الفرق بين المراجعتين لصفحة: «من قتل حسن البنا»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
:قلت لهم إن ذلك لا يتفق مع سياسة جلالتك.
:" اتاحت حرب [[فلسطين]] للإخوان التسلح والتمرن على القتال, وكشفت عن مدى استعدادهم الحربى ومدى نفوذهم فخشيت حكومة النقراشى سطوتهم".


'''قال الملك عبد العزيز:'''
وفى مذاكراته قال صلاح  نصر مدير المخابرات العامة المصرية:


:الحق كذلك فليست لدى أية مخططات عداونية ضد [[اليمن]] .وأكثر من ذلك فبالرغم من عدم وجود أية مصالح [[السعودية|للمملكة العربية السعودية]] فى تأييد الجامعة العربية إلا أنى شعرت أن ذلك مطلوب للمحافظة على التضامن بين الدول العربية.
" كنت معجبا بالتضحيات التى قدمها كثير من أفراد جماعة [[الإخوان المسلمين]] فى ميدان الكفاح المسلح على أرض [[فلسطين]]".


'''وعبر الملك عبد العزيز عن سياسة بلاده فقال:'''
والحقيقة أن دور [[الإخوان]] فى حرب [[فلسطين]] كان محل تقدير [[مصر]] والعالم العربى. اشتركوا بثلاث كتائب.وكانت الكتيبة الأولى بقيادة البكباشى – المقدم – أحمد عبد العزيز الذى عين قائدا لقوات الجامعة العربية . وقد وصل إلى العريش يوم 25 من [[أبريل]] [[1948]].


:فى الوقت الذى تسود فيه الاضطرابات جميع أنحاء العالم فمن الأفضل الاحتفاظ ودية مع كل البلاد العربية.
وقاد البكاشى عبد الجواد الكتيبة الثانية.


'''قال احمد الشامى فى كتابه:'''
وقاد الشيخ محمد فرغلى  مجموعة من متطوعى [[الإخوان]] , وقد حوكم محمد فرغلى أمام محكمة الثورة بعد ذلك وأعدم بتهمة الإشتراك فى محاولة اغتيال جمال عبد الناصر!


:" لم يستسغ الملك عبد العزيز أن يصرع جاره الإمام المريض العجوز بالرغم من أنه كان صديقا حميما لعبد الله ابن الوزير . وكان فى قرارة نفسه يفضل أن يتربع على العرش , ولكن بطريقة بيعة شرعية دون سفك دماء .
عزز [[الإخوان]] الدفاع عن القدس وبيت لحم قبل وبعد الهدنة الأولى وحاصروا المستعمرات [[اليهود]]ية أثناء الهدنة.


:وكان الملك عبد العزيز يعرف الأمير أحمد وشدة مراسه ويخشى من نزق سيفه على الكثير من رجالات [[اليمن]] ويخشى أن تثور فتن تضر باستقلال البلاد و[[الإنجليز]] على الأبواب.ولذلك أوعز إلى عزام باشا أمين عام الجامعة العربية بالتدخل وحسن ذلك لكن من الإمام عبد الله والإمام أحمد فحكما الجامعة العربية.ولجأ أحمد إلى الموافقة على تحكيم الجامعة العربية احتياطا ومكرا واستعدادا لكل الاحتمالات"!
وأغاروا على القوافل [[اليهود]]ية وشبكات  التموين وقطعوا المياه عن [[اليهود]] ومنعوهم من تسميم  آبار المياه فى المناطق التى استولت عليها القوات المصرية ووفروا لهذه القوات الحماية أثناء انسحابها من [[فلسطين]]. وساعدوا القوة المصرية المحاصرة فى الفالوجة مما جعلها تقاوم الحصار فقد أمدها [[الإخوان]] بالمؤن.
وقبل [[الإخوان]] أن يعملوا تحت قيادة الجامعة العربية ورغم ذلك لم يحصلوا على مرتبات ولم تصرف لهم ملابس!
قال أحمد عبد العزيز فى تقرير رسمى:" كانت للإخوان أفكار حربية وجيهة".
 
وفى كتاب " [[الإخوان المسلمون]] فى حرب [[فلسطين]] " روى قائدهم كامل الشريف – وهو مدنى – مئات البطولات عن معارك مستعمرة " تل بيوت" واقتحام " تبة اليمن" التى اسموها تبة [[الإخوان المسلمين]] ,"التبة 86" جنوب دير البلح. ولولاهم لعزل الجيش لامصرى فى غزة وقطعت المواصلات عنه..
 
وكذلك استيلاؤهم على قرية العسلوج , والأبطال الذين كانوا يزحفون على الإشواك تحت  تهديد الرصاص كيلوا مترات وأسماء كثيرة عبد المنعم عبد الرءوف وخالد فوزى ومكاوى سليم ومحمد قارون وإبراهيم عبد الجواد وعبد الحميد بسيونى خطاب ويحيى عبد الحليم... ومئات السماء .. الخ.... الخ وعندما كان لكلجندى من متطوعى [[الإخوان]] أربعة أرغفة كل يوم كانوا يقدمون واحدا منها للعرب المهاجرين.
 
وقد أتيح لأبطال [[الإخوان]] أن ينطقوا بكلمات قبل الشهادة.
 
كانوا يرددون : هبى ريح الجنة .... هبى.
 
ولكن غذا كانت الجيوش النظامية قد هربت من إسرائيل فإن متطوعة [[الإخوان]] لاقوا الموت من إسرائيل والإضطهاد من حكومتهم!
 
ولكن ... كان للحكومة المصرية رأى أخر فى دور [[الإخوان المسلمين]] فى حرب  [[فلسطين]] عبرت عنه النيابة العامة فى مرافعتها فى قضية اغتيال لانقراشى قالت " لما أخذت مشكلة [[فلسطين]] مظهرها الخطير وجد أعضاء الجمعية السرية – [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] للإخوان – فرصة ذهبية للفت الأنظار إليهم , وإرهاب المصريين ,
وإظهار السلطات بمظهر العاجز عن حفظ الأمن وحماية أرواح المصريين والأجانب .. فدبروا سلسلة من الحوادث الإرهابية أطلقوا فى بعضها الرصاص على [[اليهود]] .. واستعملوا فى بعضها المواد المتفجرة لنسف محالهم ".وفى مذكرات الدكتور حسين هيكل قال:
 
" اعتبر [[الإخوان]] الحرب بين العرب و[[اليهود]] حربا دينية فتطوع عدد غير قليل منهم خاضوا غمارها.
 
وكان من متطوعيهم عدد من الشبن المتعلمين رأوا ما كان من عبث فى ميادين القتال.
 
وكيف كانت الاسلحة فاسدة والمدد غير منتظم , وكيف أدى ذلك إلى اخفاق المجهود المصرى وإلى عقد الهدنة المؤقتة  ثم إلى عقد الهدنة الدائمة فعادوا إلى وطنهم ساخطين على طريقة حكمه , مؤمنين بأن أطراد الأمر  على هذه الوتيرة يجر على الوطن أبلغ الضرر.
 
وكان من اثر هذه الحرب أن قويت شوكة جماعة [[الإخوان المسلمين]] "!
 
كتب تشابمان أندروز إلى لندن:
 
" حصلنا على لا شئ , أو ما يقرب من اللاشئ , من تعاملنا مع الحكومات العديدة التى تعتمد على البرلمان الحالى حتى مع المساعى الحميدة للملك فاروق .
 
ومن المؤكد أن الحالة الراهنة للأمور لا يمكن أن تستمر طويلا.
 
وأشك فيما إذاكان هناك وقت منذ 1882 أذعن فيه المصريون بشكل  أكثر من حيث اللامبالاة إزاء استمرار وجود حكومتهم كما أشك غذا كنا قد شهدنا حكومة أكثر فى عدم شعبيتها من هذه الحكومة.
 
وإذا ظلت هذه الحكومة فى السلطة لاجراء الانتخابات الجديدة فقد يقاطعها الوفد.
 
وإذا وجدت المجموعة الحالية نفسها فى الحكم مرة أخرى فى مواجهة الاحتمال خمس سنوات من العقم فسيكون  صعبا أن نتوقع من الشعب الاستمرار فى الإذعان واللامبالاة طوال هذه الفترة بل سيكون هناك انفجار رهيب.
 
ووما أخشاه أن القوى الناشئة عن مثل هذاالانفجار ن حيث طبيعتها وقوتها ستكون مفاجئة لل[[مصر]]يين الذين يقفون على جانبى الهوة التى لا يمكن اجتيازها والتى تفصل بين القصر والوفد".
تدهورت سمعة الملك فاروق وكتب مراسل أمريكى يقول:
 
" عندما توفى الملك فؤاد والد فاروق  قبل 12 عاما , ترك لابنه الذى كان – فى السادسة عشرة من عمرهعندئذ – ثروة شخصية مقدارها 120 مليون دولار وزيادة على ذلك تدفع له الحكومة المصرية 400 ألف دولار سنويا.
 
وقد تولى الشاب العرش فوق موجة من الشعبية الشخصية التى نادرا ما تمتع بها ملك  فى العصر الحديث.
وفى سن السابعة عشرة تزوج فاروق الوسيم ذو المظهر الجذابمن مليكته فريدة التى كانت مصرية لطيفة ومحبوبة. وبدا أن الأسرة المالكة ينتظرها مستقبل سعيد.
 
ولسوء الحظ [[مصر]] هجم على الملك الشاب جميع الطفيليين بالقصر وتمكنوا منه واصبح حلاقه الايطالى بوللى مستشاره وسكرتيره الخاص . ومنحه فارق لقب" بك" وهى مساوية تقريبا للقب سير فىانجلترا وجعله رعية مصرية لينقذه من السجن على أيدى البريطانيين اثناء الحرب وكان بوللى هو الذى قاد فاروق على طريق الملاهى الليلية.
 
قال إن الناس سيعتبرونه ديمقراطيا إذا خرج بينهم ولكن الناس الذين يتكلم عنهم بوللى لا يخرجون من منازلهم قبل الظلام ولا يأوون إلى فراشهم قبل الفجر !
 
وسرعان ما بدأ الملك يشاهد فى صحبة نساء لسن من ذوات المكانة. وكانت للملك مائدة محجوزة على الدوام فى علب الليل مث " أوبرج الأهرام " وحديقة السطح فى فندق " سميراميس" ونادى" الأريزونا" وغير ذلك من الأماكن الساخنة!
 
وكانت له عادة مائدة كبيرة مستديرة بجوار حلبة الرقص.. ومهما كانت الأماكن مزدحمة تبقى  مائدة الملك فى انتظاره دائما.
 
وإذا أعجبت الملك أمرأة على مائدة أخرى يدعوها بوللى للرقص مع جلالته.


ويجتمع [[مجلس الشورى]] لأول مرة فى تاريخ [[اليمن]] فيؤدى إمامه الجديد اليمين الدستورية ويقسم بالعمل على سعادة [[اليمن]] وأهلها فيبايعه الأمير بدر حفيد الإمام يحيى ونجل الأمير أحمد لانقاذ حياته!
فإذا رفضت طلبت منها الإدارة أن تنصرف ومن معها. وبدأت الإشاعات تنتشر حول السلوك الشخصى للملك الذى لا يشاهد مع مليكته أبدا.  كان بعضها نتيجة لحملة همس بدأها حزب المعارضة الوفدى. ولم يكن هناك من ينكر أن الملك " يتصعك"!


أفرجت الثورة عن أكثر من ثلاثة آلاف من المعتقلين.وقال المتعلمون الذين درسوا فى [[مصر]]:'''" كنا نعيش فى سجن كبير أشبه بسجون القرون الوسطى , لا حرية فى القول أو التجارة أو الكتابة"'''.
وطبقا لتقارير الدوائر السياسية فى [[القاهرة]] أعد الوفديون ملفا كاملا حول السلوك الاجتماعى للملك بما فى ذلك صور من يفضلهن لإقناع أعلى سلطة روحية فى العالم الإسلامى وهم كبار علماء بأن الملك لا يتصرف بما يتفق مع التراث الإسلامى.
واقنع الوفد عشرة من [[الأزهر]]يين بأن يلبسوا ملابس أفرنجية بدلا من  ملابسهم التقليدية ليتعقبوا الملك فى علب الليل!


ووصفت صحيفة '''" [[الإخوان]] "''' الهدوء فى [[اليمن]] وازدحام صنعاء بزعماء القبائل ووفود المقاطعات '''" التى قدمت بيعتها إلى عبد الله بن الوزير وأنهم وضعوا تحت تصرف جلالته قواتهم وفرسانهم ليدكوا حصن الظلم والاستبداد"'''.
وفى الوقت ذاته بدأت القصص تنتشر حول إهمال الملك لزوجته وأنه يعيش حياة عابثة فى قصر عابدين.
وأثناء الحرب العالمية كان فاروق يقود سيارته فى أنحاء [[القاهرة]] مرتديا " الشورت " والملابس الرياضية وعقد صداقات كثيرة مع الأمريكيين.


'''ويعلن الإمام الجديد فى حديث لصحيفة "[[مجلة الإخوان المسلمون|الإخوان المسلمين]]" أنه'''
وعندما كان الماجور جنرال بنجامين جاليز ينظم سهرة بوكر كان فاروق يزوره ليجلس بجوار طاولة اللعب وينظر .. فيصيح به جايلز:


:" فى غاية الشوق لرؤية [[المرشد العام]] . وأنه وإن كان قد رآه بالقلب إلا أنه يود أن يراه رؤية العين . ولكم يكون مسرورا لو زار الشيخ [[البنا]] [[اليمن]] فى عهد [[الشورى]] الدستورى ليستشيره  ويستأنس برأيه تحقيقا لإيجاد الحكم الإسلامى الكامل ".
هيا يا ملك!


وأبرق حسين الكبسى نائب رئيس وزراء [[اليمن]] ووزير خارجيتها إلى الشيخ [[البنا]] يقول:'''" يرغب جلالة الإمام فى وصولكم شخصيا ونرجو ذلك بإلحاح"'''.
وكان فاروق يراقب اللعب لبعض الوقت ثم ينصرف إلى المطبخ ليستكشف الثلاجة فيعد لنفسه ساندويتشا ويعب المشروبات الغازية فهو لا يحتسى المشروبات الكحولية.


'''وقال'''
وكانت للملك الشاب – عمره 28 سنة – فى الصل أحلام كبيرة أن يخلص بلاده من البريطانيين ويحق استقلالها. وأن توجد البلاد العربية تحت قيادته.


:[[الإسلام]] هو الصلة القوية التى لا تنفصم عراها أبد الآبدين. وأخوة [[الإسلام]] فوق كل أخوة.
وفى عام [[1942]] حاصر البريطانيون قصره بالدبابات ودخل عليه السفير البريطانيى السير مايلز لامبسون – اللورد كيلرن – محاطا بالضبط والجنود وطلب إليه أن يعين النمحاس باشا رئيسا للوزارة وإلا فإن طائرة تنتظر  كما قالوا لتأخذ الملك فى رحلة طويلة!


ولكن الحكومة المصرية منعت سفر الشيخ [[البنا]] كما يقول كتاب '''" [[ثورة 48]]"''' وكما أكد ذلك [[عبد القادر عودة]] وكيل [[الجماعة]] فى مرافعته أمام محكمة الجنايات فى قضية اغتيال [[المرشد العام]] .
وأطل الملك من إحدى النوافذ ورأى الدبابات


'''قال:'''
استسلم ولكن المرارة ملأت فؤاده رأى أنه ضحية لسياسة القوة . سجين فى بلدة فأصبح غليظا متشككا.
ومنذ تلك اللحظة , كما يقول أصدقاؤه استسلم لملذاته. إن رعاياه – لامسلمين – شعب متعصب فهم غاضبون لتورط الملك فى ححياة الليل ب[[القاهرة]].


:" إن لحكومة المصرية نبهت على شركة [[مصر]] للطيران بمنع سفر [[المرشد العام]].وعلل ذلك بالخوف من أن ننتهى الأمور فى [[اليمن]] بغير ما يتمنى الجبابرة الطغاة".
إن حياة فاروق تلقى ظلال الشك على مستقبله . وربما ينجو ولكن الأمر خطير فى نظر المراقبين الأكفاء فى [[القاهرة]]".ساعد على انهيار سمعة الملك والدته الملكة نازلى.


وفى [[القاهرة]] يعلن سيف [[الإسلام]] عبد الله أنه تلقى برقية من شقيقه الأمير أحمد يعترض فيها على نشاط [[الإخوان المسلمين]] فى [[اليمن]].
اتهمها فاروق بأن لها علاقة برئيس ديوانه الراحل أحمد حسنين وأنها تزوجته عرفيا.سافرت صاحبة الجلالة إلى أوربا فى صيف عام [[1946]] بعد وفاة أحمد حسنين, وتنقلت بين عواصم العالم ثم استقرت فى الولايات المتحدة . ورفضت العودة إلى [[مصر]].


ارتكبت الثورة أخطاء كثيرة ... أولها اغتيال الإمام بطريقة وحشية وهو عاجز  تقريبا عن الحركة ينتظر الموت.ولم يتظاهر الثوار بمعاقبة مرتكبى القتل بل اسندوا المناصب الهامة إليهم مكافأة لهم.وكان من العسير على ملوك العرب التعاطف مع نظام حكم يرتكب الاغتيال السياسى الأول من نوعه فى المنطقة بقتل ملك!
وأخذ الناس يتناقلون روايات فضائح الملكة الأم التى ألحقت بخدمتها رياض غالى  أمين المحفوظات السابق بالقنصلية المصرية فى [[مارس]]يليا كسكرتير ثم زوّجته – عام 1950 – وهو مسيحى – من ابنتها فتحية شقيقة فاروق!


وانقسم الثوار على أنفسهم متزاحمين على المناصب.وعجز عبد الله بن الوزير عن تدبير المال لدفع رواتب الجيش المتأخرة وتأمين ولاء لقبائل بالمنح.ونصل القبائل إلى صنعاء لمبايعة [[عبد الله الوزير]] ويبقى جانب من رجالها فى صنعاء لنهب وسلب الحى اليهودى ومحلات المسلمين التجارية.
فى لقاء بين الملك فاروق  والسفير البريطانى رونالد كامبل وصف فاروق مشاعره نحو [[البنا]].قال: الشيخ فى حالة غير طبيعية من الإحساس بقوته .ويعتقد أنه مامن أحد يجرؤ على الإعتداء عليه.


ويحاول بعض الغوغاء استغلال الموقف فيهاجمون قصر الإمام يريدون نهبه ويصدهم عنه قائد الجيش جمال جميل العراقى .ويصبح الأهالى الذين منعوا من السرقة خصوما للثورة وتفقد صنعاء صنعاء وباقى اليمن جو الأمن الذى أحاد بنظام حكم الإمام يحيى بغض النظر عما كان عليه من  قسوة .
وقد وصل الشيخ [[البنا]] إلى حد أنه يطلب من اتباعه أن يقسموا يمين الولاء  له وأن يفعلوا ما يأمرهم به وأن يمتنعوا عما يناهم عنه.


وتعتقل الثورة سيوف [[الإسلام]] داخل القصر المكلى بينما تبقى على الحراس القدامى للقصر الذين يدينون لهؤلاء الأمراء بالولاء فيستميلونهم ويبعثون بهم رسلا إلى الأمير أحمد الذى استطاع أن يخدع الثوار جميعا .
وطلب ذلك من ضباط الجيش الذين يرغبون فى الإنضمام إلى جماعته ولكنهم, أو الأغلبية العظمى منهم , رفضوا ذلك نظرا لليمين التى اقسموها بالولاء لملك [[مصر]] ولولا ذلك  لكان كل ضباط الجيش قد انضموا للجماعة واضاف فارق :


بعد أن نجا من خطة  ثانية وضعتها الثورة لاغتياله.ونشر سيف [[الإسلام]] أحمد الشائعات بأنه محاصر فى حجة على مسافة خمسين ميلا من صنعاء وأن القبائل ترفض الانضمام إليه!وأذاع أنه طلب من الملك عبد العزيز آل سعود السماح له باللجوء إلى [[المملكة العربية السعودية]] .
ليس عندى شك فى أن [[الإخوان المسلمين]] معادون للملكية بشكل مؤكد وكرر صاحب الجلالة القول :ولم يكن فاروق يدرى وهو يعلن اطمئنانه للجيش أن [[الإخوان]] حاولوا اختراق الجيش منذ عام [[1940]]
قال عبد الطيف البغدادى عضو مجلس قيادة ثورة 23 [[يوليو]] 1952 فى مذاكراته:"


وقال إنه يريد الهجرة إلى حرم الله ولم يعد يطيق البقاء فى [[اليمن]] بعد قتل أبيه وأخوته ولا يريد إثارة فتنة.وافق العاهل السعودى ولكن ولى العهد كان يناور ونجح فى تأليب القبائل اليمنية ضد الثورة ورشا الجنود بمائة ألف ريال من الذهب.
فى بداية [[1940]] قمنا بعمل تنظيم سرى بين ضباط الطيران والجيش استعدها للمشاركة فى تحقيق  هدفنا وهو مقاومة الاحتلال البريطانى.


وأعلن الأمير أحمد أن نظام الثورة يحظى بمساندة السلطات البريطانية وناشد الأمير فى حجة القبائل أن تهب ضد الملك الذى عينه البريطانيون ! وأطلق شائعات بأن الطائرات البريطانية حلقت فوق صنعاء بعد يوم من الاغتيال وأنها أسقطت منشورات !
رحب الشيخ [[البنا]] بالفكرة ولكنه اقترح إدماج تنظيمنا مع [[الإخوان المسلمين]].قال الشيخ [[البنا]]:
لدينا الجنود وهم الأعضاء المنضمون للجمعية ويقدر عددهم بربع مليون ونحن فى حاجة إلى  القادة القادرين على قيادة هؤلاء الجنود وستكونون القادة واضاف :


قوبلت هذه الأنباء بالتصديق من سكان [[اليمن]] فإن رئيس الوزراء القتيل كان أكثر المسئولين تمتعا بحب الناس وقبيلته تعتبر أقوى القبائل فى شمال [[اليمن]].وكان الإمام يحيى يتمتع بتبجيل عظيم لدى غالبية الشعب ! وجاء مصرعه صدمة للجميع فلم تكن نهايته بعيدة أو غير متوقعة مما جعل مسألة اغتياله مثيرة للاشمئزاز , وأقنعت عددا كبيرا من اليمنيين بأن حياتهم لن تكون آمنة فى ظل حكم يرأسه قتله!
نحن ندعو إلى الدين لغرض سياسى نأمل تحقيقه ولسنا مشايخ طرق رفض البغدادى وزملاؤه الاندماج خوفا من ان تذوب منظمتهم – وهى بداية عهدها – داخل  جماعة [[الإخوان المسلمون]] فوافق الشيخ [[البنا]] على التعاون مع التنظيم فى عرقلة تقهقر الجيش البريطانى عند انسحابه من صحراء [[مصر]] الغربية أمام الألمان".


'''تولت صحيفة [[الإخوان المسلمين]] الدفاع عن اغتيال الإمام فقالت:'''
وإذا كانت هذه المحاولة لاختراق الجيش قد فشلت فى تلك السنة فإنها نجحت عام [[1944]].


:" الذين يريدون أن يحملوا الحكومة الجديدة تبعة اغتيال الإمام يظلمونها أشد الظلم فإن كثيرا من اقرب المقربين إلى ألإمام يحيى حاولوا اغتياله أكثر من مرة ولا يستطيع إنسان عاقل أن يتصور أن عبد الله بن الوزير فى ورعة ودينه وعلمه وتقواه وسنه وجلال منصبه وجميل صلته بالإمام يكون له أدنى اتصال بهذا الحادث.
وكانت الخلية الأولى الرئيسية لرجال الجيش من أعضاء [[الجماعة]] تضم سبعة ضباط برئاسة [[محمود لبيب]] وكيل [[الإخوان]].


:ومن الخير للعدالة ولليمن وللعرب و[[الإسلام]] ألا يرفض قميص عثمان من جديد وأن تتصرف الجهود إلى ما يجب أن يكون عليه الحكم والوضع الاجتماعي ثم تأخذ العدالة مجراها ويؤخذ الجانى بجنايته".
وبين الضباط السبعة ثلاثة من الضاط الأحرار الذين قاموا بعد ذلك بثورة 23 [[يوليو]] واصبحوا أعضاء فى مجلس قيادتها وهم جمال عبد الناصر والملازم أول كمال الدين حسين والملازم أول خالد محيى الدين.


'''قالت  السفارة البريطانية من [[القاهرة]] فى برقية إلى لندن:'''
والأربعة الآخرون هم عبد المنعم عبد الرءوف وسعد حسن توفيق وحسين محمد أحمد حمودة وصلاح الدين خليفة وهم من [[الضباط الأحرار]].


:" صحيفة '''"[[مجلة الإخوان المسلمون|الإخوان المسلمون]]"''' هى الصحيفة الوحيدة هنا التى تقدم مساندة حارة وكاملة لنظام الحكم الجديد فى [[اليمن]]".
وظلت اجتمات هذه الخلية تعقد سرا كل أسبوع, خلال أربع سنوات  وأربعة شهور , فى منازل أعضاء مجلس الثورة الثلاثة وعبد المنعم عبد الرءوف . وشكل هؤلاء الضباط خلايا فرعية يضم كل منها سبعة ضباط,وبايعت الخلية  الرئيسية عبد الرحمن السندى – قائد التنظيم السرى – فى أوائل عام [[1946]] كما يقول حسين حمودة فى كتابه " اسرار حركة [[الضباط الأحرار]] و[[الإخوان المسلمين]]".


وتحاول  حكومة الثورة تأجير طائرتين مصريتين لنقل الجنود ولكن  الطائرتين لا تستطيعان الهبوط فى [[اليمن]].
وقال خالد محيى الدين إن مراسم الانضمام كانت توحى بالسرية المطلقة فتتم البيعة فى غرفة مظلمة ويقسم الضباط على مصحف ومسدس.وكان هؤلاء الضباط يقومون بتدريب أعضاء [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] على استخدام السلاح .  


وفى عام [[1948]] كان عدد ضباط القوات المسلحة المصرية الأعضاء فى [[الإخوان]] لمسلمين قد زاد فانضم إلى [[الجماعة]] كثيرون من [[الضباط الأحرار]] بينهم انور السادات وعبد الحكيم عامر , ورشاد مهنا وحسين الشافعى وحسن إبراهيم.


'''فى البرقية رقم (2) التى بعث بهار يفز القائم بأعمال المفوضية الأمريكية فى جدة قال:'''
وفى مذكرات الشيخ الباقورى أن جبل المقطم كان ساحة  للتدريب على استخدام الأسلحة لشباب النظام .


:كان من الممكن أن يميل الملك عبد العزيز إلى تاييد الوزير لولا وسائل العنف التى وصل بها إلى الحكم.وهناك اعتبار هام  وبارز بالنسبة للملكة العربية السعودية وهو أن تخطى الأمير وتأييد حاكم وصل إلى السلطة بوسائل عنيفة يمكن أن يصبح سابقة ودافعا لإثارة بعض المجموعات أو الفئات أو حتى بعض أفراد الأسرة [[السعودية]] الساخطين.
وكان يقوم بتدريب التشكيلات الفدائية بعض ضباط القوات المسلحة من أعضاء لانظام الخاص وبينهم جمال عبد الناصر لاذى انضم للإخوان عن طريق الضباط  الطيار عبد المنعم عبد الرءوف عام [[1942]] عندما كان أركان حرب الكتيبة رقم 13 مشاة.وارتبط جمال عبد الناصر بالنظام الخاص يعمل فى صفوفه يدرب أعضاءه ويخرج معهم فى رحلاته .وكان عبد الناصر فى اتصلاته ب[[الإخوان]] يتخذ لنفسه اسما مستعارا هو زغلول عبد القادر.


وفاضل الملك عبد العزيز بين عبد الله الوزير وأحمد ورأى أن الأخير أقل استعدادا وخضوعا للضغط لإدخال حكومة دستورية وإصلاحات واسعة النطاق يمكن أن يؤدى إدخالها إلى إثارة المطالبة بمثيل لها فى المملكة [[السعودية]] .
وبدأ عبد الناصر فى تحويل ولاء الضباط له فى عام [[1946]] دون علم الصاغ [[محمود لبيب]].
وعندما نقل عبد الرحمن السندى إلى مستشفى القصر العينى – وكان يعالج به أثناء عقوبة السجن فى قضية سيارة الجيب – زاره عبد الناصر وأصدر بعد الثورة عفوا عنه.ولم تنقطع صلة عبد الناصر ب[[الإخوان]].
بعد ثورة 23 [[يوليو]] 1952 زار الشيخ [[البنا]] وقال [[للإخوان المسلمين]] " لا تظنوا أيها [[الإخوان المسلمون]]  أنى أجنبى عنكم فإنى واحد منكم


ولا نستطيع مصادري تقديم أى دليل إيجابى على ذلك ولكنهم جميعا يرون ف ذلك بمختلف الوسائل المتاحة إليه استطاع إرسال مبعوثين إلى [[اليمن]] فورا لجمع التأييد لصالح أحمد وتدعيم المقاومة ضد [[عبد الله الوزير]] .  
بدا تشايمان أندروز خطوة للتقارب مع فاروق .


ويمارس الملك عبد العزيز نفوذا عظيما على سكان اليمن غير الشيعيين ويقال أن سلطته المعنوية عليهم عظيمة. وإن لم تكن أكبر من نفوذ الأسرة الحاكمة الشيعية نفسها.
دعا كريم ثابت المستشار الصحفى للملك إلى دار السفارة فى أوائل [[أكتوبر]]  وطلب منه إقناع الملك بمنح تأييده السريع والقوى للتوصل إلى اتفاقية عسكرية بشروط معقولة مع بريطانيا وأن تتخذ [[مصر]] مواقف علنية مؤيدة لبريطانيا والقوى الغربية.


وهناك  تلميحات بأن توزيع كمية صغيرة من النقود بصور حكيمة على الشخصيات الهامة ب[[اليمن]]. الموجودة فى موقع السلطة, يمكن أن تؤثر بدورها على عدد كبير من السكان.
حمل كريمثابت إلى الوزير المفوض يوم 11 من [[أكتوبر]] رد فاروق قال: " قرر جلالة الملك بصفة نهائية الاستجابة إلى اقتراح مستر بيفن والدى تلقاه خشبة باشا – وزير الخارجية – فى باريس ويقضى بإجراء مفاوضات بين بريطانيا و[[مصر]] على مستوى المفاوضات التى تجرى بين وزراء دفاع الدول الغربية وطلب الملك وقف الدعاية المؤيدة لحياد [[مصر]].


ومن الدلائل التى تعزز التفسيرات المطروحة امتناع الشيخ يوسف ياسين نائب وزير الخارجية السعودى عن السماح بعبور وفد الجامعة العربية الذى أرسل من [[القاهرة]] إلى [[اليمن]] فى الوقت الذى لم يكن فيه القتال قد حسم بين أحمد وعبد الله الوزير.
وقرر فاروق أن تنضم [[مصر]] بصورة علنية جانب قوى الغرب ويرغب فى أن يصبح على [[مصر]] نفس الواجبات والمسئوليات الملقاة على عاتق دول الحلف الغربى ... يعنى حلف الأطلسى.


وسمح بذلك حين أصبح الموقف واضحا!ويعتقد أن معارضة الشيخ يوسف ياسين لسفر الوفد برئاسة عزام باشا من جدة تأثر بالجهود التى تبذلها الحكومة [[السعودية]] لتحقيق انتصار سريع لأحمد بالوسائل غير المباشرة.
وإذا كان النقراشى غير مستعد لتنفيذمثل هذه [[السياسة]] فيجب البحث فورا عن رئيس وزراء آخر يقوم بهذه المهمة.


وكانت تصرفات الملك عبد العزيز بالغة الدهاء والحكمة فقد التزم بالقرار الجماعى للجامعة العربية وأقدم على هذه التدابير الاحتياطية باعتبارها ضرورية لتحقيق نجاح أحمد دون اتخاذ إجراءات علنية تعرض [[المملكة العربية السعودية]] للنقد بتدخلها فى الشئون الداخلية لدول أخرى أو لعدم ولائها للجامعة العربية.
وقد أبلغ كل من إبراهيم عبد الهادى وحسن يوسف النقراشى باشا بذلك خلال اجتماع دام تسعين دقيقة.
وقد رد النقراشى قائلا:


ويزحف الأمير أحمد إلى صنعاء ويحاصرها عشرة أيام حتى استطاع رجال القبائل المؤيدون له تسلق أسوار المدينة واقتحامها فى 11 من [[مارس]] [[1948]]. وتفشل أول ثورة فى العالم الإسلامى [[للإخوان]] دور فيها بعد حكم لم يدم سوى 26 يوما!
الملك هو المدبر وإذا كانت هذه إرادته فلابد أنه يسعى إلى غرض ما من وراء ذلك.


ويقتل خمسة آلاف من سكان صنعاء وعندما يدخلها ولى العهد فى 13 من [[مارس]] يعلن نفسه ملكا باسم '''" الناصر لدين الله"'''.
ووافق  النقراشى على الفور وقف سياسة إهانة بريطانيا ومضايقتها واستدعاء عبد الفتاح عمرو باشا سفير [[مصر]] فى لندن للتشاور.


'''وتبرق السفارة البريطانية فى [[القاهرة]] إلى لندن قائلة:'''
وعلق اندروز على ذلك قائلا:


:" أيد الشيخ [[البنا]] و[[الإخوان المسلمون]] عبد الله بن الوزير رغم التقارير التى وردت عن فشله"
" ينبغى علينا نكون حذرين للغاية فى معالجة هذا الأمر فلا يمكن ضمان سكوت الوفد و[[الإخوان]] ورجال مكرم إلا عن طريق الرقابة الدقيقة على الصحافة.
ويبرق الشيخ [[البنا]] إلى إمام [[اليمن]] المنتصر يطلب منه الانضمام إلى جامعة الدول العربية طبقا لدستور يستند على الميثاق القومى!


:ويعلن [[البنا]] تأييده لانضمام قائد التمرد [[عبد الله الوزير]] إلى الحكومة الجديدة كرئيس ل[[مجلس الشوري]] لتتأسس بذلك فى [[اليمن]] الحكومة الدستورية . وفى الوقت نفسه يطلب من الجامعة العربية إحضار [[عبد الحكيم عابدين]] سكرتير عام [[الجماعة]] .  
وستكون هناك معارضة إذا تمكنت من تحقيق نجاح فى هذا الشأن كما تمكنت فى الماضى من قلب ميزان الأمور الدقيقة الأخيرة فإن الموقف سيكون أكثر صعوبة من ذى قبل وتصبح معالجته أمرا عسيرا. ولن تكون هناك معارضة كبيرة للتوصل إلى شكل من أشكال الاتفاق مع بريطانيا ولكن المعارضة ستكون موجهة إلى اسلوب إجراء المفاوضات وتوقيع المعاهدة عن طريق حكومة تابعة للقصر ليست لها شعبية وتعتمد على الرقابة وفرض حالات الطوارئ لتنفيذ سياستها.


'''ويستنجد [[المرشد العام]] بعزام باشا فى جده لإنقاذ الثورة وعبد الله بن الوزير ... قائلا:'''
وفى رأيى التزام الحذر من الذهاب إلى ما وراء المحادثات العسكرية والدخول فى القضية المصرية بشكل عام إلا بعد  إنتخابات وقد سبق ل[[فؤاد سراج الدين]] . السكرتير العام للوفد. أن نصح بعدم افقبال على هذه الخطوة.وأرسل لى [[فؤاد سراج الدين]] خطابا بأن آية محاولة للوصول إلى اتفاقية مع حكومة تابعة للقصر ستفشل لا محالة كما فشلت محاولات سابقة.


:" مهمة مندوب [[المركز العام]] [[للإخوان المسلمين]] بصنعاء إقناع رجال الحكومة اليمنية الجديدة بالعمل على إطفاء الفتنة بأية وسيلة وتوحيد كلمة الأمة اليمنية وإقناع المسئولين هناك بقبول تحكيم الجامعة العربية على أساس اعلان دستور يمنى عن قواعد الميثاق القومى وإصدار عفو عام عن كل السياسيين اليمنيين الأحرار وغيرهم .
وقال أيضا أن صور الفشل المتتابعة جعلت من العسير على حكومة الوفد التى ستأتى لا محالة آجلا أو عاجلا التوصل إلى أية اتفاقية معنا".ولكن [[الإخوان]] من ناحيتهم كانوا يتوقعون سقوط كل [[الأحزاب]] كتب جيفرسون باترسون القائم بالأ‘مال الأمريكى يقول:


:وتأليف الدولة الحيدة من الأمير سيف [[الإسلام]] أحمد إماما دستوريا إذا بايعه أهل الحل والعقد وعبد الله بن الوزير رئيسا ل[[مجلس الشورى]] وحكومة دستورية محددة التبعات والاختصاصات مع حراسة الجامعة العربية لهذا النظام حتى تستقر الأمور"!
"يؤمن [[الإخوان]] بأن أحزاب [[مصر]] على وشك السقوط وستتحد البلاد حول البرنامج الإسلامى القومى".
ويلتقى كلاتون مدير الإدارة الأفريقية بوزارة الخارجية البريطانية – فى باريس – يوم 22 من [[سبتمبر]] بادجار جلاد سألأه عن الموقف فى [[مصر]].


اقتيد الثوار إلى حجة فأمر الإمام الجديد أحمد بإعدامهم فى ميدان عام بسيف كالساطور. وقام السياف بضرب عنق عبدالله عدة مرات بعد صلاة الجمعة يوم 9 من [[أبريل]] [[1948]].
== قال جلاد ==


ويعفو الإمام عن ابنه الأمير البدر ويكتفى بسجن عبد الله السلال وحمود الجائفى وعبد الرحمن الإيريانى وأحمد محمد نعمان.ويصبح هؤلاء جميعا فيما بعد ثوارا ضد الإمام أحمد وينجحون فى ثورتهم ضد ولى عهده الأمير البدر!
الملك والجميع وافقوا على إبعاد النقراشى. وقال إن خليفة النقراشى إما أحمد خشبة بشا وزير الخارجية وهو رجل ضعيف , على أن يتولى وزارة الداخلية إبراهيم عبد الهادى. وأضاف :
المطلوب حكومة ائتلافية ولكن الملك لن يقبل النحاس كرئيس للوزراءة وإذا حاولتم – أى [[الإنجليز]] – فرض النحاس عل صاحب الجلالة فستقوم الاضطرابات ,اطال جلاد  فى الحديث بينما التزم كلاتون وزميل له الصمت .. وأخيرا قالا تشكيل الحكومة مسألأة داخلية مصرية مخصة. ولن تتدخل فيها الحكومة البريطانية.
ولكنهما استدركا قائلين:


وينجو من الموت [[الفضيل الورتلاني]] الذى غادر صنعاء , قبل سقوطها بثلاثة أيام, إلى جده, فسمح له الملك عبد العزيز بمغادرة البلاد وستقل الباخرة '''"الزمالك"''' ولكن جميع الدول العربية ترفض السماح له بالدخول فيظل سجينا على ظهر الباخرة شهرين .. وينجح [[الإخوان]] فى تهريبه إلى بيروت ومنها إلى باكستان.
كل الذى يحظى بهتمامنا أن نجد حكومة مصرية تستطيع التعامل معها بدا جلاد يهدد قال:


وبعد خمس سنوات عندما أثير دوره [[اليمن]] أمام محكمة الجنايات التى تحاكم قتله [[البنا]] بعث إلى المحكمة برقية نفى فيها ا،ه ينتمى إلى جماعة [[الإخوان]] ! وكانت الحكومة المصرية حينئذ ضد [[الجماعة]]! اجتمع المصريون ب[[اليمن]] فى منزل أحدهم وتخذوا منه  حصنا لهم يتناوبون السهر دفاعا عنه ويتبادلون إطلاق الرصاص مع مهاجميهم وأبرقوا إلى [[مصر]] يطلبون انقاذهم.
فى هذه الحالة سيلجأ الملك إلى الشعب , ويجدد تأييده [[للإخوان المسلمين]] الذين تخلى عنهم ! توجه تشابمان أندروز الوزير البريطانى المفوض لمقابلة النقراشى لابلاغه بإصرار بريطانيا  والولايات المتحدة على ضرورة تقرير الوسيط الدولى بضرورة تقسيم [[فلسطين]] بين العرب و[[اليهود]].


زارهم أحد سيوف [[الإسلام]] يحاول الحصول منهم على معلومات عن الثوار المختفين فاقنعوه بإرسال برقية إلى [[القاهرة]] يشكرون فيها الإمام وسيوف [[الإسلام]] وقالوا نجونا من الأحداث .
اضطر النقراشى للموافقة فهو يعلم حقيقة الموقف العسكرى والإقتصادى فى [[مصر]] والموقف الدولى الذى يفرض على [[مصر]]... الخضوع! وبعد انصراف اندروز كانت الدموع تغطى وجه النقراشى ويعرف الوزير البريطانى ذلك من " صديق مصرى" ويكتب أندروز إلى لندن :


أيامنا جميلة فى طرة وليالينا طيبة كليالى الزيتون ولم يدرك سيف [[الإسلام]] أن طره سجن والزيتون معتقل!ولكن الحكومة المصرية فهمت الشفرة!
لم أسمع من قبل أن النقراشى  يبكى . رغم أن هؤلاء الناس يستسلمون فى لحظات الضيق والتوتر  إلى التنفيس العاطفى.


استدعى الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية المصرى [[عبد اللطيف البغدادي]]  إلى الوزارة بعد منتصف الليل وأطلعه على برقية أخرى يتوقع '''"المصريون فى صنعاء"'''.
ولابد ا،ه توصل إلى أن موقفه بلا أمل"!


'''قالت البرقية:'''
==الملك الجديد==


:" انقذونا وإلاّ... فاللقاء فى الجنة".
كان يجب أن ينتبه صاحب الجلالة لخطورة الموقف فى [[مصر]], ويتخذ إجراءات حاسمة حتى لا تتدهور الأمور بعد حرب [[فلسطين]].


'''قال حيدر:'''
ولكن فاروق نطلق فى عبثه.


:هل تستطيع  العودة إلى [[اليمن]] لإنقاذ المصريين هناك.
قصد تشايمان أندروز الوزير البريطانى المفوض إلى [[الإسكندرية]] ليتابع الملك فاروق ثك كتب هذه الرسالة إلى مايكل رأيت الوكيل المساعد لزارة الخارجية البريطانية. قال :"


'''أجاب بالإيجاب قائلا:'''
امضيت عدة ساعات على ظهر عوامة عبود باشا فى ميناء [[الإسكندرية]] التى ترسو قرب  اليخت الملكى برأس التين.


:هذا واجبنا ولكن لو أصر اليمنيين على ركوب الطائرة فلن نستطيع منعهم وفى هذه الحالة ننقل دفعات متتالية إلى جزيرة قمران .قال حيدر أنه سيفكر.
وأتيح لى بشكل مفاجئ أن أرى عن قرب أحوال صاحب الجلالة وهو ينتقل بصورة متقطعة بين يخته " المحروسة" و"فخر البحار" وعوامة قديمة أخرى ترسو على مسافة ليست بعيدة عن عوامة عبود.


'''وطلب من البغدادى مغادرة الغرقة ليجرى اتصالات ربما مع الملك او مع [[النقراشي]] ثم استدعى البغدادى مرة أخرى ليقول له:'''
لقد تم نقل كل العوامات الأخرى بعيدا حوالى 200 متر من هذا الركن . وكان مقررا أن تبتعد عوامة عبود أيضا لولا أن الملك ميزها واشار من فوق " المحروسة " بان تبقى كما هى.


:اذهب إلى [[اليمن]] وحلق بالطائرة فوقها قليلا ثم عدة مرة أخرى دون أن تهبط فى المطار أو تنقل أحدا إنها مجرد مناورة.
ورغم ذلك تم غبعادها الآن .


'''قال البغدادى:'''
وهكذا يمكن رؤية جلالته فى ماء البحر على نحو حذر مع فتاتين يونانيتين فى العوامة القديمة , أو يطوف الميناء فى زولاقة السريع , عارى الصدر  والرأس بصحبة شخص يشبه بوللى وهو القواد وورفيق  الملذات  الإيطالى الذى أنعم عليه بالبكوية اخيرا.


:لم لا تترك لنا تقدير الموقف إذا وجدنا المطار مستعدا لاستقبالنا هبطنا فيه وسيعرف المصريون فى صنعاء ذلك فيسرعون إلى المطار.ومرة أخرى طلب حيدر أن ينفرد بنفسه ليجرى اتصالاته بالمسئولين
وفى بعض الأحيان, يخرج  جلالته  للصيد ليلا. وفى أحيان أخرى يخرج للقمار ليلا:وخلال العطلة قضى ليلتين وهو يلعب " البكاراخ" فى نادى السيارات الملكى ومع ذلك , فبعد هذه الليالى . يظهر فى الحادية عشرة صباحا . يطوف الميناء وضحكاته تدوى فوق مياة البحر المتوسط


'''ثم عاد يقول:'''
وهو قوى جسمانيا  ومن الواضح أن يستمتع بشكل طفولى بمهارته وجرأته فى التلاعب بزورقه السريع يتلوى فى منحنيات دقيقة. ثم ينطلق به بأقصى سرعة فى اتجاه شىء معين  ثم يتفاداه قبل أن يصل إليه بعشر ياردات فقط.


:لا تهبط بالمطار بل طف حوله ثم اهبط فى جزيرة قمران وأبلغنا بالموقف وعندئذ تقرر خطة العمل.فى مطار صنعاء وضعت براميل '''"وخوازيق"''' لمنع هبوط الطائرة وأطلقت عليها رصاصات أصابت جناحها فلم تهبط فى المطار وإنما عادت إلى جزيرة قمران ثم جده و[[القاهرة]].
وهذه الأعمال الجريئة موضع اعجاب بالغ من أطفالى الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات فهم يجلسون مبهورين ويمنعون أنفسهم بصعوبة من الصياح والتهليل له بين الحين والآخر وعندما يحدث ذلك يستدير صاحب الجلالة ويلوح بشكل ودى.


وكان واضحا من تعليمات حيدر باشا أن حكومة [[مصر]] لا تريد إنقاذ [[الإخوان المسلمين]] فى صنعاء أو إنقاذ أحد الثوار بل تريد أن تتظاهر بمحاولة الإنقاذ فحسب!ولكن [[النقراشي]] باشا طلب إلى سيف [[الإسلام]] عبد الله الاتصال بشقيقه الإمام أحمد لإطلاق سراح المصريين وهدده فأفرج عنهم وسمح لهم بالسفر إلى تعز وعدن ثم [[القاهرة]].
وسمعت أن جلالته يفكر فى الآونة الأخيرة فى إمكان طلاق الملكة فريدة فلن يكون مناسبا له أن يحتفظ بزوجتين على الرغم من أن الشريعة افسلامية تسمح له بذلك.وأعتقد أن المشكلة الرئيسية تتمثل فيما ستفعله الملكة إذا حصلت على حريتها.  


'''قالت وزارة الخارجية البريطانية:'''
فاتح الملك – وهو يضحك – الأمر مع الملكة قال لى جلاد:


:" أعرب حاكم عدن وهو مصدرنا الوحيد للأنباء عن شكوكه فى صحة ادعاءات الإمام أحمد بأن [[اليمن]] أصبحت تحت سيطرته التامة ويرى الحاكم أن هناك توقعات بحدوث مقاومة ضده فى جنوب [[اليمن]] لعدم وجود شعبية لأحد هناك".


وكان السبب فى ذلك استمرار التزام [[الإنجليز]] بسياسة الحياد الحذر فى الصراع على السلطة فى [[اليمن]].سأل فيليب ايرلاند سكرتير السفارة الأمريكية ب[[القاهرة]] سيف [[الإسلام]] عبد الله شقيق الإمام الجديد أحمد عما إذا كان يعتقد بوجود أى تأثيرا خارجى أدى إلى اشتعال التمرد
فى آخر مرة ناقش فيها الملك الأمر مع لاملكة قالت إنها " ستذهب وتتزوج الخباز"


'''قال الأمير:'''
والملك يأخذ هذه الفكاهة بجدية بالغ ولم ينجح بعد ذلك فى حل مشكلة كيف يحصل على حريته دون أن يحررها فى الوقت نفسه"!


:يبدو أن [[الإخوان]] كانوا يتوقدون إلى تغيير  نظام الحكم فى [[اليمن]].
أراد فاروق ألا تتزوج الملكة فريدة بعد طلاقها فقال لشيخ [[الأزهر]] : أريد أن تصدر فتوى بأنه لا يجوز لها أن تتزوج رجلا آخر .  


'''وأضاف:'''
قال شيخ [[الأزهر]] : المرأة بعد الطلاق وانقضاء العدة تستطيع أن تتزوج من  تشاء طبقا للشريعة.


:كانت صحيفة '''" [[مجلة الإخوان المسلمون|الإخوان المسلمين]] "''' أول من نشر الأنباء المزيفة حول وفاة الإمام يحيى فى [[يناير]] وقد دأبت على مواصلة الهجوم عليه وعلىّ ... على أى  سيف [[الإسلام]] عبد الله.
قال فاروق : ولكنها ملكة؟


'''وفى البرقية رقم 231 قال فيليب ايرلاند:'''
قال الشيخ : الدين لا يفرق بين ملكة وامرأةمن عامة الناس !


:" لا يعتقد الأمير بأن هناك تأثيرا غير ملائم من أية مصادر أخرى".
ولا يجد فاروق مفرا من طلاق زوجته الملكة فريدة فى 17 من [[نوفمبر]] [[1948]] دون أن يشترط عليها ألا تتزوج . ... وعلى أ ى حال فإنها لم تتزوج بعد طلاقها  من صاحب الجلالة .. أو بعد وفاته! وتستمر المحاولات للإطاحة بالنقراشى بعد أن قاطعته السفارة البريطانية تماما.


'''وقال:'''
كتب تشابمان اندورز  الوزير البريطانى المفوض إلى لندن:


:" الميثاق الوطنى الذى أصدره عبد الله الوزير و[[الدستور]] غير مناسبين بالمرة كأساس لحكم اليمن فى الوقت الحاضر.وقد وضع الميثاق مجموعة من المتحمسين الذين حصلوا على بعض الأفكار المتقدمة نسبيا ولكنهم اخفقوا فهم درجة التحصيل الثقافى بالبلاد ولم يدركوا أنها ليست مهيأة للحكم البرلمانى"!
" قيل لى أن الملك يفكر من جديد فى التخلص من النقراشى بمجرد أن يدرك الشعب المصصرى حقيقة الوضع فى [[فلسطين]].


'''كان [[الإخوان]] كما يقول كاتبهم [[محمود عبد الحليم]]: '''
ووفقا لما يقوله أحمد عبود -  المليونير ورجل الأ‘مال المصرى – فقد أرسل فاروق منذ بضعة أيام يستدعى [[حسين سرى]] وطلب منه تشكيل حكومة على أساس البرلمان الحالى. وبعد أن فكر [[حسين سرى]] فى ذلك لفترة ما .


:" يتمنون أن تنجح لثورة ليكون للإسلام فى هذا العالم دولة , ولكنهم أحسوا بقوى الشر تتألب عليهم وتجمع  شتاتها لتفترسهم".
تخاذل وأبلغ الملك أنه لا يستطيع إلا إذا صار مفهوما أنها حكومة انتقالية تتولى السلطة بهدف إجراء انتخابات عامة. ولم يقرر الملك وأعتقد أنه  قد يقرره فى الخريف ..  


واتهم سيف [[الإسلام]] عبد الله [[مجلة الإخوان المسلمون|جريدة الإخوان]] بتأييد ابن الوزير. وقال لصحيفة البلاغ إن حكومة الثورة أرسلت 100 ألف جنيه إلى جماعة [[الإخوان المسلمين]] .
ومن المؤكد أن المرء لا يتلقى مطلقا أيةكلمة طيبة من النقراشى والحكومة الحالية بينما يسمع المرء من جوانب عديدة أن الأمل الوحيد يتمثل فى عودة الوفد .  


نفى [[الإخوان]] أنهم تسلموا المبلغ وقالت مصادر منهم أن المبلغ كان سيستخدم لشراء أسلحة لحكومة الثورة.وأوصى مجلس الجامعة العربية بالاعتراف بالإمام أحمد ملكا على [[اليمن]] فاعترفت به كل من [[مصر]] و[[الأردن]] و[[العراق]] و[[المملكة العربية السعودية]] وتأخر كل من [[سوريا]] و[[لبنان]] فى ذلك.
ويخشى الناس باستمرار على إقناع وزارة الخارجية – البريطانية – بأن تتركنى أبلغ الملك بأنه لا يمكننا السماح بإستمرار الأوضاع كما هى فترة أطول مبينا أن الحفاظ على وضعنا الاستراتيجى هنا أمر حيوى ويجب أن نحظى بحسن نوايا الشعب المصرى إلى جانب احتياجاتنا العسكرية الضرورية


وطلب الإمام من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الاعتراف به.وكانت الولايات المتحدة متلهفة على الاعتراف وعلى اتباع مبادرة الجامعة العربية ولكن بريطانيا أبلغتها بضرورة الانتظار حتى تختار بين الطرفين المتنازعين من وجهة نظر مصالح هذه الدول فإن السيطرة على البلاد تعد شرطا أساسيا للاعتراف .


واتفقت الدول الثلاث على إعلان اعترافها بالإمام أحمد فى وقت واحد وتم ذلك فى 21 من [[أبريل]].اشتدت حملة سيف [[الإسلام]] عبد الله من [[القاهرة]] على جماعة [[الإخوان]].وندد بدورها فى الثورة, فى الوقت الذى تحطمت فيه آمال [[المرشد العام]] فى إقامة حكومة إسلامية فى [[اليمن]] بعد أن قضى النمر أحمد على الثورة . وتولى الملك.  
وتمضى الأمور من سيئ إلى أسوأ ولا يمكن أن نفكر فى محاولة تسيير أمورنا مع حكومة لا تتمتع بتأييد شعبى!
وأعتقد أن أفضل ما يمكن عمله فى الوقت الراهن أن نترك الكلاب النائمة ... نائمة!


وبدأت رسائل [[المرشد العام]] تتوالى على الإمام الجديد تحاول تخفيف آثار النكسة. '''فى البرقية الأولى رجا [[المرشد العام]] جلالة الإمام '''


:" التكرم بالإتصال بالأمير سيف [[الإسلام]] عبد الله فى [[القاهرة]] ليمنعه من التأثر بسياسة [[الأحزاب]] المصرية ومن إلقاء بيانات لا تفيد أحدا فى الأزمة الحالية".
وإذا تمكن المرء من غقامة صلة طيبة مع لاملك فاروق بصورة شخصية بالشكل الذى يجعل التعامل معه بصراحة ممكنا وبطريقة غير رسمية فسيكون شيئ طيبا أن نحثه على إجراء انتخابات عامة مبكرة.


ونفى الشيخ [[البنا]] اتهامات الأمير عبد الله.وبعث [[عبد الحكيم عابدين]] إلى الإمام يطلب السماح بلقائه . فرد الإمام أحمد بأنه يفضل أن يمنح عبد الحكيم شرف اللقاء عندما يصل جلالته إلى صنعاء لأنه يرى انه مشغول جدا فى الوقت الحاضر!
وأعترف بأنى لا استطيع اختراق المجموعة المحيطة به . الذين يكسبون معاشهم أو يحتفظون بمناصبهم من كونهم سماسرة.


وفى رسالة إلى الأمير عبد الله جذب المرشد انتباه سيف [[الإسلام]] إلى أن التنافس بين [[الأحزاب]] السياسية فى [[مصر]] تصاعد لدرجة انه يمكن أن يحطم أى مبدأ اخلاقى أو دينى.
وغذا اتيحت لى نصف فرصة سأنتهزها ولكن عدم تمكنى من مثل هذه الفرصة حتى الآن ولا السفير يبين أن الملك يعرف الاتجاه الذى يجب أن تسير فيه مثل هذه المحادثات ,, ولا يريد سماع نصيحة لا يستسيغها "! وتستمر المفاوضات من وراء ظهر لانقراشى – للإطاحة به ويكون رسول الملك ..  


ومن ألفضل لسموه و[[للإخوان]] علاج الأمور بمنتهى الحذر, وأن يبقى مترفعا عن تلك الانفجارات وأن ينفى البيانات التى أذيعت باسمه وينتظر حتى تسطع شمس الحقيقة وهو يأمل ف أن براءة [[الإخوان المسلمين]] سوف تثبت بمشيئة الله.
إبراهيم عبد لهادى باشا رئيس الديوان الملكى الذى  تولى الوزارة 9 مرات ممثلا للحزب السعدى الذى كان يراسه [[أحمد ماهر]] وبعده النقراشى.


وبعث الشيخ [[البنا]] إلى وزير خارجية [[مصر]] أحمد خشبة باشا وإلى [[عبد الرحمن عزام]] باشا أمين الجامعة العربية مشيرا إلى البيانات التى اتهم فيها سيف [[الإسلام]] عبد لله [[الإخوان]].
ويكون رسول عبد الهادى للوفد المليونير أحمد عبود . طلب سراج الدين من عبود استشارة تشابمان اندروز .


واشار إلى عدم جدوى هذه البيانات لأنها لا تتفق مع الحقائق ,لن تؤدى إلا إلى تعقيد الأمور.وكان واضحا من كالمحاولات الشيخ أنه يخشى ان تنتبه [[مصر]] إلى أن [[الإخوان]] دبروا ثورة اليمن مما يفسر على أنهم قد يدبرون انقلابا آخر فى [[مصر]] .
رد الوزير البريطانى المفوض قائلا:


أصبح فاروق يخشى قيام  ثورة ضده كما حدث فى [[اليمن]].وكان فاروق يعرف دور [[الإخوان]] فى ثورة [[اليمن]] . ولابد أنه قرأ الكلمات التى بدأ بها الميثاق الوطنى المقدس.
لن يخسر سراج الدين شيئا من ابقاء القنوات مفتوحة! قال فاروق لمستشاره الصحفى كريم ثابت إنه قرر إعفاء النقراشى من رئاسة الوزارة وأضاف :


" وصارت أحوال [[اليمن]] منحطة إلى حد بعيد بسبب الاستبداد والأنانية اللذين اشتهر بهما الإمام يحيى حميد لادين حتى صار الغرض المطلوب من الإمامة معدوما فى كل ناحية وكان فاروق يدرك أن الاستبداد والأنانية ليسا مقصورين على إمام [[اليمن]] يحيى حميد الدين!!
إنى غير آسف على تغييره فقد فشل على طول الخط " وجاب لنا وجع الدماغ" من كل ناحية.


وسط أحداث اليمن اشتدت المظاهرات عنفا فى [[مصر]] ضد الملك فاروق نفسه.فى 19 من [[يناير]] [[1948]] مزق طلبة جامعة فاروق صور صاحب الجلالة وهم يهتفون:'''لا ملك إلا الله'''.
ووقع الإختيار على أحمد خشبة باشا وزير الخارجية لاذى ينتمى إلى حزب الأحرار الدستوريين ليخلف النقراشى لأن خشبة محبوب من الجميع ويصلح لرئاسة مهمتها تهدئة الأحوال فى البلاد والتقريب بين مختلف الهيئات والجهات.


اشترك الشيوعيون فى هذا الإضراب وتظاهر الطلبة والعمال ب[[الإسكندرية]] يهتفون بسقوط الملك.
ويبعث فروق بمستشاره الصحفى إلى خشبة يستطلع رأيه, فوافق وبدأ فاروق يستطلع رأى الحزب السعدى الذى يراسه النقراشى وهل تؤيد الوزارة الجديدة أم لا على أساس أن الأغلبية للسعديين فى البرلمن ويؤكد تشابمان اندروز الوزير المفوض للندن:
وتدور معارك الشوارع بين الوفديين وأعضاء [[الإخوان]] فى بورسعيد وكن ذلك فوق ما يحتمل النقراشى فاعتقل بعض الطب من أعضاء [[الجماعة]].


ويكتب السير رونالد كامبل السفير البريطانى إلى لندن يوم 28 من [[فبراير]] :
الملط فاروق مصمم – هذه المرة – على التخلص من النقراشى وأخشى استدعاء أحمد خشبة باشا – وزير الخارجية – بدعوى أنه قادر على التوصل إلى اتفاقية معنا بشأن الدفاع و[[السودان]] مدعما مركزه فى البلاد ومتيحا للحكومة الاستمرار.


" توالت خلال الأسبوع الماضى الدلائل على أن استقالة النقراشى قد تكون وشيكة.
وهو تصور خطير وأرجو ألا نشجع خشبة على الأمل فى النجاح فسيكون ذلك ميكافيلليا.


وقد أخبر النقراشى بنفسه شخصية قيادية من الجالية البريطانية , بأنه يفكر فى الاستقالة مادام لا يرى بارقة أمل فى تحقيق تقدم مع البريطانيين.
وأؤيد تماما أن يصبح خشبة باشا رئيسا للوزراء لأنى مقتنع بأنه لن يستمر سوى بضعة أسابيع
ولا أرغب أن يشعر ل[[مصر]]يون أننا قد " سرحنا" بشكل من ألشكال وبعد خشبة لا يمكن أن تقوم سوى حكومة محايدة قبل إجراء الانتخابات ويمكن أن يرأس [[حسين سرى]] الحكومة المحايدة.  


وبالأمس ابلغ مراسل " التايمز " السفارة , بأن النقراشى قد يخرج خلال أيام.
وهو يقبل المنصب لكنى اشك فيما غذا كان الملك سيعرضه عليه . فقد ضاق به وطلب عدم ذكر اسمه مرة أخرى فى حضرته
ومن الاحتمالات الأخرى بهى الدين بركات وشريف صبرى وحافظ عفيفى.


وكثرت التقارير التى تؤكد أن خروج النقراشى وشيكا حتى أن المرء بدأت تساوره الشكوك فهذه الشائعات ملحة وقاطعة بشكل غير عادى".
وقد أخبرنى حافظ عفيفى ليلة أمس أن قبوله رئاسة الوزراة تعنى الإستقالة من منصبه كعضو منتدب لبنك [[مصر]] وهو غير مستعد لذلك إلا بعد أن يتوافر له الوقت الكافى لتنفيذ برنمج فعال للإصلاح الاجتماعى وطد نفسه عليه وقد يكون ذلك ممكنا فى ظل ظروف معينة ولكنى لا أركن إلى تلك الظروف  فى الوقت لاحاضر" وهذه  البريقية تبين أن الوزير المفوض البريطانى كان يساند خشبة باشا علانية فى [[القاهرة]] ويعارضه سرا فى لندن.


ولكن النقراشى لا يستقيل.
وتؤكد هذه البرقية أن عمر وزارة النقراشى لن يطول.


كتب تشابمان اندروز إلى لندن فى 31 من [[مارس]] [[1948]]:
ولم يدرك  أحد أن عمر النقراشى لن يطول .كان مقررا أن يفتتح صاحب الجلالة البرلمان فى 19 من [[نوفمبر]] [[1948]] غير أنه  تلقى تهديدات بالقتل . فأوقد فى اللجظة الأخيرة ابن عمه وولى عهده الأمير محمد على إلى البرلمان الدورة نيابة عنه.


" مصرى عرفته جيدا منذ سنوات أبلغنى أن الموقف الداخلى فى [[مصر]] سيئ جدا بالفعل.
وجاء ذلك بعد اتخاذ تدابير أمنية لم سبق لها مثيل, عل طول الطريق الذى كان مقررا أن يسلكه الملك.
فتشت المبانى تفتيشا دقيقا بما فى ذلك الجامعة الأمريكية.


وقال إن حكومة النقراشى لن تستمر أكثر من شهر آخر على ألأكثر وقال إن الملك يريد الإبقاء على النقراشى حتى يمكنه الحصول مقابلة على تنازل ما من البريطانيين. ولو أمكنه الحصول على هذا التنازل فسيستبدل بالنقراشى شخصا آخر.وإذا لم يحصل على ذلك التنازل فسيخلص من النقراشى نتيجة ضغط سياسى .  
وابلغت الجامعة أن يبقى الطلاب فى قاعات المحاضرات بين العاشرة والنصف صباحا حتى الواحدة والنصف بعد الظهر وقد اعتبرت الجامعة ذلك إجراء غير عملى فعطلت الدراسة فى ذلك اليوم.


ولا شك أم مثل هذا الضغط قد تزايد نتيجة للأزمة مع البريطانيين.
وحذر البوليس سكان المنازل على جانبى الطريق من استقبال الأجانب وأمروا بألا يلقوا زهور أثناءمرور الموكب الملكى.وامتنع الملك والوزراء عنم الظهور فى أى مكان عام خوفا من رصاص الإرهابيين.
أيد [[الإخوان]] بأ‘مالهم شكوك الملك.. ضدهم ضاعفوا منحملتهم عليه.. واتجهوا بنقدهم إليه.


وحتى الأحرار الدستوريين بزعامة هيكل باشا تحولوا الآن ضد النقراشى وضد الملك.
كتب [[صالح عشماوى]] وكيل [[الجماعة]] فى صحيفة [[الإخوان المسلمين]] يصف خطاب لعرش:"


وعندما تحدث عن الملك قال إنه فقد كل شعبية يتمتع بها"!
اشرأبت الأعناق وأرهفت الآذان لسماع ما يقوله خطاب العرش عن القضية الوطنية  بعد أن طال عليها الركود , ولكن كانت فجيعة لل[[مصر]]يين  و[[السودان]]يين على السواء حين لم يسمعوا جديدا يقطع الصمت أو يروا بصيصا من النور يبدد بالقضية من ظلام وغموض"ز


ولكن وزارة النقراشى استمرت فى الحكم لتواجه أزمات متتالية .. وتقدم ضباط الشرطة إلى الحكومة يطلبون تحسين حالتهم وزيادة رواتبهم ولكن الحكومة لم تستجب لهم .. فأضربوا فى جميع أنحاء البلاد يوم 5 من [[أبريل]] [[1948]] وانتهز الشيوعيون الفرصة فتجمعوا فى مظاهرات طافت شوارع [[القاهرة]] و[[الإسكندرية]] تهتف " نريد الخبز والعمل"
قال مراسل " شيكاغو " ديلى تريبيون:


نهب اللصوص بعض المحال فى [[الإسكندرية]] واضطرب الأمن فاضطر وزير الدفاع إلى إنزال قوات الجيش لحفظ الأمن فى [[القاهرة]] و[[الإسكندرية]] واستجاب النقراشى لمطالب المضربين بأمر من الملك! واشتعلت النار فى مستشفى القصر العينى بعد غضراب ومرة أخرى استعان النقراشى بالجيش والشرطة وبدأت المؤامرات داخل الجيش .
" يخشى الملك على سلامته الشخصية والملاحظة التى تتردد فى [[القاهرة]] الآن هى: النقراشى أول وفاروق ثانيا"!


فى أواخر [[نوفمبر]] ضبط عدد من صغار الضباط واتهموا بتدبير مؤامرة لاغتيال النقراشى والفريق إبراهيم عطا الله باشا رئيس الأركان وبعض كبار الضباط.
أراد فاروق أن يتخذ خطوة للتقارب مع [[الإنجليز]] بعد الهزيمة فى [[فلسطين]] فقام بزيارة مفاجئة للسفير البريطانى بدار السفارة فى 24 من [[نوفمبر]] [[1948]] يرافقه عبد الفتاح عمرو باشا سفير [[مصر]] فى لندن وكريم ثابت  المستشار الصحفى لصاحب الجلالة.


وتعود لندن – بعد تدهور الموقف فى [[مصر]] – إلى الاهتمام ب[[الإخوان]].
قال فاروق للسفير البريطانى :


قال تقرير للمخابرات البريطانية فى الشرق الأوسط إن [[أحمد حسين]] – زعيم [[مصر]] الفتاة يريد الاندماج مع جماعة [[الإخوان]] وقال  تقرير آخر إن [[البنا]] يطمع  فى وضع الأحرار الدستوريين تحت قيادته أو الاتفاق معهم على برنامج عمل.
- آمل أن تكون هذه الزيارة مناسبة لبداية علاقات طيبة بين البلدين وآصاف :


ومن ناحيتها أعلنت [[الجماعة]] أنها تعارض الحكومة لموقفها السلبى.


وهكذا أصبح [[الإخوان]] ضد الجميع .الملك , والحكومة , والوفد ... [[الإنجليز]]!
- تحدونى آمال عريضة أن نتوصل إلى انفاق لصالح [[مصر]] وبريطانيا وهذه المنطقة من العالم , ولكن ذلك لن يكون أمرا سهلا.
وتكتب السفارة الأمريكية إلى واشنطن تقول :


" سيكون دور [[الإخوان]]  المسلمين هاما فى إثارة المسلمين فى كل مكان ضد [[اليهود]] ومن يؤيدونهم وخاصة إذا أصبح النضال لإنقاذ [[فلسطين]] دينيا بجانب كونه سياسيا".وتتابع الأحداث بسرعة لتنتقل إلى ... [[فلسطين]]!
- قال السير رونالد كامبل:


==متطوعون .... فى المقدمة==
- اشارك ساحب الجلالة هذه الرغبة ولكن لابد أن يقتنع الجانبان بوجود احتمال حقيقى للنجاح قبل الدخول فى محادثات , فالأمر لا يحتمل أن نبدأ ثم نفشل.


