"هنية": على العرب تحرير إرادتهم من الهيمنة الأمريكية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"هنية": على العرب تحرير إرادتهم من الهيمنة الأمريكية

[21-04-2004]

مقدمة

• لدينا قيادات كثيرة وعملياتنا لا تخضع لردود الفعل

حماس ظاهرة تجاوزت المكان وأعادت البعد الإسلامي للقضية

بصعوبة خطفنا منه دقائق معدودة من بين الأمواج البشرية التي تتوافد على ملعب اليرموك بغزة مكان استقبال التهاني باستشهاد القائد الدكتور "عبدالعزيز الرنتيسي"؛ لنضع القارئ الفلسطيني والعربي والمسلم في صورة آخر التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، وسألناه على كل ما يدور بأذهان الناس، وفيما يلي نص الحوار:


نص الحوار

الحركة فيها مؤسسات تعمل دائمًا على ملء أي فراغ في أي مستوى كان، تمت هذه الأمور بشكل طبيعي، والبنية الداخلية للحركة تساعدها دائمًا على ملء الفراغ، وهذا ما حدث بعد استشهاد الشيخ "ياسين"، وبعد استشهاد الدكتور "عبدالعزيز" رحمهما الله.
  • ماذا يعني الحديث حول قيادة جماعية لحماس؟
القيادة في حماس جماعية وموجودة حيثما كانت الحركة في الداخل والخارج، حماس حُبلَى بالقيادات، ولا يمكن اختزال المساحة الواسعة من القيادات بشخص أو اثنين أو ثلاثة؛ ولكن واضحًا أن العدو كمن يضرب بالرمل، ويريد استدراج معلومات بهدف محاولة تسليط الضوء على هذا الشخص أو ذاك، حتى يقال هذا نعم أو لا، ونقول هذه الألاعيب مكشوفة.
ونؤكد أن الحركة بخير ومؤسساتها بخير وعملها في المستوى القيادي بخير، غير مضطرب، ولكن ذكر الأسماء كمن يريد أن يهيئ لمزيد من العدوان علىحماس والجرائم ضد حماس، وشعبنا الآن كله في دائرة الاستهداف، خاصةً حماس باعتبارها رائدة العمل المقاوم.
  • لكن واضح أنكم مستهدفون أكثر من غيركم؟
هذا ما يقوله الصهاينة والولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني؛ لضرب المقاومة التي عنوانها حماس؛ ولكن هذا لا يعني أن باقي فصائل المقاومة غير مستهدفة، ورأينا الاغتيالات في كافة التنظيمات؛ ولكن أن تستهدف حماس بهذا المستوى كونها أصبحت عنوان صمود الشعب الفلسطيني والعقبة الكأداء أمام تصفية الانتفاضة والمقاومة، ووجودها يعني وجود الحقوق حية في مشاعر وضمير الأمة، ظانين باستهدافها أنه يمكن تمرير مشاريعهم؛ لكن هم واهمون؛ فحماس تزداد قوةً وثباتًا.
إسرائيل (الكيان الصهيوني) تريد أن تخرج من قطاع غزة، وتقول لمواطنيها:
إننا لم نفر وإنما خرجنا منتصرين، ويريد أن يغرق غزة بالدم قبل أن يخرج ويريد أن يعمل ترتيبات أمنية في غزة تضمن له حدود آمنة، وعدم حصول أي شيء يربك الأمن الصهيوني بعد الانسحاب وترى أن المقاومة ورموزها أهدافًا في نظرها قائمة؛ ولكنهم واهمون.


