الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ما هي حقيقة الخلافات بين هنية والزهار؟»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب''''<center>ما هي حقيقة الخلافات بين هنية والزهار؟</center>''' left|220px '''بق...')
 
ط (حمى "ما هي حقيقة الخلافات بين هنية والزهار؟" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٠:٠٧، ١ يوليو ٢٠١١

ما هي حقيقة الخلافات بين هنية والزهار؟
الأستاذ اسماعيل هنية 5.jpg


بقلم : إياد مسعود

وصف مراقبون أن خطاب رئيس الحكومة السابق إسماعيل هنية، يوم الأحد في 4/11/2007، كان موجهاً في الأساس نحو «الداخل» وإن كانت عباراته، وكما بدت للوهلة الأولى، تخاطب «الخارج» وأضاف المراقبون أن خطاب هنية، لم يحمل جديداً في السياسة، لكنه حمل رسالة واضحة من هنية، يعلن فيها أنه ما زال طرفاً رئيسياً وقوياً داخل حركة حماس، وأنه هو المدخل لدخول الحوار مع الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية عندما تتوفر الظروف المناسبة لإطلاق هذا الحوار، وأن ما شهدته حركة حماس من تطورات داخلية لم يضعفه، كما أنه، في الوقت نفسه، ليس أقل تشدداً من سواه في موقفه من عباس والسلطة.

تطورات سبقت الخطاب ويرى المراقبون أن خطاب هنية أتى بعد مجموعة من التطورات كان أهمها:

@ إقالة الدكتور غازي حمد، والدكتور أحمد يوسف من منصبيهما، الأول كان ناطقاً باسم هنية والثاني كان مستشاره السياسي.

الملاحظ في هذا السياق أن الدكتور محمود الزهار هو أول من كشف عن قرار الإقالة هذا، موضحاًَ أن السبب يكمن في أن الرجلين أقاما اتصالات مع الإسرائيليين.

@ تصدر محمود الزهار وخليل الحية الاتصالات مع القوى السياسية الفلسطينية في قطاع غزة، وبشكل خاص القوى الرئيسية ممثلة بالجبهة الديمقراطية والشعبية، والجهاد، وقد دخلت هذه الاتصالات مرحلة متقدمة حين اقترح الزهار على الجبهتين تقديم مبادرة للحل بين حماس والسلطة وحين عقدت اجتماعات رباعية، ناقشت هذه المبادرة بمعزل عن هنية، الذي ما زال يعتبر نفسه رئيس الحكومة المعنية بتصريف الأعمال، وبالتالي هو المعني قبل سواه بإدارة الحوار أو المشاركة فيه.

@ انتقادات لمواقف هنية، على لسان محمود الزهار اتهمته بإضعاف حركة حماس، خاصة حين أعلن أن سلطتها في غزة سلطة مؤقتة وقد وصف الزهار هذا التصريح بأنه خاطئ منذ الأساس، وأنه أنعش الأوضاع الفتحاوية، وأضعف موقف حماس.

وفي هذا السياق يحمل الزهار إسماعيل هنية مسؤولية الاشتباكات بين حماس وآل حلس، ويقول إن تصريحات هنية أوحت لآل حلس، وغيرهم، أن حماس راحلة قريباً، لذلك رفعوا رؤوسهم وتحدوها بالسلاح.

@ تصريحات نارية على لسان الدكتور نزار الريان، أعلن فيها أن حماس سوف تصلي في الخريف القادم في مقر الرئيس عباس في رام الله، وأن حماس سوف تنتصر في الضفة الفلسطينية على «الكفر والزندقة والعلمانية» كما انتصرت عليها في قطاع غزة. سبق تصريحات الريان تصريح للزهار هدد فيه «بالاستيلاء» على الضفة، كما تم الاستيلاء على غزة، إذا ما استمرت حسب قوله ـ أجهزة السلطة في اعتقال كوادر حماس ومطاردتهم.

@ المؤتمر الصحفي الذي عقده في الضفة كل من فرح رمانة وحسن أبو كويك من قيادة حماس، في 30/10/2007 وأعلنا فيه أنها سيصليان في مقر الرئيس عباس، لكن خلفه، مجددين بذلك ثقتهم به رئيساً للسلطة، ومن موقع الرد المباشر على تصريحات الريان والزهار.

