يامواطن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٢٩، ١٣ نوفمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات) (حمى "يامواطن" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
يا مواطن


بقلم:أ.ماجدي البسيونى


احنا عملنا اللازم..مازلت أتذكر هذة الجملة التى استقبلنى بها ابن عمى العمدة على باب مقر اللجنة الإنتخابية بقريتنا البراشية مركز فارسكور دمياط رغم مرور أكثر من ثلاثين عاما عليها..كان عمرى وقتها قد خطى خطوته الأولى لعالم العشرين.. وقتها كان الرئيس الذى يحلو له أن يلقب بالرئيس المؤمن انور السادات يتغنى ويتراقص ويلوك ويوصم كل استفتاءاته منذ لحظة جلوسه على عرش المحروسة وحتى لحظة سقوطه بكلمته الشهيرة...كله بالديمقراطية..فتحت لافتة كله بالديمقراطية تخلص ممن بقى من رجال ثورة يوليو فى عام 1971بالسجن تحت وصفة مراكز القوى كما تخلص بالسجن أيضا وتحت نفس اللافته بكافة معارضيه عام 1980ومابين التاريخين فعل ما فعلة وتخلص بكافة الإنجازات التى أحدثتها ثورة يوليو على الجانب الاجتماعى أو الاقتصادى او السياسى وكله بالديمقراطية،حتى معاهدة الخزى والعار المسماة بكامب ديقيد كانت أيضا بإستفتاء شعبى والموافقة بالنسبة اياها 9و99تقول نعم بالديمقراطية..والديمقراطية أن يقوم ابن عمى العمدة تو دخولى لفناء المدرسة الإبتدائية بقريتنا مقر اللجنة الإنتخابية ليقول لى:احنا عملنا اللازم .

اللازم كما أبلغنى العمدة ابن عمى يومها تسديد أصوات كل من له حق التصويت من أفراد العيلة وبالطبع تسديد أصوات كل من له حق التصويت بالقرية، وكله بالديمقراطية ..ولا أعرف لماذا "نقحت عليّ "موجة عند من العيار الثقيل فصحت بعنفوان المراهقة الصارخة قائلا:انا الذى أضع صوتى بنفسى ياعمدة...فإذا به يلتفت عن يمينه وعن يسارة ومن خلفه ويقترب منى والضحكة المجلجلة له كأنه أراد أن يفهم من سمعنى وأنا أقول له:أنا الذى أضع صوتى بنفسى ياعمدة كأننى كنت أردد نكتة سيقبلها وسيجلجل لها ضاحكا رغم سخافتها على مضض ..ثم همس بالقرب من أذنى :الريح عالى يابن عمى فلا تقلل من هيبتى فرجال الأمن يتابعون الموقف والتعليمات واضحة أن تخرج النتيجة لدينا مائة فى المائة.

موجة العند لم تنحنى عندى أنا الآخر،فقلت له: لن اتراجع عن اصرارى بوضع صوتى بنفسى وبيدى ....فإذا به يقسم ان الأوراق قد انتهت تماما رغم أن موعد الظهر لم يكن قد حل بعد ..خطوت ناحية مقر لجنتى وهو من خلفى ..أخرجت بطاقتى وقدمتها لرئيس اللجنة..وهو من خلفى يردد: ......ابن عمى تلميذ فى كلية الصحافة ..أخذ رئيس اللجنة بطاقتى قرأ البيانات ثم منحنى استمارة ابداء الرأى دون ان يفتح الكشف ليجد ليتأكد ان كان اسمى به أم لا ..أخذت ورقة ابداء الرأى وتسمرت أمامه كى يفتح كشف الأسماء دون جدوى ..قلت: له رقمى 824 ..فإذا به يرد قائلا:علم انت على بطاقة التصويت ثم ضعها هنا بالصندوق....كان ممسك دفتر الأسماء بكلتا يديه وانا أنظر للورقة الأولى من الكشف بجانب كل الأسماء علامة صح تقع عينى على الإسم رقم اربعة اسم أخى "أحيد البسيونى...."خارج حدود المحافظة ان لم يكن خارج حدود المحروسة وبجانب اسمه علامة صح ..فأشرت بلإصبعى على إسمه وقلت لرئيس اللجنة:هذا اسم أخى فهل هو من أهل الخطوة.؟!فإذا بصوت ابن عمى العمدة وقد فاض به الكيل على مايبدوا يصيح:كن فى نفسك فقط فهو اخى وأنا أدرى بالصالح...فلم ألتفت له...أيقنت لحظتها أن اسمى هو الآخر بجانبه علامة صح لأن ابن عمى العمدة أدرى بالصالح فما كان منى إلا أن تناولت القلم الكوبيا ووضعت بطاقة ابداء الرأى على مشهد من الجميع ولم أكتفى بوضع علامة فى خانة "لا" بل كتبت بخط مقروء ....عيب ..ونظرات رئيس اللجنة ومساعدة وابن عمى العمدة وشيخ البلد وشيخ الخفر ومن أعرفهم ومن لا أعرفهم توجه شرار نظراتها الىّ ..طبقت البطاقة وتوجهت لأقل من خطوة كانت ثقيلة وما أن تهيأت لوضعا بداخل فتحة الصندوق الخشبى الداكن إلا ويد إبن عمى العمدة تمسك بيدى وينظر لى بتوسل قائلا :إعقل يابن عمى..سيشمت فينا الشامتون......كانت البطاقة قد أخذت طريقها لداخل الصندوق رغم إمتلائه عن آخرة..أخذت بطاقتى واستدرت خارج اللجنة وصوت ابن عمى العمدة من خلفى يقول:الولد"الكسرة تحت الواو" الخرة"الفتحة فوق الخاء" بيجيب لأهله النعل............والحديث متصل.