اغتيالات القادة

جنازة الرنتيسي
  • لكنهم يستهدفون القادة الذين لديهم قدرة على حشد الجمهور لمواقف معينة؟
هذا واضح، ولا أحد يخفي دور الشيخ "ياسين" في تحشيد الجماهير وقيادتها، وكذلك الدكتور "الرنتيسي؛ ولكن هم يحاولون تغييب القيادة التي تمثل البعد المقاوم، وتحويل الصمود إلى إنجاز؛ ولكن استهدفت القيادة؛ لأنها ستعمل على ترتيب البيت الفلسطيني بعد الانسحاب، وهذا يعني إجهاض الأهداف الصهيونية التي تريد خلق التوتر في الساحة الفلسطينية، وكان الشيخ هو صمام الأمان، فضربوه ثم جاء الدكتور على نفس الطريق في الحوار والوحدة، ولذلك يضربون رموز الوحدة.
  • هل يعني أن إصرار حماس على المشاركة السياسية دافع للاغتيال؟
ربما.
  • ما المقصود بسرية القائد الجديد لحماس؟
التناغم مع وضع الحركة، فالحركة منذ انطلقت كانت سرية؛ ولكن بعض الظروف دفعت لظهور بعض الأسماء؛ ولكن حماس سرية بطبيعتها كتنظيم ومؤسسات، فنحن تحت الاحتلال ولكن إعلان اسم الدكتور "عبدالعزيز" فرضتها طبيعة المعركة، وليس عيبًا أن تنظر في آلية عملك؛ ولكن العيب أن ينال منك عدوك.
  • هل هناك تغير في إستراتيجية حماس؟
هناك ركيزتان نعتمدهما؛ الأولى: استمرار المقاومة طالما هناك احتلال، وتتوقف طالما لا يوجد احتلال، والثانية: مع السلطة هو عدم الدخول في صراع فلسطيني فلسطيني وتعزيز الحوار مع السلطة، ولابد من تفعيله للوصول إلى العمق في الملفات، أمَّا الحوار الهامشي السطحي لم يعد يجدي، نريد حوارًا عميقًا؛ لأنه ماذا تبقى بعد وعد "بوش" الذي هو امتداد لوعد بلفور.
  • العدو يعتقد أنه باغتيال الشخصيات الخمسة التي تظهر في الإعلام فستضعف حماس بشكل كبير؟
لن يتمكن من القضاء على حماس والحركة حُبلى بالقيادات، وغير مختزلة بالشخصيات الإعلامية المعروفة.
  • هناك مَن يرى أن عدم رد حماس أغرى باغتيال "الرنتيسي"؟
حماس غير خاضعة في مسيرة المقاومة لرد الفعل والثأر، نحن نريد تواصل المقاومة ونؤمن بالاعتماد على الله أولاً، ثم بإرادة شعبنا، مواصلة المقاومة هو نجاح؛ لأن الهدف من الاغتيال هو ضرب مشروع المقاومة، وإذا حمينا خيار المقاومة ووحدة شعبنا فهذا الرد الثابت على عمليات الاغتيال، نحن مشروع تحرير وليس ثأرًا، نريد تحرير الأرض والقدس؛ ولكن أن يقوم الإخوة في الجناح العسكري بتنفيذ عملية توصف أنها ردٌّ هذا لا يعني أن المشروع مختزل بذلك.
  • هل هناك خشية أن تطال عمليات الاغتيال الأستاذ "خالد مشعل
هم حاولوا بالفعل اغتيال الأستاذ "مشعل" في عمَّان قبل سنوات، وهذا يعني أنه مستهدف بالفعل.


تحديات علي الطريق

  • العرب في تحدٍّ، وأنتم أيضًا في حماس في تحدٍّ للحفاظ على أنفسكم؟
نحن نأخذ بالأسباب، فكما قال العلماء: الأخذ بالأسباب، واجب وتركها إثمٌ، والاعتماد عليها شرك.
  • هناك دعوة لمحاربة ظاهرة العملاء، وقال "أسامة حمدان": إن السلطة إذا كانت غير قادرة على محاربة العملاء، فحماس مستعدة للتعاون؟
يقرر أخي "أسامة" مبدأ التعاون، ونحن لسنا ضد هذا التعاون، فنحن مستعدون للتعاون حتى مع السلطة لتوفير أمن شعبنا، وهذا يستوجب جدية ومسئولية واستخدام السلطة أجهزتها وأذرعها من أجل ترجمة التعاون إلى نتائج ملموسة حتى تشعر الذراع الصهيونية في المنطقة أنها ملاحقة.
  • هل ناقشتم الإجراءات الأمنية التي تتخذونها مستقبلاً؟
الحركة جزء من هذا الشعب الأعزل المكشوف أمام آلة الحرب الصهيونية المزودة تكنولوجيًّا بأحدث ما وصل إليه العلم، ونحن نأخذ من الإجراءات التي نستطيعها، ولا نترك منها شيء؛ ولكن نحن مطمئنون إلى قدر الله- عز وجل- وأن الآجال بيده، ولكل أجل كتاب، ونأخذ بالأسباب، ولسنا سذَّجًا، ونتعامل باحتياطات أمنية؛ ولكن أحيانًا لا يغني حذر من قدر.


