الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ذكريات مع الراحل البشوش.. د. حسن الحيوان»
Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''<center> ذكريات مع الراحل البشوش.. د. حسن الحيوان</center>''' left|220px '''بقلم: د. أحمد ع...') |
Attea mostafa (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''<center> ذكريات مع الراحل البشوش.. د. حسن الحيوان</center>''' | '''<center> ذكريات مع الراحل البشوش.. د. [[حسن الحيوان]] </center>''' | ||
[[ملف:عبد العاطى.jpg|left|220px]] | [[ملف:عبد العاطى.jpg|left|220px]] | ||
سطر ٥: | سطر ٥: | ||
'''بقلم: د. أحمد عبد العاطي''' | '''بقلم: د. أحمد عبد العاطي''' | ||
لا أدري من أين أبدأ فلِهول الخبر الذي فاجأني من فقدانِ أخي وحبيب قلبي د. حسن الحيوان تتوه الكلمات والأفكار في عميق الحزن الذي ألمَّ بي وبكل الإخوان وكل مَن عرف هذا الإنسان العظيم رقيق القلب مرهف الحس نابه العقل دؤوب الحركة.. حسن الحيوان. | لا أدري من أين أبدأ فلِهول الخبر الذي فاجأني من فقدانِ أخي وحبيب قلبي د. [[حسن الحيوان]] تتوه الكلمات والأفكار في عميق الحزن الذي ألمَّ بي وبكل [[الإخوان]] وكل مَن عرف هذا الإنسان العظيم رقيق القلب مرهف الحس نابه العقل دؤوب الحركة.. [[حسن الحيوان]] . | ||
'''محطات مع د. حسن الحيوان''' | '''محطات مع د. [[حسن الحيوان]] ''' | ||
- كانت المحطة الأولى معرفة بالاستماع عنه وعن مآثره وتفوقه في المجال الدعوي والسياسي وقت أن كنا طلابًا بجامعةِ الزقازيق نهاية الثمانينيات وكم كان شغفي بالتعرف عليه والاستماع له ولكن لم يقدر الله لي ذلك. | - كانت المحطة الأولى معرفة بالاستماع عنه وعن مآثره وتفوقه في المجال الدعوي والسياسي وقت أن كنا طلابًا بجامعةِ الزقازيق نهاية الثمانينيات وكم كان شغفي بالتعرف عليه والاستماع له ولكن لم يقدر الله لي ذلك. | ||
سطر ١٩: | سطر ١٩: | ||
* يومًا ما طلب من أخٍ أن يزور إخوانه ويهدي لهم النصح والخبرة واستحيى الأخ أن يفعل ذلك، ولكنه عبَّر عن ذلك بتلقائيةٍ ورفضٍ مصحوبًا بحركاتٍ باليدِ وهرولة تنمّ عن الخوف (كأنك تطلب من واحد لا يجيد السباحة أن يُعبِّر المانش قائلاً له: لا بلاش أنا بلاش علشان خاطري بلاش وهرول مسرعاً) فما كان منه إلا أن اصطحبني معه وأدينا المهمة ولكن بقيت الدعابة والموقف والكلمات ثم الضحكات هي سيدة الموقف كلما التقينا. | * يومًا ما طلب من أخٍ أن يزور إخوانه ويهدي لهم النصح والخبرة واستحيى الأخ أن يفعل ذلك، ولكنه عبَّر عن ذلك بتلقائيةٍ ورفضٍ مصحوبًا بحركاتٍ باليدِ وهرولة تنمّ عن الخوف (كأنك تطلب من واحد لا يجيد السباحة أن يُعبِّر المانش قائلاً له: لا بلاش أنا بلاش علشان خاطري بلاش وهرول مسرعاً) فما كان منه إلا أن اصطحبني معه وأدينا المهمة ولكن بقيت الدعابة والموقف والكلمات ثم الضحكات هي سيدة الموقف كلما التقينا. | ||
* زرته يومًا في محبسه فحملني رسالة للإخوان من ثلاثة بنود: | * زرته يومًا في محبسه فحملني رسالة [[للإخوان]] من ثلاثة بنود: | ||
1- نحن جميعًا- يقصد المحبوسون ظلمًا وعدوانًا- بخيرٍ وفي أحسن حال ولا ينقصنا شيء ولا يجب أن ينشغل الإخوان بنا. | 1- نحن جميعًا- يقصد المحبوسون ظلمًا وعدوانًا- بخيرٍ وفي أحسن حال ولا ينقصنا شيء ولا يجب أن ينشغل [[الإخوان]] بنا. | ||
