الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدكتور "العريني" شاهد على العصر(2)»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
(٩ مراجعات متوسطة بواسطة ٤ مستخدمين غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
== '''الدكتور "[[العريني]]" شاهد على العصر(2)''' == | |||
'''أ.د "[[محمود العريني]]"''' | |||
﴿'''وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ'''﴾ (الذاريات:55) | |||
بعد أن تحدَّد موقف "[[عبدالمنعم عبدالرءوف]]" من "[[جمال عبد الناصر|عبدالناصر]]"- وتنصل "[[جمال عبد الناصر|عبدالناصر]]" من أن تكون الحركة إسلامية– لم يمتنع "[[جمال عبد الناصر|عبدالناصر]]" من الاتصال بمَن يعرفهم من ([[الإخوان]]) قبل وبعد الثورة. | |||
فقبل الثورة دبَّر الملك "فاروق" حريق [[القاهرة]] مع الإنجليز لإقالة حكومة (الوفد) ومطاردة [[الضباط الأحرار]]، واتصل "[[جمال عبد الناصر|عبدالناصر]]" بـ"[[حسن العشماوي]]"- الذي كان يعمل وكيل نيابة- ليخلصه من ورطة الأسلحة الموجودة في حوزته في [[القاهرة]] والمعروضة للمصادرة والمحاكمة، فقام "العشماوي" بنقلها وإخفائها في عزبته ب[[الشرقية]]، وكان جزاؤه أن حُكِمَ عليه بالإعدام في [[نوفمبر]] [[1954]]م؛ لكنَّ الله سلم وهرب إلى [[الكويت]] وتوفي هناك. | |||
قامت ثورة [[يوليو]] [[1952]]م، وباركها المرشد العام، وآزرها الشعب المصري وحماها ([[الإخوان المسلمون]]) من الفتن وبطش الإنجليز؛ فقام ([[الإخوان المسلمون]]) بحماية المنشآت العامة في داخل [[القاهرة]] وخارجها، ولم يجرؤ الإنجليز على عمل شيء ضد الثورة؛ لأن ([[الإخوان]]) أعطوهم درسًا لن ينسوه أبدًا بإخراجهم من [[القاهرة]] إلى [[الإسماعيلية]]، فلم يعودوا إليها مرةً ثانية. | |||
قام ([[الإخوان]]) بدور فعال من اليوم الأول للثورة بعد الدور البطولي الذي قام به "[[يوسف صديق]]" ليلة الثورة بالتحرك من (الهايكستب) والقبض على قيادات الجيش في مقرهم، ومحاصرة "[[أبوالمكارم عبدالحي]]" بقصر عابدين. | |||
تحرك "[[عبدالمنعم عبدالرءوف]]" بفرقته بعد عودته من العريش لحصار قصر (رأس التبين) في 26 من [[يوليو]] [[1952]]م، وفتحت عليهم قوات الحرس الملكي النيران، فما كان منه إلا أن أمر بالرد عليهم بما هو أقوى.. تقدم كبير الياوران الملكي "النجومي" باشا، وطلب من "عبدالرءوف" إيقاف الضرب، فأمره "عبدالرءوف" بالاستسلام وتسليم السلاح، وكان موقفًا بطوليًّا ترتب عليه قيام "[[علي ماهر]]" باشا- من المقربين للملك "فاروق" ورئيس ديوانه السابق وأول رئيس وزارة للثورة- بالاتصال بالملك، وطلب منه التنازل عن العرش والخروج فورًا "وإلا قتلوك"، فرد عليه بأنه سوف يستنجد بالإنجليز فقال له: "لو كان الإنجليز عاوزين يعملوا حاجة كانوا عملوها من أول يوم للثورة؛ لكنهم عملوا حساب ([[الإخوان]]) الذين أخرجوهم من [[القاهرة]]"، وطمأن "[[علي ماهر]]" الملك، وأخبره أنه تفاهم مع اللواء "[[محمد نجيب]]" قائد الثورة، ووافق على خروجه وأسرته في نفس اليوم دون أن يتعرض له أحد. | |||
وقد تحقق الدور البطولي لـ"عبدالرءوف" بإرغام "فاروق" على التنازل عن العرش والخروج من البلاد، وكان جزاؤه أن حكم عليه بالإعدام في نوفمبر | وقد تحقق الدور البطولي لـ"عبدالرءوف" بإرغام "فاروق" على التنازل عن العرش والخروج من البلاد، وكان جزاؤه أن حكم عليه بالإعدام في [[نوفمبر]] [[1954]]م؛ ولكنه هرب خارج [[مصر]]، وأعاده الرئيس "[[محمد أنور السادات|السَّادات]]" في السبعينيات إلى البلاد، ومنحه معاش رتبة فريق طيار متقاعد: '''﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾''' (الحجر: 40)، وللحديث بقية بإذن الله. | ||
== موضوعات ذات صلة == | |||
*[[الدكتور "العريني" شاهد على العصر(1)]] | |||
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]] | [[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]] | ||
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | [[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | ||
[[تصنيف:المقالة الجيدة]] | |||
[[تصنيف:مقالة جيدة أحداث]] |
المراجعة الحالية بتاريخ ٢٢:٤٨، ٣١ ديسمبر ٢٠١٠
الدكتور "العريني" شاهد على العصر(2)
أ.د "محمود العريني"
﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الذاريات:55)
بعد أن تحدَّد موقف "عبدالمنعم عبدالرءوف" من "عبدالناصر"- وتنصل "عبدالناصر" من أن تكون الحركة إسلامية– لم يمتنع "عبدالناصر" من الاتصال بمَن يعرفهم من (الإخوان) قبل وبعد الثورة.