كانت قضية [[فلسطين]] نقطة التحول فى تاريخ جماعة [[الإخوان]].
- وافق فاروق على رأى السفير الذى قال:


قالت السفارة البريطانية:
إذا بدأت المفاوضات وكانت هناك رغبة فى نجاحها فمن الضرورى الحفاظ على المثابرة .
قال الملك:


" دخل [[الإخوان]] معترك [[السياسة]] خلال الاضطرابات التى شهدتها [[فلسطين]] بين عامى [[1936]], [[1939]] عندما لعبوا دورا رئيسيا  فى أعمال الإثارة المعادية لبريطانيا".
- أرجو أن تبذلوا من جانبكم كل ما فى وسعكم لمساعدتى وتجنب تعقيد الأمور أمامى.


أصدرت بريطانيا – الوعد الذى عرف باسم وزير خارجيتها بلفور – بأن تكون [[فلسطين]] وطنا قوميا لليهود فى 2 من [[نوفمبر]] عام 1917 .
- وأشار إلى المباحثات التى تجرى فى أنقرة بين  الأمريكيين والبريطانيين والأتراك للدفاع عن الشرق الأوسط وقال إنها تجرى دون حضور [[مصر]].


وقررت عصبة الأمم وضع [[فلسطين]] تحت الانتداب البريطانى عام 1922.
- فى اليوم التالى لزيارة فاروق فسر عبد الفتاح عمرو باشا للسفير البريطانى مغزى الزيارة وتلميحات فاروق لمباحثات أنقرة فقال عمرو باشا:


ومع تولى هتلر منصب المستشار الألمانى – رئيس الوزراء – بدأت عملية اضطهاد [[اليهود]] فسارعوا بالهجرة من ألمانيا فى الوقت الذى زاد فيه أيضا عدد المهاجرين [[اليهود]] من شرق أوربا.
- إن فاروق يشعر بضرر كبير لعدم اشتراك [[مصر]] فى هذه المحادثات وهو فاروق – مهتم بهذا الموضوع ويأمل فى استخدام نفوذه مع الدول المجاورة يقصد نشر شبكة من التعاون العسكرى مع البريطانيين فى منطقة الشرق الأوسط وتضم الشبكة اليونان و[[تركيا]].وقال عمرو:


وبينما أعلن هتلر تأييده للعرب فإن اضطهاد لليهود جعلهم يزحفون إلى [[فلسطين]] فاتجه إليها ثلث المهاجرين من ألمانيا وأوربا الشرقية.
- يأمل صاحب الجلالة أن يبدأ هذا التعاون بين [[مصر]] وبريطانيا العظمى دون تأخير.ويكتب السفير البريطانى إلى لندن  يوم 25 من [[نوفمبر]] يقول :


اشتعلت الثورة العربية الكبرى فى 25 من [[أبريل]] [[1936]] عندما ناشدت الهيئة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسينى – مفنى [[فلسطين]] – العمال ورجال الأعمال العرب الإضراب والامتناع عن لعمل وعدم سداد الضرائب . وطالبت الهيئة بريطانيا بوقف هجرة [[اليهود]].
- " هذه هى الزيارة الأولى التى يقوم بها الملك فاروق إلى سفارة جلالة الملك منذ وصولى أى منذ [[مارس]] عام [[1946]].


استمر الإضراب نحو سبعة شهور شلت خلاله حركة المواصلات والنقل والزراعة  العربية وهوجمت المستوطنات الإسرائيلية .
- وهى تحتاج إلى بعض الشجاعة من جانبه . وكان الهدف منها أن ينقل بوضوح إلى الحكومة البريطانية آماله ونواياه الصادقة وتعريف الرأى العام المصرى بإتجاه سياسته".
وجاء المتطوعون العرب من [[الإخوان المسلمين]] وغيرهم ليشتركوا مع الثوار . وتدفقت التبرعات على عرب [[فلسطين]].


فى هذه الفترة ظهر دور [[الإخوان المسلمين]] كما تقول السفارة البريطانية فقد " أرسلوا التبرعات المالية والأسلحة للثوار ال[[فلسطين]]يين وصنعوا لهم ال[[قنا]]بل اليديوية وقاموا بالدعاية للثورة واتضح أن معظم المنشورات التى ظهرت فى السواق عن [[فلسطين]] كتبها [[الإخوان المسلمون]]".وكان بن جوريون – الذى هاجر إلى [[فلسطين]] عام [[1906]] .  
- اتصل السفير بكبير ياوران الملك ليعرب له عن تقديره للزيارة فوجد كبير الياوران سعيدا  يشعر بالرضا والارتياح لأن صاحب الجلالة قام بالزيارة ... أخيرا!
وقدر له بعد ذلك أن يكون أول رئيس لوزراء إسرائيل – ينصح [[اليهود]] فى ذلك الوقت – عام [[1936]] – بالاستعداد لأن المواجهة المسلحة محتومة بين العرب وإسرائيل. وأن الدولة [[اليهود]]ية يجب أن تقوم على [[فلسطين]] كلها.
- قال السفير فى برقية إلى لندن:


ولم يعرف عرب [[فلسطين]] ولا [[الإخوان]] فى [[مصر]] أفكار بن جوريون . ولم يستعدوا لمقاومتها!
- " إن عمل الملك سيصبح رمزا لحالة نفسية جديدة بين المفكرين المصريين".


كتبت مجلة [[الإخوان]] فى [[يوليو]] [[1936]] بعنوان " جرائم [[اليهود]] فى [[مصر]]:" [[اليهود]] هم الذين اقرضوا عيد باشا بالربا. وأوقعوا إسماعيل فى مصيدة الدين . وكانوا وراء شراء نصيب [[مصر]] من أسهم قناة [[السويس]]".
- وهكذا أصبح واضحا  أن فاروق يريد تسوية الخلافات وتححسين العلاقات بين [[مصر]] وبريطانيا بعد الهزيمة فى مجلس الأمن . وفى [[فلسطين]].


وأضاف :" يكفينا ما أصابنا من هؤلاء [[اليهود]] فى كل زمان ومكان".
- وحدد فاروق أهدافه وهى معاهدة جديدة بين البلدين وموافقة [[مصر]] على الاشتراك مع الغرب فى الدفاع عن الشرق الأوسط.


وفى منتصف [[أكتوبر]] عام [[1937]] اشتعلت الثورة العربية فى [[فلسطين]] من جديد.
- ولكن كيف يمكن الوصول إلى ذلك كله.


ومرة ثانية ظهر دور [[الإخوان]] مما لفت إليهم نظر السفارة البريطانية ب[[القاهرة]] فقالت:
- يشرح السفير البريطانى المر فى برقيته إلى لندن قال :" سيكون من نتائج الزيارة غبعاد النقراشى الذى يكرهه الملك والذى سيتم استبداله فى أسرع وقت ممكن بشخص آخر ,لكنه لن يكون النحاس".


جعلت أنشطة [[الإخوان]] فى [[فلسطين]] [[الجماعة]] محط أنظار المخابرات البريطانية والألمانية.
- ولكن بيفن ظل أكثر من عامين يرفض " عزل" النقراشى والتدخل فى الشئون الداخلية المصرية.


وهناك دليل من الوثائق التى تم ضبطها مع عميل ألمانى على أن [[الإخوان]] تلقوا أموالا من الألمان"
- ويجتمع مجلسا البرلمان فى جلسة سرية أكثر من أربع ساعات مساء يوم 30 من [[نوفمبر]] برئاسة الدكتور [[محمد حسين هيكل]] باشا رئيس مجلس الشيوخ لمناقشة الموقف فى [[فلسطين]].
قال الشيخ محمد صبرى عابدين أمين سر الهيئة العربية العليا إنه  على إثر ثورة عرب [[فلسطين]] ضد [[الإنجليز]] و[[اليهود]] زار [[مصر]] وتعرف بالشيخ [[البنا]].


أكد له [[المرشد العام]] بصراحة ووضوح أن قضية [[فلسطين]] هى قضية المسلمين والعرب أجمعين ويجب  عليهم أن يقاوموا ز بكل قوتهم . عدوان [[الإنجليز]] و[[اليهود]] ويحولوا دون مؤامراتهم لتهويدها وطمس عروبتها وإسلاميتها. وقد ناشد [[البنا]] المسئولين المصريين القيام بعمل جدى لنصرة قضية [[فلسطين]].
- سئل النقراشى عن خسائر التى تعرض لها الجيش المصرى فقال إنها 1,5% فقط بينما بلغت الخسائر العادية فى الحروب 6% وفى بعض ميادين [[الحرب العالمية الثانية]] بلغت 22%


وعندما أعلن محمد محمود باشا رئيس  وزراء [[مصر]] عام [[1938]] فى حديث لصحيفة بريطانيا أنه " لن يتناول فى محادثاته مع [[الإنجليز]] موضوع [[فلسطين]] وأنه رئيس وزراء [[مصر]] لا رئيس وزراء [[فلسطين]]"
- ورفض أن يؤكد أو ينفى  أن نسبة الخسائر تشمل القتلى فقط وأبى أن يجيب عن سؤال  الحافظ رمضان باشا رئيس [[الحزب الوطني]] عن نسبة الخسائر من الضباط والجنود فانسحب حافظ رمضان من الحلبة احتجاجا وأعلن [[فؤاد سراج الدين]] باشا سكرتير عام [[حزب الوفد]] أن الحرب كلفت [[مصر]] 50 مليونا من الجنيهات.وسألأ رئيس الوزراء :لماذا لم تقم بتجهيز الامدادت اللازمة من الذخيرة قبل فرض الحظر ما دامت لديك نية فى غزو [[فلسطين]] خاصة وقد انقضت سبعة أشهر بين إعلان البريطانيين قرارهم بالإنسحاب من [[فلسطين]] وبين عبور الجيش المصرى للحدود  فى 15 من [[مايو]]؟!


'''قال [[صالح عشماوي]] وكيل عام [[الجماعة]]:'''
- اعترف النقراشى بأن ما ذكره [[فؤاد سراج الدين]] حقيقة لا غبار عليها ولكنه قال :الأولى بك أن توجه هذا الكلام إلى نفسك . يقصد أن سراج الدين وافق فى اجتماع البرلمان عند مناقشة الموضوع على دخول  الحرب, وأن حكومة الوفد لم تعد الجيش , للحرب فى اثناء توليها الحكم!


:" كان تأثير هذا التصريح أشد من القنبلة إن ل[[فلسطين]] أبطالا مجاهدين وليس من العدل ولا من الانصاف أن نجعلهم موضع مقارنة مع أى زعيم ووزير مصرى حتى ولو كان رئيس وزراء" [[مصر]]"!
- وقال النقراشى إن قبول الهدنة ... " غلطة"!


'''ويهاجم [[صالح عشماوي]] [[اليهود]] المصريين''' '''" لعدم قيامهم بواجبهم القومى حيال حرب [[فلسطين]] مثل جمع التبرعات"'''.
- أبرق السفير البريطانى يصف الجلسة قال:" وقع رئيس الوزراء فريسة لهجوم نارى.


'''وتشتد حملة [[الإخوان]] على يهود [[مصر]] فى ذلك العام فتقول: '''
- وبالنسبة لهذه القضية فقد منحت الحكومة البريطانية – فى أوائل عام [[1946]] [[مصر]] نوعا من المعدات لتشكيل لواء مسلح ولكن المصريين أهملوا الإفادة من هذه المنحة على الرغم من أنى قمت – حينئذ


:" إنهم يحتكرون تجارة الذهب , وبيدهم كبرى الفنادق , ويضربون بسهم وافر فى شراء الأراضى والعقارات, ويسيطرون على أسهم معظم البنوك والمصارف ... وأعمال الأوراق المالية والصيارفة كلهم يهود"ّ
– بتذكير الملك فاروق ورئيس الوزراء بذلك.


كانت [[فلسطين]] ننبع وزارة المستعمرات البريطانية فى إدارتها وتتبع وزارة الخارجية بالنسبة لعلاقاتها الدولية. ويشترك رؤساء الأركان فى  المسئولية باعتبار أن القوات البريطانية تدافع عن الشرق الأوسط كله.. بما فيه [[فلسطين]].
- وأقر رئيس بمسئوليته الشخصية نحو قضية إمدادت السلاح . وبهذا الخصوص سبق أن قال لى السفير المصرى فى لندن – عبد الفتاح عمرو – بأنهم لن يسمحوا للنقراشى بالقاء تبعة [[فلسطين]] علينا وقد امتنع الوزراء عن ذلك بالفعل وتحمل المسئولية على عاتقه وتعرض الفريق محمد حيدر باشا وزير الدفاع لهجوم عنيف من جانب المعارضة.


وبعد [[الحرب العالمية الثانية]] كانت وزارة المستعمرات ووزيرها كريش جونز لا تعارض [[اليهود]] إن لم  تكن تؤيدهم.أما وزارة الخارجية ويرأسها أرنست بيفن فكانت – إلى حد ما – تؤيد العرب وكذلك رؤساء الأركان.
- وكان رد فعله عنيفا أيضا.


وأرادت الولايات المتحدة تصفية الاستعمار البريطانى سلميا, وكذلك الاتحاد السوفييتى , أما بريطانيا فقد رغبت لا فى تصفية الامبراطورية بل فى تثليل الخسائر بالتحول من الحكم الرسمى المباشر لذ الشرق الأوسط بالعمل على أن يكون للندن نفوذ غير رسمى فى المنطقة كقوة إقليمية.  
- اتهم بالإخفاق فى عمل الاستعدادت المناسبة قبل الاضطلاع بالحملة العسكرية وخيانة وطنه بتكليف الجيش بعمل  لايقدر عليه وبعدم ثقته – أى حيدر فى الآخرين.


وحرصت بريطانيا على أن تبدو وكأنها سيدة الموقف وكان  ذلك بعيدا عن الحقيقة فى عالم ما بعد [[الحرب العالمية الثانية]].تغير الموقف فى الولايات المتحدة فجأة بوفاة الرئيس روزفلت وتولى نائبه هارى ترومان فى الستين من عمره فشل فى أن يكون رجل أعمال فتحول إلى [[السياسة]].أراد أن يبدو حاسما فأصدر خلال فترة رئاسته قرارات خطيرة أكثر مما فعل أى رئيس أمريكى آخر.
- ودعى لوقف الخسائر فى الأرواح والأموال قبل أن تجئ بالخراب إلى [[مصر]] دافع حيدر بحرارة عن قراره الخاص بارسال القوات المصرية إلى [[فلسطين]] قال إن أى فشل فى تحقيق نصر سريع وكامل لا يرجع إلى خطأ من جانبه  بل هو خطأ السياسيين الذين وضعوا العراقيل فى طريقه كوزير للحربية لبناء قوات قوية معدة إعدادا جيدا.


لم يكن يعلم شيئا عن التجارب النووية التى تجرى فى عهد سلفه , ومع ذلك أصدر القرار بإلقاء القنبلة الذرية على كل من هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين فأنهى الحرب فى الشرق ألأقصى.
- وقيل إنه فقد أعصابه تماما فى اثناء الرد وأنه لقب الذين نقدوه " بأولاد الكلاب"!


ووافق على مشروع مارشال لمساعدة أوربا اقتصاديا وأنشأ حلف الأطلسى.وطرد الجنرال الأطلسى.وطرد الجنرال ماك أرثر القائد الأمريكى المنتصر فى الشرق الأقصى وأرسل القوات الأمريكية والدولية لتحارب فى كوريا.  
- وفى نهاية المناقشة أصدر الشيوخ قرارا, وأعلن فيما بعد  يمتدح كفاءة الجيش المصرى . ولم تكن لهجة القرار كتلك التى اعتادوا استخدامها فى وصف أعمال الجيش فى [[فلسطين]] .


وعندما  توفى الزعيم السوفيتى  ستالين وجد تشرشل واتلى الزعيمان البريطانيان أن هذه مناسبة للتقارب بين الشرق والغرب فاقترحا وقف سباق التسلح . ولكن ترومان ضيع الفرصة.وفى [[فلسطين]] التى نتوقف عندها كان ترومان مؤيدا تماما لليهود وفى أول عهده بالرئاسة وفى مؤتمر بوتسدام بألمانيا فى 17 من [[يوليو]] [[1945]] طلب ترومان إلى تشرشل ألغاء الحظر على هجرة [[اليهود]] إلى [[فلسطين]] وفتح أبواب الهجرة لهم وأكد ذلك لاتلى الذى انتخب رئيسا لوزراء بريطانيا أثناء المؤتمر .
- وقد أعد مشروع القرار بعناية شديدة – من قبل – فى القصر الملكى بهدف إعلان الثناء ليكون له أطيب الأثر على معنويات الجيش.ولم يكن مشروع القرار حافلا بالمديح حتى لا يرفضه مجلس الشيوخ الذى ينزع دائما إلى النقد ".


عرض [[البنا]] يوم 8 من [[أكتوبر]] [[1945]] وضع عشرة آلاف شاب تحت تصرف الجامعة العربية للمساهمة فى تحرير [[فلسطين]]. وأدلى بحديث إلى صحيفة '''" البلاغ" جاء فيه أن [[فلسطين]] قضية مصرية كما هى عربية"'''.
- وهكذا نجد ان النقراشى تحمل النقد كله نيابة عن الملك والجيش و[[الإنجليز]] قال السفير البريطانى:


وسافر وكيل [[الإخوان]] وقائد جوالتها '''" [[محمود لبيب]]"''' إلى [[فلسطين]] ليتسلم منصبه كقائد لمنظمة الشباب الفلسطينية العربية الموحدة.وكانت هذه السلطات قد أبعدته عن مصرع تسع سنوات كاملة!
- وبدأ من الواضح أن النقراشى لم يستطع إقناع أولئك الذين انتقدوه حقق النقراشى هدف الملك ولم يخذله أبدأ فى تلك الفترة وبذلك حان الوقت  لخروجه إرضاء لكل الأطراف.


عمل [[محمود لبيب]]  ضابطا فى قوات سلاح الحدود المصرية التى ترابط فى الصحراء الغربية عام [[1912]] واستطاع مساعدة عدد من كبار الضباط الاتراك على الهرب بعد غزو ايطاليا لليبيا واشترك فى ثورة طرابلس ضد الايطاليين . ونجح فى الحصول على الشفرة السرية للجيش البريطانى وقاوم [[الإنجليز]] فى الواحات عامين.
- ولكن صاحب الجلالة رأى أن يستمر النقراشى فى مهمته ليخلصه من عدوه الأكبر: [[الإخوان المسلمين]] !


منع [[الإنجليز]] دخوله [[مصر]] عام [[1915]] فهرب إلى [[تركيا]] ومنها إلى ألمانيا. وظل منفياحتى عام [[1924]] فعاد إلى [[مصر]] بعد أن تولى [[سعد زغلول]] رئاسة الوزارة .انضم إلى [[الإخوان المسلمين]] ونظم فرق الجوالة على أسس عسكرية طبقا لا رآه فى ألمانيا .. فى بداية صعود هتلر.
- فقد زاد نفوذ [[الجماعة]] السياسى إل حد كبير بعد أن حددت وأعلنت مبادئها فى كل الأمور وأهمها :


وفى [[فلسطين]] بعث  الروح العسكرية ونجح فى توحيد منظمتى '''" الفتوة" ," النجادة"''' واستطع أن يبث فى الشباب العربى الروح العسكرية وتعرف السلطات البريطانية ماضى الصاغ لبيب فتبعده من [[فلسطين]] إلى مر خلال 24 ساعة.
- " إعادة الخلافة .. وحتى لا يغضب الملك أو تزيد حدة غضبه على [[الجماعة]] قال [[المرشد العام]] لابد من خطوات تمهيدية لها بالتنعاون الإقتصادى والثقافى والاجتماعى بين الشعوب. " الوحدة العربية الإسلامية." إدماج [[الأحزاب]] فى هيئة واحدة لها برنامج إصلاحى تقوم على [[الإسلام]] لاستكمال الاستقلال والحرية.


سمح [[الإنجليز]] , بعد [[الحرب العالمية الثانية]] , بهجرة 1500 يهودى شهريا إلى [[فلسطين]] ولكن الرئيس ترومان طلب من كلمنت اتلى رئيس وزراء بريطانيا فى [[أغسطس]] [[1945]] السماح بهجرة 100 ألف يهودى آخرين فى اسرع وقت ممكن ولم يعلن ترومان ذلك غلا فى 13 من [[نوفمبر]] عام [[1945]].
- " تطبيق  نظرية [[الإسلام]] افقتصادية أى على أساس ما جاء بالقرآن الكريم." أعادة النظر فى نظام الملكيات فى [[مصر]] بتحديد أو اختصار الملكيات الكبيرة وتعويض أصحابها وتشجيع الملكيات الصغيرة.


كانت قوة الجيش البريطانى فى [[فلسطين]] فى ذلك الوقت 80 ألف جندى ورأى  رئيس وزراء بريطانيا كلمنت أتلى أن هذه القوة لا تكفى لحفظ الأمن والنظام وسط تصاعد الهجرة اليهودية والرفض العربى لها ولذلك لم يكن متحمسا لزيادة عدد المهاجرين.
- تمصير الشركات وانتزاع المرافق العامة من الشركات الأجنبية . توزيع أملاك الحكومة فورا على صغار الزراع " فرض ضريبة الزكاة على رأس المال والربح لا على الربح وحده " الضرائب تصاعدية ويعفى منها الفقراء. تحريم الربا.


وكان بيفن وزير الخارجية يرى استيعاب [[اليهود]] فى أوربا لا فى [[فلسطين]] باعتبار انه يمكنهم الاندماج فى أوربا.ناقش مجلس العموم البريطانى مشكلة [[فلسطين]] يوم 13 من [[نوفمبر]] [[1945]] أى يوم إعلان رسالة ترومان فقال أرنست بيفن زير  خارجية بريطانيا .
- "العودة للأصول الكبرى : القرآن والسنة كمصدرين للتشريع.أسقطت [[الجماعة]] أو ساهمت فى إسقاط, وزارتين فى سنة واحدة: النقراشى فى أوائل عام [[1946]] وصدقى فى أواخر ذلك العام.


بريطانيا عليها التزام مزدوج تجاه [[اليهود]] من ناحية والعرب من ناحية  أخرى.والافتقار إلى تحديد واضح لهذا الالتزام المزدوج كان السبب  الرئيسى للمتاعب التى حدثت فى [[فلسطين]] خلال الست والعشرين سن الماضية.
- واصبحت قوية تضم 600 ألف عامل والمؤازرون ضعف هذا العدد ولها ألفا شعبة فى [[مصر]] وخمسون فى [[السودان]] وشعب فى كل الدول العربية وأندونيسا وسيلان وأفغانستان, و[[تركيا]] وأوربا , وأمريكا . وأنشأت [[الجماعة]] أعدادا كبيرة من المستوصفات والمدارس والأندية والجمعيات الاجتماعية.. ودارا للأعلانات .  


وبذلت الحكومة جهودا لوضع بعض الترتيبات التى تمكن العرب و[[اليهود]] من أن يعشوا معا فى سلام ويتعاونا لصالح البلاد ولكن هذه الجهود كانت غير مجدية, وأية ترتيبات مقبولة من جانب أحد الطرفين رفضها الطرف الآخر وتاريخ [[فلسطين]] منذ الانتداب عبارة عن احتكاك مستمر بين العنصرين يصل إلى ذروته فى فترات متقطعة ويتحول إلى اضطرابات خطيرة وأعلن بيفن أن بريطانيا والولايات المتحدة اتف[[قنا]] على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة فى [[فلسطين]] تحدد الهجرة اليهودية وتبحث أحوال يهود أوربا من ضحايا النازية.
وأخرى للطباعة, وثالثة للنشر تصدر الصحيفة اليومية ومجلة أسبوعية ومجلتين شهرتين وكتبا إسلامية , وعدة شركات منها 4 شركات كبرى للمناجم والنسيج والتجارة وإصلاح الأراضى بنجع حمادى.


قدمت لجنة التحقيق الإنجليزية الأمريكية تقريرها فى 20 من [[أبريل]] [[1946]] واقترحت فيه تهجير 100 ألف يهودى إلى  4 مناطق فى [[فلسطين]].دعا الملك فاروق الملوك والرؤساء العرب اجتماع فى حدائق انشاص يومى 28,29 من [[مايو]] [[1946]] حضره [[عبد الرحمن عزام]] باشا الأمين العام للجامعة العربية.


قرر المؤتمر رفض الهجرة لجديدة وعرض قضية [[فلسطين]] على الأمم المتحدة والتصميم على العمل العسكرى والتلويح بالمقاطعة الاقتصادية وقرر مجلس الجامعة الدول العربية فى اجتماعه بمدينة بلدان السورية يوم 14 من [[يونيو]] [[1946]] إنشاء صندوق لمساعدة عرب [[فلسطين]] ومكتب للمقاطعة وتأليف الهيئة العربية العليا ل[[فلسطين]]  لتضم [[الأحزاب]] الفلسطينية الرئيسية الستة , اتخاذ الاحتياطات العسكرية.
- قال هيوارث دان : إن هناك نوعا من المهدية فة حركة [[الجماعة]] وأن [[المرشد العام]] هو " المهدى" وقال العميد أحمد كاملا قومندان شرطة القصور الملكية:
ويصل إلى [[القاهرة]] يوم 199 من [[يونيه]] الحاج [[أمين الحسيني]] مفتى [[فلسطين]].


ضاعف وجود المفتى من الحماس الشعبى المصرى للقضية الفلسطينية وزادت الصلة بينه وبني [[المرشد العام]] [[للإخوان]] وكان لذلك تأثيره فى مستقبل [[الجماعة]]..أبرق الشيخ [[البنا]] إلى السفير البريطانى السير رونالد كامبل يطلب لعفو عن السجناء الفلسطينيين السياسيين الذين أمضوا سنوات طويلة طويلة فى السجن فى جزيرة سيشل.
- " كان صاحب الجلالة يخاف [[الإخوان]] ويكرههم جدا. ويعتبر الشيخ [[البنا]] خطرا عليه ويخشى على حياته من [[الإخوان]] حتى أنه كلفنى – أى أحمد كامل – بأن أشدد الحراسة عليه فى تنقلاته والأماكن التى يتردد عليها ومكلاحظة العمال والزوار فى القصور والتفاتيش –أى الأراضى الزراعية والعزب – الملكية وطلب  إخراج الموظفين والعمال الذين ينتمون [[للإخوان المسلمين]] من القصور والتفاتيش .


قال [[المرشد العام]] فى برقيته إنه صدر عفو بريطانى عن كثيرين بمنسبة انتهاء الحرب وانتصار الحلفاء إلا المسجونين العرب.وكانت قد صدرت أحكام فى [[فلسطين]] ضد 37 عربيا منهم 23 قضى سجنهم مدى الحياة وقد نفوا إلى جزيرة سيشل فاضرب بعضهم عن الطعام ومنهم [[حسن أبو السعود]] و[[صفوت الحسيني]] و[[موسي الحسيني]].
وأمر بعمل حواجز حديدية على الأبواب الرئيسة لإجبار السيارات على  الوقوف والتحقيق ممن فيها".
- وقال حسن يوسف وكيل الديوان الملكى إن الملك رأى فى جماعة [[الإخوان]] خطرا على عرشه وأن السبيل لوقف هذا الخطر هو التخلص من [[الجماعة]].


حارت السفارة البريطانية فى أمر لرسالة وهل فى الرد عليها ما يعتبر اعترافا ب[[الإخوان]].وأخيرا وبعد عشرة أسابيع بعثت السفارة إل [[البنا]] تقول إن برقيته أرسلت إلى وزارة الخارجية البريطانية فى لندن!
- وبعد ثورة 23 من [[يوليو]] 1952.. قال [[يوسف رشاد]] أيضا:


دعت بريطانيا العرب و[[اليهود]] إلى مؤتمر عقد بلندن فى 10 من [[سبتمبر]] [[1946]] واستمر حتى 27 من [[يناير]] [[1947]] لإيجاد حل لمشكلة [[فلسطين]].
كان  الملك يبدى مخاوفه من [[الإخوان]] وقد أبلغ أنهم ينادون بأن الملك  بالمبايعة ولا بالميراث ويهاجمونه وينتقدون – صراحة – تصرفاته وارتياده للأندية الليلية. وظهوره مع بعض النساء  . وأنهم يرون خلعه. وكان الملك يقول إنه يجب حل حزب [[الإخوان]] وتشتيته.


ولكن الطرفين اتخذا موقفا متشددا قام يجتمعا على مائدة واحدة ولم يجد المفاوضات نفعا فأعلن بيفن فشل لمؤتمر وقال فى مجلس العموم يوم 18 من [[فبراير]] إن بريطانيا أن تتخلى عن الانتداب لاستحالة تنفيذه عمليا وإحالة المسألة الفلسطينية إلى دورة خاصة للأمم المتحدة.  
وقد تلقى الملك  تقارير من جهات مختلفة بذلك.


'''قال:'''
وكان [[البنا]] قد أعلن أن الملك لا يورث حسب الدين الإسلامى ويجب أن يتم اختيار الحاكم بطريق المبايعة لا بطريق الوراثة.


:لا حل إلا بالأمم المتحدة والولايات المتحدة.
وأيد فكرة الخلافة . ونشرت صحيفة" الزمان " المسائية التى يصدرها ادرجار جلاد باشا – رجل الملك:_"


اجتمع رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية العرب ب[[القاهرة]] فى [[مارس]] ووزراء العرب بدمشق فى [[أبريل]] لبحث الوقف بعد انتهاء الانتداب وقرروا مطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة بإقامة دولة مستقلة موحدة فى [[فلسطين]].وقررت اللجنة السياسية للجامعة العربية فى اجتماعها بصفر ب[[لبنان]] يوم 19 [[سبتمبر]] [[1947]] رفض قرارات لجنة التحقيق.
تآمرت مجموعة من 80 فردا من [[الإخوان المسلمين]] لتنصيب الشيخ [[البنا]] خليفة وتم وضع استعدادات تفصيلية لمسيرة فى [[القاهرة]] فى أثناء  إجراء الإنتخابات البرلمانية القادمة لإعلان قيام حكومة إسلامية.


بدأ عرض قصية [[فلسطين]] على الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورة خاصة عقدت بعد ستة أيام من فشل القضية المصرية فى مجلس الأمن , وحضرها كريش حونز وزير المستعمرات البريطانى ليشهد تصفية هذا الجزء من الإمبراطورية!
وتتجه نية [[الإخوان المسلمين]] إلى الدخول فى هدنة مع المجموعات الإرهابية الأخرى وبهذا تضمن تعاون العناصر [[الشيوعية]]".


قررت الجمعية العامة تشكيل لجنة من 11 دولة وأوصت فى 31 من [[أغسطس]] بتقسيم [[فلسطين]] إلى دولتين مستقلتين مع قيام اتحاد اقتصادى بينهما وكانت لجنة ملكية بريطانية برئاسة اللورد بيل قد اقترحت التقسيم عام [[1937]] أيد [[اليهود]] التقسيم إذ سيترتب عليه إقامة الدولة اليهودية.وأعلن وزير المستعمرات البريطانى يوم 26 من [[سبتمبر]] قرار بلاده بالإنسحاب من [[فلسطين]].
وقال وكيل وزارة الداخلية عبد الرحمن عمار:" استقر فى نفس الملك أن [[الجماعة]] تريد خلعه عن العرش وإقامة جمهورية إسلامية تشمل [[مصر]] والدول الإسلامية .  


ونجح [[اليهود]] فى أن يجعلوا من عداء الدولتين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى ميزة لهم فوافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار التقسيم فى 29 من [[نوفمبر]] بأغلبية 33 صوتا بينها فرنسا وبلجيكا ضد 13 صوتا وامتناع عشر دول عن التصويت بينها بريطانيا واليونان والحبشة والصين الوطنية وكان صوت الاتحاد السوفيتى هو الذى رجح الموقف لصالح التقسيم!
والمرشح لرئاسة الجمهورية [[المرشد العام]]".


كان عدد الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة 57 دولة منها 6 دول  عربية ونص القرار على تقسيم [[فلسطين]] إلى دولتين عربية ويهودية وتبقى القدس وبيت لحم خارج الدولتين.
استمرت المحاولات لتشويه صورة [[الإخوان]] أمام السفارات الغربية.زار المركز الرئيسى للجماعة ثلاثة أسابيعمتصلة كاتب أمريكى اسمه ديرونيان يوقع كتبه باسم مستعار هوجون روى كارلسون ليؤلف كتابا  عنوانه " الكشف عن المتآمرين".


'''كتب جميس بوكر القائم بأعمال السفير البريطانى إلى لندن يقول: '''
قدم كارسلون إلى السفارة الأمريكية صورة لأعضاء [[الجماعة]] فقال " يمكن رؤية مجموعة من أكبر قطاع الطرق


:" فوجئت الدوائر المصرية باعلان التأييد الروسى لمبدأ تقسيم [[فلسطين]] .وعلقت الصحف ككل بمرارة على موقف الولايات المتحدة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
– البلطجية – فى العالم يوحى منظرهم بالشراسة فى مقر جماعة [[الإخوان]] .هم مجموعة من أصحاب اللحى ذات الملابس المتسخة للغاية لغاية منهم من أصابه الحول. ملامحهم خشنة قاسية, تجد بين صفوفهم أكثر المتعصبين قسوة..


:وعبرت ثلاث من الصحف الموالية للحكومة عن شعور عميق بخيبة الأمل تجاه الاتحاد السوفيتى الذى كان . فيما مضى يتخذ مواقف صديقة ل[[مصر]] فى مجلس الأمن".
ويصعب التوصل إلى حل للألغاز الخاصة بهذه [[الجماعة]] , فهم يعادون الأجانب, ويميلون للشك بدرجة كبيرة.
ومحاولة الإتصال بقادتهم صعبة للغاية تكتنفها مخاطرات شخصية بل إن تحويل مجرى النيل أسهل من الوصوب إليهم بسرعة!


'''قال الجنرال السير آلا كاننجهام المندوب السامى البريطانى فى [[فلسطين]]:'''
وهناك من يبالغ فى تصوير القوة التى يتمتع بها [[الإخوان]] وهناك من يهون منها. ولا أعتقد أن رقم نصف المليون عضو ينطوى على كثير من المبالغة إذا حسبنا الأتباع ... وأقارب الأعضاء!


:" التقسيم هو الحل الممكن للسلام بين العرب و[[اليهود]]".
وعلى سبيل المثال كنت أزور مطار ألماظة فذهبت إلى مكتب شركة [[مصر]] للطيران.  وقلت إنى سأتوجه بعد ذلك لمقابلة [[البنا]] فتطوع موظفون لمساعدتى وعندما أخطأ قائد سيارة الأجرة فى الالتزام باشارات المرور نهره أحد جال الشرطة بصوت عال فقال السائق: إنى أنقل رجلا أمريكيا إلى المقر الرئيسى لجماعة [[الإخوان]] عندما سمع الشرطى أسم [[الجماعة]] لم يكتف بالإعتذار بل وجه إلى التحية".


'''ولكن كلاتون مدير الإدارة الأفريقية بوزارة الخارجية البريطانية قال:'''
قال النقراشى لكريم ثابت المستشار الصحفى.


:"لن يرى الصهاينة فى التقسيم حلا نهائيا".
- قل للملك إن [[الإخوان]] إن [[الإخوان]] أ‘دوا شبكة لا سلكية تمكنهم من الأتصال بفروعهم فى جميع أنحاد البلاد فى اليوم الذى يقررون فيه قطع المواصلات. إن لاموضوع أخطر جدا مما كنت أتصور فى بادئ الأمر.


'''وأيد الرأى ذاته السير روتالد كامبل السفير البريطانى فى [[القاهرة]] قائلا:'''
- فوجئ كريم ثابت عند دخوله على الملك فاروق بصاحب الجلالة يفتحدرجا وأخرج منه نتيجة من النتائج التى تطبعها مصلحة المساحة لتعلق على الجدران وفيها شهور السنة وأيامها ومواقيت الصلاة , وقال :  


:" يرى العرب أن قرار التقسيم لن يكون نهاية المطاف . ويخاف جميع  العرب من قايم دولة يهودية صغيرة على أرض [[فلسطين]] لأنه سيكون مجرد بداية صغيرة.لاختراق الدول العربية المحيطة بهذه الدولة . فيما بعد"!
- كان النقراشى على حق عندما أكد لى أن هؤلاء الناس – [[الإخوان]] – يريدون الحكم. واضاف فاروق : أتريد أن ترى صورة الملك الجديد. – أنظر ... صورةمن هذه ؟


ولكن الأمريكيين الذين يؤيدون التقسيم عبروا عن اقتناعهم به وأنه لن يثير ضجة ولن تكون له أية ردود فعل ما جانب المصريين.أيد الرئيس ترومان على الفور فكرة التقسيم.
- قال كريم ثابت : صورة [[البنا]]


ولكن قدمت إلى ترومان تقارير بأن التقسيم يحتاج إلى تدخل أمريكى مسلح فى الوقت الذى يعارض فيه تدخل القوات الأمريكية عسكريا.وقدرت القوات اللازمة التقسيم ب 104 آلاف جندى أمريكى وبريطانى.
- وأضاف : كيف كان ذلك؟ قال  فاروق:هذه النتيجة التى تراها أمامك ليست سوى واحدة من مئات عثر عليها رجال المباحث فى دمنهور وقد نزعت منها صورتى ووضعوا مكانها صورة [[البنا]] ..ز إنه الملك الجديد!


وقيل لترومان إن الولايات المتحدة ستحتاج لى نصف مليون جندى لحفظ السلام فى [[فلسطين]] فرأى عدم تورط بلاده بإرسال هذا العدد إلى [[فلسطين]] وطلب أفكارا بديلة للتقسيم فاقترحت وزارة الخارجية الأمريكية وضع [[فلسطين]] تحت وصاية دولية مؤقتة بدلا من التقسيم ولكن العرب و[[اليهود]] رفضوا الفكرة فمتت قبل أسابيع من انسحاب بريطانيا.
==الــــرعــــب==
فى كتاباته ورسائلهوخطبه قال الشيخ [[البنا]] إن أركان دعوة [[الجماعة]] هى: العلم والتربية والجهاد"
وقال : " بدون استعداد كل فرد فى [[الجماعة]] للجندية لا يكون شيئ" وجعل للعضوية ست مراتب منها " المجاهد"


قالت الولايات المتحدة إن بريطانيا ستمد العرب بالسلاح طبقا لمعاهداتها مع الدول العربية ففرضت, الولايات المتحدة, حظرا على تصدير السلاح لمنطقة الشرق الأوسط فى [[ديسمبر]] [[1947]] وتبعتها بريطانيا بقرار حظر ثان.
واشترط أن يكون العضو" قادرا على الصبر والكتمان وحفظ السر" وحدد [[المرشد العام]] مظاهر النشاط الأسبوعى للأعضاء فأعلن أن منها " يوم المعسكر " أى يوم الجندية استعدادا للجهاد المقدس. وقال لى الشيخ [[عمر التلمساني]] [[المرشد العام]] السابق [[للإخوان المسلمين]] :


'''وكتب لوى هندرسون مدير إدارة أفريقيا والشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية يقول:'''
" [[الإسلام]] يتضمن فرض عين وفرض كفاية"


:" سيثير المصريون كثيرا من الضوضاء ولكنها بلا معنى وقد تشهد [[القاهرة]] و[[الإسكندرية]] مظاهرات وأعمال شغب معادية للسامية لن تدوم طويلا".


ولأول مرة يخطى هندرسون فى تقدير رد فعل شعب [[مصر]] إزاء تقسيم [[فلسطين]] .اشترك [[الإخوان]] فى هيئة وادى النيل العليا لإنقاذ [[فلسطين]] للدعاية وجمع التبرعات للقضية.وأعلنت الهيئة العربية العليا فى [[فلسطين]] الإضراب لمدة ثلاثة أيام.
... الصلاة والصوم مثلا فرض عين يسأل عنهما الفرد. أ/ا فرض الكفاية فيتمثل فى الجهاد... والزراعة الخ.. فإذا قام المسلمين بفرض الكفاية سقطت المسئولية عن الباقين... وإذا لم يقم أحد بذلك فإن المسلمين جميعا مسئولون.


'''وشهدت [[القاهرة]] مظاهرات الطلبة وهم يهتفون:'''
فكر [[البنا]] فى الفرض الأخير – أى الجهاد – ورأى إنشاء قوة فى [[مصر]] – ميليشيا – تستطيع مفاومة [[الإنجليز]] ومواجهة [[اليهود]] فى [[فلسطين]] خاصة وأن السلاح متوافر فى كل مكان.


:أين السلاح يا نقراشى؟
وأكد الشيخ الباقورى "إن النظام الخاص أنشئ لتدريب الراغبين فى الجهاد عن طريق لاعمل الفدائى فى [[فلسطين]] أولا. ثم فى [[مصر]], ضد الاحتلال البريطانى لمنطقى قناة [[السويس]]. وكان التمويل من اشتراكات أفراد النظام".


'''وكتب جميس بوكر الوزير البريطانى المفوض:'''
وقد انتقد البعض [[الإخوان]] وقالوا إنهم تحولوا من الإشتغال بالدين والتربية الإسلامية إلى العمل السياسى وهذا غير صحيح , فقد فكر  الشيخ [[البنا]] فى الجهاد عندما أنشأ [[الجماعة]] [[1928]].


:" اقام [[الإخوان]] مكاتب إخفاء طابعها العسكرى عندما طالبت بعمل حربى فى [[فلسطين]]. ودعا [[البنا]] أمين الجامعة العربية يوم أول [[ديسمبر]] إلى ضرورة الانسحاب من الأمم المتحدة ودعوة الدول الأخرى إلى التصرف بالمثل وحرمان مواطنيها [[اليهود]] من جنسيتهم إذا لم يؤيدوا قضية [[فلسطين]] العربية.
وفكر فى غقامة النظام الخاص – الذى أطلق عليه الناس اسم النظام السرى أو الجهادز السرى – عندما فكر فى الدعوة .. أى منذ البداية ولدت الفكرة مع الدعوة وفى السنة الأولى منها , ويرجع ذلك إلى أن [[البنا]] كان يرى أن الإستعداد بالتسليح والتدريب أمر ضرورى ليعرف الأعضاء معنى الجهاد ولاكتمال الدعوة وتنفيذ أمر [[الإسلام]]"


:وقال نداء إلى الحكومات العربي والإسلامية إن الأمم المتحدة انتحرت بيدها. وسجلت على نفسها العجز  وخراب الذمة وفساد الضمير وقال [[المرشد العام]] على الشعوب العربية والإسلامية أن تستعد وتتهيأ للدفاع عن [[فلسطين]] وإنقاذ عروبتها".
==وأضاف الشيخ التلمسانى==


قالت السفارة الأمريكية فى عدة برقيات لها من [[القاهرة]] إن صحيفة '''" [[مجلة الإخوان المسلمون|الإخوان المسلمون]] "''' نشرت ابتداء من 19 من [[أكتوبر]] [[1947]] وحتى 13 من [[يناير]] [[1948]] كثيرا من الأخبار والمقالات المعادية للصهيونية مع صحف أخرى مصرية.
كل مسلم يجب أن يكون مستعدا للجهاد ويحسن استخدام السلاح وقال :


هاجمت الصحيفة قيام [[اليهود]] المصريين  بجمع التبرعات للصهونية.ونشرت عن محاولات [[اليهود]] تسميم المياه فى [[العراق]] و[[سوريا]] . وأن انتشار الكوليرا فى [[سوريا]] وتزييف عملتها من فعل الصهاينة .. كما أبدت الصحيفة مخاوفها من قيام [[اليهود]] بتفجير المجارى فى [[القاهرة]]!!
النظام السرى لم يقم لقتل الوزراء أو قلب نظام الحكوم بالقوة وقال لى [[فهمى أبو غدير]] المحامى الذى كان عضوا ب[[مكتب الإرشاد]] العام . إن التنظيم الخاص بدأ صغيرا عام 1935 فقد تأثر الشيخ [[البنا]]  


وأخذت الصحيفة تطالب حكومة [[مصر]] والعرب جميعا بدخول الحرب 
بالشيخ  عزالدين القسام ال[[فلسطين]]ى الذى قتل ومعه 13من أنصاره فى [[فلسطين]] فى معركة غير متكافئة فرأى إنشاء هذا الجهاز لإيمانه بأن أى حق فى الدنيا لا تحميه قوة يعتبر حقا ضائعا. ومهمة الجهاز فى رأيه القتال ضد [[الإنجليز]]  فى [[مصر]] وضد [[اليهود]] فى [[فلسطين]].


'''كتب [[صالح عشماوي]] يقول:'''
ويقول الشيخ التلمسانى إن الجهاز أنشئ عام [[1936]].


:" إلى الرجال لمسئولين كفى تفريطا فى حقوق [[فلسطين]]".
واعترف اثنان من رجال [[الإخوان]] هما [[محمود عبد الحليم]] وصلاح شادى بأن المرشد  أنشأ النظام الخاص عام [[1940]] فى سرية مطلقة – لتواجه به [[الجماعة]] مسئوليتها إزاء [[الإنجليز]] فى الداخل والصهاينة [[فلسطين]].


'''ونقلت الصحيفة مقالا عن جريدة الفجر التى تصدر فى كراتشى بعنوان " تدخل مسلح بدون إبطاء ... وإلا ".وقالت الصحيفة فى مقال آخر:'''
وقال الشيخ الباقورى " كان الشيخ يعرف الشباب الذى انضم إلى النظام الخاص – فى صفوف الشعب والجيش والبوليس – بأعيانهم , واسمائهم وأسرهم التى ينتمون إليعا وبلادهم التى يعيشون فيها"ز


:" مروا الجيوش تقتحم [[فلسطين]] من كل منفذ رضى [[الإنجليز]] أو غضبوا ومقال بعنوان" دولة ميتة"!
اختار الشيخ [[صالح عشماوى]] وكيل عام [[الجماعة]] لرئاسة الجهاز فى البداية ثم اسند قيادته – بعد ذلك – إلى عبد الرحمن السندى وهو موظف كتابى بوزارة الزراعة لم يتم دراسته العليا! والسندى شقيق ميسور الحال عمدة لقرية بنة سند مركز منفلوط.


وامتنعت الصحيفة عن قبول إعلانات الشركات اليهودية ودعت إلى مقاطعة هذه الشركات حتى تغير مسلكها من مؤازرة يهود [[فلسطين]] وتعددت مقالات الصحيفة مطالبة بدخول الجيوش النظامية فى حرب [[فلسطين]].
ادى السندى البيعة أمام [[المرشد العام]] وتعهدا بألا يقدم على عمل إلا بعد الرجوع إلى لجنة القيادة وإلى المرشد شخصيا.


وطلب الشيخ [[البنا]] إلى الحاخام حاييم ناحوم وكبار [[اليهود]] المصريين '''" إعلان مشاركتهم لمواطنيهم المصريين مشاركة مادية وأدبية وأنهم سيكونون فى مقدمة من يحمل علم الكفاح عروبة [[فلسطين]]"'''.
اعترف عبد الرحمن السندى بدوره فى [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] عام 1954 فكتب يقول :


ولكن [[اليهود]] أصحاب الشركات والمحال التجارية الكبرى فى [[مصر]] منعوا الإعلانات عن مجلة '''" [[عدد مجلة الكشكول الجديد|الكشكول الجديد]]"''' وأبلغ هنرى حاييم مدير شركة الإعلانات الشرقية إدارة  لمجلة بأن [[اليهود]] يرفضون الاعلان فى مطبوعات تهاجمهم فاضطرت المجلة للتوقف عن الصدور!
" وكان [[البنا]] يعرف قدر الرجال فيعطى العاملين منهم الفرصة للعمل لخير الوطن و[[الإسلام]].


دعا الشيخ [[البنا]] شعب [[الجماعة]] الإستعداد للجهاد.وتوجهت أول كتيبة إلى الميدان يوم 27 من [[أكتوبر]] [[1947]].
ما أن تعرف علىّ وتوثقت رابطة الإخوة بيننا والثقة المتبادلة وعرضت عليه آمال وأفكارى حتى أطلق يدى فى العمل لدعوة الله ومكن لى من إعداد العدة نصرة دين الله.
انطلقت بفكرتى أعد الشباب للجهاد , واصنع منهم الرجال المخلصين الأقوياء الذين لقى أعداء الله والوطن من مستعمرين وأذنادبهم على أيديهم أشد ألوان العذاب والبلاء.


'''ويكتب السفير البريطانى السير رونالد كامبل:'''
وكانوا خير الرجال الذين أقضوا مضاجع الكفر والإستعمار"


:ينادى [[البنا]] زعيم [[الإخوان المسلمين]] الدماء. وتثير المتاعب أمام [[النقراشي]] باشا بسبب [[السياسة]] المتخاذلة التى انتهجتها الحكومة تجاه الأحداث فى [[فلسطين]].
تطور التنظيم على مراحل.


:ويحتشد أكثر من 20 ألفا داخل الجامع [[الأزهر]] وحوله بعد صلاة الجمعة يوم 5 من [[ديسمبر]] متحدين قرار [[النقراشي]] باشا رئيس الوزراء بمنع المظاهرات مطالبين بالعمل الحاسم لإنقاذ [[فلسطين]].
بدأ فى صورة نشاط رياضى كشفى , وكان [[البنا]] قد ألف أول شعبها , وتولى تدريبها بنفسه.


:ويكون الشيخ [[البنا]] و[[عبد الرحمن عزام]] أمين الجامعة العربية و[[صالح حرب]] رئيس جمعية الشبان المسلمين و[[أحمد حسين]] زعيم [[مصر الفتاة]] بين الخطباء".
ومع انتقال [[المركز العام]] للإخوان من [[الإسماعيلية]] إلى [[القاهرة]] تطورت ط فرق العمل " أو " فرق الرحلات" وتعددت أغراضها واصبح أولها التدريب العسكرى.


ونشر [[البنا]] مقالا عنوانه '''" خيبة خيبر"''' دعا فيه إلى دخول الجيوش النظامية العربية [[فلسطين]].وقال إن [[فلسطين]] لا يمكن إنقاذها إلا بالقوة .وأكد من جديد عرضه بان يضع تحت تصرف الجامعة العربية عشرة آلاف شاب كأول كتيبة للقتال فى سبيل [[فلسطين]] العربية.كان الحماس يتردد فى كل الدول العربية.
وتغير اسم فرق الرحلات  إلى ( الجوالة) وزاد الإهتمام بها فى أعقاب مؤتمر [[الإخوان]] الثالث عام 1935  فأصبح تنظيما مستقلا يتبع [[المركز العام]] مباشرة وفى عام [[1939]] عين [[البنا]] [[محمود لبيب]] الضابط السابق بالجيش قائدا عاما لفرق الجوالة وون لها مجلس قيادة من سبعة أشخاص...


'''قال تقرير للسفارة البريطانية :'''
إن [[المرشد العام]] بهذاالقرار رأى أن تبدأ الجيل الثانى من [[الإخوان]] عمله .. وهو الجبل الذى يحارب وأن الجبل الأول : جيل المستعمرين قد أكتمل قال عمر التلمسان:


:" الحالة النفسية للجماهير فى صالح إعلان الحرب . فالروايات حول فظائع [[الصهيونية]] كثيرة"!
لم يفكر [[البنا]] و[[الإخوان]] فى اغتيال مصرى بل كان يصيدون [[الإنجليز]]. ولكن الحاج أمين الحسينى مفتى [[فلسطين]] ظل يردد:
 
[[اليهود]] ليسوا فقط فى [[فلسطين]] ولكنهم فى [[مصر]] أيضا, وفى كثير من لبلاد التى لهم فيها نفوذ!
بدأت ماولة الاعتداء على البريطانيين عام [[1942]].
 
" قبض على اثنين من [[الإخوان]] هما جمال فكيه ومحمد عبد السلام فهمى فى ذلك العام بتهمة غعداد جيش لمحاربة [[الإنجليز]] أثناء انساحبهم من [[مصر]] فى أعقاب تقدم قوات روميل فى الصحراء الغربية.
وطلبت النيابة الحكم عليهما بالإعدام.
 
" وقبض على نفيس حمدى الطالب وحسين عبد السميع فى السنة نفسها بتهمة إلقاء [[قنا]]بل على النادى البريطانى أيام أعياد الميلاد:
 
وزارد نشاط الجهاز الخاص ضد [[الإنجليز]] من [[نوفمبر]] عام [[1944]] وقد دفع صالح أبو رقيق – الذى أصبح فيما بعد من كبار قادة [[الجماعة]] – مهر عروسه الجهاز الخاص لشراء سيارة يحتاجون إليها فى الأعمال الفدائية ضد [[الإنجليز]] فى القتال.
 
وتكررت عمليات ذلك الجهاز فى أواخر عام [[1945]] . واستمرت الاعتداءات فى فترات مختلفة ولم يتم القبض على أحد بسبب  نقص الأدلة والشهود. ووقعت هجمات على أعداد كبيرة من البريطانيين فى سينما ميامى ب[[القاهرة]] يوم 10 من [[مارس]] عام [[1946]].
 
وقذفت إحدى السيارات قنبلة خارج مبنى جمعية الشبان  المسيحية يوم 5 من [[مايو]] فأصيب  16 من أفراد القوات المسلحة البريطانية بينهم سيدتان.
 
وألقيت قنبلة خارج ثكنات الجيش البريطانى بالعباسية فأصيبت سيدتان [[مصر]]يتان .
 
وتتابعت ال[[قنا]]بل على سينما " الآمبايركلوب" الصيفية فى 6 من [[يونيو]]. وآخر حادث من هذا النوع كان على كوبرى قصر النيل فى 10 من [[يوليو]]. ولم تلاحق الاتهامات [[الإخوان المسلمين]] فقط بل قبض على حسن عزت – من [[الضباط الأحرار]] – وخمسة آخرين!
 
وبدأ النظام الخاص باغتيال [[أحمد ماهر]] عام [[1945]]! ولكنه لم يشترك فى اغتيال أمين عثمان عام [[1946]]. وارتكبت فى [[يوليو]] 4 حوادث ضد السيارات والأندية الليلية للقوات البريطانية. ووضعت [[قنا]]بل فى ستة من أقسام الشرطة ب[[القاهرة]] فى 2 من [[ديسمبر]] ضد مشروع معاهدة صدقى – بيفن.
 
" وألقيت قنبلة – يوم 3 من [[ديسمبر]] على منزل الدكتور [[محمد حسين هيكل]] رئيس مجلس الشيوخ ورصدت الحكومة مكافأة 3000 جنيه لمن يرشد عن المتهم.وألقى أعضاء النظام ال[[قنا]]بل على نادى الاتحاد المصرى
 
– [[الإنجليز]]ى ليلة عيد الميلاد مساء 24 من [[ديسمبر]] عام [[1946]] فأصيب 3 من المصريين ولم يصب بريطانى واحد. قبض على ثلاثة من [[الجماعة]] ووجدت مع  أحدهم قنبلة يدوية ويقول التلمسانى إن السندى بث الفزع فى قلوب المحتلين بتوقيت ليلة عيد الميلاد واختيار النادى البريطانى الذى كان مكتظا بالجنود [[الإنجليز]] وضباطهم ولكن لم يقتل أحد.
 
كتب السفير البريطانى إلأى لندن يقول:
 
" يلقى الرأى العام والشرطة مسئولية حوادث الاعتداء بال[[قنا]]بل والتى أفسدت احتفالات أعياد الميلاد على [[الإخوان المسلمين]] ولكن [[البنا]] أعلن  أن ذلك ليس من سياسة [[الإخوان]].
 
وأضاف أن جميع المسلمين يحترمون هذه المناسبة وأهميتها  الدينية".
 
أبلغ النقراشى السفير البريطانى بالحادث تليفونيا وعرض أن يرسل إلى المستشفى  أية مساعدات إضافية.
 
=رد السفير =
 
إنى على ثقة من إنك ستتخذ كل الإجراءات لاستئصال هذا النوع من الجرائم.
وتوجه السفير لزيارة النقراشى وقال له:
 
أتحدث إليك بدون تعليمات ولكنى أنقل إليك قلقى الشخصى إنى  واثق أن سلطات الأمن , تحت قيادتك  تبذل كل ما فى وسعها للقبض على مرتكبى هذه الأعمال الإجرامية.
 
واضاف :
 
الأمر الذى لابد أن يكون محبطا للشرطة ومشجعا للمجرمين هو التأخير فى الإجراءات الجنائية والأفراج عن كثير من المتهمين بكفالات بسيطة.
 
قال النقراشى:
 
ليس فى الإمكان التدخل لدى القضاء فالمحافظة على مشاعرهم فى الاستقلال والأان أمر جوهرى لتحقيق الممارسة الصحيحى للعدالة . ولا شك أن المحاكم المصرية لا تعمل بالسرعة المعتادة فى بريطانيا.
ولكن حيث يحتمل أن تصدر أحكام بالإعدام فإن أعضاء هيئة المحكمة يجب أن يكونوا مطمئنين , للغاية إلأى قراراتهم.
 
ألقيت [[قنا]]بل يديوة على قطار [[فلسطين]] فى [[يناير]] 1947 وكان به بعض الجنود البريطانيين فأعلنت الحكومة عن مكافأة قدرها عشرة آلاف جنيه مصرى  لكل من يدلى بمعلومات حول الحادث.
 
ولم تسفر تحريات الشرطة امصرية عن أى دليل ضد المصريين لاذين لا يعرفون أن قوات بريطانية مسافرة فى ذلك القطار بوجه خاص.
 
ويثير السفير السير رونالد كامبل الأمر مع النقراشى باشا الذى قال
 
- أمل أن تؤدى المكافأة إلى نتائج . ومن المحتمل أن تكون الجريمة بفعل ناصر صهيونية.
 
- قال السفير:
 
- بعض سلطات الأمن العسكرية البريطانية تميل إلى هذا الرأى . ويمكن أن يكون الصهاينة على علم بذلك نظرا لوجود بعضهم بين القوات البريطانية وفى هذه الحالة لا أتوقع ظهور معلومات نتيجة الاعلان عن المكافأة وبعثت وزارة الخارجية إلى السفير تقول:
 
- " ويبدو أن الحكومة المصرية غير راغبة وأيضا خائفة , من اتخاذ إجراء صارم ضد مرتكبى الاعتداءات".
 
- وطلبت الوزارة من السفير:
 
- عليك مواصلة الألحاح على رئيس الوزراء .
 
- وحاول أومباشى مصرى نسف فندق ب[[الإسماعيلية]] – يوم 17 من [[يناير]] 1947 يقيم فيه الجنود البريطانيون.
 
- انفجرت قنبلة فى دار المعهد البريطانى ب[[القاهرة]] يوم 18 من [[مارس]] 1947.
 
- ووجدت فى اليوم التالى قنبلة أخرى . لم تنفجر بمبنى كلية فيكتوريا ب[[الإسكندرية]].
 
- وتلقى القنصل البريطانى ب[[الإسكندرية]] خطابات تهديد بنسف القنصلية  بال[[قنا]]بل من جماعة أطلقت على نفسها اسم " لجنة التحرير الوطنية".ويكتب السير رونالد كامبل:
 
- " يمكن أن تكون هذه الانفجارات من تدبير عناصر فى [[الإخوان المسلمين]] ليس لها اتصال بقيادة [[الجماعة]] وتأثرت بقرار الحكومة بمنع الاجتماعات وفضل بعضهم فوجدوا أن هذه الاعتداءات قد تكون  فى صالح [[الجماعة]] فقاموا بها خاصة انهم لم يلتوا من القيادة أية تعليمات تفيد العكس.
 
- واستمرت هذه الهجمات رغم تصريحات [[البنا]] لجميع الصحف  ولابد أن يكون [[الإخوان]] المتمردون أو الذين  لا يتصلون بقيادتهم قد اطلعوا عليها وقامت الشرطة بحملات واسعة النمطاق على جميع المؤسسات والمنازل التى يعتقد أن لها صلة ب[[الجماعة]] عقب اعتداءات أعياد الميلاد التى كانت موجهة ضد الاتحاد المصرى البريطانى والعديد من الملاهى التى يتردد عليها الجنود البريطانيون وألقت الشرطة القبض على عدد كبير للغاية منهم ثلاثة من أعضاء [[الجماعة]] كانوا متورطين – بكل تأكيد – فى هذه الإعتداءات بال[[قنا]]بل.
 
- وبصفة  عامة فإن [[الإخوان المسلمين]] هم المتهم رقم 1 عندما يحدث اعتداءمن هذا النوع سواء كاوا متورطين بالفعل أم غير متورطين , ورغم عدم وجود دليل قوى يؤكد تورطهم.ولكن هذه العدة التى دأب البعض على اتباعها وهى إلقاء التهمة على [[الإخوان المسلمين]] قد تؤدى إلى احتمالات خطيرة فى المستقبل.
 
- وإذا لجأ  الوفد أو حزب آخر يرغب فى غرباك الحكومة إلى الإرهاب كسلاح سياسى فإن [[الإخوان]] سيكونون اول من تقى عليهم مسئولية الإرهاب.ومن المحتمل أن تعتبر عناصر الشرطة الموالية للوفد إدانة [[الإخوان المسلمين]] فى هذه الحوادث على أنها أمر ثابت".
 
- وألقيت 3 [[قنا]]بل فى [[الإسماعيلية]] يم 16 من [[أبريل]].
 
- ودمرت أجزاء من مبانى سينما مترو فى [[القاهرة]] بال[[قنا]]بل فى 6 من [[مايو]] 1947 فأعلنت الحكومة عن مكافأة قدرها عشرة آلاف جنيه لمن يرشد على الفاعل وقد اتهم الدكتور [[محمد حسين هيكل]] فى مذكراته ==[[الإخوان]] والجماعات اليسارية وبإلقاء هذه ال[[قنا]]بل==
 
- ولكن صلاح شادى – من زعماء [[الإخوان]] – قال إن رابطة الشباب لاوفدية هى التى القت تلك ال[[قنا]]بل.
 
- ولكن صلاح شادى – من زعماء [[الإخوان]] – قال إن رابطة الشباب الوفدية هى التى  ألقت تلك ال[[قنا]]بل.
 
- تلقت المفوضية البرازيلية تهديدا بنفسها , بعد تقديم البرازيل مشروعها فى  مجلس الأمن بأن يحل النزاع المصرى البريطانى بالتفاوض  بين البلدين وطالب خطاب لاتهديد بدفع خمسة ملايين جنيه تعويضا عن وقاحة البرازيل فى مجلس الأمن وإلا أخذ وزيرها المفوض وجميع أعضاء الجالية رهائن.. وذبحوا وفى 28 من [[أغسطس]] 1947 ألقيت قنبلة على مقر المفوضية واتهم ثلاثة شبان مجهولون بالجريمة.
 
- وقال الماجور سانسوم ضابط أمن السفارة البريطانية أنه يشك فى قيام [[الإخوان المسلمين]] بالقاء القنبلة.وفى [[يناير]] [[1948]] أعلنت الحكومة عن اكتشاف 165 قنبلة مع مجموعة من الأسلحة مع بعض الشبان [[الإخوان]] فى تلال جبل القمطم أقر الشبان أنهم اشتروها من البدو استعدادا لفسلطين.
 
- وفى 20 من [[فبراير]] [[1948]] وقع انفجار عنيف فى [[المركز العام]] للإخوان سمع صداه فى كل أنحاء العاصمة ورغم ذلك فإن تسعة فقط أصيبوا. ولم يكن [[المرشد العام]] فى مقر [[الجماعة]].
 
 
- وتبين أن أسلحة ومتفجراتنقلت من أحد الفنادق قبل  أن يداهمه رجال الشرطة إلى المركز بموافقة الشيخ [[البنا]] الذى قال  إن اثنين من الفلسطنين جاءا بالأسلحة وأنها لتحرير [[فلسطين]] واتصل [[المرشد العام]] بالحاج أمسن الحسينى مفتى [[فلسطين]] طالبا  إليه التدخل فأفرج عن الإخخوان وسلمت الشرطة الاسلحة للهيئة لاعربية العليا ل[[فلسطين]] التى أعادتها بعد ذلك للفدائيين .. أى للنظام الخاص" ... كما تقول تقارير الأمن البريطانية".وفى تقرير السفارة البريطانية قالت " رضيت سلطات الأمن المصرية بتفسير أن الأسلحة لفسلطين أو تظاهرت هذه السلطات بالإقناع"!
 
- قالت تقارير الأمن العام لوزارة الداخلية المصرية:
 
- كانت [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] محكمة تنعقد لمحاكمة من يعتبرهم الجهاز خصوما  لفخوان أو خونة فى حق الوطن والدين . وحين تصدر هذه المحكمة حكمها فإنها  تختار بضعة من الشباب تتراوح أ‘مارهم بين الثامنة عشرة والعشرين.
 
- وتعد حجرة تضاء بشموع قليلة ويطلق فيها البخور بعبق بالحجرة . وتنطلق فى أرجائها  سحبة التى تضفى عليها رهبة لامعبد وقداسته.
 
- ويؤمر الشباب بدخول الحجرة عند منتصف الليل.. بعد أن يخلعوا نعالهم ليجدوامنصةمرتفعة قليلا عن الأرض مفروشة بالسجاد , وعليها وسائد مغطاة بالسواد  يتكئ عليها شيخ يرتدى قلنسوة سوداء, عيناه نصف مغمضتين , وبيده مسبحة طويلة فيجسلون أمامه.
 
- يمضى الشيخ فى همهمته وتمتمته. ويدير حبات المسبحة والبخور ينطلق والشيخ لا يزال مطرقا لا ينظر إليهم , وعيون الشباب تختلس لانظر إليه.
 
- ويستمر الشيخ فى صلاته الخنافتة قرابة نصف ساعة فتتعطل حواس الشباب عن التفكير فى أى شئ , حتى ينسوا أنفسهم.
- يفتح الشيخ عينيه ويحدق فيهم طويلا فتنحسر – من الرهبة – أبصارهم كأن له عينا يشع منها " مغنطيس" عجيب.. إن تحديقه فيهم يحذرهم ويسلبهم القدرة على الحركة .  والبخور يدغدع إحساسهم وكأنه يدخل رءوسهم لتخيم سحبه على عقولهم . ويقوم الشيخ متثاقلا ويقول لهم:
 
- حان وقت صلاة الفجر .
 
- ويصلى ذاكرا فى صلاته آيات الذين يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون ولهم الجنة.
 
- تنتهى الصلاة ويصمت الشيخ برهة ثم تدوى منه صيحة عالية . هل أنتم على استعداد للإستشهاد فى سبيل الله؟ يردون: - نعم
 
- يقول الشيخ: وهل أنتم مستعدون لقتل أعداء الله " فيقولون : نعم يقول الشيخ:
 
- هل تقسمون على الوفاء بالعهد؟
 
- يقولون : نقسم.
 
- يقدم الشيخ المصحف ليقسموا عليه . فيقول
- استودعكم الله . وموعدنا الجنة.
 
- يخرجون وفى عزمهم شئ واحد القتل".وهذه المحكمة – كما تقول تقارير الأمن العام ! هى التى قررت اغتيال المستشار أحمد الخازندار!
 
- ويقع انشقاق فى جماعة [[الإخوان]] فقد تحدى عبد الرحمن السندى [[المرشد العام]] فقرر القيام بأعمال دون الرجوع إليه .
 
- كتب بعض [[الإخوان]] إلى الشيخ [[البنا]] يسألونه :ما رايكم دام فضلكم فى حالكم ظالم يحكم بغير ماأنزل الله ؟
   
   
وتتصاعد حدة الموقف تمهيدا للحرب التى بدت نذرها فأصدر مجلس الأمن قرارا فى 17 من [[أبريل]] [[1948]] يدعو إلى وقف أعمال العنف وكل نشاط عسكرى وعدم دخول قوات أو جلب أسلحة إلى [[فلسطين]].
- رد [[المرشد العام]] كتابة بالآية التى تقول:
 
" إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض".
 
وكان عبد الرحمن السندى وراء طلب الفتوى دون الإعلان عن نفسه وهدفه منها ظهر يوم 22 [[مارس]] عام [[1948]] عندما اغتال حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم وهما من الطلبة الأعضاء فى [[الجماعة]] , المستشار أحمد الخازندار بينما كان يغادر منزله فى حلوان.
 
طارد رجال الشرطة المقاتلين وقبضوا عليهما.
 
قالا إن الخازندار أصدر حكما  بالسجن عشر سنوات على أخ فى [[الجماعة]] لمهاجمة مجموعة من الجنود البريطانيين فى أحد الملاهى الليلية ب[[الإسكندرية]] عام [[1946]].
رأى الدكتور [[محمود عساف]] , [[المرشد العام]] وهو يعاقب أو يحاكم السندى على إغتيال الخازندار.
وتعلل السندى بأن فتوى [[المرشد العام]] ضد الحاكم الظالم تجيز قتله.
قال الشيخ [[البنا]]: ربكا كنت أقصد بالحاكم الظالم مثلا يزيد بن معاوية...
وأضاف : الحاكم المسلم يطبق القانون والقانون هو الظالم لا القاضى كما هو الحال بالنسبة للمستشار الخازندار.
 
