الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التمييز العنصري وكيف حاربه الاسلام»
ط (حمى "التمييز العنصري وكيف حاربه الاسلام" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد))) |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
<center>'''التمييز العنصري وكيف حاربه الاسلام'''</center> | <center>'''التمييز العنصري وكيف حاربه [[الاسلام]]'''</center> | ||
'''بقلم الداعية الدكتور فتحي يكن''' | '''بقلم الداعية الدكتور [[فتحي يكن]]''' | ||
[[ملف:يكن 2.jpg|يسار|220بك]] | [[ملف:يكن 2.jpg|يسار|220بك]] | ||
كان [[الاسلام]] الرحمة المهداة الى البشرية جمعاء .. فهو رسالة المحبة والعدالة والحرية والمساواة للناس أجمعين بدليل قوله تعالى [ وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ] وفي زمن كان التمييز العنصري والطبقي والعرقي صاحب الحظ الأوفى والعنوان الأعرض في شبه جزيرة العرب . | |||
·فهو ابتداء دعا الى اعتماد لغة التعارف والحوار بين بني البشر بدل لغة الأنياب والظافر ، فقال تعالى [ با أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] | |||
وهو تاليا وضع أرسى قاعدة المساواة الحقيقة بين الناس على مختلف أجناسهم والوانهم وأطيافهم .. ولقد توج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في خطبة حجة الوداع حيث قال [ أيها الناس : إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء .. كلكم لآدم وآدم من تراب .. ليس لعربي فضل على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود الابالتقوى ] | |||
ثم إن [[الاسلام]] أسقط دعاوى المفاضلة بين بين الطبقات عبر قاعدة قل نظيرها في معظم الشرائع والقوانين والوضعية ، إلا ما كان مقتبسامن [[الاسلام]] ، وهي قاعدة [ الناس سواسية كأسنان المشط الواحد ] | |||
ويوم فتح المسلمون [[مصر]] بقيادة عمرو بن العاص ، رغب المقوقس عظيم الأقباط في المفاوضة ، فأرسل اليهم ابن العاص وفدا قوامه عشرة أشخاص برئاسة عبادة بن الصامت ، وكان شديد السواد . | |||
ولما دخل الوفد على المقوقس تقدمهم عبادة ، فأبى المقوقس أن يكلمه رجل أسود ، وقال للوفد نحوا عني هذا الأسود وقدموا غيره يكلمني ، فقالوا : " إن هذا الأسود أفضلنا رأيا وعلما ، وهو سيدنا وخيرنا والمقدم فينا ، وإنمانرجع الى قوله ورأيه ، وقد أمره علينا الأمير ، وأمرنا أن لا نخالف رأيه وقوله" فقال المقوقس : وكيف رضيتم أن يكون هذا الأسود أفضلكم ، وإنما ينبغي أن يكون أدناكم ؟ قالوا : " كلا إنه وإن كان أسود كما ترى ، فإنه من أفضلنا موضعا ، وأفضلنا سابقة وعلما ورأيا ، وليس ينكر السواد فينا ، عندها قال المقوقس لعبادة [ كلمني يا هذا ولكن برفق فإني أخاف سوادك ] | |||
وأخيرا.. فإن انسانية الاسلام بلغت شأواً لايـُرقى اليه، حين ساوت في العطاء الرعائي بين عموم الناس، على اختلاف الوانهم وأجناسهم وإثنياتهم ، وحين سجل الخطاب القرآني سبقا في الانفتاح على الآخر، تعارفا وحوارا وتعاونا من خلال قوله صلى الله عليه وسلم :{ الخلق كلهم عيال الله ، أحبهم اليه أنفعهم لعياله } ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم | ·وفي سقطة من سقطات لسان " أبي ذر الغفاري" ، عير بها بلآل بن رباح الحبشي بأمه السوداء ، حيث ناداه يا "ابن السوداء" ، فلما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعلته ، وضع أبو ذر رأسه على الأرض وطلب من بلال أن يدوس عليها بقدمه ، تكفيرا عن خطيئته] | ||
·و[[الاسلام]] منهج انساني لا مكان فيه لتعصب وعصبية ، فانسانيته فوق كل الاعتبارات الطائفية والمذهبية والقبلية والقومية ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : { أيها الناس .. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء ، كلكم لآدم وآدم من تراب } وفي موضع أخر يقول : { ليس منا من دعا الى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية .. دعوها فانها منتنة } | |||
وأخيرا.. فإن انسانية [[الاسلام]] بلغت شأواً لايـُرقى اليه، حين ساوت في العطاء الرعائي بين عموم الناس، على اختلاف الوانهم وأجناسهم وإثنياتهم ، وحين سجل الخطاب القرآني سبقا في الانفتاح على الآخر، تعارفا وحوارا وتعاونا من خلال قوله صلى الله عليه وسلم :{ الخلق كلهم عيال الله ، أحبهم اليه أنفعهم لعياله } ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون . | |||
'''<center>وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم</center>''' | |||
== المصدر == | == المصدر == | ||
*'''مقال:'''[http://www.daawa.net/display/arabic/lectures/detailecture.aspx?lecid=8 التمييز العنصري وكيف حاربه الاسلام] ''' موقع : شبكة الدعوة ''' | *'''مقال:'''[http://www.daawa.net/display/arabic/lectures/detailecture.aspx?lecid=8 التمييز العنصري وكيف حاربه الاسلام] ''' موقع : شبكة الدعوة ''' | ||
مراجعة ١٨:٣٧، ١٨ مايو ٢٠١١
بقلم الداعية الدكتور فتحي يكن
كان الاسلام الرحمة المهداة الى البشرية جمعاء .. فهو رسالة المحبة والعدالة والحرية والمساواة للناس أجمعين بدليل قوله تعالى [ وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ] وفي زمن كان التمييز العنصري والطبقي والعرقي صاحب الحظ الأوفى والعنوان الأعرض في شبه جزيرة العرب .
