الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الداعية فتحي يكن - تاريخ ومبادئ»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
<center> | '''<center><font color="blue"><font size=5>الداعية [[فتحي يكن]] - تاريخ ومبادئ</font></font></center>''' | ||
== تــاريـخ ومبادئ == | |||
[[ملف:يكن 2.jpg|180بك|تصغير|<center>د.[[فتحي يكن]]</center>]] | |||
من [[1964]] وحتى [[1975]] | من [[1964]] وحتى [[1975]] | ||
بدأ العمل الاسلامي في [[لبنان]] باسم ([[الإخوان|الجماعة]] الإسلامية) عام [[1964]].. فبتاريخ 18/6/[[1964]] نالت [[الإخوان|الجماعة]] موافقة [[وزارة الداخلية]] بتأسيس تنظيم إسلامي وفق [[القانون]] الأساسي والنظام المقدم إليها، وذلك بموجب علم وخبر رقم (224). | بدأ العمل الاسلامي في [[لبنان]] باسم ([[الإخوان|الجماعة]] الإسلامية) عام [[1964]].. فبتاريخ 18/6/[[1964]] نالت [[الإخوان|الجماعة]] موافقة [[وزارة الداخلية]] بتأسيس تنظيم إسلامي وفق [[القانون]] الأساسي والنظام المقدم إليها، وذلك بموجب علم وخبر رقم (224). | ||
=== [[الإخوان|الجماعة]] والمؤسسات [[الإسلام]]ية الرسمية === | |||
أولت [[الإخوان|الجماعة]] اهتماماً خاصاً للمؤسسات | أولت [[الإخوان|الجماعة]] اهتماماً خاصاً للمؤسسات [[الإسلام]]ية الرسمية كالمجلس الشرعي [[الإسلام]]ي الأعلى ودوائر الأوقاف [[الإسلام]]ية لإيمانها بضرورة قيام هذه المؤسسات بدور قيادي رائد في حياة المسلمين في [[لبنان]].. | ||
'''ففي عام [[1966]] رشحت [[الإخوان|الجماعة]] ثلاثة من أعضائها لعضوية [[مجلس الأوقاف]] بطرابلس هم:''' | '''ففي عام [[1966]] رشحت [[الإخوان|الجماعة]] ثلاثة من أعضائها لعضوية [[مجلس الأوقاف]] بطرابلس هم:''' | ||
سطر ١٩: | سطر ٢١: | ||
وقد فاز بعضوية المجلس المهندس [[عصمت عويضة]]. | وقد فاز بعضوية المجلس المهندس [[عصمت عويضة]]. | ||
وفي عام [[1967]] رشحت [[الإخوان|الجماعة]] اثنين من أعضائها لعضوية المجلس | '''وفي عام [[1967]] رشحت [[الإخوان|الجماعة]] اثنين من أعضائها لعضوية المجلس [[الإسلام]]ي الأعلى هما:''' الشيخ [[سعيد شعبان]] والمحامي [[محمد علي ضناوي]].. ثم تكرر الترشيح عام [[1971]] لعضوية المجلس ففاز بالعضوية الأخ المحامي [[محمد علي ضناوي]].. وبعدها تكرر الترشيح كذلك ففاز بالعضوية الأخ المهندس [[عبد الله بابتي]]. | ||
[[الإخوان|الجماعة]] والانتخابات النيابية تجربة عام [[1972]] | === [[الإخوان|الجماعة]] والانتخابات النيابية تجربة عام [[1972]] === | ||
بقيت فكرة خوض [[الجماعة]] للانتخابات النيابية مستبعدة فترة طويلة من الزمن لقناعة [[الإخوان|الجماعة]] بضرورة الاهتمام بتركيز البنية الحركية وبناء القاعدة التنظيمية فوق أسس ثابتة، ولإيمانها بأن العمل السياسي يجب أن يكون في مراحل لاحقة. | بقيت فكرة خوض [[الجماعة]] للانتخابات النيابية مستبعدة فترة طويلة من الزمن لقناعة [[الإخوان|الجماعة]] بضرورة الاهتمام بتركيز البنية الحركية وبناء القاعدة التنظيمية فوق أسس ثابتة، ولإيمانها بأن العمل السياسي يجب أن يكون في مراحل لاحقة. | ||