وقال أيضا: الحاكم هو الذى  يطبق القانون ولا تطبقه الرعية.
 
ويعترف الشيخ الباقورى بأن السندى اتخذ قرارا منفردا بقتل الخازندار ولكن من الواضح أن بعض [[الإخوان]] كانوا يؤيدون هذه العملية ضد  الخازندار نفسه.. وربما لإرهاب باقى رجال القضاء إذا قدم إليهم  متهمون من أعضاء [[الجماعة]].
 
قال لى [[فهمى أبو غدير]] المحامى:
 
لو كنت فتيا قويا لقتلت الخازندار . وأضاف : اعتدى رجل فى اسيوط على طفل اعتداء مشينا فحكم الخازندار على المتهم الحبس سنة مع وقف التنفيذ. وأصدر حكما بسجن لأم ثلاث سنوات لأنها قتلت  ابنتها التى رفضت مصاحبة أجد الأثرياء .
 
و.... وهذه الأحكام الهينة تقابلها أحكام قاسية على الذين يريدون عزة [[مصر]] بقذف [[الإنجليز]] بال[[قنا]]بل. إن الخازندار  يحل قتله... فهو يقتل دعوة تضم الملايين ! ويضيف أبو غدير: إن مجلس إدارة [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] وافق على الإغتيال . قلت : وما موقف الشيخ [[البنا]] من هذه الجريمة؟ قال: نسب الشيخ [[البنا]] أنه قال " ربنا يريحنا من الخازندار " أو" ربنا ينتقم منه" وذلك بعد غصدار الأحكام العنيفة ضد شباب [[الإخوان]]"
 
واضاف : ولكن الشيخ لم يأمر ابدا بقتل الخازندار ولم يعلم به قبل وقوعه
 
استجوب [[المرشد العام]] فى اتحقيق ثلاث ساعات قال الشيخ [[البنا]] إنه لم يأمر بالجريمة ولم يشر بها, ولم يشجع عليها , أو يرضى  عنها بتصريح أو تلميح.
قال التلمسانى: كان الشيخ [[البنا]] فى [[المركز العام]] للإخوان بالحلمية  الديدة يوم اغتيال الخازندار وقد تألم كثيرا عندماسمع بالحادث وأحس بضيق لأن هذا الطيش ينعكس على افخوان ويعطى للعالم صورة سيئة عنهم.
 
واجتمعت قيادات [[الإخوان]] على أن الغضب الألم أخذا من المرشد كل مأخذ بعد اغتيال  الخازندار.
 
قال إنها جريمة بشعة تؤدى إلى تدمير [[الجماعة]] التى قضى عمره فى بنائها وأن الرصاصا لاتى أطلقت على الخازندار إنما أطلقت على صدره هو وهى نفس كلمات  [[سعد زغلول]] عندما سمع بإطلاق الرصاص على السردار البريطانى  السير لى ستاك.. فإن اغتيال السردار أدى إلى استقالة وزارة [[سعد زغلول]] وسحب الجيش المصرى من [[السودان]].
 
حكم على المتهمين ياغتيال الخازندار بالأشغال الشاقة المؤبدة وتتابعت الانفجارات.
 
فى 25 من [[أبريل]] جرت محاولة لنسف بيت [[مصطفي النحاس]] وقالت تقارير المخابرات البريطانية:" هناك شئ من الشك حول ما إذا كان [[الإخوان]] متورطين فى هذا الحادث".
 
وثبت فيما بعد أن رجال الملك السابق هم الذين قاموا بهذه المحاولة أعلنت الأحكام العرفية يوم 13 من [[مايو]] [[1948]] وفى 15 من [[مايو]] دخلت القوات العربية [[فلسطين]].
 
ووقع الحادث الأول من سلسلة الانفجارات فى الممتلكات اليهويدة فى 20 من [[يونيو]] الحى [[اليهود]]ى ب[[القاهرة]] فاشتعلت النار فى بعض منازل الحى ردا على مذبحة دير ياسين ب[[فلسطين]] فى 9 [[أبريل]].ويبعث تشابمان أندروز إلى لندن بعد 48 ساعة يقول:
 
" يبحث رجال الشرطة  عن [[البنا]] زعيم [[الإخوان]] لسؤاله عن هذا الانفجار".
 
... مما يدل على شكوك السفارة والشرطة فى دور [[الإخوان]]... خاصة أن تقارير المخابرات البريطانية قالت إن اسرة غير يهودية تقيم فى الحى حذرت وأنذرت قبل الحادث بيوم كامل وتركت المنطقة.
وفى 6 من [[يوليو]] اكتشف مستودع من الجلجنايت مزود بجهاز تفجير زمنى تحت السلم فى مكتب وكالة حكومة [[السودان]] ... التابعة للإنجليز.
 
وقالت المخابرات البريطانية.
 
" وربما يكون [[الإخوان]] هم الذين قاموا بذلك".
 
وفى 9 من [[يوليو]] استؤنف القتال بعد انتهاء الهدنة الأولى فتسفت محلات يهوديين " شيكوريل"و" أركو فى اليوم ذاته.وفى 28 من [[يوليو]] وقع انفجار بمحلات " دواد عدس"  للأقمشة بشارع عماد ادين.
 
وفى أول [[أغسطس]] نسفت محلات يهودية أخرى " بنزايون" بشارع قصر النيل و" جاتينيو" بشارع [[محمد فريد]] , وجرح 28. وفى 3من [[أغسطس]] انفجر مبنى شركة أراضى الدلتا بالمعادى فى ضواحى [[القاهرة]] ومحطة تلغراف ماركونى التى أعتبرت مركزا للإتصالات [[اليهود]]ية ردا على قرار الهدنة فأصيب ثلاثة.
 
بعث جيفرسون باترسون القائم بالأعمال الأمريكى إلى واشنطن يوم 13 من [[أغسطس]] يقول:
ويذكر حيدر باشا أحيانا على أنه المسئول عن حوادث الانفجار ولكن لا يوجد دليل إيجابى يؤكد ذلك".
وقعانفجار يوم 24 من [[أغسطس]] فى مطار [[الإسكندرية]] بينما كانت طائرة النقراشى القادمة من [[القاهرة]] تستعد للهبوط . ولم ينشر النبأ فى الصحف ولكن السفارة البريطانية سجلت الحادث فى برقياتها.
 
وفى 23 من [[سبتمبر]] تعرض الحى [[اليهود]]ى – حارة [[اليهود]] – مرة أخرى لإنفجار عنيف قتل 20 واصيب 61.
وفى 28 من [[سبتمبر]] وقع انفجار بمصنع للزجاج بحلمية الزيتون تملكه " محلات شيكوريل".وفى 8 من [[أكتوبر]] ضبط مخزن أسلحة فى عزبة الشيخ محمد فرغلى قائد كتائب اخوان عند افسماعيلية
قالت القنصلية البريانية فى [[بور سعيد]]:
 
لم يعثر على أسلحة فى مقار [[الإخوان]] فى بورسعيد أو افسماعيلية. ولكن رجال خفر السواحل كانوا يغتشون العزب القريبة من [[الإسماعيلية]] بحثا عن الحشيش فوجدوا كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات فى عزية الشيخ محمد وعلى بعد 14 كيلو مترا من [[الإسماعيلية]]. وكانت السلحة فى مخبأ تحت الأرض مبنى بالخرسانة وتعتقد سلطات الأمن المصرية أنه يوجد عدد من مخابئ السلاح المماثلة فى أنحاء مختلفة من [[مصر]]".
 
وعلى الفور صدر أمر عسكرى فى 28 من أتوبر بحل شعبتى [[الجماعة]] فى [[الإسماعيلية]] – مهدا الحركة – و[[بور سعيد]] وإغلاق مقار [[الإخوان]] بهما.  وانتاب البوليسالشك أيضا فى أن [[الإخوان]] ألقوا قنبلتين يدويتين على منزل عبد الفتاح عمرو باشا فى 2 من [[نوفمبر]]..
 
قبض رجال الشرطة على 350 من أعضاء [[الجماعة]] فى [[القاهرة]] يوم 4 من [[نوفمبر]] لمنعهم من القيام بمظاهرة احتجاجا على اغرق شعبتى [[الجماعة]] فى افسماعيلية وبو سعيد.


تطوع [[الإخوان]] للقتال فى [[فلسطين]] ودربهم الصاغ [[محمود لبيب]] بمعكسر الجامعة العربية فى هايكستب بإحدى ضواحى [[القاهرة]].
وألقيت [[قنا]]بل على مكاتب الصحف الأجنبية فى [[مصر]] يوم 11 من [[نوفمبر]] [[1948]].


'''قال فيليب ايرلاند سكرتير السفارة الأمريكية فى برقية إلى واشنطن:'''
ومن البداية – طبقا لما يقوله تقرير المخابرات البريطانية – تشكك البوليس المصرى فى [[الإخوان المسلمين]] فمنذ اللحة الأولى التى اتضح فيها أن [[مصر]] ستقوم بشن حرب ضد دولة إسرائيل لم يضع [[الإخوان]] أية فرصة للتنديد العنيف ب[[اليهود]] ... وحاولوا بكل الطرق إثارة الشعب ضدهم.


:" هناك شك فى مدى فاعلية جهود [[الإخوان]] فى [[مصر]] لتشكيل كتائب لإنقاذ [[فلسطين]].لقد وقع عدد ملحوظ من الشباب المصريين فى كافة أنحاء البلاد استمارت الانضمام لهذه الكتائب. ولكن هناك شك فيما إذا كان هؤلاء المجندون سيشتركون فى نضال من أجل [[فلسطين]]. وهنا جهل تام بالمصاعب والجهود التى تتطلبها الحملة فى تلال ووديان [[فلسطين]] كما أن معظم المجندين غير مجهزين بأى شئ سوى الحماس والتعبئة المعنوية"
وكان ذلك واضحا بصفة خاصة بعد الغارة الجوية التى وقعت فى 15 من [[يوليو]] [[1948]] حين سقطت [[قنا]]بل من طاشرة معادية وأصابت عددا من الضحايا.. بعضهم إصابته قاتلة بين السكان المصريين فى [[القاهرة]].
وبعد الغارة الجوية بفترة قصيرة – طبقا لتقارير المخابرات البريطانية – تلقى الحاخام الأكبر مكالمة تليفونية من شخص – يعتقد أنه من [[الإخوان]] – يحذره من أن [[الإخوان]] قرروا الانتقام من كل المؤسسات اليهويدة فى [[مصر]] وينتاب [[مصر]] كلها ... الرعب!


وقالت صحيفة [[مصر الفتاة]] إن ما تعده [[الجماعة]] من كتائب لمساعدة الفلسطينيين ليس إلا شعوذة ودجلا وضحكا على عقول المصريين..! فقد دخلت الحزبية كل شئ فى [[مصر]] .. بما فى ذلك قضية [[فلسطين]]!
==ساعة المواجهة==
نفذ [[الإخوان]] – كما قال رجال الشرطة – تهديداتهم ضد أكبر وأخطر المؤسسات [[اليهود]]ية فى [[مصر]].


عرفت الحكومة البريطانية بإنشاء وحدات عسكرية غير نظامية فى البلاد العربية . وأن قوات جيش التحرير بقيادة [[فوزى القاوقجي]] دخلت [[فلسطين]] من [[سوريا]] فى [[يناير]] و[[الإخوان]] دخلوها من [[مصر]] فى [[فبراير]] فبعثت وزارة الخارجية لبريطانية إلى سفرائها فى العالم الغربى تطلب منهم إبلاغ الحكومات العربية باتخاذ خطوات فعالة لمنع مزيد من الانتهاكات فى [[فلسطين]].
" وفى 12 من [[نوفمبر]] [[1948]] أمر السندى بنسف مكتب مطابع الشركة الشرقية للإعلان الإنفجار عنيفا فاهتزت الممبانى المجاورة للشركة واعترف نمؤلفو [[الإخوان]] – بعد ذلك – بأن [[الجماعة]] مسئولة عن نسف شركة الإعلانات الشرقية وقالوا إن عبد الرحمن السندى هو الذى أمر بالنسف وحاولوا تخفيف المسئولية فقالوا إن النسف تم وقت الراحة حتى لا يصاب احد واعترفوا بأن [[الإخوان]] فجروا المخازن السرية  للمفرقعات فى حارة [[اليهود]] وبرر [[فهمى أبو غدير]] هذه الأحداث بعد وقوعها بأكثر من ثلاثيت عاما فقال:


قابل تشابمان اندروز الوزير البريطانى المفوض فى [[القاهرة]] أحمد خشبة باشا وزير الخارجية وقدم إليه مذكرة من حكومته تطلب فيها من [[مصر]], والحكومات العربية تيسير عملية انسحاب القوات البريطانية من [[فلسطين]] وعدم إثارة متاعب حتى لا تضطر بريطانيا إلى استعمال القوة.
- شركة الاعلانات شركة يهودية وكل ما تفعله تشكيك الناس فى [[الإسلام]]! وعرض النقراشى مكافأة 10 آلاف جنيه لمن يرشد عن مرتكبى الانفجارات على دور الأعمال [[اليهود]]ية ولكن الفاعلين ظلوا مطلقى السراح كما يقول تشابمان أندروز. قال الكاتب السوفييتى سيرانيان:" اشتعلت نيرانحرب حقيقة بين الحكومة و[[الجماعة]].


وبعث السير رونالد كامبل السفير البريطانى برسالة أخرى إلى وزير خارجية [[مصر]] يوم 7 من [[أبريل]] قال فيها خطر وقوع أعمال نف على نطاق واسع يزداد نتيجة ظهور تشكيلات عسكرية غير نظامية أفرادها مجندون من الدول العربية. وهناك خطر اشتباكها مع القوات البريطانية.
- ودبر [[الإخوان]] عدة هجمات فى [[القاهرة]] فى وقت واحد على مكاتب  ومراكز المراسلين الصحفيين لبعض الصحف الأجنبية . وفجروا العديد من المبانى فى أحياء [[القاهرة]] المختلفة مما نجم عنه الكثير من الضحايا الأبرياء والخسائر المادية الفادحة".ورأت السلطات المصرية والبريطانية أن توجه اهتماما أكبر لنشاط [[الإخوان]] وتمكن البوليس المصرى من تأكيد شكوكه حول مسئولية [[الجماعة]] وكانت نقطة التحول سيارة " جيب"!


وطالبت الرسالة بمنع الجماعات المسلحة غر النظامية التى دخلت [[فلسطين]] من القيام بأية عمليات عسكرية.وبعثت رؤساء أركان حرب القوات البريطانية فى الشرق ألأوسط إلى الحكومة البريطانية تعليمات بشأن القوات العربية التى دخلت [[فلسطين]] من الدول العربية المجاورة.
- بدأ رجال الشرطة يفتشون بيوت [[الإخوان]] المشتبه فيهم عقب حادث انفجار شركة الإعلانات الشرقية التى يملكها [[اليهود]] فخاف قادة الجهاز الشرى . ووضعوا كل الأوراق والسمتندات فوق سيارة " جيب" اتجهت مساء اليوم التالى – 13 من [[نوفمبر]] [[1948]] – إلى بيت أحد أعضاء الجهاز فى حى العباسية وكان مراقبا رأى جنديا شرطة أربعة شبان يرتدون الملابس المدنية داخل السيارة التى لا تحمل أرقاما فاقترب من السيارة.


'''وتساءل القواد:'''
- ارتاع أحدهم وهو السائق فترك السيارة وفر هاربا فأخذ الجندى يصرخ قائلا:


:هل تقوم بهجمات جوية على نطاق واسع ضد العرب ؟ وكان جواب الحكومة البريطانية بالنفى.قالت صراحة: لا  وأرسلت وزارة الخارجية البريطانية إلى سفاراتها تعليمات
- - يهودى .. صهيونى.


'''تقول:'''
- تجمع الناس واخذوا فى ضرب من بالسيارة  ثم قبضوا على الشبان الثلاثةوبتفتيش سيارة الجيب بواسطة البوليس اتضح أنها تحمل 28 مسلما ورشاشا ومدفعا " برن" و2700 قطعة من الذخيرة و48 قنبلة يدوية وصندوقين من الجلجنايت.. ( أحدهما مرتبط بجهاز تفجير زمنى) وكمية من الخناجر.


:" يجب ألا يتخذ عمل ضد المجموعات التى دخلت من الحدود إلا إذا هاجموا الماكز أو مركز الاتصالات البريطانية أو المراكز اليهودية المدنية والمستوطنين [[اليهود]].
- وأدى استجواب الشبان الثلاثة ورابعهم الذى ثم القبض عليه بعد فترة قصيرة إلى العثور على عدد من الوثائق شملت رسوم وخرائط المبانى المختلفة مثل السفارات الأمريكية والفرنسية والبريطانيةومنازل النحاس والنقراشى وإسماعيل  صدقى وشريف صبرى و[[مكرم عبيد]] وعبد الرحمن عمار وعبد الفتاح عمرو وحسن فهمى رفعت وكيل الداخلية السابق وكل أقسام الشرطة وتم العثور  على خريطة الشركة الشرقية للإعلان ومبانيها.ووجدت بالسيارة شفرة [[الإخوان]] وخططهم السرية والأهداف التى يزمعون مهاجمتها أو تفجيرها.


:وفى حالة الهجوم على المراكز البريطانية يقابلون بمقاومة بجميع الوسائل وعلى مسئوليتهم وباستخدام الغارات الجوية.
- السفارة الفرنسية: كان مقررا إلقاء ال[[قنا]]بل عليها يوم 15 من [[نوفمبر]].


:وفى  حالة الهجوم على [[اليهود]] يكون تدخل القوات البريطانية ضد المهاجمين  بعد الرجوع أولا إلى الحكومة البريطانية "
- السفارة ألأمريكية : 12 أو 22 من [[نوفمبر]].


'''وطبقا للسياسة البريطانية المناورة.الماكرة,والملتوية قالت وزارة الخارجية البريطانية لسفرائها'''
- وثبت من الوثائق المضبوطة أن [[الإخوان المسلمين]] هم المسئولون عن جوادث الانفجارات التى وقعت فى [[القاهرة]] خلال الشهور الستة الأخيرة.


:"لا تخبر الدولة التي تمثلنا لديها بذلك وإلا اعتبرت هذه التعليمات دعوة لعبور الحدود إلى [[فلسطين]]".
- واعترف  الشبان بأنهم نفذوا الهجمات التى  تعرضت لها بعض المنشآت وأظهرت هذه الوثائق أسماء أعضاء التنظيم الخاص ورئيسه عبد الرحمن السندى وتولى سيد فايز قيادة التنيم بصفة مؤقتة. لم تعلن الحكومة عن ضبط سيارة الجيب إلا بعد 48 ساعة  حتى استطاعت  القبض خلال تلك الساعات – على 32 من قيادات التنظيم وبينهم السندى  واتكشف النظام الخاص بسقوط سيارة الجيب فى قبضة رجال الأمن العام .


وكانت الدعوة فى الحقيقة لقتل [[اليهود]] العسكريين لا المدنيين أو البريطانيين .. ولكن العرب لا يعلمون !وكانت القوات البريطانية قد خسرت خلال ال18 شهرا السابقة على انساحبها 127 قتيلا و31 جريحا أثناء العمليات الإرهابية التى قامت بها عصابات [[اليهود]].تركز النشاط اليهودى فى الإرهاب على العرب  لتفريغ [[فلسطين]] من أكبر عدد منهم وبالذات فى المناطق اليهودية التى يعيش فيها 350 ألفا من العرب.
- بعث جيفرسون باترسون القائم بالأعمال الأمريكى إلى واشنطن البرقية رقم 11 قال :


فى 5 من [[يناير]] عام [[1948]] نسف [[اليهود]] فندق سميرا ميس فى الحى العربى بالقدس ب 175 رطلا من الديناميت فقتل  23 من المدنيين بينهم القنصل الأسبانى.وكانت هذه رسالة للعرب للرحيل من [[فلسطين]].
- " صودر بيان وجد ضمن الوثائق التى عثر عليها فى عربة تحتوى على أسلحة ومفرقعات فى مؤامرة تضم مجموعة من ضباط الجيش يعتقد أنهم كانوا يتآمرون ضد الحكومة.
- وليس معروفا, إذا كان هذا البيان الذى يحمل توقيع " ضباط الجيش" هو فعلا من وضع ضباط الجيش, أم من عناصر أخرى.


وفى 9 من [[أبريل]] دخل مائة من قوات عصابة '''" أرجون"''' [[الصهيونية]] قرية دير ياسين العربية والتى تقع عند مدخل مدينة القدس.أذاع [[اليهود]] نداء بمكبرات الصوت إلى سكان القرية وكلهم من العرب لمغادرة منازلهم وتكرر النداء عدة مرات.
- يقول البيان تحت عنوان " اللهم القوة والنصر والوحدة": إن حملة [[فلسطين]] اظهرت " الحاجة مستقبلا إلى الإهتمام وبذل  الجهود لتقوية الجيش".


خرج الجميع إلى الشوراع فحصدهم [[اليهود]] بالرصاص.وبقروا بطون الحبالى من النساء.وذبحوا ألأطفال فى أحضان أمهاتهم وأمام أعينهن. واخذوا 150 من النساء أسرى فجردوهن من ثيابهن, ووضعوهن فى عربات لورى مفتوحة نقلتهن إلى القدس . وطافوا بهن فى الشوارع عاريات ليفذفهن [[اليهود]] بالحجارة.
- ويهاجم البيان النقراشى باشا لأنه " لم يكن يميل للحرب", كما يهاجم بشدة اللواء المواوى بك القائد لامصرى السابق فى الميدان, وينتقده لخسارته المعركة وتركه الجيش فى حالة يؤسف لها.
- ويرى كاتب البيان أن هناك دليلا على وجود موظفين يهود فى سكرتارية الوفد المصرى فى الأمم المتحدة يتصلون ب[[اليهود]] الصهاينة لتأخير المعلومات , وفى عدم مصادرة ممتلكات بعض [[اليهود]] المصريين قبل فوات الأوان, وفى دعوة أحد أعضاء مجلس الشيوخ المصرى لعقد سلام منفصل – وهى إشارة لرئيس الوزراء السابق إسماعيل صدقى.


قتل فى هذه العملية 250 أغلبهم من النساء والأطفال وألقيت الجثث فى بئر القرية وعثر ممثل الصليب الأحمر داخل البئر على 150 جثة مشوهة ومحترقة لنساء وأطفال.
- أما حالات الفشل الأخرى " التى يتحملها الساسة المصريون الذين صنعتهم الأمبريالية فتتضمن : الضرائب غير الملائمة والسيطرة غير الكافية  على الصحافة المصرية".


لم يتدخل الجيش البريطانى لوقف المذبحة أو القبض على المجرمين وأعلن وزير المستعمرات البريطانى فى مجلس العموم أن هذا العدوان البربرى دليل على الوحشية تعجز الكلمات عن وصف ماتنطوى عليه من بواعث الاشمئزاز والحزن العميق.
- ويمضى البيان قائلا:" إننا سنعارض ونحارب [[الإنجليز]] و[[اليهود]] وأدواتهم لتأمين مستقبل [[مصر]] من أن يتلاعب به أولئك الذين لم يمنعهم كبر سنهم من بيع [[مصر]] وخيانتها".


واعترف الكتاب اليهودى الصهيونى جون كيمش بأن مذبحة دير ياسين نقطة سوداء فى سجل التاريخ اليهودى.وأطلق عليها الكاتب اليهودى أرثر كويسلتر العملية البربرية وحمام الدم واعترف قائد الهاجاناه فى القدس بأن دير ياسين كانت من أهدأ القرى فى المنطقة ويعيش أهلها فى سلام مع سكان المستعمرات اليهودية كان لهذه المذبحة و30 عملية عسكرية أخرى قام بها [[اليهود]] آثارها فى المناطق التى يسكنها العرب فى [[فلسطين]] والتى أعطيت لهم بمقتضى قرار التقسيم فهرب منها خلال عام [[1948]] 720 ألفا من العرب!..
- ويتوجه فيليب ايرلاند السكرتير الأول بالسفارة الأمريكية إلى عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية  يسأله يوم 19 من [[نوفمبر]] عن الحوادث الأخيرة فقال عمار:


تسللت وحدات [[الإخوان]] المدربين إلى [[فلسطين]] بعد قرار التقسيم مباشرة وظلوا وحدهم فى الميدان زهاء خمسة شهور وزار الشيخ [[البنا]] [[فلسطين]] وأدى صلاة الجمعة فى خان يونس يوم 20 من [[مارس]] [[1948]].
- عرف البوليس منذ فترة طبيعية العنف السياسى [[للإخوان المسلمين]] ولكن الذى عرقل حركة الشرطة أن عددا كبيرا من موظفى الحكومة انضموا إلى [[الجماعة]] , أو قدموا  الحماية لها.  وقال عمار إنه مقتنع بأن [[الإخوان]] هم المسئولون عن حوادث الانفجارات التى وقعت فى اعامين الأخيرين.


ورد [[الإخوان]] على مذبحة دير ياسين فهاجم فدائيون فى الساعة الثانية من صباح يوم 10 من [[أبريل]] '''" كفار داروم"''' المستعمرة اليهودية الوحيدة فى السهل الساحلى جنوب [[غزة]] وتشرف على الطريق الرئيسى بين رفح و[[غزة]].عبروا حقول الألغام وازالوها ثم قطعوا الأسلاك الشائكة وبثوا الألغام تحت مبانيها فانفجرت .
- وقال إن الشيوعيين توغلوا فى صفوف [[الإخوان]] و[[مصر]] الفتاة والوفد ويمول السوفيت [[الإخوان]] بالمال وإن كانت [[الجماعة]] تزعم لأعضائها أن السلاح اشترى بالموال التى جمعت من اشتراكاتهم .


واعترفت الصحف اليهودية بأن المستعمرة تعرضت لهجوم عنيف وأن العرب هاجموها بالمدافع.استشهد فى المعركة 12 من [[الإخوان]] وأصيب ستة آخرون احتفل [[الإخوان]] بتشييع شهدائهم واشترك معهم أهالى [[غزة]] وخان يونس  ودير البلح ودفن الأبطال فى مقبرة خاصة بهم فى قرية النوصيرات. وكان ذلك أول اشتباك مع الصهاينة فى النقب قبل وصول متطوعي الجامعة العربية.
- ويعرف رجال الشرطة أن [[الإخوان]] و[[مصر]] الفتاة قاموا بتخرين كميات ضخمة من السلاح..


'''نشرت صحيفة [[الإخوان]] أسماء الشهداء وكانت لكل صحيفة قصة رائعة.من حياته واستشهاده أيضا'''
- ومن المحتمل أن [[الإخوان]] استخدموا خبراء أجانب فى المفرقعات. وقال إنه حذر الشيخ عدة مرات ليكبح جماح أعضاء [[الجماعة]] وقالت تقارير المخابرات البريطانية:


:#[[عبد الرحمن عبد الخالق]] '''(21 سنة)''' بكالوريس زراعة.بطل الجامعة فى المصارعة وكرة السلة رفض أمر رئيسه بالانسحاب حتى استشهد.
- " [[الإخوان]] مسئولون إلى حد كبير عن غثارة الهجمات التى تعرض لها الأجانب. وقد اختلفت الوسائل التى تمت بها الانفجارات .. ولكن بشكل طفيف كان يتم شحنة من الديناميت  إلى المنطقة المختارة بواسطة تاكسى أو سيارة أو رسائل النقل الأخرى مثل " الترسايكل" وتترك بجهاز تفجير زمنى مرتبط بها .. وفى كل حالة كان الجناة يجدون وقتا كافيا للهرب".
:#و[[محمد سلطان]] '''(20 سنة)''' الموظف بالرى وضع لغما حول بطنه وأشعل الفتيل لينفجر معا فيدمران مركز حراسة يهودى
:#و[[عمر عبد الرءوف]] '''(27)''' سنة تاجر من هيا أصابته رصاصة فقال قبل أن يلفظ أنفاسه:أولى الجنة.


'''وهذه مجرد نماذج والأمثلة كلها حافلة بمعانى التضحية نشرت صحيفة أخبار اليوم قصة أول معركة بين المصريين و[[اليهود]] كتب مراسلها من الجبهة يقول:'''
- عاد الشيخ [[البنا]] من الحج يوم 28 من [[نوفمبر]] فقصد إلى القصر الملكى وقيد اسمه فى سجل التشريفات معتقدا أنه يستطيع تسوية الأمور!


:" أتأمل القتلى واحدا واحدا ليس بينهم واحد مصاب فى ظهره. بعضهم أصيب مرة ومرتين ومع ذلك بقى يحمل بندقيته ويضرب بها . دفنوا بغير غسل أو كفن . فإن من تقاليد [[الإسلام]] أن يدفن الشهيد بملابس المعركة. كان منظرا رائعا .
- ولكن البوليس حقق مع [[البنا]] فيما نسبيته إليه وثائق سيارة الجيب وكتب السفير البريطانى إلى لندن:" عندما تنتهى التحقيقات سيكون ممكنا تكوين رأى محدد فيما إذا كان  الإرهابيون مجموعة من المجرمين المتهورين الذين تصادف كونهم أعضاء فى [[الجماعة]] أو أنهم يعملون من تلقاء أنفسهم, أم أن أنشطتهم كانت بإيعاز مباشر من زعيم [[الإخوان]] ومستشاريه ,وأن تنفيذها كان نيابة عنهم؟".تصاعدت الأحداث..فى أول [[ديسمبر]] سأل الوزير البريطانى المفوض مصدرا مسئولا فى وزارة الداخلية: هل صحيح أن [[البنا]] قد اعتقل؟


:هذا الدم المصرى يغطى أرض الصحراء المنبسطة هذه الأرض التى سارت فيها جيوش المارشال اللنبى وحققت انتصارها الأخير على الأتراك أصبحت نقطة البداية التى تطلق منها [[مصر]] رصاصها على مستعمرات [[اليهود]].
- أجاب المصدر بأن النقراشى أصدر قرارا بذلك ولكنه سحبه خشية العواقب.ويبعث السفير البريطانى السير رونالد كامبل إلى لندن برقية طويلة يوم الجمعة 3 من [[ديسمبر]] [[1948]] يقول فيها:


لقد تصاعدت الأحداث أثناء جنازة الشهداء تبحث عن الحاج عبد الخالق أين هو الحاج عبد الخالق ؟ كان يحارب فى المعركة ومعه ابنه [[محمد عبد الخالق]].سقط ابنه قتيلا إلى جانبه فلم يبك عليه . بل حمل بندقيته وراح يقتل بها الذين قتلوا ولده ثم انتهت المعركة ولم ينتظر الحاج عبد الخالق ليشيع جنازة ولده مع المشيعين بل حمل ابن أخيه الجريح احمد يوسف إلى [[غزة]]
- " ليس من المرجح اعتقال [[البنا]] إذا تخشى السلطات احتمال صدور رد فعل بالغ العنف من جانب أنصاره. وتأكد – الآن – بما لا يدع مجالا للشك – أن أعضاء [[الإخوان]] مسئولون عن كل المحاولات التى جرت لنسف المنشآت [[اليهود]]ية".


قال له إخوانه: إننا نعزيك!قال : كلا... هنئونى ! هنئونى ! سابقى هنا لأنال بعض الشرف الذى ناله  ابنى...قابلت الحاج [[عبد الخالق حسن يوسف]] من بلدة قويسنا بمديرية [[المنوفية]] وقد وقف يتقبل تهانى المجاهدين وكأنه يزف ولده إلى عروس .
- كتب [[البنا]] فى ايوم ذاته فى صحيفة " [[الإخوان المسلمون]]" يقول " الأمة الإسلامية اليوم بين منحة ومحنة. إن صبرت على الشدة وواصلت السير  فى قوة إلى الغاية فهى واصلة بإذن الله تبارك وتعالى  إلى ما تريد مهما أرعد برقها وعظم هولها:


:أصر الجنود على أن يستحموا قبل المعركة استعدادا للموت . وصلّوا على أنفسهم صلاة الجنازة وتلوا جميعا آيات من كتاب الله.رأى القائد البريطانى الشهداء وأطلعه قائد [[الإخوان]] على تفاصيل المعركة وكيف أن العرب لم يخسروا شيئا بل أنهم استعادوا أسلحة الشهداء والجرحى فدهش وذهب إلى حيث رقد الشهداء واحنى رأسه قائلا:أننى فى دهشة كيف استطعتم أن تفعلوا  كل هذا ؟!
- سمعت أحدهم بالأمس يخاطبنى فى حماسة فيقول :إننا لسنا مجهولين إلا فى وطننا فعلينا أن نرحل"
ويختم [[البنا]] مقاله:" ستكشف لغمة. وتزول المحنة. فاصبروا وصابروا ورابطوا" وأبلغ أحد المحامين .. المستشار  الشرقى للسفارة البريطانية  أنه سمع فى [[الإسكندرية]] أن تحركا خطيرا سيحدث فى [[القاهرة]] وأن كلمة ط ثورة" قد استخدمت. وتكتب السفارة البريطانية إلى لندن:


:كنت فى فرقة الكوماندوس البريطانية ولم أشهد جرأة كالتى رأيتها الآن ولو كان معى ثلاثة آلاف من هؤلاء لفتحت بهم [[فلسطين]]"!
" يوم 4 من [[ديسمبر]] ألقى طلاب جامعة فؤاد الأول الأحجار وال[[قنا]]بل على رجال البوليس".
واعتصم طلبة الطب بسطح مبنى الكلية وأشعلوا النار فى أماكن متفرقة منها وألقوا قنبلة على اللواء سليم زكى حكمدار [[القاهرة]] فقتلوه ثم أسرعوا بالتراجع داخل المبنى ومعظم الإصابات فى صفوف الطلاب نتج عن مقاومتهم عند القبض عليهم


والغريب فى الأمر أن المتطوعين كانوا من مديريات محافظات مصرية مختلفة وكأنهم جاءوا يمثلون [[مصر]] و[[الإخوان]] جميعا فى أول عملية انتحارية وكان الشيخ [[البنا]] قد طلب إلى كل متطوع أن يترك صورته. ووضعت [[الجماعة]] ملفا لكل منهم لينشر يوم استشهاده فإن الجميع كانوا يعرفون أنهم لا ينوون العودة بل طريقهم الجنة.
ولم يكتف الطلبة بترديد الشعارات ضد النقراشى وحول [[السودان]], بل كانوا يهتفون أيضا" يسقط فاروق الفاسق" " وعاشت الملكة فريدة" و" أين أم فاروق"؟.... إشارة إلى غياب الملكة نازلى الطويل عن [[مصر]]".


استولت العصابات [[الصهيونية]] على مدينة حيفا فى 22 [[أبريل]] [[1948]] الأن [[الإنجليز]] أبلغوا [[اليهود]] بموعد انسحابهم قبل أربعة أيام ولم يبلغوا العرب إلا قبل 24 ساعة من الساعة المحددة للانسحاب.
أغلقت الحكومة جامعة [[القاهرة]]. بما فيها كلية الطب إل أجل غير مسمى.


وظلت اسرائيل على امتداد أربعين عاما تزعم أن الهجرة الجماعية ل400 ألف عربى من [[فلسطين]] بعد قرار التقسيم تمت بناء على طلب زعماء الفلسطينيين والقادة العرب.
قال اللواء حسن طلعت مدير المباحث العامة " أمن الدولة " فى كتابه " فى خدمة الأمن السياسى" إنه ثبت إقدام أفراد [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] للجماعة على اغتيال اللواء سليم زكى!


ولكن فى أوائل عام 86 نشر الباحث الاسرائيلى بن موريس فى مجلة '''"دراسات الشرق الأوسط"''' التى تصدر فى لندن وثيقة للمخابرات الإسرائيلية تقرر بأن السبب الحقيقى لهجرة سبعين فى المائة فى لندن وثيقة للمخابرات الإسرائيلية تقرر بان السبب الحقيقى لهجرة  سبعين فى المائة من عرب [[فلسطين]] يرجع إلى خوفهم من هجوم الجماعات الإرهابية اليهودية وتأثير مذبحة دير ياسين واختطاف خمسة من زعماء عرب شمال تل أبيب والهمس الذى يردده [[اليهود]] لأصدقائهم العرب بأن هجوما قادما سيقع عليهم.
زار إبراهيم عبد الهادى رئيس الديوان الملكى السفير البريطانى وقال له
إن حكمدار شرطة [[القاهرة]] سليم زكى لم يقم بأى تحرك ضد الطلبة .  


وكان من نتيجة هجرة العرب أن أستولت الوكالة الهودية على مبانيهم واستعملتها كمكاتب لها واستولى [[اليهود]] على املاك العرب وأموالهم فى المصارف . وكتب بن جوزيون رئيس الدائرة السياسية فى الوكالة اليهودية
لم يفعل أكثر من أنه نصحهم بالتزام الهدوء.. وأنهم أحرار فى مواصلة الإضراب أو مغادرة الجامعة. وفى هاذ الوقت ألقيت عليه القنبلة. وأضاف :


'''يقول:'''
استغل الشيوعيون الاضطرابات التى بدأها [[الإخوان]]. ولم ينضم الشيوعيون إلى [[الإخوان]] للتستر وراءهم كما يقال . فهم أكثر ذكاء من أن يفعلوا ذلك وهم يعرفون أن [[الإخوان]] يقفون ضدهم.


:" المفاجأة الوحيدة التى داهمتنى اكتشاف عيوب خلقية داحلنا" اقصد النهب الجماعى"!وكأنه لم يكن يعلم!
أبرقت السفارة الأمريكية واشنطن تؤكد " المسئولية الأولى فى المظاهرات ومصرع سليم زكى تقع على عاتق [[الإخوان المسلمين]] وأن الحكومة المصرية اتهمتهم بذلك علنا".


فى أوائل [[أبريل]] هاجم خمسون من متطوعى [[الإخوان]] مستعمرة دير البلح شمال خان يونس ليلا وقطعوا الأسلاك وازالوا الألغام واقتحموا لامستعمرة ولكن [[اليهود]] أحسوا بهم فأمطروهم بنيران المدافع.
وقالت السفارة " إن ضابط شرطة قتل وأصيب ثمانية من الضباط و54 من الجنود  ومائة  طالب".
ولكن ادجار جلاد قال للقائم بالأعمال الأمريكى:


وأغارت هذه القوات على الستوطنات الاسرائيلية فى [[مارس]] ونجحت فى إرغام جيش الهاجاناه اليهودى على تشتيت قواته وحراسة منشآته وطرق مواصلاته.
يعتبر الطلبة سليم زكى أحد أعمدة النظام الحاضر وهذا من أسباب عدائهم له.
وأخذ جلاد يتحسر على الماضى أمام جيفرسون باترسون قائلا:


واستطاعت هذه الكتائبأن تجمع عناصر عربية فلسطينية لتحارب معها وأرغمت قوات المستوطنات على البقاء محاصرة بداخلها تدافع عن نفسها. وظلت كتائب [[الجماعة]] تغير على المستعمرات فى النقب وتدمر خطوط المواصلات بينها وبين تل أبيب .
عندما كان السير توماس راسل باشا الحكمدار البريطانى لشرطة [[القاهرة]] يسير بحصانه الأبيض أمام المتظاهرين كانوا يتراجعون .. متفرقين!


ونجح فى عزل الحى اليهودى فى القدس فى 7 من [[مارس]] عام [[1948]] ووصل إلى [[فلسطين]] لقيادة هذه القوات يوم 25 من [[أبريل]] البكباشي [[أحمد عبد العزيز]] ويعاونه البكباشى [[عبد الجواد طبالة]].
ويعترف جلاد باشا لباترسون قائلا: من أسباب السخط العميق كراهية الشعب للملك.
قال لى [[فهمى أبو غدير]] المحامى والدى كان عضوا ب[[مكتب الإرشاد]] ممثلا لطلبة الجامعة عام [[1937]] إن [[الإخوان]] لم يقتلوا سليم زكى وإنما قتله طالب بكلية الطب اسمه مصطفى أمين ليس عضوا فى [[الجماعة]]
ولم يكن مصرع حكمدار الشرطة بتدبير.أحس الشيخ [[البنا]] بخطورة الحادث فأوفد  أبو غدير والشيخ أحمد شريت فى  اليوم نفسه من [[ديسمبر]] – إلى [[حامد جودة]] رئيس مجلس النواب يطلبان منه  التوسط لدى النقراشى لبدء صفحة جديدة بين الحكومة و[[الجماعة]].


تتابعت اجتماعات الجامعة العربية لبحث الموقف, بعد قرار بريطانيا بالإنسحاب من [[فلسطين]] المحدد له يوم 15 من [[مايو]] [[1948]].فى البداية كان التفكير فى اتخاذ اجراءات انتقامية ضد بريطانيا والولايات المتحدة.
قال الرجلان:


وطلب [[صالح جبر]] رئيس وزراء [[العراق]] فى اجتماع [[القاهرة]] التدخل العربى المباشر ضد [[اليهود]] فى [[فلسطين]].وكانت وجهة النظر المصرية  الرسمية ان التدخل العسكرى لا يكون بواسطة قوات نظامية بل متطوعين. ويقرر المجتمعون أن تقدم كل حكومة عربية للمقاتلين السلاح والمعتاد.
نحن نبرأ  إلى الله مما حدث اليوم. ونرجو أن تكون حمامة السلام بين [[الإخوان]] والحكومة.
رفض [[حامد جودة]] بإصرار وقال :


وتوزع عشرة آلاف بندقية  على المقاومة ب[[فلسطين]] ومدها بالمقاتلين وفى الوقت ذاته كان بن جوريون يؤكد لقوات الهاجاناه اليهودية ان الجيوش العربية ستشترك فى الهجوم على [[اليهود]] ولن تقتصر المعارك على متطوعين من الدول العربية كما حدث عام [[1936]]!
- [[الجماعة]] قتلت اليوم سليم زكى وما بينها وبين الحكومة لا يمكن الوساطة فيه أبدأ..
حمل الرجلان هذا الجواب غلى [[المرشد العام]] الذى أدرك خطورة الموقف فإن [[حامد جودة]] توسط للإفراج عنه فى المعتقل فى عهد [[حسين سرى]] يوم كان يعلم أن هناك مجالا للتوفيق..قصد " تشابمان أندروز" الوزير البريطانى المفوض إلى وزرة الخارجية يوم 5 من [[ديسمبر]] ليلتقى بوزير الخارجية بالنيابة إبراهيم الدسوقى أباظة باشا.


'''فى كتابه " حد السيف" قال الكولونيل نورك:'''
سأل " أندروز" الوزير عن الاضطرابات التى وقعت فى اليوم السابق واغتيال سليم زكى.
رد دسوقى أباظة قائلا:


:" أول مشاركة مصرية فى حرب [[فلسطين]] قام بها [[الإخوان المسلمون]] . الذين يعتبرون الاستعمار و[[الصهيونية]] ألد أعداء [[الإسلام]].وميزة [[الإخوان]] الشجاعة والاستهانة بالموت"
- أحداث الأمس ذات طبيعة يمكن أن تحدث فى أى مكان فالمشاعر العامة فى حالة التهاب بسبب موضوع [[السودان]] وكانت العناصر الساخطة فى [[الأحزاب]] السياسية, البعيدة عن الحكم, مستعدة تماما  للاستفادة من الموقف ويرفع دسوقى باشا سماعة التليفون – أمام الوزير البريطانى – ليسأل مدير الأمن العام عن الخسائر.


'''قال الدكتور [[محمد حسين هيكل]] فى مذاكراته: '''
- قال مدير الأمن العام:


:" بحلول نهاية عام 48 نمت شعبية جماعة [[الإخوان]] بتأييدها للثورة الفلسطينية. فقد بادر فدائيو [[الجماعة]] بالتطوع معتبرين الحرب بين العرب و[[اليهود]] حربا دينية فاشتركوا فيها وخاضوا غمارها.وقوة [[الجماعة]] , فى هذه الفترة , الجهاز الشرى  بجمع السلاح والتدريب عليه وممارسة أعمال العنف".
- أصيب سبعة من رجال البوليس وتسعة من الطلبة والمارة بجراح فى الجيزة ولم تكن هناك خسائر فى الأرواح .


==حرب الفيران==
- وفى كلية الطب ( القصر العينى) إلى جانب مصرع سليم زكى بك. لقى شخص آخر مصرعه وهو مساعد معمل كان يعاون ويحرض الطلبة المتمردين. وأصيب 56 من رجال البوليس, بينهم سبعة ضباط كما أصيب 74 طالبا.


قال حسن يوسف وكيل الديوان الملكى إن الملك فاروق كان متحمسا لدخول الجيش المصرى فى [[فلسطين]] بينما رأى [[النقراشي]] تدبر الأمر بسبب وجود القوات البريطانية فى منطقة القتال خلف قواتنا .
- وقال المدير  الأمن العام أيضا إن [[الإخوان]] المسلمين مسئولون. عن اندلاع أ‘مال العنف , وأنهم الذين جاءوا بالأسلحة وال[[قنا]]بل اليدوية. ولكن عندما بدأت أعمال الشغب , عاونتهم جماعات سياسية أخرى أبرزها الوفديون.


وأكد هذه الحقيقة الفريق محمد حيدر باشا وزير لاحربية رفض [[النقراشي|محمود فهمى النقراشى]] باشا رئيس الوزراء أن يلجأ إلأى القوة العسكرية لمنع تنفيذ قرار الأمم المتحدة بإنشاء دولة إسرائيل.
- وعلى أية حالة فإن  سبب أعمال الشغب كان يتمثل فى التحريض بشأن [[السودان]] وكان الشعار الذى رفعه الطلبة هو " تسقط الحكومة التى باعت [[السودان]]".


وظل يردد فى اجتماع للجامعة العربية فى '''" عالية"''' ب[[لبنان]] فى [[أكتوبر]] [[1947]] له لن يدفع الجيش المصرى إلى حيث تكون القوات البريطانية مرابطة على قناة [[السويس]] وراء ظهره.
- قبل أن ينصرف " تشابمان اندروز" أخذ  يذكر وزير خارجية [[مصر]] بالنيابة  بمسئولية الحكومة المصرية عن تأمين وممتلكات الأجانب.


وظل موقف [[النقراشي]] ثابتا لا يتزحزح. وكل ما وافق عليه النقراشى أن يرابط جزء من الجيش المصرى فى العريش بصفة احتياطية لحماية [[مصر]] إذا حدث هجوم عليها من العصابات [[الصهيونية]].
- ولم يكتف " أندروز" بذلك بل تحدث طويلا عن أحداث الشغب التى وقعت فى [[يوليو]] والتى أسفرت عن مصرع عدد من الأجانب وإصابة كثيرين وأعرب عن قلق بريطانيا البالغ إزاء حالة الأمن العام فى [[مصر]] وطلب تأكيدا بأن تبذل الحكومة المصرية كل ما هو ممكن لإقرار القانون والنظام.  


'''سأله [[إبراهيم عبد الهادي]] رئيس الديوان:'''
- ويتوجه الوزير البريطانى مباشرة إلى القصر الملكى ليقابل حسن يوسف وكيل الديوان ويوجه إليه نفس الأسئلة ونفس التحذير.


:لماذا أخشى أن نكون معرضين  لخطر الغزو . ولكننا لم ندخل الحرب. ,ولم نفكر فى ذلك!
ويردد وكيل الديوان نفس المعلومات عن الخسائر للوزير البريطانى ويضيف ان الطلبة كانوا يهتفون " يسقط النقراشى".


:قال ادجار جلاد الصحفى وصاحب جريدتى الزمان والجورنال ديجبت والمقرب من القصر الملكى للوزير البريطانى المفوض يوم 6 من [[مايو]] عام [[1948]]." ليس لدى [[النقراشي]] أية رغبة فى السماح للجيش المصرى النظامى بأ، يكون له دور نشيط فى تحرير [[فلسطين]] ويريد السماح للمتطوعين فقط"
إشارة إلى ما حدث قبل ثلاث سنوات عندما أمر النقراشى بفتح كوبرى عباس بينما مظاهرة طلابية تعبره , مما أدى إلى حالة من الذعر وأشبع أنه سقط عدد من القتلى . وقال:


وصرح [[النقراشي]] باشا بذلك فى مجالسة الخاصة.قررت الدول العربية فى اجتماع عقد فى عمان يوم 29 من [[أبريل]] [[1948]] رأسه الملك عبد الله إعلان الحرب ضد [[اليهود]] ودخول القوات العربية [[فلسطين]] إثر انسحاب القوات البريطانية بعد منتصف ليلة 14 من [[مايو]] وكانت هذه هى المرة الأولى التى يتخذ فيها العرب قرارا رسميا بإعلان الحرب ضد [[اليهود]] وأقرت ذلك بصفةنهائية اللجنة السياسية للجامعة العربية يوم 12 من [[مايو]] قبل ثلاثة أيام فقط من بدء القتال!
القنبلة اليدوية التى قتلت حكمدار البوليس كان مقصودا بها النقراشى إذا  ظهر ليلقى خطبة فى الطلاب, كما كانوا يتقوقعون.


وكان أ÷م العوامل الرئيسية التى رجحت فكرة تدخل الجيوش النظامية أن لادول العربية لم تكن تعرف على وجه التحديد مدى قوة [[اليهود]] وكانت تظل الحرب نزهة تنتهى بالنصر خلال أيام. وفى السجل التاريخى لوزارة الدفاع المصرية استعرضت الوزارة موقف كل دولة عربية
وقال حسن يوسف إن السلطات المصرية تحاول تحديد مكان محطة إذاعة تروج الشائعات الأخيرة بأن الأمير محمد على قد مات. وإن إسماعيل صدقى باشا مات فى شائعة أخرى.


'''فقال السجل:'''
والهدف من هذه الأنباء خلق حالة من التوتر.


:" نلاحظ أن  الساسة فى [[سوريا]] و[[لبنان]] زايدوا على قضية [[فلسطين]] بقصد الدعاية فى الداخل أكثر من الرغبة فى العمل الجدى. أما الحكومة العراقية فكانت مستعدة للتعاون مع الملك عبد الله فى ضم الجزء لاعربى من [[فلسطين]] إلأى مملكته .
تجمع طلبة المدرسة الخديوية الثانوية فى الفناء – يوم 6 من [[ديسمبر]] – يهتفون  ضد الملك, ولصالح الملكة , والقوا قنبلتين على الشرطة خارج  الأسوار فأفلت عبد الرحمن عمار وكيل الداخلية... بأعجوبة.
وقالت السفارة الأمريكية إن رجال الشرطة فى [[القاهرة]] لا يزيد عددهم على الألف , وقد أصبحوا مرهقين لأنهم يعملون 24ساعة كل يوم .. ويوجد خوف من أن تتكرر الاضطرابات التى وقعت فى [[فبراير]] [[1946]] وأدت إلى استقالة النقراشى!


:ولذلك نسقت أعمالها الحربية مع [[الأردن]].ولم يقف فى وجه هذا  المخطط سوى [[مصر]] و[[السعودية]] اللتين صممتا على تحرير [[فلسطين]] ثم تسليمها لأصحابها العرب".
==منعت الحكومة صحيفة [[الإخوان المسلمين]] من الصدور==
واتهمت صحيفة " النداء" الوفدية التى يصدرها يس سراج الدين – شقيق سكرتير عام الوفد [[الإخوان]] بأنهم وراء الانفجارات الأخيرة. قالت " النداء"


'''رد [[اليهود]] بالإستيلاء على مدينة يافا أكبر المدن العربية كتب ثروت السفير البريطانى فى جدة إلى جدة ارنست بيفن معلقا على قرار الجامعة العربية قال:'''
" تلقى [[المركز العام]] [[الإخوان المسلمين]] ألوف الاستقالات من شتى جهات جهات القطر".
وصورت" النداء " مجموعة من ال[[قنا]]بل اليدوية وخلفها صورة ترمز  إلى شخصية [[المرشد العام]] [[للإخوان المسلمين]].


:" لم يشعر عربى بالمرارة عند خلق الدولة اليهودية فى [[فلسطين]] أكثر من الملك عبد العزيز سعود الذى لا يسمح لأى يهودى بدخول بلاده.ولم يكن مثيرا للدهش ان نسمع عن إرسال كميات من البنادق والسيارات ونقل المتطوعين تجاه الحدود الفلسطينية.


:وعبر موقف الملك عن إصرار المملكة العربية [[السعودية]] على الاشتراك فى الدفاع عن [[فلسطين]] وحماية عروبتها, والحيلولة دون تقسيمها ودون إقامة دولة يهودية أرسل ثلاث سرايا من المشاة لللعمل تحت القيادة المصرية".
علقت النداء على ذلك كله بتوقيع " المصرى افندى" الذى يبدى إعجابه ودهشته لأن " تلك  ال[[قنا]]بل لها ذقن"!!


اشتدت حملة الرأى العام المصرى للمطالبة بإعلان الحرب على يهود [[فلسطين]] واشترك الجيش . وأصر الملك فاروق على دخول القوات المصرية [[فلسطين]] .  
وردت صحيفة [[الإخوان]] بأن " النحاحسة" إشارة إلى [[مصطفي النحاس]] رئيس لوفد – لا يتورعون من إلقاء الاتهامات تمشيا مع أخلاقهم .


'''قال لوزير البريطانى المفوض:'''
قال مرتضى المراغى مدير الأمن العام:


:هناك أنباء صحفية بأن القوات المصرية ستبلغ 15 ألف رجل .أوما إدجار جلاد برأسه موافق.
" عجزت قيادة [[الإخوان]] عن وضع التنظيم المارد – أى التنظيم السرى – فى القمقم بعد خروجه وانطلاقه.
لقد أصبحت الهيئة العليا للإخوان بلا حول ولا طول إزاء هذا التنظيم وكان الشيخ [[البنا]] غير قادر على الحد من قوة [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] والتسلط عليه".


:'''قال الوزير:''' آمل ألا يتم القيام بعمل قبل 15 من [[مايو]].
ويعترف المستشار صالح أبو رقيق – عضو [[مكتب الإرشاد]] – فى مقال نشره بجريدة الأحرار المصرية فى 11 من [[أغسطس]] عام 1986 بأنه لا يستطيع إنكار ما قام به [[الإخوان]] من أعمال صاحبها العنف, ولكنه تبرر ذلك بأنها كانت كلها وطنية تتجلى فيها الفدائية.


:'''ردجلاد:''' ليست هناك نية للتوغل فى [[فلسطين]] قبل ذلك التاريخ ! تلقى الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية المصرى ويارو الملك أمرا مباشرا من صاحب الجلالة بدخول القوات المصرية  [[فلسطين]] دون أن يعلم [[النقراشي]] رئيس الوزراءودون انتظار قرار البرلمان أو قرار مجلس الوزراء.وكان [[النقراشي]] باشا كرئيس للوزراء أن يستقيل أو يتحمل المسئولية عن ملك [[مصر]]. ورآ أن يتعرف أولا على حقيقة الموقف العسكرى فطلب الاجتماع بقيادات الجيش.
ومن هذه الأعمال ما وقع يوم الجلاء عن [[القاهرة]] و[[الإسكندرية]] ونسف حارة [[اليهود]] ومحل جاتينيو ومحل شيكوريل وإن كان يقر أن الحادث الأخير  وقع فى النصف الأخير من الليل.
أما أهم الأخطاء التى وقع فيها [[الإخوان]] – كما يرى صالح أبو رقيق – فهى قتل المستشار الخازندار . ويعترف صلاح شادى – أحد كبار المسئولين فى [[الجماعة]] – بأنه لا يمكن إعفاء قيادة [[الإخوان]] من مسئولية عدم مسائلة عبد الرحمن السندى. وكان من المحتم  إبعاده  عن منصبه ولو تم لتجنبت [[الجماعة]] الهزة التى حدثت فى صفوفها ويقول التلمسانى:


شهد الاجتماع يوم 10 من [[مايو]] [[1948]] وزير الحربية الفريق محمد حيدر باشا واللواء عثمان المهدى رئيس الأركان واللواء موسي لطفى مدير العمليات وهيئة الأركان وبعض الضباط رئاسة الجيش واللواء أحمد على المواوى قائد القوات المصرية فى العريش.سأل رئيس الوزراء المواوى عن حالة الجيش وإمكان دخوله الحرب فى [[فلسطين]].
- إن عبد الرحمن السندى تمرد على قيادته وأذ الشيخ حسن يطاول  ويعالج !


'''أجاب اللواء المواوى قائلا:'''
- وكان عبد الرحمن السندى يشعر باستقلاله عن سلطان [[الجماعة]] ولم يكن من حتى أحد من إخوان النظام الخاص أن يتصل ب[[المرشد العام]] إلا عن طريقه وبذلك عزل النظام عن قيادة الدعوة.


:الجيش لا يصلح مطلقا للدخول فى أية معركة مهما كانت حالتها, ومهما قيل عن [[اليهود]] من ضعف فإن لاجيش تنقصهكافة المعدات وأهمها الأسلحة .حالة البنادق سيئة لقدمها. والرشاشات الخفيفة لا تقل عنهاتلفا.
- واعترف عبد الرحمن السندى بقيادة النظام الخاص  بقتل [[الإنجليز]] والصهاينة ف البداية ثم ارتكاب الانفجاريات داخل [[مصر]] وقتل المصريين.


أما الأسلحة لامضادة للدباباتومدافع الهادون والجرارات فغير ميسورة والذخائر تكاد تكون معدومة.ولم يتيسر للجيش تدريب جنوده التدريب السنوى الكامل فأجرى تدريبا جزئيابعشر طلقات بدلا من مائتى  طلقة وكسورا ولا يمكن للجندى ان يصل إلى الكفاءة المطلوبة منه فى الميدان.
- ويقول صلاح شادى إن المرشد عاجلته منيتة قبل أن يقرر تقويم رئيس النظام الخاص أو نزع سلطاته.


إن البعثة العسكرية البريطانية التى اختارتها الحكومة لتدريب الجش وضعت هدفا محددا لعملياته, وهو أن هذا الجيش للأمن الداخلى فقط وهدمت البعثة المبدأ الأساسى لتكوين الجيش وإعداد كفاءته للحرب أما عن الضباط فنقص ذخيرة الطبنجة حرمهم من التدريب عليها. هذا عن الأسلحة والذاخائر بسلاح المشاة, والمر أشد وأنكى  فى المدفعية والفرسان. وليس لدى الأسلحة لمساعدة كخدمة الجيش وحدات تكفى لتحريك نصف كتيبة.
- ويعترف التلمسانى بأن النظام الخاص اخطأ وإن فسره بأن بعض الشباب كان يأخذ المسائل بعنف وبغير فهم أو دراسة للقانون كما حدث فى اغتيال الخازندار ويقول الشيخ الباقورى:
- " [[البنا]] أتعبته بطانته . أو بعض بطانته. ولو قدر له أن نبتعد عنه هذه البطانة السيئة لكان قد بلغ ما نحب لأمثاله"!


'''ومعدات مستشفى الميدان غير قادرة على شئ بالمرة رد [[النقراشي]] بطريقته الحازمة المعتادة:'''
==ويبقى سؤال : هل كان الشيخ [[البنا]] يعلم بجرائم النظام الخاص؟==


:'''اسمع يا مواوى:''' [[مصر]] تتزعم الدول العربية وهذه الدول أعلنت وعلى رأسها الملك عبد الله , دخول [[فلسطين]] فكيف تقول غن جيشنا لا يصلح للحرب. قال المواوى: إنى أشرح الحقيقة المرة التى عليها جيشنا.  
والجواب فى رأى [[فتحي رضوان]] والتلمسانى ومنير الدلة وغيرهم من زعماء [[الإخوان]] الذين عاصروا الأحداث بأن الشيخ [[البنا]] شكل ذلك النظام ولكن قيادته تمردت على [[المرشد العام]].


'''قال [[النقراشي]]:'''
وفى رأى الشيخ الباقورى أن قيادة النظام بزعامة السندى ارتكبت تلك التصرفات الضارة والحوادث الفاجعة دون الرجوع إلى [[المرشد العام]] الذى كان وحده المسئول أمام [[الإخوان]] والرأى العام.


يظهر أنك متهيب.إنى ضابط وحضرت معارك. وليست الحرب جديدة علىّ ولكنى أخشى فضيحة [[مصر]] ةجيشها.
وفى الحكم الىذ أصدره أحمد كامل رئيس محكمة الجنايات فى قضية " سيارة الجيب" قال:


'''أنهي [[النقراشي]] إنهاء المناقشة فقال:'''
" إن بعض أعضاء [[الجماعة]] فقدوا توازنهم وتنكبوا السبيل الذى سلكه زعماء [[الجماعة]] لتحقيق أهدافها".
أصبح الصدام محتوما بين [[الجماعة]] والنقراشى نتيجة لانتشار [[الإخوان]].... وقوة الجهاز الخاص!


:تأكد أننا سنمدك بكل شئ.
ولم يكن لحزب من [[الأحزاب]] – على أو سرى كالشيوعيين – ذلك التنظيم المسلح.


'''ووقف قائلا:''' هيا بنا نرى الموقف على الخريطة فى غرفة العمليات.وأثناء خروج الجميع من قاعة الاجتماع وجدوا [[إبراهيم عبد الهادي]] باشا رئيس الديوان ينتظر فى غرفة الياور بينما [[النقراشي]] '''يردد كلمات:'''
ويجتمع عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية لشئون الأمن برونالد فاى رئيس جمعية إخوان الحرية التى أنشأها البريطانيون فى [[مصر]] والعالم العربى لتنتشر الدعاية للإنجليز ومقاومة [[الإخوان]] فقال عمار:
[[الإخوان المسلمون]] جمعية ويجب إغلاقها.


:يظهر أنك متهيب يا مواوى.
ويلتقى إدجار جلاد بك – صاحب جريدتى " الزمان" و" الجورنال ديجيبت" واحد رجال الملك فاروق – بتشابمان أندروز الوزير البريطانى المفوض فيقول له


'''تدخل [[إبراهيم عبد الهادي]] قائلا:'''
يتردد النقراشى فى حل [[الإخوان]] على أساس أنهم أقوياء بينما الجيش فى [[فلسطين]] ولكن الملك يحاول التغلب على تردد رئيس الوزراء.


:لا تتهيب فليس أمامك من [[اليهود]] ما يستحق الذكر!
قالت المخابرات البريطانية فى [[مصر]]:" إن مجموعة فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء أصدر فى 18 من [[نوفمبر]] [[1948]] أمرا بإغلاق كل شعب [[الإخوان]].


'''وفى غرفة العمليات أخذ العقيد على الشافعى يشرح الموقف قائلا: '''
ولكن رئيس الوزراء رأى تأجيل اتخاذ هذه الخطوة  حتى تنتهى التحقيقات فى الإنفجارات وتتضح ابعاد مرامرة [[الإخوان]] ويتم القبض على زعمائهم"


:[[اليهود]] ليسوا إلا عصابات مفككة!
وقالت هذه التقارير:


لم يكن [[النقراشي]] أو كبار الضباط لمصريون يعرفون حقيقة الموقف العسكرى لليهود. فى 9 من [[مايو]] [[1946]] أى قبل عامين قدم رؤساء أركان حرب القيادة المشتركة ألأمريكية تقريرا عن القوات الاسرائيلية قدروا فيه عدد قوات الهاجاناه بأنها 65 ألفا والاحتياطى 40 ألفا منها 16 ألفا قوات متحركة ونحو 6000 قوة ضاربة مدربة تملك أسلحة اتوماتيكية وكل مقاتل لديه سلاحه.
ومن هذه التقارير  يتضح أن قرار  حل [[الجماعة]] اتخذ سرا ولكن كان لابد أن يسبقه اعتقال كل زعماء [[النظام الخاص|الجهاز السرى]].


وفى كتاب ستيفنجرين '''" الانحياز"''' وصف شامل لاستعدادات [[اليهود]] للحرب. قال " إنهم عبأوا آلاف الأطنان من الأسلحة: طائرات ودبابات ومدفعية وعشرات الملايين من الدولارات بواسطة شبطة يهودية غطت شمال وجنوب أمريكا وجنوب أفريقيا وأوربا والصين.وزحف آلاف الجنود المدربين والطيارين من الشرق والغرب ليحاربوا فى صفوف [[اليهود]].
انطلقت صيحات التهدئة هنا وهناك خوفا من خطر المواجهة القادمة حذر عمر حسن من كبار رجال وزارة الداخلية النقراشى من الحل قائلا: أخشى أن تتحول  [[الجماعة]] إلى عصابات خطرة!
وقصد فؤاد شيرين محافظ [[القاهرة]] إلى قصر عابدين ليلتقى بحسن يوسف وكيل الديوان الملكى قائلا:
من المصلحة تعاون القصر و[[الإخوان]].


وكان لعصابة أرجون 23 فرعا فى العالم تجمع التبرعات وتستأجر وتدرب وتشترى وتشحن  إلى اسرئيل .ومعظم الأسلحة التى وصلت إسرائيل ابتداء من عام [[1945]] حتى رفع الحظر فى عام [[1949]] جاء بطريقة سرية بواسطة الأمريكيين الهصاينة .
واضاف :إن الحل [[الجماعة]] نتائج سسيئة فإن للإخوان هيئة يرجعون إليها فى تصرفاتها فإذا حلت الهيئة لم يعد أفرادها يخشون أحدا.


وقدر هيكلمان فى كتابه عن '''" المتطوعين الأمريكيين"'''
تخلص حسن يوسف . وقال :


:إن المساعدة الخاصة من الأمرييكن للهيود اثناء [[فلسطين]] بلغت 1300 متطوع و15و 20 مليون دولار.وفى المعارك لم يقاتل العرب يهود [[فلسطين]] كما قال ستيفن جرين بل كانوا يحاربون مصادر التمويل المشتركة للمجتمع اليهودى الدولى وقواته.
- هذه المهمة تعتبر من المسائل السياسية


وعلى سبيل المثال كان قائد جبهة القدس الاسرئيلية ضابطا أمريكيا هو الكولونيل دافيد ماركوس مساعدحاكم نيويورك السابق.وساعد ماركوس على إعادة تنظيم القوات اليهودية وتحويلها إلى لاجيش انظامى.
- ... أى أ، وكيل الديوان لا شأن له ب[[السياسة]]!
ونقل حسن يوسف إلى الملك نص الحديث فقال صاحب الجلالة لوكيل ديوانه:


ومن غريب المصادفات أن ماركوس لقى مصرعه برصاصة اسرئيلية خاطئة رفع [[اليهود]] أجورا مرتفعة للضباط والجنود الامريكيينوكان الطيار الأمريكى يحصل على 600 دولار شهريا عدا المصروفات وهذا الأجر يفوق ما يحصل عليه فى الولايات المتحدة.
- هذا الرد فى محله!


وكان دافيد بن جوريون أول من قال بأن الجيوش العربية ستهاجم [[اليهود]] ولكن عصابة الهاجاناه التى تحولت بعد ذلك إلى جيش الدفاع الاسرئيلى لم تقتنع بذلك وكانت تظن ان العرب لن يتدخلوا عسكريا بل سيقدمون متطوعين كما حدث فى الثورة الفلسطينية عام [[1936]].
- فإن صاحب الجلالة كان يسعى إلى حل [[الجماعة]]
سأل فيليب ايرلاند سكرتير السفارة الأمريكية عبد الرحمن عمار وكيل الداخلية عن مستقبل [[الإخوان]] وهل سيصدر قرار بحلهم
قال عمار: النقراشى  باشا لم يوقع قرارا بذلك حتى الآن . وهناك رأيان: الأول يقول بأ،ه من الحكمة عدم حل [[الجماعة]] أو القبض على [[البنا]] حتى لا تتحول إلى جهاز سرى.
والثانى يقول بتحطيم [[الجماعة]].


وقبل سبعة شهور من الحرب أيقنت الهاجاناه بان الجيوش العربية ستحارب فى [[فلسطين]] بينما العرب لم يقرروا الهجوم بصفة نهائية إلا قبل ثلاثة شهور فقط من بدء المعارك!!وفى [[نوفمبر]] 47 قالت المخابرات الحربية الأمريكية إن قوة عرب [[فلسطين]] لا تتجاوز 33 ألفا أسلحتهم ضعيفة.
وقال عمار لفيليب ايرلاند: من رأيى عدم الحل!


وبعث القنصل الأمريكى فى القدس إلى واشنطن يقول إن [[الإنجليز]] عثروا على وثائق تثبت ارتباط زعماء عصابات شتيرن وأرجون الصهيونيتين بالمسئولين فى  سفارات الاتحاد السوفيتى والكتلة الشرقية فى بيروت , وأن مناجم بيجن زعيم أرجون قبل, بصفة منتظمة أموالا من السكرتير الثانى للمفوضية السوفيتية فى بيروت.وفى تقرير لأحمد فراج طابع قنصل [[مصر]] العام بالقدس تاريخه 8 من [[ديسمبر]] [[1947]] قال إن عرب [[فلسطين]] مجردون تقريبا من كل سلاح والتنظيم معدوم لديهم.
ويرى الشيخ الباقورى أن حادث سيارة الجيب جعل الحكومة تتنفس الصعداء فأخذت تعد قرارها بحل [[الإخوان]]. ولكن المرشد لم يكن يعلم بفكرة الحل وأنها مثار بحث جدى بين الحكومة والقصر.
ولو أنه كان يعلم فربما فكر أن المواجهة قد حانت . ولكن الواضح أنه كان يرى ألا يبدأ بالصدام وأن يؤخر – قدر الطاقة – ساعة المواجهة!


وفى 10 من [[يناير]] [[1948]] اكتشفت المخابرات الأمريكية فى ألمانيا أسلحة وذخائر وقنابل يدوية من المعسكرات الأمريكية فى بافاريا.
==الضحية==
فكر النقراشى باشا جديا فى حل [[الجماعة]] فقد اقتنع أن بإمكانه – عن طريق الإجراءات الصارمة – إحباط القدرة المتزايدة للإخوان وتصفيتهم كقوة سياسية واقعية لتستقر أوضاع الأمن فى البلاد.
سأل إبراهيم عبد الهادى رئيس الديوزان الذى رأى عدم حل [[الجماعة]] لتحارب الوفد.


وباعت هيئةمخلفات الجيش البريطانى فى انجلترا 21 طائرة استطلاع لشركة يهودية فى [[فلسطين]].وأبلغ الأدميرال هيلينكوبتر رئيس المخابرات المركزية الرئيس الأمريكى فى 12 من [[أبريل]] [[1948]] بأن الطائرات  الأمريكية والأطقم الأمريكية تشترك فى نقل الأسلحة التشيكية إلى [[اليهود]] وأن السلطات التشيكية الرسمية تحى الأمريكيين الصهاينة.


وقالت تقارير المخابرات المركيزة إن طائرات الخطوطج الجية التشيكية تنقل السلاح من براج إلى جنوب فرنسا . وذلك لحاجة تشيكوسلوفيا كيا إلى العملة الصعبة.وثبت فيما بعد ان تقدير مخابرات الهيئة العربية العليا عن الأسلحة التى يملكها [[اليهود]] تمل 8 فى المائة فقط من الحقيقة وأن أسلحة العرب نصف ما عند [[اليهود]]!
وسأل [[عبد الرحمن عزام]] أمين الجامعة العربية , فنصحه بعدم الحل وقيل له:


ولكن لا [[مصر]] ولا العرب ولا جماعة [[الإخوان]] كانوا يعرفون حقيقة وأبعاد هذاكله.وافق مجلس الوزراء لامصرى على دخول الحرب بالإجماع. وطلب النقراشى باشا عقد جلستين سريتين لمجلس النواب والشيوخ يوم 12 من [[مايو]] ليطلب منهما إعلان الحرب على إسرائيل.
يمكن أن تصل إلى ما تريد بغير حل [[الجماعة]] ولكن النقراشى رفض كل النصائح والتحذيرات . قال:


قال [[النقراشي]] للنواب والشيوخ إنه لا يصح أن نترك الدول العربية تدخل [[فلسطين]] وحدها وتبقى [[مصر]] لا تتحرك.وقال إن الجيش المصرى مستعد وتستطيع القوات العربية سحق القوات [[الصهيونية]] وأكد الفريق محمد حيدر للمجلسين أن الجيش المصرى مستعد لدخول الحرب!
إنى لا أعرف [[السياسة]] . ولا أعرف أن ألف  وأدور . وأرى واجبى يحتم علىّ اتخاذ العمل الصارم.


وافق مجلس النواب بالإجماع على التدخل العسكرى فى [[فلسطين]] فى الوقت المناسب... لأن الحكومة لا تستطيع أن تذيع الموعد.وكان الأعضاء مدفوعين إلأى ذلك بالحماس الشعبى وإيمانهم بأن الحرب نزهة ولأن قرار الحرب كان قرار الملك! فى مجلس الشيوخ اعترض عضو واحد وهو [[إسماعيل صدقي]] الجل الذى تعلم من تجربته كرئيس للوزراء مرتين أنه لا ينبغى أن يوافق على أمر لا يقتنع به لمجرد أن يكون رجل الملك!
لقد جاءنى وزراء يقولون إنهم يخافون على من نتائج القرار إنى لا أستطيع البقاء رئيسا للوزراء وأسمح بوجود جمعية [[الإخوان المسلمين]] وقرر النقراشى حل [[الجماعة]]... ولكن على دفعات .بعد اغتيال سليم باشا حكمدار شرطة [[القاهرة]] أصدر عبد الرحمن عمار – يوم  4 من [[ديسمبر]] [[1948]] – بصفته الرقيب العام


وتعلم من مفاوضاته السرية  مع [[الإنجليز]] عام [[1946]] التى وقف  ضدها الشعب أنه يجب أن يواجه المصريين بالحقائق الكاملة. أعلن صدقى باشا رايه فى فى الجلسة السرية لمجلس الشيوخ. قال إنه كان رئيسا للوزراء إلى أواخر عام [[1946]] ويعرف أن الجيش المصرى تنقصه الأسلحة والعتاد اللازمان للحرب.
– أمرا بتعطيل جريدة [[الإخوان]] إلى أجل غير مسمى.


وكرر صدقى فى الصحف اعتراضه على دخول الحرب فاتهمه الناس بالخيانة قالوا إنه عاد إلى ألاعيبه القديمة وإن [[اليهود]] اشتروه بالمال أو بعضوية بعض الشركاتوإنه صهيونى! وعارض الدكتور وحيد رأفت مستشار الرأى لوزارة الخارجية التدخل العسكرى
ولم يدرك [[الإخوان]] أن هذه مقدمة لقرار الحل وأن إجراءات الحكومة لن
تقتصر على تعطيل صوت [[الجماعة]] . وطلب النقراشى إلى المستشار الفضائى إعداد الأمر العسكرى بحل [[الجماعة]].


'''قال:'''
==فشل [[المرشد العام]] فى مقابلة الملك==


:يمكن أن يكون التدخل مستترا مقنعا فى شكل تطوع منتظم كما حدث فى الحرب الأهلية الأسبانية بين عامى 36 ,39.
وحاول مرتين أن يقابل إبراهيم عبد الهادى رئيس الديوان الملكى ولكن رئيس الديوان اعتذر. وبعث [[البنا]] لصاحب الجلالة برسالة عن طريق أحمد مرتضى المراغىمدير الأمن العام.


'''وفى مذاكراته قال الدكتور [[محمد حسين هيكل]]:'''
اجتمع به فى منزله بحلوان وقال له: عندى رسالة شفوية أرجو أن توصلها إلى القصر . يريد رئيس الحكومة حل [[الجماعة]] وهذا قرار بالغ الخطورة وقد يكون له عواقب وخيمة ولابد أن يقع بيننا وبين الحكومة صدام عنيف.


:" وربما كان الوضع الداخلى من بين الأسباب التى دفعت إلى دخول الحرب فإن الالتجاء إلى الحروب لصرف الانظار عن المشاكل الداخلية سياسة لجأت إليها الدول الديكتاتورية مرارا فى التاريخ القديم والحديث"!
ونحن [[الإخوان]] نشعر أن النقراشى باشا جر الملك فاروق إلى خصومتنا قال المراغى:هل تأذن لى أن أدبر لك مقابلة مع النقراشى باشا لعلك تستطيع بلباقتك وحكتمك أن تصفى الجو بينه وبينكم.
رفع [[البنا]] يديه وقال :لا أمل فى الوفاق معه . أعرف طباعه . إنه عنيد . وإذا ركب رأسه فلن يلوى على شئ وسينفذ رأيه.


رأى تشرتشل وهو صهيونى معتدل كما يقول مؤرخو [[الإنجليز]] القتال بين العرب و[[اليهود]] قادم فقال:لن تضيرنا حرب محدودة ... إنها حرب الفيران!
وانقلب الشيخ الوديع نمرا هائجا وقدحت عيناه شررا كما وصفه المراغى قال:


دخلت قوات الدول العربية [[فلسطين]] فى 15 من [[مايو]] عام [[1948]] وبذلك انتهت فترة قتال المتطوعين التى بدأت فى أول [[ديسمبر]] [[1947]] واذيع فى [[القاهرة]] بلاغ رسمى
إنها جريمة نكراء يريد النقراشى ارتكابها هل يظن أننا لعبة يستطيع  تحطيمها بسهولة.
قال المراغى:


'''يقول:'''
رسالتك خطيرة وسأبلغا إلى الملك . وسأنقل رأيك فى حل [[الإخوان]] وخطورة عاقبته غلأى النقراشى. قابل المراغى رئيس الوزراء فى اليوم التالى وروى له الرواية.
قال النقراشى:


:"  صدرت تعليمات إلى قوات الجيش المصرى بدخول [[فلسطين]] لإعادة الأمن والنظام فيها ولايقاف المذابح التى تقترفها  العصابات [[الصهيونية]] ضد العرب وضد الإنسانية".
هل تريد أن تقر الإرهاب وتريد أن تعترف بشرعيتهم وهل تسمح لهذه [[الجماعة]] أن تتمادى ؟ لابد من حلها.
وهز النقراشى باشا رأسه اسنخفافا وقال


'''قالت المخابرات الأمريكية إنه'''
كان أحسن لو لم تقابله!


:" من الناحية العددية فإن نسبة المقاتلين [[اليهود]] للعرب ثلاثة إلى واحد فضلا عن أن [[اليهود]] يتمتعون بميزة القوة والتدريب والنظام والقيادة والتجرية والقتال واحتياطى الذخيرة والسلاح.
فكر الشيخ فيما قاله المراغى ورأى تهدئة الموقف فتوجه إلى وزارة الداخلية للقاء عبد الرحمن عمار.
أريد مقابلة النقراشى باشا للتفاهم معه حتى يعدل عن عزمه على حل الجمعية: وأضاف : سيقتصر نشاط الجمعية على الشئون الدينية البحتة ولن نتدخل فى [[السياسة]].


أما العرب فعندهم ميزات المدفعية والطيران وربما المدرعات ".كان [[الإنجليز]] يعتقدون بأن الجيوش العربية ستحقق النصر فى مذكرات سكرتير بيفن.
توجه الرجلان إلى رئاسة مجلس الوزراء فبقى الشيخ حسن فى غرف الانتظار بينما دخل عمار إلى مكتب النقراشى يعرض عليه الأمر.


'''قال:'''
ولكن النقراشى باشا رفض لقاء [[البنا]].وتقدم [[الإخوان]] بالتماس غلى القصر الملكى يشكون فيه من حملات الاعتقالات  التى يتعرضون لها والتهم التى يواجهونها, بلا تحريات جدية . أو تحقيقات تتولاها النيابة.
ولكن الالتماس لا ينشر بسبب الرقابة على الصحف.


:'''" كان بيفن يتوقع انتصار العرب"'''. وعندما التقى وزير الخارجية البريطانى بزميله الوزير ريتشارد كروسمال
ويلتقى اندروز بأحمد مرتضى المراغى مدير الأمن العام الذى يقول له:


'''قال بيفن:'''
هناك مجموعات كبيرة من الشيوعيين فى الجامعة . وقد انضمت أعداد إلى [[الإخوان المسلمين]] والوفد كستار عندما بدأت حملة الحكومة ضد الشيوعيين منذ شهور.


:تعلم الألمان الوحشية من [[اليهود]].وكان مناجم بيجن يصف بيفن بأنه وحش معاد للسامية.
ويلتقى المراغى برئيس الوزراء ويحذره من حل [[الإخوان]] قائلاالعواقب خطيرة.


'''وقال القائد البريطانى مونتجومرى:'''
ويهتاج النقراشى ويربد وجهه.


:لن يستطيع [[اليهود]] حماية خطوط مواصلاتهم.وقال الجنرال السير جوردون ماكيلان قائد القوات البريطانية فى [[فلسطين]] فى تقاريره السرية.لن تجد الجيوش العربية صعوبة فى الاستيلاء على كل [[فلسطين]] وحذر بيفن وزير الخارجية الأمريكى مارشال
وفى هذه اللحظة يدخل  عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الاخلية فيقطاع الاجتماع قائلا:
المسألة منتهية , فقد وضعت قرار حل [[الجماعة]] . وسأعرضه غدا على دولتكم لتوقيعه.
هال الأمر مدير الأمن العام فقال:


'''قائلا:'''
أرجو أن تتمهل فى إصدار القرار [[الإخوان]] يشكلون منظمات وخلايا سرية لا علم لوزارة الداخلية بأسماء أعضائها. وقد يكون بعضهم داخل الوزارة  وحرس الأمن .


:سيذبح [[اليهود]] .مع انتهاء الانتداب ورفع الخصار البحرى البريطانى عن السواحل الفلسطينية تدفق فيضان المتطوعين المدربين والسلاح والطائرات من أوربا الشرقية على إسرائيل.
وأعلم أن كثيرين من ضبط الجيش من [[الجماعة]] ولكن النقراشى رأى أن الهزيمة العسكرية فى [[فلسطين]] واضطراب الأمن ينهى استقرار النظام كله  .  


'''قال السجل التاريخى لوزارة الدفاع المصرية:'''
ووجد فى [[الإخوان]] تهديدا للحكم بعد أن فقد الثقة فيهم نتيجة اكتشاف حجم [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] سواء كان يتلقى التعليمات من [[المرشد العام]] أو أن هذا الجهاز فقد الإنضباط وأصبح مستقلا عن  قيادة [[الجماعة]].
وقال رجال الأمن للنقراشى:


:" لم تطرأ أية زيادة تذكر على قوة الجيش المصرى اعتبارامن شهر [[ديسمبر]] [[1947]] وحتى [[مايو]] [[1948]]م عندما أعلنت التعبئة وشكلت وحدات احتياطية للطوارئ.
لقد اصبح القرآن هو الشفرة السرية التى يستعملها  [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] وكلمة الصحف , فى هذه الشفرة معناها السلاح!


كان مجموع القوات المصرية فى كل الأسلحة بما فيها الحدود وخفر السواحل فى [[ديسمبر]] [[1947]] 2684 ضابطا و55421 جنديا  وفى [[مايو]] 48 أصبح العدد 2644 ضابطا و60027 جنديا.
قال كلايتون رجل المخابرات البريطانية فى [[مصر]] للدبلوماسى المصرى يحيى النقراشى والحكومة , أم [[البنا]] وأنصاره؟


وكان عدد القوات المصرية المتمركزة فى العريش عندما أعلنت الحرب 397 ضابطاو 8895 من الجنود وهم الذين عبروا فجر 15 من [[مايو]] الحدود المصرية الفلسطينية عند رفح على الطريق الساحلى الشمالى الممتد من [[غزة]] إلى [[فلسطين]] وهو الطريق التقليدى الذى قطعته القوات المصرية أكثر من 40 مرة عبر التاريخ. وفى هذه المنطقة الجنوبية من [[فلسطين]] وصحراء النقب توجد 27 مستعمرة يهودية موزعة فى أماكن متفرقة.
وهذا السؤال يدل على إدراك [[الإنجليز]] لقوة [[الإخوان]] أو مخاوفهم منها ومن هنا الضغط البريطانى ضدهم.
مضى الوزير البريطانى تشابمان أندروز فى تحذيراته للقصر الملكى ضد [[الجماعة]] .


اجتمع مجلس الأمن فى اليوم نفسه واصدر قرارا بوقف الأعمال الحربية فاجتمعت اللجنة السياسية فى دمشق ورفضت ذلك القرار لخلوه من آية ضمانات تطمئن إليها الدول العربية إذا تجددت المعارك.
قال لحسن يوسف بالحرف الواحد كما تقول برقيته رقم 1679 التى بعث بها إلى لندن: " هذه الأحداث – أى الانفجارات والاغتيالات – هى النتيجة الطبيعية لسماح المنظمات مثل [[الإخوان المسلمين]] بالخروج عن نطاق السيطرة وعدم اتخاذ عمل سريع جاد يسمح به القانون ضد أولئك المذنبين فى مؤامرة الإغتيال وقتل أناس مثل أمين عثمان باشا والمستشار الخازندار بك.


وجه الشيخ الأزهري [[مأمون الشناوي]] نداء إلى المجاهدين.ووصف الشيخ [[محمد حسنين مخلوف]] مفتى الديار المصرية يوم 15 من [[مايو]] بأنه يوم الملحمة وقال '''" ليكن شعارنا منذ اليوم فى [[مصر]] وسائر دول الشرق الأوسط كلمة فاروق الخالدة التاريخية: لن أقبل أن تقوم فى الشرق الأوسط دولة صهيونية على مقربة من حدود [[مصر]]"'''.
ومن المعروف للجميع أن [[الإخوان]] لمسلمين والحاج أمين الحسينى مقتى القدس السابق يملكون مخازن كبيرةة من المتفجرات والأسلحة, لإستخدامها فى [[فلسطين]] ظاهريا, وسماح اية حكومة بمثل هذا الوضع يعتبر بمثابة دعوة لحدوث متاعب من هذا النوع.


وأذاع [[الإخوان]] فى اليوم الأول للقتال بلاغا أعلنوا فيه أن '''" مجاهديهم فتكوا بقافلة يهودية كبيرة وظفروا بغنائم هائلة"'''.ورحب [[الإخوان]] بدخول [[مصر]] الحرب.
وتستطيع الحكومة بالتأكيد أن تقوم بعمل فعال , حتى الآن لتحطيم هذه المنظمات".


نشرت صحيفتهم يوم 16 من [[مايو]] عنوانا كبيرا يقول '''" الجيش ل[[مصر]] يثأر لعرب [[فلسطين]]"'''. وكتب [[محب الدين الخطيب]] فى الصفحة الأولى من اليوم ذاته مقالا افتتاحيا عنوانه '''" من [[السياسة]] إلى [[الجهاد]] . أبرك تحول فى تاريخنا الحديث"
رد حسن يوسف بأنه يخشى أن يكون [[الإخوان المسلمون]] قد صاروا أقوى من أن يتم تحطيمهم بهذا الشكل.سأله الوزير البريطانى عما يقترح عمله.


'''قال فيه:''' " الحكومة فى [[مصر]] وشقيقاتها كانت فيما مضى متخلفة عن شعوبها لذلك كان القرار الرسمى  نزولا من الحكومات العربية إرادة شعوبها".
هز حسن يوسف كتفيه يائسا. أعد القسم الشرقى فى وزارة الخارجية البريطانية مذكرة قال : " لا شك أن الشغب فى [[مصر]] يقوده طلبة الجامعة عموما, وصبيان المدارس والسوقة مستعدون للإنضمام للشغب من أجل النهب.


وبوجه [[المرشد العام]] بصفته ممثلا لهيئة وادى النيل العليا لإنقاذ [[فلسطين]] حديثا من إذاعة  [[القاهرة]] عنوانه '''" ثمن الحياة" '''
ويجب ألاّ ينظر إليهم بجدية كتعبير عن الرأى العام ولكنهم يكتشفون عجز الحكومة عن الحفاظ على الأمن فيشجعون غيرهم ممن يهددون السلام ويفتحون الطريق أمام التغلغل الشيوعى مستقبلا".


'''قال فيه:'''
وتعد وزارة الخارجية البريطانية مذكرة عن الموقف فى [[مصر]] بصفة عامة قالت المذكرة :" يجب أن يكون خطنا لاترقب لنرى ما إذا كان المصريون سيلجأون إلينا حين  يسوء الموقف.


:" ليس فى لاعالم منذ فجر التاريخ قضية أعدل من قضية [[فلسطين]] ولا ظلم أفدح ولا أفظع من العدوان عليها.اضطركم عدوان العصابات [[الصهيونية]] على عرب [[فلسطين]] إلى أن تهبوا لنجدتهم وتؤيدوا حق الروابط التى تربطكم بها فبادورا إلأى أداء الواجب كاملا غير منقوص".
وقد أظهر الملك ما يدل على أنه يريد ذلك. وكان واضحا منذ وقت طويل مضى أنه ما لم يتلق الزعماء المصريين والقوميون العرب الآخرون وخاصة الجامعة العربية صدمة بالغة الشدة من نوع ما تخرجهم من إطارهم الفكرى , والمتبجح والمدعى فسوف تستمر الأمور فى الشرق الأوسط فى تدهور.


وتم التنسيق بين  جيش [[مصر]] وكتائب [[الإخوان]] لاتى كانت تقوم بإشغال السمتعمرات الاسرائيلية حتى لا تنقض من الخلف على الجيش المصرى.أعلنت الولايات المتحدة ان الحالة فى [[فلسطين]] تهدد السلم وتنذر بالخطر  وطلبت إلى مجلس الأمن وقف القتال.
وهناك بالطبع مخاطر بالغة من أن يكون تأثير الصدمة أشد مما ينبغىو ستنهار لنظم الاقتنصادية , بل والنظم السياسية أيضا. ويجب ألا تكون سياستنا الجرى وراء العرب بل نظهر لهم أننا ما زلنا أصدقاء بوسعهم إذا وضعوا أيديهم فى ايدنا , وإذا اتبعوا سياسة متبصرة أن يحققوا الإستقرار وينجزوا التقدم الإقتصادى والاجتماعى ويصبحوا شركاء فى ترتيبات دفاعية معقولة".


وأيدت بريطانيا ذلك فوافق المجلس فى 22 من [[مايو]] بعد أسبوع من بدء المعارك على وقف القتال وأن تبقى لاقوات فى أماكنها. ولا يحاول طرف تحسين وضعه العسكرى.. ولا تجرى تحركات للقوات والمعدات ولا تدخل قوات جديدة إلى ميدان القتال.
==أى معاهدة دفاع مشترك مع بريطانيا==


'''رفض العرب وقف القتال بينما قررت إسرائيل على الفور الاستجابة لنداء الهدنة .قالت صحيفة [[مجلة الإخوان المسلمون|الإخوان المسلمين]]:'''
ويكون تاريخ هذه المذكرة يوم 8 من [[ديسمبر]] اليوم الحاسم فى تاريخ [[الإخوان المسلمين]]!


:" فيم الهدنة التى دعا إليها مجلس الأمن إن الجيوش العربية استطاعت برغم مناعة استحامات الصهيونيين. ومقاومتهم المستميتة أن تسيطر على زمام الموقف فى [[فلسطين]] سيطرة تامة وتوشك كماشتها أن تطبق على تل أبيب.وقف القتال فى هذه الآونة العصبية معناه إتاحة الفرصة  للعناصر الإرهابية اليهودية الإجرامية لتنتعش من جديد وتدعم من مراكزها ومواقعها. وإصرار  مجلس الأمن على فرض وقف القتال على القوات العربية فى هذا الظرف إعنات لا يمكن أن يحمل إلا على أنه خديعة مكشوفة يراد بها شل الجيوش العربي وغضاعة ثمرة تضحياتها".
فى ذلك الصباح نشرت مجلة آخر ساعة خبرا غامضا يشير إلى أن قرار حل [[الجماعة]]سيصدر فى اليوم نفسه.
ومرة أخرى لم يدرك [[الإخوان]] ذلك ولم يفطنوا إلى أنه إذا كان فى نيتهم اتخاذ عمل حاسم ضد الحكومة فهذه فرصتهم الأخيرة.


كانت المبادرة فى أولها من نصيب الجيوش العربية كما تقول وزارة الدفاع المصرية ولكن تمت جميع العمليات بلا تنسيق أو تعاون استرا تيجى بين هذه الجيوش ... ورغم ذلك كانت جميع المعارك فى صالح لاعرب.واستطاع الجيش المصرى دخول [[غ فى اليوم التالى واشتبك مع بعض المستعمرات اليهودية واحتل بعضها وترك وحدات تحاصر مستعمرات أخرى.
قال [[صالح عشماوى]] وكيل [[الجماعة]] إنه عندما مر النصف الأول من اليوم ولم يصدر قرار الحل عاد إلى منزله وقد ظن أن الحكومة ستعدل عن قرارها.


ووصل اليش المصرى إلى المجدل ودخلت قوات المتطوعين المصرين بيت لحكم التى لا تبعد عن القدس إلا خمسة أميال وسقطت القدس العربية بعد 11 يوما من القتال ورفع [[اليهود]] العلم الأبيض مستسلمين يوم 28 من [[مايو]].
وتوجه بعد صلاة المغرب  إلى منزل [[المرشد العام]]  فوجد عنده بعض أعضاء [[الجماعة]] ورآه فى حالة نفسية قلقة فقد  وصلته أنباء من " مصدر ثقة" أن اجتماعا عقد بعد الظهر فى وزارة الداخلية بين فريقين من كبار المسئولين وغير المسئولين ودارت مناقشة حامية طويلة بين مؤيدى قرار الحل ومعارضيه انتهت بترجيج  الرأى القائل بالحل.
   
 
وفى 7 من [[يونيو]] كان الجيش المصرى قد احتل ثلث [[فلسطين]] وهدد بعزل القوات الإسرائيلية فى جنوب النقب وأصبح على بعد 16 ميلا من تل أبيب التى صارت على مرمى المدفعية المصرية تهدد خطوط دفاعها.
اتصل [[المرشد العام]] بإبراهيم عبد الهادى لإقناعه بالتدخل  لمنع صدور القرار ولكن رئيس الديوان أخذ يراوغ ويماطل ثم طلب من [[المرشد العام]] الذهاب  إلى عبد الرحمن عمار  فى وزارة الداخلية.
اعترض [[صالح عشماوى]] وقال المرشد.
 
ركب القوم رءوسهم والغرض من هذه المقابلة كسب الوقت فضلا عما فيها من الإذلال ولكن المرشد رأى أنه مكرة غير مخير فاستقل سيارته إلى وزارة ليلتقى بعبد الرحمن عمار.
 
==قال الشيخ:ستنصرف [[الجماعة]] إلى رسالتها الدينية==
 
لم يقل عمار للمرشد العام ما ذكره لسكرتير السفارة الأمريكية من أن هذا الوعد جاء متأخرا بل وعده بصدور قرار فى المساء يخفف التوتر.
 
ويطول الحوار خلال الاجتماع الذى لم ينته غلا فى العاشرة مساء فعاد المرشد إلى [[صالح عشماوى]] وعبده قاسم اللذين كانا فى انتظاره ليقول:
 
روح عبد الرحمن عمار طيبة وقد أبلغنى ان حل [[الإخوان]] هدم لصرح افسلام فى هذا العصر  ووعدنى بإبلاغ النقراشى باشا وأن الأمر سينتهى إلى خير .وطلب الشيخ [[البنا]] إلى [[الإخوان]] المجتمعين فى [[المركز العام]] الإنصراف  وبشرهم بحل الأزمة.
 
حملت نشرة أنباء الساعة الحادية عشرة مساء يوم 8 من [[ديسمبر]] [[1948]] القار الذى يخفف التوتر بالنسبة للحكومة لا [[للإخوان المسلمين]] .
 
بدأت النشرة بإذاعة أمر عسكرى أصدره محمود فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء بصفته الحاكم العهسكرى بحل [[الجماعة]] [[الإخوان المسلمين]] وجميع شعبها فى [[مصر]]. وإغلاق الأمكنة المخصصة لنشاطها وضبط أوراقها وسجلاتها وأموالها وممتلكاتها وحظر اجتماع خمسة أشخاص أو أكثر من أعضائها . وتسلمي كل  وثائق الجمعية وأموالها لأقسام الشرطة لن [[الجماعة]] – كما قال الأمر العسكرى - أمعنت فى شرورها بحيث أصبح وجودها يهدد الأمن العام والنظام تهديدا بالغ الخطر وبات من الضرورى وقف نشاط [[الجماعة]] التى تروع الأمن لضمان سلامة أهل البلاد فى الداخل وجيوشها فى الخارج.
 
وحدد الأمر العسكرى عقوبة المخالفين بالجبس دة تتراوح بين ستة شهور وعامين وغرامة بين مائتى جنيه وألف جنيه.
 
وقال الأمر العسكرى إن الموظف أوالطالب الذى يخالف الأمر يفصل من عمله أو معهده
وأذيعت مع القرار أسباب الحل فى مذكرة تفسيرية قدمها عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية. تضمنت المذكرة تاريخ الجمعية التى " تألفت كهيئة دينية واجتماعية ثم اسفر القائمون عليها عن أغراضهم التى يحرمها [[الدستور]] والقانون فانغمسوا فى تيار النصال السياسى لتغيير النظم الأساسية للمجتمع بالقوة والإرهاب لقلب نظام الحكم".
 
واستند الحل إلى " أن [[الجماعة]] اتخذت طاب العنف فدربت الشباب فى الجوالة وأنشأت مراكز رياضية للتدريب العسكرى مستترة وراء الرياضة".
 
وجمعت الأسلحة والقنبل والمفرقعات وقامت يتخزينها وساعدها فى ذلك ما تقوم به بعض الهيئات من جمع الأسلحة والعتاد بمناسبة قضية [[فلسطين]] .
 
ووجه عبد الرحمن عمار إتهاما للإخوان باتخاذ الإجرام وسيلة لتنفيذ مراميهم. وحدد 13 نشاطا إجراميا لهم بدأت عام  [[1942]] وانتهت فى 15 من [[نوفمبر]] عام [[1948]] من بينها :إلقاء ال[[قنا]]بل فى مدينة [[القاهرة]] بتاريخ 24 من [[ديسمبر]] من [[1946]]
 
==الإعتداءات على رجال الشرطة فى 29 من [[نوفمبر]] 1947 ==
 
تهديد الشركات والمحال التجارية وابتزازها اموالها.  ألقاء قنبلة على فندق الملك جورج ب[[الإسماعيلية]] فى السنة نفسها
 
اعتداءات على خصوم [[الجماعة]] فى قرية كوم النور مركز غمر وحرق أحطاب أحد الملاك فى كفر بداواى, وقتل شيخ خفراء  البلدة وإطلاق النار على رجال الشرطة فى قرية البرامون, وتحريض الفلاحين على زيادة أجورهم ووتحريض عمال تفتيش محلة موسى لوزارة الزراعة على المطالبة بتملك أراضى التفتيش .ضبط كميات ضخمة من ال[[قنا]]بل والمفرعات و[[البنا]]دق والمسدسات والمدافع ووثائق فى 22 من [[أكتوبر]] تقطع بأن [[الجماعة]] تعد العدة للقيام بأعمال إرهابية واسعة النطاق.
 
افساد النشء ببذر الإجرام وسط الطلبة والتلاميذ فانقلبت معاهد التعليم مسرحا للشغب والإخلال  بالأمنوميدانا للمعارك والجرائم قتل المستشار أحمد الخازندار بك وكيل محكمة استئناف [[مصر]] باستخدام ال[[قنا]]بل لارهاب القضاه وثبت أن أحد القاتلين كان سكرتيرا خاصا للشيخ  [[البنا]].
 
نسف شركة الإعلانات الشرقية يوم 12 من [[نوفمبر]] [[1948]] ولم تشر المذكرة التفسيرية للأمر العسكرى إلى ال[[قنا]]بل التى اتهم أعضاء [[الجماعة]] بإلقائها على معسكرات [[الإنجليز]] أو منشآت [[اليهود]]. قال الضابط الكندى هاردى إن النقراشى انتهز فرصة الشغب العنيف الذى وقع فى [[القاهرة]] يوم 4 من [[ديسمبر]] ليصدر قرار الحل.
 
أسرع أعضاء [[الجماعة]] وأشقاء الشيخ وهم عبد الرحمن وعبد الباسط ومحمد إلى دار [[المركز العام]] بالحلمية الجديدة فوجدوا الشيخ البا فى مكتبه وقعه صفوة من [[الإخوان]] لم تكن قد انصرفت بعد.
 
مضت دقائق معدودة لتجئ السيارات المصفحة تحاصرا الدار من  كل جانب, ثم تقتحمها وكأنها تقتحم حصنامنيعا يعد بالجنود والسلاح وعلى  رأس القوة ضابط شاهر مسدسه مثبت بصره وحواسه فى شخص [[المرشد العام]] .
 
قال: عندى أر بالقبض على من بالدار عدا فضيلة [[المرشد العام]] وأخذ  يرجو فضيلته أن يسهل مهمته لأنه " عبد المأمور"!


وأغارت الطائرات المصرية على المدينة وألقت عليها بعض القنابل فتحولت بعض شوارعها الكنية إلى أكوام من الأنقاض وأصاب الذعر السكان. وكان الإستيلاء على تل أبيب التى يسكنها مع ربع مليون نسمة يعنى نهاية الحرب بالنسبة لإسرائيل.
قبض رجال الشرطة على كل من وجودهم من الأعضاء فى [[المركز العام]] ورأى سعد الوليلى – سكرتير [[المرشد العام]] -  الذى اعتقل أيضا – الشيخ [[البنا]] يصعد سلم إحدى  سيارات اللورى فمنعه رجال الشرطة من الصعود تشبث بالسيارة ولكن الضابط أكد أنه لم تصدر أزامر باعتقاله.


'''ويعترف [[الإنجليز]] فى تقاريرهم الرسية'''
أزداد [[البنا]] تشبثا بالسيارة واعتلى أولى درجات سلمها  وهو يصيح: لا تأخذوا هؤلاء بجريرتى فأنا أول منهم بالإعتقال.. وإذاكان [[الإخوان]] عصابة إجرامية فأنا رئيسها!


:" لم يتضمن الحرب فى مراحلها الأولى أية إرهاق أو تضحيات كبيرة للقوات المصرية"'''.وقال تقرير للسفير البريطانى فى [[القاهرة]].'''" وكنا نلعب دور المتفرجين بالنسبة لتقدم  الأعمال العسكرية"'''
تحركت السيارة بالمعتقلين وبالشيخ إلى دار المحافظة ولكن رجال الشرطة رفضوا اعتقاله. وهناك احتالوا عليه فجاءه أحد الضباط يرجوه أن يقابل الحكمدار للتفاهم معه. نزل [[المرشد العام]] من السيارة واتجه إلى مكتب الحكمدار بينما تحركت السيارة بالأعضاء وأشقاء الشيخ إلى المعتقل . وكان هذا آخر عهدهم بالشيخ [[البنا]]!


طلب بيفن إلى سفيره فى [[القاهرة]] إبلاغ  الحكومة المصرية بأن الهجمات على الأهداف المدنية فى تل أبيب تسبب ضررا بالغا للقضية العربية لأنها تظهر العرب للعالم الخارجى .. كمعتدين .وعقد اجتماع طويل بين السفير البريطانى وفاروق بعد 4 أيام من القتال
نشرت صحيفة " المصرى " ما فعله رجال الشرطة فى ذلك المساء – 8 من [[ديسمبر]] – عقب إذاعة قرار الحل , مما يدل على أن الفترة التى انقضت منذ 18 من [[نوفمبر]] كانت مرحلة استعداد كاملة.


'''قال السفير رونالد كامبل:'''
==قالت الصحيفة الوفدية==


:عرب يهاجمون المواقع اليهودية فى تل أبيب ويقصفونها بالمدافع
" عند الساعة الحادية عشرة والدقيقة العاشرة اخترقت قوات البوليس بسياراتها [[القاهرة]] فى طريقها إلى [[المركز العام]] لجماعة [[الإخوان]] .


'''قال فاروق متحديا:'''
وعند وصول القوات كان هناك بعض شباب [[الإخوان]] مجتمعين فى فناء [[المركز العام]] فاقتحم البوليس الدار وألقى القبض عليهم جميعا ونقلهم . بعد تفتيشهم إلى قسم الخليفة توطئة إرسالهم إلى النعتقل.


:سيتعرض [[اليهود]] للهجوم فى أية مواقع محصنة, قال السفير :وماذا سيكون رد العرب إذا اعتبرت الأمم المتحدة ذلك اعتداء "


'''قال الملك:'''
وقام رجال البوليس بعد ذلك بالتفتيش فلم يتركوا ركنا فى حجرة إلا فتشوه ولم يهملوا دولابا دون أن تمتد إليه أيديهم بالبحث والتنقيب.


:العرب مصممون على القتال حتى النهاية , وإلى آخر رجل من قواتهم النظامية.


'''قال السفير:'''
ووضع رجال البوليس جميع الأوراق التى ضبطت فى الدار , أو مع الشباب المقبوض عليهم فى جوالات وأرسلت إلى قسم الخليفة لحفظها بمعرفة  المختص.


:بما يجتمع مجلس الأمن ليقرر وقف إطلاق النار وفرض عقوبات .
وشاهد مندوب " المصرى" عداد كبيرا من السيارات المصفحة يستقلها بعض الضباط فى طريقهم إلى باقى شعب [[الإخوان المسلمين]] وكان الجنود يرتدون الخوذات الحديدية ومزودين بالسلحة والمدافع الرشاشة.


'''قال فاروق:'''
واستمرت القوات تواصل تفتيشها واعتقالاتها حتى تم تنفيذ جميع الإجراءات وأغلقت جميع الشعب والفروع التابعة للجمعية بالشمع الأحمر".


:يمكن ل[[مصر]] أن تتحمل ثمانية اشهر دون أن تتاثر اقتصاديا ولا أعتقد أن مجلس الأمن سيجتمع لوقف القتال.
كان عبد الرحمن عمار , فى فترة نفوذ [[الجماعة]] وقوتها يخطب فى صلاة الجمعة فى بنها متحدثا باسم [[الإخوان]] وكان يقبل يد [[المرشد العام]] ويدعوه بشيخه وأستاذه ويناديه قائلا:


'''وقال فاروق :'''
سيدى الأستاذ [[البنا]] ولكن عبد الرحمن عمار تغيرتماما عندما رأى اتجاهخ الحكومة ضد [[الجماعة]] علق على قرار الحل قائلا:


:أعتقد أن بريطانيا مثلى تكره بشدة أن ترى دولة صهيونية شيوعية تتأسس فى الشرق الأوسط.
إذا كانت الحكومة قد خطت هذه الخطوة الجريئة التى أحجمت عنها حكومات سابقة فلأنها رأت أنه ليس هناك بد من العمل بحزم وعزم للقضاء على عناصر الشغب ودعاة الفتنة وأهل السوء , قضاء مبرما فى غير تردد وبلا شفقة ولا رحمة.


'''قال السفير:'''
بعد قيام ثورة 23 من [[يوليو]] 1952 والقبض على عبد الرحمن عمار حاول أن يتصل من مسئولية الحل ومن المذكرة التفسيرية تماما كما يفعل كبار لاموظفين فى أعقاب  الثورات والانقلابات وتغير أنظمة الحكم واتجاهاته فى [[مصر]] والدول النامية.


:ليس هناك شك فى مشاعرنا تجاه إقامة دولة شيوعية .
قال عمار:


'''قال فاروق:'''
إدارة الأمن العام هى التى أعدت مذكرة الحل بناء على طلب النقراشى وقد وضعت عليها طبقا للإجراءات الحكومية بصفتى وكيلا لوزارة الداخلية!


:أية دولة صهيونية ستكون شيوعية.
علق المسئولون فى وزارة الخارجية البريطانية فى مذاكراتهم الرسمية السرية على الأمر العسكرى فقالوا:
وشكلت الأنشطة الأخيرة للمنظمة تهديدا للأمن العام  بحيازتها لكميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات , ومن الواضح تماما أنها ملك المنظمة نفسها  لا لأعضاء  فيها وهذا صلب الموضوع وجوهره  لاختلاف هذه المنظمة عن  الحزب السياسى العادى .


'''واضاف صاحب الجلالة'''
وجاء قرار الحل متأخرا عن موعده وهناك ارتياح عام إزاء حل [[الجماعة]]
وقد ابدى لبوليس حرصا جديرا بالثناء فى تنفيذ قرار الحل. وبكن ذلك لا يعنى بالضرورة نهاية النشاط الإرهابى من جانب أعضاء [[الجماعة]] المتورطين فى أعمال الإرهاب. ومن المحتمل أن تستمر أقلية من الإرهابيين فى العمل السرى لنهم يعرفون مخابئ الأسلحة والذخائر التى لا تعلم بها سلطات الأمن.


:ستجرى معارك ضارية. ولكن يوجد كثير من الحماس الدينى فى [[مصر]] ضد العمليات الوحشية التى تعرض لها المسلمون فى [[فلسطين]].والتأمين العاديون متحمسون لدخول المعركة كأقصر طريق إلأى الجنة.
وستحتاج سلطات الأمن إلى درجة عالية من العزم والمثابرة والكفاءة". اكتفت معظم الصحف المستقلة " الأهرام" و" المصرى"و" الزمان "و" المقطم" بنشر قرار حل [[الجماعة]] والأحداث التى تلته بدون تعليق.
أما صحيفة " صوت الأمة" التى هاجمت من قبل. وبعنف الشيخ [[البنا]] وجماعة [[الإخوان]] فقد تجاهلت قرار الحل تماما , لم تنشره ولم تعقب عليه ونشرت الكتلة صحيفة [[مكرم عبيد]] وحزبه النبأ دون إبراز.


'''وقال فاروق للسفير:'''
ولكن مجلة " الحوادث " التى  تعبر عن الوفد  - رحبت بقرار الحل تحت عنوان – لا حرية لأعداء الشعب".
نشرت المجلة تصريحا أدلى به النقراشى باشا وقال فيه :" [[الجماعة]] مرض استشنائى فكان من الطبيعى ان تعالج بطريقة استثنائية وحاسمة".


:هل تستطيع بريطانيا إمدادى فى سرية تامة بأية مساعدة من الإمدادات العسكرية ... فإن بريطانيا تمسكت بقرار الحظر على تصدير السلحة إلى الشرق الأوسط لمنع اتساع القتال.
وقالت الحوادث:" نام رفعة النحاس باشا نوما هادئا عندما وصل إليه قرار الحل" وأضافت:


'''وقال فاروق :'''
" يجب اعتبار يوم الحل عيدا للديموقراطية يحتفل به كما تحتفل أوربا بزوال كابوس الفاشية وحل [[الإخوان]] إجراء ديمواقراطى ويجب على المصريين أن يهللوا طويلا لهذا الإجراء .. وقد أنقذ النقراشى  البلاد من عار ملفوف فى ثياب الفضيلة". زايدت صحيفة [[مصر]] الفتاة الحل وقالت " لم  تأخذ حركة [[الإخوان]] طابعا معينا ولكنها تشكلت وتطورت لتجارى كل  فكر وطل ظن , وكل أمل ..


:[[تركيا]] مدينة لكم بالكثير فهل تستطيعون التلميح لها بمنع أية سفينة تابعة  لروسيا أو الدول الدائرة فى فلكها إذا كانت تحمل عتادا حربيا أو متطوعين إلى الصهاينة من عبور الممرات المائية .. لبوسفور والدردنيل؟
وكنا نتوقع ذلك المصير بأسلوب أو بآخر ولم تصدر أيدا أن النهاية ستجئ سريعا".


'''رد السفير :'''
وقالت صحيفة أخبار اليوم " إن قرار الحل أحدث صدى قويا فى لندن وساد الدوائر الرسمية شعور بالارتياح.


:ليست هناك حالة حرب نظامية بلانسبة ل[[تركيا]] للتدخل فى الملاحة وستكون حريصة على عدم انتهاك المعاهدة وإثارة قضية الممرات.
ووصفت الدوائر المطلعة فى لندن ب أنه أقوى من قرار حكومة محمد محمود بحل فرق " القمصان  الزرقاء"
واكتفت الصحف لتى تصدر فى [[مصر]] بلغات أجنبية بتعليقات قصيرة وهى " البروجرية " و" البورص" اللتان تصدرهما شركة الإعلانات الشرقية التى ألقيت عليهما [[قنا]]بل [[الإخوان]].


'''قال السفير:'''
ولكن صحيفة " الجيبشيان جازيت" التى تصدرها نفس الشركة أيدت قرار الحل واتهمت [[الجماعة]] بالإرهاب " وأنها تخلت عن أهدافها الإسلامية والإجتماعية وطلبت من الحكومة التحقيق لمعرفة  المسئولين عن الانفجارات حتى لا يستمر الفاعلون فى العمل السرى تحت الأرض".


:ما موقفكم إذا رفعت الولايات المتحدة الحظر الذى فرضته على بيع السلاح للشرق الأوسط؟
وفى سورريا حملت صحيفة " المنارط الناطقة بلسان [[الإخوان]] على قرار الحل قالت:ضاعف البريطانيون من حملتهم على [[الجماعة]] ووزعت مكاتب الإستعلامات البريطانية فى العالم كله أنباء  بأن السلطات المصرية وجدت منشورات شيوعية فى مكاتب [[الجماعة]] هكذا نجح البريطانيون فى غ[[قنا]]ع حكومة [[مصر]] بإغلاق شعب [[الإخوان]]".
وقالت السفارة الأمريكية إنه طلب إلى الشيخ [[البنا]] أن يلزم داره فى اليوم التالى الحل [[الجماعة]] لأنه لم ينفذ وعوده الشفوية لعبد الرحمن عمار بمنع المظاهرات ويبدو أن القرار نفذ لفترة قصيرة".


'''قال الملك:'''
ولكن " الساس " صحيفة الحزب السعدى الحاكم قالت غن الأمر العسكرى صدر بمناسبة استقبال الوزارة لعاملها الثالث.


:لن يكون ذلك ميزة للعرب. إن [[اليهود]] كانوا بدولاراتهم فى الولايات المتحدة, و[[مصر]] لديها قليل من الدولارات فهل تستطيعون مساعدتنا بالدولارات؟
ونشرت الأساس أنه " تم فى ذلك المساء إغلاق 55 شعبة وأن المدارس الإلزامية تحولت إلى فصول لتعليم [[الشيوعية]]! وأن كل المدارس سلمت لوزارة المعارف والمستوصفات ضمنت لوزارة الصحة والشركات وضعت تحت إشراف وزارة الداخلية للإنفاق منها بمعرفة وزارة الشئون الاجتماعية... على ال‘مال الخيرية".


'''قال السفير :'''


:لا أجد فرصة ممكنة لذلك!
وقالت الأساس " إن الشيوعيين اتخذوا من شعب [[الإخوان]] أوكارا لهم"!


رغب [[النقراشي]] باشا والدكتور نجيب اسكندر وزير الصحة فى زيارة جبهة القتال فرفض حيدر!ّ وأعلن وزير الدفاع بعد [[ثورة 23 يوليو 1952|ثورة يوليو 1952]] أن القصر الملكى كان يدخل فى العمليات العسكرية ويأمر بتحرك القوات للإستيلاء على مناطق جديدة قبل تأمين المناطق الأولى.
طلب الأمير محمد على ولى العهد إلى تشابمان اندروز الوزير البريطانى المفوض أن يزوره فى قصره بالمنيل فجاء الوزير ليسمع رأى الأمير فلا قرار حل [[الجماعة]]


وقال العسكريون المصريون بعد الثورة وعزل فاروق إن حيدر باشا كان على اتصال مباشر بالملك شديد الاعتزاز بذلك ويرفض أن يتصل بصاحب الجلالة أحد غيره فى شئون [[فلسطين]] نصح بيفن العرب  بقبول قرار وقف القتال وأبلغ سفراؤهفى العواصم لاعربية هذه النصيحة للجميع.
قال ولى العهد:


قابل السفير البريطانى أحمد خشبة باشا وزير الخارجية لإقناعه بالمزايا التى تتحقق للدول العربية بإعلانها قبول قرار مجلس الأمن كما فعل [[اليهود]].
دعم النقراشى موقفه بحل [[الإخوان]] ولكن البلاد بصفة عامة غير راضية والملك والحكومة ليسا محبوبين.
تجمع كتاب [[مصر]] مؤيدين لقرار الحكومة ضد [[الإخوان]] لملسمين وكان العقاد على رأسهم وفى مقدمتهموأعنفهم فى الهجوم.


'''قال الوزير:أعتقد أن الرد العربى سيكون على النحو التالى:'''
==قال تحت عنوان " مدرسة الجريمة"==


:لاترغب  الدول العربية فى مواصلة القتال ولا فى إراقة الدماتء.وهى مستعدة للموافقة على وقف اطلاق النار إذا استطاعت القوى الكبرى أن تضمن عدم وصول تعزيزات من أفراد وأسلحة إلى [[اليهود]] . وأعرب الوزير عن عدم الثقة فى نزاهة [[اليهود]]".
" كانت [[الجماعة]] المشئومة التى طلعت على هذا البلد المسكين تغذى الإغرار من أتباعها بصنوف شتى من الغذاء المسموم. فكل نفوذ أدبى فى هذا الوطن مهدد عندهم أو مستباح.


'''قال السفير:'''
نذكر إمامهم " شيخ [[الإسلام]]" فيقولون بل " ناظر مدرسة" ولا شأن له بإممة الدين لهم العلماء ذلك فيقولون إنهم لا يعلمون ويذكر لهم " سعد  زغلول" فيقول بل يكتبون إنه ليس بزعيم الأمة ولكنه صنيعة [[الإنجليز]] ويذكر لهم رجالات [[مصر]] والشرق واحدا واحدا فيلصقون بكل منهم تهما لا تبقى له محلا من الإحترام .
فإذا كانت الأسرة المختلة مدرسة الجريمة فهذه قبحها الله جامعة الجريمة".


:سيكون العرب فى وضع سيئ بالنسبة لليهود إذا كان قبولهم مشروطا وكان قبول [[اليهود]] غير مشروط.
واتهم العقاد [[الإخوان]] بأنهم عملاء للأجانب تحت عنوان " جماعة [[الإخوان]]  فتنة أجنبية".
الشرط العربى معقول لأن الخطر الذى يهدد العرب فادح


'''وأكيد قال السفير:'''
قال:


:ساعدنا على تحقيق تسوية وفقا لمبادئ العدالة وتشجيع عناصر فى الولايات المتحدة ترغب فى إعادة [[السياسة]] الأمريكية إلى الخطج الصحيح .
" وما من أحد يحتاج إلى تعب ليعلم أن جماعة المجرمين فتنة اجنبية يزودها بالمال والسلاح أناس لا يريدون خيرا ب[[الإسلام]] والمسلمين".


'''قال الوزير:'''
واشترك كثير من لاكتاب المصريين فى الهجوم على [[الإخوان]] . وكتب محمد توفيق دياب:


:مصلحتنا فى رفض اقتراح وقف اطلاق النار, لأن [[اليهود]] سيدعمون مواقفهم.
فعلت البذور السامة فعلها المشئوم فى فئات من الطلاب والتلاميذ فإذا معاهد التربية والتعليم فى أعينهم  ثكنات جيش وميدان قتال , وغذا كتبهم  وأدواتهم مسدسات و[[قنا]]بل , وغذا عدوهم – الذى يقاتلونه ويقتونه – إخوان  لهم [[مصر]]يون من رعاة الأمن والعلمانية".


'''ولكن بيفن يبلغ الحكومات العربية الرسالة التالية:'''
وقال محمد لاتابعى:


:" إنى أعتمد على رجال الدولة والإحساس الطيب للحكام العرب والسياسيين العرب. وأعرف أين تكون المصلحة الحقيقية للدول العربية إن هذه الخطة حرجة بالنسبة للأسر المالكة ولانظم السياسية فى البلاد العربية. ويجب على الزعماء أن يختاروا بين إجراء وقتى مضلل للتحدى يتبعه الدمار والإنقلاب السياسى .
" شبان سذج . آلات وأدوات سهلة طيعة .. تناولها زعماء [[الإخوان]] وقادتها  وصاغوها فى القالب الذى أراده .. وأخرجوا منها آلات خرساء صماء ... وتتحرك بلا إرادة وتنغذ مشيئة سواها بلا تعقيب نزولا على حكم السمع والطاعة .. وأن طاعة القيادة من طاعة الله".ولم تكتب كلمة واحدة دفاعا عن [[الجماعة]] لأن كتابها متقلون ول، الرقابة على الصحف كانت ائمة!قال أحد المتهمين فى حوادث اعتداء بال[[قنا]]بل لوكيل النيابة أثناء التحقيق معه:


:وبين التصرف كرجال دولة يقبلون الشروط التى أمكن لنا الحصول عليها فى مواجهة الضغو المشتركة للولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى",
لمذا اعتقلتمونا بسبب نسف المحلات التجارية [[اليهود]]ية بينما كانت الحكومة تشجعنا على ذلك. ومضى يقول: كانت السلطات تعيد إلينا كل المتفجرات التى عثر عليها زعمنا أنها تتجه إلى [[فلسطين]]!
قصد مندوب صحيفة " المصرى" إل الشيخ حسن لبنا يسأله  رأيه فى حل [[الجماعة]].


فكرت الولايات المتحدة فى رفع لاحظر على توريد السلاح للمنطقة ... أى إسرائيل ومن  أخذ السفير البريطانى بعدد لوزير خارجية [[مصر]] مزايا وقف إطلاق النار:
فقال: " لا يمكن بالتحديد حصر الأسباب التى دعت الذين اصدروا هذا القرار إلى إصداره ولكن يقال غن من هذه الأسباب... التحول الذى طرأ – أو فى النية أن يطرأ – على اتجاهات [[السياسة]] البريطانية فى الشرق.


" القرار لا يتجاوز حقوق ومطالب ومواقف أى من الجانبين." يأتى وقف اطلاق النار فى وقت عجزت فيه القوات العربية عن التقدم إلأى حد كبير وكان [[اليهود]] يستعدون لهجوم مضاد قوى." يكفل القرار تعهدا من جانب [[اليهود]] بأنهم لن يدعموا  قواتهم المسلحة ولن يؤثر ذلك على موقف العرب فهم لا يرغبون فى إحضار قوات مقاتلة إلى بلادهم  من الخارج.
ومن المعلوم ان بريطانيا تعتبر [[الإخوان المسلمين]] قوة وطنية متطرفة وتغزو  إلى دعايتهم تعطيل الاتفاق مع [[مصر]].وكذلك الحزبية التى تصاحب قرب موعد الانتخابات النيابية... لأن الحزب السعدى يريد أن يظفر بأغلبية برلمانية تمكنه من الإستمرار فى الحكم . و[[الإخوان المسلمون]] قوة شعبية ينتظر منها الصمود فى هذا الموقف.


استمرار فرض حظر تصدير السلاح للشرق الأوسط وإلا فإن [[فلسطين]] ستغرق فى فيضان من السلحة الأمريكية القاتلة. وبالإضافة إلى ذلك فإن روسيا وأتباعها سيرسلون امدادات كبيرة من المواد الحربية . وسيشجع ذلك [[اليهود]] على غزو الأراضى المخصصة للعرب فى التقسيم.
ومن " التكتيك الحزبى" أن يشوه موقفهم بمثل هذا العمل قبل حلول موعد الإنتخابات فى [[أكتوبر]] [[1949]], ورغبة الحكومات العربية فى إنهاء قضية [[فلسطين]] ولو على غير ما تريد الشعوب.


ينص القرار على إشراف محايد على وقف القتال.وإذا قبل العرب القرار ونفذوه , ولم يقبله [[اليهود]] , أو قبلوه ولم ينفذوه فإن كل ثقل المشاعر والضغوط الدولية ستكون إلى جانب العرب. 
وهناك من الضغوط الجنبية ما لم تستطع معه الحكومة المصرية إلا أن تتخذ  هذا الإجراء .


ويعتبر ميزة للعرب انتهاك [[اليهود]] لتعهداتهم وهذه هى الفرصة الأخيرة لكسب الرأى العام الدولى لصفهم وكنا أى [[الإنجليز]] نجاهد بمفردنا لضمان شروط  معقوله للعرب. وقد عرضنا للخطر علاقتنا مع لولايات المتحدة فقد جعلناها توافق على ما نعتبره  شروطا عادلة.وإذا رفض العرب الفرصة فلن يكون بمقدورنا القيام بأية جهود جديدة نيابة عنهم وسنترك الأمور تسير فى مجراها.
وعلى كل حال فهو موقف يؤسف له وما لم يعدل فى وقت قريب. فإن الأمور فى لاداخل والخارج لا يمكن أن تستقر على هذا الأساس من الضغط والظلم والتحدى".


وسيؤدى استمرار الصراع غلى تدهور فى موقف العرب العسكرى وإلى فقدان التأدييد الدولى الذى يتمتعون به الآن , وما يؤدى إليه تزايد الاجراءات الدولية القاسية ضدهم وتفكك أنظمتهم السياسية والاقتصادية.
ولم ينشر حديث الشيخ إلا فى 9 من [[أكتوبر]] [[1949]] بعد استقالة إبراهيم عبد الهادى ..ز بسبب الرقابة على الصحف.


إن هدنة الأسابيع الأربعة يمكن أن تستخدم كأفضل ما يكون فى محاولة حققية للوساطة وهذه أفضل الوسائل أمام العرب لتحقيق أهدافهم السياسية.
قالت صحيفة " شيكاغو ديلى تريبيون":


'''قالت صحيفة [[الإخوان]] إن [[الجماعة]] ترفض مبدأ هدنة من أساسه وكتب [[البنا]] يقول:'''
" حلت جماعة [[الإخوان المسلمين]] بأوامر شخصية من الملك عندما علم أ،ها تخطط للإطاحة به والإستيلاء على الحكم".


:" الجيوش العربية منصرة مظفرة بيدها زمام الموقف, والحقائق تفرض على الدول العربية أن ترفض كل اقتراح يشير إلى هدنة أو شبه هدنة إلا بعد أن تدخل جيوشها تل أبيب وتطرد العصابات الآثمة.
على الجبهة المصرية كنت توجد مأساة أخرى....


:وهل حقيقة ما يقال من أن بريطانيا أرادت الهدنة لتصل إلى ما تريد وأنها تلعب على الحبلين , وتظن أنها  أرضت العرب بتظاهرها بالوقوف إلى جانبهم حينا من الزمن ثم حاول ارضاء [[اليهود]] بتشجيع الهدنة التى يستطعيون فى ظلها أن يتنفسوا مما هم فيه من ضيق.والصحيح أن قادة العرب أنفسهم هم الذين يريدون الهدنة بعد الإستيلاء على القدس القديمة".  
مساء 7 من [[ديسمبر]] اقتحم اللواء البردينى القائد الثانى للقوات المصرية فى [[فلسطين]] معسكر [[الإخوان]] ليبلغ قائد [[الجماعة]] كامل الشريف أن الحكومة قررت حل [[الجماعة]] , وسيعلن ذلك فى اليوم التالى . وقال:
الحكومة المصرية تخشى أن يقوم [[الإخوان]]  بحركات انتقامية فى الميدان .


'''وقال:'''
أجاب كامل لاشريف:لن يختم [[الإخوان]] جهادهم بضرب  المؤمنين من إخوانهم وزملائهم ويجتمع اللواء فؤاد صادق  قائد القوات المصرية فى [[فلسطين]] ب[[الإخوان]] فيعلن حسن دوح أ،هم قرروا البقاء وموصلة الجهاد.
ويبعث [[المرشد العام]] برسالة إليهم يقول فيها:  


:"... هل صحيح أن حكام الشعوب العربية مازالوا مغرمين بالأساليب السياسية كارهين لكل ما يتصل بالحرب و[[الجهاد]]".
" ما دام فى [[فلسطين]] يهودى واحد يقاتل فإن مهمتكم لم تنته بعد. ويستمر [[الإخوان]] .. يقاتلون .
وتماطل الحكومة فى منح الشجعان أوسمة ... وعندما تمحنها لبعضهم تسميهم " جماعة المتطوعين المصريين".
وتحلل وزارة الخارجية البريطانية الموقف بعد حل [[الإخوان]].  


'''واضاف:'''
==قالت الوزارة==
" حدث تدهور خطير  للغاية فى الأمن العام . وتكمن  خطورة الموقف الراهن فى اسبابه أن لا[[مصر]]يين ينفسون عن مشاعرهم بهذه الطريقة من وقت لآخر ولا شك أن الإنفجار الأخير كان نتيجة لتصاعد الشعور بالإحباط. والجمهور المصرى يدرك فى المقام الول , أن مغامراتهم فى [[فلسطين]] قد فشلت.


:" إننا متشائمون من هذه الهدنة لا نرضى بها و توافق عليه. ونحمل الذين اختاروا هذا الطريق تبعة عملهم بين يدى الله والناس".
ويدرك المصريون أيضا حماقة الحكومة المصريةإذ أحجمت عن التصديق على اتفاق كامبل – خشبة حول [[السودان]].


==دولة العصابات==
ويدركون عزلتهم الاستراتيجية فى مواجهة موقف دولى متدهور وهم يعترضون على سلوك ملكهم وما زالوا نتظرون حدوث شئ ملموس باتجاه الإصلاح الاجتماعى.


كان بيفن يعانى ضغطا من الولايات المتحدة التى تؤيد [[اليهود]] بشدة والسوفيت الذين اعترفوا بدولة إسرائيل.وفى ذلك  الوقت  بدأ السوفييت حصار برلين الغربية.. بريا واتجهت جهود الولايات المتحدة وبريطانيا إلى هذه المدينة والموقف المتوتر فيها وضرورة مد سكانها بالطعام وكل يحتاجون إليه بالطائرات.


وزادت مخاوف الدولتين اشتعال حرب عالمية فجأة وكان يهمهما استمرار التحالف بينهما.اجتمع مجلس الأمن مرة أخرى يوم 29 من [[مايو]] وقرر وقف القتال ملوحا بسلطته فى فرض الجزاءات  على الجانب الذى يرفض القرار. وفى كل مرة كان [[اليهود]] يوافقون على الهدنة لموقفهم العسكرى السئ أما العرب فكانوا يرفضون.
كل هذه المصادر التى ينبع منها السخط زادت حدتها فى الأسابيع القليلة لاماضية .


ولكن مع التهديد بالعقوبات والضغوط البريطانية تقرر أن يجتمع رؤساء الحكومات ووزارة الخارجية العرب فى عمان يوم أول [[يونيه]] [[1948]].
وحدثت اضطرابات فوضوية مماثلة فى [[سوريا]] فى الأسبوع الماضى.


اعتذر [[عبد الرحمن عزام]] أمين الجامعة العربية عن عدم حضور الاجتماع بدعوى وعكة صحية وكان رأيه الذى عبر عنه لأحمد خشبة باشا وزير خارجية[[مصر]] رفض قرار مجلس الأمن , ومواصلة لاقتال خسية استغلال اسرائيل للهدنة المؤقتة مواقعها وإمكاناتها الحربية.
وقد تكون أخطر عناصر هذه الاضطرابات أنها تخلق الموقف الملائم تماما الذى ينتظره  الشيوعيون.
  ومقارنة بالشرق الأقصى وأفريقيا أظن أن التسلل السوفيتى للشرق الأوسط لم يكن نشيطا كما يجب.


واعتذر [[النقراشي]] عن عدم مغادرة [[مصر]] فى تلك الظروف الحرجة ومثل [[مصر]] خشبة باشا الذى طار إلى عمان يرافقه وحيد رأفت مستشار الرأى بمجلس الدولة لوزارة الخارجية.
وبما يكون الأمر أن لسوفيت ينتظرون سقوط لحكومات العربية وهو ما توقعوه عقب الفشل العربى فى حل المشكلة ال[[فلسطين]]ية.


'''فى مذكرات وحيد رأفت وصف لما جرى فى الاجماعين اللذين عقدتهما اللجنة السياسية فى عمان قال:'''
ولا يوجد  لدنيا لاكثير مما يمكن ان نفعله فى مواجهة هذه [[السياسة]] السوفيتية سوى أن نفهم الحكومات العربية ضرورة الحفاظ على النظام العام وتشجيعها مر اخرى على اتخاذ خطوات أكثر إيجابية باتجاه الإصلاح الاجتماعى".


:" بدأت اللجنة بمراجعة تقارير ممثلى الدول العربية فى نيويورك وقد أجمعت على أن الولايات المتحدة ستقوم بعمل لصالح إسرائيل إذا رفض العرب الهدنة مثل رفع الحظر على تصدير السلاح ... إلى إسرائيل.
وهكذا نجد أن بريطانيا  خافت من أن يؤدى تدهور الأمن إلى سقوط [[مصر]]  فى ايدى الشيوعيين ومن هنا كان الضغط البريطانى ضد [[الإخوان]] أما السوفييت فرأوا أن الفشل العربى فى [[فلسطين]] سيؤدى إلى سقوط الحكومات العربية وسقوط [[مصر]] فى أيدى الشيوعيين وكان [[الإخوان]] هم الضحية!


:ومن المحتمل أيضا أن يساعد الاتحاد السوفيتى إسرائيل بعد اعترافه بها,كما أن بريطانيا لا تستطيع الوقوف مع الدول العربية خشية الصدام مع الولايات المتحدة  والاتحاد السوفيتى خاصة بعد اتهام الدوائر [[الصهيونية]] للحكومة البريطنية علنا بمناصرة العرب.
==الصامتون==


:ورأت اللجنة السياسية الوقوف على آراء القادة العسكريين قبل اتخاذ أى قرار وشكلت لجنة من رئيس وزراء [[الأردن]] توفيق أبو الهدى وأحمد خشبة باشا لسماع أقوال العسكريين.وغضب سيف [[الإسلام]] عبد الله لعدم اختياره عضوا فى اللجنة وعزا ذلك إلى سابق اتهام البعض له بإفشاء المداولات السرية!
كانت اللجنة العليا للحزب الوطنى – التى يرأسها [[فتحي رضوان]] المحامى وتضم شباب [[الحزب الوطني]] – الهيئة الوحيدة التى احتجت على قرار حل جماعة [[الإخوان المسلمين]].قال فى بيان لها:


:استمعت اللجنة إلى الجنرال جلوب باشا قائد الجيش الأردنى وقائد االقوات العراقية والعقيد سعد الدين صبور نيابة عن قائد الوات المصرية فى [[فلسطين]].قال القادة الثلاثة إن الجيوش العربية نقصها الذخيرة . ولذلك فهى مضطرة لوقف القتال كما أن المعارك الحاسمة لم تبدأ بعد والمعاقل الحصينة ما زالت بين الاسرائيليين.
" القرار ثورة على [[الدستور]], وخروج بسلطة الحكام العرفية عن الغرض الذى أعدت له .


وينته الاجتماع بالموافقة على وقف القتال مدة أربعة أسابيع مع تحفظات تمنع الهجرة اليهودية وتحديد مهمة الوسيط الدولى الكونت برنادون وتشديد الرقابة على جميع منافذ [[فلسطين]]! وعلقت الصحف البريطانية على الهدنة فقالت:إنها هدنة عسيرة التنفيذ وغير مأمونة !
إن النقراشى  باشا الحاكم العسكرى فى فترة الحرب مع الصهاينة, هو الذى يحل هيئة [[الإخوان المسلمين]] الذين حاربوا فى [[فلسطين]] شد الصهاينة كأشجع وأقوى ما يكون المحاربون.


'''ويكتب [[عمر عزمي]] فى صحيفة [[الإخوان]]:'''
وإذا كان ما نسب إليهم صحيحا فهو لا يعدو اعتداء على المحال [[اليهود]]ية أو على أفراد من [[اليهود]] مما يجعل النظر فيه من اختصاص المحاكم العادية ويخرجه عن سلطة الحاكم العسكرى تماما.


:" أيقنت [[الصهيونية]] أن أحلامها تتبدد تحت ضربات الجيوش العربية الباسلة فراحت تلعب لعبتها فى مجال [[السياسة]] العالمية حتى أفلحت أخيرا فى حمل مجلس الأمن على الضغط  على الدول العربية بصورة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ المشاكل الدولية فتوقف الجهاد العربى لإنقاذ أمل [[الصهيونية]] الدولية".
ولا يملك الحاكم  العسكرى أن يحل حزبا بأسره يختلف معه الرأى وينافسه فى الإنتخابات القريبة ويصادر أمواله ويستولى على عقاراته, ويتوقف نشاطه لأن [[الدستور]] وقانون العقوبات لا يسمحان بشئ من ذلك حتى فى حق من تثبت عليهم قضايا ارتكاب جرائم الخيانة العظمى أو التطاول على مقام جلالة الملك وهى جرائم مهددة لكيان الدولة.


توقف القتال على كل الجبهات فى 11 من [[يونيو]] بعد معارك استمرت 26 يوما لتبدأ مهمة الكونت برنادوت الوسيط الدولى الذى عينته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 14 من [[مايو]] لحل مشكلة [[فلسطين]].
ولا يوجد مسوغ للإستيلاء على دور [[الإخوان]] والتصرف نهائيا فى أموالهم لأن ذلك لا يحقق إلا غرضا واحد وهو التنكيل ب[[الإخوان]].


وكان الكونت برنادوت 53 سنة وهو ابن عم جوستاف ملك السويد وسيطا بين النازيين الألمان والحلفاء فى أواخر شهور [[الحرب العالمية الثانية]] وكان لى برنادوت حل المشكلة فى خلال أسابيع الهدنة الأربعة.
إن بريطانيا وصحفها أبدت ارتياحا للحل مما يكشف جانبا من جوانب الخطر فى هذا الإجراء".


'''قال مايكل رأيت الوكيل  المساعد لوزارة الخاارجية البريطانية:'''
وقال البيان:


:ستكون معجزة لو استطاع ذلك الوسيط الدولى!
"إن المنطق الذى أخذ  به الحاكم العسكرى فى محاربة [[الإخوان]] , ترفع اللورد اللنبى وبريطانيا عن الأخذ به فى معاملة المضربين.


'''قال السير جون ترواتبيك مدير المركز البريطانى فى الشرق الأوسط:'''
لقد اعتبرت بريطانيا حوادث الاغتيال فى المدة من 1920 حتى [[1924]] عملا وفديا بحتا وأن [[سعد زغلول]] هو المسئول عن هذه الجرائم.. ومع ذلك لم توعز بريطانيا بحل [[حزب الوفد]] وكانت تملك أن تفعل .