وقد نفذ قادة حماس في الضفة ما وعدوا به حين صلوا يوم الجمعة إلى جانب الرئيس عباس في مقره في رام الله، والتقوا به على هامش الصلاة وأبلغوه استنكارهم لتصريحات الريان والزهار، ولكل التصريحات التي تمس شخصه وموقعه، خاصة تلك التي تصدر على لسان سامي أبو زهري، ومشير المصري، وطاهر النونو، وغيرهم.

@ ردات الفعل المتباينة على «صلاة الجمعة» من قبل الناطقين باسم حماس، وقد عبرت بوضوح عن حجم الخلافات داخل الحركة وطبيعتها.

أبو زهري قال إن اللقاء بين عباس وقيادات حماس في الضفة لا علاقة له بالحوار المطلوب.

أي أن الذين التقوا عباس لا يمثلون حركة حماس (وكانت الحركة، العام الماضي، قد أبلغت عباس أن نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي الدكتور ناصر الدين الشاعر لا يمثلها في أي حوار.

وكانت بذلك تقطع الطريق على الشاعر حين كاد أن يتوصل مع عباس إلى صيغة لحكومة فلسطينية بديلة لحكومة حماس الأولى).

محمد نزال شكك في إيمان الرئيس عباس وفي صلاحيته لأن يكون إماماً يقف خلفه أعضاء حماس، وهو كان بذلك يسخر من عباس ومن الذين أدوا الصلاة إلى جانبه.

@ في اليوم التالي، تغيرت اللهجة لدى الناطقين بلسان حماس، فقد أجمعوا (فجأة) على الترحيب بلقاء الرئيس عباس بالدكتور الشاعر، ورمانة وأبو كويك.

ويكشف المراقبون أن سلسلة من الاتصالات جرت بين أعضاء قيادة حماس في الداخل والخارج، وأن إسماعيل هنية كشف لقيادة الخارج، أنه هو الذي طلب إلى رمانة وفرج عقد المؤتمر الصحفي في الضفة لاستنكار ما جاء على لسان الريان والزهار، وأنه هو الذي طلب إلى الشاعر والآخرين الصلاة إلى جانب عباس والالتقاء به علناً، وأن مواقفه هذه تنبع من قرار حماس المبدئي بالحوار مع فتح والرئيس عباس، وأن من يطلب الحوار لا يكيل الشتائم للطرف الآخر.

إذن، تكمن الخلافات بشكل بارز بين هنية من جهة، وبين الزهار والريان والحية من جهة أخرى، أما أحمد الجعبري، القائد العسكري لميليشيا حماس (على تلاوينها) فيقف في الوسط، دون الانحياز إلى أي من الطرفين، فما هي قضايا الخلاف بين الطرفين؟

قضايا الخلاف يقول المراقبون إن قضايا الخلاف بين الطرفين، تتمحور بشكل رئيسي حول ما جرى في غزة في 14/6/2007، وحول أسلوب إدارة الخلاف مع فتح في القطاع، ومع الرئيس عباس في رام الله.

حول ما جرى في غزة يقول المراقبون إن هنية كان قد عبر عن مواقفه إزاء ذلك على لسان الناطق باسمه غازي حمد، الذي كان قد خطأ اللجوء إلى الحسم العسكري، وإلى حل الأجهزة الأمنية، وإلى إجهاض تجربة حكومة الوحدة الوطنية، وإعادة الحصار ليطوق حركة حماس بعدما بدأت حلقاته تتفكك حلقة وراء حلقة ويقول المراقبون إن الدكتور الزهار هو الذي تولى الرد غير المباشر على حمد، حين أوضح رأيه القائل بأن حماس لم تكن تنوي الحسم، وأنها فوجئت بتلاحق الأحداث، وبسرعة انهيار الأجهزة الأمنية وبحالة الفراغ التي نشأت فجأة الأمر الذي تطلب تحركاً لملء هذا الفراغ والإمساك بالوضع قبل أن تعم الفوضى في كل مكان.

@ حول إدارة الخلاف مع فتح في القطاع، يقول المراقبون إن تحركات هنية شكلت انتقاداً علنياً ومكشوفا لممارسات «القوة التنفيذية» التي كان يوجهها ويشرف عليها عضو القيادة السياسية في الحركة سعيد صيام فرسل هنية هم الذين اعتذروا من الصحافة حين تم الاعتداء عليها من قبل رجال حماس وهم الذين اعتذروا من قيادات فتح الذين زج بهم في اسجن. وكان رسل هنية حريصين على إبلاغ من يعنيه الأمر أنهم، وهنية، لا يوافقون «القوة التنفيذية» على ممارساتها.

