الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:من تراث الدعوة»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<center>'''[[القدس بين حضارة التدمير وحضارة التعمير]]'''</center>
<center>'''[[ المسئولية الاجتماعية بين التقعيد والرصد الميداني]]'''</center>




[[ملف:القدس القديمة.jpg|تصغير|210بك||<center>'''مدبنة القدس قبل أن تطأها يد الدمار'''</center>]]
[[ملف:جابر قميحة.jpg|تصغير|210بك||<center>'''الدكتور جابر قميحة'''</center>]]
علي النقيض عاشت الحضارة الإسلامية.. حضارة إنسانية تؤدي رسالة البناء والتعمير والتنوير.. وهذا الحكم علي الحضارتين لا تعصب فيه, ولا انحياز, ولا إسراف, ولا شطط لأنه حكم التاريخ ببلاغة واقعية حاسمة فائقة.. لا تعرف التزييف والتزوير.
يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي: "الحقيقة ألا يراد بالعمل إلا وجه الله تعالى، وهو إشارة إلى إخلاص الصديقين، وهو الإخلاص المطلق، فأما من يعمل لرجاء الجنة، وخوف النار فهو مخلص، بالإضافة إلى الحظوظ العاجلة، وإنما المطلوب الحق ـ لذوي الألباب ـ وجه الله تعالى فقط"([3]).
     
وما بالك بدين يجعل من أساسيات «دستور الحرب» الانتصار للقيم الإنسانية, والتحلي «بأخلاق الفروسية» في صورتها المثلى, فيحرم علي الجندي المسلم المقاتل: أن يخون, أو يغدر, أو يغل (ينهب), أو يمثل بالجثث, أو يقتل الأطفال والنساء والشيوخ, أو الرهبان المنقطعين للعبادة, أو البهائم والحيوانات, ويحرم عليه التخريب بقطع النخل والشجر, وحرق البيوت والمنازل والمحلات, وعليه أن يطيع الله في السر والعلن. والسراء والضراء.


إنها توجيهات النبي صلي الله عليه وسلم وخلفائه للقادة والجيوش المسيرة لقتال أعداء الإسلام والأمة. وقد أخذ المسلمون أنفسهم بها في حروبهم, وفتوحاتهم, وتعاملهم مع الآخرين. بينما عاش الغرب علي العدوان الذي لم يتوقف علي مدار التاريخ.
فالعمل إذن يوزن بميزان النية، والعمل يكتسب أو يعدم قيمته تبعًا للدافع أو الباعث الذاتي، وهو ما يسمى بالنية، قال أبو سلمة: قلت لأبي سعيد الخدري: ما ترى فيما أحدث الناس من الملبس والمشرب والمركب، والمطعم؟ فقال: يا ابن أخي: كل لله، واشرب لله، والبس لله ، وكل شيء من ذلك دخله زهو أو مباهاة، أو رياء، أو سمعة فهو معصية أو سرف([4]).


والأمثلة الدالة علي صدق هذا الحكم أكثر من أن تحصى, ونكتفي منها بمثال واحد في هذا المقام. وهو ما ارتكبه الصليبيون من جرائم عندما سقطت القدس في أيديهم في أواخر شعبان من سنة 492هـ. يقول ابن الأثير في كتابه «الكامل»: «... وركب الناس السيف, ولبث الفرنج في البلدة أسبوعًا, يقتلون فيه المسلمين, وقتلوا في المسجد الأقصي ما يزيد علي سبعين ألفًا, منهم جماعة كثيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبّادهم, وزهَّادهم ممن فارق الأوطان, وجاور بذلك الموضع الشريف........[[القدس بين حضارة التدمير وحضارة التعمير|تابع القراءة]]
يقول الدهلوي: أعلم أن النية روح والعبادة جسد، ولا حياة للجسد بدون الروح، والروح لها حياة بعد مفارقة البدن، ولكن لا تظهر آثار الحياة كاملة بدونه، ولذلك قال تعالى: ('''لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ''') (الحج: 37)، وشبه النبي – صلى الله عليه وسلم - في كثير من المواضع من صدقت نيته، ولم يتمكن من العمل لمانع بمن عمل ذلك العمل، كالمسافر والمريض لا يستطيعان وردًا واظبًا عليه، فيكتب لهما، وكصادق العزم في الإنفاق، وهو مملق يكتب كأنه أنفق"([5]).
 
وقد سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء: أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"([6]).
........[[ المسئولية الاجتماعية بين التقعيد والرصد الميداني|تابع القراءة]]

مراجعة ١٧:٣٦، ٣١ يوليو ٢٠١٠

المسئولية الاجتماعية بين التقعيد والرصد الميداني


الدكتور جابر قميحة

يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي: "الحقيقة ألا يراد بالعمل إلا وجه الله تعالى، وهو إشارة إلى إخلاص الصديقين، وهو الإخلاص المطلق، فأما من يعمل لرجاء الجنة، وخوف النار فهو مخلص، بالإضافة إلى الحظوظ العاجلة، وإنما المطلوب الحق ـ لذوي الألباب ـ وجه الله تعالى فقط"([3]).

فالعمل إذن يوزن بميزان النية، والعمل يكتسب أو يعدم قيمته تبعًا للدافع أو الباعث الذاتي، وهو ما يسمى بالنية، قال أبو سلمة: قلت لأبي سعيد الخدري: ما ترى فيما أحدث الناس من الملبس والمشرب والمركب، والمطعم؟ فقال: يا ابن أخي: كل لله، واشرب لله، والبس لله ، وكل شيء من ذلك دخله زهو أو مباهاة، أو رياء، أو سمعة فهو معصية أو سرف([4]).

يقول الدهلوي: أعلم أن النية روح والعبادة جسد، ولا حياة للجسد بدون الروح، والروح لها حياة بعد مفارقة البدن، ولكن لا تظهر آثار الحياة كاملة بدونه، ولذلك قال تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) (الحج: 37)، وشبه النبي – صلى الله عليه وسلم - في كثير من المواضع من صدقت نيته، ولم يتمكن من العمل لمانع بمن عمل ذلك العمل، كالمسافر والمريض لا يستطيعان وردًا واظبًا عليه، فيكتب لهما، وكصادق العزم في الإنفاق، وهو مملق يكتب كأنه أنفق"([5]).

وقد سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء: أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"([6]). ........تابع القراءة