دماءالقادة نصرلحماس

  • ماذا تعني تصريحاتكم أن دماء القادة نصر لحماس؟
لأنه كلما سقط شهيد يزداد تعاطف الجماهير معنا، ودليل ذلك عندما طلبت حماس جمع التبرعات لم يبخل أحد، وأعطى استشهاد الشيخ دفعة كبيرة، وأراد الناس حماية هذا المشروع، ورأيت الناس بمئات الآلاف تشارك في عرس الشهيد "عبدالعزيز"، وهذا يؤكد حب حماس، وحب قادتها، وكل محاولات تهميشها باءت بالفشل.
فحماس ليست تنظيمًا أو خلايا؛ لكنها ظاهرة، والمهم أمامحماس هو كيفية استيعاب هذه الحالة الجماهيرية المقبلة على الإسلام والمسلمين، وحينما نقول:
إن حماس لا تضعف فهذا حق؛ لأننا نسمع الأخبار أن الجزائر تخرج عن بكرة أبيها تضامنًا مع الشيخ "ياسين" والدكتور "الرنتيسي" في مظاهرات لم تحدث منذ الرئيس "بومدين" رغم ما بهذا الشعب من اختلاف ودماء؛ إلا أنه توحَّد خلف الشيخ "ياسين"، ونرى الوطن العربي يخرج بتظاهرات غضبًا لاستشهاد الدكتور، وكأن القادة أكبر من هذا الوطن.
هناك عشرات المواليد سمُّوا باسم الشيخ ياسين، وصورهم في بغداد والفلوجة وأوروبا والرباط والقاهرة ودمشق وعمان، فحماس تخطَّت حدود المكان، وأعادت القضية الفلسطينية إلى بُعدها العربي والإسلامي، حينما يخرج الشبان خارج فلسطين يحملون شعار حماس، ويضعون اللثام، ويطالبون القسام بالانتقام فهذا نصر.


القمة العربية

  • في 22 مايو المقبل ستعقد القمة العربية، فما هي رسالتكم لها؟
القمة العربية أمام تحديات جِسام على الصعيد الفلسطيني والعربي العام، ففلسطينيًّا "شارون" يعمل على إبادة شعبنا، واغتيالات تصل لمستوى الشيخ "ياسين" والدكتور "الرنتيسي"، والولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل كي تعبث بالمنطقة، فعندما يصل التهديد إلى "خالد مشعل"، فقد ينقل العبث إلى دمشق أو بيروت، وأمريكا تريد إعادة رسم الملامح على قاعدة الشرق الأوسط الجديد كي تكون إسرائيل (الكيان الصهيوني) جزءًا من الشرق الأوسط الجديد، والمطلوب من القادة العرب أن يكونوا على مستوى الحدث الفلسطيني والعربي المتعلق بالإمكانات العربية التي يريدون تجزئة الكيانات العربية، المطلوب تحرير الإرادة العربية السياسية من الهيمنة الأمريكية حتى يحرروا القرار العربي، وإذا بقيت الإرادة مكبلة يبقى القرار مكبل.
نحن دعاة وحدة، لا نريد للأمة أن تتجزأ، ومطلوب من دولنا العربية أن تتخذ القرارات التي ترقى إلى مستوى التحديات التي يرقى لها شبعنا العربي والفلسطيني.
رجال المقاومة في الفلوجة
  • هل ستشاركون في القمة؟
إخواننا في الخارج كانوا قرروا المشاركة على ضوء استشهاد الشيخ، والآن الأمر بحاجة إلى التشاور.
  • هل يمكن أن يستفزكم الدعم الأمريكي للصهاينة فتقوموا بضرب أهداف أمريكية؟
بالرغم من الموقف الأمريكي المعادي، وإعطائها الغطاء، وتورطها أخلاقيًّا في الدم الفلسطيني، وحدوث عمليات الاغتيال بالسلاح الأمريكي؛ إلا أن حماس لا زالت تصرُّ على سياستها أن المعركة فوق أرض فلسطين ومع الاحتلال.
  • كيف ترى تناغم المقاومة في الفلوجة وفلسطين؟
بعض المحللين رأوا أن احتلال العراق سيكون بالسلب على القضية الفلسطينية؛ ولكن ما يبدو الآن العكس أن القضية الفلسطينية أعطت إلهامًا للمقاومة العراقية، وكأن هناك تناغمًا بين المقاومة في العراق وفلسطين، والاحتلال الأمريكي للعراق لم يغط الاهتمام بالقضية الفلسطينية، ودليل ذلك أن أهل الفلوجة خرجوا يهتفون باسم الشيخ والدكتور وباقي المدن العراقية، فمعنى ذلك أن الواقع الفلسطيني له أثره الايجابي في العراق.

•نقلاً عن المركز الفلسطيني للإعلام بتصرف.

المصدر