ولا يتردد هنية أن يبلغ القوى السياسية الفلسطينية رفضه قيام سلطة بديلة للسلطة الفلسطينية الشرعية، ورفضه العمل على بناء منظمة تحرير بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية الشرعية، لكنه يستدرك فيؤكد أن «حكومته» اضطرت إلى ملء الفراغ الناشئ عن انهيار الأجهزة الرسمية وعن استنكاف موظفي السلطة عن ممارسة واجباتهم، مؤكداً في السياق نفسه، أن سلطة حماس في القطاع «هي بالتأكيد سلطة مؤقتة ولا بد من إعادة هذه السلطة يوماً ما للرئيس عباس».

ولعل هذه التصريحات هي التي أثارت حفيظة الزهار.

فالزهار، كما يقول لزواره، لا ينطلق في حساباته من قطاع غزة أو من فلسطين، بل ينطلق من مصالح ملياري مسلم، يعتبرهم هم الجيش الذي يراهن عليه لتجتاح الثورة الإسلامية هذا العالم. ويقول الزهار أنه يغلب انتماءه للإسلام على انتمائه لفلسطين، وأن حساباته الإسلامية (في السياسة) أسبق على حساباته الفلسطينية، وأن لا سبيل للقضاء على إسرائيل إلا بالثورة الإسلامية لملياري مسلم.

وعلى هذه القاعدة يرى الزهار أن هناك تناقضاً في الصورة فحماس ـ برأيه ـ تعيش واحدة من أكثر لحظاتها إشراقاً فقد انتصرت على خصومها، وسيطرت على القطاع ولا مانع لديها من أن تمتد سيطرتها على الضفة إذا ما رأت ذلك ضرورة.. وهي (أي حماس) تشكل الآن واحدة من أكثر الحركات الإسلامية إشراقاً وحيوية.

بالمقابل يرى الزهار أن الوضع الفلسطيني يعيش أسوأ حالاته، وهذا ليس بسبب الانقسام، بل بسبب السياسات المتبعة من قبل سلطة عباس ـ كما يقول الزهار ـ ويدعو، في هذا السياق، إلى الفصل بين الوضع في الضفة حيث الاحتلال، والفوضى والفساد ـ كما يقول ـ وبين الوضع في القطاع، حيث الأمور والاستقرار والشفافية.

ويرى الزهار أن فتح تحاول بكل السبل أن تجهض هذه «التجربة الناجحة» ل حركة حماس وينفي الزهار أن تكون حماس بوارد إقامة «دويلة» في غزة، لكنه لا ينكر في الوقت نفسه أن حماس شرعت ببناء الأجهزة التابعة لها، وذات اللون الواحد، وكل ذلك بذريعة ملء الفراغ الذي خلفته وراءها الأجهزة التابعة لعباس عندما انهارت في 14/6/ 2007 .

إلى أين هذه الخلافات؟

ويتساءل المراقبون إلى أين خلافات هنية ـ الزهار؟

وهل يلجأ أحدهما إلى الحسم؟

المراقبون لا يتوقعون أن تنتهي خلافات الرجلين، وهم يتوقعون لهذه الخلافات أن تستمر لفترة ليست بالقصيرة، خاصة وأن كلاً منهما يحمل رؤية تختلف عن رؤية الآخر.

ولا يستبعد المراقبون أن تتحول هذه الخلافات إلى احتكاكات مسلحة هنا أو هناك، لكن تحت عناوين أخرى، كاشتباك غير عائلتين، تميل كل واحدة إلى طرف، غير أن المراقبين يرون، من جانب آخر، أن قيادة الخارج ستحاول أن تمسك العصا من الوسط، وأن تلعب لعبة القرد والهرين وقطعة الجبن، بحيث تبقى هي الممسكة بالقرار النهائي، وبالتالي تبقى هي المرجع الأعلى الذي يقطف الثمار النهائية، ويستبعد المراقبون اللجوء إلى الحسم، خاصة ما دامت ميليشيا حماس تقف موقفاً محايداً، ولا تميل لصالح أحد الطرفين، وإن كان هذا الحياد رهناً بالتطورات اللاحقة، وأهمها صيغة المصالحة التي قد تتم (أو لا تتم) مع عباس.

المصدر