:" على بريطانيا إقناع العرب بقبول دولة العصابات "!لم يعرف العرب أن الهدنة أبعادا أكبر من مجرد وقف القتال .
فهل يكون المصريين أكثر جرأة على [[الدستور]] وأمعن فى محاربة الحقوق الأساسية للناس من بريطانيا والبريطانيين".


كانت الهدنة تعنى كما قال السير رونالد كامبل السفير البريطانى ط إن المرحلة الأولى فى إيجاد حل لمشكلة [[فلسطين]] ... قد تحققت". ولم يكن الحل مرضيا للعرب.زز بحال
لم ينشر هذا البيان عقب صدوره لأن الرقابة على الصحف كانت قائمة ونشر جانبا منه [[فتحي رضوان]] – فى جريدة المصرى فى 28 من [[فبراير]] 1950 – فى عهد وزارة الأخيرة ولكنى وجدت هذا البيان ضمن الوثائق البريطانية المحفوظة فى مركز الوثائق العامة فى لندن!


'''قال السفير فى برقية طويلة إلى بيفن:'''


:" سيتعين على العرب أن يقرروا ما غذا كانوا سيذعنون للتقسيم أن سيستأنفون الأعمال الحربية.وسيكون زعماؤهم فى موقف خطير فإذا أذعنوا فإن كل كلماتهم الرائعة ستريد إلى وجوههم.
واستنكر [[صالح حرب]]ا باشا رئيس جمعية الشبان المسلمين قرار الحل. قال : " لم يجازف [[الإنجليز]] بحل الوفد المصرى رغم أتهام بعض أعضائه  باغتيال السرادار السير لى ستاك باشا حاكم [[السودان]] والحكم عليهم  بالإعدام ورغم حوادث الاغتيال لمتعددة التى نسبها [[الإنجليز]] لوفد المصرى وأعتقل بسببها [[مكرم عبيد]] والدكتور [[أحمد ماهر]] ومحمود فهمى النقراشى وإبراهيم عبد الهادى وغيرهم.


:وسيعتين عليهم ان يشرحوا للرأى العام فى بلادهم أنهم ذهبوا إلى الحرب من أجل  حلم كسول وأن  الانتصارات الهائلة المسجلة فى بياناتهم اليومية لم تقدم شيئا.ومن الناحية الأخرى إذا قرروا استئناف القتال فمن الواضح تماما انهم سيلقون الهزيمة".
على الرغم من ذلك كله .. فقد بقى الوفد المصرى ولم يحل ولكن السعديين المصريين حلوا جمعية [[الإخوان]]".
... لم تنشر كلمات [[صالح حرب]] إلا فى 19 من [[نوفمبر]] عام [[1949]] فى جريدة " الكتلة" التى انطلقت قبل غيرها ودون غيرها , لفترة طويلة, فى الدفاع عن [[الإخوان]]... بعد استقالة إبراهيم عبد الهادى وتولى [[حسين سرى]] باشا رئاسة الوزارة.


'''وحذر  السفير حكومته قائلا:'''
ولكن باقى [[الأحزاب]] المصرية استقبلت قرار الحاكم العسكرى فى صمت لم تستنكره مع أن قرار الحل قد يلاحقها .. ولم تؤيد القرار لأنه يخلصها من أقوى أ‘دائها..


:" بدأت أسطورة جديدة تضرب جذورها بالفعل , وهى أن الجيوش العربية كانت على وشك الانتصار الكامل ولكن  لم يحل بينها وبين ذلك إلا :
وفى بيان [[فتحي رضوان]] غلى ذلك:


::'''(1)''' تدخلنا لفرض الهدنة.
" إ، التأييد الصمنى " أو الصريح الذى لقيه الحاكم العسكرى من بعض المعارضين له يرجع إلى أن الحاكم  العسكرى تحمل – دون معارضيه – وزر خطوة لم يجدوا عندهم الشجاعة عليها".


::'''(ب)''' رفضنا تسليم الأسلحة التى دفع ثمنها أو تم توقيع عقودها.
وتوجه بعض رجال [[الأزهر]] إلى مكتب عبد الرحمن عمار يهنئون بقرار الحل قائلين:


:ومعروف أن العرب يعانون من عجز شديد فى الذخيرة وأفضل خط  يمكن  أن ننتهجه أن نقول إننا شركاء فى المصيبة فى هذه المسألة فإقامة دولة يهودية ليس من مصلحتنا بأكثر مما هو ضد مصلحة لاعرب.ويمكن أن نشيرمخلصين إلى أنه لا نحن ولا العرب سواء منفصلين او متعاونين نستطيع الوقوف أمام القوة المجتمعة للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى.
هؤلاء إخوان الشياطين . والحمد لله على خلاص البلاد من شرهم وأيد بعضهم قرار الحل فى أحاديث قدمتها الإذاعة المصرية . وأكدت المفوضية الامتناع عن تأييد قرار الحل على أمل تأييد [[الجماعة]] لهذه [[الأحزاب]] فى الانتخابات القادمة".
وقد تبين صدق هذه النبوءة فيما بعد!
وقالت صحيفة " أخبار اليوم" ... " أدلى النحاس باشا بحديث إلى صحيفة " الأهرام" أيد فيه قرار الحل ولكن فؤاد سراح الدين سكرتير عام الوفد أوقف النشر... لأن الحديث ليس للنشر"!


:وليس من مصلحة أحد أن تتحطم الأمم المتحدة على هذه الصخرة  ويمكن التخفيف من الأمر بتقديم تأكيدت من جانبنا للعرب بأننا سنساندهم إذا حاولت الدولة [[اليهود]]ية التوسع أكثر فى الأراضى العربية".
قالت مجلة آخر ساعة تحت عنوان المعارضون يصفقون ويبكون لحل [[الإخوان المسلمين]]".


وكان [[الإنجليز]] قد اقتنعوا نهائيا بقبول فكرة التقسيم. وبنوا قرارهم على الموقف العسكرى الواقعى . وظنوا أن قيام دولة يهودية قد بدفع العرب للوحدة وراء [[الإنجليز]].
" ابدى المعارضون ارتياحهم لهذا القرار سرا فقد تخلصوا من جمعية كانت تعتبر أقوى من خصومهم. ولم تكن هذه الجمعية حزبا فقط بل كانت أشبه بدولة لهاجيش ومستشفيت ومدارس ومصان وشركات اما عن العلن فقد رفضت صحف المعارضة أن تعلق بكلمة واكتفى المعارضون فى أحاديثهم مع الشيخ [[البنا]] بإبداء الأسف والسخط وتحدث [[مكرم عبيد]] مستنكرا هذا التصرف حتى ظن الشيخ حسن أن مكرم باشا أصبح هو الآخر أخا مسلما"!


وآمنت بريطانيا بأن الدولة اليهودية لن تكون إلا دولة شيوعية فاللاجئون إما عملاء للسوفييت أو مهاجر ونمن دول شرق أوربا [[الشيوعية]] آمنوا بفلسفة الحكم فى روسيا وشرق أوربا.وأعتقد [[الإنجليز]] أن العرب سيكرهون [[الشيوعية]] ما دامت توجد دولة شيوعية متاخمة لهم.  
علقت السفارة البريطانية على البيان بأن [[فتحي رضوان]] محاممن طراز وطنىمتطرف وداعية يثير الفتن والقلاقل.


وتوقع [[الإنجليز]] أنه إذا لم يتوقف القتال فإن الاتحاد السوفييتى سيتدخل ويرسل أسلحة وقوات لاسرائيل من موانى البحر الأسود!خرفت إسرائيل اهدنة بعد ساعات من قيامها قبل وصول مراقبى الأمم المتحدة لقطع خطوط المواصلات على العرب وقد عرفت حرب [[فلسطين]] باسم حرب '''" خطوط المواصلات "''' كما يقول إبراهيم محمد شكيب فى رسالة الدكتوراه عنوانها '''" [[مصر]] وحرب [[فلسطين]] عام [[1948]]"'''.
وقالت تقارير السفارة :


وبلغ عدد المخالفات التى ارتكبتها إسرائيل لشروط الهدنة 11مخالفة فى اليوم الأول. أما المجموع خلال فترة الهدنة فقد بلغ 150 مخالفة  رغم كل التأكيدات البريطانية.ولكن الولايات المتحدو  اتهمت العرب, علانية فى مجلس المن بأنهم معتدون احتلت إسرائيل بلدة '''" العسلوج"." وقرية" الجسير"''' شمال الفالوجة التى أصبحت محاصرة.
" أراد [[الإخوان]] الاندماج فى اللجنة العليا للحزب الوطنى ويعتزمون مواصلة النشاط السرى تحت حماية هذه اللجنة ورعايتها.


ونجحت خلال الأسابيع الأربعة للهدنة فى تدعيم مواقعها شمال[[فلسطين]] شرق الجليل و غربه.وكان مقررا طبقا للتقسيم أن يكون غرب الجليل ضمن حدود الدولة الفلسطينية العربية.
وأثير اقتراح بأن يتولى [[الحزب الوطني]] النشاط السياسى للجماعة بينما يقتصر نشاط قادتها على متابعة رسالتهم الدينية والاجتماعية".


وجاء السلاح الاسرئيللى من تشيكوسلوفاكيا ودول أخرى: دبابات ومدفعية وطائرات وأعادت إسرائيل تنظيم وتدريب قواتها واستيعاب الأسلحة الجديدة التى تدفقت عليه وظهرت  هذه الأسلحة فى الميدان!
وفكر الشيخ [[البنا]]- كما يقول الباقورى -  فى ان يستبدل باسم جماعة [[الإخوان]] اسم " رابطة المصحف " حتى يتفرغ للتربية الدينية التى هى اصل الأصول فى جماعات الإصلاح.قال زكى على باشا وكيل جمعية الشبان المسلمين إن [[المرشد العام]] أراد الإندماج فى جمعية الشبان المسلمين.


ويبرق قنصلا الولايات المتحدة فى حيفا والقدس إل واشنطن بأن شحنات ضخمة من ألسلحة والآف الجنود المدربين يتدفقون على إسرائيل من أوربا الشرقية كما أن إسرائيل ترغم أسرى الحرب على بناء التحصينات.
خاف أعضاء جمعية الشبان المسلمين على أنفسهم من عنت الدوة فاعترض  وكيل الجمعية زكى على باشا على حضور الشيخ


وفى كتاب '''" الانحياز"''' قال الكاتب الأمريكى ستيفن جرين ": إسرائيل لم تنتصر فى القتال بل كسب [[اليهود]] معركتهم خلال الهدنة الأولى"!
ولكن صالححرب باشا رئيس الجمعية زار [[المرشد العام]] فى بيته وقال له :


فشل العرب فى التنسيق بين قواتهم ووضع خطة موحدة أو تسوية خلافاتهم وأمضت القوات العربية فترة الهدنة ... فى استرخاء!كتبت صحيفة [[الإخوان]] تقول '''" إن عصابات [[اليهود]] تمضى فى خرق ما يسمونه الهدنة بينما تبالغ الدول العربية فى الصبر"'''!
- اعتبر دار الشبان  دار [[الإخوان]]... دارك ومفتوحة لك دائما.


حاولت الولايات المتحدة وبريطانيا مد الهدنة اجتمعت الجامعة العربية فى [[القاهرة]] لبحث اقتراح  مد الهدنة وتوجه رئيس وزراء العراق إلى السفارة البريطانية للإجتماع بالسفير البريطانى السير رونالد كامبل.
- عرفت الحكومة بذلك فاتصل المسئولون ب[[صالح حرب]] وقالوا له: هذا تحد لأمر الحل.


'''قال السفير:'''
- رفض [[صالح حرب]] الخضوع قائلا: هذه دار المسلمين جميعا . لن يوصد بابها فى وجه مسلم ومن باب أولى لا يوصد فى وجه [[البنا]] وستظل داره راغبا فى زيارتها.


:لا يرغب أرنست بيفن فى غقامة دولة يهودية . ولكن أليس من الأسلم للعرب أن يكون  لليهود دولة صغيرة داخل حدود معروفة بدقة وإذا حاولوا توسيعها اعتبرذلك عدوانا؟واقترح السفير بناء على تعليمات حكومته أن تضم الدولة اليهودية الجليل الغربى مقابل ممر بين [[مصر]] والدول العربية فى آسيا.
- وقال ل[[محمد الليثي]]: اخل مكتبك للأستاذ [[البنا]] .. وحاول ألا تجمع معه فى المكتب أكثر من ثلاثة أشخاص حتى لا يطبق عليه قرار الحل. وهمس [[صالح حرب]] فى أذن الليثى قائلا:


'''حذر السفير الوزير العراقى قائلا:'''
- لا تدع الشيخ يعلم بشيء مما دار بيننا وبين الحكومة بشأنه .


:فى استئناف لاعمليات العسكرية مخاطرة للعرب. واحتمال النصر مشكوك فيه للغاية لأن [[اليهود]] دعموا مواقفهم و يمكن للعرب القضاء على الدولة اليهودية بالقوة.
- وقال الدكتور يحيى الديرديرى مراقب الجمعية للأعضاء
الشيخ حسن يحضر إلى الجمعية كرجل مسلم وكضيف. وقد قرر ألا يعقد فى " الشبان المسلمين" اجتماعات ولا يلتقى بأعضاء.


'''وقال السفير:'''
وهكذا أصبحت جمعية الشبان المسلمين المكان الوحيد الذى يتردد عليه [[البنا]] فدفع اشتراك 5 سنوات سابقة لم يسدد عنها الاشتراك من قبل . وكتب بخط يده فى 4 من [[فبراير]] طلبا ليكون عضوا فى الجمعية . وقال غنه صحفى هدفه أغراضها فتقرر أن يعرض طلب الالتحاق على مجلس الإدارة يوم 18 من [[فبراير]] لاتخاذ قرار فيه.


:ستكون المسئولية على العرب إذا استئونفت  المعارك فى 9 من [[يوليو]].
وقيل إنه سيكون رئيسا للجمعية وبذلك تتحول لتصبح بديلا للإخوان ! وفى كتاب [[محمود عبد الحليم]] قال:" إنه لا يستبعد رغبة الشيخ [[البنا]] فى نقل نشاط [[الجماعة]] والإندماج هنا و هناك فيجد لدعوته منفذا مؤقتا قبل أن تطبق عليها الغيوم أطباق كاملا, وليدخل الطمأنينة إلى نفس الملك".


'''رد رئيس وزراء [[العراق]] قائلا:'''
ولكن أخفق الشيخ [[البنا]] فى التماس المنفذ!


:هل ستكون الحكومة البريطانية مسئولة أمام العرب عن النتائج باعتبارهم حلفاء إاذ وافقوا على هذه النصيحة.
وزارا الشيخ [[البنا]] رئيس [[الحزب الوطني]]  حافظ رمضان باشا يسأله فيما إذا كان من الأفضل إثارة موضوع الحل فى البرلمان.


'''تخلص السفير من الجواب قائلا:'''
قال حافظ رمضان:


:لا أعتقد أن الحكومة البريطانية تتعهد بذلك. ولكن غذا قيل العرب نصيحتها يستمر مستر بيفن فى تأييدهم بقوة والعمل على غيجادحل أفضل أما إذا ارتكبوا خطأ فلن نساعدهم.
اللجوء إلى الهيئات النيابية قد يضر ضررا بليغا إذا وافقت تلك الهيئات على قرار الحل.


==رفض العرب مد الهدنة ==
وكان حافظ رمضان يعرف أن الأغلبية , فى مجلس النواب للحكومة ومن الطبيعى أن يؤيد النواب قرارها.
أفضى الشيخ إلى [[فتحي رضوان]] بأنه يود أن يكل إلى هيئة من رجال [[السياسة]] المصريين حزبين ومستقلين وبعض المشتغلين بالشئون العربية والإسلامية – بينهم وهيب دوس بك المحامى القبطى وصادق المجددى سفير الأفغان ب[[القاهرة]] – أمر الوساطة بين [[الإخوان]] وحكومة النقراشى.


وطلب [[النقراشي]] من [[الإنجليز]] تزويد [[مصر]] بالسلاح والمعدات العسكرية ولكن بريطانيا تمسكت بالحظر الذى فرضه مجلس الأمن قال رئيس وزراء [[مصر]] وهو يبلغ السيفر البريطانى رفض مد الهدنة:
وكان يأمل أن تنجح وساطة هؤلاء الكبار  فى أن تخفف الحكومة من شدة اجراءات الإعتقال وأن تدع نشاط [[الإخوان]] الخيرى والدينى وأن تعفى من الصادرة والحل الشركات التى تمارس نشاطا اقتصاديا.


أذكرك بواجب [[مصر]] تجاه عرب [[فلسطين]] جاءت أسابيع الهدنة الأربعة فى صالح [[اليهود]] عسكريا.
وحمل عبد العزيز  الصافانى سكرتير [[الحزب الوطني]] قائمة بالأسماء المقترحة للهيئة وعرضها على حافظ رمضن باشا قائلا:


'''ولكن السفير البريطانى يكتب لحكومته قائلا:'''
يطمع الشيخ [[البنا]] فى أن تقوم بدعوة هذه اللجنة للإجتماع فى دارك


:[[النقراشي]] باشا يندفع خائفا من الظهور بمظهر الذى انصاع للضغوط البريطانية.ويستمر تدفق الأسلحة الأمريكية على إسرائيل عن طريق أمريكا  اللاتينية فى اليوم الأخير للهدنة 8 من [[يوليو]] يقدم الأدميرال هيلينكوبتر مدير المخابرات المركزية الأمريكية تقريرا للرئيس الأمريكى
قال حافظ رمضان للصوفانى: أنصحك بصرف النظر عن المشروع كله!ويلتقى الشيخ [[البنا]] ب[[فتحي رضوان]] فيقول له:


'''قال فيه:'''
- ماذا فعل الباشا – يقصد حافظ رمضان – لنا وبنا . ونسينا أن غضب علينا؟


:" هناك شك فى نجاح القوات العربية فى تعويض انقص الحاد فى ذخيرتها وإذا لم يرغم العرب إسرائيل على تقديم تنازلات سياسية خلال شهرين فسيضطرون إلى سحب معظم وحداتهم العسكرية من [[فلسطين]] فإن القوات الإسرئيلية أصبحت صعف القوات العربية فى [[فلسطين]] والأراضى المجاورة لها".
- أجاب [[فتحي رضوان]]:


استؤنف القتال فاستطاعت القوات الاسرئلية التقدم فى 3 جبهات أساسية قامت بتطويق '''" اللدد"''' الرملة " فانسحب الجيش الأردنى منهما ويقول '''" ستيفن جرن"''': إن الفليق العربى فى [[الأردن]] كان بلا ذخيرة ولا أمل لديه فى امدادات جديدة.
- الخلاف بينك وبين الحكومة خلاف مبدئى لا تنفع فيه وساطة الوسطاء


'''قالت [[وزارة الدفاع]] المصرية '''
- رد الشيخ معللا النفس بالأمانى:


:" ظهرت رغبة شرق [[الأردن]] فى الإنسحاب من القتال وترك الجيوش الأخرى تتحمل الهجوم وحدها. ,اصدر الجيش الأردنى أمرا لقواته فى 14 من [[يوليو]] بإيقاف جميع العمليات الهجومية واتخاذ موقف الدفاع".
- هذا باب مفتوح يجب أن نطرقه  حتى لا نكون قد قصرنا فى شئ!


وزاد الضغط على القوات المصرية التى أخذت تواجه مطالب الجيش  المصرى والجيش الأردنى وتحاول طرد إسرائيل من لامواقع التى احتلتها دون قتال أثناء فترة الهدنة.قام يادين القوات الاسرائيلية بمحاصرة الجيش المصرى الذى يقف على مشارف تل أبيب وهاجم قواته من الخلف.
- اقام الشيخ دعوى أمام مجلس الدولة يطلب فيها الغاء قرار الحل. وتوجه مع صهره عبد الكريم منصور إلى المجلس فجاء شرطى فتش المرشد تفتيشا دقيقا وكأ،ه يريد أن يعرف ما إذا كان الشيخ يلبس درعا أم لا.


وقع اضطراب داخل الخطوط المصرية ولكن يمكن تدارك الموقف لولا الخدعة التى لجأ إليها يادين. عقد مؤتمر صحفيا أعلن فيه أنه '''" قطع خطوط إمدادات القوات المصرية بقوات إسرائيلية عارمة"'''.
- وقال منشور سرى كتبه [[البنا]] عنوانه" قضيتنا":


صدقت ذلك القوات المصرية فى [[القاهرة]] والأرجح أنه الملك فطلب من [[محمد نجيب]] سحب قواته المتقدمة .. وكان من السهل على الجيش المصرى والقوات العربية احتلال [[فلسطين]] كلها فى تلك الأيام الأولى من الحرب.
" طلبت السفارة البريطانية من النحاس باشا عام [[1942]], والحرب العالمية على أشدها والألمان على الأبواب, حل [[الإخوان المسلمين]] وتعطيل نشاطهم فأبى أن يجيبها إلى ذلك, وأكتفى بإغق الشعب كلها مع بقاء [[المركز العام]] إلى حين!


وكان هذا الانسحاب من العوامل الحاسمة فى سير القتال لصالح إسرائيل استطاع [[اليهود]] فتح ممر إلى قواتهم فى جنوب النقب وتمكنت القوات المصرية فى آخر لحظة من استعادة بلدة العسلوج.
- إن الدافع الحقيقى للحل هو انتهاز الجانب فرصة وقوع الحوادث مع اضطراب [[السياسة]] الدولية , وقلق الموقف فى [[فلسطين]] , وتردى سياسة [[مصر]] بين الإقدام والإحجام فشددوا الضغط على الحكومة. وكان فى وسع رئيس الوزراء أن يزجرهم عن مثل هذا التدخل فى شأن داخلى".


'''قال جوزيف ساتر ثويت مدير مكتب الشرق الأدنى بالخارجية الأمريكية:'''
- ونسب الشيخ [[البنا]] أسباب الحل إلى ما يشاع عن قرب الإنفاق بين الحكومة المصرية والحكومة البريطانية والموقف الحزبى والتأهب للإنتخابات القادمة.


:" ربما تؤدى الهزائم العسكرية التى تتعرض لها الجيوش العربية إلى الإطاحة ببعض الحكومات العربية .. فإن العرب كانوا يرون النصر فى قبضتهم ..
- وقال الشيخ [[البنا]]:


:وستؤدى حالة الاضطراب السائدة إلى توفير التربة الصالحة لنمو [[الشيوعية]] كما تفقد القوى الغربية لامنشآت الاستراتيجية التابعة لها فى الشرق الأدنى وتؤول إلى الاتحاد السوفيتى".
" اعتقل ألف شخص ليسوا متهمين فى شئ, وهم بين استاذ الجامعة كالأستاذ حسين كمال الدين, أو فى [[الأزهر]] كالأستاذ بهى الخولى, أو فى المعاهد العليا كالأستاذ عبد العزيز كامل وأحمد كامل سليم, أو فى دار العلوم كالأستاذ أحمد عبد العزيز جلال.


فشلت إسرائيل فى الاستيلاء على الفالوجة مساء 17 من [[يوليو]]. وفى اليوم التالى 18 من [[يوليو]]  أوقف مجلس الأمن القتال بعد أن هدد  بفرض عقوبات اقتصادية.
ومنهم المحامون الكبار, أو التجار الفضلاء والعمال والطلاب وليس فيهم أبدا منهم ولا مجرم.


:نجح [[اليهود]] خلال أيام القتال التسعة فى الحصول على ثلاثة أضعاف التى فازوا بها خلال الشهر الأول للمعارك.
وفصلت الحكومة أكثر من 150 موظفا من الموظفين الصغار الذين لا ستطعيون مقاضاتها أمام مجلس الدولة.
وشردت من [[القاهرة]] وحدها إلى الوجه القبلى 500 موظف.


'''قالت المخابرات المركزية الأمريكية:'''
وصدرت الأوامر العسكرية بمصادرة مرتبات عدد كبير من الموظفين, وأموالهم وشركات هى:


:" نتج عن الهدنة تطور ضخم فى القدرات اليهودية إلى حد أن [[اليهود]] ربما وصلوا إلى درجة من القوة نمكنهم من شن هجوم واسع النطاق وطرد الجيوش العربية خارد [[فلسطين]]".
شركة " [[الإخوان]] للتجارة" بميت غمر, و"المناجم والمحاجز العربية" و" [[الإخوان]] للنسيج"و" الإخاء الإسلامى بفرشوط" و" دار [[الإخوان]] للطباعة" و"دار [[الإخوان]] للصحافة " وكلها لا صلة لها بهيئة [[الإخوان]] ولكنها وضعت هذا االقسم من باب الدعاية التجارية.


فشل العرب مرة اخرى فى التنسيق فيما بينهم وتبادلوا الاتهامات كعادتهم .. السوريون يشكون فى أن العراقيين وا[[لبنان]]يين لم يقدموا لهم مساعدات كافية.
وقال الشيخ [[البنا]]" إن كل ما يطلبه من الحكومة أمرين اثنين:


والمصريون يتهمون الآردنيين بأنهم تخلوا عن اللد والرملة دون مقاومة جدية بينما كانوا أى المصريين فى حاجة إلى هجمات أردنية لتخفيف الضغط على الخطوط المصرية الطويلة .
(أ‌) دفع المظالم التى وقعت على الناس بلا سبب.


وحاولت إسرائيل توسيع الممر المؤدى إلى جنوب النقب وفشلت فى ذلك  فشلت فى اختاق الفالوجة أو'''"عراق المنشية"''' فقد نجحت القوات المصرية فى فتح طريق شرق العسلوج للمرور فيه حتى تكون خطوط المواصلات المصرية متصلة من العريش غلى رفح والعوجة ومنها إلى بير سبع .. ولكن يقتل المقدم أحمد عبد العزيز
(ب‌) إطلاق حرية الدعوة فى الوقت المناسب بالأسلوب الذى لا ينال من هيبة الحكومة ولا يعطل من نشاط [[الإخوان]].


يوم 22 من [[أغسطس]] برصاصة خاطئة من جندى مصرى. ويخطب مناجم بيجن زعيم عصابة ارجون فى الاسرائيليين المحتشدين بميدان صهيون بالقدس يوم 3 من [[أغسطس]] فيقول:'''" القدس كلها لا القدس العربية وحدها يجب أن تكون جزءا من دولة إسرائيل "'''.تمزقت الجبهات العربية.
(ت‌) وفى نظير ذلك يتعهد [[المرشد العام]] ورؤساء [[الإخوان]] أن يكونوا أعوانا صادقين للحكومة فى استقرار الأمن واستتباب النظام".


كانت الأمم المتحدة تحمى [[اليهود]] فى بداية الهدنة , من القوات العربية القوية. وبالذات فى القدس . ولكن فى [[أغسطس]] تغير الموقف تماما فقد أخذ الاسرائيليون فى إطلاق النار على قوات الأمم المتحدة لأنها رأت فى الوسيط الدولى وقوات الهدنة عقبة تمنعها من الانتصار فى القدس . وفى [[أغسطس]] كلها.
ولكن الحكومة اكتفت بمصادرة المنشور واعتقال موزعيه وحائزيه!


'''كتب جميس ماكدونالد القنصل الأمريكى فى القدس:'''
وأذاع الشيخ [[البنا]] بيانا آخر رد فيه على مذكرة عبد الرحمن عمار  عن الماعة فند فيهكل أسباب الحل.
ولكن الحكومة أيضا صادرت هذا البيان وأعتقلت موزعيه وحائزيه وتركت كتابه الشيخ [[البنا]] ... حرا!
وقال [[الإخوان]]:ط إن سفراء بريكانيا والولايات المتحدة وفرنسا اجتمعوا  يوم 20 من [[نوفمبر]] [[1948]] فى معسكرات القوات البريطانية بفايد قرب [[الإسماعيلية]] وقرروا أن يتقدم السفير البريطانى – باسمهم – يلطب حل [[الجماعة]].


:" ترى إسرائيل فى الكونت برنادوت وقاته عقبة لمنع غزوهم للقدس وربما باقى [[فلسطين]] "
وفى 20 من [[نوفمبر]] [[1948]]  ارسل الكولونيل ماك درموت, رئيس إدارة المخابرات فى قيادة القوات البريطانية, إلى مدير إدارة المخابرات يبلغه بأن السفارة البريطانية اخطرت القيادة البريطانية رسميا بأن خطوات دبلوماسية تتخذ لإقناع السلطات المصرية بحل [[الجماعة]] فى أقرب وقت مستطاع.
وقال عبد الرحمن عمار فى أثناء محاكمة لامتهم باغتيال النقراشى إن [[الإخوان]] ادعوا ذلك لإيهام الناس  بأ، النقراشى حين قرر حل [[الإخوان]] كان تحت ضغوط أجنبية.


'''كتب مارشال وزير الخارجية الأمريكى إلى ترومان فى 13 من [[أغسطس]]'''
ونشر [[الإخوان]] نصوص الرسائل المتبادلة فى العدد الأول من مجلة الدعوة الصادرة فى 31 من [[يناير]] عام 1951.وأشاروا إليها فى أثناء محاكمة المتهمين اغتيال [[البنا]].


:" سيفرض تجدد القتال بين [[الأردن]] وإسرائيل على بريطانيا احترام معاهدتها مع [[الأردن]] .. والنتيجة أن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة ستعاون دولتين متحاربتين ولن يفيد إلا الاتحاد السوفيتى".
ضاق [[الإنجليز]] بذلك فزار تشابمان اندروز الوزير البريطانى المفوض إبراهيم عبد الهادى باشا فى منزله وقال له:


'''وأضاف مارشال:'''


:" تخترق إسرائيل الهدنة بانتظام , وتحرك قواتها وتطلق النار على المواقع العربية , وتخالف قرار حظر تصدير السلاح.لقد أصبحت إسرائيل معتدية"
هذه الوثائق مزورة . وإنى أطلب منك ن تعلن ذلك باعتبارك رئيس الوزارة  التى قبض فى عهدها على بعض المتهمين فى سيارة الجيب وغيرها – وأضاف " أندروز":


ويبعث [[البنا]] برسالة إلى [[النقراشي]] يوم 18 من [[أغسطس]] يستنكر فيها خرق إسرائيل للهدنة وانتقال عصابات أرجون شتيرن للقدس .
- إذا وجدت حرجا فى النش فى بالصحف أو الاتصال بالفضاء فإن السفارة البريطانية على استعداد لإعلان ذلك رسميا:


'''قالت الرسالة:'''
اعتذر رئيس الوزراء  السابق فبعث مورى جراهام المستشار القانونى للسفارة البريطانية إلى وحيد رأفت مستشار الرأى لوزارة الخارجية  المصرية رسالة قال فيها:


:" يتيح مراقبو الهدنة لليهود الانتفاع بها لتقوية أنفسهم وتحسين مراكزهم وإفلات مائة ألف يهودى كانوا مهددين من الحصار وإمدادهم بالأسلحة والذخائر والرجال.
" إن أمر حل [[الإخوان المسلمين]] لم يكن محل حديث بين السفارة الأمريكية والحكومة لامصرية" وقدمت النيابة هذه الرسالة للمحكمة فى قاعة الجلسة.وكان مورى يكذب فإن مقابلات السفير البريطانى السير رونالد كامبل لرجال الملك والوزراء تقطع بان السفير ألح على ضرورة الحل.


:وقد توقف الجيش الأردنى عن القيام بأى عمل رغم ما يتكرر أمام سمعة  وبصره من الإعتداءات اليهودية مما يعنى أن [[اليهود]] رتبوا الهجوم المفاجئ على القدس فى أية لحظة لتشريد  أهلها ه وهدم المسجد الأقصى تبعة هذه النكبة المنتظرة التى لا يسلتزم دفع عارها عن  الأمة العربية أكثر من تقوية حامية القدس وإمدادها بالمجاهدين والذخائر اللازمة.بدأت مشكلة اللاجئين.
كتبت السفارة البرطانية إلى لندن بعد يومبن من قرار الحل:


'''قالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية:'''
" تجتاح الأمة المصرية حاليا موجة من الغضب بسبب الروح التى أبدتها [[الأحزاب]] السياسية المختلفة. ويعيب الشعب على السلطات سلوكها تجاه [[الإخوان]] والذين استخدموا فى نفس الوقت كأدوات ضد الوفد.
وبينهم الرأى العام جميع [[الأحزاب]] بالإهتمام بمصالحها الخاصة.


:" كان  الشعب  العربى واثقا من النصر كما أكد له زعماؤه. وقد تنعكس المرارة التى تشعر بها الشعوب العربية على شكل أعمال عنف ضد حكوماتهم أو ضد القوى الغربية أو الإثنين معا
ويواجه [[الإخوان]] حاليا أبشع التهم دون إجراء الحد الأدنى نم التحريات للتحقيق فيها".


:وإذا صبت هذه الشعوب سخطها على قادتها فإن بعض الحكومات العربية قد تلجأ فى مواجهة ذلك إلى السعى لاستئناف الحرب فى [[فلسطين]].وعلى أية حال فإن الزعماء العرب سيبذلون قصارى جهدهم لتحويل غضب الشعوب ضد المم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا بل ربما ضد بعضهم بعضا".
تلقت وزارة الخارجية المصرية المحاسبة ومجلس الدولة رسائل تهديد بنسفها. وقالت المفوضية الأمريكية أنه وجدت متفجرات فى مكتب وكيل وزارة  الأشتغال .
وأعلنت الحكومة عن مكافأة لمن يرشد عن مستودعات السلاح ونشرت  كميات وأعداد الأسلحة المضبوطة.
حرم الشيخ [[البنا]] على نفسه الطعام الطيب ليشارك [[الإخوان]] فيما يتحملونه فى السجون والمعتقلات.
وكان يستيقظ ليلا قائلا:


قابل الكونت  برناودت الوسيط الدولى رئيس وزراء [[مصر]].
اسمع صياح الأطفال الذين غاب آباؤهم فى المعتقلات.


'''قال [[النقراشي]]:'''لا يمكن الموافقة بأى حال من الأحوال على دولة يهودية
وأصدر القنراشى باشا بصفته الحاكم العسكرى العام  أمرا بمنع الطلبة من الإشتراك فى النشاط السياسى للأحزاب أو الأندية السياسية.


'''سأله الكونت:''' وكيف تمنع وجودها عمليا؟
ولم تنشر أنباء الاعتقالات فى الصحف نتيجة للرقابة مما ترك أسوأ انطباع لدى [[الإخوان]] كما تقول السفارة البريطانية.


'''قال [[النقراشي]]:'''
رد [[الإخوان]] بطبع منشورات توضح موقفهم وموقف الحكومة تجاه الحركة الوطنية.


:ستتجاهل [[مصر]] وجود الدولة اليهودية بكل الطرق الممكنة .  
تلقى وزراء حزب الإحرار الدستوريين منشورا وقع باسم " كتاب النضال المقدس لتحرير [[الإسلام]]".
احتج  المنشور على قرار الحل وقال إن أ‘داء [[الجماعة]] غيروا – بدهاء – طبيعتها الحقيقية فقد قام [[الإخوان]] لإنقاذ الأمة مبادئ [[الإسلام]] والعمل بالقرآن وتنفيذ إرادة الله.


'''قال الكونت :'''
وقال المنشور إن موقعيه من [[الإخوان]] وإنهم يختلفون مع زعيم [[الجماعة]] [[البنا]] فى أسلوب إعادة حقوق [[الجماعة]] و سيتبعون طريقا خاصا لذلك فالعدوان يرد بالعوان وهم مرغمون على رد السهام التى وجهت إليهم.


:أعتقد أن الأمم المتحدة ستقر وجود الدولة اليهودية . ويطير الكونت برنادوت إلى ردوس ليشترك فى اجتماعات سرية مع البريطانيين والأمريكين يوم 13 من [[سبتمبر]] لمدة 48 ساعة يتفق فيها على التقسيم الذى أقرته الأمم المتحدة مع إعطاء النقب للعرب والجليل لإسرائيل وتدويل القدس.
وطالب المنشور الحاكم العسكرى" بعلاج الإجراءات الظالمة التى لا ترضى الله والملك و[[الدستور]] أو الشعب سينفذون إرادة  الله أو يموتون شهداء"


وكان الهدف من هذه الاجتماعات أن يقدم برنادوت الحل للطرفين المتحاربين حتى يقال إن الحل '''" صنع فى السويد"''' ولم تصنعه وشنطن أو لندن ! عاد برناوت إلى إسرائيل يوم 16 من [[سبتمبر]] فيتهمه موسى شاريت وزير خارجية إسرائيل فى نفس اليوم بالإنحياز إلى العرب.  
علقت المفوضية الأمريكية على ذلك بأن أسلوب المنشور يدل على أن كاتبه هو [[المرشد العام]] أو أحد خلصائه بهدف آخر وهو إقناع الحكومة بأن [[البنا]] ليس مسئولا ‘ن أعمال الإرهاب.


وتغتال العصابات [[الصهيونية]] الوسيط الدولى بعد 24 ساعة من اجتماعات رودس دخل مدينة القدس يوم الجمعة 17 من [[سبتمبر]] .اعترضت موكب الوسيط الدولى فى الخامسة والنصف مساء سيارة جيب يستقلها أربعة أشخاص أطلقوا النار من مدفع على راسه فمات فى الحال ومع ذلك أطلقوا النار على قلبه وفر الأربعة.
وقالت المفوضية إن صدور هذا المنشور وتوزيعه دليل على أن الحكومة  لم تعتقل بعد كل الإرهابيين!
حاول [[البنا]] لقاء النقراشى والوصول غلى تفاهم يوقف اندفاع شباب [[الجماعة]] وأراد أن يبين له أن تطرف بعض الشباب لا يجب أن ينعكس على [[الإخوان]] جميعا.


وصرح متحدث باسم عصابة شتيرن أنه سعيد بالاغتيال وراض عنه وكانت إسرائيل ترى فى برنادوت أداة ومخلب قط للإنجليز.وكان الرجل فى حقيقة الأمر.  
وكان [[البنا]] يرغب فى أن يشكو إلى رئيس الوزراء من أن بعض الشركات الصادرة ليست لها علاقة ب[[الإخوان]] ما تم استيلاء العمد والمشايخ على أراض زراعية بدعوة أنها مملوكة للإخوان!
ولكن النقراشى رفض لقاءه فكتب إليه [[المرشد العام]] رسالة بأن [[الإخوان]] يعتزمون الهدوء وسيعاونون على قرار الأمن.


يرى العدل مع العرب ولذلك كان متعاطفا  معهم ولكنه لم يفكر فى الحل العادل وحده. ولا تنشر الصحف الأمريكية نبأ اغتيال برمادوت بإفاضة صحف أوربا.وبينهم ماكدونالد القنصل الأمريكى بالقدس فى برقيته إلى واشنطن عصابة '''" شتيرن "''' بأنها مسئولة عن ارتكاب الجريمة.
واجتمع الشيخ [[البنا]] وإبراهيم عبد الهادى رئيس الديوان الملكى قدم [[البنا]] لرئيس الديوان رسالة بأن [[الإخوان]] يعتزمون التزام الهدوء.


وتقبض الحكومة الإسرائيلية على 30 من أفراد '''" شتيرن "''' اتهموا باشتراك فى ارتكاب الجريمة ولكن القنصلية التشيكية تمنحهم تأشيرات دخول مساء اليوم نفسه وخلال يومين تسمح الحكومة الاسرئيلية  للقتلة بالسفر سرا إلى براج .
رد رئيس الديوان:


ورجح الملحق الجوى الأمريكي فى عاصمة تشيكو سلوفاكيا أن عملية اغتيال برنادوت خططت وأعدت فى تشيكوسلوفاكيا وأن فرقة الاغتيال طارت إلى إسرائيل لهذا الغرض.
تحدد خط الحكومة بشكل مؤكد. فإما أن ترضخ أو تتحمل العواقب رأى [[المرشد العام]] أن يبين موقفه لكل المحيطين بالملك فاجتمع بكريم ثابت المستشار الصحفى لفاروق, يشكو إليه قسوة  تدابير حل [[الإخوان]] واتساع نطاق موجة الاعتقالات.


واعترفت إسرائيل فى 3 من [[مايو]] [[1949]] بأن القتلة أفرج عنهم بعد أسبوعين من الحادث وباقى المتهمين صدر عنهم عفو عام فى 14 من [[فبراير]] [[1949]] لأن القضاء العسكرى الاسرئيلى لم يتحقق من أن الجريمة تمت بأوامر من عصابة شتيرن .
قال: إن انحراف [[الإخوان المسلمين]] إلى الاشتغال ب[[السياسة]] كان خطأ كبيرا وكان  أحرى بهم أن يتجنبوها وأن يقصروا رسالتهم على خدمة الدين, والدعوة إلى مكارم الأخلاق. والهداية إلى آداب [[الإسلام]] وهو الأصل فى تكوين [[الجماعة]].


ولم يحاكم القتلة.. ابدأ.ويذاع تقرير برنادوت بعد ثلاثة أيام من وفاته وفيه يقترح تقسيم [[فلسطين]] إلى دولتين عربية ويهودية .. على أن يأخذ العرب منطقة النقب ويأخذ [[اليهود]] منطقة الجليل.
وإنى أطلب إليك أن تنقل إلى الملك فحوى هذا الحديث ليتدخل لتخفيف تدابير الحل والمصادرة . وتبقى على [[الإخوان]] كهيئة دينية تنصرف إلى تأدية رسالتها دون أن تجاوزها بحال.
واضاف الشيخ [[البنا]]:


استعدت القوات اليهودية للحرب مرة أخرى فقامت بضرب عراق المنشية والفالوجة وقامت بتحصين مواقعها القريبة من الخطوط المصرية. دعا مجلس الأمن الطرفين إلى التوقف عن القتال ولكن استؤنف يوم 15 من [[أكتوبر]] على نطاق واسع فى الجبهة فقد أصبحت القوات الإسرئيلية فى النقب وحدها تعادل الجيش المصرى المحارب كله.
سيكون [[الإخوان المسلمون]] كهيئة دينية عونا كبيرا للملك  والعرش فى مقاومة [[الشيوعية]] والمبادى الهدامة.
وإذا وافق الملك فإنى مستعد – تسهيلا لمهمة الحكومة – أن أذيع بيانا أعلن فيه أن [[الإخوان]] لن يشتغلوا ب[[السياسة]] وأنهم من الآن فصاعدسيوجهون جهودهم إلى الأغراض الدينية وحدها.


وركز [[اليهود]] هجومهم لفتح طريق  لتموين مستعمراتهم الجنوبية فى النقب لعزل القوات المصرية عن بعضها وقطع خطوط مواصلاتها وهاجموا طريق رفح العوجة.وزادت شحنات الأسلحة والقوات من تشيكو سلوفاكيا فقالت الأمم المتحدة إن الرابطة التشيكية [[الصهيونية]] تمثل تدخلا من قوة أجنبية فى الشرق الأوسط.
وظل [[البنا]] يردد فى أحاديثه للسياسيين ورجال الصحافة :" إن ولاءنا للعرض لا ينكره إلاكل مكابر".
وقال :" [[الإسلام]] لا يتعارض مع النظم الملكية".


رأت إسرائيل تحويل الأنظار عن الجسر الجوى الذى ينقل السلاح إليها من تشيكوسلوفاكيا فادعت أنها تتعرض لغزو من قوات بريطانية تتدفق من [[العراق]] و[[الأردن]] و[[ليبيا]].وكان النبأ مختلفا من أساسه.
وأعلن أن [[الإخوان]] يلتزمون بقول الحسن البصرى :" لو كانت لى دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان فغن الله يصلح بصلاحه خلقا كثيرا".


وفى [[نوفمبر]] لم تكن إسرائيل على [[غزة]] فى حاجة إلى السلاح التشيكى. قال الخبراء البريطانيون إن إسرائيل أصبحت تملك ما بين 150 و 160 طائرة يقودها جميعا طيارون أجانب.
قالت  تقارير المخابرات البريطانية بعد أسبوع من الحل" إن اضطرابات عنيفة وقعت فى مدرسة الزقازيق وأن ثلاثة من أعضاء [[الجماعة]] [[الإخوان]] المسلمي ألقوا قنبلة على رجال الشرطة ما أدى إلى غصابة ثلاثة منهم , ووجدت قنبلة أخرى لم تنفجر.


وأغارت الطائرات الاسرائيلية على غزة والمجدل والعريش. وأرغموا المصريين على الانسحاب جنوبا  إلى [[غزة]] فقد كان الجيش المصرى , وحده يحارب!ويستمر القتال أسبوعا  واحد اخترقت إسرائيل خلاله النقب واحتلت مدينة الحليقات وبير سبع ودخلت إيلات على خليج العقبة.
وعثرن الشرطة خلال التفتيش  على خطاب يتهم [[البنا]] بالتقاعس إزاء قرار الحل".


وانسحبت قوات الدول العربية نحو حدودها مما أتاح لليهود تحويل قواتهم إلأى الجبهة المصرية.واضطرات القوات المصرية إلى الإنسحاب من اسدود والمجدل وقطع [[اليهود]] خطوط الامدادات من [[مصر]] عن القوات المصرية فحوصر 4000 جندى  مصرى فى الفالوجة وعراق المنشية يقودهم العقيد سيد طه...
قصد ثلاثة من رجال الملك فاروق إلى السفارة البريطانية بعد حل [[الإخوان]] . قال السير رونالد كامبل السفير البريطانى لإبراهيم عبد الهادىء رئيس الديوان الذى زار السفارة بعد 48 ساعة من القرار:
أعتقد أن الحكومة تأخرت أكثر من اللازم فى اتخاذ قرار الحل


وكان نائبه البكباشى المقدم [[جمال عبد الناصر]].حاولت لجنة الهدنة إقناع إسرائيل السماح بتموين القوات المحاصرة بالطعام والماء ورفضت إسرائيل السماح لهذه القوات بالخروج من الفالوجة.
قال رئيس الديوان: لا أظن لك وقمعهم سيستمر بقوة.


ويوافق مجلس الأمن فى 3 من [[نوفمبر]] على هدنة تنفذ اعتبارا من 13 من [[نوفمبر]] ولكن إسرائيل توالى حصارها للفالوجة أربعة أشهر لم تستسلم خلالها القوات المصرية المحاصرة فى الفالوجة حتى وقعت اتفاقية الهدنة فى رودس فى 24 من [[فبراير]] [[1949]].
قال السفير: هل [[البنا]]  مخلصا فى رسالته بالتزام الهدوء أم أنه يحاول كسب الوقت للتحضير لعودة [[الإخوان]] .


'''قال الكاتب [[اليهود]]ى جون كيمش:'''
أجاب عبد الهادى: لا يمكننى تحديد الدافع وراء  الرسالة لأن عقلية الشيخ مراوغة... والحكومة تعتزم القضاء عليهم.


:" هذه العملية أدت إلى قطع الأصبع المصرى الممتد إلى تل أبيب"!
وقال حسن يوسف وكيل الديوان الملكى لتشابمان أندروز الوزير البريطانى المفوض:


وقبل أسبوعين من موعد انتخابات الرئاسةة فى الولايات المتحدة أعلن توماس ديوى منافس الرئيس ترومان أن يرفض مقترحات برنادوت التى التزمت بها الولايات المتحدة فى [[نوفمبر]] فاضطر ترومان غلى اتخاذ موقف أكثر تطرفا لمصلحة اسرائيل قبل اسبوع من يوم التصويت.
كان الإجراء الذى اتخذته الحكومة عقب حل [[الجماعة]] إجراء سلميا وناجحا  إلى حد كبير. تم الإستيلاء على جميع مقارهم فى أنحاء البلاد واستخدم بعضها كنقط إضافية.


أعلن ترومان أنه يؤيد التقسيم كما قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة ويوافق على تعديل الحدود طبقا لما تقبله إسرائيل ... وبذلك نسف ترومان خطة برنادوت , وأعطى إسرائيل  بعد فوزه فى الإنتخابات التى جرت فى [[نوفمبر]] شيكا دبلوماسيا على بياض!
وصودرت كميات كبيرة من الذخائر والمفرقعات .... والموال .


'''ويبعث السير هيلم ممثل بريطانيا من تل أبيب يقول:'''
واختتم حسن يوسف حديثه قائلا:


:" ولدت إسرائيل عن طريق القوة التى فرضت بتصميم مجرد من الضمير عن مصالح الآخرين , كما أن النجاح السهل الذى حققه هذا الشعب والذى يسرته الدول القوية فى العالم أكد إيمانهم بأ،ه بلنسبة لهم لم ينته عصر المعجزات".
نحن نشكر النقراشى على اتخاذ الإجراءات وهناك رجلان فى [[مصر]] لديهما القدرة على أداء هذه المهمة ... إسماعيل  صدقى , والنقراشى.  


'''قالا كلاتون رئيس القسم المصرى فى وزارة الخارجية البريطانية للويس دوجلاس السفير الأمريكى فى لندن:'''
كان ادجار جلاد هو الرجل الثالث الذى ذهب ليتناول الشاى مع اندروز وادجار جلاد كان يصدر جريدتى" الزمان" العربية المسائية ," الجورنال ديجيبت" الفرنسية الصباحية.
قال جلاد وكأنه يلقى بنكته:


:الهياج الأخير فى [[مصر]] بشأن [[فلسطين]] يستغله [[الإخوان]] والشيوعيون
أدى الملك فاروق خدمة جليلة إلى الحلفاء فى الحرب القادمة باتخاذ إجراءات ضد هؤلاء الناس.


'''وأضاف:'''
بدأ على أندروز أنه لم يفهم ما يقصده جلاد بك فأخذ الصحفى يشرح وجهة نظره الشخصية قال:


:يحتمل أن تذعن [[مصر]] إنشاء إسرائيل . وستتعامل معها بمرور الوقت
كان  [[الإخوان]] سيقفون بالتأكيد ضد أى محاولة مع بريطانيا من الناحية العسكرية . ويمثلون شوكة فى حلق  بريطانيا خلال الحرب.


'''وقال:'''
أجاب أندروز:


:المصريون يعبرون عن إعجابهم المشوب بالحسد '''" للمهارة الشيطانية "''' التى أغرت بها بريطانيا الجيوش العربية على دخول [[فلسطين]] ثم تركتها تغرق!
من الطبيعى أن تجمع الآراء على سلامة تصرف الملك ولكن بصرف النظر تماماعن موضوع الحرب القادمة  فإن هذا الإجراء القوى جاء فى موعده المناسب لصالح الأمن الداخلى.
قال جلاد:


:وفى نظر المصريين أن هذه المناورة البارعة تستحق أحترام المصرين كما تستحق الولايات المتحدة المتحدة قدرا من الاححترام لمساندتها للجانب الفائز!
لابد من الاعتراف بأن النقراشى نفذ المهمة بنجاح إلى أقصى حد وهذا يعنى بالطبع أن يبقى فى منصبه بأى ثمن حتى يتم أنجاز المهمة.


لم تحترم إسرائيل قرار وقف اطلاق النار الثالث كما عبثت بالقرارين السابقين واستمرت تهاجم وتحتل مزيدا من الأراضى الفلسطينية, وكان جيش إسرائيل قد وصل إلى رقم اسطورى وهو مائة ألف مقاتل ولديه السلاح وروح القوات عالية نتيجة للإنتصارات.
وزاد مركزه قوة فى البلاد نتيجة لذلك, ف[[الإخوان]] لم تكن لهم شعبية رغم قوتهم وعددهم.سأله اندروز:
هل تعتقد أن الحكومة وضعت يدها على جميع مخازن الأسلحة ولن يثير [[الإخوان]] متاعب أخرى؟
قال جلاد:


حاولت بريطانيا دون جدوى الاتفاق مع الولايات المتحدة على العودة إلى قرار التقسيم ولكن ترومان رفض.وحاولت بريطانيا خطة بانش الذى خلف برنادوت كوسيط بإعطاء الجليل لاسرائيل والنقب  للعرب فرفض ترومان أيضا.
أعتقد أن عناصر متفرقة من اخوان المسلمين سيقوم ببعض أعمال العنف  بصورة متقطعة . وسبق للإخوان أن حذروا الميع من أنهم سيلجأون للعمل السرى تحت الأرض.


واكتفت بريطانيا بأن تطلب أن يكون جنوب النقب للعرب أو منحهم ممرا يصل بين [[مصر]] و[[الأردن]].ولكن بن جوريون أبلغ ما كدونالد ممثل الولايات المتحدة فى تل أبيب بأنه  لن يوافق على انسحاب إسرائيل من النقب وعودة السيادة المصرية إلى بير سبع أو أو آخر من صحراء النقب.
وقال حسن يوسف باشا وكيل لديوان الملكى لفؤاد شيرين باشا محافظ [[القاهرة]] :


ودعا الرئيس الإسرائيلى حاييم وايزمان ممثل الولايات المتحدة ماكدونالد إلى مأدبة غذاء وطلب منه أن ينقل رسالة إلى ترومان وفيها
حلينا [[الجماعة]] ولم يحدث شئ!


'''يقول وايزمان:'''
ويبدأ  التفكير فى تغيير النقراشى مادام قد حقق مهمته فى حل [[الجماعة]] قصد السفير البريطانى إلى وزارة الخارجية المصرية ليزور أحمد خشبة باشا بعد أسبوع  بالضبط من قرار الحل.


:لن تستسلم إسرائيل على الإطلاق وكل يهودى سيقاوم حتى الموت. قرار النقب.ولعب وايزمان دوره بمهارو فى ظل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى.
قال وزير خارجية [[مصر]]:السبب الذى من أجله يحبنى صاحب الجلالة هو أدراكه إنى أستطيع  التعاون معكم. وهو السبب أيضا فى اختيارى رئيسا لوفد [[مصر]] فى الأمم المتحدة ببباريس وهو دليل على عزم جلالته  التوصل إلى اتفاقمعكم. واضاف : كيف تسير الأمور؟


'''قال:'''
قال السفير:


:سياسة بريطانيا منذ اقتراح الرئيس ترومان توسيع نطاق الهجرة اليهودية إلى [[فلسطين]] عام [[1945]] قامت على أساس أن إسرائيل ألعوبة فى يد الروس.
قيام الملك بزيارة السفارة ولكن الأهم أن يظهر جلالته الاستمرار قال خشبة باشا: يخشى الملك إذا تخلص من النقراشى لللوصول إلى اتفاق وعلان وأن تلبسوا  تدخلكم ثوب النصيحة!


:وهذا الاتهام غيرصحيح تماما لأن إسرائي تتجه إلى ال غرب. وتؤمن بأنها لا يمكن أن تنمو وتحتفظ بحريتها إلا من خلال تاونها مع الولايات المتحدة.وإسرائيل ترحب بتأييد الروس لها فى الأمم المتحدة . وتتوجس خيفة من معانقتهم. ويمكن للنفوذ الروسى هنا أن يصبح خطيرا إذا ساندت كل من الولايا المتحدة والأمم المتحدة إذلال إسرائيل والتضحية بها من أجل مصالح الامبريالية البريطانية.
.... يقصد بذلك إزعامه على تشكيل وزارة برئاسة النحاس.


'''واختتم وايزمان رسالته قائلا: '''
قال السفير:


:أناشد الرئيس ترومان ,الذى يحظى لدينا بمكانة لا تعادلها مكانة رجل دولة آخر أن ينقذنا مما أصابنا من يأس.ويزكى ماكدونالد رسالة وايزمان فيشير إلى أهمية آرائه لأنه معتدل  وتكون نتيجة الرسالة مزيدا من تأييد ترومان لاسرائيل!
لقد نفى مستر بيفن وزير الخارجية أية نية للتدخل فى شئون [[مصر]] ومهما أكدت للملك أننا لن نتدخل فإن الفكرة تظل تؤرقه  وتطارده.


:طلبت بريطانيا إلى سفيرها فى واشنطن أوليفر فرانكس أن يتوجه إلى البيت الأبيض لمقابلة ترومان وإقناعه بضرورة تأييد قرار النقبر .
قال خشبة :


'''ولكن ترومان وبخ أوليفر فرانكس قائلا:'''
أعتقد  أنه لن يكون هناك تحسن دون إجراء تغيير فى الوزارة. ولن تخف حدة اضطرابات [[السودان]] دون إجراء هذا  التغيير.


:لا يوجد ما يدعو لانزعاج البريطانيين وقلقهم.إن هذه الأرض الصغيرة لا يصح أن نختلف بشأنها معكم. ولن أستسلم لبريطانيا فى مسأل  يعطونها جانبا من الأهمية الاسنراتيجية, ولن تؤثر فى استراتيجيتنا.
وقال وزير الخارجية:


:وقال جميس ماكدونالد ممثل الولايات المتحدة فى تل أبيب:أمريكا تؤيد اسرائيل ولا تؤيد العدل.
الملك يتعجل إجراء التغيير وعاد الوزير يكرر مرة أخرى:


'''قال أورم سارجنت الوكيل الدائم للخارجية البريطانية:'''ترومان ضعيف عنيد كثير الشكوك,
يخشى الملك أن يفرض عليه نوع التغيير الوزارة وشكله ويكتب السفير البريطانى قائلا:
" ينتظر منا خشبة باشا كلمة تجعله رئيسا للوزراء"!


'''ولكن بيفن عبر عن موقف بريطانيا فقال:'''
استمر النقراشى فى اعتقال أعضاء [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] خوفا من وقع اضطرابات وكان من نتيجة ذلك أن قطعت الصلة بين [[البنا]] وقادة الجهاز وبين القادة واتباعهم.


:لن يؤيدنا الرأى العام البريطانى إذا حاربنا فى النقب . وليست لدينا الولايات المتحدة معناز
قال الشيخ الباقورى" إن قرار النقراشى بتصفية موجودات [[الإخوان]] وممتلكاتهم, نفذ بأسلوب يثير الحفائظ ويوقظ الضغائن فى صدور المتحمسين من شباب [[الإخوان]].
ولم يقل بيفن إنه صار على بريطانيا أن تتعامل مع إسرائيل بشروطها وأوضح بيفن فى مذكرات رسمية سياسية  ترومان .  


'''قال:'''
وكان من شأن هذا التصرف أن يحمل هؤلاء الشبان على أن يلقوا السيئة بسيئة مثلها . أو أكثر سوءا فقد تصوروا النقراشى معتديا على [[الإسلام]]  ومعلنا الحرب على المسلمين فقرر نظامهم الخاص أن يثأروا لأنفسهم أو لجماعتهم".


لم يتحقق ما رجاه صاحب الجلالة من أن الحل لم يعقبه شئ وكان السفير لبريطانى وحده لاذى تنبأ بما تجرى عندما قال إن [[الإخوان]] سيلجأون إلى أعمال العنف.
وكان النقراشى نفسه يعرف الحقيقة.... عندما حذره مرتضى المراغى من حل [[الجماعة]] قال رئيس الوزراء وهو يضحك:


:ترومان يرى أن تقوم دولة إسرائيل وكل شئ فيما عدا ذلك يذهب للجحيم.والولايات المتحدة تريد السلام بأى ثمن ولتتوصع اسرائيل مهما كانت النتائج.
- أعرف ديتها... رصاصة أو رصاصتان فى صدرى. وبعد عشرين يوما من حل [[الجماعة]] تحققت النبوءة كاملة!
==الـــدم.... بالــــدم==
وصل النقراشى باشا إلى وزارة الداخلية فى العاشرة وخمس دقائق من صباح الثلاثاء 28 من [[ديسمبر]] [[1948]] يحيط به ضباط الشرطة يحرسونه وهو يتجه إلى المصعد  فى طريقه إلى مكتبه بالدور الثانى.


'''وقال السير جون تراتبيك بنظرة واعية عميقة إلى المستقبل:'''


:أرجأت إسرائيل عزو  قلب [[فلسطين]] الضفة الغربية وباقى القدس أى القدس العربية إلى موعد آخر!
تقدم منه شاب يرتدى ملابس ضباط شرطة برتبة ملازم أول وأطلق عليه فى ظهره رصاصتين فسقط قتيلا بعد عشين يوما من صدور الأمر العسكرى بحل [[الإخوان]].


'''قالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فى تقرير سرى:'''
لم يحاول القاتل الهرب فقبض عليه الرائد عبد الحميد خيرت  ياور رئيس الوزراء واليوزباشى مصطفى علوان الضابط – بإدارة المباحث لجنائية وقد أسند إلى الضابطين – بعد ربع قرن تقريبا – منصب محافظى سوهاج وأسوان.


:سياسةالولايات المتحدة قضية [[فلسطين]] تتلخص فى تأييد [[اليهود]] بدلا من الحذر منهم وكسبهم إلى صف الولايات المتحدة بدلا من احتواء إسرائيل أو معاداتها ووقف التسلل الشيوعى والحيلولة دون هيمنة الاتحاد السوفيتى عليها وتوجيهها بعيدا عنه.. إلى الغرب".
قال  القاتل إن اسمه عبد المجيد أحمد  حسن وأنه طالب بكلية الطب البيطرى. واعترف بأنه ارتكب الجريمة لأن النقراشى خائن للوطن.


ويقرر مجلس الأمن يوم 16 من [[نوفمبر]] إعلان الهدنة الدائمة فى جميع أنحاء [[فلسطين]] وتكتب السفارة البريطانية تقريرا عن الجيش المصرى فى هذه الحرب على ضوء النتائج النهائية للقتال.


'''قال التقرير: '''
وحدد أسباب الجريمة قائلا:


:" لم يكن الجيش مستعدا للحرب حتى على النطاق الصغير نسبيا الذى حدث. وبغض النظر عن الافتقار لوجود أية تنظيم إدارى فلم توجد أى وحدات متكاملة أكبر من الكتيبة .وتم على عجل دفع لواء  شكل حديثا أضيف إليه بعض المدفعية وتحرك هذا التشكيل المفتقر لوسائل القوة إلى سيناء دون وجود فكرة واضحة عما سيقوم به .وزادت مهمته صعوبة نتيجة الإفتقار إلى التلاحم السياسى والعسكرى بين الجيوش العربية.
- لم يقم النقراشى بأى عمل إيجابى فى موضوع [[السودان]].


:وكما بدأ على '''"الطريق الخطأ"''' فقد افتقد التوازن حتى النهاية وكان من حسن حظه أنه لم يصب بنكسة أسوأ من التى تكبدها بالفعل. وفشل فى الاتصال بالفليق العربى على يمينه وسمح للإسرائيليين بالوصول إلى التلال فى الشرق واختراق الخطوط العربية.  
- [[فلسطين]] ضاعت أخذها [[اليهود]]. وهذا يرجع إلى تهاون النقراشى.


وأدى ذلك إلى تخلى القوة المصرية عن جناحها الشرقى والارتداد إلى الحدود الدولية المصرية بعد أن تركت قطاعات ضيقا فقط حول غزة فى أيد [[مصر]] غير ثابتة تماما.
- اعتدى على [[الإسلام]] شرد طلبة الكليات وحل جماعة [[الإخوان المسلمين]] وشركاتها.


'''وقال التقرير إن الفشل المصرى يعزى إلى :'''
- وقد ابعدت من كلية الطب البيطرى مع أن هذه الكلية لم تشترك فى اضطرابات كلية الطب. ولم يضيف عبد المجيد أحمد حسن إلى اعترافاته جديدا خلال الستة عشر يوما  التالية رغم التعذيب الوحشى الذى عاناه وقاسته أسرته معه.


:#عدم الاستعداد للحرب على هذا النطاق.
- ولكن تغير هذا الشاب القاتل العنيد فجأة عندما قدم إليه النائب العام محمود  منصور صباح يوم 11 من [[يناير]] [[1949]] صحف الصباح وفيها " بيان للناس"  كتبه الشيخ [[البنا]].
:#الإفتقار للإدارة فى القاعدة وخطوط المواصلات..
:#وجود قيادة للتنسيق مع الحلفاء العرب
:#مجال المخابرات الضعيف.
:#التركيز الزائد فى القيادة.


'''وقال التقرير:'''
- وكان الشيخ [[البنا]] قد كتب هذا البيان بهدف إقناع الحكومة بأن [[الجماعة]] ليست طرفا فى جريمة اغتيال النقراشى وليست محرضة عليها. وكان الشيخ [[البنا]] يريد تهدئة الموقف مع الحكومة وإقناعها بالإفراج عن المعتقلين وعدم تعذيبهم.


:" إن إحدى الصعاب التى لافكاك منها تتمثل فى أن القيام بأية عملية على الحدود المصرية أو وراءها يتطلب خطوط مواصلات تمتد مئات الأميال عبر الصحراء.وأدت النكسة الحقيقية والضربات التى وجهت للشرف العسكرى المصرى إلى التصويت على اعتماده 50 مليون جنيه وافق عليها البرلمان خصصت للقوات المسلحة".
- ولم يدرك الشيخ [[البنا]] أن أحد أهداف الحكومة من البيان إقناع ذلك القاتل  العنيد بأنه حان الوقت ليخون [[الإخوان]] ... كما خانوه ... وليخدعهم كما خدعوه  وليقدمهم إلى القضاء والسجن والتعذيب ليعانوا كما يعانى ويلقوا  بعض ما لقى من هوان!


'''قالت وزارة الدفاع المصرية '''
- تكلم عبد  المجيد  أحمد حسن فى نفس اليوم.. ربما نتيجة التعذيب . وربما  لأ، البيان يعطيه فرصة الإستسلام والإنهيار وإلقاء اللوم على المرشد لعام أو الذين خدعوه باسم [[المرشد العام]].


:" كانت الحرب بالنسبة لعدد كبير من ضباط الجيش المصرى , تجربة من نوع مرير. فقد ذهب البعض إلى الجبهة يشوبه حماس متقد . ثم عاد وقد انزاحت عنه الأوهام".
- عجبت كل العجب بعد أن قرأت " بيان للناس" وعلمت أن هيئة كبار العلماء أصدرت بيانا عن هذا الحادث فاطلعت عليه.


:" ومن الأمور الكاذبة القول بأننا تركنا العهرب يهزمون أو قصرنا فى الوفاء بأى التزام تجاههم.
- وعقب ذلك أردت أن أعلن جميع أفراد النظام الخاص بأنه غر بنا  ولست وحدى.
نحن لم نحرضهم على التدخل بالقوة فى [[فلسطين]] . ولم نعدهم بالمساعدة إذا فعلوا ذلك.


:لقد فعلوا على الأمر بمحض إرادتهم دون إبلاغنا بما عزموا عليه ويبين النجاح العسكرى المحدود الذى حققوه أن قواتهم غير مجهزة وغير قادرة على القيام بالعمليات العسكرية الكبرى التى كانت ضرورية لتحقيق الهدف المعلن للدول العربية وهو القاء [[اليهود]] فى البحر.وأغرقت الحكومات العربية شعوبها فى أوهام".
- كان نفس التاثير الذى وقع علىّ واقعا عليهم, ولا أعلم إن كان هذا التأثير  لا يزال واقعا عليهم إلى الآن أم لا  وكنت  أعتقد . بحسبتعاليم هذا النظام الخاص أن كل أمر . يكلف بارتكابه أفراد نظامنا. يوافق عليه [[البنا]] شخصيا بصفته القائد لهذا النظام.
- وأعتقد  أن المسئول الأول عن جميع هذه الحوداث هو [[البنا]] بشخصه ولكنى لا أملك سوى أدلة سماعية فقط.


ولكن بيفن بعد توقيع الهدنة الدائمة بين العرب وإسرائيل. فضحموقف  بلاده وإنتهازيتها الكاملة إزاء القضية الفلسطينية .
- .... توالت أعترافات عبد المجيد أحمد حسن عن النظام الخاص الذى التحق به فى أواخر عام [[1945]] وتدرج فيه حتى أقسم على البيعة فى صيف عام [[1949]].


'''قال فى مذكرة رسمية'''
- قال إن خطة اغتيال رئيس الوزراء وضعت يوم 18 من [[ديسمبر]] واتفق على التنفيذ فى 23 من [[ديسمبر]] أى بعد أسبوعين من قرار الحل. ثم أرجى التنفيذ إلى أن تتخذ التدابير لحماية [[البنا]] إن اتجه التفكير غلى قتله انتقاما  لاغتيال النقراشى.


:" تقبل الحكومة البريطانية دولة إسرائيل كحقيقة واقعة تنوى الاعتراف بها كدولة شرعية عندما تأتى أول لحظة مناسبة.وتعتبر الحكومة البريطانية ان اتجاه إسرائيل صوب الغرب وقيامها بدورها فى الدفاع عن الشرق الأوسط ضد التسلل الشيوعى والعدوان السوفيتى أمر على درجة كبيرة من الأهمية.
- وقال إن أحد أعضاء [[الجماعة]] واسمه محمد مالك – الموظف بمطارألماظة – قال له إن قرار الحل يعتبر تحديا للجماعة وجرحا لهيبتها وجراة من جانب الدولة . ولابد من أن تغسل بالدم, هذه الإهانة والجرأة.


:ولهذا الغرض فإن الحكومة البريطانية ستبذل قصارى فى تكوين علاقات صداقة ومنفعة متبادلة معها. أى مع دولة إسرائيل.
- وقال له مالك أيضا:


:وفى الوقت نفسه تتجه إلى الإهتمام بصداقتها وتحالفها القائم مع الدول العربية خاصة ان هذه الدول أكثر رغبة  فى الوقت الحالى من إسرائيل فى الإهتمام غلأى العسكر المعادى للشيوعية.وسيكون ثمنا غاليا لصداقتنا مع إسرائيل أن تتعرض قاعدتنا فى [[مصر]].  
- الناس ينتظرون عملا يقوم به [[الإخوان]] ضد من حل [[الجماعة]].


