الأعداء.. والأصدقاء

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
الأعداء.. والأصدقاء

14 اكتوبر 2010

بقلم: حسن المستكاوي

لو كان السحر له مفعوله لما فزنا بكأس أفريقيا ولما احتكرت أندية الشمال الأفريقى العربية البطولات.. وفى المفاجآت الكبرى نقف أمام اختيارين. الأول أن يشرح ويفسر الأسباب والأخطاء وينتقد من تسبب فى الخسارة. والاختيار الثانى أن يصدر أحكاما مطلقة على اللاعبين وعلى المدرب، فهم لا يصلحون، وهو لا يصلح، ثم يفاجأ صاحب هذا الرأى المطلق باللاعبين أنفسهم وبمدربهم يفوزون ببطولة، وهنا سيتحول هذا الشخص نفسه 360 درجة، واصفا نفس اللاعبين بأنهم أبطال، وواضعا المدرب فوق رأس الأبطال فتظن أنه «بروس لى أو الإسكندر الأكبر شخصيا».. وتمضى الحكاية مثل الشعرة الشهيرة «ساعة تروح وساعة تيجى» فلا نقد فنيا ولا تقييم، مجرد سباب وتجريح.. ثم مبالغات وتضخيم ونفخ فى الأشخاص ونفخ فى اللاعبين وفى المدربين وفى «الشوربة ثم فى الزبادى.. عادى»؟!

هذا يساوى أن يحضر ناقد سينمائى عرض فيلم جديد، ويخرج منه ليكتب أن الفيلم سيئ، والمخرج أسوأ، والبطل لا علاقة له بالتمثيل دون أن يحدثنا عن السؤال: لماذا؟.. والعكس يحدث أيضا بكلام عن عبقرية المخرج والممثل والفيلم.. دون سند واحد فى النقد على تلك العبقرية.. وهذا النوع الانطباعى من النقد سهل جدا ويمارسه ملايين فى كرة القدم وفى السينما وفى السياسة وفى الاقتصاد، وتشعر فعلا أننا فى بلد كله نقاد وخبراء محللون؟!

فى حالات سابقة ومماثلة تجد الرأى الإعلامى منقسما فى أحيان بين ناقد وساخط على اللاعبين وعلى المدرب، وبين ناقد وساخط على النقاد والإعلاميين زملائهم وعلى الساخطين منهم.. ثم تجد أحدهم يحرض المدرب على كراهية نقاده،

ويتحدث عن أنه معه ويسانده، وذلك يمكن مزجه بالوطنية، فمن ينتقد ويعبر عن ضيقه من أداء المنتخب هو عدو، وغير وطنى.. كأن الوطنية تباع فى مدرجات الكرة مع بائعى الأناناس (هل مازالوا هناك ؟).. وأمثال هؤلاء من حب الوطن، تجدهم يسحبون ثوب الوطنية من دولاب ملابسهم ثم يتحدثون عن مباراة أخرى، وخطط أخرى، ومواقف أخرى، واعتبارات أخرى.. مع أننا لم نجمع نقاطا مثل منتخب الرأس الأخضر؟

باختصار.. كان بطل أفريقيا أمام منتخب النيجر فى غاية السوء فنيا.. وحقق فشلا ذريعا على المستوى الجماعى بمشاركة الجهاز.. فالقضية لم تكن أحمد عيد أو شيكابالا، وأجزم أنهما لو كانا لعبا لما تغيرت النتيجة، ولتساءل الجميع: أين عمرو زكى القوى وأحمد على المهارى..؟

الفريق كله بمدربيه كانوا فى إجازة.. أمام منتخب النيجر الضعيف والمصنف 154 (أم أن التصنيف ليس مقياسا اليوم وهو يكون مقياسا مهما ومعنا فقط حين نكون فى المركز التاسع؟!).

كل منا يجب أن يؤدى عمله بقدر ما يستطيع من اجتهاد، ومتسلحا بالمعلومات والعلم والصدق والرؤية الفنية من أجل ثقة جمهوره.. وكل مباراة حالة قائمة بذاتها.. وكفوا عن تقسيم أصحاب الرأى إلى أعداء وأصدقاء.. أيها المهرجون كفوا عن تهريجكم..؟

المصدر