الفرق بين المراجعتين لصفحة: «وَوَقَفَ النَّصَارَى»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
عجيبة هي [[فلسطين]]، صار أبناؤها أئمةً لأبناءِ الأمة في كل شيء، وهذا من جميل قدر الله تعالى، فلا زلت أذكر إلى الآن أخاً كريماً من طلبة العلم من خارج بلادنا فلسطين، عندما هاتفني وطلبت منه أن يتحركوا مع العلماء لكسر الحصار عبر خطوات شعبية إعلامية، فقال لي ما معناه: تقدموا يا أهل فلسطين فأنتم والله أئمةً لنا في كل شيء، علماؤكم أئمةً لعلمائنا فإذا تقدموا وتحركوا سنتقدم ونتحرك بإذن الله تعالى، فقلت ساعتها: الحمد لله الذي حقق في أبناء شعبنا قوله تعالى: [وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا] .
عجيبة هي [[فلسطين]]، صار أبناؤها أئمةً لأبناءِ الأمة في كل شيء، وهذا من جميل قدر الله تعالى، فلا زلت أذكر إلى الآن أخاً كريماً من طلبة العلم من خارج بلادنا [[فلسطين]]، عندما هاتفني وطلبت منه أن يتحركوا مع العلماء لكسر الحصار عبر خطوات شعبية إعلامية، فقال لي ما معناه: تقدموا يا أهل [[فلسطين]] فأنتم والله أئمةً لنا في كل شيء، علماؤكم أئمةً لعلمائنا فإذا تقدموا وتحركوا سنتقدم ونتحرك بإذن الله تعالى، فقلت ساعتها: الحمد لله الذي حقق في أبناء شعبنا قوله تعالى: '''[وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا]''' .




 
في مركز رشاد الشوا دُعِيْتُ كغيري من الناس لسماع خطاب الأخ الكبير [[إسماعيل هنية]] رئيس الوزراء الفلسطيني، وكان ممن دُعِيَ العلماء والوجهاء وبعض الشخصيات الهامة في بلادنا، ومن هؤلاء بعض الشخصيات الهامة من نصارى بلادنا، وحدث أثناء الخطاب أن ذكر الأخ رئيس الوزراء أمراً يخص النصارى بالدرجة الأولى، فَدَعَى هَذَا أَنْ قَامَ الملقب: " الآب عمنويل مسلم "، وذهب إلى مكان الأخ أبي العبد واستقبله أبو العبد مرحباً به وتشابكت أكفُّهُمَا ورفعا أيدِيَهُمَا، مشيرين بهما لعلو الحق وانتصار العدل، في منظر عجيب ينزل العبرة من العين.
في مركز رشاد الشوا دُعِيْتُ كغيري من الناس لسماع خطاب الأخ الكبير إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني، وكان ممن دُعِيَ العلماء والوجهاء وبعض الشخصيات الهامة في بلادنا، ومن هؤلاء بعض الشخصيات الهامة من نصارى بلادنا، وحدث أثناء الخطاب أن ذكر الأخ رئيس الوزراء أمراً يخص النصارى بالدرجة الأولى، فَدَعَى هَذَا أَنْ قَامَ الملقب: " الآب عمنويل مسلم "، وذهب إلى مكان الأخ أبي العبد واستقبله أبو العبد مرحباً به وتشابكت أكفُّهُمَا ورفعا أيدِيَهُمَا، مشيرين بهما لعلو الحق وانتصار العدل، في منظر عجيب ينزل العبرة من العين.
 




ولكني للعجب رأيت في عيون البعض استغراباً، وسمعت من البعض الآخر استهجاناً، وكأن هذا البعض يقول: كيف وكيف ؟ مستنكراً أن تتحد أيدي الناس على الحق وهم مختلفون في مناهجهم، أو أن تتشابك أكف الخلق على العدل وإن اختلفوا في عقائدهم، أو أن يجتمعوا على الخير وشرائعهم غير متفقة !! وفي ظني إن هذا الإنكار ينبع من نظرةٍ ظالمةٍ وفكرٍ مجتزئٍ لطبيعة علاقة المسلمين مع غيرهم من غير المحاربين داخل الدولة المسلمة أو داخل المجتمع الإسلامي، فالذي في أذهان الكثيرين من أبناء الأمة أن أمثال هؤلاء كفار لا يجوز الجلوس معهم ولا مؤاكلتهم ولا ولا، على خلاف ما سطر الله لنا في القرآن والسنة النبوية.
ولكني للعجب رأيت في عيون البعض استغراباً، وسمعت من البعض الآخر استهجاناً، وكأن هذا البعض يقول: كيف وكيف ؟ مستنكراً أن تتحد أيدي الناس على الحق وهم مختلفون في مناهجهم، أو أن تتشابك أكف الخلق على العدل وإن اختلفوا في عقائدهم، أو أن يجتمعوا على الخير وشرائعهم غير متفقة !! وفي ظني إن هذا الإنكار ينبع من نظرةٍ ظالمةٍ وفكرٍ مجتزئٍ لطبيعة علاقة المسلمين مع غيرهم من غير المحاربين داخل الدولة المسلمة أو داخل المجتمع الإسلامي، فالذي في أذهان الكثيرين من أبناء الأمة أن أمثال هؤلاء كفار لا يجوز الجلوس معهم ولا مؤاكلتهم ولا ولا، على خلاف ما سطر الله لنا في القرآن والسنة النبوية.