ففي عام [[1968]] أصدرت [[الإخوان|الجماعة]] بياناً ضمنته رأيها ومقترحاتها الإصلاحية في شتى المجالات.. | ففي عام [[1968]] أصدرت [[الإخوان|الجماعة]] بياناً ضمنته رأيها ومقترحاتها الإصلاحية في شتى المجالات.. | ||
وفي عام [[1972]] وجدت [[الإخوان|الجماعة]] أن الظروف تفرض ترشيح أحد أعضائها للانتخابات النيابية كوسيلة لطرح الفكر | وفي عام [[1972]] وجدت [[الإخوان|الجماعة]] أن الظروف تفرض ترشيح أحد أعضائها للانتخابات النيابية كوسيلة لطرح الفكر [[الإسلام]]ي في معترك الصراع الفكري، وكخطوة على طريق الاعداد العملي الميداني.. فكان أن رشحت الأخ المحامي [[محمد علي ضناوي]].. | ||
وبالرغم من توزع الأصوات بين زعامتين متنافستين في مدينة طرابلس فقد نال الأخ المرشح ما يقرب من أربعة آلف صوت. | وبالرغم من توزع الأصوات بين زعامتين متنافستين في مدينة طرابلس فقد نال الأخ المرشح ما يقرب من أربعة آلف صوت. | ||
سطر ٣٤: | سطر ٣٦: | ||
وكانت [[الإخوان|الجماعة]] قد رشحت المحامي [[محمد علي ضناوي]] ونال أصواتاً لا بأس بها كمرشح منفرد، ومن المنتظر أن تلعب [[الإخوان|الجماعة]] دوراً في التحالفات السياسية المقبلة في المدينة). | وكانت [[الإخوان|الجماعة]] قد رشحت المحامي [[محمد علي ضناوي]] ونال أصواتاً لا بأس بها كمرشح منفرد، ومن المنتظر أن تلعب [[الإخوان|الجماعة]] دوراً في التحالفات السياسية المقبلة في المدينة). | ||
== [[الإخوان|الجماعة]] وحقوق المسلمين المضيعة == | |||
من خلال دراسة [[الإخوان|الجماعة]] لأوضاع المسلمين في [[لبنان]] وللمؤتمرات التي تحاك ضدهم لتشويه شخصيتهم وإضعافهم على كل صعيد.. ومن خلال استعراض [[الإخوان|الجماعة]] لما يجري على الساحة اللبنانية منذ استقلال [[لبنان]] حتى اليوم مما يؤكد التسلط الماروني على مقدرات البلد.. | من خلال دراسة [[الإخوان|الجماعة]] لأوضاع المسلمين في [[لبنان]] وللمؤتمرات التي تحاك ضدهم لتشويه شخصيتهم وإضعافهم على كل صعيد.. ومن خلال استعراض [[الإخوان|الجماعة]] لما يجري على الساحة اللبنانية منذ استقلال [[لبنان]] حتى اليوم مما يؤكد التسلط الماروني على مقدرات البلد.. | ||
سطر ٤١: | سطر ٤٣: | ||
من خلال كل هذا أدركت [[الإخوان|الجماعة]] إنه لا بد من تحرك ينقذ المسلمين من المصير المحترم الذي ينتظرهم.. | من خلال كل هذا أدركت [[الإخوان|الجماعة]] إنه لا بد من تحرك ينقذ المسلمين من المصير المحترم الذي ينتظرهم.. | ||
فكانت الصيحة الأولى من خلال المؤتمر الكبير الذي انعقد في بهو المسجد المنصوري الكبير بتاريخ 18 رمضان 1392 الموافق 25 تشرين الأول [[1972]] والذي انبثق عنه (المجمع | فكانت الصيحة الأولى من خلال المؤتمر الكبير الذي انعقد في بهو المسجد المنصوري الكبير بتاريخ 18 رمضان 1392 الموافق 25 تشرين الأول [[1972]] والذي انبثق عنه '''(المجمع [[الإسلام]]ي)'''. | ||
ثم كان تكوين (التجمع الإسلامي) في الشمال الذي كان له دوره الملموس في تحريك القوى والفعاليات الإسلامية الرسمية والشعبية في كافة المناطق اللبنانية وفي نشأة اللجنة التنفيذية للهيئات | ثم كان تكوين '''(التجمع الإسلامي)''' في الشمال الذي كان له دوره الملموس في تحريك القوى والفعاليات الإسلامية الرسمية والشعبية في كافة المناطق اللبنانية وفي نشأة اللجنة التنفيذية للهيئات [[الإسلام]]ية في بيروت وطرح المطالب [[الإسلام]]ية.. | ||
== [[الإخوان|الجماعة]] والمعضلات الاقتصادية == | |||
والمعضلات الاقتصادية التي عاني منها المجتمع | والمعضلات الاقتصادية التي عاني منها المجتمع ال[[لبنان]]ي وبخاصة الطبقات الفقيرة أخذت حيزاً من اهتمامات [[الإخوان|الجماعة]] وبالأخص في السبعينات.. | ||
فمشكلة الاحتكار والغلاء والغش والرشوة وغيرها كانت تتناولها [[الإخوان|الجماعة]] كأحد أبرز الأدلة على إخفاق النظم الوضعية وتعثر القوانين البشرية في تأمين مجتمع الكفاية والعدل والمساواة بين الناس.. | فمشكلة الاحتكار والغلاء والغش والرشوة وغيرها كانت تتناولها [[الإخوان|الجماعة]] كأحد أبرز الأدلة على إخفاق النظم الوضعية وتعثر القوانين البشرية في تأمين مجتمع الكفاية والعدل والمساواة بين الناس.. | ||
كذلك قضايا الرواتب والتعويضات وما يتفرع عنها من ظلامات كانت في سياق اهتمامات [[الإخوان|الجماعة]] على الصعيدين الرسمي والشعبي، وإن كان هذا لا يلغي إيمان الجماعة بأن لا حل لهذه المعضلات في ظل أنظمة رأسمالية أو اشتراكية لأن هذه المعضلات في الحقيقة هي من مفرزات هذه النظم نفسها، وإن التشريع | كذلك قضايا الرواتب والتعويضات وما يتفرع عنها من ظلامات كانت في سياق اهتمامات [[الإخوان|الجماعة]] على الصعيدين الرسمي والشعبي، وإن كان هذا لا يلغي إيمان الجماعة بأن لا حل لهذه المعضلات في ظل أنظمة رأسمالية أو اشتراكية لأن هذه المعضلات في الحقيقة هي من مفرزات هذه النظم نفسها، وإن التشريع [[الإسلام]]ي هو وحده الكفيل بتحقيق مجتمع الكفاية والعدل واستئصال أسباب الظلم الاجتماعي وأدواته من كيان الفرد والمجتمع والدولة. | ||
== نشأة [[الإخوان|الجماعة]] والظروف الرهيبة == | |||
نشأت [[الإخوان|الجماعة]] في ظروف رهيبة وقاسية، كان العمل | نشأت [[الإخوان|الجماعة]] في ظروف رهيبة وقاسية، كان العمل [[الإسلام]]ي فيها متهماً بالعمالة والخيانة.. وكان التيار الناصري في أرجاء الوطن [[الإسلام]]ي يترصد الحركات [[الإسلام]]ية، ويشكل تنظيمات مسلحة لمكافحة كل تحرك إسلامي.. | ||
ولقد تمكنت أجهزة الإعلام من خداع الجماهير وتزوير الحقائق مما جعل الشارع المسلم حتى الفريق المتدين فيه يجانب الاتجاه | ولقد تمكنت أجهزة الإعلام من خداع الجماهير وتزوير الحقائق مما جعل الشارع المسلم حتى الفريق المتدين فيه يجانب الاتجاه [[الاسلام]]ي ويخشى على نفسه من الاحتكاك والتعاون معه.. | ||
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الظروف الرهيبة كان لها تأثيرها – كذلك – على الصف | ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الظروف الرهيبة كان لها تأثيرها – كذلك – على الصف [[الإسلام]]ي نفسه وعلى العاملين في الحقل [[الإسلام]]ي أنفسهم، مما دفع بعدد لا بأس – تحت وطأة الخوف على النفس والرزق – إلى الهروف والانتكاس وترك المسيرة [[الإسلام]]ية.. | ||
ولقد استمر العمل والنمو بالرغم من كل المعوقات ترعاه عين الله | ولقد استمر العمل والنمو بالرغم من كل المعوقات ترعاه عين الله '''{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}''' ويحدوه قول الرسول : '''"لا تزال من أمتي طائفة قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله"'''. | ||
== رابطة الطلاب المسلمين == | |||
وفي مطالع السبعينات أنشأت [[الإخوان|الجماعة]] (رابطة الطلاب المسلمين) كواجهة عامة للعمل الطلابي | وفي مطالع السبعينات أنشأت [[الإخوان|الجماعة]] (رابطة الطلاب المسلمين) كواجهة عامة للعمل الطلابي [[الإسلام]]ي. | ||
ولقد كان للرابطة ولا يزال نشاط ملموس على كامل الساحة | ولقد كان للرابطة ولا يزال نشاط ملموس على كامل الساحة ال[[لبنان]]ية في نطاق العمل المدرسي والجامعي.. | ||
ولقد حددت الرابطة موقفها من أكثر القضايا السياسية والتربوية والاجتماعية من خلال البيانات والمذكرات والوفود. | ولقد حددت الرابطة موقفها من أكثر القضايا السياسية والتربوية والاجتماعية من خلال البيانات والمذكرات والوفود. | ||
كما أقامت الرابطة عدداً من معارض الكتب | كما أقامت الرابطة عدداً من معارض الكتب [[الإسلام]]ية في بيروت وطرابلس وصيدا.. ولها نشرة تصدر باسمها (الرابطة). | ||
وفي عام [[1980]] خاضت الرابطة بالاشتراك مع القوى | وفي عام [[1980]] خاضت الرابطة بالاشتراك مع القوى [[الإسلام]]ية الأخرى انتخابات اتحاد الطلاب في جامعة بيروت العربية وقد نالت سبعة مقاعد. | ||
'''وقد علقت صحيفة اللواء في عددها الصادر بتاريخ 10 جمادى الثانية 1400 على ذلك بما يلي:''' (ظهور تجمع طلابي إسلامي في جامعات بيروت أثار اهتمام الأوساط التربوية والسياسية نظراً للأبعاد التي ينطوي قيام مثل هذا التجمع عليه في هذه المرحلة بالذات). | '''وقد علقت صحيفة اللواء في عددها الصادر بتاريخ 10 جمادى الثانية 1400 على ذلك بما يلي:''' (ظهور تجمع طلابي إسلامي في جامعات بيروت أثار اهتمام الأوساط التربوية والسياسية نظراً للأبعاد التي ينطوي قيام مثل هذا التجمع عليه في هذه المرحلة بالذات). | ||
== [[الإخوان|الجماعة]] والأخلاق الاجتماعية == | |||
وبالرغم من إيمان [[الإخوان|الجماعة]] بأن النظام الوضعي اللبناني وكل كا انبثق عنه من قوانين ومناهج في شتى المجلات لا يصلح أساساً لنشأة المواطن الصالح والمجتمع الصالح، وأن أساس الخلق الصالح والمجتمع الصالح العقيدة الصالحة أولاً ثم النظام الصالح. | وبالرغم من إيمان [[الإخوان|الجماعة]] بأن النظام الوضعي اللبناني وكل كا انبثق عنه من قوانين ومناهج في شتى المجلات لا يصلح أساساً لنشأة المواطن الصالح والمجتمع الصالح، وأن أساس الخلق الصالح والمجتمع الصالح العقيدة الصالحة أولاً ثم النظام الصالح. | ||
وأن هذا لا يتوفر إلا بالمنهج | وأن هذا لا يتوفر إلا بالمنهج [[الإسلام]]ي عقيدة وشريعة.. | ||
بالرغم من كل ذلك فإن [[الإخوان|الجماعة]] لم تأل جهداً في مكافحة المفاسد ووسائل الإفساد على المستوين الرسمي والشعبي.. | بالرغم من كل ذلك فإن [[الإخوان|الجماعة]] لم تأل جهداً في مكافحة المفاسد ووسائل الإفساد على المستوين الرسمي والشعبي.. | ||
=== [[الجماعة]] والقضية الفلسطينية === | |||
تعتبر [[الإخوان|الجماعة]] (القضية | تعتبر [[الإخوان|الجماعة]] (القضية ال[[فلسطين]]ية) القضية [[الإسلام]]ية السياسية الأولى في هذا العصر.. كما تعتبر أن كامل الأرض ال[[فلسطين]]ية المحتلة سواء عام [[1948]] أو عام [[1967]] هي جزء لا يتجزأ من أرض [[الإسلام]] وأمة [[الإسلام]] لا يجوز التفريط بأي شبر منها.. | ||
وتؤمن [[الإخوان|الجماعة]] بأن ([[الجهاد]] المقدس) هو الطريق الوحيد الذي يضمن تحرير الأرض وحق الشعب في الحياة الحرة الكريمة. | وتؤمن [[الإخوان|الجماعة]] بأن ([[الجهاد]] المقدس) هو الطريق الوحيد الذي يضمن تحرير الأرض وحق الشعب في الحياة الحرة الكريمة. | ||
ولقد عبرت [[الإخوان|الجماعة]] عن رأيها هذا ولا تزال عبر مقولاتها ومنشوراتها، محذرة من سياسة الاتكال على المعسكرات الدولية والمنظمات العالمية.. | ولقد عبرت [[الإخوان|الجماعة]] عن رأيها هذا ولا تزال عبر مقولاتها ومنشوراتها، محذرة من سياسة الاتكال على المعسكرات الدولية والمنظمات العالمية.. | ||
=== [[الإخوان|الجماعة]] والأزمة ال[[لبنان]]ية === | |||
وعندما اندلعت الحرب | وعندما اندلعت الحرب ال[[لبنان]]ية عام [[1975]] قامت [[الإخوان|الجماعة]] بواجبها [[الإسلام]]ي في كشف خيوط المؤامرة وتوعية المسلمين عليها، وفي تعبئة القوى [[الإسلام]]ية والتصدي معها للهجمة الطائفية الرهيبة. | ||
صدر حول الأزمة اللبنانية كتاب للداعية [[فتحي يكن]] بعنوان [ المسألة اللبنانية من منظور إسلامي ] طباعة وتوزيع مؤسسة الرسالة ـ بيروت . | صدر حول الأزمة اللبنانية كتاب للداعية [[فتحي يكن]] بعنوان [ المسألة اللبنانية من منظور إسلامي ] طباعة وتوزيع مؤسسة الرسالة ـ بيروت . |
المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٤٣، ٢ نوفمبر ٢٠١١
تــاريـخ ومبادئ

بدأ العمل الاسلامي في لبنان باسم (الجماعة الإسلامية) عام 1964.. فبتاريخ 18/6/1964 نالت الجماعة موافقة وزارة الداخلية بتأسيس تنظيم إسلامي وفق القانون الأساسي والنظام المقدم إليها، وذلك بموجب علم وخبر رقم (224).
الجماعة والمؤسسات الإسلامية الرسمية
أولت الجماعة اهتماماً خاصاً للمؤسسات الإسلامية الرسمية كالمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ودوائر الأوقاف الإسلامية لإيمانها بضرورة قيام هذه المؤسسات بدور قيادي رائد في حياة المسلمين في لبنان..
ففي عام 1966 رشحت الجماعة ثلاثة من أعضائها لعضوية مجلس الأوقاف بطرابلس هم:
المحامي محمد علي ضناوي، زالمهندس عصمت عويضة، والمهندس عبد الفتاح زيادة.
وفق منهج إصلاحي نشر على الملأ في ذلك الحين..
وقد فاز بعضوية المجلس المهندس عصمت عويضة.
وفي عام 1967 رشحت الجماعة اثنين من أعضائها لعضوية المجلس الإسلامي الأعلى هما: الشيخ سعيد شعبان والمحامي محمد علي ضناوي.. ثم تكرر الترشيح عام 1971 لعضوية المجلس ففاز بالعضوية الأخ المحامي محمد علي ضناوي.. وبعدها تكرر الترشيح كذلك ففاز بالعضوية الأخ المهندس عبد الله بابتي.
الجماعة والانتخابات النيابية تجربة عام 1972
بقيت فكرة خوض الجماعة للانتخابات النيابية مستبعدة فترة طويلة من الزمن لقناعة الجماعة بضرورة الاهتمام بتركيز البنية الحركية وبناء القاعدة التنظيمية فوق أسس ثابتة، ولإيمانها بأن العمل السياسي يجب أن يكون في مراحل لاحقة.
ففي عام 1968 أصدرت الجماعة بياناً ضمنته رأيها ومقترحاتها الإصلاحية في شتى المجالات..
وفي عام 1972 وجدت الجماعة أن الظروف تفرض ترشيح أحد أعضائها للانتخابات النيابية كوسيلة لطرح الفكر الإسلامي في معترك الصراع الفكري، وكخطوة على طريق الاعداد العملي الميداني.. فكان أن رشحت الأخ المحامي محمد علي ضناوي..
وبالرغم من توزع الأصوات بين زعامتين متنافستين في مدينة طرابلس فقد نال الأخ المرشح ما يقرب من أربعة آلف صوت.
وتعتبر ألصوات هذه مقبولة لمرشح منفرد وللمرة الأولى وفي ظروف انتخابية قاسية مما جعل بعض الصحف (التمدن) تعلق على نتيجة الاقتراع بما يلي: (تنشط الجماعة الإسلامية بشكل كثيف في أوساط شعبية معينة في المدينة، ويلاحظ من جهة أخرى قيام نوع من التحالف بينها وبين قوى سياسية أخرى.
وكانت الجماعة قد رشحت المحامي محمد علي ضناوي ونال أصواتاً لا بأس بها كمرشح منفرد، ومن المنتظر أن تلعب الجماعة دوراً في التحالفات السياسية المقبلة في المدينة).
الجماعة وحقوق المسلمين المضيعة
من خلال دراسة الجماعة لأوضاع المسلمين في لبنان وللمؤتمرات التي تحاك ضدهم لتشويه شخصيتهم وإضعافهم على كل صعيد.. ومن خلال استعراض الجماعة لما يجري على الساحة اللبنانية منذ استقلال لبنان حتى اليوم مما يؤكد التسلط الماروني على مقدرات البلد..
من خلال كل هذا أدركت الجماعة إنه لا بد من تحرك ينقذ المسلمين من المصير المحترم الذي ينتظرهم..
فكانت الصيحة الأولى من خلال المؤتمر الكبير الذي انعقد في بهو المسجد المنصوري الكبير بتاريخ 18 رمضان 1392 الموافق 25 تشرين الأول 1972 والذي انبثق عنه (المجمع الإسلامي).
ثم كان تكوين (التجمع الإسلامي) في الشمال الذي كان له دوره الملموس في تحريك القوى والفعاليات الإسلامية الرسمية والشعبية في كافة المناطق اللبنانية وفي نشأة اللجنة التنفيذية للهيئات الإسلامية في بيروت وطرح المطالب الإسلامية..
الجماعة والمعضلات الاقتصادية
والمعضلات الاقتصادية التي عاني منها المجتمع اللبناني وبخاصة الطبقات الفقيرة أخذت حيزاً من اهتمامات الجماعة وبالأخص في السبعينات..
فمشكلة الاحتكار والغلاء والغش والرشوة وغيرها كانت تتناولها الجماعة كأحد أبرز الأدلة على إخفاق النظم الوضعية وتعثر القوانين البشرية في تأمين مجتمع الكفاية والعدل والمساواة بين الناس..
كذلك قضايا الرواتب والتعويضات وما يتفرع عنها من ظلامات كانت في سياق اهتمامات الجماعة على الصعيدين الرسمي والشعبي، وإن كان هذا لا يلغي إيمان الجماعة بأن لا حل لهذه المعضلات في ظل أنظمة رأسمالية أو اشتراكية لأن هذه المعضلات في الحقيقة هي من مفرزات هذه النظم نفسها، وإن التشريع الإسلامي هو وحده الكفيل بتحقيق مجتمع الكفاية والعدل واستئصال أسباب الظلم الاجتماعي وأدواته من كيان الفرد والمجتمع والدولة.
نشأة الجماعة والظروف الرهيبة
نشأت الجماعة في ظروف رهيبة وقاسية، كان العمل الإسلامي فيها متهماً بالعمالة والخيانة.. وكان التيار الناصري في أرجاء الوطن الإسلامي يترصد الحركات الإسلامية، ويشكل تنظيمات مسلحة لمكافحة كل تحرك إسلامي..
