أحمد فهمي : عندما يهتف الانقلابي "جاتلي فكرة"
(24/07/2013)
الباحث السياسي / أحمد فهمي :
حاول أن تحدد ملامح واضحة لإستراتيجية ثابتة يتبعها الانقلابيون لمواجهة الاحتجاجات ضد الانقلاب.
هل ما يمارسونه يرقى إلى كونه "إستراتيجية" ؟.
إنها إجراءات ثابتة تتلخص في: تشويه إعلامي- توظيف البلطجية ضد المسيرات- إطلاق نيران مباشرة من الجيش أو الشرطة- إشاعات وتهديدات.
هل يوجد شيء آخر؟.
ما سبق يتم إلقاؤه بصورة عشوائية، بحيث أنك لا تستطيع أن تحدد: لماذا يهاجم البلطجية هذه المسيرة دون تلك؟ أو لماذا يهاجمونها اليوم، بينما تركوها بالأمس؟.
لماذا يطلقون النيران في مذبحة الحرس الجمهوري بينما المعتصمون يصلون بعيدا؟ ثم يتركونهم بعد أيام يقتحمون السلك الشائك؟.
لماذا يروجون لحبس الرئيس واتهامه بالخيانة، ثم ينفون ذلك في ليلة واحدة؟
يُخيل إلىَّ أنهم بلغوا مرحلة التحلق حول مائدة افتراضية في صمت، وكل فترة يصرخ أحدهم: جاتلي فكرة.
بلوغهم هذه المرحلة، على ما قد يكون فيها من انعكاسات دموية في الشارع، لا يعني إلا أنهم كما يقول المصريون "جابوا زيت".. ليست لديهم أي فكرة حول كيفية وقف الاحتجاجات أو فض الاعتصامات.
ربما يكون لديهم تصور لفض اعتصام رابعة بخطط معقدة، لكنهم يدركون أن فض الاعتصام في هذه المرحلة لن يوقف الاحتجاجات- بإذن الله - بل قد يفاقمها، وربما يكتشفون بعدها أن حالة الاعتصام أخف وطأة من حالة الفض.
إنهم يعانون من "الفكرة" و"الفكرة المضادة".
فكل اقتراح يُقدم، تكتنفه من جانبيه معوقات محبطة.
أبشروا...
القوة لا تؤثر بمجرد استخدامها، بل بطريقة استخدامها.
فالاستخدام العشوائي للقوة المادية = الضعف السياسي.
سنة الله تجري عليهم، وعلى قوتهم مهما تجبروا بها.
(وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم)
المصدر
- خبر: أحمد فهمي : عندما يهتف الانقلابي "جاتلي فكرة" موقع نافذة مصر