اردوغان : لن نتخلى عن غزة واسرائيل خرجت من نطاق الانسانية
أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الكيان الإسرائيلي سيدفع ثمنا غاليا لقاء مجزرة الحرية التي ارتكبتها في عمق المياه الدولية، عادا أنه خرج من نطاق الإنسانية بعد أن داسها بأقدامه.
وشدد في كلمة له أمام البرلمان التركي ظهر الثلاثاء على أن تركيا تشعر بالاعتزاز لوقوفها إلى جانب غزة التي لن تتخلى عنها أبداً.
وقال :" على إسرائيل أن تفهم ضخامة الأمر وألا تواصل ارتكاب الأخطاء، ويتعين عليها رفع الحصار الظالم على الفور عن غزة، وألا تعرقل وصول المساعدات للفلسطينيين، فإن أحداث أمس تعتبر لطخة بالنسبة للثقافة وحوار الحضارات وسجلت كعيب كبير في التاريخ الإنساني".
كما شدد على أن تركيا ستبقى تستخدم القوانين الدولية حتى ولو نقضتها "إسرائيل"، لافتا إلى أن دولته رفضت استقبال جرحاها على متن طائرات إسرائيلية، وقال: "نمتلك الإرادة والقوة لاستعادة مواطنينا بأنفسنا".
وأكَّد على أن أسطول الحرية استهدف إيصال مساعدات لغزة، وأنه تم إعلام العالم بأكمله عن حمولة السفن، وكان على متنها 60 صحفيا تحركوا مع القافلة وراقبوا هذه السفن، وفي المياه الدولية جرى هذا الاعتداء الذي يستهدف فلسفة الأمم المتحدة بكل صراحة".
وعد أن منع المساعدات وقتل الناس الأبرياء والتعامل مع المدنيين كالتعامل مع الإرهابيين من ناحية إنسانية يعتبر عملا دنيئا وغير مقبول.
وقال: " ندرك أن الحرب والسلم لها قوانين خاصة بهما، في الحرب لا يتم مهاجمة الأطفال أو النساء والشيوخ، ولا المدنيين، ومن يحمل الأعلام البيضاء، والطواقم الطبية، لكن أن يواجه المدنيين في وقت السلم فهذا ليس انتهاكا للقانون فحسب بل خروج من نطاق الإنسانية ووضع الإنسانية تحت الأقدام".
وتابع " هاجمت إسرائيل السفن وكأنها تقارع العالم وأصيب السلم العالمي بوجع، هذا الموقف اللامسئول الذي يدنس الفضائل يتعين معاقبة إسرائيل عليه، وإن تحويل الكذب إلى سياسة الدولة غير مقبول، ويتعين على المجتمع الدولي أن يجري تحقيقات".
وقال: "نحن كتركيا لن نترك هذا الأمر، وتركيا ليست دولة حديثة الطور أو منعدمة الجذور، وليست دولة صغيرة، ولا يمكن لأحد أن يحاول جس نبض تركيا، وكما أن صداقتنا قوية فعداوتنا قوية بنفس القدر، وإن فقدان صداقة تركيا تعد بحد ذاتها ثمن ما".
عصابة قراصنة
وخاطب أردوغان الأمة الإسرائيلية بأن يقولوا كفى لهذه الأعمال، وقال: "الحكومة الإسرائيلية بما تفعله الآن تضع نفسها في موقع وكأنها عصابة من القراصنة تسفك الدماء وتطغى وتذبح الأبرياء، وهذه ليست وسيلة الحكم لحكومة مقبولة بل هي أسوأ ما يمكن أن يقدم للأمة الإسرائيلية ناهيك عن الدول المجاورة".
وقال للإسرائيليين: "يجب عليكم أن تكونوا أول من يطالب بوقف هذه الأعمال كشعب إسرائيلي، ونحن لا يمكن أن نقبل أي سلوك سلبي تجاه مواطنينا، ولا نتطلع للوراء، إبادة السفن إرهاب دولة، سئمنا من أكاذيبكم هذه، كونوا نزهاء".
وقال: "تركيا لن تشرع هذه الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل، ولن يغسلوا الدم من أياديهم، وإن كل من يغض النظر عن تلك الاعتداءات هو شريك في هذه الجريمة، القضية ليست مكافحة إرهاب، القضية أظهرت أن هذه القضية تستهدف إبادة الناس، وإسرائيل لا تشعر بالخجل من الجريمة التي ارتكبتها".
وعد أن الإسرائيليين يحاولون حرمان الشعب الفلسطيني من كل احتياجاته، وقال: "قد نغض الطرف عن الحيلولة دون وصول المتضامنين لكن أدعو إسرائيل ألا تظن أن تركيا دولة كسواها من الدول".
وقال: "إن إسرائيل يجب ألا تحاول أن ترتكب مثل هذا الخطأ لأن ثمنه سيكون باهظا، وتركيا لن تتجاهل فلسطين وغزة ولن نغض نظرنا ولن نتوقف عن الصراخ والمناداة من أجل غزة، فنحن على مدار التاريخ شعرنا بالاعتزاز لوقوفنا إلى جانب غزة، وسنبقى نتحرك وفق ذلك".