سطر ١٥: سطر ١٢:


قدم عَدِيٌّ على رسول الله r في المدينة المنورة، فلما رآه الناس استشرفوه وَقَالُوا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ثَلَاثَ مرات، فلما رآه النبي r  نَزَعَ وِسَادَةً كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها، و سأله عن أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم و حسن إسلامه..
قدم عَدِيٌّ على رسول الله r في المدينة المنورة، فلما رآه الناس استشرفوه وَقَالُوا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ثَلَاثَ مرات، فلما رآه النبي r  نَزَعَ وِسَادَةً كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها، و سأله عن أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم و حسن إسلامه..




سطر ٢١: سطر ١٧:




إن هؤلاء الكتابيين لهم معاملة متميزة في [[الإسلام]]، فقد أباح مؤاكلتهم واعتبر طعامهم حلالاً طيبًا، كما أباح مصاهرتهم والتزوج منهم، كما قال تعالى في سورة المائدة: '''[اليَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ...]'''


إن هؤلاء الكتابيين لهم معاملة متميزة في الإسلام، فقد أباح مؤاكلتهم واعتبر طعامهم حلالاً طيبًا، كما أباح مصاهرتهم والتزوج منهم، كما قال تعالى في سورة المائدة: [اليَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ...]


والمصاهرة أحد الرابطين الأساسـيين اللذين يربطان البشر بعضهم ببعض، كما قال تعالى: '''[وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا]''' كما أن الزواج في نظر [[الإسلام]] يقوم على السكون والمودة والرحمة كما في قوله تعالى: '''[وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ]''' ومعنى زواج المسلم من كتابية - مع بقائها على دينها - أن يكون أصهاره وأجداد أولاده وجداتهم، وأخوالهم وخالاتهم، وأولاد أخوالهم وخالاتهم من أهل الكتاب، وهؤلاء لهم حقوق صلة الرحم وذوي القربى التي يفرضها [[الإسلام]].


والمصاهرة أحد الرابطين الأساسـيين اللذين يربطان البشر بعضهم ببعض، كما قال تعالى: [وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا] كما أن الزواج في نظر الإسلام يقوم على السكون والمودة والرحمة كما في قوله تعالى: [وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] ومعنى زواج المسلم من كتابية - مع بقائها على دينها - أن يكون أصهاره وأجداد أولاده وجداتهم، وأخوالهم وخالاتهم، وأولاد أخوالهم وخالاتهم من أهل الكتاب، وهؤلاء لهم حقوق صلة الرحم وذوي القربى التي يفرضها الإسلام.


ولا نجد في السماحة مع المخالف في الدين أرحب ولا أعلى من هذا الأفق الذي وجدناه في شريعة [[الإسلام]]، وفي استشراف الصحابة لعدي بن حاتم وهو نصراني، وإجلاس النبي r له على وسادته بعد أن نزعها، خير دليل على " أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً " كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.




ولا نجد في السماحة مع المخالف في الدين أرحب ولا أعلى من هذا الأفق الذي وجدناه في شريعة الإسلام، وفي استشراف الصحابة لعدي بن حاتم وهو نصراني، وإجلاس النبي r له على وسادته بعد أن نزعها، خير دليل على " أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً " كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين






هذا، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين
[[تصنيف:أراء وأفكار]]
 
[[تصنيف:أراء وأفكار شرعية]]
[[تصنيف:منوعات إخوانية]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢١:٥٢، ١٠ ديسمبر ٢٠١٠

عجيبة هي فلسطين، صار أبناؤها أئمةً لأبناءِ الأمة في كل شيء، وهذا من جميل قدر الله تعالى، فلا زلت أذكر إلى الآن أخاً كريماً من طلبة العلم من خارج بلادنا فلسطين، عندما هاتفني وطلبت منه أن يتحركوا مع العلماء لكسر الحصار عبر خطوات شعبية إعلامية، فقال لي ما معناه: تقدموا يا أهل فلسطين فأنتم والله أئمةً لنا في كل شيء، علماؤكم أئمةً لعلمائنا فإذا تقدموا وتحركوا سنتقدم ونتحرك بإذن الله تعالى، فقلت ساعتها: الحمد لله الذي حقق في أبناء شعبنا قوله تعالى: [وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا] .