2- على الإخوان أن يركزوا في قضيةِ الإصلاح ويصبروا ويعلموا أنَّ هذا ثمن بسيط لما نهدف إليه. | 2- على الإخوان أن يركزوا في قضيةِ الإصلاح ويصبروا ويعلموا أنَّ هذا ثمن بسيط لما نهدف إليه. | ||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
* أرسلتُ أستشيره يومًا في إحدى جلسات محاكمته- التي أُفرج عنه فيها المرة الأولى- حيث إنني أنوي الكتابة فما رأيه وماذا يُرشح لي من المجالات لأبدأ به فجاءتني إجابته بالترحاب الشديد وأنه ينوي تأليف كتابين بعد خروجه: | * أرسلتُ أستشيره يومًا في إحدى جلسات محاكمته- التي أُفرج عنه فيها المرة الأولى- حيث إنني أنوي الكتابة فما رأيه وماذا يُرشح لي من المجالات لأبدأ به فجاءتني إجابته بالترحاب الشديد وأنه ينوي تأليف كتابين بعد خروجه: | ||
- أولهما عن العلاقة بين الإخوان والاتجاهات السياسية الأخرى وتمايز المناهج | - أولهما عن العلاقة بين [[الإخوان]] والاتجاهات السياسية الأخرى وتمايز المناهج | ||
- وثانيهما عن تكوين المبدعين | - وثانيهما عن تكوين المبدعين | ||
سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
'''ولكن قدَّر الله لم يمهله ليخرج كتابيه إلى النور وشاء الله أن تكون بداية كتابتي (رثاء أخي حسن).''' | '''ولكن قدَّر الله لم يمهله ليخرج كتابيه إلى النور وشاء الله أن تكون بداية كتابتي (رثاء أخي حسن).''' | ||
* صارحته يومًا بوجوب أن يُعدَّ نفسه ليخرج على وسائلِ الإعلام؛ لأنَّ الإخوان في أمسِّ الاحتياجِ لمثل هذه الرموز تُعبِّر عنها خاصةً وأن دوره كان كبيرًا خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفي قضايا الإصلاح- وهو ما دفع الظالمين لسجنه والتعنت معه، وما علموا أنَّ الله أراد أن يُعاقبهم ويثيبه ويعده للقائه- ليخوض تجربةَ السجن ويتعرَّض لهذه المنحة الربانية للتنقيةِ قبل اللقاء وليرتبط الناس كلهم به ويتلقفون أخباره ويحزنون على فراقه، وكان مما طلبته منه أن يُعوِّد نفسه على أن يرتدي البدلةَ الرسميةَ مع رباط العنق؛ لأن ذلك قد يكون أنسب فأجاب ببساطته المعهودة: أنا لا أعرف ولا أحب ارتداء البدل ولكن لا أستريح إلا في مثل هذا الزي البسيط. | * صارحته يومًا بوجوب أن يُعدَّ نفسه ليخرج على وسائلِ الإعلام؛ لأنَّ [[الإخوان]] في أمسِّ الاحتياجِ لمثل هذه الرموز تُعبِّر عنها خاصةً وأن دوره كان كبيرًا خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفي قضايا الإصلاح- وهو ما دفع الظالمين لسجنه والتعنت معه، وما علموا أنَّ الله أراد أن يُعاقبهم ويثيبه ويعده للقائه- ليخوض تجربةَ السجن ويتعرَّض لهذه المنحة الربانية للتنقيةِ قبل اللقاء وليرتبط الناس كلهم به ويتلقفون أخباره ويحزنون على فراقه، وكان مما طلبته منه أن يُعوِّد نفسه على أن يرتدي البدلةَ الرسميةَ مع رباط العنق؛ لأن ذلك قد يكون أنسب فأجاب ببساطته المعهودة: أنا لا أعرف ولا أحب ارتداء البدل ولكن لا أستريح إلا في مثل هذا الزي البسيط. | ||
'''أمي وأبنائي وحزنهم على فراق أخي''' | '''أمي وأبنائي وحزنهم على فراق أخي''' | ||
سطر ٤٩: | سطر ٤٩: | ||
حقًّا لا أستطيع أن أصف مشاعري تجاه هذا الفيض الدافق من حُبِّ الإخوة الذي يملأ قلبه الذي توقف فجأةً ليفضي إلى ربه. | حقًّا لا أستطيع أن أصف مشاعري تجاه هذا الفيض الدافق من حُبِّ الإخوة الذي يملأ قلبه الذي توقف فجأةً ليفضي إلى ربه. | ||
• كنت ما زلتُ خارج مصر وأنا أُفكر فيه لأتصل به وأنا في طريقي للمسجد لأداء صلاة فجر الأحد وإذا بهاتفي يدق ونحن في الركعةِ الأولى- على غير العادة- فأصابني القلق فانطلقتُ بعد الصلاة مسرعًا لأرى مَن هاتفني لأجد أخًا يخبرني بنبأ الوفاة!! يا الله رحل أخي حسن قبل أن أراه وحتى لن أستطيع أن أُشيعه؟؟ اللهم ارحمه وارزقنا الصبر على فراقه. | • كنت ما زلتُ خارج [[مصر]] وأنا أُفكر فيه لأتصل به وأنا في طريقي للمسجد لأداء صلاة فجر الأحد وإذا بهاتفي يدق ونحن في الركعةِ الأولى- على غير العادة- فأصابني القلق فانطلقتُ بعد الصلاة مسرعًا لأرى مَن هاتفني لأجد أخًا يخبرني بنبأ الوفاة!! يا الله رحل أخي حسن قبل أن أراه وحتى لن أستطيع أن أُشيعه؟؟ اللهم ارحمه وارزقنا الصبر على فراقه. | ||
'''الأمة فقدتك يا دكتور حسن''' | '''الأمة فقدتك يا دكتور حسن''' | ||
أنا لا أغالي إن قلت إنَّ الأمةَ كلها وفي القلب منها دعوة الإخوان فقدت ركيزةً ضخمةً من طرازٍ فريدٍ.. ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب). | أنا لا أغالي إن قلت إنَّ الأمةَ كلها وفي القلب منها دعوة [[الإخوان]] فقدت ركيزةً ضخمةً من طرازٍ فريدٍ.. ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب). | ||
'''اقتراحات عملية لأحباء الحبيب حسن الحيوان''' | '''اقتراحات عملية لأحباء الحبيب [[حسن الحيوان]] ''' | ||
1- الدعاء له دومًا وخاصةً عند الغروب في ورد الرابطة | 1- الدعاء له دومًا وخاصةً عند الغروب في ورد الرابطة | ||
سطر ٦٧: | سطر ٦٧: | ||
5- عمل احتفالية تأبين له بالنقابة التي طالما وقف فيها مدافعًا عن الحق- نقابة أطباء الشرقية. | 5- عمل احتفالية تأبين له بالنقابة التي طالما وقف فيها مدافعًا عن الحق- نقابة أطباء الشرقية. | ||
وأخيرًا وليس بآخر سيبقى حسن الحيوان في قلوبنا وخواطرنا لا يُفارقنا وسيبقى أثره لأجيال قادمة وإلى أن نلقاك أخي حسن: نم قرير العين وألهمنا الله وأهله وأحبابه الصبر والسلوان | وأخيرًا وليس بآخر سيبقى [[حسن الحيوان]] في قلوبنا وخواطرنا لا يُفارقنا وسيبقى أثره لأجيال قادمة وإلى أن نلقاك أخي حسن: نم قرير العين وألهمنا الله وأهله وأحبابه الصبر والسلوان | ||
== المصدر == | == المصدر == | ||
*'''مقال:'''[http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=24635&SecID=391 ذكريات مع الراحل البشوش.. د. حسن الحيوان]'''إخوان أون لاين''' | *'''مقال:'''[http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=24635&SecID=391 ذكريات مع الراحل البشوش.. د. حسن الحيوان]'''إخوان أون لاين''' | ||
{{روابط حسن الحيوان}} | |||
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | [[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | ||
[[تصنيف:روابط حسن الحيوان]] | [[تصنيف:روابط حسن الحيوان]] |
مراجعة ١٩:٢٥، ١٢ يونيو ٢٠١١
بقلم: د. أحمد عبد العاطي
لا أدري من أين أبدأ فلِهول الخبر الذي فاجأني من فقدانِ أخي وحبيب قلبي د. حسن الحيوان تتوه الكلمات والأفكار في عميق الحزن الذي ألمَّ بي وبكل الإخوان وكل مَن عرف هذا الإنسان العظيم رقيق القلب مرهف الحس نابه العقل دؤوب الحركة.. حسن الحيوان .
