ذكرى الإمام حسن الهضيبى
اذهب إلى التنقل
اذهب إلى البحث
ذكرى الامام الهضيبى
بقلم: علاءمحمدعبدالنبى
من الناس من يعيش لنفسه، لا يُفكِّر إلا فيها، ولا يعمل إلا لها، فإذا مات لم يأبه به أحد، ولم يحس بحرارة فقده مواطن، ومن الناس من يعيش لأمته واهبًا لها حياته حاضرًا فيها آماله، مضحيًا في سبيلها بكل عزيزٍ غالٍ، وهؤلاء إذا ماتوا خلت منهم العيون وامتلأت بذكرهم القلوب،ومن هؤلاء الامام حسن الهضيبى عليه رحمة الله,ففى مثل هذا الشهر رحل عن عالمنا الامام الممتحن المستشار:حسن الهضيبى عليه رحمة الله تعالى ,المرشد العام الثانى لجماعة الاخوان المسلمين بعد الامام الشهيد حسن البنا عليه رحمة الله تعالى. صاحب الكلمة المشهورة:أقيموا دولة الاسلام فى قلوبكم تقم على أرضكم:
من هو الامام الهضيبى؟
هو حسن اسماعيل الهضيبى, ولد فى عرب الصوالحة بشبين القناطر عام 1303هجريةالموافق ديسمبر1891ميلادية. وكان أوسط أخواته الذكور ,وتعلم فى كتاب القريةوحفظ القرآن الكريم ,والتحق بالأزهر المدرسة الابتدائية وحصل عليها عام 1907 م,ثم المدرسة الخديوية الثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام 1911 م . والتحق بمدرسة الحقوق وتخرج عام 1915ميلادية ثم قضى فترة التمرين بالمحاماة في القاهرة حيث تدرج محامياً.لمة تسع سنوات. عمل في حقل المحاماة في مركز "شبين القناطر" لفترة قصيرة، ورحل منها إلى سوهاج لأول مرة في حياته دون سابق علم بها ودون أن يعرفه فيها أحد، وبقي فيها حتى 1924م. حيث التحق بسلك القضاء. كان أول عمله بالقضاء في "قنا"، وانتقل إلى "نجع حمادي" عام 1925م. ثم إلى "المنصورة" عام 1930م، وبقي في "المنيا" سنة واحدة، ثم انتقل إلى أسيوط فالزقازيق فالجيزة عام 1933م. حيث استقر سكنه بعدها بالقاهرة. تدرج في مناصب القضاء، فكان مدير إدارة النيابات، فرئيس التفتيش القضائي، فمستشار بمحكمة النقض.حتى استقال من القضاء عام 1950م بعد اختياره مرشدا للاخوان المسلمين.
دعوة الاخوان
وتعرف على دعوة الاخوان فى الاربعينات وكان وثيق الصلة بالامام الشهيد حسن البنا ومواظبا على حديث الثلاثاء ,فكان جنديا مجهولا للكثيرين نظرا لوظيفته ,لكنه كان دائم التواجدبالمركز العام للاخوان المسلمين ومنفردا بالامام البنا .وكان الرجل الوحيدالذى كان بجانب البنا فى ايامه الاخيره ,والبنا اتخذه صفيه ومستشاره وموضع سره ,فقد كانايجلسان معا فى جمعيةالشبان المسلمين وكأنه أفضى اليه بكل ما عنده وشرح له جميع المواقف,وحلل له كل الشخصيات. يروى الهضيبى فيقول عن اخر لقاء مع البنا انه:
كانت الساعة الحادية عشرة مساء ودق الجرس وفتحت الباب ودخل حسن البنا يحمل إليَّ آخر أنباء مفاوضاته مع الحكومة، ولا أعلم لماذا كنتُ منقبضًا.. لماذا كنتُ ضيقَ الصدر.. لماذا تجمعت فوق طرف لساني كلمة القتل كنت أحس أن هذا الرجل سيُقتل.. ستغتاله يد أثيمة.. فإن الحكومة- أي حكومة- لا يمكن أن تعجز عن قتل رجل أعزل إلا من الإيمان. وأراد أن ينصرف.. وصافحته.. وإذا بي أعانقه وأقبله.. ولا أكاد أمسك دموعي أو أخفيها.. وابتسم رحمه الله وقال: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" وفى اليوم التالى 12/2/1949 اغتالت الحكومة مواطنا اسمه حسن البنا.