·فهو ابتداء دعا الى اعتماد لغة التعارف والحوار بين بني البشر بدل لغة الأنياب والظافر ، فقال تعالى [ با أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ]
وهو تاليا وضع أرسى قاعدة المساواة الحقيقة بين الناس على مختلف أجناسهم والوانهم وأطيافهم .. ولقد توج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في خطبة حجة الوداع حيث قال [ أيها الناس : إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء .. كلكم لآدم وآدم من تراب .. ليس لعربي فضل على أعجمي ، ولا لأبيض على أسود الابالتقوى ]
ثم إن الاسلام أسقط دعاوى المفاضلة بين بين الطبقات عبر قاعدة قل نظيرها في معظم الشرائع والقوانين والوضعية ، إلا ما كان مقتبسامن الاسلام ، وهي قاعدة [ الناس سواسية كأسنان المشط الواحد ]
ويوم فتح المسلمون مصر بقيادة عمرو بن العاص ، رغب المقوقس عظيم الأقباط في المفاوضة ، فأرسل اليهم ابن العاص وفدا قوامه عشرة أشخاص برئاسة عبادة بن الصامت ، وكان شديد السواد .
ولما دخل الوفد على المقوقس تقدمهم عبادة ، فأبى المقوقس أن يكلمه رجل أسود ، وقال للوفد نحوا عني هذا الأسود وقدموا غيره يكلمني ، فقالوا : " إن هذا الأسود أفضلنا رأيا وعلما ، وهو سيدنا وخيرنا والمقدم فينا ، وإنمانرجع الى قوله ورأيه ، وقد أمره علينا الأمير ، وأمرنا أن لا نخالف رأيه وقوله" فقال المقوقس : وكيف رضيتم أن يكون هذا الأسود أفضلكم ، وإنما ينبغي أن يكون أدناكم ؟ قالوا : " كلا إنه وإن كان أسود كما ترى ، فإنه من أفضلنا موضعا ، وأفضلنا سابقة وعلما ورأيا ، وليس ينكر السواد فينا ، عندها قال المقوقس لعبادة [ كلمني يا هذا ولكن برفق فإني أخاف سوادك ]
·وفي سقطة من سقطات لسان " أبي ذر الغفاري" ، عير بها بلآل بن رباح الحبشي بأمه السوداء ، حيث ناداه يا "ابن السوداء" ، فلما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعلته ، وضع أبو ذر رأسه على الأرض وطلب من بلال أن يدوس عليها بقدمه ، تكفيرا عن خطيئته]
·والاسلام منهج انساني لا مكان فيه لتعصب وعصبية ، فانسانيته فوق كل الاعتبارات الطائفية والمذهبية والقبلية والقومية ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : { أيها الناس .. إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء ، كلكم لآدم وآدم من تراب } وفي موضع أخر يقول : { ليس منا من دعا الى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية .. دعوها فانها منتنة }
وأخيرا.. فإن انسانية الاسلام بلغت شأواً لايـُرقى اليه، حين ساوت في العطاء الرعائي بين عموم الناس، على اختلاف الوانهم وأجناسهم وإثنياتهم ، وحين سجل الخطاب القرآني سبقا في الانفتاح على الآخر، تعارفا وحوارا وتعاونا من خلال قوله صلى الله عليه وسلم :{ الخلق كلهم عيال الله ، أحبهم اليه أنفعهم لعياله } ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
المصدر
- مقال:التمييز العنصري وكيف حاربه الاسلام موقع : شبكة الدعوة