محطات مع د. حسن الحيوان
- كانت المحطة الأولى معرفة بالاستماع عنه وعن مآثره وتفوقه في المجال الدعوي والسياسي وقت أن كنا طلابًا بجامعةِ الزقازيق نهاية الثمانينيات وكم كان شغفي بالتعرف عليه والاستماع له ولكن لم يقدر الله لي ذلك.
- أما المحطة الثانية فكانت قبل ست سنوات حيث كنا نلتقي على مدارسةِ شئون الدعوة وهموم الأمة ومستقبل شبابها وكم كان راجح العقل واسع الصدر منبسط السريرة دومًا يباغت محدثه (بقفشات مضحكة) ترطب من سخونةِ النقاش وتترك النفوس مستريحة ومتشوقة للقائه واستطلاع رأيه الذي كان يلقى قبولاً من الجميع حتى مخالفيه لكونه مصحوبًا بالحجة ومؤصلاً بثوابت الدين وممزوجًا بأصول الدعوة ومقتضيات الواقع.
- وتعددت اللقاءات على هامش الدعوة وصحبتها الأسفار التي طالما زادت الألفة والتفاهم والحب بيننا، وكم كان عطوفًا حريصًا على السؤال عن أخباري الشخصية مسديًا لي النصح في رفق ومودة، وطالبًا مني النصح رغم فارق السن والخبرة والعلم والتاريخ الدعوي بيننا.
- ولأخي الراحل حسن مواقف لا تُنسى كلها مرحة لكنها مؤثرة تنم عن طيبِ قلبه وأصالة معدنه وترسخ الدعوة بداخله:
- يومًا ما طلب من أخٍ أن يزور إخوانه ويهدي لهم النصح والخبرة واستحيى الأخ أن يفعل ذلك، ولكنه عبَّر عن ذلك بتلقائيةٍ ورفضٍ مصحوبًا بحركاتٍ باليدِ وهرولة تنمّ عن الخوف (كأنك تطلب من واحد لا يجيد السباحة أن يُعبِّر المانش قائلاً له: لا بلاش أنا بلاش علشان خاطري بلاش وهرول مسرعاً) فما كان منه إلا أن اصطحبني معه وأدينا المهمة ولكن بقيت الدعابة والموقف والكلمات ثم الضحكات هي سيدة الموقف كلما التقينا.
- زرته يومًا في محبسه فحملني رسالة للإخوان من ثلاثة بنود:
1- نحن جميعًا- يقصد المحبوسون ظلمًا وعدوانًا- بخيرٍ وفي أحسن حال ولا ينقصنا شيء ولا يجب أن ينشغل الإخوان بنا.
2- على الإخوان أن يركزوا في قضيةِ الإصلاح ويصبروا ويعلموا أنَّ هذا ثمن بسيط لما نهدف إليه.
3- أننا ثابتون مطمئنون خلف قيادتنا ونُقرئهم جميعًا السلام.
- أرسلتُ أستشيره يومًا في إحدى جلسات محاكمته- التي أُفرج عنه فيها المرة الأولى- حيث إنني أنوي الكتابة فما رأيه وماذا يُرشح لي من المجالات لأبدأ به فجاءتني إجابته بالترحاب الشديد وأنه ينوي تأليف كتابين بعد خروجه:
- أولهما عن العلاقة بين الإخوان والاتجاهات السياسية الأخرى وتمايز المناهج
- وثانيهما عن تكوين المبدعين
ولكن قدَّر الله لم يمهله ليخرج كتابيه إلى النور وشاء الله أن تكون بداية كتابتي (رثاء أخي حسن).
- صارحته يومًا بوجوب أن يُعدَّ نفسه ليخرج على وسائلِ الإعلام؛ لأنَّ الإخوان في أمسِّ الاحتياجِ لمثل هذه الرموز تُعبِّر عنها خاصةً وأن دوره كان كبيرًا خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفي قضايا الإصلاح- وهو ما دفع الظالمين لسجنه والتعنت معه، وما علموا أنَّ الله أراد أن يُعاقبهم ويثيبه ويعده للقائه- ليخوض تجربةَ السجن ويتعرَّض لهذه المنحة الربانية للتنقيةِ قبل اللقاء وليرتبط الناس كلهم به ويتلقفون أخباره ويحزنون على فراقه، وكان مما طلبته منه أن يُعوِّد نفسه على أن يرتدي البدلةَ الرسميةَ مع رباط العنق؛ لأن ذلك قد يكون أنسب فأجاب ببساطته المعهودة: أنا لا أعرف ولا أحب ارتداء البدل ولكن لا أستريح إلا في مثل هذا الزي البسيط.