في مركز رشاد الشوا دُعِيْتُ كغيري من الناس لسماع خطاب الأخ الكبير إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني، وكان ممن دُعِيَ العلماء والوجهاء وبعض الشخصيات الهامة في بلادنا، ومن هؤلاء بعض الشخصيات الهامة من نصارى بلادنا، وحدث أثناء الخطاب أن ذكر الأخ رئيس الوزراء أمراً يخص النصارى بالدرجة الأولى، فَدَعَى هَذَا أَنْ قَامَ الملقب: " الآب عمنويل مسلم "، وذهب إلى مكان الأخ أبي العبد واستقبله أبو العبد مرحباً به وتشابكت أكفُّهُمَا ورفعا أيدِيَهُمَا، مشيرين بهما لعلو الحق وانتصار العدل، في منظر عجيب ينزل العبرة من العين.


ولكني للعجب رأيت في عيون البعض استغراباً، وسمعت من البعض الآخر استهجاناً، وكأن هذا البعض يقول: كيف وكيف ؟ مستنكراً أن تتحد أيدي الناس على الحق وهم مختلفون في مناهجهم، أو أن تتشابك أكف الخلق على العدل وإن اختلفوا في عقائدهم، أو أن يجتمعوا على الخير وشرائعهم غير متفقة !! وفي ظني إن هذا الإنكار ينبع من نظرةٍ ظالمةٍ وفكرٍ مجتزئٍ لطبيعة علاقة المسلمين مع غيرهم من غير المحاربين داخل الدولة المسلمة أو داخل المجتمع الإسلامي، فالذي في أذهان الكثيرين من أبناء الأمة أن أمثال هؤلاء كفار لا يجوز الجلوس معهم ولا مؤاكلتهم ولا ولا، على خلاف ما سطر الله لنا في القرآن والسنة النبوية.


والحديث عن العلاقة بين المسلمين والنصارى شابها الكثير من المشاكل الشرعية والواقعية، وغابت في ظل الأحداث الصورةُ المشرقةُ لطبيعة العلاقة بين المسلمين وبين غيرهم، وأول ما جال في خاطري موقف حدث في السيرة النبوية لرجل من النصارى هو عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه الجواد بن الجواد فقد روت لنا كتب السير ما يلي:


قدم عَدِيٌّ على رسول الله r في المدينة المنورة، فلما رآه الناس استشرفوه وَقَالُوا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ثَلَاثَ مرات، فلما رآه النبي r نَزَعَ وِسَادَةً كانت تحته فألقاها له حتى جلس عليها، و سأله عن أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم و حسن إسلامه..


لقد عاش النصارى مع المسلمين في دولة واحدة، فوثقت الأرحام رابطتهم، وأدام النسب ودهم، بل إنَّ وثيقة المدينة المنورة قضت بأن أهل الكتاب وكانوا وقتها من اليهود، لم دينهم وللمسلمين دينهم، وأنهم أمة مع المؤمنين، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الوثيقة، والذي يظن أن الإسلام دين لا يقبل جوار دين آخر فهو مخطئ جاهل، أو يظن أن المسلمين قوم لا يستريحون إلا إذا انفردوا في العالم بالبقاء والتسلط فهو إنسان متحامل جريء. فلم يتجه فكر النبي r لرسم سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام، بل قبل – عن طيب خاطر – وجود الديانة اليهودية في المدينة، وعاهدهم وكتب بينهم وثيقة تنظم علاقتهم جميعاً.


إن هؤلاء الكتابيين لهم معاملة متميزة في الإسلام، فقد أباح مؤاكلتهم واعتبر طعامهم حلالاً طيبًا، كما أباح مصاهرتهم والتزوج منهم، كما قال تعالى في سورة المائدة: [اليَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ المُؤْمِنَاتِ وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ...]


والمصاهرة أحد الرابطين الأساسـيين اللذين يربطان البشر بعضهم ببعض، كما قال تعالى: [وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا] كما أن الزواج في نظر الإسلام يقوم على السكون والمودة والرحمة كما في قوله تعالى: [وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] ومعنى زواج المسلم من كتابية - مع بقائها على دينها - أن يكون أصهاره وأجداد أولاده وجداتهم، وأخوالهم وخالاتهم، وأولاد أخوالهم وخالاتهم من أهل الكتاب، وهؤلاء لهم حقوق صلة الرحم وذوي القربى التي يفرضها الإسلام.


ولا نجد في السماحة مع المخالف في الدين أرحب ولا أعلى من هذا الأفق الذي وجدناه في شريعة الإسلام، وفي استشراف الصحابة لعدي بن حاتم وهو نصراني، وإجلاس النبي r له على وسادته بعد أن نزعها، خير دليل على " أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً " كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.


هذا، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا المُصْطَفَى مُحَمَّدٍ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين