حبيب: النية مبيَّتة لتزوير انتخابات 2005م

حبيب: النية مبيَّتة لتزوير انتخابات 2005م

د. محمد حبيب

أكد الدكتور محمد حبيب- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- أن الحكومة المصرية التي تحرص على استمرار حالة الطوارئ واستمرار حالة الجمود والانسداد السياسي وتصر على وجود لجنة شئون الأحزاب قد بيَّتت النية لتزوير إرادة الناخبين في انتخابات مجلس الشعب المزمع إجراؤها في أكتوبر 2005م.

وقال حبيب- في حوار مع جريدة (نهضة مصر) القاهرية تُنشر تفاصيلُه الخميس 2/12/2004م- إن هناك اتجاهًا إلى إبقاء الحال على ما هو عليه، خاصةً وأنه حتى هذه اللحظة لم يتم تشكيل هيئة مستقلة للإشراف الكامل والحقيقي على العملية الانتخابية، ومراجعة كشوف الناخبين، فضلاً عن ذلك فلا زالت الأحزاب مكبلةً ولا تستطيع ممارسة نشاطها الذي كفلَه لها القانون والدستور.

وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه المراقبون الدوليون قال حبيب "الرقابة الدولية أو غير الدولية لا قيمةَ لها في ظل وجود قانون الطوارئ والقوانين سيئة السمعة؛ حيث يمكن أن يتم من خلاله القبض على من يفكر- مجرد تفكير- في الترشيح، كما أنه من الممكن اعتقال عشرات الآلاف من أنصار المرشحين", وقال إن المراقبين قد يتابعون أعمالاً ظاهريةً فقط، وبالتالي لن يستطيعوا أن يلحظوا تجاوزات وانتهاكات الجهاز الإداري.

وعن أجندة الإخوان حالةَ وصولهم إلى الحكم قال الدكتور محمد حبيب إن الإخوان يهمهم بالدرجة الأولى أن يوجد رأي عام قوي وضاغط، ولديه حس سياسي واستعداد للبذل والفداء، يمكِّنه من حماية حقوقه ومحاسبة ممثليه، وعزلهم إن انحرفوا عن الصواب بصرف النظر هل الحكومة من الإخوان أو من غيرهم.

وشدد حبيب على ضرورة تغيير المناخ السياسي بشكلٍ يعطي الفرصةَ الكاملةَ للشعب لممارسة حقوقه؛ كي يشارك بإيجابية في صنع الحياة وتقرير المصير، وأضاف "ونحن عندما تحدثنا مع الأحزاب كان هدفنا إعادة الثقة لدى الشارع المصري والعمل الحزبي والسياسي، وأن يشارك الشعب بإيجابية في كافة أموره الحياتية".

وعن تعامل الإخوان مع الأحزاب حالةَ وصولهم للحكم قال:

"نحن نسعى إلى إلغاء لجنة شئون الأحزاب، وإنه يجب أن يُفتح الباب لكل من يرغب في إنشاء حزب، والقضاء هو الذي يحكم لهذا الحزب أو ذاك، شريطةَ أن يكون هذا القضاء مستقلاًّ من خلال فصل حقيقي بين السلطات الثلاث؛ حتى تكون السلطة القضائية تابعةً ومأمورةً من قِبَل السلطة التنفيذية".

وعن العلاقة بجمعيات حقوق الإنسان قال يجب أن تتاح لها الفرصة كاملةً لممارسة نشاطها، ولا ينبغي- بشكل عام- أن يضيَّق على عمل مؤسسات المجتمع المدني من نقابات وأحزاب وجمعيات ومنظمات حقوق الإنسان؛ حتى تتمكن من مباشرة عملها، خاصةً وأنها إحدى وسائل الرقابة على الحكومة، واستطرد حبيب قائلاً وكل ذلك يجب أن يتم في إطار قيم المجتمع وخصوصيته الثقافية.

