الحلقة السادسة عشرة: نحو مشروع متكامل للسنة النبوية (ندوة)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نحو مشروع متكامل للسنة النبوية (ندوة)

موقع القرضاوي/ 22-10-2008

ندوة جامعة لتوحيد الجهود

بعد إنشاء مركز بحوث السنة والسيرة بجامعة قطر بعدة سنوات: رأيت أن مراكز عدة أنشئت في داخل العالم الإسلامي وخارجه لخدمة السنة، بعضها تقوم عليه دول وجامعات أو مؤسسات رسمية، وبعضها يقوم على جهود أفراد نذروا أنفسهم لخدمة الحديث، مثل أخينا العلامة الدكتور محمد مصطفى الأعظمي.

ففكرنا في إقامة ندوة جامعة لتوحيد الجهود، وقد دعونا: ثلاثة أصناف من الناس:

أولا: علماء الحديث المشغولين بمثل ما نحن مشغولون به، سواء كانوا يمثلون دولا أم مؤسسات، أم يعملون فرادى لحساب أنفسهم.

ثانيا: العلماء الفنيين من رجال الحاسوب، المهتمين باستخدامه في خدمة السنة والعلوم الإسلامية.

ثالثا: المشرفين على إدارة هذه المؤسسات من مديري المراكز، أو من الممولين والمسؤولين عنها، مثل الشيخ صالح كامل، مؤسس مركز صالح كامل لخدمة الحديث في جامعة الأزهر، والدكتور محمد عبده يماني المشرف على مؤسسة (اقرأ).

وشارك في هذه الندوة نحو 35 شخصا، وكان مقررها الأخ الأستاذ الدكتور عبد العظيم الديب. وقد افتتحها مدير الجامعة د. عبد الله جمعة الكبيسي، كما سعد المدعوون بلقاء أمير البلاد والرئيس الأعلى للجامعة، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي شجع كل ما يخدم السنة ويقربها للمسلمين، ويفهمها لهم بلغة العصر.

د.عبد العظيم الديب كان مقرر ندوة السنة النبوية وقدم إلى هذه الندوة عدد من البحوث المتنوعة، نوقشت مناقشة مستفيضة، وصدرت قرارات وتوصيات مهمة، أعتقد أن أهمها كان: ضرورة إنشاء اتحاد عام للعاملين في خدمة السنة، من مراكز أو مؤسسات أو أفراد. وكلف أخونا الدكتورجمال عطية ـ المشارك في الندوة ـ بوضع الخطوط العريضة للنظام الأساسي لهذا الاتحاد، وبلورة أهدافه ووسائله، وجهازه الإداري، وقد تم ذلك ونوقش وهذب وأقر.

ثم تباحث المجتمعون حول مقر هذا الاتحاد، وبعد نقاش حر: اتفق الجميع على أن أليق مكان لهذا الاتحاد هو القاهرة، لما لها من مكانة ثقافية ولوجود الأزهر فيها، ولوجود مركز صالح كامل بها، ولسهولة الوصول إليها من كل الجهات ... إلخ.

ولكن بقيت مشكلة، وهي تسجيل هذا الاتحاد بمصر، وما قد يعتريه من عقبات، وتعهد الشيخ صالح كامل ـ بما له من ود وقرب لدى المسؤولين في القاهرة ـ أن يذلل العقبات، ويستصدر التصريح في أقرب وقت ممكن.

وانصرف الجميع، وهم يؤملون في قيام هذا الاتحاد الذي ينسق العمل في هذا الميدان المهم، ويتفادى تكرار العمل الواحد، ويقسم العمل المطلوب، ويكلف كل مركز أو جماعة بالجزء الواجب عليه، كما ألفت لجنة أو لجان علمية لمراجعة ما يتم أولا بأول، ثم هناك لجنة عليا تشرف على العمل كله، ومن أخص مهماتها: أن تحكم في الأمور المختلف فيها، ولا سيما في التوثيق والتضعيف.

كان الجميع مستبشرين بهذا العمل الجماعي، مؤمنين ببركته وضرورته، ويد الله مع الجماعة، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.

وذهب أخونا صالح كامل، ليقوم بدوره في القاهرة في الاتصال بالمسؤولين، وقد تبين له أن الأمر ليس بالسهل، فرغم معرفته بكبار القوم، ظلوا يحيلونه من جهة إلى جهة، ومن وزارة إلى وزارة، فهل هذا الأمر يتبع وزارة الأوقاف أم وزارة الثقافة أم وزارة الشؤون الاجتماعية، أم رئاسة الوزراء أم جهة أخرى؟

وظل في هذا الركض نحو سنتين، ثم انتهى به المطاف إلى إحدى هذه الجهات – أظنها وزارة الشؤون الاجتماعية بوصفنا جمعية أهلية – ووعدوه خيرا، وبدأوا في إجراءات التسجيل والتصريح. وبشرنا الشيخ صالح أخيرا بأن التسجيل أوشك أن يتم.. ثم .. ثم تراجعوا وسحبوه بعد ذلك!!

وأنا أعجب من مثل هذا التصرف، كيف يرفض مثل هذا الاتحاد، وهو إضافة إلى مصر، وليس (خصما) عليها. إنه يقر لمصر بالزعامة الثقافية، ويتيح لها امتيازا في أكثر من جهة، وفيها: الناحية الاقتصادية، فهذا سيكون له مركز، وسيحتاج إلى موظفين، وسيعقد اجتماعات، وكل هذا فيه مصلحة مصر.

ولكن هذه الاعتبارات كلها غائبة عن وعي الذين يمسكون بزمام الأمور، وهم لا يعقلون. وقد قال العرب: إن من البلية أن يكون الرأي في يد من يملكه لا في يد من يبصره!

وكان من نتائج هذا الموقف: أن ضاعت فكرة الاتحاد. ولم يتح لها العودة مرة أخرى.

طالع في الحلقة القادمة:

مجلات قطرية شكلت وجدان الأمة