هل نستطيع الإنتصار على أمريكا بضرب الأحذية ؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٤٧، ١٠ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

هل نستطيع الإنتصار على أمريكا بضرب الأحذية ؟


16/12/2008زغاريد وهتافات... تصفيق حاد فى العديد من التجمعات....أفراح وأهازيج ...إحتفالات صاخبة عمت ربوع الوطن العربى والبلاد الإسلامية ، إبتهاجا بما قام به الصحفى العراقى "منتظر الزيدى" بقذف الرئيس الأمريكى " جورج بوش " بفردتى حذائه ، الفردة الأولى كقُبلة وداع من الشعب العراقى ، والفردة الأخرى من الأرامل واليتامى والشهداء والمصابين من ضحايا الغزو الأمريكى للعراق.


ومحاولةً منه للتقليل من هذا الموقف ،واستمرارا لأسلوبه فى الخداع والتضليل صرح الرئيس الأمريكى بأن هذا الحدث ليس وراءه الا حب الظهور ولفت الإنتباه، متناسيا أن هذا الصحفى – صاحب التسعة والعشرين عاما- يعلم علم اليقين خطورة ماوراء هذا الفعل من احتمال التعذيب والسجن والقتل .


قد يظن السيد بوش بأن هذا الصحفى – أو أى مواطن عراقى - قد خمدت جذوة وطنيته ، لأنه رأه رأى العين ، فانبهر بشخصيته ونسى المآسى الهائلة التى تعرض لها شعبه ،وقد لايعلم السيد بوش أن هذا الصحفى لم يُمحَ من ذاكرته اللون الأحمر لدماء الشهداء والجرحى من بنى وطنه ، وكذلك لم يفارق أذنيه بكاء الأطفال من الفزع والجوع وآهات الأرامل ، وصرخات العراقيات وهن يستغثن بالعرب والمسلمين حينما كن يتعرض للإغتصاب والإهانات من قبل الجنود الأمريكان ، ولم يتصور السيد بوش أن هذا الصحفى سيستغل هذه الفرصة الذهبية لكى يُعلن للعالم كله على الهواء مباشرة أن العراق لم يُهزم بعد ، وأن الحرب مازالت مستمرة ولم تضعْ أوزارها حتى الآن.


لاشك أن موقف ذلك الصحفى العراقى قد أثلج صدور الكثير من العرب والمسلمين ، الا أن ذلك لايُعتبر نهايةَ المطاف أواعلاناً بالإنتصار على أمريكا ، فاذا كان هذا الصحفى قد قام بعمل ما فى وسعه – وان كان موقفااحتجاجيا – فقد أثبت أننا – نحن العرب والمسلمين- لم نُصب بعدُ بالإحباط واليأس ، وانما مازالت روح الوطنية والمقاومة لم تمتْ فينا ،ومن ثم ينبغى علينا أن نتخذ من هذا الموقف فرصةً لإعادة ترتيب أوراقنا ، وخاصة فى الجانب النفسى الأكثر خطورة .


يسيطر على عقول الكثير منا أن أمريكا هى القطب الأوحد فى هذا العالم ولمدة قادمة، وقد يكون ذلك القول صحيحا فى جانب منه، الا أنه جانبه الصواب فى جانبه الآخر ، لأن أمريكا كغيرها من القوى العظمى تظهر ثم تعظُم فتستمر فى موقعها لمدة ثم تبدأ فى الأفول ، وهذا ما يحدث الآن وخاصة فى الجانب المالى والإقتصادى، وهناك من القوى الأخرى الآخذة فى البزوغ ،فضلا عن أننا نملك الكثير من الإمكانيات والثروات والمبادىء التى لن تستطيع أمريكا أوغيرها من الدول الأوربية والآسيوية أن تستغنى عنها.

واذا أردنا نحن – العرب والمسلمين – أن يكون لنا موقع مهم على الساحة العالمية ، فعلينا أن نلفظ الشعور بالإنهزامية ، وأن نثق فى منهجنا الربانى ثم فى أنفسنا ، وألا نعتمد على غيرنا ، وحتى لو بدأنا من نقطة الصفر، فهناك العديد من الدول والأمم التى إنهارت ، وبعد حين استفاقت من غيبوبتها ثم لحقت بركب الحضارة والتقدم ،وكذلك فلدينا الآن فرصة سانحة لنتعامل معا بجدية بعيدا عن العواطف والشعارات ،وأن نتفق على روية واضحة المعالم ، تُلم بالمبادى الرئيسة ، وتترك الخلافات فى الأمور الفرعية ،وذلك من خلال منظمة المؤتمر الإسلامى أو أى منظمة أخرى ، بشرط الاتكون حكومية .

وفى النهاية مازال التساؤل مستمراً : هل نستطيع الإنتصار على أمريكا بضرب الأحذية ؟


المصدر : نافذة مصر