قالب:من تراث الدعوة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
44455555.jpg

"الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادةالله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه، لندعوهم إليه، فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه، ورجعنا عنه، وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبدًا، حتى نفضي (نصل) إلى موعود الله، وموعود الله هو: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر (النصر) لمن بقي".


وبصوت العزة الإسلامية، واستعلاء الإيمان، يقول المغيرة بن شعبة لرستم من خطاب طويل: "... وإذا احتجت إلينا أن نمعنك (نحميك)، فكن لنا عبدًا، تؤدي الجزية عن يد، وأنت صاغر، وإلا فالسيف إن أبيت".


وليس هذا جديدًا على المسلمين، فإذا رجعنا إلى عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر جمادى الأولى من العام الثامن من الهجرة، رأينا جيش المسلمين يقف في ثلاثة آلاف جندي يواجه جيش الروم في مائتي ألف عند مؤتة بالشام. وأمام هذا الحشد الهائل استشعر بعض المسلمين الخوف والتردد وقالوا: «نكتب لرسول الله صلي الله عليه وسلم, فنخبره بعدد عدونا, فإما أن يمدنا بالرجال, وإما أن يأمرنا بأمره, فنمضي له".


فنهض عبدالله بن رواحة خطيب المسلمين وشاعرهم، وخطب الناس قائلاً: «يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون: الشهادة, ومانقاتل الناس بعدد, ولا قوة, ولا كثرة, ما نقاتلهم إلابهذا الدين الذي أكرمنا الله به, فانطلقوا, فإنما هي إحدي الحسنيين: إما ظهور, وإما شهادة» قال الناس: صدق والله ابن رواحة.. ومضوا إلي القتال.


واستشهد القادة الثلاثة: زيد بن ثابت، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحه، وتم انسحاب عبقري ولم يستشهد من المسلمين إلا اثنا عشر مسلمًا. ....تابع القراءة