ولقد تمكنت أجهزة الإعلام من خداع الجماهير وتزوير الحقائق مما جعل الشارع المسلم حتى الفريق المتدين فيه يجانب الاتجاه الاسلامي ويخشى على نفسه من الاحتكاك والتعاون معه..
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الظروف الرهيبة كان لها تأثيرها – كذلك – على الصف الإسلامي نفسه وعلى العاملين في الحقل الإسلامي أنفسهم، مما دفع بعدد لا بأس – تحت وطأة الخوف على النفس والرزق – إلى الهروف والانتكاس وترك المسيرة الإسلامية..
ولقد استمر العمل والنمو بالرغم من كل المعوقات ترعاه عين الله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ويحدوه قول الرسول : "لا تزال من أمتي طائفة قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله".
رابطة الطلاب المسلمين
وفي مطالع السبعينات أنشأت الجماعة (رابطة الطلاب المسلمين) كواجهة عامة للعمل الطلابي الإسلامي.
ولقد كان للرابطة ولا يزال نشاط ملموس على كامل الساحة اللبنانية في نطاق العمل المدرسي والجامعي..
ولقد حددت الرابطة موقفها من أكثر القضايا السياسية والتربوية والاجتماعية من خلال البيانات والمذكرات والوفود.
كما أقامت الرابطة عدداً من معارض الكتب الإسلامية في بيروت وطرابلس وصيدا.. ولها نشرة تصدر باسمها (الرابطة).
وفي عام 1980 خاضت الرابطة بالاشتراك مع القوى الإسلامية الأخرى انتخابات اتحاد الطلاب في جامعة بيروت العربية وقد نالت سبعة مقاعد.
وقد علقت صحيفة اللواء في عددها الصادر بتاريخ 10 جمادى الثانية 1400 على ذلك بما يلي: (ظهور تجمع طلابي إسلامي في جامعات بيروت أثار اهتمام الأوساط التربوية والسياسية نظراً للأبعاد التي ينطوي قيام مثل هذا التجمع عليه في هذه المرحلة بالذات).
الجماعة والأخلاق الاجتماعية
وبالرغم من إيمان الجماعة بأن النظام الوضعي اللبناني وكل كا انبثق عنه من قوانين ومناهج في شتى المجلات لا يصلح أساساً لنشأة المواطن الصالح والمجتمع الصالح، وأن أساس الخلق الصالح والمجتمع الصالح العقيدة الصالحة أولاً ثم النظام الصالح.
وأن هذا لا يتوفر إلا بالمنهج الإسلامي عقيدة وشريعة..
بالرغم من كل ذلك فإن الجماعة لم تأل جهداً في مكافحة المفاسد ووسائل الإفساد على المستوين الرسمي والشعبي..
الجماعة والقضية الفلسطينية
تعتبر الجماعة (القضية الفلسطينية) القضية الإسلامية السياسية الأولى في هذا العصر.. كما تعتبر أن كامل الأرض الفلسطينية المحتلة سواء عام 1948 أو عام 1967 هي جزء لا يتجزأ من أرض الإسلام وأمة الإسلام لا يجوز التفريط بأي شبر منها..
وتؤمن الجماعة بأن (الجهاد المقدس) هو الطريق الوحيد الذي يضمن تحرير الأرض وحق الشعب في الحياة الحرة الكريمة.
ولقد عبرت الجماعة عن رأيها هذا ولا تزال عبر مقولاتها ومنشوراتها، محذرة من سياسة الاتكال على المعسكرات الدولية والمنظمات العالمية..
الجماعة والأزمة اللبنانية
وعندما اندلعت الحرب اللبنانية عام 1975 قامت الجماعة بواجبها الإسلامي في كشف خيوط المؤامرة وتوعية المسلمين عليها، وفي تعبئة القوى الإسلامية والتصدي معها للهجمة الطائفية الرهيبة.
صدر حول الأزمة اللبنانية كتاب للداعية فتحي يكن بعنوان [ المسألة اللبنانية من منظور إسلامي ] طباعة وتوزيع مؤسسة الرسالة ـ بيروت .
المصدر
- مقال:الداعية فتحي يكن - تاريخ ومبادئ موقع : الداعية فتحي يكن