:ووارداتنا من بترول الشرق الأوسط للخطر إذا نفرنا العرب منا.ولكن يمكننا القول بأن هذه المصالح مضمونة دائما فالحكومة تسعى بشدة لا إلىتنشيط السلام فحسب بينإسرائيل  والدول العربية بل لا ترى مانعا أمام تطوير علاقات تجارية طبيعية بين إسرائيل وجيرانها العرب على أساس من الاستقلال الكامل.
- فاقترح حد أعضاء الجهاز مهاجمة منزل النقراشى فرد مالك قائلا:


:ولكن الحكومة البريطانية لا تعتبر من مصلحتها أن تحصل إسرائيل على مزيد من ألأرض العربية دون مقابل أو أن تمضى فى علاقاتها الاقتصادية مع الدول العربية إلى حد السيطرة عليها اقتصاديا وربما سياسيا فتفرض أفكارها  الخاصة على حياد العالم العرب.
- الشيخ [[البنا]] لا يريد أن يضحى بأكثر من واحد مقابل اغتيال النقراشى.


:والحكومة البريطانية فى موقف كهذا لن تقدم مساعدات لتحقيق هذه الطموحات بل وستقدم للعرب عونا حقيقيا لمعاونتهم على مواجهتها".ومعنى هذا أنه يكفى إسرائيل ما حصلت عليه!
- أدت اعترافات عبد المجيد أحمد حسن إلى القبض لى خمسة من [[الإخوان المسلمين]] بتهمة  الاشتراك والإنفاق والتحريض والمساعدة بينهم الشيخ [[سيد سابق]] الذى أخذ يقنعه بأن القتل حلال فى سبيل الله فالنقراشى اعتدى على [[الإسلام]] بحل الجمعية.


==رئيس الوزراء يبكى==
- واستشهد الشيخ سابق ببعض الآيات القرآنية.


وقاد البكباشى عبد الجواد الكتيبة الثانية.وقاد الشيخ [[محمد فرغلي]] مجموعة من متطوعى [[الإخوان]] , وقد حوكم [[محمد فرغلي]] أمام محكمة الثورة بعد ذلك وأعدم بتهمة الإشتراك فى محاولة اغتيال [[جمال عبد الناصر]]!
- واعترف عبد المجيد بعد ذلك على تسعة آخرين.


عزز [[الإخوان]] الدفاع عن القدس وبيت لحم قبل وبعد الهدنة الأولى وحاصروا المستعمرات اليهودية أثناء الهدنة.وأغاروا على القوافل اليهودية وشبكات  التموين وقطعوا المياه عن [[اليهود]] ومنعوهم من تسميم آبار المياه فى المناطق التى استولت عليها القوات المصرية ووفروا لهذه القوات الحماية أثناء انسحابها من [[فلسطين]]. وساعدوا القوة المصرية المحاصرة فى الفالوجة مما جعلها تقاوم الحصار فقد أمدها [[الإخوان]] بالمؤن.
قال إنه عندما دخل وحده غرفة مظلمة ليؤدى قسم البيعة للنظام الخاص وجد شخصا لثما يتلقى البيعة, وعرف من صوته وحجمه وهيئته العامة – إذ كان ملتحيا – أنا [[صالح عشماوى]] وكيل جماعة [[الإخوان]] ومدير صحيفتها.


وقبل [[الإخوان]] أن يعملوا تحت قيادة الجامعة العربية ورغم ذلك لم يحصلوا على مرتبات ولم تصرف لهم ملابس!
ولكن الشيخ [[صالح عشماوى]] لم يسأل فى قضية اغتيال النقراشى ولم يحقق معه وبالتالى لم يقدم غلى المحكمة رغم أن صلاح شادى قال فى كتابه إن [[صالح عشماوى]] كا يعتبر أسا من رؤوس النظام الخاص .
قال [[أحمد عبد العزيز]] فى تقرير رسمى:'''" كانت للإخوان أفكار حربية وجيهة"'''.
 
واعترف عبد المجيد على ضابط الشرطة أحمد فؤاد الذى اعد كل الإستعدادت للجريمة وكان مقررا أن يقوم بنفسه باغتيال النقراشى ... وقد  انتحر هذا الضباط عند محاولة القبض عليه.
 
ولكن [[فهمى أبو غدير]] المحامى يقول:
 
الحقيقة أن أحمد فؤاد قتل بيد ضابط شرطة ولكن الحكومة ادعت أنه  انتحر ولم يكن فى استطاعة أحد فى ذلك لحين تكذيب الحكومة أو الإصرار على تشريح  الجثة لمعرفة سبب الوفاة!
 
قالت صحيفة" المصرى" الناطقة باسم [[حزب الوفد]]:


وفى كتاب '''" [[الإخوان المسلمون فى حرب فلسطين]] "''' روى قائدهم كامل الشريف وهو مدنى مئات البطولات عن معارك مستعمرة '''" تل بيوت"''' واقتحام '''" تبة [[اليمن]]"''' التى اسموها تبة [[الإخوان المسلمين]] ,"التبة 86" جنوب دير البلح. ولولاهم لعزل الجيش لامصرى فى [[غزة]] وقطعت المواصلات عنه..
" كان لانقراشى مثالا للنزاهة وكان وطنيا مخلصا لوطنه. عاش ومات فقيرا".ودافع عباس محمود العقاد عن النقراشى ورد على اتهامات [[الإخوان]] لرئيس الوزراء الراحل . كتب فى جريدة الأساس:


وكذلك استيلاؤهم على قرية العسلوج , والأبطال الذين كانوا يزحفون على الإشواك تحت  تهديد الرصاص كيلوا مترات وأسماء كثيرة [[عبد المنعم عبد الرءوف]] و[[خالد فوزي]] و[[مكاوي سليم]] و[[محمد قارون]] و[[إبراهيم عبد الجواد]] و[[عبد الحميد بسيوني خطاب]] و[[يحيى عبد الحليم]]... ومئات السماء .. الخ.... الخ وعندما كان الجندى من متطوعى [[الإخوان]] أربعة أرغفة كل يوم كانوا يقدمون واحدا منها للعرب المهاجرين.
" إن خصوم النقراشى وأصدقاءه لم يجمعوا على صفة من صفاته كما أجمعوا على نزاهته وطهارة يديه.فلماذا يسوغ فى عقل من العقول أن يتهم هذا الرجل بالتواطؤ مع [[اليهود]]؟المصلحة وزارية ؟ إن مصلحته ومصلحة وزارته ومصلحة النظام إنما هى تحقيق النصر واجتناب الهزيمة.
فهل من مصلحة مالية؟


وقد أتيح لأبطال [[الإخوان]] أن ينطقوا بكلمات قبل الشهادة.كانوا يرددون : '''هبى ريح الجنة .... هبى'''.ولكن غذا كانت الجيوش النظامية قد هربت من إسرائيل فإن متطوعة [[الإخوان]] لاقوا الموت من إسرائيل والإضطهاد من حكومتهم!
إن ماضى الرجل كله لا يسوغ هذه التهمة ما الدليل عليها"ز


ولكن ... كان للحكومة المصرية رأى أخر فى دور [[الإخوان المسلمين]] فى حرب  [[فلسطين]] عبرت عنه النيابة العامة فى مرافعتها فى قضية اغتيال لانقراشى قالت " لما أخذت مشكلة [[فلسطين]] مظهرها الخطير وجد أعضاء الجمعية السرية [[النظام الخاص|الجهاز السرى]] [[للإخوان]] فرصة ذهبية للفت الأنظار إليهم وإرهاب المصريين؛
قال [[البنا]] إنه لا يعرف هوية القاتل . ولم يره قبل ذلك . ولا يعرف إذا كان من [[الإخوان]] أم لا. وأنه فوجئ بمقتل النقراشى كأى إنسان آخر .


وإظهار السلطات بمظهر العاجز عن حفظ الأمن وحماية أرواح المصريين والأجانب .. فدبروا سلسلة من الحوادث الإرهابية أطلقوا فى بعضها الرصاص على [[اليهود]] .. واستعملوا فى بعضها المواد المتفجرة لنسف محالهم ".
وقال للصحفى أبو الخير نجيب:


'''وفى مذكرات الدكتور حسين هيكل قال:'''
اتصلت بمن استطيع الاتصال بهم يتنكرون لى. ويتهربون من محادثتى ويعدوننى كل الخير ولكنهم لم يتحركوا قيد أنملة.


:" اعتبر [[الإخوان]] الحرب بين العرب و[[اليهود]] حربا دينية فتطوع عدد غير قليل منهم خاضوا غمارها.وكان من متطوعيهم عدد من الشبن المتعلمين رأوا ما كان من عبث فى ميادين القتال.
ولو أتيح لى الإتصال بأنصارى حتى أبصرهم بما يفيد وما يضر , لما وقع هذا الحادث.


:وكيف كانت الاسلحة فاسدة والمدد غير منتظم , وكيف أدى ذلك إلى اخفاق المجهود المصرى وإلى عقد الهدنة المؤقتة ثم إلى عقد الهدنة الدائمة فعادوا إلى وطنهم ساخطين على طريقة حكمه , مؤمنين بأن أطراد الأمر  على هذه الوتيرة يجر على الوطن أبلغ الضرر.
قال والد الشيخ [[البنا]] غن ابنه ظل يردد أن اغتيال النقراشى ليس من مبادئ الجمعية وان الإغتيال تم على غير رغبته وبدون علمه وكان يسنكره بشدة.وقال كثيرون من كتاب [[الإخوان]] إن المرشد لم يعلم أبدابنية اغتيال لنقراشى وأن عبد الرحمن السندى رئيس الجهاز كان صامتا لا يتكلم ولا يعلن نواياه.. أبدأ!


:فرضت الهزيمة فى [[فلسطين]] شروطها على [[السياسة]] الداخلية فى [[مصر]] بعث جيفرسون باترسون القائم بالأ‘مال الأمريكى فى 3 من [[أغسطس]] [[1948]] إلى واشنطن :'''" برقية رقم 1089"'''
وقال الشيخ عمر اللتلمسانى:


:هناك شائعات تدل على عدم الاستقرار فى الموقت السياسى المصرى. تقول هذه الشائعات إن الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية , المشهور  بفظاظته , وقسوته سيستدعيه الملك ليخلف [[النفراشي]] باشا فلإضطراب الراهن يستدعى وجود يد اقوى من قبضة النقراشى.
عندما قتل النقراشى فإن [[الإخوان]] , الذين لا يقرون الإغتيال , استقلبوا النبأ مع الرضا تماما كما حدث ند اغتيال السادات إن ديننا لا يسمح بذلك ولكن طغيان النقراشى فى أواخر أيامه جعل الناس يستريحون لأى عمل ضده


:إن الجيش يدين بالولاء أساسا للأسرة المالكة . ولكن من الخطر ترك العسكريين فى [[فلسطين]] إلى ما نهاية.
وأضاف :
ومن الخطر أيضا إعادتهم ل[[مصر]] لاحتمال أن تثور رغبة لدى الضباط الذين  تفيض روحهم بالطموح والإستياء, ليعطوا أنفسهم فرصة أكبر من تلك التى يعطيها لهم [[الدستور]].وهناك حاجة لرجل قوى مثل حيدر باشا ليتعامل معهم"..


وما تنبأ به القائم بالأعمال الأمريكى عن غضب العسكريين فى [[فلسطين]] تحقق بعد 4 سنوات ! وإذا كان الجيش قد انظر هذه الفترة فإن الطامعين فى الحكم من رجال [[السياسة]] ظلوا يوالون بالسفارة البريطانية يطلبون وساطتها وتدخلها فقالة النقراشى أو إرغامه على الإستقالة.
دوافع قتل النقراشى نفسية محضة . عبد المجيد حسن كان فردا فى [[الجماعة]] ورأى النقراشى يحلها ويعتقل أفرادها ويعذبهم ويصادر أموالهم ويجمد ممتلكاتها فاندفع, وبعض الشباب معه  لارتكاب مثل هذا التصرف والنقراشى هو الذى قتل نفسه بسبب ما اقترفه فى حق هذا البلد!


'''أبرق تشابمان أندروز إلى لندن:'''
قال [[فهمى أبو غدير]]: كان التنظيم الخاص هيئة تأسيسية توافق على كل عملية. بين أعضائها مصطفى مشهور وأحمد حسنين وأحمد زكى.


:" [[حسين سرى]] طموح جدا ويتطلع لأن يكون رئيسا للوزراء مرة أخرى ولو فى حكومة مؤقتة".
وقال: لا يستطيع أحد – السندى أو غيره – أن يتمرد على [[المرشد العام]] . ولكن يمكن القول إن هذه الهيئة , أو بعض أفرادها , ربما فهموا ان الشيخ [[البنا]] راض عن عملية الإغتيال .


:أوضح لنا أكثر من مرة أن هناك حاجة للتدخل البريطانى.أى إقالة [[النقراشي]] أو استقالته. وتعيين [[حسين سرى]] رئيسا للوزارة بدلا منه!
وقال ابو غدير:


'''وفى 12 من [[أغسطس]] كتب اندروز غلى لندن:'''
قتل النقراشى و[[الجماعة]] بلا قيادة وعبد الرحمن السندى فى السجن ويبقى سؤال :


:" الأمور السياسية المتعلقة بالعلاقات الإنجليزية المصرية فى حالة جمود تام" ومن غير المجدى على افطلاق أن أحاول, أنا أو أى شخص آخر مقابلة [[النقراشي]] إلا للدخول فى شجار ليس ممتعا إلأى الحد الذى أسعى وراءه ونفس الشئ , وإن يكن بصورة مختلفةينطبق على أحمد خشبة باشاوزير الخارجية , فليس هناك مجال للشجار.
من حرض على قتل النقراشى؟


:ولكن ما جدوى التعامل بأكثرها مما هو مطلوب بالضبط مع وزير خارجية لن يوافق زملاؤه على شئ يقرره!ولذلك فالأمور متوقفة تماما فى الوقت الراهن.ولم يكن رصيد النقراشى فى البلاد منخفضا على أفطلاق كما هو الآن
قال الضابط  الكندى هاردى فى بحثه دفاعا عن [[المرشد العام]]: " يدعى المصريون المعارضون للإخوان أن [[الجماعة]] ذاتها " سواء كن [[البنا]] جزءا  من المؤامرة أم لا مسئولة عن اغتيال النقراشى.


:وأعتقد أن الملك و[[النقراشي]] والوزارة ودائرة لمستشارين الصغيرة المحيطة بالملك, على [[قنا]]عة بأنه  سيتعين عليهم الإذعان لقرار الأمم المتحدة بشأن [[فلسطين]] والذى يؤكد  وجود دولة يهودية:أقصد '''"الإعان"''' وليس القبول.ومشكلتهمكيفية جعل عامة الشعب يفكرون بنفس الطريقة دون أن يفقد الملك أو [[النقراشي]] ماء وجوههم بالكامل".
ولكن المرشد لعام شديد الذكاء . ومن المستبعد أن يكون قد تخيل أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تسفر عن تقدم لجماعته".


ويلتقى فاروق بالسفير الأمريكى الجديد جيفرسون كافرى فيتحدث ملك [[مصر]] بحرارة عن رفض الأمريكيين مد خشبة بالسلاح.قال لقد رفضتم كل شئ طلبته.  
وقال هاردى: " تخيل [[البنا]] أنه يستطيع تهدئة الموقف ولكن آماله تحطمت عندما أغتيل النقراشى"ويصدر [[البنا]] كتيبا صغيرا عنوانه " القول الفصل" وزعه سرا عرض فيه وجهة نظر [[الإخوان]] .  


'''واضاف:'''
قال: إن الضغط الأجنبى هو الذى أدى إلى قرار الحل. والأسلحة كانت بعلم الحكومة لقضية [[فلسطين]] والانفجارات لم ترتكب بأمر قيادة [[الإخوان]] وعلى فرض أن [[الإخوان]] قاموا بها ف[[الجماعة]] ليست مسئولة عن أعمال نفر من أعضائها.


:فى الظروف التى حارب فيها الجيش فإنه قام بعمل عسكرى ممتاز حاربوا بصدور عارية ضد الدبابات والعربات المدرعة.
وابدى أسفه لقتل المستشار أحمد الخازندار واغتيال محمود فهمى النقراشى وقال غنه بالنسبة لمصرع رئيس الوزراء فإن قادة [[الجماعة]] كانوا معتقلين أو مراقبين وكان ذلك رد فعل لقرارات الحكومة"!
أكد كثيرون:


'''وقال:'''
إن موقف [[البنا]] من اغتيال النقراشى يشبه موقف [[سعد زغلول]] من اغتيال السردار البريطانى السير لى ستاك.


:فعل الجيش المصرى ذلك من أجلى وحدى ولم يدرك صاحب الجلالة أن ما فعله الجيش فى [[فلسطين]] وما جرى له هناك كان بداية التحرك ضده ... وحده!
إن سعدا لم يأمر باغتيال السردار فإه كان يعلم عواقب هذه الجريمة وكذلك الحال بالنسبة للمرشد العام ومصرع النقراشى.. فالأقرب للعقل والمنطق أن تكون الجريمة قد تمت بغير علم الشيخ [[البنا]] وإن كان القاتل ينتمى إلى الجهاز الذى أنشاه وشكله الشيخ.


'''قالت  دراسة الضابط الكندى الكابتن ج.ب. هاردى عن جهد [[الإخوان المسلمين]] فى [[فلسطين]]:'''
وصف السير رونالد كابل السفير البريطانى رد فعل [[مصر]] إزاء اغتيال النقراشى. قال فى أول برقية بعث بها إلى لندن فى عام [[1949]] " لم يكن النقراشى باشا رئيس وزراء شعبيا ..


:" لا جدال فى أن متطوعى [[الإخوان]] فى هذه الحرب كانوا بفضل نظامهموتدريبهم بين النجاحات البارزة للقوات العسكرية المصرية. وكانت النجاحات العربية فى حرب [[فلسطين]] ضيئلة بصورة واضحة وتم رد القوات المصرية وواصيبت بخسائر فادحة وانتشرت إشاعة فى دوائر [[الإخوان]] بأن الحكومة السعدية هى المسئولة عمدا عن الخسائر فى قوات الإخخوان لأنها بدأت تشعر بخطر هذه القوات على استقرار [[مصر]]"
ومع ذلك فغن اغتياله يحظى بالرثاء على نطاق واسع بوصفه حلقة أخرى من سلسلة الأعمال الإجرامية التى أعلنت على العالم افتقار [[مصر]] للنضج السياسى والإستقرار. ومن وجهة النظر الداخلية فإن الحادث كثف الإحساس بالاشمئزاز لدى المواطن المصرى العادى بالنسبة لاحتمال استمرار النظام.


'''ويقول هاردى:  ربما كان هناك بعض ما يبرر هذا القول"'''.
وهناك إحساس بالإنهيار المستمر فى الشئون الداخلية والغامرات المكثفة فى الخارج".


'''وفى كتاب اسحق موسى الحسينى " [[الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة]]" قال:'''
..... يقصد حرب [[فلسطين]].

مراجعة ١٤:١٠، ٣ سبتمبر ٢٠١٢

" اتاحت حرب فلسطين للإخوان التسلح والتمرن على القتال, وكشفت عن مدى استعدادهم الحربى ومدى نفوذهم فخشيت حكومة النقراشى سطوتهم".

وفى مذاكراته قال صلاح نصر مدير المخابرات العامة المصرية:

" كنت معجبا بالتضحيات التى قدمها كثير من أفراد جماعة الإخوان المسلمين فى ميدان الكفاح المسلح على أرض فلسطين".

والحقيقة أن دور الإخوان فى حرب فلسطين كان محل تقدير مصر والعالم العربى. اشتركوا بثلاث كتائب.وكانت الكتيبة الأولى بقيادة البكباشى – المقدم – أحمد عبد العزيز الذى عين قائدا لقوات الجامعة العربية . وقد وصل إلى العريش يوم 25 من أبريل 1948.

وقاد البكاشى عبد الجواد الكتيبة الثانية.

وقاد الشيخ محمد فرغلى مجموعة من متطوعى الإخوان , وقد حوكم محمد فرغلى أمام محكمة الثورة بعد ذلك وأعدم بتهمة الإشتراك فى محاولة اغتيال جمال عبد الناصر!

عزز الإخوان الدفاع عن القدس وبيت لحم قبل وبعد الهدنة الأولى وحاصروا المستعمرات اليهودية أثناء الهدنة.

وأغاروا على القوافل اليهودية وشبكات التموين وقطعوا المياه عن اليهود ومنعوهم من تسميم آبار المياه فى المناطق التى استولت عليها القوات المصرية ووفروا لهذه القوات الحماية أثناء انسحابها من فلسطين. وساعدوا القوة المصرية المحاصرة فى الفالوجة مما جعلها تقاوم الحصار فقد أمدها الإخوان بالمؤن. وقبل الإخوان أن يعملوا تحت قيادة الجامعة العربية ورغم ذلك لم يحصلوا على مرتبات ولم تصرف لهم ملابس! قال أحمد عبد العزيز فى تقرير رسمى:" كانت للإخوان أفكار حربية وجيهة".

وفى كتاب " الإخوان المسلمون فى حرب فلسطين " روى قائدهم كامل الشريف – وهو مدنى – مئات البطولات عن معارك مستعمرة " تل بيوت" واقتحام " تبة اليمن" التى اسموها تبة الإخوان المسلمين ,"التبة 86" جنوب دير البلح. ولولاهم لعزل الجيش لامصرى فى غزة وقطعت المواصلات عنه..

وكذلك استيلاؤهم على قرية العسلوج , والأبطال الذين كانوا يزحفون على الإشواك تحت تهديد الرصاص كيلوا مترات وأسماء كثيرة عبد المنعم عبد الرءوف وخالد فوزى ومكاوى سليم ومحمد قارون وإبراهيم عبد الجواد وعبد الحميد بسيونى خطاب ويحيى عبد الحليم... ومئات السماء .. الخ.... الخ وعندما كان لكلجندى من متطوعى الإخوان أربعة أرغفة كل يوم كانوا يقدمون واحدا منها للعرب المهاجرين.

وقد أتيح لأبطال الإخوان أن ينطقوا بكلمات قبل الشهادة.

كانوا يرددون : هبى ريح الجنة .... هبى.

ولكن غذا كانت الجيوش النظامية قد هربت من إسرائيل فإن متطوعة الإخوان لاقوا الموت من إسرائيل والإضطهاد من حكومتهم!

ولكن ... كان للحكومة المصرية رأى أخر فى دور الإخوان المسلمين فى حرب فلسطين عبرت عنه النيابة العامة فى مرافعتها فى قضية اغتيال لانقراشى قالت " لما أخذت مشكلة فلسطين مظهرها الخطير وجد أعضاء الجمعية السرية – الجهاز السرى للإخوان – فرصة ذهبية للفت الأنظار إليهم , وإرهاب المصريين , وإظهار السلطات بمظهر العاجز عن حفظ الأمن وحماية أرواح المصريين والأجانب .. فدبروا سلسلة من الحوادث الإرهابية أطلقوا فى بعضها الرصاص على اليهود .. واستعملوا فى بعضها المواد المتفجرة لنسف محالهم ".وفى مذكرات الدكتور حسين هيكل قال:

" اعتبر الإخوان الحرب بين العرب واليهود حربا دينية فتطوع عدد غير قليل منهم خاضوا غمارها.

وكان من متطوعيهم عدد من الشبن المتعلمين رأوا ما كان من عبث فى ميادين القتال.

وكيف كانت الاسلحة فاسدة والمدد غير منتظم , وكيف أدى ذلك إلى اخفاق المجهود المصرى وإلى عقد الهدنة المؤقتة ثم إلى عقد الهدنة الدائمة فعادوا إلى وطنهم ساخطين على طريقة حكمه , مؤمنين بأن أطراد الأمر على هذه الوتيرة يجر على الوطن أبلغ الضرر.

وكان من اثر هذه الحرب أن قويت شوكة جماعة الإخوان المسلمين "!

كتب تشابمان أندروز إلى لندن:

" حصلنا على لا شئ , أو ما يقرب من اللاشئ , من تعاملنا مع الحكومات العديدة التى تعتمد على البرلمان الحالى حتى مع المساعى الحميدة للملك فاروق .

ومن المؤكد أن الحالة الراهنة للأمور لا يمكن أن تستمر طويلا.

وأشك فيما إذاكان هناك وقت منذ 1882 أذعن فيه المصريون بشكل أكثر من حيث اللامبالاة إزاء استمرار وجود حكومتهم كما أشك غذا كنا قد شهدنا حكومة أكثر فى عدم شعبيتها من هذه الحكومة.

وإذا ظلت هذه الحكومة فى السلطة لاجراء الانتخابات الجديدة فقد يقاطعها الوفد.

وإذا وجدت المجموعة الحالية نفسها فى الحكم مرة أخرى فى مواجهة الاحتمال خمس سنوات من العقم فسيكون صعبا أن نتوقع من الشعب الاستمرار فى الإذعان واللامبالاة طوال هذه الفترة بل سيكون هناك انفجار رهيب.

ووما أخشاه أن القوى الناشئة عن مثل هذاالانفجار ن حيث طبيعتها وقوتها ستكون مفاجئة للمصريين الذين يقفون على جانبى الهوة التى لا يمكن اجتيازها والتى تفصل بين القصر والوفد". تدهورت سمعة الملك فاروق وكتب مراسل أمريكى يقول:

" عندما توفى الملك فؤاد والد فاروق قبل 12 عاما , ترك لابنه الذى كان – فى السادسة عشرة من عمرهعندئذ – ثروة شخصية مقدارها 120 مليون دولار وزيادة على ذلك تدفع له الحكومة المصرية 400 ألف دولار سنويا.

وقد تولى الشاب العرش فوق موجة من الشعبية الشخصية التى نادرا ما تمتع بها ملك فى العصر الحديث. وفى سن السابعة عشرة تزوج فاروق الوسيم ذو المظهر الجذابمن مليكته فريدة التى كانت مصرية لطيفة ومحبوبة. وبدا أن الأسرة المالكة ينتظرها مستقبل سعيد.

ولسوء الحظ مصر هجم على الملك الشاب جميع الطفيليين بالقصر وتمكنوا منه واصبح حلاقه الايطالى بوللى مستشاره وسكرتيره الخاص . ومنحه فارق لقب" بك" وهى مساوية تقريبا للقب سير فىانجلترا وجعله رعية مصرية لينقذه من السجن على أيدى البريطانيين اثناء الحرب وكان بوللى هو الذى قاد فاروق على طريق الملاهى الليلية.

قال إن الناس سيعتبرونه ديمقراطيا إذا خرج بينهم ولكن الناس الذين يتكلم عنهم بوللى لا يخرجون من منازلهم قبل الظلام ولا يأوون إلى فراشهم قبل الفجر !

وسرعان ما بدأ الملك يشاهد فى صحبة نساء لسن من ذوات المكانة. وكانت للملك مائدة محجوزة على الدوام فى علب الليل مث " أوبرج الأهرام " وحديقة السطح فى فندق " سميراميس" ونادى" الأريزونا" وغير ذلك من الأماكن الساخنة!

وكانت له عادة مائدة كبيرة مستديرة بجوار حلبة الرقص.. ومهما كانت الأماكن مزدحمة تبقى مائدة الملك فى انتظاره دائما.

وإذا أعجبت الملك أمرأة على مائدة أخرى يدعوها بوللى للرقص مع جلالته.

فإذا رفضت طلبت منها الإدارة أن تنصرف ومن معها. وبدأت الإشاعات تنتشر حول السلوك الشخصى للملك الذى لا يشاهد مع مليكته أبدا. كان بعضها نتيجة لحملة همس بدأها حزب المعارضة الوفدى. ولم يكن هناك من ينكر أن الملك " يتصعك"!

وطبقا لتقارير الدوائر السياسية فى القاهرة أعد الوفديون ملفا كاملا حول السلوك الاجتماعى للملك بما فى ذلك صور من يفضلهن لإقناع أعلى سلطة روحية فى العالم الإسلامى وهم كبار علماء بأن الملك لا يتصرف بما يتفق مع التراث الإسلامى. واقنع الوفد عشرة من الأزهريين بأن يلبسوا ملابس أفرنجية بدلا من ملابسهم التقليدية ليتعقبوا الملك فى علب الليل!

وفى الوقت ذاته بدأت القصص تنتشر حول إهمال الملك لزوجته وأنه يعيش حياة عابثة فى قصر عابدين. وأثناء الحرب العالمية كان فاروق يقود سيارته فى أنحاء القاهرة مرتديا " الشورت " والملابس الرياضية وعقد صداقات كثيرة مع الأمريكيين.

وعندما كان الماجور جنرال بنجامين جاليز ينظم سهرة بوكر كان فاروق يزوره ليجلس بجوار طاولة اللعب وينظر .. فيصيح به جايلز:

هيا يا ملك!

وكان فاروق يراقب اللعب لبعض الوقت ثم ينصرف إلى المطبخ ليستكشف الثلاجة فيعد لنفسه ساندويتشا ويعب المشروبات الغازية فهو لا يحتسى المشروبات الكحولية.

وكانت للملك الشاب – عمره 28 سنة – فى الصل أحلام كبيرة أن يخلص بلاده من البريطانيين ويحق استقلالها. وأن توجد البلاد العربية تحت قيادته.

وفى عام 1942 حاصر البريطانيون قصره بالدبابات ودخل عليه السفير البريطانيى السير مايلز لامبسون – اللورد كيلرن – محاطا بالضبط والجنود وطلب إليه أن يعين النمحاس باشا رئيسا للوزارة وإلا فإن طائرة تنتظر كما قالوا لتأخذ الملك فى رحلة طويلة!

وأطل الملك من إحدى النوافذ ورأى الدبابات

استسلم ولكن المرارة ملأت فؤاده رأى أنه ضحية لسياسة القوة . سجين فى بلدة فأصبح غليظا متشككا. ومنذ تلك اللحظة , كما يقول أصدقاؤه استسلم لملذاته. إن رعاياه – لامسلمين – شعب متعصب فهم غاضبون لتورط الملك فى ححياة الليل بالقاهرة.

إن حياة فاروق تلقى ظلال الشك على مستقبله . وربما ينجو ولكن الأمر خطير فى نظر المراقبين الأكفاء فى القاهرة".ساعد على انهيار سمعة الملك والدته الملكة نازلى.

اتهمها فاروق بأن لها علاقة برئيس ديوانه الراحل أحمد حسنين وأنها تزوجته عرفيا.سافرت صاحبة الجلالة إلى أوربا فى صيف عام 1946 بعد وفاة أحمد حسنين, وتنقلت بين عواصم العالم ثم استقرت فى الولايات المتحدة . ورفضت العودة إلى مصر.

وأخذ الناس يتناقلون روايات فضائح الملكة الأم التى ألحقت بخدمتها رياض غالى أمين المحفوظات السابق بالقنصلية المصرية فى مارسيليا كسكرتير ثم زوّجته – عام 1950 – وهو مسيحى – من ابنتها فتحية شقيقة فاروق!

فى لقاء بين الملك فاروق والسفير البريطانى رونالد كامبل وصف فاروق مشاعره نحو البنا.قال: الشيخ فى حالة غير طبيعية من الإحساس بقوته .ويعتقد أنه مامن أحد يجرؤ على الإعتداء عليه.

وقد وصل الشيخ البنا إلى حد أنه يطلب من اتباعه أن يقسموا يمين الولاء له وأن يفعلوا ما يأمرهم به وأن يمتنعوا عما يناهم عنه.

وطلب ذلك من ضباط الجيش الذين يرغبون فى الإنضمام إلى جماعته ولكنهم, أو الأغلبية العظمى منهم , رفضوا ذلك نظرا لليمين التى اقسموها بالولاء لملك مصر ولولا ذلك لكان كل ضباط الجيش قد انضموا للجماعة واضاف فارق :

ليس عندى شك فى أن الإخوان المسلمين معادون للملكية بشكل مؤكد وكرر صاحب الجلالة القول :ولم يكن فاروق يدرى وهو يعلن اطمئنانه للجيش أن الإخوان حاولوا اختراق الجيش منذ عام 1940 قال عبد الطيف البغدادى عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 فى مذاكراته:"

فى بداية 1940 قمنا بعمل تنظيم سرى بين ضباط الطيران والجيش استعدها للمشاركة فى تحقيق هدفنا وهو مقاومة الاحتلال البريطانى.

رحب الشيخ البنا بالفكرة ولكنه اقترح إدماج تنظيمنا مع الإخوان المسلمين.قال الشيخ البنا: لدينا الجنود وهم الأعضاء المنضمون للجمعية ويقدر عددهم بربع مليون ونحن فى حاجة إلى القادة القادرين على قيادة هؤلاء الجنود وستكونون القادة واضاف :

نحن ندعو إلى الدين لغرض سياسى نأمل تحقيقه ولسنا مشايخ طرق رفض البغدادى وزملاؤه الاندماج خوفا من ان تذوب منظمتهم – وهى بداية عهدها – داخل جماعة الإخوان المسلمون فوافق الشيخ البنا على التعاون مع التنظيم فى عرقلة تقهقر الجيش البريطانى عند انسحابه من صحراء مصر الغربية أمام الألمان".

وإذا كانت هذه المحاولة لاختراق الجيش قد فشلت فى تلك السنة فإنها نجحت عام 1944.

وكانت الخلية الأولى الرئيسية لرجال الجيش من أعضاء الجماعة تضم سبعة ضباط برئاسة محمود لبيب وكيل الإخوان.

وبين الضباط السبعة ثلاثة من الضاط الأحرار الذين قاموا بعد ذلك بثورة 23 يوليو واصبحوا أعضاء فى مجلس قيادتها وهم جمال عبد الناصر والملازم أول كمال الدين حسين والملازم أول خالد محيى الدين.

والأربعة الآخرون هم عبد المنعم عبد الرءوف وسعد حسن توفيق وحسين محمد أحمد حمودة وصلاح الدين خليفة وهم من الضباط الأحرار.

وظلت اجتمات هذه الخلية تعقد سرا كل أسبوع, خلال أربع سنوات وأربعة شهور , فى منازل أعضاء مجلس الثورة الثلاثة وعبد المنعم عبد الرءوف . وشكل هؤلاء الضباط خلايا فرعية يضم كل منها سبعة ضباط,وبايعت الخلية الرئيسية عبد الرحمن السندى – قائد التنظيم السرى – فى أوائل عام 1946 كما يقول حسين حمودة فى كتابه " اسرار حركة الضباط الأحرار والإخوان المسلمين".

وقال خالد محيى الدين إن مراسم الانضمام كانت توحى بالسرية المطلقة فتتم البيعة فى غرفة مظلمة ويقسم الضباط على مصحف ومسدس.وكان هؤلاء الضباط يقومون بتدريب أعضاء الجهاز السرى على استخدام السلاح .

وفى عام 1948 كان عدد ضباط القوات المسلحة المصرية الأعضاء فى الإخوان لمسلمين قد زاد فانضم إلى الجماعة كثيرون من الضباط الأحرار بينهم انور السادات وعبد الحكيم عامر , ورشاد مهنا وحسين الشافعى وحسن إبراهيم.

وفى مذكرات الشيخ الباقورى أن جبل المقطم كان ساحة للتدريب على استخدام الأسلحة لشباب النظام .

وكان يقوم بتدريب التشكيلات الفدائية بعض ضباط القوات المسلحة من أعضاء لانظام الخاص وبينهم جمال عبد الناصر لاذى انضم للإخوان عن طريق الضباط الطيار عبد المنعم عبد الرءوف عام 1942 عندما كان أركان حرب الكتيبة رقم 13 مشاة.وارتبط جمال عبد الناصر بالنظام الخاص يعمل فى صفوفه يدرب أعضاءه ويخرج معهم فى رحلاته .وكان عبد الناصر فى اتصلاته بالإخوان يتخذ لنفسه اسما مستعارا هو زغلول عبد القادر.

وبدأ عبد الناصر فى تحويل ولاء الضباط له فى عام 1946 دون علم الصاغ محمود لبيب. وعندما نقل عبد الرحمن السندى إلى مستشفى القصر العينى – وكان يعالج به أثناء عقوبة السجن فى قضية سيارة الجيب – زاره عبد الناصر وأصدر بعد الثورة عفوا عنه.ولم تنقطع صلة عبد الناصر بالإخوان.

بعد ثورة 23 يوليو 1952 زار الشيخ البنا وقال للإخوان المسلمين " لا تظنوا أيها الإخوان المسلمون  أنى أجنبى عنكم فإنى واحد منكم 

بدا تشايمان أندروز خطوة للتقارب مع فاروق .

دعا كريم ثابت المستشار الصحفى للملك إلى دار السفارة فى أوائل أكتوبر وطلب منه إقناع الملك بمنح تأييده السريع والقوى للتوصل إلى اتفاقية عسكرية بشروط معقولة مع بريطانيا وأن تتخذ مصر مواقف علنية مؤيدة لبريطانيا والقوى الغربية.

حمل كريمثابت إلى الوزير المفوض يوم 11 من أكتوبر رد فاروق قال: " قرر جلالة الملك بصفة نهائية الاستجابة إلى اقتراح مستر بيفن والدى تلقاه خشبة باشا – وزير الخارجية – فى باريس ويقضى بإجراء مفاوضات بين بريطانيا ومصر على مستوى المفاوضات التى تجرى بين وزراء دفاع الدول الغربية وطلب الملك وقف الدعاية المؤيدة لحياد مصر.

وقرر فاروق أن تنضم مصر بصورة علنية جانب قوى الغرب ويرغب فى أن يصبح على مصر نفس الواجبات والمسئوليات الملقاة على عاتق دول الحلف الغربى ... يعنى حلف الأطلسى.

وإذا كان النقراشى غير مستعد لتنفيذمثل هذه السياسة فيجب البحث فورا عن رئيس وزراء آخر يقوم بهذه المهمة.

وقد أبلغ كل من إبراهيم عبد الهادى وحسن يوسف النقراشى باشا بذلك خلال اجتماع دام تسعين دقيقة. وقد رد النقراشى قائلا:

الملك هو المدبر وإذا كانت هذه إرادته فلابد أنه يسعى إلى غرض ما من وراء ذلك.

ووافق النقراشى على الفور وقف سياسة إهانة بريطانيا ومضايقتها واستدعاء عبد الفتاح عمرو باشا سفير مصر فى لندن للتشاور.

وعلق اندروز على ذلك قائلا:

" ينبغى علينا نكون حذرين للغاية فى معالجة هذا الأمر فلا يمكن ضمان سكوت الوفد والإخوان ورجال مكرم إلا عن طريق الرقابة الدقيقة على الصحافة.

وستكون هناك معارضة إذا تمكنت من تحقيق نجاح فى هذا الشأن كما تمكنت فى الماضى من قلب ميزان الأمور الدقيقة الأخيرة فإن الموقف سيكون أكثر صعوبة من ذى قبل وتصبح معالجته أمرا عسيرا. ولن تكون هناك معارضة كبيرة للتوصل إلى شكل من أشكال الاتفاق مع بريطانيا ولكن المعارضة ستكون موجهة إلى اسلوب إجراء المفاوضات وتوقيع المعاهدة عن طريق حكومة تابعة للقصر ليست لها شعبية وتعتمد على الرقابة وفرض حالات الطوارئ لتنفيذ سياستها.

وفى رأيى التزام الحذر من الذهاب إلى ما وراء المحادثات العسكرية والدخول فى القضية المصرية بشكل عام إلا بعد إنتخابات وقد سبق لفؤاد سراج الدين . السكرتير العام للوفد. أن نصح بعدم افقبال على هذه الخطوة.وأرسل لى فؤاد سراج الدين خطابا بأن آية محاولة للوصول إلى اتفاقية مع حكومة تابعة للقصر ستفشل لا محالة كما فشلت محاولات سابقة.

وقال أيضا أن صور الفشل المتتابعة جعلت من العسير على حكومة الوفد التى ستأتى لا محالة آجلا أو عاجلا التوصل إلى أية اتفاقية معنا".ولكن الإخوان من ناحيتهم كانوا يتوقعون سقوط كل الأحزاب كتب جيفرسون باترسون القائم بالأ‘مال الأمريكى يقول:

"يؤمن الإخوان بأن أحزاب مصر على وشك السقوط وستتحد البلاد حول البرنامج الإسلامى القومى". ويلتقى كلاتون مدير الإدارة الأفريقية بوزارة الخارجية البريطانية – فى باريس – يوم 22 من سبتمبر بادجار جلاد سألأه عن الموقف فى مصر.

قال جلاد

الملك والجميع وافقوا على إبعاد النقراشى. وقال إن خليفة النقراشى إما أحمد خشبة بشا وزير الخارجية وهو رجل ضعيف , على أن يتولى وزارة الداخلية إبراهيم عبد الهادى. وأضاف :

المطلوب حكومة ائتلافية ولكن الملك لن يقبل النحاس كرئيس للوزراءة وإذا حاولتم – أى الإنجليز – فرض النحاس عل صاحب الجلالة فستقوم الاضطرابات ,اطال جلاد فى الحديث بينما التزم كلاتون وزميل له الصمت .. وأخيرا قالا تشكيل الحكومة مسألأة داخلية مصرية مخصة. ولن تتدخل فيها الحكومة البريطانية. ولكنهما استدركا قائلين:

كل الذى يحظى بهتمامنا أن نجد حكومة مصرية تستطيع التعامل معها بدا جلاد يهدد قال:

فى هذه الحالة سيلجأ الملك إلى الشعب , ويجدد تأييده للإخوان المسلمين الذين تخلى عنهم ! توجه تشابمان أندروز الوزير البريطانى المفوض لمقابلة النقراشى لابلاغه بإصرار بريطانيا والولايات المتحدة على ضرورة تقرير الوسيط الدولى بضرورة تقسيم فلسطين بين العرب واليهود.

اضطر النقراشى للموافقة فهو يعلم حقيقة الموقف العسكرى والإقتصادى فى مصر والموقف الدولى الذى يفرض على مصر... الخضوع! وبعد انصراف اندروز كانت الدموع تغطى وجه النقراشى ويعرف الوزير البريطانى ذلك من " صديق مصرى" ويكتب أندروز إلى لندن :

لم أسمع من قبل أن النقراشى يبكى . رغم أن هؤلاء الناس يستسلمون فى لحظات الضيق والتوتر إلى التنفيس العاطفى.

ولابد ا،ه توصل إلى أن موقفه بلا أمل"!

الملك الجديد

كان يجب أن ينتبه صاحب الجلالة لخطورة الموقف فى مصر, ويتخذ إجراءات حاسمة حتى لا تتدهور الأمور بعد حرب فلسطين.

ولكن فاروق نطلق فى عبثه.

قصد تشايمان أندروز الوزير البريطانى المفوض إلى الإسكندرية ليتابع الملك فاروق ثك كتب هذه الرسالة إلى مايكل رأيت الوكيل المساعد لزارة الخارجية البريطانية. قال :"

امضيت عدة ساعات على ظهر عوامة عبود باشا فى ميناء الإسكندرية التى ترسو قرب اليخت الملكى برأس التين.

وأتيح لى بشكل مفاجئ أن أرى عن قرب أحوال صاحب الجلالة وهو ينتقل بصورة متقطعة بين يخته " المحروسة" و"فخر البحار" وعوامة قديمة أخرى ترسو على مسافة ليست بعيدة عن عوامة عبود.

لقد تم نقل كل العوامات الأخرى بعيدا حوالى 200 متر من هذا الركن . وكان مقررا أن تبتعد عوامة عبود أيضا لولا أن الملك ميزها واشار من فوق " المحروسة " بان تبقى كما هى.

ورغم ذلك تم غبعادها الآن .

وهكذا يمكن رؤية جلالته فى ماء البحر على نحو حذر مع فتاتين يونانيتين فى العوامة القديمة , أو يطوف الميناء فى زولاقة السريع , عارى الصدر والرأس بصحبة شخص يشبه بوللى وهو القواد وورفيق الملذات الإيطالى الذى أنعم عليه بالبكوية اخيرا.

وفى بعض الأحيان, يخرج جلالته للصيد ليلا. وفى أحيان أخرى يخرج للقمار ليلا:وخلال العطلة قضى ليلتين وهو يلعب " البكاراخ" فى نادى السيارات الملكى ومع ذلك , فبعد هذه الليالى . يظهر فى الحادية عشرة صباحا . يطوف الميناء وضحكاته تدوى فوق مياة البحر المتوسط

وهو قوى جسمانيا ومن الواضح أن يستمتع بشكل طفولى بمهارته وجرأته فى التلاعب بزورقه السريع يتلوى فى منحنيات دقيقة. ثم ينطلق به بأقصى سرعة فى اتجاه شىء معين ثم يتفاداه قبل أن يصل إليه بعشر ياردات فقط.

وهذه الأعمال الجريئة موضع اعجاب بالغ من أطفالى الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات فهم يجلسون مبهورين ويمنعون أنفسهم بصعوبة من الصياح والتهليل له بين الحين والآخر وعندما يحدث ذلك يستدير صاحب الجلالة ويلوح بشكل ودى.

وسمعت أن جلالته يفكر فى الآونة الأخيرة فى إمكان طلاق الملكة فريدة فلن يكون مناسبا له أن يحتفظ بزوجتين على الرغم من أن الشريعة افسلامية تسمح له بذلك.وأعتقد أن المشكلة الرئيسية تتمثل فيما ستفعله الملكة إذا حصلت على حريتها.

فاتح الملك – وهو يضحك – الأمر مع الملكة قال لى جلاد:


فى آخر مرة ناقش فيها الملك الأمر مع لاملكة قالت إنها " ستذهب وتتزوج الخباز"

والملك يأخذ هذه الفكاهة بجدية بالغ ولم ينجح بعد ذلك فى حل مشكلة كيف يحصل على حريته دون أن يحررها فى الوقت نفسه"!

أراد فاروق ألا تتزوج الملكة فريدة بعد طلاقها فقال لشيخ الأزهر : أريد أن تصدر فتوى بأنه لا يجوز لها أن تتزوج رجلا آخر .

قال شيخ الأزهر : المرأة بعد الطلاق وانقضاء العدة تستطيع أن تتزوج من تشاء طبقا للشريعة.

قال فاروق : ولكنها ملكة؟

قال الشيخ : الدين لا يفرق بين ملكة وامرأةمن عامة الناس !

ولا يجد فاروق مفرا من طلاق زوجته الملكة فريدة فى 17 من نوفمبر 1948 دون أن يشترط عليها ألا تتزوج . ... وعلى أ ى حال فإنها لم تتزوج بعد طلاقها من صاحب الجلالة .. أو بعد وفاته! وتستمر المحاولات للإطاحة بالنقراشى بعد أن قاطعته السفارة البريطانية تماما.

كتب تشابمان اندورز الوزير البريطانى المفوض إلى لندن:

" قيل لى أن الملك يفكر من جديد فى التخلص من النقراشى بمجرد أن يدرك الشعب المصصرى حقيقة الوضع فى فلسطين.

ووفقا لما يقوله أحمد عبود - المليونير ورجل الأ‘مال المصرى – فقد أرسل فاروق منذ بضعة أيام يستدعى حسين سرى وطلب منه تشكيل حكومة على أساس البرلمان الحالى. وبعد أن فكر حسين سرى فى ذلك لفترة ما .

تخاذل وأبلغ الملك أنه لا يستطيع إلا إذا صار مفهوما أنها حكومة انتقالية تتولى السلطة بهدف إجراء انتخابات عامة. ولم يقرر الملك وأعتقد أنه قد يقرره فى الخريف ..

ومن المؤكد أن المرء لا يتلقى مطلقا أيةكلمة طيبة من النقراشى والحكومة الحالية بينما يسمع المرء من جوانب عديدة أن الأمل الوحيد يتمثل فى عودة الوفد .

ويخشى الناس باستمرار على إقناع وزارة الخارجية – البريطانية – بأن تتركنى أبلغ الملك بأنه لا يمكننا السماح بإستمرار الأوضاع كما هى فترة أطول مبينا أن الحفاظ على وضعنا الاستراتيجى هنا أمر حيوى ويجب أن نحظى بحسن نوايا الشعب المصرى إلى جانب احتياجاتنا العسكرية الضرورية


وتمضى الأمور من سيئ إلى أسوأ ولا يمكن أن نفكر فى محاولة تسيير أمورنا مع حكومة لا تتمتع بتأييد شعبى! وأعتقد أن أفضل ما يمكن عمله فى الوقت الراهن أن نترك الكلاب النائمة ... نائمة!


وإذا تمكن المرء من غقامة صلة طيبة مع لاملك فاروق بصورة شخصية بالشكل الذى يجعل التعامل معه بصراحة ممكنا وبطريقة غير رسمية فسيكون شيئ طيبا أن نحثه على إجراء انتخابات عامة مبكرة.

وأعترف بأنى لا استطيع اختراق المجموعة المحيطة به . الذين يكسبون معاشهم أو يحتفظون بمناصبهم من كونهم سماسرة.

وغذا اتيحت لى نصف فرصة سأنتهزها ولكن عدم تمكنى من مثل هذه الفرصة حتى الآن ولا السفير يبين أن الملك يعرف الاتجاه الذى يجب أن تسير فيه مثل هذه المحادثات ,, ولا يريد سماع نصيحة لا يستسيغها "! وتستمر المفاوضات من وراء ظهر لانقراشى – للإطاحة به ويكون رسول الملك ..

إبراهيم عبد لهادى باشا رئيس الديوان الملكى الذى تولى الوزارة 9 مرات ممثلا للحزب السعدى الذى كان يراسه أحمد ماهر وبعده النقراشى.

ويكون رسول عبد الهادى للوفد المليونير أحمد عبود . طلب سراج الدين من عبود استشارة تشابمان اندروز .

رد الوزير البريطانى المفوض قائلا:

لن يخسر سراج الدين شيئا من ابقاء القنوات مفتوحة! قال فاروق لمستشاره الصحفى كريم ثابت إنه قرر إعفاء النقراشى من رئاسة الوزارة وأضاف :

إنى غير آسف على تغييره فقد فشل على طول الخط " وجاب لنا وجع الدماغ" من كل ناحية.

ووقع الإختيار على أحمد خشبة باشا وزير الخارجية لاذى ينتمى إلى حزب الأحرار الدستوريين ليخلف النقراشى لأن خشبة محبوب من الجميع ويصلح لرئاسة مهمتها تهدئة الأحوال فى البلاد والتقريب بين مختلف الهيئات والجهات.

ويبعث فروق بمستشاره الصحفى إلى خشبة يستطلع رأيه, فوافق وبدأ فاروق يستطلع رأى الحزب السعدى الذى يراسه النقراشى وهل تؤيد الوزارة الجديدة أم لا على أساس أن الأغلبية للسعديين فى البرلمن ويؤكد تشابمان اندروز الوزير المفوض للندن:

الملط فاروق مصمم – هذه المرة – على التخلص من النقراشى وأخشى استدعاء أحمد خشبة باشا – وزير الخارجية – بدعوى أنه قادر على التوصل إلى اتفاقية معنا بشأن الدفاع والسودان مدعما مركزه فى البلاد ومتيحا للحكومة الاستمرار.

وهو تصور خطير وأرجو ألا نشجع خشبة على الأمل فى النجاح فسيكون ذلك ميكافيلليا.

وأؤيد تماما أن يصبح خشبة باشا رئيسا للوزراء لأنى مقتنع بأنه لن يستمر سوى بضعة أسابيع ولا أرغب أن يشعر لمصريون أننا قد " سرحنا" بشكل من ألشكال وبعد خشبة لا يمكن أن تقوم سوى حكومة محايدة قبل إجراء الانتخابات ويمكن أن يرأس حسين سرى الحكومة المحايدة.

وهو يقبل المنصب لكنى اشك فيما غذا كان الملك سيعرضه عليه . فقد ضاق به وطلب عدم ذكر اسمه مرة أخرى فى حضرته ومن الاحتمالات الأخرى بهى الدين بركات وشريف صبرى وحافظ عفيفى.

وقد أخبرنى حافظ عفيفى ليلة أمس أن قبوله رئاسة الوزراة تعنى الإستقالة من منصبه كعضو منتدب لبنك مصر وهو غير مستعد لذلك إلا بعد أن يتوافر له الوقت الكافى لتنفيذ برنمج فعال للإصلاح الاجتماعى وطد نفسه عليه وقد يكون ذلك ممكنا فى ظل ظروف معينة ولكنى لا أركن إلى تلك الظروف فى الوقت لاحاضر" وهذه البريقية تبين أن الوزير المفوض البريطانى كان يساند خشبة باشا علانية فى القاهرة ويعارضه سرا فى لندن.

وتؤكد هذه البرقية أن عمر وزارة النقراشى لن يطول.

ولم يدرك أحد أن عمر النقراشى لن يطول .كان مقررا أن يفتتح صاحب الجلالة البرلمان فى 19 من نوفمبر 1948 غير أنه تلقى تهديدات بالقتل . فأوقد فى اللجظة الأخيرة ابن عمه وولى عهده الأمير محمد على إلى البرلمان الدورة نيابة عنه.

وجاء ذلك بعد اتخاذ تدابير أمنية لم سبق لها مثيل, عل طول الطريق الذى كان مقررا أن يسلكه الملك. فتشت المبانى تفتيشا دقيقا بما فى ذلك الجامعة الأمريكية.

وابلغت الجامعة أن يبقى الطلاب فى قاعات المحاضرات بين العاشرة والنصف صباحا حتى الواحدة والنصف بعد الظهر وقد اعتبرت الجامعة ذلك إجراء غير عملى فعطلت الدراسة فى ذلك اليوم.

وحذر البوليس سكان المنازل على جانبى الطريق من استقبال الأجانب وأمروا بألا يلقوا زهور أثناءمرور الموكب الملكى.وامتنع الملك والوزراء عنم الظهور فى أى مكان عام خوفا من رصاص الإرهابيين. أيد الإخوان بأ‘مالهم شكوك الملك.. ضدهم ضاعفوا منحملتهم عليه.. واتجهوا بنقدهم إليه.

كتب صالح عشماوى وكيل الجماعة فى صحيفة الإخوان المسلمين يصف خطاب لعرش:"

اشرأبت الأعناق وأرهفت الآذان لسماع ما يقوله خطاب العرش عن القضية الوطنية بعد أن طال عليها الركود , ولكن كانت فجيعة للمصريين والسودانيين على السواء حين لم يسمعوا جديدا يقطع الصمت أو يروا بصيصا من النور يبدد بالقضية من ظلام وغموض"ز

قال مراسل " شيكاغو " ديلى تريبيون:

" يخشى الملك على سلامته الشخصية والملاحظة التى تتردد فى القاهرة الآن هى: النقراشى أول وفاروق ثانيا"!

أراد فاروق أن يتخذ خطوة للتقارب مع الإنجليز بعد الهزيمة فى فلسطين فقام بزيارة مفاجئة للسفير البريطانى بدار السفارة فى 24 من نوفمبر 1948 يرافقه عبد الفتاح عمرو باشا سفير مصر فى لندن وكريم ثابت المستشار الصحفى لصاحب الجلالة.

قال فاروق للسفير البريطانى :

- آمل أن تكون هذه الزيارة مناسبة لبداية علاقات طيبة بين البلدين وآصاف :


- تحدونى آمال عريضة أن نتوصل إلى انفاق لصالح مصر وبريطانيا وهذه المنطقة من العالم , ولكن ذلك لن يكون أمرا سهلا.

- قال السير رونالد كامبل:

- اشارك ساحب الجلالة هذه الرغبة ولكن لابد أن يقتنع الجانبان بوجود احتمال حقيقى للنجاح قبل الدخول فى محادثات , فالأمر لا يحتمل أن نبدأ ثم نفشل.

- وافق فاروق على رأى السفير الذى قال:

إذا بدأت المفاوضات وكانت هناك رغبة فى نجاحها فمن الضرورى الحفاظ على المثابرة . قال الملك:

- أرجو أن تبذلوا من جانبكم كل ما فى وسعكم لمساعدتى وتجنب تعقيد الأمور أمامى.

- وأشار إلى المباحثات التى تجرى فى أنقرة بين الأمريكيين والبريطانيين والأتراك للدفاع عن الشرق الأوسط وقال إنها تجرى دون حضور مصر.

- فى اليوم التالى لزيارة فاروق فسر عبد الفتاح عمرو باشا للسفير البريطانى مغزى الزيارة وتلميحات فاروق لمباحثات أنقرة فقال عمرو باشا:

- إن فاروق يشعر بضرر كبير لعدم اشتراك مصر فى هذه المحادثات وهو فاروق – مهتم بهذا الموضوع ويأمل فى استخدام نفوذه مع الدول المجاورة يقصد نشر شبكة من التعاون العسكرى مع البريطانيين فى منطقة الشرق الأوسط وتضم الشبكة اليونان وتركيا.وقال عمرو:

- يأمل صاحب الجلالة أن يبدأ هذا التعاون بين مصر وبريطانيا العظمى دون تأخير.ويكتب السفير البريطانى إلى لندن يوم 25 من نوفمبر يقول :

- " هذه هى الزيارة الأولى التى يقوم بها الملك فاروق إلى سفارة جلالة الملك منذ وصولى أى منذ مارس عام 1946.

- وهى تحتاج إلى بعض الشجاعة من جانبه . وكان الهدف منها أن ينقل بوضوح إلى الحكومة البريطانية آماله ونواياه الصادقة وتعريف الرأى العام المصرى بإتجاه سياسته".

- اتصل السفير بكبير ياوران الملك ليعرب له عن تقديره للزيارة فوجد كبير الياوران سعيدا يشعر بالرضا والارتياح لأن صاحب الجلالة قام بالزيارة ... أخيرا! - قال السفير فى برقية إلى لندن:

- " إن عمل الملك سيصبح رمزا لحالة نفسية جديدة بين المفكرين المصريين".

- وهكذا أصبح واضحا أن فاروق يريد تسوية الخلافات وتححسين العلاقات بين مصر وبريطانيا بعد الهزيمة فى مجلس الأمن . وفى فلسطين.

- وحدد فاروق أهدافه وهى معاهدة جديدة بين البلدين وموافقة مصر على الاشتراك مع الغرب فى الدفاع عن الشرق الأوسط.

- ولكن كيف يمكن الوصول إلى ذلك كله.

- يشرح السفير البريطانى المر فى برقيته إلى لندن قال :" سيكون من نتائج الزيارة غبعاد النقراشى الذى يكرهه الملك والذى سيتم استبداله فى أسرع وقت ممكن بشخص آخر ,لكنه لن يكون النحاس".

- ولكن بيفن ظل أكثر من عامين يرفض " عزل" النقراشى والتدخل فى الشئون الداخلية المصرية.

- ويجتمع مجلسا البرلمان فى جلسة سرية أكثر من أربع ساعات مساء يوم 30 من نوفمبر برئاسة الدكتور محمد حسين هيكل باشا رئيس مجلس الشيوخ لمناقشة الموقف فى فلسطين.

- سئل النقراشى عن خسائر التى تعرض لها الجيش المصرى فقال إنها 1,5% فقط بينما بلغت الخسائر العادية فى الحروب 6% وفى بعض ميادين الحرب العالمية الثانية بلغت 22%

- ورفض أن يؤكد أو ينفى أن نسبة الخسائر تشمل القتلى فقط وأبى أن يجيب عن سؤال الحافظ رمضان باشا رئيس الحزب الوطني عن نسبة الخسائر من الضباط والجنود فانسحب حافظ رمضان من الحلبة احتجاجا وأعلن فؤاد سراج الدين باشا سكرتير عام حزب الوفد أن الحرب كلفت مصر 50 مليونا من الجنيهات.وسألأ رئيس الوزراء :لماذا لم تقم بتجهيز الامدادت اللازمة من الذخيرة قبل فرض الحظر ما دامت لديك نية فى غزو فلسطين خاصة وقد انقضت سبعة أشهر بين إعلان البريطانيين قرارهم بالإنسحاب من فلسطين وبين عبور الجيش المصرى للحدود فى 15 من مايو؟!

- اعترف النقراشى بأن ما ذكره فؤاد سراج الدين حقيقة لا غبار عليها ولكنه قال :الأولى بك أن توجه هذا الكلام إلى نفسك . يقصد أن سراج الدين وافق فى اجتماع البرلمان عند مناقشة الموضوع على دخول الحرب, وأن حكومة الوفد لم تعد الجيش , للحرب فى اثناء توليها الحكم!

- وقال النقراشى إن قبول الهدنة ... " غلطة"!

- أبرق السفير البريطانى يصف الجلسة قال:" وقع رئيس الوزراء فريسة لهجوم نارى.

- وبالنسبة لهذه القضية فقد منحت الحكومة البريطانية – فى أوائل عام 1946 مصر نوعا من المعدات لتشكيل لواء مسلح ولكن المصريين أهملوا الإفادة من هذه المنحة على الرغم من أنى قمت – حينئذ

– بتذكير الملك فاروق ورئيس الوزراء بذلك.

- وأقر رئيس بمسئوليته الشخصية نحو قضية إمدادت السلاح . وبهذا الخصوص سبق أن قال لى السفير المصرى فى لندن – عبد الفتاح عمرو – بأنهم لن يسمحوا للنقراشى بالقاء تبعة فلسطين علينا وقد امتنع الوزراء عن ذلك بالفعل وتحمل المسئولية على عاتقه وتعرض الفريق محمد حيدر باشا وزير الدفاع لهجوم عنيف من جانب المعارضة.

- وكان رد فعله عنيفا أيضا.

- اتهم بالإخفاق فى عمل الاستعدادت المناسبة قبل الاضطلاع بالحملة العسكرية وخيانة وطنه بتكليف الجيش بعمل لايقدر عليه وبعدم ثقته – أى حيدر فى الآخرين.

- ودعى لوقف الخسائر فى الأرواح والأموال قبل أن تجئ بالخراب إلى مصر دافع حيدر بحرارة عن قراره الخاص بارسال القوات المصرية إلى فلسطين قال إن أى فشل فى تحقيق نصر سريع وكامل لا يرجع إلى خطأ من جانبه بل هو خطأ السياسيين الذين وضعوا العراقيل فى طريقه كوزير للحربية لبناء قوات قوية معدة إعدادا جيدا.

- وقيل إنه فقد أعصابه تماما فى اثناء الرد وأنه لقب الذين نقدوه " بأولاد الكلاب"!

- وفى نهاية المناقشة أصدر الشيوخ قرارا, وأعلن فيما بعد يمتدح كفاءة الجيش المصرى . ولم تكن لهجة القرار كتلك التى اعتادوا استخدامها فى وصف أعمال الجيش فى فلسطين .

- وقد أعد مشروع القرار بعناية شديدة – من قبل – فى القصر الملكى بهدف إعلان الثناء ليكون له أطيب الأثر على معنويات الجيش.ولم يكن مشروع القرار حافلا بالمديح حتى لا يرفضه مجلس الشيوخ الذى ينزع دائما إلى النقد ".

- وهكذا نجد ان النقراشى تحمل النقد كله نيابة عن الملك والجيش والإنجليز قال السفير البريطانى:

- وبدأ من الواضح أن النقراشى لم يستطع إقناع أولئك الذين انتقدوه حقق النقراشى هدف الملك ولم يخذله أبدأ فى تلك الفترة وبذلك حان الوقت لخروجه إرضاء لكل الأطراف.

- ولكن صاحب الجلالة رأى أن يستمر النقراشى فى مهمته ليخلصه من عدوه الأكبر: الإخوان المسلمين !

- فقد زاد نفوذ الجماعة السياسى إل حد كبير بعد أن حددت وأعلنت مبادئها فى كل الأمور وأهمها :

- " إعادة الخلافة .. وحتى لا يغضب الملك أو تزيد حدة غضبه على الجماعة قال المرشد العام لابد من خطوات تمهيدية لها بالتنعاون الإقتصادى والثقافى والاجتماعى بين الشعوب. " الوحدة العربية الإسلامية." إدماج الأحزاب فى هيئة واحدة لها برنامج إصلاحى تقوم على الإسلام لاستكمال الاستقلال والحرية.

- " تطبيق نظرية الإسلام افقتصادية أى على أساس ما جاء بالقرآن الكريم." أعادة النظر فى نظام الملكيات فى مصر بتحديد أو اختصار الملكيات الكبيرة وتعويض أصحابها وتشجيع الملكيات الصغيرة.

- تمصير الشركات وانتزاع المرافق العامة من الشركات الأجنبية . توزيع أملاك الحكومة فورا على صغار الزراع " فرض ضريبة الزكاة على رأس المال والربح لا على الربح وحده " الضرائب تصاعدية ويعفى منها الفقراء. تحريم الربا.

- "العودة للأصول الكبرى : القرآن والسنة كمصدرين للتشريع.أسقطت الجماعة أو ساهمت فى إسقاط, وزارتين فى سنة واحدة: النقراشى فى أوائل عام 1946 وصدقى فى أواخر ذلك العام.

- واصبحت قوية تضم 600 ألف عامل والمؤازرون ضعف هذا العدد ولها ألفا شعبة فى مصر وخمسون فى السودان وشعب فى كل الدول العربية وأندونيسا وسيلان وأفغانستان, وتركيا وأوربا , وأمريكا . وأنشأت الجماعة أعدادا كبيرة من المستوصفات والمدارس والأندية والجمعيات الاجتماعية.. ودارا للأعلانات .

وأخرى للطباعة, وثالثة للنشر تصدر الصحيفة اليومية ومجلة أسبوعية ومجلتين شهرتين وكتبا إسلامية , وعدة شركات منها 4 شركات كبرى للمناجم والنسيج والتجارة وإصلاح الأراضى بنجع حمادى.


- قال هيوارث دان : إن هناك نوعا من المهدية فة حركة الجماعة وأن المرشد العام هو " المهدى" وقال العميد أحمد كاملا قومندان شرطة القصور الملكية:

- " كان صاحب الجلالة يخاف الإخوان ويكرههم جدا. ويعتبر الشيخ البنا خطرا عليه ويخشى على حياته من الإخوان حتى أنه كلفنى – أى أحمد كامل – بأن أشدد الحراسة عليه فى تنقلاته والأماكن التى يتردد عليها ومكلاحظة العمال والزوار فى القصور والتفاتيش –أى الأراضى الزراعية والعزب – الملكية وطلب إخراج الموظفين والعمال الذين ينتمون للإخوان المسلمين من القصور والتفاتيش .

وأمر بعمل حواجز حديدية على الأبواب الرئيسة لإجبار السيارات على الوقوف والتحقيق ممن فيها". - وقال حسن يوسف وكيل الديوان الملكى إن الملك رأى فى جماعة الإخوان خطرا على عرشه وأن السبيل لوقف هذا الخطر هو التخلص من الجماعة.

- وبعد ثورة 23 من يوليو 1952.. قال يوسف رشاد أيضا:

كان الملك يبدى مخاوفه من الإخوان وقد أبلغ أنهم ينادون بأن الملك بالمبايعة ولا بالميراث ويهاجمونه وينتقدون – صراحة – تصرفاته وارتياده للأندية الليلية. وظهوره مع بعض النساء . وأنهم يرون خلعه. وكان الملك يقول إنه يجب حل حزب الإخوان وتشتيته.

وقد تلقى الملك تقارير من جهات مختلفة بذلك.

وكان البنا قد أعلن أن الملك لا يورث حسب الدين الإسلامى ويجب أن يتم اختيار الحاكم بطريق المبايعة لا بطريق الوراثة.

وأيد فكرة الخلافة . ونشرت صحيفة" الزمان " المسائية التى يصدرها ادرجار جلاد باشا – رجل الملك:_"

تآمرت مجموعة من 80 فردا من الإخوان المسلمين لتنصيب الشيخ البنا خليفة وتم وضع استعدادات تفصيلية لمسيرة فى القاهرة فى أثناء إجراء الإنتخابات البرلمانية القادمة لإعلان قيام حكومة إسلامية.

وتتجه نية الإخوان المسلمين إلى الدخول فى هدنة مع المجموعات الإرهابية الأخرى وبهذا تضمن تعاون العناصر الشيوعية".

وقال وكيل وزارة الداخلية عبد الرحمن عمار:" استقر فى نفس الملك أن الجماعة تريد خلعه عن العرش وإقامة جمهورية إسلامية تشمل مصر والدول الإسلامية .

والمرشح لرئاسة الجمهورية المرشد العام".

استمرت المحاولات لتشويه صورة الإخوان أمام السفارات الغربية.زار المركز الرئيسى للجماعة ثلاثة أسابيعمتصلة كاتب أمريكى اسمه ديرونيان يوقع كتبه باسم مستعار هوجون روى كارلسون ليؤلف كتابا عنوانه " الكشف عن المتآمرين".

قدم كارسلون إلى السفارة الأمريكية صورة لأعضاء الجماعة فقال " يمكن رؤية مجموعة من أكبر قطاع الطرق

– البلطجية – فى العالم يوحى منظرهم بالشراسة فى مقر جماعة الإخوان .هم مجموعة من أصحاب اللحى ذات الملابس المتسخة للغاية لغاية منهم من أصابه الحول. ملامحهم خشنة قاسية, تجد بين صفوفهم أكثر المتعصبين قسوة..