أمي وأبنائي وحزنهم على فراق أخي
فبرغم أنها لم تره إلا مرةً واحدةً في غيابي حيث أغاث لهفة أسرتي بأن ذهب إلى بيتنا ليجري الكشف الطبي على أمي إلا أنها عرفت فيه الإنسان والطبيب الماهر فأثنت عليه وعلى مهارته وأدبه وروح الاطمئنانِ التي أرسلها لها، وكانت كلما علمت بتجديدِ حبسه حزنت ودعت له، وكذا أبنائي ورغم صغر سنهم إلا أنهم كانوا دائمي السؤال عن عمو حسن؟ والآن يأتيني صوتهم الحزين لقد ذهب عمو حسن إلى جوار ربه لكنه سيبقي بروحه وأثره معنا.
- كان شديد الحب لإخوانه.. لا أذكر يومًا أن هجا أحدًا أو ذكره بسوء يقول عنهم دائمًا (ده أخ محترم جدًّا جدًّا)، ويبدأ في تعدادِ مناقبه ولا يمنعه الحياء من التنبيه لبعضِ عيوبه في شكلِ نصائح يجب أن يؤديها الإخوان معه ليرفعوا من كفاءته.
اللقاء الأخير
- حيث أتاني نبأ الإفراج عنه بعد وصوله المنزل مساء الثلاثاء بدقائق، وكنت خارج مصر فسارعت إلى الاتصال به وردت زوجته في فرحةٍ غامرةٍ نعم وصل ولكنه يغير ملابسه واستأذنتني أن أُحدثه بعد قليلٍ وترددت في أن أعاود الاتصال به ليلاً حيث كان منتصف الليل ودار بداخلي صراع العقل والعاطفة فتغلبت العاطفة وعاودت الاتصال فجاءني صوته الفرح المنطلق: أهلاً بالحبيبِ الغالي.. والله يا أحمد يا عبد العاطي إني أحبك في الله.. اللهم اجمعنا في الجنة إخوانًا على سررٍ متقابلين.. طمني عليك وعلى أولادك.
حقًّا لا أستطيع أن أصف مشاعري تجاه هذا الفيض الدافق من حُبِّ الإخوة الذي يملأ قلبه الذي توقف فجأةً ليفضي إلى ربه.
• كنت ما زلتُ خارج مصر وأنا أُفكر فيه لأتصل به وأنا في طريقي للمسجد لأداء صلاة فجر الأحد وإذا بهاتفي يدق ونحن في الركعةِ الأولى- على غير العادة- فأصابني القلق فانطلقتُ بعد الصلاة مسرعًا لأرى مَن هاتفني لأجد أخًا يخبرني بنبأ الوفاة!! يا الله رحل أخي حسن قبل أن أراه وحتى لن أستطيع أن أُشيعه؟؟ اللهم ارحمه وارزقنا الصبر على فراقه.
الأمة فقدتك يا دكتور حسن
أنا لا أغالي إن قلت إنَّ الأمةَ كلها وفي القلب منها دعوة الإخوان فقدت ركيزةً ضخمةً من طرازٍ فريدٍ.. ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب).
اقتراحات عملية لأحباء الحبيب حسن الحيوان
1- الدعاء له دومًا وخاصةً عند الغروب في ورد الرابطة
2- جمع تراثه على ندرته (كتابات- أشرطة-....) ونشره
3- عمل ملخص لسيرته الذاتية ونشره
4- إطلاق اسمه من خلال زملائه وطلابه على إحدى قاعات الدرس بكلية الطب- جامعة الزقازيق.
5- عمل احتفالية تأبين له بالنقابة التي طالما وقف فيها مدافعًا عن الحق- نقابة أطباء الشرقية.
وأخيرًا وليس بآخر سيبقى حسن الحيوان في قلوبنا وخواطرنا لا يُفارقنا وسيبقى أثره لأجيال قادمة وإلى أن نلقاك أخي حسن: نم قرير العين وألهمنا الله وأهله وأحبابه الصبر والسلوان
المصدر
- مقال:ذكريات مع الراحل البشوش.. د. حسن الحيوانإخوان أون لاين