبر أخطاء السلطة الفلسطينية كانت وجود الأمن الوقائي الذي تولى مكانة القلب فيه، أمريكان معادون للقضية الفلسطينية".

ورغم ما حدث من خلافات فإن علاقة الريس لم تنتهي بزملائه من المجلس الثوري والمجلس التشريعي السابق، ونواب حركة "فتح"، فهو على حد رأيه " يحترم من يبقى على موقفه ولا يغير اتجاهه، من طيبيّ العشرة القديمة في المجلس التشريعي والثوري، "باستثناء "أبو مازن ومن حوله"، الذين لم تعد تربطهم به أي علاقة، "على خلاف أصدقائي في حكومة غزة، فأنا متعاطف معهم، وإن أخطئوا أنتقدهم، لأني بحمد الله لا أخاف في الله لومة لائم".

ولعل هناك من يتسائلون عن سبب تحول ناهض الريس من نصرة "فتح" إلى نصرة " حماس"، ليجيب بكلمة واحدة:"إنه المبدأ"، وتابع:" منذ طفولتي وأنا أبحث عن طريقة أؤدي واجبي فيها تجاه وطني وقضيتي، لم أتغير قط، فكل موقفٍ شجعّته، وكل تصرفٍ فعلته كان هدفه خدمة عقيدتي والدفاع عن وطني".

علاقة متوترة

عارضَ الريس ياسر عرفات في كثير من قناعاته، فلم يعجبه فصل عرفات الأخلاق عن السياسية، وإهداره الكثير من الوقت في توجيه الجهود للخارج، وتأسيس مكاتبٍ للمنظمة التحرير في العالم، في حين لم يبذل ذات الجهد في الداخل العربي .

يقول الريس:" عرفات كان يدعّي البراجماتية، في حين أنه ارتكب الكثير من الأخطاء ظناً منه أن ذكاءه سيعالجها فيما بعد، ولكنه خسر معركته في الذكاء، وضيّع الاستراتيجية من أجل "التكتيك وانتهى به الموت مسموما ".

وعن شكل هذه العلاقة المتوترة يوضح: " كان لساني طويلا على ياسر عرفات في تلك الفترة، ولكن لما عاصرت غيره بعد وفاته، ترحمّت عليه وتيقنّت أنه رجل يمكنه أن يسوس شتى الأصناف من البشر، ورجل عاش حياته ليعمل، فكرس ما لا يقل عن 18 ساعة يوميا لعمله، ونشر القضية عبر مكاتب المنظمة في الخارج".

المصالحة .. أملُ بعيد

عايش الريس الانقسام الفلسطيني، وبدا فيه مناصرته لـ "حماس" مما ألبّ الكثيرين عليه، وجعله موضع اتهام، رغم وقوفه "مع الحق"، حسب تعبيره، لكنه توقع حدوث الانقسام، وتأخر المصالحة.

يقول رافضا فكرة تنازل أي الطرفين الفلسطينيين عن مواقفهم " لن تكون أي مصالحة وطنية بين فتح وحماس، ولكن يمكن تسميتها "مصالحة الأمر الواقع"، ذلك أن أحد الطرفين لن يتنازل عن مواقفه واعتقاداته، وأنا أعجب لمصالحة بين أشخاص يؤمنون بالمقاومة حلا وخلاصا، وبين من يعتبرها عبثية ويلجأ للأعداء مقبلا يديه ليمنحه الخلاص".

وتساءل الريس " كيف نفكر بمصالحة فلسطينية مع قوات فلسطينية أقنعَها الجنرال دايتون بأن هدفها محاربة المقاومة، والتنسيق مع العدو لتحقيق هذا الهدف؟"، داعياً الفلسطينيين إلى التفريق بين التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية، وبين المصالحة، موضحاً وجهة نظره:"لربما ينجح التوقيع، ولكني أستبعد حدوث المصالحة الوطنية والاتجاه لتكوين برنامج فلسطيني مشترك لقوى الضفة وغزة".

وحسب الريس فإن الشرط الرئيسي لنجاح المصالحة التي يتوقع تأخرها كثيراً هو رجوع المقاوم الفلسطيني إلى أروقة وساحات العمل الفدائي المسلح .

وختم الريس كلامه الرائق الذي يوحي بأننا أمام أديب أريب لا يشق له غبار ، بقوله : "الشباب يطمح لتبني قضية حماسية، وهل هناك قضية أنبل وأرقى من قضية الشعب الفلسطيني في العالم كله؟!

فنحن لم يعد لدينا ما نخسره، ونأمل أن يكون لدى الشباب الشجاعة الكافية التي يغيرون فيها موازين القوى لصالح الأهداف الوطنية النبيلة" .

نحن بالفعل أمام رجل أدرك حجم المسئولية ، وحمل الهم ، وكان صاحب همة . فقلما نجد أديبا أريبا عالما شاعرا فاضلا ، وفي نفس الوقت هو مناضل كبير ومجاهد مكين ، بل إننا نكون منصفين حين نقول بأن الريس كان رجل المبادئ والقيم فقد تخلي عن عصابة حركة فتح وأعلن ولائه لمشروع حماس المقاوم الثابت الذي لا يتبدل ولا يتغير المناهض للاستعمار والاحتلال .

وفاته

الأستاذ إسماعيل هنية وقادة فلسطين وتشييع جثمان الأستاذ ناهض الريس

أعلن في مدينة غزة ظهر الثلاثاء عن وفاة وزير العدل الأسبق الاستاذ ناهض منير الريس عن عمر يناهز( 73 عاما) في إحدى المشافي في قطاع غزة بعد صراع طويل مع المرض.

ألبوم صوره

ألبوم صور الأستاذ ناهض الريس


إضغط علي الصورة لتظهر بحجمها الكامل

 

ناهض الريس

هنية-وحماس-تشيع-جثمان-ناهض-الريس

ناهض الريس

ناهض-الريس-يلقى-قصيدة-في-حفل-شعري

ناهض الريس

ناهض-الريس-يلقى-قصيدة-في-حفل-شعري

ناهض الريس

ناهض-الريس-وسط-حضور-حفل-شعرى-في-غزة

ناهض الريس

ناهض-الريس-في-أواخر-أيامه

ناهض الريس

ناهض-الريس-شاعرا

ناهض الريس

ناهض-الريس-الشاعر-المجاهد

ناهض الريس

رحيل-ناهض-الريس

ناهض الريس

منير-الريس-رئيس-بلدية-غزة-في-يوليو-1951-وهو-والد-ناهض-الريس

ناهض الريس

المجاهد-ناهض-الريس

ناهض الريس

د-محمد-المدهون-وزير-الثقافة-يزور-عائلة-ناهض-الريس

ناهض الريس

إسماعيل-هنية-وناهض-الريس


للمزيد عن الإخوان في فلسطين

أعلام الإخوان في فلسطين

العمليات الجهادية لكتائب القسام منذ تاريخها مقسمة حسب الشهر

المواقع الرسمية لإخوان فلسطين

مواقع إخبارية

الجناح العسكري

.

الجناح السياسي

الجناح الطلابي

الجناح الاجتماعي

أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو

.