حسن الحيوان معتقل رغم أنف القضاء
كتب- السيد إسماعيل
عندما تلتقي معه لأول مرة تشعر بنوع من الحبِّ العميقِ لشخصيتِه، فَهُوَ رَغَْمَ هدوئه ومكانته العلمية، إلا أنه دائمُ البسمةِ، شديدُ التواضع، ليِّنُ الجانب، يجذب سامعيه بعمقِ ثقافتِه، واعتدالِ فكرِهِ، يحب الحوارَ، ويرفض دائمًا أن يفرضَ رأيَه على غيرِه مهما كان، وهو في نفس الوقت يفرض على كلِّ مَن يتعامل معه أن يحترمَه بسبب قوةِ شخصيتِه وأدبِه الجمِّ، ودائمًا ما تلمح في بريقِ عينيه وبين ثنايا كلماتِه الأملَ في الإصلاح والتغيير.. باختصار إنه الشخصيةُ التي حازت على إعجابِ كلِّ مَن تعامل معها.. إنه الدكتور حسن محمد الحيوان صاحب الثلاث والأربعين سنة، والذي يشغل منصبَ أستاذ مساعد بكلية الطب بجامعة الزقازيق بقسم الصدر، وهو صاحب تاريخٍ طويلٍ من النضال السياسي،
مِنْ أَجْلِ الإصلاح والتغيير، وقد بدأ رحلةَ جهادِه منذ صغرِه، حيث نَشَأَ الدكتور حسن الحيوان في أسرة لها باعٌ طويلٌ في العمل السياسي، فوالده الأستاذ محمد الحيوان الصحفي المعروف، وعائلته ممن يعملون بالسياسة، حيث ظلَّ عمه محمود الحيوان عضوًا لمجلس الشعب لأكثرَ من عشرين سنة، حتى مات وهو عضو بالمجلس، وقد التحق الدكتور حسن ب جماعة الإخوان المسلمين مبكرًا عندما كان طالبًا بكلية الطب بجامعة الزقازيق، وصار عضوًا في اللجنة السياسية بالجماعة، ومتحدثًا في المؤتمرات وضيفًا في اللقاءات والتجمعات، كما كان ضمن المؤسسين للجنة الحريات ب الشرقية والتي تبنتها نقابة الأطباء بالمحافظة
يقول عنه الدكتور أمجد عبد العزيز- المرشح السابق لعضوية مجلس الشعب- لقد عرفت الدكتور حسن الحيوان منذ 28 سنة، فلقد عرفنا الإخوان معًا،
ونحن في فترةِ الثانويةِ العامة، وكان يكبرنُي بسنةٍ واحدة، والدكتور حسن نموذجٌ نادرًا ما تجد مثله على أرض مصر، حيث تجسدت فيه أخلاق الإسلام الكريمة فعلى المستوى الأخلاقي كان شديدَ الحياء، يذكرك بوصف النبي صلى الله عليه وسلم.. كان أشد حياءً من المرأة في خدرها، كريمًا في تعاملاته، يحب الناس، ويحبه كل من رآه وسمع عنه، وعلى المستوى العلمي كان الدكتور حسن منذ صغره يحصل على المرتبة الأولى، فهو شخصية منظمة التفكير مثقف الفكر، ودائمًا ما يأتي بالجديد سواء في مجال الطب أو في أي مجال من مجالات الحياة والعلوم والسياسة،
ويستطيع أي شخص أن يلمح ذلك في كتاباته ومقالاته العلمية والسياسية، أما على المستوى الاجتماعي وعلاقاته بالآخرين، حتى وإن كانوا ممن يخالفونه الرأي، فإن الدكتور حسن يضرب المثل في سموِّ أخلاقه، وكان يطرح في حوارته رؤيةً فكريةً وعقليةً، ونادرًا ما تجد من شباب مصر من يتعامل مع القضايا باتساع وعمق مثل الدكتور حسن الحيوان، حتى إنه يفرض على مخالفيه أن يحترموه ويجلوه.. إنه من الرموز الإخوانية التي نفخر ونحن نقدمها ل مصر ولشعبها الطيب.
ورغم مكانة الدكتور حسن الحيوان العلمية والاجتماعية، ورغم الدور البارز الذي قام به في المجال السياسي فإن الحكومةَ كرَّمته أيضًا ولكن على طريقتها الخاصة، فبدلاً من أن تمنحَه شهاداتِ التكريم، وتوفِّر له الإمكانات لكي يستفيد الشعب من إمكاناته وعلمه، قامت باعتقاله في مسرحيةٍ هزليةٍ ألَّفها مخبرو أمن الدولة، وَلَعِبَ دورَ البطولةِ فيه الإعلامُ الحكومي؛ حيث نشرت الصحف القومية وأذاع التلفزيون المصري صورَ الدكتور حسن الحيوان على إنه إرهابي هارب وادَّعت أنه يخزِّن أكثر من 400 قطعة سلاح لمنع الناخبين من التعبير عن آرائهم والإدلاء بأصواتهم، وبعدها فوجئ الجميع بتعرض منزله وعيادته يوم الثلاثاء 6/12/ 2005 م لهجمةٍ أمنية بهدف إلقاء القبض عليه ولم يجدوه،
فاعتقلوا زوجته السيدة لمياء محمد عبد العال إسماعيل، في محاولةٍ منهم للضغطِ عليه لتسليم نفسه، وهو ما حدث بالفعل، حيث سلَّم نفسه في 16/12/ 2005 م، رغم أنه كان يعاني من آثار إجرائِه عمليةً جراحيةً، وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق بتهمَةِ الانتماءِ لجماعة محظورة، والعمل على إحياء تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ، ولم توجِّه له النيابة التهمَ التي وجهتها له وزارة الداخلية عبر بياناتها بتزعم الحيوان لمجم
المصدر
- مقال:حسن الحيوان معتقل رغم أنف القضاءإخوان أون لاين