إعمار غزة: تآمر عربي وتضيق دولي وحصار صهيوني
اعتبر فلسطينيون ونشطاء، أن مؤتمر إعمار غزة، جاء من أجل مواصلة التضييق علي المقاومة مع بعض المساهمة البسيطة من قبل بعض الدول الأجنبية والعربية في إعادة الأعمار، في ظل ضغوط دولية من أجل زيادة حصار المقاومة وزيادة فرض العزلة عليها، حتي أنه لم يحضر أي ممثل لحماس هذا المؤتمر، الأمر الذي علق عليه النشطاء بأنه "حضر الجميع وغاب صاحب القضية".
وجاء المؤتمر بشروط وتعهدات وهمية لإعادة الأعمار، وخطاب موجه للمجتمع الدولي، وتضيق عربي ودولي علي المقاومة، وشروط صهيونية من أجل إعادة الأعمار.
وكشف دبلوماسيون أوروبيون وموظفون صهاينة رفيعو المستوى عن اتجاه الأمم المتحدة لنشر مراقبين دوليين لمراقبة ملف أعمار غزة الذي ستنفذه السلطة الفلسطينية وفق شروط الكيان الصهيوني منعا لما أسموه "وصول مواد البناء إلى حركة حماس لترميم الأنفاق ومواقع التدريب المتضررة من العدوان" على حد زعم المصادر.
وقالت المصدر إن مبعوث الامم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سيري، معني بنشر مئات المفتشين الدوليين لمراقبة عملية إعمار قطاع غزة في أعقاب الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الصهيوني وفق "هآرتس" العبرية بمشاركة بين 250 إلى 500 مفتش من قبل الأمم المتحدة.
وأوضح موظف صهيوني أن 50 مفتشًا أمميًا يتواجدون حاليا في رام الله وجاهزون للتوجه لغزة للمشاركة في مراقبة عملية الإعمار، وأن مفتشين آخرين سيحضرون لاحقا كلما تقدمت عملية الإعمار واتسعت.
وذكرت الصحيفة أن خطة سيري تقضي بانتشار مفتشي الأمم المتحدة في مواقع بناء المشاريع الكبرى، مثل إعادة بناء أحياء أو مبان عامة كبرى سيجري ترميمها كما أنهم سيراقبون مواقع يتم تخزين مواد بناء فيها، مثل الإسمنت ومواد مثل الأنابيب الفولاذية أو قضبان حديدية، والمواقع التي ستتوقف الجرافات والمعدات الهندسية الأخرى.
وقالت الصحيفة إن موقف حماس حيال المفتشين ليس واضحًا وأن الحركة ليست معنية بدخول جهات من شأنها تقييد نشاطها في غزة.
ومن جانبه أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، وقوف حركته وجميع فصائل المقاومة إلى جوار المنكوبين والمتضررين في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
ووصف هنية، خلال لقاء جمعه بأهالي قرية وادي غزة (جحر الديك)، إعادة الإعمار بأنه مسئولية السلطة الفلسطينية والحكومة القائمة، مشددا في الوقت ذاته على أن حماس ومقاومتها لن تتخلى عن المتضررين وستضمد جراحهم.
وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أنه "من موقعنا الوطني ومن موقع المقاومة لن نتخلى عنكم، وسنداوي الجراح حتى لو تخلى عنكم كل العالم، وملف الإعمار لن يكون بوابة للابتزاز السياسي".
وتابع هنية: "هذه القسوة وهذا التدمير واقتلاع الأشجار يعكس صمود المقاومة العنيدة في وجه العدو؛ لأن رجال المقاومة لا يخشون الموت، وقد تعرض الأبرياء للقتل والملاحقة في هذه الطرقات، لكن قوة المقاومة لم يقو عليها جنود الاحتلال، أمام مقاومة تحلت بالخطة والإبداع، فلم يكن منهم إلا أن انتقموا من المدنيين والأشجار".
ورفض هنية، ربط عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية في القطاع.
ومن جانبه قال قال الإعلامي أيمن عزام مقدم البرامج بقناة الجزيرة مباشر مصر، إن الدول الـ 50 المشاركة في مؤتمر إعادة "إعمار غزة" بالقاهرة منهم من شارك في قتل شعب غزة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
وكتب عزام – في تدوينة له عبر صفحته على موقع"فيس بوك"-: "خمسون دولة تتاجر بدماء شهدائنا فى غزة.. منها من شارك فى قتل شعبها بالحصار وغلق المعبر.. ومنها من أصابه الخرس أثناء صب الصهاينة الرصاص صبا على الشعب الأعزل الصامد.. و منها من اكتفى بالشجب و التنديد وإصدار البيانات".
وأضاف قائلاً:"وعلى رأس كل هؤلاء يجلس الشيطان الأكبر الذى يحرك أجناده الأبالسة .. أمريكا العاهرة التى كانت أيام المعركة تؤيد الصهاينة فى حربها على غزة و حق بنى صهيون في الدفاع عن أنفسهم".
وأكمل عزام قائلاً:" أيها القتلة السفاحون.. شكراً لدعمكم.. لكن لن تخدعنا موائد زيفكم و ضلالكم ومحاولاتكم لسحب بساط المقاومة".
واختتم تدوينته قائلاً: " لن تسقط المقاومة و لن تخدعها مكائدكم و سترتد فى نحوركم أجمعين".
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي يسري إبراهيم "لدي قناعة أن مؤتمر اعمار غزة لا يهدف بالفعل لأعمار القطاع المنكوب ولا حتى التخفيف عن أهالي الشهداء والجرحي".
وأضاف "إذ كيف للسفاح السيسي الذي كان شريكا أساسيا مع الصهاينة في الحرب على غزة أن يعيد إعمار القطاع؟، أم كيف لــ أبومازن الذي يسعى بكل ما يملك من قوة في القضاء على المقاومة في القطاع خدمته لأسيادة الصهاينة، أن يساعد في اعمار القطاع ؟
المصدر
- تقرير:[ إعمار غزة: تآمر عربي وتضيق دولي وحصار صهيوني] موقع:شبكة رصد الإخباري