ويصعب التوصل إلى حل للألغاز الخاصة بهذه الجماعة , فهم يعادون الأجانب, ويميلون للشك بدرجة كبيرة. ومحاولة الإتصال بقادتهم صعبة للغاية تكتنفها مخاطرات شخصية بل إن تحويل مجرى النيل أسهل من الوصوب إليهم بسرعة!

وهناك من يبالغ فى تصوير القوة التى يتمتع بها الإخوان وهناك من يهون منها. ولا أعتقد أن رقم نصف المليون عضو ينطوى على كثير من المبالغة إذا حسبنا الأتباع ... وأقارب الأعضاء!

وعلى سبيل المثال كنت أزور مطار ألماظة فذهبت إلى مكتب شركة مصر للطيران. وقلت إنى سأتوجه بعد ذلك لمقابلة البنا فتطوع موظفون لمساعدتى وعندما أخطأ قائد سيارة الأجرة فى الالتزام باشارات المرور نهره أحد جال الشرطة بصوت عال فقال السائق: إنى أنقل رجلا أمريكيا إلى المقر الرئيسى لجماعة الإخوان عندما سمع الشرطى أسم الجماعة لم يكتف بالإعتذار بل وجه إلى التحية".

قال النقراشى لكريم ثابت المستشار الصحفى.

- قل للملك إن الإخوان إن الإخوان أ‘دوا شبكة لا سلكية تمكنهم من الأتصال بفروعهم فى جميع أنحاد البلاد فى اليوم الذى يقررون فيه قطع المواصلات. إن لاموضوع أخطر جدا مما كنت أتصور فى بادئ الأمر.

- فوجئ كريم ثابت عند دخوله على الملك فاروق بصاحب الجلالة يفتحدرجا وأخرج منه نتيجة من النتائج التى تطبعها مصلحة المساحة لتعلق على الجدران وفيها شهور السنة وأيامها ومواقيت الصلاة , وقال :

- كان النقراشى على حق عندما أكد لى أن هؤلاء الناس – الإخوان – يريدون الحكم. واضاف فاروق : أتريد أن ترى صورة الملك الجديد. – أنظر ... صورةمن هذه ؟

- قال كريم ثابت : صورة البنا

- وأضاف : كيف كان ذلك؟ قال فاروق:هذه النتيجة التى تراها أمامك ليست سوى واحدة من مئات عثر عليها رجال المباحث فى دمنهور وقد نزعت منها صورتى ووضعوا مكانها صورة البنا ..ز إنه الملك الجديد!

الــــرعــــب

فى كتاباته ورسائلهوخطبه قال الشيخ البنا إن أركان دعوة الجماعة هى: العلم والتربية والجهاد" وقال : " بدون استعداد كل فرد فى الجماعة للجندية لا يكون شيئ" وجعل للعضوية ست مراتب منها " المجاهد"

واشترط أن يكون العضو" قادرا على الصبر والكتمان وحفظ السر" وحدد المرشد العام مظاهر النشاط الأسبوعى للأعضاء فأعلن أن منها " يوم المعسكر " أى يوم الجندية استعدادا للجهاد المقدس. وقال لى الشيخ عمر التلمساني المرشد العام السابق للإخوان المسلمين :

" الإسلام يتضمن فرض عين وفرض كفاية"


... الصلاة والصوم مثلا فرض عين يسأل عنهما الفرد. أ/ا فرض الكفاية فيتمثل فى الجهاد... والزراعة الخ.. فإذا قام المسلمين بفرض الكفاية سقطت المسئولية عن الباقين... وإذا لم يقم أحد بذلك فإن المسلمين جميعا مسئولون.

فكر البنا فى الفرض الأخير – أى الجهاد – ورأى إنشاء قوة فى مصر – ميليشيا – تستطيع مفاومة الإنجليز ومواجهة اليهود فى فلسطين خاصة وأن السلاح متوافر فى كل مكان.

وأكد الشيخ الباقورى "إن النظام الخاص أنشئ لتدريب الراغبين فى الجهاد عن طريق لاعمل الفدائى فى فلسطين أولا. ثم فى مصر, ضد الاحتلال البريطانى لمنطقى قناة السويس. وكان التمويل من اشتراكات أفراد النظام".

وقد انتقد البعض الإخوان وقالوا إنهم تحولوا من الإشتغال بالدين والتربية الإسلامية إلى العمل السياسى وهذا غير صحيح , فقد فكر الشيخ البنا فى الجهاد عندما أنشأ الجماعة 1928.

وفكر فى غقامة النظام الخاص – الذى أطلق عليه الناس اسم النظام السرى أو الجهادز السرى – عندما فكر فى الدعوة .. أى منذ البداية ولدت الفكرة مع الدعوة وفى السنة الأولى منها , ويرجع ذلك إلى أن البنا كان يرى أن الإستعداد بالتسليح والتدريب أمر ضرورى ليعرف الأعضاء معنى الجهاد ولاكتمال الدعوة وتنفيذ أمر الإسلام"

وأضاف الشيخ التلمسانى

كل مسلم يجب أن يكون مستعدا للجهاد ويحسن استخدام السلاح وقال :

النظام السرى لم يقم لقتل الوزراء أو قلب نظام الحكوم بالقوة وقال لى فهمى أبو غدير المحامى الذى كان عضوا بمكتب الإرشاد العام . إن التنظيم الخاص بدأ صغيرا عام 1935 فقد تأثر الشيخ البنا

بالشيخ عزالدين القسام الفلسطينى الذى قتل ومعه 13من أنصاره فى فلسطين فى معركة غير متكافئة فرأى إنشاء هذا الجهاز لإيمانه بأن أى حق فى الدنيا لا تحميه قوة يعتبر حقا ضائعا. ومهمة الجهاز فى رأيه القتال ضد الإنجليز فى مصر وضد اليهود فى فلسطين.

ويقول الشيخ التلمسانى إن الجهاز أنشئ عام 1936.

واعترف اثنان من رجال الإخوان هما محمود عبد الحليم وصلاح شادى بأن المرشد أنشأ النظام الخاص عام 1940 فى سرية مطلقة – لتواجه به الجماعة مسئوليتها إزاء الإنجليز فى الداخل والصهاينة فلسطين.

وقال الشيخ الباقورى " كان الشيخ يعرف الشباب الذى انضم إلى النظام الخاص – فى صفوف الشعب والجيش والبوليس – بأعيانهم , واسمائهم وأسرهم التى ينتمون إليعا وبلادهم التى يعيشون فيها"ز

اختار الشيخ صالح عشماوى وكيل عام الجماعة لرئاسة الجهاز فى البداية ثم اسند قيادته – بعد ذلك – إلى عبد الرحمن السندى وهو موظف كتابى بوزارة الزراعة لم يتم دراسته العليا! والسندى شقيق ميسور الحال عمدة لقرية بنة سند مركز منفلوط.

ادى السندى البيعة أمام المرشد العام وتعهدا بألا يقدم على عمل إلا بعد الرجوع إلى لجنة القيادة وإلى المرشد شخصيا.

اعترف عبد الرحمن السندى بدوره فى الجهاز السرى عام 1954 فكتب يقول :

" وكان البنا يعرف قدر الرجال فيعطى العاملين منهم الفرصة للعمل لخير الوطن والإسلام.

ما أن تعرف علىّ وتوثقت رابطة الإخوة بيننا والثقة المتبادلة وعرضت عليه آمال وأفكارى حتى أطلق يدى فى العمل لدعوة الله ومكن لى من إعداد العدة نصرة دين الله. انطلقت بفكرتى أعد الشباب للجهاد , واصنع منهم الرجال المخلصين الأقوياء الذين لقى أعداء الله والوطن من مستعمرين وأذنادبهم على أيديهم أشد ألوان العذاب والبلاء.

وكانوا خير الرجال الذين أقضوا مضاجع الكفر والإستعمار"

تطور التنظيم على مراحل.

بدأ فى صورة نشاط رياضى كشفى , وكان البنا قد ألف أول شعبها , وتولى تدريبها بنفسه.

ومع انتقال المركز العام للإخوان من الإسماعيلية إلى القاهرة تطورت ط فرق العمل " أو " فرق الرحلات" وتعددت أغراضها واصبح أولها التدريب العسكرى.

وتغير اسم فرق الرحلات إلى ( الجوالة) وزاد الإهتمام بها فى أعقاب مؤتمر الإخوان الثالث عام 1935 فأصبح تنظيما مستقلا يتبع المركز العام مباشرة وفى عام 1939 عين البنا محمود لبيب الضابط السابق بالجيش قائدا عاما لفرق الجوالة وون لها مجلس قيادة من سبعة أشخاص...

إن المرشد العام بهذاالقرار رأى أن تبدأ الجيل الثانى من الإخوان عمله .. وهو الجبل الذى يحارب وأن الجبل الأول : جيل المستعمرين قد أكتمل قال عمر التلمسان:

لم يفكر البنا والإخوان فى اغتيال مصرى بل كان يصيدون الإنجليز. ولكن الحاج أمين الحسينى مفتى فلسطين ظل يردد:

اليهود ليسوا فقط فى فلسطين ولكنهم فى مصر أيضا, وفى كثير من لبلاد التى لهم فيها نفوذ!

بدأت ماولة الاعتداء على البريطانيين عام 1942.

" قبض على اثنين من الإخوان هما جمال فكيه ومحمد عبد السلام فهمى فى ذلك العام بتهمة غعداد جيش لمحاربة الإنجليز أثناء انساحبهم من مصر فى أعقاب تقدم قوات روميل فى الصحراء الغربية. وطلبت النيابة الحكم عليهما بالإعدام.

" وقبض على نفيس حمدى الطالب وحسين عبد السميع فى السنة نفسها بتهمة إلقاء قنابل على النادى البريطانى أيام أعياد الميلاد:

وزارد نشاط الجهاز الخاص ضد الإنجليز من نوفمبر عام 1944 وقد دفع صالح أبو رقيق – الذى أصبح فيما بعد من كبار قادة الجماعة – مهر عروسه الجهاز الخاص لشراء سيارة يحتاجون إليها فى الأعمال الفدائية ضد الإنجليز فى القتال.

وتكررت عمليات ذلك الجهاز فى أواخر عام 1945 . واستمرت الاعتداءات فى فترات مختلفة ولم يتم القبض على أحد بسبب نقص الأدلة والشهود. ووقعت هجمات على أعداد كبيرة من البريطانيين فى سينما ميامى بالقاهرة يوم 10 من مارس عام 1946.

وقذفت إحدى السيارات قنبلة خارج مبنى جمعية الشبان المسيحية يوم 5 من مايو فأصيب 16 من أفراد القوات المسلحة البريطانية بينهم سيدتان.

وألقيت قنبلة خارج ثكنات الجيش البريطانى بالعباسية فأصيبت سيدتان مصريتان .

وتتابعت القنابل على سينما " الآمبايركلوب" الصيفية فى 6 من يونيو. وآخر حادث من هذا النوع كان على كوبرى قصر النيل فى 10 من يوليو. ولم تلاحق الاتهامات الإخوان المسلمين فقط بل قبض على حسن عزت – من الضباط الأحرار – وخمسة آخرين!

وبدأ النظام الخاص باغتيال أحمد ماهر عام 1945! ولكنه لم يشترك فى اغتيال أمين عثمان عام 1946. وارتكبت فى يوليو 4 حوادث ضد السيارات والأندية الليلية للقوات البريطانية. ووضعت قنابل فى ستة من أقسام الشرطة بالقاهرة فى 2 من ديسمبر ضد مشروع معاهدة صدقى – بيفن.

" وألقيت قنبلة – يوم 3 من ديسمبر على منزل الدكتور محمد حسين هيكل رئيس مجلس الشيوخ ورصدت الحكومة مكافأة 3000 جنيه لمن يرشد عن المتهم.وألقى أعضاء النظام القنابل على نادى الاتحاد المصرى

الإنجليزى ليلة عيد الميلاد مساء 24 من ديسمبر عام 1946 فأصيب 3 من المصريين ولم يصب بريطانى واحد. قبض على ثلاثة من الجماعة ووجدت مع أحدهم قنبلة يدوية ويقول التلمسانى إن السندى بث الفزع فى قلوب المحتلين بتوقيت ليلة عيد الميلاد واختيار النادى البريطانى الذى كان مكتظا بالجنود الإنجليز وضباطهم ولكن لم يقتل أحد.

كتب السفير البريطانى إلأى لندن يقول:

" يلقى الرأى العام والشرطة مسئولية حوادث الاعتداء بالقنابل والتى أفسدت احتفالات أعياد الميلاد على الإخوان المسلمين ولكن البنا أعلن أن ذلك ليس من سياسة الإخوان.

وأضاف أن جميع المسلمين يحترمون هذه المناسبة وأهميتها الدينية".

أبلغ النقراشى السفير البريطانى بالحادث تليفونيا وعرض أن يرسل إلى المستشفى أية مساعدات إضافية.

رد السفير

إنى على ثقة من إنك ستتخذ كل الإجراءات لاستئصال هذا النوع من الجرائم. وتوجه السفير لزيارة النقراشى وقال له:

أتحدث إليك بدون تعليمات ولكنى أنقل إليك قلقى الشخصى إنى واثق أن سلطات الأمن , تحت قيادتك تبذل كل ما فى وسعها للقبض على مرتكبى هذه الأعمال الإجرامية.

واضاف :

الأمر الذى لابد أن يكون محبطا للشرطة ومشجعا للمجرمين هو التأخير فى الإجراءات الجنائية والأفراج عن كثير من المتهمين بكفالات بسيطة.

قال النقراشى:

ليس فى الإمكان التدخل لدى القضاء فالمحافظة على مشاعرهم فى الاستقلال والأان أمر جوهرى لتحقيق الممارسة الصحيحى للعدالة . ولا شك أن المحاكم المصرية لا تعمل بالسرعة المعتادة فى بريطانيا. ولكن حيث يحتمل أن تصدر أحكام بالإعدام فإن أعضاء هيئة المحكمة يجب أن يكونوا مطمئنين , للغاية إلأى قراراتهم.

ألقيت قنابل يديوة على قطار فلسطين فى يناير 1947 وكان به بعض الجنود البريطانيين فأعلنت الحكومة عن مكافأة قدرها عشرة آلاف جنيه مصرى لكل من يدلى بمعلومات حول الحادث.

ولم تسفر تحريات الشرطة امصرية عن أى دليل ضد المصريين لاذين لا يعرفون أن قوات بريطانية مسافرة فى ذلك القطار بوجه خاص.

ويثير السفير السير رونالد كامبل الأمر مع النقراشى باشا الذى قال

- أمل أن تؤدى المكافأة إلى نتائج . ومن المحتمل أن تكون الجريمة بفعل ناصر صهيونية.

- قال السفير:

- بعض سلطات الأمن العسكرية البريطانية تميل إلى هذا الرأى . ويمكن أن يكون الصهاينة على علم بذلك نظرا لوجود بعضهم بين القوات البريطانية وفى هذه الحالة لا أتوقع ظهور معلومات نتيجة الاعلان عن المكافأة وبعثت وزارة الخارجية إلى السفير تقول:

- " ويبدو أن الحكومة المصرية غير راغبة وأيضا خائفة , من اتخاذ إجراء صارم ضد مرتكبى الاعتداءات".

- وطلبت الوزارة من السفير:

- عليك مواصلة الألحاح على رئيس الوزراء .

- وحاول أومباشى مصرى نسف فندق بالإسماعيلية – يوم 17 من يناير 1947 يقيم فيه الجنود البريطانيون.

- انفجرت قنبلة فى دار المعهد البريطانى بالقاهرة يوم 18 من مارس 1947.

- ووجدت فى اليوم التالى قنبلة أخرى . لم تنفجر بمبنى كلية فيكتوريا بالإسكندرية.

- وتلقى القنصل البريطانى بالإسكندرية خطابات تهديد بنسف القنصلية بالقنابل من جماعة أطلقت على نفسها اسم " لجنة التحرير الوطنية".ويكتب السير رونالد كامبل:

- " يمكن أن تكون هذه الانفجارات من تدبير عناصر فى الإخوان المسلمين ليس لها اتصال بقيادة الجماعة وتأثرت بقرار الحكومة بمنع الاجتماعات وفضل بعضهم فوجدوا أن هذه الاعتداءات قد تكون فى صالح الجماعة فقاموا بها خاصة انهم لم يلتوا من القيادة أية تعليمات تفيد العكس.

- واستمرت هذه الهجمات رغم تصريحات البنا لجميع الصحف ولابد أن يكون الإخوان المتمردون أو الذين لا يتصلون بقيادتهم قد اطلعوا عليها وقامت الشرطة بحملات واسعة النمطاق على جميع المؤسسات والمنازل التى يعتقد أن لها صلة بالجماعة عقب اعتداءات أعياد الميلاد التى كانت موجهة ضد الاتحاد المصرى البريطانى والعديد من الملاهى التى يتردد عليها الجنود البريطانيون وألقت الشرطة القبض على عدد كبير للغاية منهم ثلاثة من أعضاء الجماعة كانوا متورطين – بكل تأكيد – فى هذه الإعتداءات بالقنابل.

- وبصفة عامة فإن الإخوان المسلمين هم المتهم رقم 1 عندما يحدث اعتداءمن هذا النوع سواء كاوا متورطين بالفعل أم غير متورطين , ورغم عدم وجود دليل قوى يؤكد تورطهم.ولكن هذه العدة التى دأب البعض على اتباعها وهى إلقاء التهمة على الإخوان المسلمين قد تؤدى إلى احتمالات خطيرة فى المستقبل.

- وإذا لجأ الوفد أو حزب آخر يرغب فى غرباك الحكومة إلى الإرهاب كسلاح سياسى فإن الإخوان سيكونون اول من تقى عليهم مسئولية الإرهاب.ومن المحتمل أن تعتبر عناصر الشرطة الموالية للوفد إدانة الإخوان المسلمين فى هذه الحوادث على أنها أمر ثابت".

- وألقيت 3 قنابل فى الإسماعيلية يم 16 من أبريل.

- ودمرت أجزاء من مبانى سينما مترو فى القاهرة بالقنابل فى 6 من مايو 1947 فأعلنت الحكومة عن مكافأة قدرها عشرة آلاف جنيه لمن يرشد على الفاعل وقد اتهم الدكتور محمد حسين هيكل فى مذكراته ==الإخوان والجماعات اليسارية وبإلقاء هذه القنابل==

- ولكن صلاح شادى – من زعماء الإخوان – قال إن رابطة الشباب لاوفدية هى التى القت تلك القنابل.

- ولكن صلاح شادى – من زعماء الإخوان – قال إن رابطة الشباب الوفدية هى التى ألقت تلك القنابل.

- تلقت المفوضية البرازيلية تهديدا بنفسها , بعد تقديم البرازيل مشروعها فى مجلس الأمن بأن يحل النزاع المصرى البريطانى بالتفاوض بين البلدين وطالب خطاب لاتهديد بدفع خمسة ملايين جنيه تعويضا عن وقاحة البرازيل فى مجلس الأمن وإلا أخذ وزيرها المفوض وجميع أعضاء الجالية رهائن.. وذبحوا وفى 28 من أغسطس 1947 ألقيت قنبلة على مقر المفوضية واتهم ثلاثة شبان مجهولون بالجريمة.

- وقال الماجور سانسوم ضابط أمن السفارة البريطانية أنه يشك فى قيام الإخوان المسلمين بالقاء القنبلة.وفى يناير 1948 أعلنت الحكومة عن اكتشاف 165 قنبلة مع مجموعة من الأسلحة مع بعض الشبان الإخوان فى تلال جبل القمطم أقر الشبان أنهم اشتروها من البدو استعدادا لفسلطين.

- وفى 20 من فبراير 1948 وقع انفجار عنيف فى المركز العام للإخوان سمع صداه فى كل أنحاء العاصمة ورغم ذلك فإن تسعة فقط أصيبوا. ولم يكن المرشد العام فى مقر الجماعة.


- وتبين أن أسلحة ومتفجراتنقلت من أحد الفنادق قبل أن يداهمه رجال الشرطة إلى المركز بموافقة الشيخ البنا الذى قال إن اثنين من الفلسطنين جاءا بالأسلحة وأنها لتحرير فلسطين واتصل المرشد العام بالحاج أمسن الحسينى مفتى فلسطين طالبا إليه التدخل فأفرج عن الإخخوان وسلمت الشرطة الاسلحة للهيئة لاعربية العليا لفلسطين التى أعادتها بعد ذلك للفدائيين .. أى للنظام الخاص" ... كما تقول تقارير الأمن البريطانية".وفى تقرير السفارة البريطانية قالت " رضيت سلطات الأمن المصرية بتفسير أن الأسلحة لفسلطين أو تظاهرت هذه السلطات بالإقناع"!

- قالت تقارير الأمن العام لوزارة الداخلية المصرية:

- كانت الجهاز السرى محكمة تنعقد لمحاكمة من يعتبرهم الجهاز خصوما لفخوان أو خونة فى حق الوطن والدين . وحين تصدر هذه المحكمة حكمها فإنها تختار بضعة من الشباب تتراوح أ‘مارهم بين الثامنة عشرة والعشرين.

- وتعد حجرة تضاء بشموع قليلة ويطلق فيها البخور بعبق بالحجرة . وتنطلق فى أرجائها سحبة التى تضفى عليها رهبة لامعبد وقداسته.

- ويؤمر الشباب بدخول الحجرة عند منتصف الليل.. بعد أن يخلعوا نعالهم ليجدوامنصةمرتفعة قليلا عن الأرض مفروشة بالسجاد , وعليها وسائد مغطاة بالسواد يتكئ عليها شيخ يرتدى قلنسوة سوداء, عيناه نصف مغمضتين , وبيده مسبحة طويلة فيجسلون أمامه.

- يمضى الشيخ فى همهمته وتمتمته. ويدير حبات المسبحة والبخور ينطلق والشيخ لا يزال مطرقا لا ينظر إليهم , وعيون الشباب تختلس لانظر إليه.

- ويستمر الشيخ فى صلاته الخنافتة قرابة نصف ساعة فتتعطل حواس الشباب عن التفكير فى أى شئ , حتى ينسوا أنفسهم. - يفتح الشيخ عينيه ويحدق فيهم طويلا فتنحسر – من الرهبة – أبصارهم كأن له عينا يشع منها " مغنطيس" عجيب.. إن تحديقه فيهم يحذرهم ويسلبهم القدرة على الحركة . والبخور يدغدع إحساسهم وكأنه يدخل رءوسهم لتخيم سحبه على عقولهم . ويقوم الشيخ متثاقلا ويقول لهم:

- حان وقت صلاة الفجر .

- ويصلى ذاكرا فى صلاته آيات الذين يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون ولهم الجنة.

- تنتهى الصلاة ويصمت الشيخ برهة ثم تدوى منه صيحة عالية . هل أنتم على استعداد للإستشهاد فى سبيل الله؟ يردون: - نعم

- يقول الشيخ: وهل أنتم مستعدون لقتل أعداء الله " فيقولون : نعم يقول الشيخ:

- هل تقسمون على الوفاء بالعهد؟

- يقولون : نقسم.

- يقدم الشيخ المصحف ليقسموا عليه . فيقول - استودعكم الله . وموعدنا الجنة.

- يخرجون وفى عزمهم شئ واحد القتل".وهذه المحكمة – كما تقول تقارير الأمن العام ! هى التى قررت اغتيال المستشار أحمد الخازندار!

- ويقع انشقاق فى جماعة الإخوان فقد تحدى عبد الرحمن السندى المرشد العام فقرر القيام بأعمال دون الرجوع إليه .

- كتب بعض الإخوان إلى الشيخ البنا يسألونه :ما رايكم دام فضلكم فى حالكم ظالم يحكم بغير ماأنزل الله ؟

- رد المرشد العام كتابة بالآية التى تقول:

" إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض".

وكان عبد الرحمن السندى وراء طلب الفتوى دون الإعلان عن نفسه وهدفه منها ظهر يوم 22 مارس عام 1948 عندما اغتال حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم وهما من الطلبة الأعضاء فى الجماعة , المستشار أحمد الخازندار بينما كان يغادر منزله فى حلوان.

طارد رجال الشرطة المقاتلين وقبضوا عليهما.

قالا إن الخازندار أصدر حكما بالسجن عشر سنوات على أخ فى الجماعة لمهاجمة مجموعة من الجنود البريطانيين فى أحد الملاهى الليلية بالإسكندرية عام 1946. رأى الدكتور محمود عساف , المرشد العام وهو يعاقب أو يحاكم السندى على إغتيال الخازندار. وتعلل السندى بأن فتوى المرشد العام ضد الحاكم الظالم تجيز قتله. قال الشيخ البنا: ربكا كنت أقصد بالحاكم الظالم مثلا يزيد بن معاوية... وأضاف : الحاكم المسلم يطبق القانون والقانون هو الظالم لا القاضى كما هو الحال بالنسبة للمستشار الخازندار.

وقال أيضا: الحاكم هو الذى يطبق القانون ولا تطبقه الرعية.

ويعترف الشيخ الباقورى بأن السندى اتخذ قرارا منفردا بقتل الخازندار ولكن من الواضح أن بعض الإخوان كانوا يؤيدون هذه العملية ضد الخازندار نفسه.. وربما لإرهاب باقى رجال القضاء إذا قدم إليهم متهمون من أعضاء الجماعة.

قال لى فهمى أبو غدير المحامى:

لو كنت فتيا قويا لقتلت الخازندار . وأضاف : اعتدى رجل فى اسيوط على طفل اعتداء مشينا فحكم الخازندار على المتهم الحبس سنة مع وقف التنفيذ. وأصدر حكما بسجن لأم ثلاث سنوات لأنها قتلت ابنتها التى رفضت مصاحبة أجد الأثرياء .

و.... وهذه الأحكام الهينة تقابلها أحكام قاسية على الذين يريدون عزة مصر بقذف الإنجليز بالقنابل. إن الخازندار يحل قتله... فهو يقتل دعوة تضم الملايين ! ويضيف أبو غدير: إن مجلس إدارة الجهاز السرى وافق على الإغتيال . قلت : وما موقف الشيخ البنا من هذه الجريمة؟ قال: نسب الشيخ البنا أنه قال " ربنا يريحنا من الخازندار " أو" ربنا ينتقم منه" وذلك بعد غصدار الأحكام العنيفة ضد شباب الإخوان"

واضاف : ولكن الشيخ لم يأمر ابدا بقتل الخازندار ولم يعلم به قبل وقوعه

استجوب المرشد العام فى اتحقيق ثلاث ساعات قال الشيخ البنا إنه لم يأمر بالجريمة ولم يشر بها, ولم يشجع عليها , أو يرضى عنها بتصريح أو تلميح. قال التلمسانى: كان الشيخ البنا فى المركز العام للإخوان بالحلمية الديدة يوم اغتيال الخازندار وقد تألم كثيرا عندماسمع بالحادث وأحس بضيق لأن هذا الطيش ينعكس على افخوان ويعطى للعالم صورة سيئة عنهم.

واجتمعت قيادات الإخوان على أن الغضب الألم أخذا من المرشد كل مأخذ بعد اغتيال الخازندار.

قال إنها جريمة بشعة تؤدى إلى تدمير الجماعة التى قضى عمره فى بنائها وأن الرصاصا لاتى أطلقت على الخازندار إنما أطلقت على صدره هو وهى نفس كلمات  سعد زغلول عندما سمع بإطلاق الرصاص على السردار البريطانى  السير لى ستاك.. فإن اغتيال السردار أدى إلى استقالة وزارة سعد زغلول وسحب الجيش المصرى من السودان.

حكم على المتهمين ياغتيال الخازندار بالأشغال الشاقة المؤبدة وتتابعت الانفجارات.

فى 25 من أبريل جرت محاولة لنسف بيت مصطفي النحاس وقالت تقارير المخابرات البريطانية:" هناك شئ من الشك حول ما إذا كان الإخوان متورطين فى هذا الحادث".

وثبت فيما بعد أن رجال الملك السابق هم الذين قاموا بهذه المحاولة أعلنت الأحكام العرفية يوم 13 من مايو 1948 وفى 15 من مايو دخلت القوات العربية فلسطين.

ووقع الحادث الأول من سلسلة الانفجارات فى الممتلكات اليهويدة فى 20 من يونيو الحى اليهودى بالقاهرة فاشتعلت النار فى بعض منازل الحى ردا على مذبحة دير ياسين بفلسطين فى 9 أبريل.ويبعث تشابمان أندروز إلى لندن بعد 48 ساعة يقول:

" يبحث رجال الشرطة عن البنا زعيم الإخوان لسؤاله عن هذا الانفجار".

... مما يدل على شكوك السفارة والشرطة فى دور الإخوان... خاصة أن تقارير المخابرات البريطانية قالت إن اسرة غير يهودية تقيم فى الحى حذرت وأنذرت قبل الحادث بيوم كامل وتركت المنطقة. وفى 6 من يوليو اكتشف مستودع من الجلجنايت مزود بجهاز تفجير زمنى تحت السلم فى مكتب وكالة حكومة السودان ... التابعة للإنجليز.

وقالت المخابرات البريطانية.

" وربما يكون الإخوان هم الذين قاموا بذلك".

وفى 9 من يوليو استؤنف القتال بعد انتهاء الهدنة الأولى فتسفت محلات يهوديين " شيكوريل"و" أركو فى اليوم ذاته.وفى 28 من يوليو وقع انفجار بمحلات " دواد عدس" للأقمشة بشارع عماد ادين.

وفى أول أغسطس نسفت محلات يهودية أخرى " بنزايون" بشارع قصر النيل و" جاتينيو" بشارع محمد فريد , وجرح 28. وفى 3من أغسطس انفجر مبنى شركة أراضى الدلتا بالمعادى فى ضواحى القاهرة ومحطة تلغراف ماركونى التى أعتبرت مركزا للإتصالات اليهودية ردا على قرار الهدنة فأصيب ثلاثة.

بعث جيفرسون باترسون القائم بالأعمال الأمريكى إلى واشنطن يوم 13 من أغسطس يقول: ويذكر حيدر باشا أحيانا على أنه المسئول عن حوادث الانفجار ولكن لا يوجد دليل إيجابى يؤكد ذلك". وقعانفجار يوم 24 من أغسطس فى مطار الإسكندرية بينما كانت طائرة النقراشى القادمة من القاهرة تستعد للهبوط . ولم ينشر النبأ فى الصحف ولكن السفارة البريطانية سجلت الحادث فى برقياتها.

وفى 23 من سبتمبر تعرض الحى اليهودى – حارة اليهود – مرة أخرى لإنفجار عنيف قتل 20 واصيب 61. وفى 28 من سبتمبر وقع انفجار بمصنع للزجاج بحلمية الزيتون تملكه " محلات شيكوريل".وفى 8 من أكتوبر ضبط مخزن أسلحة فى عزبة الشيخ محمد فرغلى قائد كتائب اخوان عند افسماعيلية قالت القنصلية البريانية فى بور سعيد:

لم يعثر على أسلحة فى مقار الإخوان فى بورسعيد أو افسماعيلية. ولكن رجال خفر السواحل كانوا يغتشون العزب القريبة من الإسماعيلية بحثا عن الحشيش فوجدوا كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات فى عزية الشيخ محمد وعلى بعد 14 كيلو مترا من الإسماعيلية. وكانت السلحة فى مخبأ تحت الأرض مبنى بالخرسانة وتعتقد سلطات الأمن المصرية أنه يوجد عدد من مخابئ السلاح المماثلة فى أنحاء مختلفة من مصر".

وعلى الفور صدر أمر عسكرى فى 28 من أتوبر بحل شعبتى الجماعة فى الإسماعيلية – مهدا الحركة – وبور سعيد وإغلاق مقار الإخوان بهما. وانتاب البوليسالشك أيضا فى أن الإخوان ألقوا قنبلتين يدويتين على منزل عبد الفتاح عمرو باشا فى 2 من نوفمبر..

قبض رجال الشرطة على 350 من أعضاء الجماعة فى القاهرة يوم 4 من نوفمبر لمنعهم من القيام بمظاهرة احتجاجا على اغرق شعبتى الجماعة فى افسماعيلية وبو سعيد.

وألقيت قنابل على مكاتب الصحف الأجنبية فى مصر يوم 11 من نوفمبر 1948.

ومن البداية – طبقا لما يقوله تقرير المخابرات البريطانية – تشكك البوليس المصرى فى الإخوان المسلمين فمنذ اللحة الأولى التى اتضح فيها أن مصر ستقوم بشن حرب ضد دولة إسرائيل لم يضع الإخوان أية فرصة للتنديد العنيف باليهود ... وحاولوا بكل الطرق إثارة الشعب ضدهم.

وكان ذلك واضحا بصفة خاصة بعد الغارة الجوية التى وقعت فى 15 من يوليو 1948 حين سقطت قنابل من طاشرة معادية وأصابت عددا من الضحايا.. بعضهم إصابته قاتلة بين السكان المصريين فى القاهرة. وبعد الغارة الجوية بفترة قصيرة – طبقا لتقارير المخابرات البريطانية – تلقى الحاخام الأكبر مكالمة تليفونية من شخص – يعتقد أنه من الإخوان – يحذره من أن الإخوان قرروا الانتقام من كل المؤسسات اليهويدة فى مصر وينتاب مصر كلها ... الرعب!

ساعة المواجهة

نفذ الإخوان – كما قال رجال الشرطة – تهديداتهم ضد أكبر وأخطر المؤسسات اليهودية فى مصر.

" وفى 12 من نوفمبر 1948 أمر السندى بنسف مكتب مطابع الشركة الشرقية للإعلان الإنفجار عنيفا فاهتزت الممبانى المجاورة للشركة واعترف نمؤلفو الإخوان – بعد ذلك – بأن الجماعة مسئولة عن نسف شركة الإعلانات الشرقية وقالوا إن عبد الرحمن السندى هو الذى أمر بالنسف وحاولوا تخفيف المسئولية فقالوا إن النسف تم وقت الراحة حتى لا يصاب احد واعترفوا بأن الإخوان فجروا المخازن السرية للمفرقعات فى حارة اليهود وبرر فهمى أبو غدير هذه الأحداث بعد وقوعها بأكثر من ثلاثيت عاما فقال:

- شركة الاعلانات شركة يهودية وكل ما تفعله تشكيك الناس فى الإسلام! وعرض النقراشى مكافأة 10 آلاف جنيه لمن يرشد عن مرتكبى الانفجارات على دور الأعمال اليهودية ولكن الفاعلين ظلوا مطلقى السراح كما يقول تشابمان أندروز. قال الكاتب السوفييتى سيرانيان:" اشتعلت نيرانحرب حقيقة بين الحكومة والجماعة.

- ودبر الإخوان عدة هجمات فى القاهرة فى وقت واحد على مكاتب ومراكز المراسلين الصحفيين لبعض الصحف الأجنبية . وفجروا العديد من المبانى فى أحياء القاهرة المختلفة مما نجم عنه الكثير من الضحايا الأبرياء والخسائر المادية الفادحة".ورأت السلطات المصرية والبريطانية أن توجه اهتماما أكبر لنشاط الإخوان وتمكن البوليس المصرى من تأكيد شكوكه حول مسئولية الجماعة وكانت نقطة التحول سيارة " جيب"!

- بدأ رجال الشرطة يفتشون بيوت الإخوان المشتبه فيهم عقب حادث انفجار شركة الإعلانات الشرقية التى يملكها اليهود فخاف قادة الجهاز الشرى . ووضعوا كل الأوراق والسمتندات فوق سيارة " جيب" اتجهت مساء اليوم التالى – 13 من نوفمبر 1948 – إلى بيت أحد أعضاء الجهاز فى حى العباسية وكان مراقبا رأى جنديا شرطة أربعة شبان يرتدون الملابس المدنية داخل السيارة التى لا تحمل أرقاما فاقترب من السيارة.

- ارتاع أحدهم وهو السائق فترك السيارة وفر هاربا فأخذ الجندى يصرخ قائلا:

- - يهودى .. صهيونى.

- تجمع الناس واخذوا فى ضرب من بالسيارة ثم قبضوا على الشبان الثلاثةوبتفتيش سيارة الجيب بواسطة البوليس اتضح أنها تحمل 28 مسلما ورشاشا ومدفعا " برن" و2700 قطعة من الذخيرة و48 قنبلة يدوية وصندوقين من الجلجنايت.. ( أحدهما مرتبط بجهاز تفجير زمنى) وكمية من الخناجر.

- وأدى استجواب الشبان الثلاثة ورابعهم الذى ثم القبض عليه بعد فترة قصيرة إلى العثور على عدد من الوثائق شملت رسوم وخرائط المبانى المختلفة مثل السفارات الأمريكية والفرنسية والبريطانيةومنازل النحاس والنقراشى وإسماعيل صدقى وشريف صبرى ومكرم عبيد وعبد الرحمن عمار وعبد الفتاح عمرو وحسن فهمى رفعت وكيل الداخلية السابق وكل أقسام الشرطة وتم العثور على خريطة الشركة الشرقية للإعلان ومبانيها.ووجدت بالسيارة شفرة الإخوان وخططهم السرية والأهداف التى يزمعون مهاجمتها أو تفجيرها.

- السفارة الفرنسية: كان مقررا إلقاء القنابل عليها يوم 15 من نوفمبر.

- السفارة ألأمريكية : 12 أو 22 من نوفمبر.

- وثبت من الوثائق المضبوطة أن الإخوان المسلمين هم المسئولون عن جوادث الانفجارات التى وقعت فى القاهرة خلال الشهور الستة الأخيرة.

- واعترف الشبان بأنهم نفذوا الهجمات التى تعرضت لها بعض المنشآت وأظهرت هذه الوثائق أسماء أعضاء التنظيم الخاص ورئيسه عبد الرحمن السندى وتولى سيد فايز قيادة التنيم بصفة مؤقتة. لم تعلن الحكومة عن ضبط سيارة الجيب إلا بعد 48 ساعة حتى استطاعت القبض خلال تلك الساعات – على 32 من قيادات التنظيم وبينهم السندى واتكشف النظام الخاص بسقوط سيارة الجيب فى قبضة رجال الأمن العام .

- بعث جيفرسون باترسون القائم بالأعمال الأمريكى إلى واشنطن البرقية رقم 11 قال :

- " صودر بيان وجد ضمن الوثائق التى عثر عليها فى عربة تحتوى على أسلحة ومفرقعات فى مؤامرة تضم مجموعة من ضباط الجيش يعتقد أنهم كانوا يتآمرون ضد الحكومة. - وليس معروفا, إذا كان هذا البيان الذى يحمل توقيع " ضباط الجيش" هو فعلا من وضع ضباط الجيش, أم من عناصر أخرى.

- يقول البيان تحت عنوان " اللهم القوة والنصر والوحدة": إن حملة فلسطين اظهرت " الحاجة مستقبلا إلى الإهتمام وبذل الجهود لتقوية الجيش".

- ويهاجم البيان النقراشى باشا لأنه " لم يكن يميل للحرب", كما يهاجم بشدة اللواء المواوى بك القائد لامصرى السابق فى الميدان, وينتقده لخسارته المعركة وتركه الجيش فى حالة يؤسف لها. - ويرى كاتب البيان أن هناك دليلا على وجود موظفين يهود فى سكرتارية الوفد المصرى فى الأمم المتحدة يتصلون باليهود الصهاينة لتأخير المعلومات , وفى عدم مصادرة ممتلكات بعض اليهود المصريين قبل فوات الأوان, وفى دعوة أحد أعضاء مجلس الشيوخ المصرى لعقد سلام منفصل – وهى إشارة لرئيس الوزراء السابق إسماعيل صدقى.

- أما حالات الفشل الأخرى " التى يتحملها الساسة المصريون الذين صنعتهم الأمبريالية فتتضمن : الضرائب غير الملائمة والسيطرة غير الكافية على الصحافة المصرية".

- ويمضى البيان قائلا:" إننا سنعارض ونحارب الإنجليز واليهود وأدواتهم لتأمين مستقبل مصر من أن يتلاعب به أولئك الذين لم يمنعهم كبر سنهم من بيع مصر وخيانتها".

- ويتوجه فيليب ايرلاند السكرتير الأول بالسفارة الأمريكية إلى عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية يسأله يوم 19 من نوفمبر عن الحوادث الأخيرة فقال عمار:

- عرف البوليس منذ فترة طبيعية العنف السياسى للإخوان المسلمين ولكن الذى عرقل حركة الشرطة أن عددا كبيرا من موظفى الحكومة انضموا إلى الجماعة , أو قدموا الحماية لها. وقال عمار إنه مقتنع بأن الإخوان هم المسئولون عن حوادث الانفجارات التى وقعت فى اعامين الأخيرين.

- وقال إن الشيوعيين توغلوا فى صفوف الإخوان ومصر الفتاة والوفد ويمول السوفيت الإخوان بالمال وإن كانت الجماعة تزعم لأعضائها أن السلاح اشترى بالموال التى جمعت من اشتراكاتهم .

- ويعرف رجال الشرطة أن الإخوان ومصر الفتاة قاموا بتخرين كميات ضخمة من السلاح..

- ومن المحتمل أن الإخوان استخدموا خبراء أجانب فى المفرقعات. وقال إنه حذر الشيخ عدة مرات ليكبح جماح أعضاء الجماعة وقالت تقارير المخابرات البريطانية:

- " الإخوان مسئولون إلى حد كبير عن غثارة الهجمات التى تعرض لها الأجانب. وقد اختلفت الوسائل التى تمت بها الانفجارات .. ولكن بشكل طفيف كان يتم شحنة من الديناميت إلى المنطقة المختارة بواسطة تاكسى أو سيارة أو رسائل النقل الأخرى مثل " الترسايكل" وتترك بجهاز تفجير زمنى مرتبط بها .. وفى كل حالة كان الجناة يجدون وقتا كافيا للهرب".

- عاد الشيخ البنا من الحج يوم 28 من نوفمبر فقصد إلى القصر الملكى وقيد اسمه فى سجل التشريفات معتقدا أنه يستطيع تسوية الأمور!

- ولكن البوليس حقق مع البنا فيما نسبيته إليه وثائق سيارة الجيب وكتب السفير البريطانى إلى لندن:" عندما تنتهى التحقيقات سيكون ممكنا تكوين رأى محدد فيما إذا كان الإرهابيون مجموعة من المجرمين المتهورين الذين تصادف كونهم أعضاء فى الجماعة أو أنهم يعملون من تلقاء أنفسهم, أم أن أنشطتهم كانت بإيعاز مباشر من زعيم الإخوان ومستشاريه ,وأن تنفيذها كان نيابة عنهم؟".تصاعدت الأحداث..فى أول ديسمبر سأل الوزير البريطانى المفوض مصدرا مسئولا فى وزارة الداخلية: هل صحيح أن البنا قد اعتقل؟

- أجاب المصدر بأن النقراشى أصدر قرارا بذلك ولكنه سحبه خشية العواقب.ويبعث السفير البريطانى السير رونالد كامبل إلى لندن برقية طويلة يوم الجمعة 3 من ديسمبر 1948 يقول فيها:

- " ليس من المرجح اعتقال البنا إذا تخشى السلطات احتمال صدور رد فعل بالغ العنف من جانب أنصاره. وتأكد – الآن – بما لا يدع مجالا للشك – أن أعضاء الإخوان مسئولون عن كل المحاولات التى جرت لنسف المنشآت اليهودية".

- كتب البنا فى ايوم ذاته فى صحيفة " الإخوان المسلمون" يقول " الأمة الإسلامية اليوم بين منحة ومحنة. إن صبرت على الشدة وواصلت السير فى قوة إلى الغاية فهى واصلة بإذن الله تبارك وتعالى إلى ما تريد مهما أرعد برقها وعظم هولها:

- سمعت أحدهم بالأمس يخاطبنى فى حماسة فيقول :إننا لسنا مجهولين إلا فى وطننا فعلينا أن نرحل" ويختم البنا مقاله:" ستكشف لغمة. وتزول المحنة. فاصبروا وصابروا ورابطوا" وأبلغ أحد المحامين .. المستشار الشرقى للسفارة البريطانية أنه سمع فى الإسكندرية أن تحركا خطيرا سيحدث فى القاهرة وأن كلمة ط ثورة" قد استخدمت. وتكتب السفارة البريطانية إلى لندن:

" يوم 4 من ديسمبر ألقى طلاب جامعة فؤاد الأول الأحجار والقنابل على رجال البوليس". واعتصم طلبة الطب بسطح مبنى الكلية وأشعلوا النار فى أماكن متفرقة منها وألقوا قنبلة على اللواء سليم زكى حكمدار القاهرة فقتلوه ثم أسرعوا بالتراجع داخل المبنى ومعظم الإصابات فى صفوف الطلاب نتج عن مقاومتهم عند القبض عليهم

ولم يكتف الطلبة بترديد الشعارات ضد النقراشى وحول السودان, بل كانوا يهتفون أيضا" يسقط فاروق الفاسق" " وعاشت الملكة فريدة" و" أين أم فاروق"؟.... إشارة إلى غياب الملكة نازلى الطويل عن مصر".

أغلقت الحكومة جامعة القاهرة. بما فيها كلية الطب إل أجل غير مسمى.

قال اللواء حسن طلعت مدير المباحث العامة " أمن الدولة " فى كتابه " فى خدمة الأمن السياسى" إنه ثبت إقدام أفراد الجهاز السرى للجماعة على اغتيال اللواء سليم زكى!

زار إبراهيم عبد الهادى رئيس الديوان الملكى السفير البريطانى وقال له إن حكمدار شرطة القاهرة سليم زكى لم يقم بأى تحرك ضد الطلبة .

لم يفعل أكثر من أنه نصحهم بالتزام الهدوء.. وأنهم أحرار فى مواصلة الإضراب أو مغادرة الجامعة. وفى هاذ الوقت ألقيت عليه القنبلة. وأضاف :

استغل الشيوعيون الاضطرابات التى بدأها الإخوان. ولم ينضم الشيوعيون إلى الإخوان للتستر وراءهم كما يقال . فهم أكثر ذكاء من أن يفعلوا ذلك وهم يعرفون أن الإخوان يقفون ضدهم.

أبرقت السفارة الأمريكية واشنطن تؤكد " المسئولية الأولى فى المظاهرات ومصرع سليم زكى تقع على عاتق الإخوان المسلمين وأن الحكومة المصرية اتهمتهم بذلك علنا".

وقالت السفارة " إن ضابط شرطة قتل وأصيب ثمانية من الضباط و54 من الجنود ومائة طالب". ولكن ادجار جلاد قال للقائم بالأعمال الأمريكى:

يعتبر الطلبة سليم زكى أحد أعمدة النظام الحاضر وهذا من أسباب عدائهم له. وأخذ جلاد يتحسر على الماضى أمام جيفرسون باترسون قائلا:

عندما كان السير توماس راسل باشا الحكمدار البريطانى لشرطة القاهرة يسير بحصانه الأبيض أمام المتظاهرين كانوا يتراجعون .. متفرقين!

ويعترف جلاد باشا لباترسون قائلا: من أسباب السخط العميق كراهية الشعب للملك. قال لى فهمى أبو غدير المحامى والدى كان عضوا بمكتب الإرشاد ممثلا لطلبة الجامعة عام 1937 إن الإخوان لم يقتلوا سليم زكى وإنما قتله طالب بكلية الطب اسمه مصطفى أمين ليس عضوا فى الجماعة ولم يكن مصرع حكمدار الشرطة بتدبير.أحس الشيخ البنا بخطورة الحادث فأوفد أبو غدير والشيخ أحمد شريت فى اليوم نفسه من ديسمبر – إلى حامد جودة رئيس مجلس النواب يطلبان منه التوسط لدى النقراشى لبدء صفحة جديدة بين الحكومة والجماعة.

قال الرجلان:

نحن نبرأ إلى الله مما حدث اليوم. ونرجو أن تكون حمامة السلام بين الإخوان والحكومة. رفض حامد جودة بإصرار وقال :

- الجماعة قتلت اليوم سليم زكى وما بينها وبين الحكومة لا يمكن الوساطة فيه أبدأ.. حمل الرجلان هذا الجواب غلى المرشد العام الذى أدرك خطورة الموقف فإن حامد جودة توسط للإفراج عنه فى المعتقل فى عهد حسين سرى يوم كان يعلم أن هناك مجالا للتوفيق..قصد " تشابمان أندروز" الوزير البريطانى المفوض إلى وزرة الخارجية يوم 5 من ديسمبر ليلتقى بوزير الخارجية بالنيابة إبراهيم الدسوقى أباظة باشا.

سأل " أندروز" الوزير عن الاضطرابات التى وقعت فى اليوم السابق واغتيال سليم زكى. رد دسوقى أباظة قائلا:

- أحداث الأمس ذات طبيعة يمكن أن تحدث فى أى مكان فالمشاعر العامة فى حالة التهاب بسبب موضوع السودان وكانت العناصر الساخطة فى الأحزاب السياسية, البعيدة عن الحكم, مستعدة تماما للاستفادة من الموقف ويرفع دسوقى باشا سماعة التليفون – أمام الوزير البريطانى – ليسأل مدير الأمن العام عن الخسائر.

- قال مدير الأمن العام:

- أصيب سبعة من رجال البوليس وتسعة من الطلبة والمارة بجراح فى الجيزة ولم تكن هناك خسائر فى الأرواح .

- وفى كلية الطب ( القصر العينى) إلى جانب مصرع سليم زكى بك. لقى شخص آخر مصرعه وهو مساعد معمل كان يعاون ويحرض الطلبة المتمردين. وأصيب 56 من رجال البوليس, بينهم سبعة ضباط كما أصيب 74 طالبا.

- وقال المدير الأمن العام أيضا إن الإخوان المسلمين مسئولون. عن اندلاع أ‘مال العنف , وأنهم الذين جاءوا بالأسلحة والقنابل اليدوية. ولكن عندما بدأت أعمال الشغب , عاونتهم جماعات سياسية أخرى أبرزها الوفديون.

- وعلى أية حالة فإن سبب أعمال الشغب كان يتمثل فى التحريض بشأن السودان وكان الشعار الذى رفعه الطلبة هو " تسقط الحكومة التى باعت السودان".

- قبل أن ينصرف " تشابمان اندروز" أخذ يذكر وزير خارجية مصر بالنيابة بمسئولية الحكومة المصرية عن تأمين وممتلكات الأجانب.

- ولم يكتف " أندروز" بذلك بل تحدث طويلا عن أحداث الشغب التى وقعت فى يوليو والتى أسفرت عن مصرع عدد من الأجانب وإصابة كثيرين وأعرب عن قلق بريطانيا البالغ إزاء حالة الأمن العام فى مصر وطلب تأكيدا بأن تبذل الحكومة المصرية كل ما هو ممكن لإقرار القانون والنظام.

- ويتوجه الوزير البريطانى مباشرة إلى القصر الملكى ليقابل حسن يوسف وكيل الديوان ويوجه إليه نفس الأسئلة ونفس التحذير.

ويردد وكيل الديوان نفس المعلومات عن الخسائر للوزير البريطانى ويضيف ان الطلبة كانوا يهتفون " يسقط النقراشى".

إشارة إلى ما حدث قبل ثلاث سنوات عندما أمر النقراشى بفتح كوبرى عباس بينما مظاهرة طلابية تعبره , مما أدى إلى حالة من الذعر وأشبع أنه سقط عدد من القتلى . وقال:

القنبلة اليدوية التى قتلت حكمدار البوليس كان مقصودا بها النقراشى إذا ظهر ليلقى خطبة فى الطلاب, كما كانوا يتقوقعون.

وقال حسن يوسف إن السلطات المصرية تحاول تحديد مكان محطة إذاعة تروج الشائعات الأخيرة بأن الأمير محمد على قد مات. وإن إسماعيل صدقى باشا مات فى شائعة أخرى.

والهدف من هذه الأنباء خلق حالة من التوتر.

تجمع طلبة المدرسة الخديوية الثانوية فى الفناء – يوم 6 من ديسمبر – يهتفون ضد الملك, ولصالح الملكة , والقوا قنبلتين على الشرطة خارج الأسوار فأفلت عبد الرحمن عمار وكيل الداخلية... بأعجوبة. وقالت السفارة الأمريكية إن رجال الشرطة فى القاهرة لا يزيد عددهم على الألف , وقد أصبحوا مرهقين لأنهم يعملون 24ساعة كل يوم .. ويوجد خوف من أن تتكرر الاضطرابات التى وقعت فى فبراير 1946 وأدت إلى استقالة النقراشى!

منعت الحكومة صحيفة الإخوان المسلمين من الصدور

واتهمت صحيفة " النداء" الوفدية التى يصدرها يس سراج الدين – شقيق سكرتير عام الوفد الإخوان بأنهم وراء الانفجارات الأخيرة. قالت " النداء"

" تلقى المركز العام الإخوان المسلمين ألوف الاستقالات من شتى جهات جهات القطر". وصورت" النداء " مجموعة من القنابل اليدوية وخلفها صورة ترمز إلى شخصية المرشد العام للإخوان المسلمين.


علقت النداء على ذلك كله بتوقيع " المصرى افندى" الذى يبدى إعجابه ودهشته لأن " تلك القنابل لها ذقن"!!

وردت صحيفة الإخوان بأن " النحاحسة" إشارة إلى مصطفي النحاس رئيس لوفد – لا يتورعون من إلقاء الاتهامات تمشيا مع أخلاقهم .

قال مرتضى المراغى مدير الأمن العام:

" عجزت قيادة الإخوان عن وضع التنظيم المارد – أى التنظيم السرى – فى القمقم بعد خروجه وانطلاقه. لقد أصبحت الهيئة العليا للإخوان بلا حول ولا طول إزاء هذا التنظيم وكان الشيخ البنا غير قادر على الحد من قوة الجهاز السرى والتسلط عليه".

ويعترف المستشار صالح أبو رقيق – عضو مكتب الإرشاد – فى مقال نشره بجريدة الأحرار المصرية فى 11 من أغسطس عام 1986 بأنه لا يستطيع إنكار ما قام به الإخوان من أعمال صاحبها العنف, ولكنه تبرر ذلك بأنها كانت كلها وطنية تتجلى فيها الفدائية.

ومن هذه الأعمال ما وقع يوم الجلاء عن القاهرة والإسكندرية ونسف حارة اليهود ومحل جاتينيو ومحل شيكوريل وإن كان يقر أن الحادث الأخير وقع فى النصف الأخير من الليل. أما أهم الأخطاء التى وقع فيها الإخوان – كما يرى صالح أبو رقيق – فهى قتل المستشار الخازندار . ويعترف صلاح شادى – أحد كبار المسئولين فى الجماعة – بأنه لا يمكن إعفاء قيادة الإخوان من مسئولية عدم مسائلة عبد الرحمن السندى. وكان من المحتم إبعاده عن منصبه ولو تم لتجنبت الجماعة الهزة التى حدثت فى صفوفها ويقول التلمسانى:

- إن عبد الرحمن السندى تمرد على قيادته وأذ الشيخ حسن يطاول ويعالج !

- وكان عبد الرحمن السندى يشعر باستقلاله عن سلطان الجماعة ولم يكن من حتى أحد من إخوان النظام الخاص أن يتصل بالمرشد العام إلا عن طريقه وبذلك عزل النظام عن قيادة الدعوة.

- واعترف عبد الرحمن السندى بقيادة النظام الخاص بقتل الإنجليز والصهاينة ف البداية ثم ارتكاب الانفجاريات داخل مصر وقتل المصريين.

- ويقول صلاح شادى إن المرشد عاجلته منيتة قبل أن يقرر تقويم رئيس النظام الخاص أو نزع سلطاته.

- ويعترف التلمسانى بأن النظام الخاص اخطأ وإن فسره بأن بعض الشباب كان يأخذ المسائل بعنف وبغير فهم أو دراسة للقانون كما حدث فى اغتيال الخازندار ويقول الشيخ الباقورى: - " البنا أتعبته بطانته . أو بعض بطانته. ولو قدر له أن نبتعد عنه هذه البطانة السيئة لكان قد بلغ ما نحب لأمثاله"!

ويبقى سؤال : هل كان الشيخ البنا يعلم بجرائم النظام الخاص؟

والجواب فى رأى فتحي رضوان والتلمسانى ومنير الدلة وغيرهم من زعماء الإخوان الذين عاصروا الأحداث بأن الشيخ البنا شكل ذلك النظام ولكن قيادته تمردت على المرشد العام.

وفى رأى الشيخ الباقورى أن قيادة النظام بزعامة السندى ارتكبت تلك التصرفات الضارة والحوادث الفاجعة دون الرجوع إلى المرشد العام الذى كان وحده المسئول أمام الإخوان والرأى العام.

وفى الحكم الىذ أصدره أحمد كامل رئيس محكمة الجنايات فى قضية " سيارة الجيب" قال:

" إن بعض أعضاء الجماعة فقدوا توازنهم وتنكبوا السبيل الذى سلكه زعماء الجماعة لتحقيق أهدافها". أصبح الصدام محتوما بين الجماعة والنقراشى نتيجة لانتشار الإخوان.... وقوة الجهاز الخاص!

ولم يكن لحزب من الأحزاب – على أو سرى كالشيوعيين – ذلك التنظيم المسلح.

ويجتمع عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية لشئون الأمن برونالد فاى رئيس جمعية إخوان الحرية التى أنشأها البريطانيون فى مصر والعالم العربى لتنتشر الدعاية للإنجليز ومقاومة الإخوان فقال عمار: الإخوان المسلمون جمعية ويجب إغلاقها.

ويلتقى إدجار جلاد بك – صاحب جريدتى " الزمان" و" الجورنال ديجيبت" واحد رجال الملك فاروق – بتشابمان أندروز الوزير البريطانى المفوض فيقول له

يتردد النقراشى فى حل الإخوان على أساس أنهم أقوياء بينما الجيش فى فلسطين ولكن الملك يحاول التغلب على تردد رئيس الوزراء.

قالت المخابرات البريطانية فى مصر:" إن مجموعة فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء أصدر فى 18 من نوفمبر 1948 أمرا بإغلاق كل شعب الإخوان.

ولكن رئيس الوزراء رأى تأجيل اتخاذ هذه الخطوة حتى تنتهى التحقيقات فى الإنفجارات وتتضح ابعاد مرامرة الإخوان ويتم القبض على زعمائهم"

وقالت هذه التقارير:

ومن هذه التقارير يتضح أن قرار حل الجماعة اتخذ سرا ولكن كان لابد أن يسبقه اعتقال كل زعماء الجهاز السرى.

انطلقت صيحات التهدئة هنا وهناك خوفا من خطر المواجهة القادمة حذر عمر حسن من كبار رجال وزارة الداخلية النقراشى من الحل قائلا: أخشى أن تتحول الجماعة إلى عصابات خطرة!

وقصد فؤاد شيرين محافظ القاهرة إلى قصر عابدين ليلتقى بحسن يوسف وكيل الديوان الملكى قائلا:

من المصلحة تعاون القصر والإخوان.

واضاف :إن الحل الجماعة نتائج سسيئة فإن للإخوان هيئة يرجعون إليها فى تصرفاتها فإذا حلت الهيئة لم يعد أفرادها يخشون أحدا.

تخلص حسن يوسف . وقال :

- هذه المهمة تعتبر من المسائل السياسية

- ... أى أ، وكيل الديوان لا شأن له بالسياسة! ونقل حسن يوسف إلى الملك نص الحديث فقال صاحب الجلالة لوكيل ديوانه:

- هذا الرد فى محله!

- فإن صاحب الجلالة كان يسعى إلى حل الجماعة سأل فيليب ايرلاند سكرتير السفارة الأمريكية عبد الرحمن عمار وكيل الداخلية عن مستقبل الإخوان وهل سيصدر قرار بحلهم

قال عمار: النقراشى باشا لم يوقع قرارا بذلك حتى الآن . وهناك رأيان: الأول يقول بأ،ه من الحكمة عدم حل الجماعة أو القبض على البنا حتى لا تتحول إلى جهاز سرى. والثانى يقول بتحطيم الجماعة.

وقال عمار لفيليب ايرلاند: من رأيى عدم الحل!

ويرى الشيخ الباقورى أن حادث سيارة الجيب جعل الحكومة تتنفس الصعداء فأخذت تعد قرارها بحل الإخوان. ولكن المرشد لم يكن يعلم بفكرة الحل وأنها مثار بحث جدى بين الحكومة والقصر. ولو أنه كان يعلم فربما فكر أن المواجهة قد حانت . ولكن الواضح أنه كان يرى ألا يبدأ بالصدام وأن يؤخر – قدر الطاقة – ساعة المواجهة!

الضحية

فكر النقراشى باشا جديا فى حل الجماعة فقد اقتنع أن بإمكانه – عن طريق الإجراءات الصارمة – إحباط القدرة المتزايدة للإخوان وتصفيتهم كقوة سياسية واقعية لتستقر أوضاع الأمن فى البلاد. سأل إبراهيم عبد الهادى رئيس الديوزان الذى رأى عدم حل الجماعة لتحارب الوفد.


وسأل عبد الرحمن عزام أمين الجامعة العربية , فنصحه بعدم الحل وقيل له:

يمكن أن تصل إلى ما تريد بغير حل الجماعة ولكن النقراشى رفض كل النصائح والتحذيرات . قال:

إنى لا أعرف السياسة . ولا أعرف أن ألف وأدور . وأرى واجبى يحتم علىّ اتخاذ العمل الصارم.

لقد جاءنى وزراء يقولون إنهم يخافون على من نتائج القرار إنى لا أستطيع البقاء رئيسا للوزراء وأسمح بوجود جمعية الإخوان المسلمين وقرر النقراشى حل الجماعة... ولكن على دفعات .بعد اغتيال سليم باشا حكمدار شرطة القاهرة أصدر عبد الرحمن عمار – يوم 4 من ديسمبر 1948 – بصفته الرقيب العام

– أمرا بتعطيل جريدة الإخوان إلى أجل غير مسمى.

ولم يدرك الإخوان أن هذه مقدمة لقرار الحل وأن إجراءات الحكومة لن تقتصر على تعطيل صوت الجماعة . وطلب النقراشى إلى المستشار الفضائى إعداد الأمر العسكرى بحل الجماعة.

فشل المرشد العام فى مقابلة الملك

وحاول مرتين أن يقابل إبراهيم عبد الهادى رئيس الديوان الملكى ولكن رئيس الديوان اعتذر. وبعث البنا لصاحب الجلالة برسالة عن طريق أحمد مرتضى المراغىمدير الأمن العام.

اجتمع به فى منزله بحلوان وقال له: عندى رسالة شفوية أرجو أن توصلها إلى القصر . يريد رئيس الحكومة حل الجماعة وهذا قرار بالغ الخطورة وقد يكون له عواقب وخيمة ولابد أن يقع بيننا وبين الحكومة صدام عنيف.

ونحن الإخوان نشعر أن النقراشى باشا جر الملك فاروق إلى خصومتنا قال المراغى:هل تأذن لى أن أدبر لك مقابلة مع النقراشى باشا لعلك تستطيع بلباقتك وحكتمك أن تصفى الجو بينه وبينكم. رفع البنا يديه وقال :لا أمل فى الوفاق معه . أعرف طباعه . إنه عنيد . وإذا ركب رأسه فلن يلوى على شئ وسينفذ رأيه.

وانقلب الشيخ الوديع نمرا هائجا وقدحت عيناه شررا كما وصفه المراغى قال:

إنها جريمة نكراء يريد النقراشى ارتكابها هل يظن أننا لعبة يستطيع تحطيمها بسهولة. قال المراغى:

رسالتك خطيرة وسأبلغا إلى الملك . وسأنقل رأيك فى حل الإخوان وخطورة عاقبته غلأى النقراشى. قابل المراغى رئيس الوزراء فى اليوم التالى وروى له الرواية. قال النقراشى:

هل تريد أن تقر الإرهاب وتريد أن تعترف بشرعيتهم وهل تسمح لهذه الجماعة أن تتمادى ؟ لابد من حلها. وهز النقراشى باشا رأسه اسنخفافا وقال

كان أحسن لو لم تقابله!

فكر الشيخ فيما قاله المراغى ورأى تهدئة الموقف فتوجه إلى وزارة الداخلية للقاء عبد الرحمن عمار. أريد مقابلة النقراشى باشا للتفاهم معه حتى يعدل عن عزمه على حل الجمعية: وأضاف : سيقتصر نشاط الجمعية على الشئون الدينية البحتة ولن نتدخل فى السياسة.

توجه الرجلان إلى رئاسة مجلس الوزراء فبقى الشيخ حسن فى غرف الانتظار بينما دخل عمار إلى مكتب النقراشى يعرض عليه الأمر.

ولكن النقراشى باشا رفض لقاء البنا.وتقدم الإخوان بالتماس غلى القصر الملكى يشكون فيه من حملات الاعتقالات التى يتعرضون لها والتهم التى يواجهونها, بلا تحريات جدية . أو تحقيقات تتولاها النيابة. ولكن الالتماس لا ينشر بسبب الرقابة على الصحف.

ويلتقى اندروز بأحمد مرتضى المراغى مدير الأمن العام الذى يقول له:

هناك مجموعات كبيرة من الشيوعيين فى الجامعة . وقد انضمت أعداد إلى الإخوان المسلمين والوفد كستار عندما بدأت حملة الحكومة ضد الشيوعيين منذ شهور.

ويلتقى المراغى برئيس الوزراء ويحذره من حل الإخوان قائلاالعواقب خطيرة.

ويهتاج النقراشى ويربد وجهه.

وفى هذه اللحظة يدخل عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الاخلية فيقطاع الاجتماع قائلا: المسألة منتهية , فقد وضعت قرار حل الجماعة . وسأعرضه غدا على دولتكم لتوقيعه. هال الأمر مدير الأمن العام فقال:

أرجو أن تتمهل فى إصدار القرار الإخوان يشكلون منظمات وخلايا سرية لا علم لوزارة الداخلية بأسماء أعضائها. وقد يكون بعضهم داخل الوزارة وحرس الأمن .

وأعلم أن كثيرين من ضبط الجيش من الجماعة ولكن النقراشى رأى أن الهزيمة العسكرية فى فلسطين واضطراب الأمن ينهى استقرار النظام كله .

ووجد فى الإخوان تهديدا للحكم بعد أن فقد الثقة فيهم نتيجة اكتشاف حجم الجهاز السرى سواء كان يتلقى التعليمات من المرشد العام أو أن هذا الجهاز فقد الإنضباط وأصبح مستقلا عن قيادة الجماعة. وقال رجال الأمن للنقراشى:

لقد اصبح القرآن هو الشفرة السرية التى يستعملها الجهاز السرى وكلمة الصحف , فى هذه الشفرة معناها السلاح!

قال كلايتون رجل المخابرات البريطانية فى مصر للدبلوماسى المصرى يحيى النقراشى والحكومة , أم البنا وأنصاره؟

وهذا السؤال يدل على إدراك الإنجليز لقوة الإخوان أو مخاوفهم منها ومن هنا الضغط البريطانى ضدهم. مضى الوزير البريطانى تشابمان أندروز فى تحذيراته للقصر الملكى ضد الجماعة .

قال لحسن يوسف بالحرف الواحد كما تقول برقيته رقم 1679 التى بعث بها إلى لندن: " هذه الأحداث – أى الانفجارات والاغتيالات – هى النتيجة الطبيعية لسماح المنظمات مثل الإخوان المسلمين بالخروج عن نطاق السيطرة وعدم اتخاذ عمل سريع جاد يسمح به القانون ضد أولئك المذنبين فى مؤامرة الإغتيال وقتل أناس مثل أمين عثمان باشا والمستشار الخازندار بك.

ومن المعروف للجميع أن الإخوان لمسلمين والحاج أمين الحسينى مقتى القدس السابق يملكون مخازن كبيرةة من المتفجرات والأسلحة, لإستخدامها فى فلسطين ظاهريا, وسماح اية حكومة بمثل هذا الوضع يعتبر بمثابة دعوة لحدوث متاعب من هذا النوع.

وتستطيع الحكومة بالتأكيد أن تقوم بعمل فعال , حتى الآن لتحطيم هذه المنظمات".

رد حسن يوسف بأنه يخشى أن يكون الإخوان المسلمون قد صاروا أقوى من أن يتم تحطيمهم بهذا الشكل.سأله الوزير البريطانى عما يقترح عمله.

هز حسن يوسف كتفيه يائسا. أعد القسم الشرقى فى وزارة الخارجية البريطانية مذكرة قال : " لا شك أن الشغب فى مصر يقوده طلبة الجامعة عموما, وصبيان المدارس والسوقة مستعدون للإنضمام للشغب من أجل النهب.

ويجب ألاّ ينظر إليهم بجدية كتعبير عن الرأى العام ولكنهم يكتشفون عجز الحكومة عن الحفاظ على الأمن فيشجعون غيرهم ممن يهددون السلام ويفتحون الطريق أمام التغلغل الشيوعى مستقبلا".

وتعد وزارة الخارجية البريطانية مذكرة عن الموقف فى مصر بصفة عامة قالت المذكرة :" يجب أن يكون خطنا لاترقب لنرى ما إذا كان المصريون سيلجأون إلينا حين يسوء الموقف.

