عبداللطيف الصبيحي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٠:٥٨، ١ أبريل ٢٠٢٣ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبداللطيف الصبيحي شعلة العمل الإسلامي بالأردن


إخوان ويكي

مقدمة

عبداللطيف-الصبيحي.2.jpg

إن تناول حياة الرجال العظماء الذين رسخوا قواعد دعوة الإسلام المعاصرة، ليست مادة تطرح من أجل الاطلاع أو التسلية، بل إن مراجعة تلك الحيوات والأحداث والتصرفات هي مادة للتأمل، والتعلم، والاعتزاز بوجود مثل هؤلاء الرعيل الأول، الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يحملوا أمانة الدعوة إلى الله في وقت كانت ترزح فيه البلاد تحت نير الاستعمار.

مسيرة حياة

في مدينة السلط والتي تعد حاضرة محافظة البلقاء بالأردن ولد الأستاذ عبداللطيف الصبيحي عام 1920م، والذي تلقى تعليمه الأولى حتى حصل على الشهادة الثانوية عام 1940م حيث لم يستطع إكمال تعليمه الجامعي لعدم وجود جامعات في الأردن، ومن كان يرغب في استكمال تعليمه الجامعي لابد له من السفر خارج الأردن، وهذا الأمر كان يمثل قلة من الأردنيين القادرين.

و بدأ حياته العملية في العام 1940 في دائرة الأراضي والمساحة في عمان ثم في إربد ومعان وجرش والكرك وظل كذلك حتى أصبح أمين عام لمجلس المنظمات والجمعيات الاسلامية في الأردن.

وطنية ضد المحتل

كان لتواجد المحتل البريطاني جاسم على صدر الأردن أثره في نمو روح الوطنية عند الصبيحي والكثير من شباب الأردن. وكان لمدرسة السلط دورا بارزا في الحياة العلمية والسياسية، وخرّجت الكثيرين من رجالات الأردن كما وفرت مناخا وطنيا وسياسيا خصبا

وأثناء دراسته الثانوية العامة وكان من رفاقه في المدرسة هزاع المجالي، ووصفي التل، وحمد الفرحان، وخليل السالم، وسالم صقر (والد الدكتور وليد المعاني) وقد شارك مع بعض الطلاب في تشكيل جمعية سرية للعمل ضد المعاهدة البريطانية، ولكن الجمعية اكتشفت واعتقل الطلاب، ثم التقوا بالأمير عبدالله بحضور سمير الرفاعي مدير المعارف، وقال لهم أنتم الآن طلاب وعندما تكبرون وتتمون دراستكم اعملوا بالسياسة.

رائد العمل الإسلامي بالأردن

بدأت علاقة الإخوان المسلمين بالأردن حينما ناصر الإخوان قضية الأردن ضد الاستعمار الانجليزي واحتلاله لها، حيث أعجب الأستاذ عبد اللطيف أبو قورة بمبادئ ومفاهيم ودعوة الإخوان المسلمين عام 1943م، وسعى لاصدار قانون رسمي من أمير الأردن عبدالله بإنشاء جماعة الإخوان المسلمين بها في 19 نوفمبر 1945م.

في أثناء عمله في دائرة الأراضي والمساحة قابل الحاج عبداللطيف أبو قورة رئيس الإخوان المسلمين وعرف منه مبادئ الإخوان فبايع على العمل لها.

بدأ يشارك في تأسيس شعب الإخوان في الكرك ومعان ومادبا وجرش، حيث تأسست أول شعبة خارج مدينة عمان في مدينة الكرك في أوائل عام 1947

وتشكلت فيها هيئة إدارية على النحو التالي :

  1. هزاع المجالي – سكرتير للهيئة الإدارية
  2. عبد اللطيف الصبيحي – عضو
  3. محمد زين أبو الفيلات – عضو
  4. محمد عاطف أبو الفيلات –عضو

ويذكر الصبيحي أن شعبة الكرك أسست في بيت هزاع المجالي، وكان من الحاضرين في التأسيس سعيد رمضان القيادي الإخواني المصري اللامع، وخلال أشهر عدة كان عدد الإخوان في الكرك حوالي أربعمائة عضو، من بينهم حسين باشا الطراونة وابنه عبد الوهاب، وفارس الصرايرة، ويوسف المبيضين.

ثم انتقل للعمل في معان، وساهم هناك بتطوير شعبة الإخوان، بعدما حولت زاوية صوفية يترأسها الشيخ فهمي كريشان إلى شعبة للإخوان، وكان من مؤسسيها أيضا الشيخ وحيد صلاح وعبد الله الدايم، ويوسف العظم وأخوه علي العظم، وكان هناك من الإخوان أيضا عبد خلف داودية سكرتير البلدية (وزير الأوقاف فيما بعد) وعلي الشمايلة.

وشارك أيضا في تأسيس شعبة جرش عام 1947 ، بالمشاركة مع مجموعة من التجار والموظفين فيها، منهم البندقجي، والطرزي (نائب الشعبة) ووالد مدير الأمن العام الأسبق محمد الطرزي.

وشارك في تأسيس شعبة مادبا في الخمسينيات، وساهم في تحسين العلاقة ووأد الفتنة فيها، وأصدر الإخوان المسلمون في المدينة بيانا نشر في صحيفة الوفاء التي كان يصدرها صبحي زيد الكيلاني يؤكد عمق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في المدينة، ثم رد المطران نعمت السمعان ببيان مؤيد لما ذكره الإخوان ويؤكد عمق العلاقة في المدينة.

تحولات الخمسينيات

أسباب كثيرة دفعت بمؤسس الحركة في الأردن الأستاذ عبد اللطيف أبو قورة لتقديم استقالته، حيث لا يُعلم السبب الحقيقي، فلربما بسبب ما قام به نجيب جويفل (كان متعاون مع عبدالناصر) من تخريب للدعوة في الأردن، أو ربما لتغلب بعض المصالح لدى أفراد الجماعة، وبعضهم يرى أن الشيخ أبو قورة أراد أن يفسح المجال أمام الشباب لتولي القيادة.

عموما يبدو أن التحولات التي مرت بالجماعة في منتصف الخمسينيات قد جعلت عددا كبيرا من قادة الجماعة ومؤسسيها ومنهم رئيس الجماعة السابق عبد اللطيف أبو قورة، وعبد اللطيف الصبيحي ومنصور الحياري وغيرهم ممن أثروا الانسحاب من الجماعة، وظل الصبيحي منذ ذلك الوقت يعمل في العمل الإسلامي المستقل بعيدا عن السياسة والصراعات.

وفاته

ظل الصبيحي أمينا على مرحلة ترى العمل الإسلامي جهدا إنسانيا حقيقيا في خدمة المجتمعات والعمل العام بعيدا عن ضجيج السياسة وإغواء الإعلام والمناصب والاستعراضات حتى رحل يوم الأربعاء 10 مارس 2010م الموافق 24 ربيع الأول 1434هـ وقد شيعه الآلاف في اليوم التالي إلى مقبرة العيزرية بالسلط.

المصادر

  1. عزت العزيزي: ستون عاما ذكريات في العمل الإسلامي، دار فضاءات للنشر والتوزيع، الأردن، 2012.
  2. هزاع البراري: عبد اللطيف الصبيحي .. عمل بصمت بعيداً عن الإعلام والسياسة، 19 يونيو 2012
  3. إبراهيم غرايبة: عبد اللطيف الصبيحي والعمل الإسلامي المبكر، 25 يوليو 2011