وعن رؤية الإخوان لإدارة الأوضاع الاقتصادية قال حبيب الإصلاح السياسي هو المدخل الحقيقي لكافة أشكال الإصلاح، مشيرًا إلى أن مشكلتَنا الاقتصادية تكمن في سوء الإدراة وغياب التخطيط وضعف الإنتاج..

بما يكفل استقرار الحياة واستقلال القرار السياسي، وقال إن حالة الانسداد السياسي التي يعيشها المواطن المصري أصابته بالتبلُّد وفقدان روح الولاء والانتماء وعدم القدرة على الابتكار والإبداع.

وعن البطالة قال لو كانت هناك حكومةٌ راشدةٌ لما سمحت بسحب المليارات لبناء كُتل خرسانية في الساحل الشمالي في وقت كان يجب أن تدخر فيه هذه الأموال لبناء مساكن للشباب، وقال إن الدولة مسئولةٌ عن إيجاد حل لمشكلة البطالة، متسائلاً هل هناك مشروع قومي لاستيعاب طاقات الشباب؟!

مضيفًا:

"للأسف الشديد لا يوجد مشروع قومي تنتظم من خلاله برامج وآليات كل مؤسسات وهيئات الدولة.. من تعليم وإعلام وثقافة وعمران وزراعة وصناعة.. إلخ..

هناك مئات الألوف من جنود الأمن المركزي لا يفعلون شيئًا ويمثِّلون عبئًا على موارد الدولة.. يجب استثمار طاقتهم في عمل منتج يعود بالنفع على مصر", وأضاف عندما يسود العدل لن يكون النظام في حاجة إليهم لحمايته.. لا بد أيضًا من ترشيد الإنفاق والبعد عن كل مظاهر النفاق الاجتماعي والإسراف والترف!!

وعن رؤية الإخوان تجاه العلاقات الدولية قال الدكتور محمد حبيب "من المعروف أن مصر هي القاطرة التي يمكن أن تشد العالم العربي والإسلامي، وبقدر ما تتبوَّأ مصر مكانتَها بقدر ما تستطيع أن تقوم بدورها التاريخي؛ ولذلك نحن نعتبر أن مشكلة النهضة أمر ضروري وحيوي..

ليس لمصر وحدها وإنما لأمننا القومي المصري والعربي", وقال "من الضروري أن يحدث تكامل في كافة المجالات بيننا وبين باقي الدول العربية، وهذا الأمر يمكن أن يكون لمصر فيه دور كبير".

وعن العلاقة مع الولايات المحدة الأمريكية قال حبيب

"لا يوجد أي مانع من قيام علاقة بين حكومتنا وأي حكومة أخرى.. لكن لا بد أن تقوم هذه العلاقة على أساس من الندِّية، وهذا لن يتم إلا إذا كنا أقوياء في كافة المجالات سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وعلميًّا وتقنيًّا وحضاريًّا"، وقال "إضافةً إلى ذلك فإن هذه العلاقة يجب أن تتم في إطار احترام المواثيق والأعراف الدولية دون ممارسة أي ضغوط على أحد، وأن يكون هناك وقوف إلى جوار العدل والمحافظة على حقوق كافة الأطراف".

وعن العلاقة مع فلسطين قال الدكتور محمد حبيب

"نحن حريصون على قيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والسلاح، وأن يعود إليها اللاجئون من الشتات، وأن تكون عاصمتها القدس".

وعن العلاقة مع العدو الصهيوني قال:

"الكيان الصهيوني مغتصب لأرض فلسطين.. أرض العروبة والإسلام.. ويجب أن يتم التعامل معه على هذا الأساس، وأن توضع البرامج والآليات المختلفة التي تكفل تحرير الأرض واسترداد المقدسات".

المصدر

• خبر: حبيب: النية مبيَّتة لتزوير انتخابات 2005م موقع إخوان أون لاين