فقبل الثورة دبَّر الملك "فاروق" حريق القاهرة مع الإنجليز لإقالة حكومة (الوفد) ومطاردة الضباط الأحرار، واتصل "عبدالناصر" بـ"حسن العشماوي"- الذي كان يعمل وكيل نيابة- ليخلصه من ورطة الأسلحة الموجودة في حوزته في القاهرة والمعروضة للمصادرة والمحاكمة، فقام "العشماوي" بنقلها وإخفائها في عزبته بالشرقية، وكان جزاؤه أن حُكِمَ عليه بالإعدام في نوفمبر 1954م؛ لكنَّ الله سلم وهرب إلى الكويت وتوفي هناك.
قامت ثورة يوليو 1952م، وباركها المرشد العام، وآزرها الشعب المصري وحماها (الإخوان المسلمون) من الفتن وبطش الإنجليز؛ فقام (الإخوان المسلمون) بحماية المنشآت العامة في داخل القاهرة وخارجها، ولم يجرؤ الإنجليز على عمل شيء ضد الثورة؛ لأن (الإخوان) أعطوهم درسًا لن ينسوه أبدًا بإخراجهم من القاهرة إلى الإسماعيلية، فلم يعودوا إليها مرةً ثانية.
قام (الإخوان) بدور فعال من اليوم الأول للثورة بعد الدور البطولي الذي قام به "يوسف صديق" ليلة الثورة بالتحرك من (الهايكستب) والقبض على قيادات الجيش في مقرهم، ومحاصرة "أبوالمكارم عبدالحي" بقصر عابدين.
تحرك "عبدالمنعم عبدالرءوف" بفرقته بعد عودته من العريش لحصار قصر (رأس التبين) في 26 من يوليو 1952م، وفتحت عليهم قوات الحرس الملكي النيران، فما كان منه إلا أن أمر بالرد عليهم بما هو أقوى.. تقدم كبير الياوران الملكي "النجومي" باشا، وطلب من "عبدالرءوف" إيقاف الضرب، فأمره "عبدالرءوف" بالاستسلام وتسليم السلاح، وكان موقفًا بطوليًّا ترتب عليه قيام "علي ماهر" باشا- من المقربين للملك "فاروق" ورئيس ديوانه السابق وأول رئيس وزارة للثورة- بالاتصال بالملك، وطلب منه التنازل عن العرش والخروج فورًا "وإلا قتلوك"، فرد عليه بأنه سوف يستنجد بالإنجليز فقال له: "لو كان الإنجليز عاوزين يعملوا حاجة كانوا عملوها من أول يوم للثورة؛ لكنهم عملوا حساب (الإخوان) الذين أخرجوهم من القاهرة"، وطمأن "علي ماهر" الملك، وأخبره أنه تفاهم مع اللواء "محمد نجيب" قائد الثورة، ووافق على خروجه وأسرته في نفس اليوم دون أن يتعرض له أحد.
وقد تحقق الدور البطولي لـ"عبدالرءوف" بإرغام "فاروق" على التنازل عن العرش والخروج من البلاد، وكان جزاؤه أن حكم عليه بالإعدام في نوفمبر 1954م؛ ولكنه هرب خارج مصر، وأعاده الرئيس "السَّادات" في السبعينيات إلى البلاد، ومنحه معاش رتبة فريق طيار متقاعد: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحجر: 40)، وللحديث بقية بإذن الله.