وقد أظهر الملك ما يدل على أنه يريد ذلك. وكان واضحا منذ وقت طويل مضى أنه ما لم يتلق الزعماء المصريين والقوميون العرب الآخرون وخاصة الجامعة العربية صدمة بالغة الشدة من نوع ما تخرجهم من إطارهم الفكرى , والمتبجح والمدعى فسوف تستمر الأمور فى الشرق الأوسط فى تدهور.

وهناك بالطبع مخاطر بالغة من أن يكون تأثير الصدمة أشد مما ينبغىو ستنهار لنظم الاقتنصادية , بل والنظم السياسية أيضا. ويجب ألا تكون سياستنا الجرى وراء العرب بل نظهر لهم أننا ما زلنا أصدقاء بوسعهم إذا وضعوا أيديهم فى ايدنا , وإذا اتبعوا سياسة متبصرة أن يحققوا الإستقرار وينجزوا التقدم الإقتصادى والاجتماعى ويصبحوا شركاء فى ترتيبات دفاعية معقولة".

أى معاهدة دفاع مشترك مع بريطانيا

ويكون تاريخ هذه المذكرة يوم 8 من ديسمبر اليوم الحاسم فى تاريخ الإخوان المسلمين!

فى ذلك الصباح نشرت مجلة آخر ساعة خبرا غامضا يشير إلى أن قرار حل الجماعةسيصدر فى اليوم نفسه. ومرة أخرى لم يدرك الإخوان ذلك ولم يفطنوا إلى أنه إذا كان فى نيتهم اتخاذ عمل حاسم ضد الحكومة فهذه فرصتهم الأخيرة.

قال صالح عشماوى وكيل الجماعة إنه عندما مر النصف الأول من اليوم ولم يصدر قرار الحل عاد إلى منزله وقد ظن أن الحكومة ستعدل عن قرارها.

وتوجه بعد صلاة المغرب إلى منزل المرشد العام فوجد عنده بعض أعضاء الجماعة ورآه فى حالة نفسية قلقة فقد وصلته أنباء من " مصدر ثقة" أن اجتماعا عقد بعد الظهر فى وزارة الداخلية بين فريقين من كبار المسئولين وغير المسئولين ودارت مناقشة حامية طويلة بين مؤيدى قرار الحل ومعارضيه انتهت بترجيج الرأى القائل بالحل.

اتصل المرشد العام بإبراهيم عبد الهادى لإقناعه بالتدخل لمنع صدور القرار ولكن رئيس الديوان أخذ يراوغ ويماطل ثم طلب من المرشد العام الذهاب إلى عبد الرحمن عمار فى وزارة الداخلية. اعترض صالح عشماوى وقال المرشد.

ركب القوم رءوسهم والغرض من هذه المقابلة كسب الوقت فضلا عما فيها من الإذلال ولكن المرشد رأى أنه مكرة غير مخير فاستقل سيارته إلى وزارة ليلتقى بعبد الرحمن عمار.

قال الشيخ:ستنصرف الجماعة إلى رسالتها الدينية

لم يقل عمار للمرشد العام ما ذكره لسكرتير السفارة الأمريكية من أن هذا الوعد جاء متأخرا بل وعده بصدور قرار فى المساء يخفف التوتر.

ويطول الحوار خلال الاجتماع الذى لم ينته غلا فى العاشرة مساء فعاد المرشد إلى صالح عشماوى وعبده قاسم اللذين كانا فى انتظاره ليقول:

روح عبد الرحمن عمار طيبة وقد أبلغنى ان حل الإخوان هدم لصرح افسلام فى هذا العصر ووعدنى بإبلاغ النقراشى باشا وأن الأمر سينتهى إلى خير .وطلب الشيخ البنا إلى الإخوان المجتمعين فى المركز العام الإنصراف وبشرهم بحل الأزمة.

حملت نشرة أنباء الساعة الحادية عشرة مساء يوم 8 من ديسمبر 1948 القار الذى يخفف التوتر بالنسبة للحكومة لا للإخوان المسلمين .

بدأت النشرة بإذاعة أمر عسكرى أصدره محمود فهمى النقراشى باشا رئيس الوزراء بصفته الحاكم العهسكرى بحل الجماعة الإخوان المسلمين وجميع شعبها فى مصر. وإغلاق الأمكنة المخصصة لنشاطها وضبط أوراقها وسجلاتها وأموالها وممتلكاتها وحظر اجتماع خمسة أشخاص أو أكثر من أعضائها . وتسلمي كل وثائق الجمعية وأموالها لأقسام الشرطة لن الجماعة – كما قال الأمر العسكرى - أمعنت فى شرورها بحيث أصبح وجودها يهدد الأمن العام والنظام تهديدا بالغ الخطر وبات من الضرورى وقف نشاط الجماعة التى تروع الأمن لضمان سلامة أهل البلاد فى الداخل وجيوشها فى الخارج.

وحدد الأمر العسكرى عقوبة المخالفين بالجبس دة تتراوح بين ستة شهور وعامين وغرامة بين مائتى جنيه وألف جنيه.

وقال الأمر العسكرى إن الموظف أوالطالب الذى يخالف الأمر يفصل من عمله أو معهده وأذيعت مع القرار أسباب الحل فى مذكرة تفسيرية قدمها عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية. تضمنت المذكرة تاريخ الجمعية التى " تألفت كهيئة دينية واجتماعية ثم اسفر القائمون عليها عن أغراضهم التى يحرمها الدستور والقانون فانغمسوا فى تيار النصال السياسى لتغيير النظم الأساسية للمجتمع بالقوة والإرهاب لقلب نظام الحكم".

واستند الحل إلى " أن الجماعة اتخذت طاب العنف فدربت الشباب فى الجوالة وأنشأت مراكز رياضية للتدريب العسكرى مستترة وراء الرياضة".

وجمعت الأسلحة والقنبل والمفرقعات وقامت يتخزينها وساعدها فى ذلك ما تقوم به بعض الهيئات من جمع الأسلحة والعتاد بمناسبة قضية فلسطين .

ووجه عبد الرحمن عمار إتهاما للإخوان باتخاذ الإجرام وسيلة لتنفيذ مراميهم. وحدد 13 نشاطا إجراميا لهم بدأت عام 1942 وانتهت فى 15 من نوفمبر عام 1948 من بينها :إلقاء القنابل فى مدينة القاهرة بتاريخ 24 من ديسمبر من 1946

الإعتداءات على رجال الشرطة فى 29 من نوفمبر 1947

تهديد الشركات والمحال التجارية وابتزازها اموالها. ألقاء قنبلة على فندق الملك جورج بالإسماعيلية فى السنة نفسها

اعتداءات على خصوم الجماعة فى قرية كوم النور مركز غمر وحرق أحطاب أحد الملاك فى كفر بداواى, وقتل شيخ خفراء البلدة وإطلاق النار على رجال الشرطة فى قرية البرامون, وتحريض الفلاحين على زيادة أجورهم ووتحريض عمال تفتيش محلة موسى لوزارة الزراعة على المطالبة بتملك أراضى التفتيش .ضبط كميات ضخمة من القنابل والمفرعات والبنادق والمسدسات والمدافع ووثائق فى 22 من أكتوبر تقطع بأن الجماعة تعد العدة للقيام بأعمال إرهابية واسعة النطاق.

افساد النشء ببذر الإجرام وسط الطلبة والتلاميذ فانقلبت معاهد التعليم مسرحا للشغب والإخلال بالأمنوميدانا للمعارك والجرائم قتل المستشار أحمد الخازندار بك وكيل محكمة استئناف مصر باستخدام القنابل لارهاب القضاه وثبت أن أحد القاتلين كان سكرتيرا خاصا للشيخ البنا.

نسف شركة الإعلانات الشرقية يوم 12 من نوفمبر 1948 ولم تشر المذكرة التفسيرية للأمر العسكرى إلى القنابل التى اتهم أعضاء الجماعة بإلقائها على معسكرات الإنجليز أو منشآت اليهود. قال الضابط الكندى هاردى إن النقراشى انتهز فرصة الشغب العنيف الذى وقع فى القاهرة يوم 4 من ديسمبر ليصدر قرار الحل.

أسرع أعضاء الجماعة وأشقاء الشيخ وهم عبد الرحمن وعبد الباسط ومحمد إلى دار المركز العام بالحلمية الجديدة فوجدوا الشيخ البا فى مكتبه وقعه صفوة من الإخوان لم تكن قد انصرفت بعد.

مضت دقائق معدودة لتجئ السيارات المصفحة تحاصرا الدار من كل جانب, ثم تقتحمها وكأنها تقتحم حصنامنيعا يعد بالجنود والسلاح وعلى رأس القوة ضابط شاهر مسدسه مثبت بصره وحواسه فى شخص المرشد العام .

قال: عندى أر بالقبض على من بالدار عدا فضيلة المرشد العام وأخذ يرجو فضيلته أن يسهل مهمته لأنه " عبد المأمور"!

قبض رجال الشرطة على كل من وجودهم من الأعضاء فى المركز العام ورأى سعد الوليلى – سكرتير المرشد العام - الذى اعتقل أيضا – الشيخ البنا يصعد سلم إحدى سيارات اللورى فمنعه رجال الشرطة من الصعود تشبث بالسيارة ولكن الضابط أكد أنه لم تصدر أزامر باعتقاله.

أزداد البنا تشبثا بالسيارة واعتلى أولى درجات سلمها وهو يصيح: لا تأخذوا هؤلاء بجريرتى فأنا أول منهم بالإعتقال.. وإذاكان الإخوان عصابة إجرامية فأنا رئيسها!

تحركت السيارة بالمعتقلين وبالشيخ إلى دار المحافظة ولكن رجال الشرطة رفضوا اعتقاله. وهناك احتالوا عليه فجاءه أحد الضباط يرجوه أن يقابل الحكمدار للتفاهم معه. نزل المرشد العام من السيارة واتجه إلى مكتب الحكمدار بينما تحركت السيارة بالأعضاء وأشقاء الشيخ إلى المعتقل . وكان هذا آخر عهدهم بالشيخ البنا!

نشرت صحيفة " المصرى " ما فعله رجال الشرطة فى ذلك المساء – 8 من ديسمبر – عقب إذاعة قرار الحل , مما يدل على أن الفترة التى انقضت منذ 18 من نوفمبر كانت مرحلة استعداد كاملة.

قالت الصحيفة الوفدية

" عند الساعة الحادية عشرة والدقيقة العاشرة اخترقت قوات البوليس بسياراتها القاهرة فى طريقها إلى المركز العام لجماعة الإخوان .

وعند وصول القوات كان هناك بعض شباب الإخوان مجتمعين فى فناء المركز العام فاقتحم البوليس الدار وألقى القبض عليهم جميعا ونقلهم . بعد تفتيشهم إلى قسم الخليفة توطئة إرسالهم إلى النعتقل.


وقام رجال البوليس بعد ذلك بالتفتيش فلم يتركوا ركنا فى حجرة إلا فتشوه ولم يهملوا دولابا دون أن تمتد إليه أيديهم بالبحث والتنقيب.


ووضع رجال البوليس جميع الأوراق التى ضبطت فى الدار , أو مع الشباب المقبوض عليهم فى جوالات وأرسلت إلى قسم الخليفة لحفظها بمعرفة المختص.

وشاهد مندوب " المصرى" عداد كبيرا من السيارات المصفحة يستقلها بعض الضباط فى طريقهم إلى باقى شعب الإخوان المسلمين وكان الجنود يرتدون الخوذات الحديدية ومزودين بالسلحة والمدافع الرشاشة.

واستمرت القوات تواصل تفتيشها واعتقالاتها حتى تم تنفيذ جميع الإجراءات وأغلقت جميع الشعب والفروع التابعة للجمعية بالشمع الأحمر".

كان عبد الرحمن عمار , فى فترة نفوذ الجماعة وقوتها يخطب فى صلاة الجمعة فى بنها متحدثا باسم الإخوان وكان يقبل يد المرشد العام ويدعوه بشيخه وأستاذه ويناديه قائلا:

سيدى الأستاذ البنا ولكن عبد الرحمن عمار تغيرتماما عندما رأى اتجاهخ الحكومة ضد الجماعة علق على قرار الحل قائلا:

إذا كانت الحكومة قد خطت هذه الخطوة الجريئة التى أحجمت عنها حكومات سابقة فلأنها رأت أنه ليس هناك بد من العمل بحزم وعزم للقضاء على عناصر الشغب ودعاة الفتنة وأهل السوء , قضاء مبرما فى غير تردد وبلا شفقة ولا رحمة.

بعد قيام ثورة 23 من يوليو 1952 والقبض على عبد الرحمن عمار حاول أن يتصل من مسئولية الحل ومن المذكرة التفسيرية تماما كما يفعل كبار لاموظفين فى أعقاب الثورات والانقلابات وتغير أنظمة الحكم واتجاهاته فى مصر والدول النامية.

قال عمار:

إدارة الأمن العام هى التى أعدت مذكرة الحل بناء على طلب النقراشى وقد وضعت عليها طبقا للإجراءات الحكومية بصفتى وكيلا لوزارة الداخلية!

علق المسئولون فى وزارة الخارجية البريطانية فى مذاكراتهم الرسمية السرية على الأمر العسكرى فقالوا: وشكلت الأنشطة الأخيرة للمنظمة تهديدا للأمن العام بحيازتها لكميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات , ومن الواضح تماما أنها ملك المنظمة نفسها لا لأعضاء فيها وهذا صلب الموضوع وجوهره لاختلاف هذه المنظمة عن الحزب السياسى العادى .

وجاء قرار الحل متأخرا عن موعده وهناك ارتياح عام إزاء حل الجماعة

وقد ابدى لبوليس حرصا جديرا بالثناء فى تنفيذ قرار الحل. وبكن ذلك لا يعنى بالضرورة نهاية النشاط الإرهابى من جانب أعضاء الجماعة المتورطين فى أعمال الإرهاب. ومن المحتمل أن تستمر أقلية من الإرهابيين فى العمل السرى لنهم يعرفون مخابئ الأسلحة والذخائر التى لا تعلم بها سلطات الأمن.

وستحتاج سلطات الأمن إلى درجة عالية من العزم والمثابرة والكفاءة". اكتفت معظم الصحف المستقلة " الأهرام" و" المصرى"و" الزمان "و" المقطم" بنشر قرار حل الجماعة والأحداث التى تلته بدون تعليق. أما صحيفة " صوت الأمة" التى هاجمت من قبل. وبعنف الشيخ البنا وجماعة الإخوان فقد تجاهلت قرار الحل تماما , لم تنشره ولم تعقب عليه ونشرت الكتلة صحيفة مكرم عبيد وحزبه النبأ دون إبراز.

ولكن مجلة " الحوادث " التى تعبر عن الوفد - رحبت بقرار الحل تحت عنوان – لا حرية لأعداء الشعب".

نشرت المجلة تصريحا أدلى به النقراشى باشا وقال فيه :" الجماعة مرض استشنائى فكان من الطبيعى ان تعالج بطريقة استثنائية وحاسمة".

وقالت الحوادث:" نام رفعة النحاس باشا نوما هادئا عندما وصل إليه قرار الحل" وأضافت:

" يجب اعتبار يوم الحل عيدا للديموقراطية يحتفل به كما تحتفل أوربا بزوال كابوس الفاشية وحل الإخوان إجراء ديمواقراطى ويجب على المصريين أن يهللوا طويلا لهذا الإجراء .. وقد أنقذ النقراشى البلاد من عار ملفوف فى ثياب الفضيلة". زايدت صحيفة مصر الفتاة الحل وقالت " لم تأخذ حركة الإخوان طابعا معينا ولكنها تشكلت وتطورت لتجارى كل فكر وطل ظن , وكل أمل ..

وكنا نتوقع ذلك المصير بأسلوب أو بآخر ولم تصدر أيدا أن النهاية ستجئ سريعا".

وقالت صحيفة أخبار اليوم " إن قرار الحل أحدث صدى قويا فى لندن وساد الدوائر الرسمية شعور بالارتياح.

ووصفت الدوائر المطلعة فى لندن ب أنه أقوى من قرار حكومة محمد محمود بحل فرق " القمصان الزرقاء" واكتفت الصحف لتى تصدر فى مصر بلغات أجنبية بتعليقات قصيرة وهى " البروجرية " و" البورص" اللتان تصدرهما شركة الإعلانات الشرقية التى ألقيت عليهما قنابل الإخوان.

ولكن صحيفة " الجيبشيان جازيت" التى تصدرها نفس الشركة أيدت قرار الحل واتهمت الجماعة بالإرهاب " وأنها تخلت عن أهدافها الإسلامية والإجتماعية وطلبت من الحكومة التحقيق لمعرفة المسئولين عن الانفجارات حتى لا يستمر الفاعلون فى العمل السرى تحت الأرض".

وفى سورريا حملت صحيفة " المنارط الناطقة بلسان الإخوان على قرار الحل قالت:ضاعف البريطانيون من حملتهم على الجماعة ووزعت مكاتب الإستعلامات البريطانية فى العالم كله أنباء بأن السلطات المصرية وجدت منشورات شيوعية فى مكاتب الجماعة هكذا نجح البريطانيون فى غقناع حكومة مصر بإغلاق شعب الإخوان". وقالت السفارة الأمريكية إنه طلب إلى الشيخ البنا أن يلزم داره فى اليوم التالى الحل الجماعة لأنه لم ينفذ وعوده الشفوية لعبد الرحمن عمار بمنع المظاهرات ويبدو أن القرار نفذ لفترة قصيرة".

ولكن " الساس " صحيفة الحزب السعدى الحاكم قالت غن الأمر العسكرى صدر بمناسبة استقبال الوزارة لعاملها الثالث.

ونشرت الأساس أنه " تم فى ذلك المساء إغلاق 55 شعبة وأن المدارس الإلزامية تحولت إلى فصول لتعليم الشيوعية! وأن كل المدارس سلمت لوزارة المعارف والمستوصفات ضمنت لوزارة الصحة والشركات وضعت تحت إشراف وزارة الداخلية للإنفاق منها بمعرفة وزارة الشئون الاجتماعية... على ال‘مال الخيرية".


وقالت الأساس " إن الشيوعيين اتخذوا من شعب الإخوان أوكارا لهم"!

طلب الأمير محمد على ولى العهد إلى تشابمان اندروز الوزير البريطانى المفوض أن يزوره فى قصره بالمنيل فجاء الوزير ليسمع رأى الأمير فلا قرار حل الجماعة

قال ولى العهد:

دعم النقراشى موقفه بحل الإخوان ولكن البلاد بصفة عامة غير راضية والملك والحكومة ليسا محبوبين. تجمع كتاب مصر مؤيدين لقرار الحكومة ضد الإخوان لملسمين وكان العقاد على رأسهم وفى مقدمتهموأعنفهم فى الهجوم.

قال تحت عنوان " مدرسة الجريمة"

" كانت الجماعة المشئومة التى طلعت على هذا البلد المسكين تغذى الإغرار من أتباعها بصنوف شتى من الغذاء المسموم. فكل نفوذ أدبى فى هذا الوطن مهدد عندهم أو مستباح.

نذكر إمامهم " شيخ الإسلام" فيقولون بل " ناظر مدرسة" ولا شأن له بإممة الدين لهم العلماء ذلك فيقولون إنهم لا يعلمون ويذكر لهم " سعد زغلول" فيقول بل يكتبون إنه ليس بزعيم الأمة ولكنه صنيعة الإنجليز ويذكر لهم رجالات مصر والشرق واحدا واحدا فيلصقون بكل منهم تهما لا تبقى له محلا من الإحترام .

فإذا كانت الأسرة المختلة مدرسة الجريمة فهذه قبحها الله جامعة الجريمة".

واتهم العقاد الإخوان بأنهم عملاء للأجانب تحت عنوان " جماعة الإخوان فتنة أجنبية".

قال:

" وما من أحد يحتاج إلى تعب ليعلم أن جماعة المجرمين فتنة اجنبية يزودها بالمال والسلاح أناس لا يريدون خيرا بالإسلام والمسلمين".

واشترك كثير من لاكتاب المصريين فى الهجوم على الإخوان . وكتب محمد توفيق دياب:

فعلت البذور السامة فعلها المشئوم فى فئات من الطلاب والتلاميذ فإذا معاهد التربية والتعليم فى أعينهم ثكنات جيش وميدان قتال , وغذا كتبهم وأدواتهم مسدسات وقنابل , وغذا عدوهم – الذى يقاتلونه ويقتونه – إخوان لهم مصريون من رعاة الأمن والعلمانية".

وقال محمد لاتابعى:

" شبان سذج . آلات وأدوات سهلة طيعة .. تناولها زعماء الإخوان وقادتها وصاغوها فى القالب الذى أراده .. وأخرجوا منها آلات خرساء صماء ... وتتحرك بلا إرادة وتنغذ مشيئة سواها بلا تعقيب نزولا على حكم السمع والطاعة .. وأن طاعة القيادة من طاعة الله".ولم تكتب كلمة واحدة دفاعا عن الجماعة لأن كتابها متقلون ول، الرقابة على الصحف كانت ائمة!قال أحد المتهمين فى حوادث اعتداء بالقنابل لوكيل النيابة أثناء التحقيق معه:

لمذا اعتقلتمونا بسبب نسف المحلات التجارية اليهودية بينما كانت الحكومة تشجعنا على ذلك. ومضى يقول: كانت السلطات تعيد إلينا كل المتفجرات التى عثر عليها زعمنا أنها تتجه إلى فلسطين! قصد مندوب صحيفة " المصرى" إل الشيخ حسن لبنا يسأله رأيه فى حل الجماعة.

فقال: " لا يمكن بالتحديد حصر الأسباب التى دعت الذين اصدروا هذا القرار إلى إصداره ولكن يقال غن من هذه الأسباب... التحول الذى طرأ – أو فى النية أن يطرأ – على اتجاهات السياسة البريطانية فى الشرق.

ومن المعلوم ان بريطانيا تعتبر الإخوان المسلمين قوة وطنية متطرفة وتغزو إلى دعايتهم تعطيل الاتفاق مع مصر.وكذلك الحزبية التى تصاحب قرب موعد الانتخابات النيابية... لأن الحزب السعدى يريد أن يظفر بأغلبية برلمانية تمكنه من الإستمرار فى الحكم . والإخوان المسلمون قوة شعبية ينتظر منها الصمود فى هذا الموقف.

ومن " التكتيك الحزبى" أن يشوه موقفهم بمثل هذا العمل قبل حلول موعد الإنتخابات فى أكتوبر 1949, ورغبة الحكومات العربية فى إنهاء قضية فلسطين ولو على غير ما تريد الشعوب.

وهناك من الضغوط الجنبية ما لم تستطع معه الحكومة المصرية إلا أن تتخذ هذا الإجراء .

وعلى كل حال فهو موقف يؤسف له وما لم يعدل فى وقت قريب. فإن الأمور فى لاداخل والخارج لا يمكن أن تستقر على هذا الأساس من الضغط والظلم والتحدى".

ولم ينشر حديث الشيخ إلا فى 9 من أكتوبر 1949 بعد استقالة إبراهيم عبد الهادى ..ز بسبب الرقابة على الصحف.

قالت صحيفة " شيكاغو ديلى تريبيون":

" حلت جماعة الإخوان المسلمين بأوامر شخصية من الملك عندما علم أ،ها تخطط للإطاحة به والإستيلاء على الحكم".

على الجبهة المصرية كنت توجد مأساة أخرى....

مساء 7 من ديسمبر اقتحم اللواء البردينى القائد الثانى للقوات المصرية فى فلسطين معسكر الإخوان ليبلغ قائد الجماعة كامل الشريف أن الحكومة قررت حل الجماعة , وسيعلن ذلك فى اليوم التالى . وقال: الحكومة المصرية تخشى أن يقوم الإخوان بحركات انتقامية فى الميدان .

أجاب كامل لاشريف:لن يختم الإخوان جهادهم بضرب المؤمنين من إخوانهم وزملائهم ويجتمع اللواء فؤاد صادق قائد القوات المصرية فى فلسطين بالإخوان فيعلن حسن دوح أ،هم قرروا البقاء وموصلة الجهاد. ويبعث المرشد العام برسالة إليهم يقول فيها:

" ما دام فى فلسطين يهودى واحد يقاتل فإن مهمتكم لم تنته بعد. ويستمر الإخوان .. يقاتلون . وتماطل الحكومة فى منح الشجعان أوسمة ... وعندما تمحنها لبعضهم تسميهم " جماعة المتطوعين المصريين". وتحلل وزارة الخارجية البريطانية الموقف بعد حل الإخوان.

قالت الوزارة

" حدث تدهور خطير للغاية فى الأمن العام . وتكمن خطورة الموقف الراهن فى اسبابه أن لامصريين ينفسون عن مشاعرهم بهذه الطريقة من وقت لآخر ولا شك أن الإنفجار الأخير كان نتيجة لتصاعد الشعور بالإحباط. والجمهور المصرى يدرك فى المقام الول , أن مغامراتهم فى فلسطين قد فشلت.

ويدرك المصريون أيضا حماقة الحكومة المصريةإذ أحجمت عن التصديق على اتفاق كامبل – خشبة حول السودان.

ويدركون عزلتهم الاستراتيجية فى مواجهة موقف دولى متدهور وهم يعترضون على سلوك ملكهم وما زالوا نتظرون حدوث شئ ملموس باتجاه الإصلاح الاجتماعى.


كل هذه المصادر التى ينبع منها السخط زادت حدتها فى الأسابيع القليلة لاماضية .

وحدثت اضطرابات فوضوية مماثلة فى سوريا فى الأسبوع الماضى.

وقد تكون أخطر عناصر هذه الاضطرابات أنها تخلق الموقف الملائم تماما الذى ينتظره الشيوعيون.

 ومقارنة بالشرق الأقصى وأفريقيا أظن أن التسلل السوفيتى للشرق الأوسط لم يكن نشيطا كما يجب.

وبما يكون الأمر أن لسوفيت ينتظرون سقوط لحكومات العربية وهو ما توقعوه عقب الفشل العربى فى حل المشكلة الفلسطينية.

ولا يوجد لدنيا لاكثير مما يمكن ان نفعله فى مواجهة هذه السياسة السوفيتية سوى أن نفهم الحكومات العربية ضرورة الحفاظ على النظام العام وتشجيعها مر اخرى على اتخاذ خطوات أكثر إيجابية باتجاه الإصلاح الاجتماعى".

وهكذا نجد أن بريطانيا خافت من أن يؤدى تدهور الأمن إلى سقوط مصر فى ايدى الشيوعيين ومن هنا كان الضغط البريطانى ضد الإخوان أما السوفييت فرأوا أن الفشل العربى فى فلسطين سيؤدى إلى سقوط الحكومات العربية وسقوط مصر فى أيدى الشيوعيين وكان الإخوان هم الضحية!

الصامتون

كانت اللجنة العليا للحزب الوطنى – التى يرأسها فتحي رضوان المحامى وتضم شباب الحزب الوطني – الهيئة الوحيدة التى احتجت على قرار حل جماعة الإخوان المسلمين.قال فى بيان لها:

" القرار ثورة على الدستور, وخروج بسلطة الحكام العرفية عن الغرض الذى أعدت له .

إن النقراشى باشا الحاكم العسكرى فى فترة الحرب مع الصهاينة, هو الذى يحل هيئة الإخوان المسلمين الذين حاربوا فى فلسطين شد الصهاينة كأشجع وأقوى ما يكون المحاربون.

وإذا كان ما نسب إليهم صحيحا فهو لا يعدو اعتداء على المحال اليهودية أو على أفراد من اليهود مما يجعل النظر فيه من اختصاص المحاكم العادية ويخرجه عن سلطة الحاكم العسكرى تماما.

ولا يملك الحاكم العسكرى أن يحل حزبا بأسره يختلف معه الرأى وينافسه فى الإنتخابات القريبة ويصادر أمواله ويستولى على عقاراته, ويتوقف نشاطه لأن الدستور وقانون العقوبات لا يسمحان بشئ من ذلك حتى فى حق من تثبت عليهم قضايا ارتكاب جرائم الخيانة العظمى أو التطاول على مقام جلالة الملك وهى جرائم مهددة لكيان الدولة.

ولا يوجد مسوغ للإستيلاء على دور الإخوان والتصرف نهائيا فى أموالهم لأن ذلك لا يحقق إلا غرضا واحد وهو التنكيل بالإخوان.

إن بريطانيا وصحفها أبدت ارتياحا للحل مما يكشف جانبا من جوانب الخطر فى هذا الإجراء".

وقال البيان:

"إن المنطق الذى أخذ به الحاكم العسكرى فى محاربة الإخوان , ترفع اللورد اللنبى وبريطانيا عن الأخذ به فى معاملة المضربين.

لقد اعتبرت بريطانيا حوادث الاغتيال فى المدة من 1920 حتى 1924 عملا وفديا بحتا وأن سعد زغلول هو المسئول عن هذه الجرائم.. ومع ذلك لم توعز بريطانيا بحل حزب الوفد وكانت تملك أن تفعل .

فهل يكون المصريين أكثر جرأة على الدستور وأمعن فى محاربة الحقوق الأساسية للناس من بريطانيا والبريطانيين".

لم ينشر هذا البيان عقب صدوره لأن الرقابة على الصحف كانت قائمة ونشر جانبا منه فتحي رضوان – فى جريدة المصرى فى 28 من فبراير 1950 – فى عهد وزارة الأخيرة ولكنى وجدت هذا البيان ضمن الوثائق البريطانية المحفوظة فى مركز الوثائق العامة فى لندن!


واستنكر صالح حربا باشا رئيس جمعية الشبان المسلمين قرار الحل. قال : " لم يجازف الإنجليز بحل الوفد المصرى رغم أتهام بعض أعضائه باغتيال السرادار السير لى ستاك باشا حاكم السودان والحكم عليهم بالإعدام ورغم حوادث الاغتيال لمتعددة التى نسبها الإنجليز لوفد المصرى وأعتقل بسببها مكرم عبيد والدكتور أحمد ماهر ومحمود فهمى النقراشى وإبراهيم عبد الهادى وغيرهم.

على الرغم من ذلك كله .. فقد بقى الوفد المصرى ولم يحل ولكن السعديين المصريين حلوا جمعية الإخوان". ... لم تنشر كلمات صالح حرب إلا فى 19 من نوفمبر عام 1949 فى جريدة " الكتلة" التى انطلقت قبل غيرها ودون غيرها , لفترة طويلة, فى الدفاع عن الإخوان... بعد استقالة إبراهيم عبد الهادى وتولى حسين سرى باشا رئاسة الوزارة.

ولكن باقى الأحزاب المصرية استقبلت قرار الحاكم العسكرى فى صمت لم تستنكره مع أن قرار الحل قد يلاحقها .. ولم تؤيد القرار لأنه يخلصها من أقوى أ‘دائها..

وفى بيان فتحي رضوان غلى ذلك:

" إ، التأييد الصمنى " أو الصريح الذى لقيه الحاكم العسكرى من بعض المعارضين له يرجع إلى أن الحاكم العسكرى تحمل – دون معارضيه – وزر خطوة لم يجدوا عندهم الشجاعة عليها".

وتوجه بعض رجال الأزهر إلى مكتب عبد الرحمن عمار يهنئون بقرار الحل قائلين:

هؤلاء إخوان الشياطين . والحمد لله على خلاص البلاد من شرهم وأيد بعضهم قرار الحل فى أحاديث قدمتها الإذاعة المصرية . وأكدت المفوضية الامتناع عن تأييد قرار الحل على أمل تأييد الجماعة لهذه الأحزاب فى الانتخابات القادمة". وقد تبين صدق هذه النبوءة فيما بعد! وقالت صحيفة " أخبار اليوم" ... " أدلى النحاس باشا بحديث إلى صحيفة " الأهرام" أيد فيه قرار الحل ولكن فؤاد سراح الدين سكرتير عام الوفد أوقف النشر... لأن الحديث ليس للنشر"!

قالت مجلة آخر ساعة تحت عنوان المعارضون يصفقون ويبكون لحل الإخوان المسلمين".

" ابدى المعارضون ارتياحهم لهذا القرار سرا فقد تخلصوا من جمعية كانت تعتبر أقوى من خصومهم. ولم تكن هذه الجمعية حزبا فقط بل كانت أشبه بدولة لهاجيش ومستشفيت ومدارس ومصان وشركات اما عن العلن فقد رفضت صحف المعارضة أن تعلق بكلمة واكتفى المعارضون فى أحاديثهم مع الشيخ البنا بإبداء الأسف والسخط وتحدث مكرم عبيد مستنكرا هذا التصرف حتى ظن الشيخ حسن أن مكرم باشا أصبح هو الآخر أخا مسلما"!

علقت السفارة البريطانية على البيان بأن فتحي رضوان محاممن طراز وطنىمتطرف وداعية يثير الفتن والقلاقل.

وقالت تقارير السفارة :

" أراد الإخوان الاندماج فى اللجنة العليا للحزب الوطنى ويعتزمون مواصلة النشاط السرى تحت حماية هذه اللجنة ورعايتها.

وأثير اقتراح بأن يتولى الحزب الوطني النشاط السياسى للجماعة بينما يقتصر نشاط قادتها على متابعة رسالتهم الدينية والاجتماعية".

وفكر الشيخ البنا- كما يقول الباقورى - فى ان يستبدل باسم جماعة الإخوان اسم " رابطة المصحف " حتى يتفرغ للتربية الدينية التى هى اصل الأصول فى جماعات الإصلاح.قال زكى على باشا وكيل جمعية الشبان المسلمين إن المرشد العام أراد الإندماج فى جمعية الشبان المسلمين.

خاف أعضاء جمعية الشبان المسلمين على أنفسهم من عنت الدوة فاعترض وكيل الجمعية زكى على باشا على حضور الشيخ

ولكن صالححرب باشا رئيس الجمعية زار المرشد العام فى بيته وقال له :

- اعتبر دار الشبان دار الإخوان... دارك ومفتوحة لك دائما.

- عرفت الحكومة بذلك فاتصل المسئولون بصالح حرب وقالوا له: هذا تحد لأمر الحل.

- رفض صالح حرب الخضوع قائلا: هذه دار المسلمين جميعا . لن يوصد بابها فى وجه مسلم ومن باب أولى لا يوصد فى وجه البنا وستظل داره راغبا فى زيارتها.

- وقال لمحمد الليثي: اخل مكتبك للأستاذ البنا .. وحاول ألا تجمع معه فى المكتب أكثر من ثلاثة أشخاص حتى لا يطبق عليه قرار الحل. وهمس صالح حرب فى أذن الليثى قائلا:

- لا تدع الشيخ يعلم بشيء مما دار بيننا وبين الحكومة بشأنه .

- وقال الدكتور يحيى الديرديرى مراقب الجمعية للأعضاء الشيخ حسن يحضر إلى الجمعية كرجل مسلم وكضيف. وقد قرر ألا يعقد فى " الشبان المسلمين" اجتماعات ولا يلتقى بأعضاء.

وهكذا أصبحت جمعية الشبان المسلمين المكان الوحيد الذى يتردد عليه البنا فدفع اشتراك 5 سنوات سابقة لم يسدد عنها الاشتراك من قبل . وكتب بخط يده فى 4 من فبراير طلبا ليكون عضوا فى الجمعية . وقال غنه صحفى هدفه أغراضها فتقرر أن يعرض طلب الالتحاق على مجلس الإدارة يوم 18 من فبراير لاتخاذ قرار فيه.

وقيل إنه سيكون رئيسا للجمعية وبذلك تتحول لتصبح بديلا للإخوان ! وفى كتاب محمود عبد الحليم قال:" إنه لا يستبعد رغبة الشيخ البنا فى نقل نشاط الجماعة والإندماج هنا و هناك فيجد لدعوته منفذا مؤقتا قبل أن تطبق عليها الغيوم أطباق كاملا, وليدخل الطمأنينة إلى نفس الملك".

ولكن أخفق الشيخ البنا فى التماس المنفذ!

وزارا الشيخ البنا رئيس الحزب الوطني حافظ رمضان باشا يسأله فيما إذا كان من الأفضل إثارة موضوع الحل فى البرلمان.

قال حافظ رمضان:

اللجوء إلى الهيئات النيابية قد يضر ضررا بليغا إذا وافقت تلك الهيئات على قرار الحل.

وكان حافظ رمضان يعرف أن الأغلبية , فى مجلس النواب للحكومة ومن الطبيعى أن يؤيد النواب قرارها. أفضى الشيخ إلى فتحي رضوان بأنه يود أن يكل إلى هيئة من رجال السياسة المصريين حزبين ومستقلين وبعض المشتغلين بالشئون العربية والإسلامية – بينهم وهيب دوس بك المحامى القبطى وصادق المجددى سفير الأفغان بالقاهرة – أمر الوساطة بين الإخوان وحكومة النقراشى.

وكان يأمل أن تنجح وساطة هؤلاء الكبار فى أن تخفف الحكومة من شدة اجراءات الإعتقال وأن تدع نشاط الإخوان الخيرى والدينى وأن تعفى من الصادرة والحل الشركات التى تمارس نشاطا اقتصاديا.

وحمل عبد العزيز الصافانى سكرتير الحزب الوطني قائمة بالأسماء المقترحة للهيئة وعرضها على حافظ رمضن باشا قائلا:

يطمع الشيخ البنا فى أن تقوم بدعوة هذه اللجنة للإجتماع فى دارك

قال حافظ رمضان للصوفانى: أنصحك بصرف النظر عن المشروع كله!ويلتقى الشيخ البنا بفتحي رضوان فيقول له:

- ماذا فعل الباشا – يقصد حافظ رمضان – لنا وبنا . ونسينا أن غضب علينا؟

- أجاب فتحي رضوان:

- الخلاف بينك وبين الحكومة خلاف مبدئى لا تنفع فيه وساطة الوسطاء

- رد الشيخ معللا النفس بالأمانى:

- هذا باب مفتوح يجب أن نطرقه حتى لا نكون قد قصرنا فى شئ!

- اقام الشيخ دعوى أمام مجلس الدولة يطلب فيها الغاء قرار الحل. وتوجه مع صهره عبد الكريم منصور إلى المجلس فجاء شرطى فتش المرشد تفتيشا دقيقا وكأ،ه يريد أن يعرف ما إذا كان الشيخ يلبس درعا أم لا.

- وقال منشور سرى كتبه البنا عنوانه" قضيتنا":

" طلبت السفارة البريطانية من النحاس باشا عام 1942, والحرب العالمية على أشدها والألمان على الأبواب, حل الإخوان المسلمين وتعطيل نشاطهم فأبى أن يجيبها إلى ذلك, وأكتفى بإغق الشعب كلها مع بقاء المركز العام إلى حين!

- إن الدافع الحقيقى للحل هو انتهاز الجانب فرصة وقوع الحوادث مع اضطراب السياسة الدولية , وقلق الموقف فى فلسطين , وتردى سياسة مصر بين الإقدام والإحجام فشددوا الضغط على الحكومة. وكان فى وسع رئيس الوزراء أن يزجرهم عن مثل هذا التدخل فى شأن داخلى".

- ونسب الشيخ البنا أسباب الحل إلى ما يشاع عن قرب الإنفاق بين الحكومة المصرية والحكومة البريطانية والموقف الحزبى والتأهب للإنتخابات القادمة.

- وقال الشيخ البنا:

" اعتقل ألف شخص ليسوا متهمين فى شئ, وهم بين استاذ الجامعة كالأستاذ حسين كمال الدين, أو فى الأزهر كالأستاذ بهى الخولى, أو فى المعاهد العليا كالأستاذ عبد العزيز كامل وأحمد كامل سليم, أو فى دار العلوم كالأستاذ أحمد عبد العزيز جلال.

ومنهم المحامون الكبار, أو التجار الفضلاء والعمال والطلاب وليس فيهم أبدا منهم ولا مجرم.

وفصلت الحكومة أكثر من 150 موظفا من الموظفين الصغار الذين لا ستطعيون مقاضاتها أمام مجلس الدولة. وشردت من القاهرة وحدها إلى الوجه القبلى 500 موظف.

وصدرت الأوامر العسكرية بمصادرة مرتبات عدد كبير من الموظفين, وأموالهم وشركات هى:

شركة " الإخوان للتجارة" بميت غمر, و"المناجم والمحاجز العربية" و" الإخوان للنسيج"و" الإخاء الإسلامى بفرشوط" و" دار الإخوان للطباعة" و"دار الإخوان للصحافة " وكلها لا صلة لها بهيئة الإخوان ولكنها وضعت هذا االقسم من باب الدعاية التجارية.

وقال الشيخ البنا" إن كل ما يطلبه من الحكومة أمرين اثنين:

(أ‌) دفع المظالم التى وقعت على الناس بلا سبب.

(ب‌) إطلاق حرية الدعوة فى الوقت المناسب بالأسلوب الذى لا ينال من هيبة الحكومة ولا يعطل من نشاط الإخوان.

(ت‌) وفى نظير ذلك يتعهد المرشد العام ورؤساء الإخوان أن يكونوا أعوانا صادقين للحكومة فى استقرار الأمن واستتباب النظام".

ولكن الحكومة اكتفت بمصادرة المنشور واعتقال موزعيه وحائزيه!

وأذاع الشيخ البنا بيانا آخر رد فيه على مذكرة عبد الرحمن عمار عن الماعة فند فيهكل أسباب الحل. ولكن الحكومة أيضا صادرت هذا البيان وأعتقلت موزعيه وحائزيه وتركت كتابه الشيخ البنا ... حرا! وقال الإخوان:ط إن سفراء بريكانيا والولايات المتحدة وفرنسا اجتمعوا يوم 20 من نوفمبر 1948 فى معسكرات القوات البريطانية بفايد قرب الإسماعيلية وقرروا أن يتقدم السفير البريطانى – باسمهم – يلطب حل الجماعة.

وفى 20 من نوفمبر 1948 ارسل الكولونيل ماك درموت, رئيس إدارة المخابرات فى قيادة القوات البريطانية, إلى مدير إدارة المخابرات يبلغه بأن السفارة البريطانية اخطرت القيادة البريطانية رسميا بأن خطوات دبلوماسية تتخذ لإقناع السلطات المصرية بحل الجماعة فى أقرب وقت مستطاع. وقال عبد الرحمن عمار فى أثناء محاكمة لامتهم باغتيال النقراشى إن الإخوان ادعوا ذلك لإيهام الناس بأ، النقراشى حين قرر حل الإخوان كان تحت ضغوط أجنبية.

ونشر الإخوان نصوص الرسائل المتبادلة فى العدد الأول من مجلة الدعوة الصادرة فى 31 من يناير عام 1951.وأشاروا إليها فى أثناء محاكمة المتهمين اغتيال البنا.

ضاق الإنجليز بذلك فزار تشابمان اندروز الوزير البريطانى المفوض إبراهيم عبد الهادى باشا فى منزله وقال له:


هذه الوثائق مزورة . وإنى أطلب منك ن تعلن ذلك باعتبارك رئيس الوزارة التى قبض فى عهدها على بعض المتهمين فى سيارة الجيب وغيرها – وأضاف " أندروز":

- إذا وجدت حرجا فى النش فى بالصحف أو الاتصال بالفضاء فإن السفارة البريطانية على استعداد لإعلان ذلك رسميا:

اعتذر رئيس الوزراء السابق فبعث مورى جراهام المستشار القانونى للسفارة البريطانية إلى وحيد رأفت مستشار الرأى لوزارة الخارجية المصرية رسالة قال فيها:

" إن أمر حل الإخوان المسلمين لم يكن محل حديث بين السفارة الأمريكية والحكومة لامصرية" وقدمت النيابة هذه الرسالة للمحكمة فى قاعة الجلسة.وكان مورى يكذب فإن مقابلات السفير البريطانى السير رونالد كامبل لرجال الملك والوزراء تقطع بان السفير ألح على ضرورة الحل.

كتبت السفارة البرطانية إلى لندن بعد يومبن من قرار الحل:

" تجتاح الأمة المصرية حاليا موجة من الغضب بسبب الروح التى أبدتها الأحزاب السياسية المختلفة. ويعيب الشعب على السلطات سلوكها تجاه الإخوان والذين استخدموا فى نفس الوقت كأدوات ضد الوفد. وبينهم الرأى العام جميع الأحزاب بالإهتمام بمصالحها الخاصة.

ويواجه الإخوان حاليا أبشع التهم دون إجراء الحد الأدنى نم التحريات للتحقيق فيها".

تلقت وزارة الخارجية المصرية المحاسبة ومجلس الدولة رسائل تهديد بنسفها. وقالت المفوضية الأمريكية أنه وجدت متفجرات فى مكتب وكيل وزارة الأشتغال .

وأعلنت الحكومة عن مكافأة لمن يرشد عن مستودعات السلاح ونشرت كميات وأعداد الأسلحة المضبوطة. حرم الشيخ البنا على نفسه الطعام الطيب ليشارك الإخوان فيما يتحملونه فى السجون والمعتقلات. وكان يستيقظ ليلا قائلا:

اسمع صياح الأطفال الذين غاب آباؤهم فى المعتقلات.

وأصدر القنراشى باشا بصفته الحاكم العسكرى العام أمرا بمنع الطلبة من الإشتراك فى النشاط السياسى للأحزاب أو الأندية السياسية.

ولم تنشر أنباء الاعتقالات فى الصحف نتيجة للرقابة مما ترك أسوأ انطباع لدى الإخوان كما تقول السفارة البريطانية.

رد الإخوان بطبع منشورات توضح موقفهم وموقف الحكومة تجاه الحركة الوطنية.

تلقى وزراء حزب الإحرار الدستوريين منشورا وقع باسم " كتاب النضال المقدس لتحرير الإسلام". احتج المنشور على قرار الحل وقال إن أ‘داء الجماعة غيروا – بدهاء – طبيعتها الحقيقية فقد قام الإخوان لإنقاذ الأمة مبادئ الإسلام والعمل بالقرآن وتنفيذ إرادة الله.

وقال المنشور إن موقعيه من الإخوان وإنهم يختلفون مع زعيم الجماعة البنا فى أسلوب إعادة حقوق الجماعة و سيتبعون طريقا خاصا لذلك فالعدوان يرد بالعوان وهم مرغمون على رد السهام التى وجهت إليهم.

وطالب المنشور الحاكم العسكرى" بعلاج الإجراءات الظالمة التى لا ترضى الله والملك والدستور أو الشعب سينفذون إرادة الله أو يموتون شهداء"

علقت المفوضية الأمريكية على ذلك بأن أسلوب المنشور يدل على أن كاتبه هو المرشد العام أو أحد خلصائه بهدف آخر وهو إقناع الحكومة بأن البنا ليس مسئولا ‘ن أعمال الإرهاب.

وقالت المفوضية إن صدور هذا المنشور وتوزيعه دليل على أن الحكومة لم تعتقل بعد كل الإرهابيين! حاول البنا لقاء النقراشى والوصول غلى تفاهم يوقف اندفاع شباب الجماعة وأراد أن يبين له أن تطرف بعض الشباب لا يجب أن ينعكس على الإخوان جميعا.

وكان البنا يرغب فى أن يشكو إلى رئيس الوزراء من أن بعض الشركات الصادرة ليست لها علاقة بالإخوان ما تم استيلاء العمد والمشايخ على أراض زراعية بدعوة أنها مملوكة للإخوان! ولكن النقراشى رفض لقاءه فكتب إليه المرشد العام رسالة بأن الإخوان يعتزمون الهدوء وسيعاونون على قرار الأمن.

واجتمع الشيخ البنا وإبراهيم عبد الهادى رئيس الديوان الملكى قدم البنا لرئيس الديوان رسالة بأن الإخوان يعتزمون التزام الهدوء.

رد رئيس الديوان:

تحدد خط الحكومة بشكل مؤكد. فإما أن ترضخ أو تتحمل العواقب رأى المرشد العام أن يبين موقفه لكل المحيطين بالملك فاجتمع بكريم ثابت المستشار الصحفى لفاروق, يشكو إليه قسوة تدابير حل الإخوان واتساع نطاق موجة الاعتقالات.

قال: إن انحراف الإخوان المسلمين إلى الاشتغال بالسياسة كان خطأ كبيرا وكان أحرى بهم أن يتجنبوها وأن يقصروا رسالتهم على خدمة الدين, والدعوة إلى مكارم الأخلاق. والهداية إلى آداب الإسلام وهو الأصل فى تكوين الجماعة.

وإنى أطلب إليك أن تنقل إلى الملك فحوى هذا الحديث ليتدخل لتخفيف تدابير الحل والمصادرة . وتبقى على الإخوان كهيئة دينية تنصرف إلى تأدية رسالتها دون أن تجاوزها بحال. واضاف الشيخ البنا:

سيكون الإخوان المسلمون كهيئة دينية عونا كبيرا للملك والعرش فى مقاومة الشيوعية والمبادى الهدامة. وإذا وافق الملك فإنى مستعد – تسهيلا لمهمة الحكومة – أن أذيع بيانا أعلن فيه أن الإخوان لن يشتغلوا بالسياسة وأنهم من الآن فصاعدسيوجهون جهودهم إلى الأغراض الدينية وحدها.

وظل البنا يردد فى أحاديثه للسياسيين ورجال الصحافة :" إن ولاءنا للعرض لا ينكره إلاكل مكابر". وقال :" الإسلام لا يتعارض مع النظم الملكية".

وأعلن أن الإخوان يلتزمون بقول الحسن البصرى :" لو كانت لى دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان فغن الله يصلح بصلاحه خلقا كثيرا".

قالت تقارير المخابرات البريطانية بعد أسبوع من الحل" إن اضطرابات عنيفة وقعت فى مدرسة الزقازيق وأن ثلاثة من أعضاء الجماعة الإخوان المسلمي ألقوا قنبلة على رجال الشرطة ما أدى إلى غصابة ثلاثة منهم , ووجدت قنبلة أخرى لم تنفجر.

وعثرن الشرطة خلال التفتيش على خطاب يتهم البنا بالتقاعس إزاء قرار الحل".

قصد ثلاثة من رجال الملك فاروق إلى السفارة البريطانية بعد حل الإخوان . قال السير رونالد كامبل السفير البريطانى لإبراهيم عبد الهادىء رئيس الديوان الذى زار السفارة بعد 48 ساعة من القرار: أعتقد أن الحكومة تأخرت أكثر من اللازم فى اتخاذ قرار الحل

قال رئيس الديوان: لا أظن لك وقمعهم سيستمر بقوة.

قال السفير: هل البنا مخلصا فى رسالته بالتزام الهدوء أم أنه يحاول كسب الوقت للتحضير لعودة الإخوان .

أجاب عبد الهادى: لا يمكننى تحديد الدافع وراء الرسالة لأن عقلية الشيخ مراوغة... والحكومة تعتزم القضاء عليهم.

وقال حسن يوسف وكيل الديوان الملكى لتشابمان أندروز الوزير البريطانى المفوض:

كان الإجراء الذى اتخذته الحكومة عقب حل الجماعة إجراء سلميا وناجحا إلى حد كبير. تم الإستيلاء على جميع مقارهم فى أنحاء البلاد واستخدم بعضها كنقط إضافية.

وصودرت كميات كبيرة من الذخائر والمفرقعات .... والموال .

واختتم حسن يوسف حديثه قائلا:

نحن نشكر النقراشى على اتخاذ الإجراءات وهناك رجلان فى مصر لديهما القدرة على أداء هذه المهمة ... إسماعيل صدقى , والنقراشى.

كان ادجار جلاد هو الرجل الثالث الذى ذهب ليتناول الشاى مع اندروز وادجار جلاد كان يصدر جريدتى" الزمان" العربية المسائية ," الجورنال ديجيبت" الفرنسية الصباحية. قال جلاد وكأنه يلقى بنكته:

أدى الملك فاروق خدمة جليلة إلى الحلفاء فى الحرب القادمة باتخاذ إجراءات ضد هؤلاء الناس.

بدأ على أندروز أنه لم يفهم ما يقصده جلاد بك فأخذ الصحفى يشرح وجهة نظره الشخصية قال:

كان الإخوان سيقفون بالتأكيد ضد أى محاولة مع بريطانيا من الناحية العسكرية . ويمثلون شوكة فى حلق بريطانيا خلال الحرب.

أجاب أندروز:

من الطبيعى أن تجمع الآراء على سلامة تصرف الملك ولكن بصرف النظر تماماعن موضوع الحرب القادمة فإن هذا الإجراء القوى جاء فى موعده المناسب لصالح الأمن الداخلى. قال جلاد:

لابد من الاعتراف بأن النقراشى نفذ المهمة بنجاح إلى أقصى حد وهذا يعنى بالطبع أن يبقى فى منصبه بأى ثمن حتى يتم أنجاز المهمة.

وزاد مركزه قوة فى البلاد نتيجة لذلك, فالإخوان لم تكن لهم شعبية رغم قوتهم وعددهم.سأله اندروز: هل تعتقد أن الحكومة وضعت يدها على جميع مخازن الأسلحة ولن يثير الإخوان متاعب أخرى؟ قال جلاد:

أعتقد أن عناصر متفرقة من اخوان المسلمين سيقوم ببعض أعمال العنف بصورة متقطعة . وسبق للإخوان أن حذروا الميع من أنهم سيلجأون للعمل السرى تحت الأرض.

وقال حسن يوسف باشا وكيل لديوان الملكى لفؤاد شيرين باشا محافظ القاهرة :

حلينا الجماعة ولم يحدث شئ!

ويبدأ التفكير فى تغيير النقراشى مادام قد حقق مهمته فى حل الجماعة قصد السفير البريطانى إلى وزارة الخارجية المصرية ليزور أحمد خشبة باشا بعد أسبوع بالضبط من قرار الحل.

قال وزير خارجية مصر:السبب الذى من أجله يحبنى صاحب الجلالة هو أدراكه إنى أستطيع التعاون معكم. وهو السبب أيضا فى اختيارى رئيسا لوفد مصر فى الأمم المتحدة ببباريس وهو دليل على عزم جلالته التوصل إلى اتفاقمعكم. واضاف : كيف تسير الأمور؟

قال السفير:

قيام الملك بزيارة السفارة ولكن الأهم أن يظهر جلالته الاستمرار قال خشبة باشا: يخشى الملك إذا تخلص من النقراشى لللوصول إلى اتفاق وعلان وأن تلبسوا تدخلكم ثوب النصيحة!

.... يقصد بذلك إزعامه على تشكيل وزارة برئاسة النحاس.

قال السفير:

لقد نفى مستر بيفن وزير الخارجية أية نية للتدخل فى شئون مصر ومهما أكدت للملك أننا لن نتدخل فإن الفكرة تظل تؤرقه وتطارده.

قال خشبة :

أعتقد أنه لن يكون هناك تحسن دون إجراء تغيير فى الوزارة. ولن تخف حدة اضطرابات السودان دون إجراء هذا التغيير.

وقال وزير الخارجية:

الملك يتعجل إجراء التغيير وعاد الوزير يكرر مرة أخرى:

يخشى الملك أن يفرض عليه نوع التغيير الوزارة وشكله ويكتب السفير البريطانى قائلا: " ينتظر منا خشبة باشا كلمة تجعله رئيسا للوزراء"!

استمر النقراشى فى اعتقال أعضاء الجهاز السرى خوفا من وقع اضطرابات وكان من نتيجة ذلك أن قطعت الصلة بين البنا وقادة الجهاز وبين القادة واتباعهم.

قال الشيخ الباقورى" إن قرار النقراشى بتصفية موجودات الإخوان وممتلكاتهم, نفذ بأسلوب يثير الحفائظ ويوقظ الضغائن فى صدور المتحمسين من شباب الإخوان.

وكان من شأن هذا التصرف أن يحمل هؤلاء الشبان على أن يلقوا السيئة بسيئة مثلها . أو أكثر سوءا فقد تصوروا النقراشى معتديا على الإسلام ومعلنا الحرب على المسلمين فقرر نظامهم الخاص أن يثأروا لأنفسهم أو لجماعتهم".

لم يتحقق ما رجاه صاحب الجلالة من أن الحل لم يعقبه شئ وكان السفير لبريطانى وحده لاذى تنبأ بما تجرى عندما قال إن الإخوان سيلجأون إلى أعمال العنف. وكان النقراشى نفسه يعرف الحقيقة.... عندما حذره مرتضى المراغى من حل الجماعة قال رئيس الوزراء وهو يضحك:

- أعرف ديتها... رصاصة أو رصاصتان فى صدرى. وبعد عشرين يوما من حل الجماعة تحققت النبوءة كاملة!

الـــدم.... بالــــدم

وصل النقراشى باشا إلى وزارة الداخلية فى العاشرة وخمس دقائق من صباح الثلاثاء 28 من ديسمبر 1948 يحيط به ضباط الشرطة يحرسونه وهو يتجه إلى المصعد فى طريقه إلى مكتبه بالدور الثانى.


تقدم منه شاب يرتدى ملابس ضباط شرطة برتبة ملازم أول وأطلق عليه فى ظهره رصاصتين فسقط قتيلا بعد عشين يوما من صدور الأمر العسكرى بحل الإخوان.

لم يحاول القاتل الهرب فقبض عليه الرائد عبد الحميد خيرت ياور رئيس الوزراء واليوزباشى مصطفى علوان الضابط – بإدارة المباحث لجنائية وقد أسند إلى الضابطين – بعد ربع قرن تقريبا – منصب محافظى سوهاج وأسوان.

قال القاتل إن اسمه عبد المجيد أحمد حسن وأنه طالب بكلية الطب البيطرى. واعترف بأنه ارتكب الجريمة لأن النقراشى خائن للوطن.


وحدد أسباب الجريمة قائلا:

- لم يقم النقراشى بأى عمل إيجابى فى موضوع السودان.

- فلسطين ضاعت أخذها اليهود. وهذا يرجع إلى تهاون النقراشى.

- اعتدى على الإسلام شرد طلبة الكليات وحل جماعة الإخوان المسلمين وشركاتها.

- وقد ابعدت من كلية الطب البيطرى مع أن هذه الكلية لم تشترك فى اضطرابات كلية الطب. ولم يضيف عبد المجيد أحمد حسن إلى اعترافاته جديدا خلال الستة عشر يوما التالية رغم التعذيب الوحشى الذى عاناه وقاسته أسرته معه.

- ولكن تغير هذا الشاب القاتل العنيد فجأة عندما قدم إليه النائب العام محمود منصور صباح يوم 11 من يناير 1949 صحف الصباح وفيها " بيان للناس" كتبه الشيخ البنا.

- وكان الشيخ البنا قد كتب هذا البيان بهدف إقناع الحكومة بأن الجماعة ليست طرفا فى جريمة اغتيال النقراشى وليست محرضة عليها. وكان الشيخ البنا يريد تهدئة الموقف مع الحكومة وإقناعها بالإفراج عن المعتقلين وعدم تعذيبهم.

- ولم يدرك الشيخ البنا أن أحد أهداف الحكومة من البيان إقناع ذلك القاتل العنيد بأنه حان الوقت ليخون الإخوان ... كما خانوه ... وليخدعهم كما خدعوه وليقدمهم إلى القضاء والسجن والتعذيب ليعانوا كما يعانى ويلقوا بعض ما لقى من هوان!

- تكلم عبد المجيد أحمد حسن فى نفس اليوم.. ربما نتيجة التعذيب . وربما لأ، البيان يعطيه فرصة الإستسلام والإنهيار وإلقاء اللوم على المرشد لعام أو الذين خدعوه باسم المرشد العام.

- عجبت كل العجب بعد أن قرأت " بيان للناس" وعلمت أن هيئة كبار العلماء أصدرت بيانا عن هذا الحادث فاطلعت عليه.

- وعقب ذلك أردت أن أعلن جميع أفراد النظام الخاص بأنه غر بنا ولست وحدى.

- كان نفس التاثير الذى وقع علىّ واقعا عليهم, ولا أعلم إن كان هذا التأثير لا يزال واقعا عليهم إلى الآن أم لا وكنت أعتقد . بحسبتعاليم هذا النظام الخاص أن كل أمر . يكلف بارتكابه أفراد نظامنا. يوافق عليه البنا شخصيا بصفته القائد لهذا النظام. - وأعتقد أن المسئول الأول عن جميع هذه الحوداث هو البنا بشخصه ولكنى لا أملك سوى أدلة سماعية فقط.

- .... توالت أعترافات عبد المجيد أحمد حسن عن النظام الخاص الذى التحق به فى أواخر عام 1945 وتدرج فيه حتى أقسم على البيعة فى صيف عام 1949.

- قال إن خطة اغتيال رئيس الوزراء وضعت يوم 18 من ديسمبر واتفق على التنفيذ فى 23 من ديسمبر أى بعد أسبوعين من قرار الحل. ثم أرجى التنفيذ إلى أن تتخذ التدابير لحماية البنا إن اتجه التفكير غلى قتله انتقاما لاغتيال النقراشى.

- وقال إن أحد أعضاء الجماعة واسمه محمد مالك – الموظف بمطارألماظة – قال له إن قرار الحل يعتبر تحديا للجماعة وجرحا لهيبتها وجراة من جانب الدولة . ولابد من أن تغسل بالدم, هذه الإهانة والجرأة.

- وقال له مالك أيضا:

- الناس ينتظرون عملا يقوم به الإخوان ضد من حل الجماعة.

- فاقترح حد أعضاء الجهاز مهاجمة منزل النقراشى فرد مالك قائلا:

- الشيخ البنا لا يريد أن يضحى بأكثر من واحد مقابل اغتيال النقراشى.

- أدت اعترافات عبد المجيد أحمد حسن إلى القبض لى خمسة من الإخوان المسلمين بتهمة الاشتراك والإنفاق والتحريض والمساعدة بينهم الشيخ سيد سابق الذى أخذ يقنعه بأن القتل حلال فى سبيل الله فالنقراشى اعتدى على الإسلام بحل الجمعية.

- واستشهد الشيخ سابق ببعض الآيات القرآنية.

- واعترف عبد المجيد بعد ذلك على تسعة آخرين.

قال إنه عندما دخل وحده غرفة مظلمة ليؤدى قسم البيعة للنظام الخاص وجد شخصا لثما يتلقى البيعة, وعرف من صوته وحجمه وهيئته العامة – إذ كان ملتحيا – أنا صالح عشماوى وكيل جماعة الإخوان ومدير صحيفتها.

ولكن الشيخ صالح عشماوى لم يسأل فى قضية اغتيال النقراشى ولم يحقق معه وبالتالى لم يقدم غلى المحكمة رغم أن صلاح شادى قال فى كتابه إن صالح عشماوى كا يعتبر أسا من رؤوس النظام الخاص .

واعترف عبد المجيد على ضابط الشرطة أحمد فؤاد الذى اعد كل الإستعدادت للجريمة وكان مقررا أن يقوم بنفسه باغتيال النقراشى ... وقد انتحر هذا الضباط عند محاولة القبض عليه.

ولكن فهمى أبو غدير المحامى يقول:

الحقيقة أن أحمد فؤاد قتل بيد ضابط شرطة ولكن الحكومة ادعت أنه انتحر ولم يكن فى استطاعة أحد فى ذلك لحين تكذيب الحكومة أو الإصرار على تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة!

قالت صحيفة" المصرى" الناطقة باسم حزب الوفد:

" كان لانقراشى مثالا للنزاهة وكان وطنيا مخلصا لوطنه. عاش ومات فقيرا".ودافع عباس محمود العقاد عن النقراشى ورد على اتهامات الإخوان لرئيس الوزراء الراحل . كتب فى جريدة الأساس:

" إن خصوم النقراشى وأصدقاءه لم يجمعوا على صفة من صفاته كما أجمعوا على نزاهته وطهارة يديه.فلماذا يسوغ فى عقل من العقول أن يتهم هذا الرجل بالتواطؤ مع اليهود؟المصلحة وزارية ؟ إن مصلحته ومصلحة وزارته ومصلحة النظام إنما هى تحقيق النصر واجتناب الهزيمة. فهل من مصلحة مالية؟

إن ماضى الرجل كله لا يسوغ هذه التهمة ما الدليل عليها"ز

قال البنا إنه لا يعرف هوية القاتل . ولم يره قبل ذلك . ولا يعرف إذا كان من الإخوان أم لا. وأنه فوجئ بمقتل النقراشى كأى إنسان آخر .

وقال للصحفى أبو الخير نجيب:

اتصلت بمن استطيع الاتصال بهم يتنكرون لى. ويتهربون من محادثتى ويعدوننى كل الخير ولكنهم لم يتحركوا قيد أنملة.

ولو أتيح لى الإتصال بأنصارى حتى أبصرهم بما يفيد وما يضر , لما وقع هذا الحادث.

قال والد الشيخ البنا غن ابنه ظل يردد أن اغتيال النقراشى ليس من مبادئ الجمعية وان الإغتيال تم على غير رغبته وبدون علمه وكان يسنكره بشدة.وقال كثيرون من كتاب الإخوان إن المرشد لم يعلم أبدابنية اغتيال لنقراشى وأن عبد الرحمن السندى رئيس الجهاز كان صامتا لا يتكلم ولا يعلن نواياه.. أبدأ!

وقال الشيخ عمر اللتلمسانى:

عندما قتل النقراشى فإن الإخوان , الذين لا يقرون الإغتيال , استقلبوا النبأ مع الرضا تماما كما حدث ند اغتيال السادات إن ديننا لا يسمح بذلك ولكن طغيان النقراشى فى أواخر أيامه جعل الناس يستريحون لأى عمل ضده

وأضاف :

دوافع قتل النقراشى نفسية محضة . عبد المجيد حسن كان فردا فى الجماعة ورأى النقراشى يحلها ويعتقل أفرادها ويعذبهم ويصادر أموالهم ويجمد ممتلكاتها فاندفع, وبعض الشباب معه لارتكاب مثل هذا التصرف والنقراشى هو الذى قتل نفسه بسبب ما اقترفه فى حق هذا البلد!

قال فهمى أبو غدير: كان التنظيم الخاص هيئة تأسيسية توافق على كل عملية. بين أعضائها مصطفى مشهور وأحمد حسنين وأحمد زكى.

وقال: لا يستطيع أحد – السندى أو غيره – أن يتمرد على المرشد العام . ولكن يمكن القول إن هذه الهيئة , أو بعض أفرادها , ربما فهموا ان الشيخ البنا راض عن عملية الإغتيال .

وقال ابو غدير:

قتل النقراشى والجماعة بلا قيادة وعبد الرحمن السندى فى السجن ويبقى سؤال :

من حرض على قتل النقراشى؟

قال الضابط الكندى هاردى فى بحثه دفاعا عن المرشد العام: " يدعى المصريون المعارضون للإخوان أن الجماعة ذاتها " سواء كن البنا جزءا من المؤامرة أم لا مسئولة عن اغتيال النقراشى.

ولكن المرشد لعام شديد الذكاء . ومن المستبعد أن يكون قد تخيل أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تسفر عن تقدم لجماعته".

وقال هاردى: " تخيل البنا أنه يستطيع تهدئة الموقف ولكن آماله تحطمت عندما أغتيل النقراشى"ويصدر البنا كتيبا صغيرا عنوانه " القول الفصل" وزعه سرا عرض فيه وجهة نظر الإخوان .

قال: إن الضغط الأجنبى هو الذى أدى إلى قرار الحل. والأسلحة كانت بعلم الحكومة لقضية فلسطين والانفجارات لم ترتكب بأمر قيادة الإخوان وعلى فرض أن الإخوان قاموا بها فالجماعة ليست مسئولة عن أعمال نفر من أعضائها.

وابدى أسفه لقتل المستشار أحمد الخازندار واغتيال محمود فهمى النقراشى وقال غنه بالنسبة لمصرع رئيس الوزراء فإن قادة الجماعة كانوا معتقلين أو مراقبين وكان ذلك رد فعل لقرارات الحكومة"! أكد كثيرون:

إن موقف البنا من اغتيال النقراشى يشبه موقف سعد زغلول من اغتيال السردار البريطانى السير لى ستاك.

إن سعدا لم يأمر باغتيال السردار فإه كان يعلم عواقب هذه الجريمة وكذلك الحال بالنسبة للمرشد العام ومصرع النقراشى.. فالأقرب للعقل والمنطق أن تكون الجريمة قد تمت بغير علم الشيخ البنا وإن كان القاتل ينتمى إلى الجهاز الذى أنشاه وشكله الشيخ.

وصف السير رونالد كابل السفير البريطانى رد فعل مصر إزاء اغتيال النقراشى. قال فى أول برقية بعث بها إلى لندن فى عام 1949 " لم يكن النقراشى باشا رئيس وزراء شعبيا ..

ومع ذلك فغن اغتياله يحظى بالرثاء على نطاق واسع بوصفه حلقة أخرى من سلسلة الأعمال الإجرامية التى أعلنت على العالم افتقار مصر للنضج السياسى والإستقرار. ومن وجهة النظر الداخلية فإن الحادث كثف الإحساس بالاشمئزاز لدى المواطن المصرى العادى بالنسبة لاحتمال استمرار النظام.

وهناك إحساس بالإنهيار المستمر فى الشئون الداخلية والغامرات المكثفة فى الخارج".

..... يقصد حرب فلسطين.