السعيد الخميسى يكتب : كلمة حق إلى القوى السياسية والثورية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السعيد الخميسى يكتب : كلمة حق إلى القوى السياسية والثورية


بتاريخ : الاثنين 12 مايو 2014

  • يقول الحق عز وجل " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " .

فقول الحق كالقذيفة المدوية فى وجه الباطل تزلزل كيانه وتحطم أركانه وتخلع أوتاد خيمته من أعماق الأرض . فالحق دائما ناطق ساحق ماحق لكل ماسواه .

والحق كالمطرالنازل من السماء تخضر به الأرض بعد موتها.

إن قول الحق كالدواء المر لابد أن يتناوله المريض حتى يشفى ويتعافى ولايبقى أسير المرض والفراش يئن من الآلام والأوجاع .

وكلمة الحق لايهضمها إلا من وفقه الله لقبول الحق ولو كان مرا علقما .

يقول الإمام الشافعى : ماجدلت أحدا إلا وتمنيت إلا أن يجرى الله الحق على لسانه دونى .

ومن الناس من لاينظر إلا الكلمة ولايقيم لها وزنا قبل أن يعرف قائلها , فإن كان قائلها من حزبه وفصيلته التى تؤويه كانت بردا وسلاما على قلبه , حتى وإن كانت باطلا من عاليها إلى أسفلها .

وأما إن كانت الكلمة من خصمه ومنافسه فهى رجس من عمل الشيطان حتى ولو كانت تقطر عسلا مصفى . فأصبح قبول الحق مرهونا بل أسيرا بصاحبه وقائله.

  • يقول ابن مسعود رضي الله عنه: " ما كنت أظن أن أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزل قول الله عز وجل " منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة " نعم هذا قول حق من الحق عز وجل فى شأن صحابة النبى صلى الله عليه وسلم ليكشف حقيقة النفوس وخباياها وأسرارها الدفينة العميقة .

فما بالكم بأناس عاديين ثاروا على نظام حكم ظالم مستبد.

فهل كانت ياترى نواياهم خالصة لوجه الله ثم من أجل تحرير هذا الوطن من الظلم والطغيان ..؟

أم أنه كانت هناك قوى سياسية وثورية تريد المال وأخرى تريد الشهرة وأخرى تريد السلطة وأخرى تريد الوجاهة والشو الإعلامى وأخرى مندسة فى ظلام الليل لاتريد هذا ولاذاك ..؟

هل كانت النوايا خالصة لوجه الله ثم لوجه هذا الوطن لتحريره من الظلم والطغيان والفساد المستشرى فى أعماق هذه الدولة..؟

هل كان هناك تجرد من حظوظ الدنيا لأجل تنقية بحر السياسة المصرى من قمامات النفاق والشقاق وسوء الأخلاق ..؟ الإجابة أنتم أعلم بها منى..! .

  • كلمة حق أقولها وأثبت جذورها فى الأذهان أن ميزان النصر والهزيمة ثابت لايتغير ولا يتلون ولا يتأرجح ولايهتز مهما اختلف الزمان والمكان واختلفت الأسماء والمسميات والظروف والملابسات وطرفى المعركة .

إن الانتصار فى ميدان النفس مقدم على الانتصار فى ميدان المعركة لأن ميدان النفس هو الأقوى والأشق والأصعب لأن النفوس لايعلم دخائلها إلا خالقها.

ومن انهزم أمام مطامع النفس وشهواتها وميلها وانحرافها وزيغها , فمن باب أولى أن ينهزم فى ميدان المعركة .

فهل ياترى أنتم وأقصد كل القوى السياسية والثورية انتصرتم على أنفسكم وقدمتم مصلحة الوطن فوق مصالحكم الحزبية الضيقة .؟ .

هل تنازل كل منكم للآخر حتى تسير سفينة الثورة وسط أمواج الثورة المضادة العاتية..؟

أم تنازعتم من يكون الربان وقائد السفينة حتى فشلتم وغرقت السفينة بركابها وأنتم تنظرون..!؟

هل قدرتم سرعة ريح الثورة المضادة فثبتم أوتاد خيمتكم فى باطن الأرض حتى لاتنخلع وتطير من أول عاصفة..؟

  • كلمة حق أقولها لكم جميعا , يجب ألا تدفسوا رؤوسكم فى الرمال وتبحثون عن الحجج الواهية والمبررات الرخيصة والحقائق واضحة وضوح الشمس فى كبد النهار. فقد ينكر الفم طعم الحلوى من سقم وقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد.

لقد نزلتم جميعا من على جبل الثورة والمعركة مازال وطيسها حام والثورة لم تضع أوزارها بعد , وانشغلتم بجمع الغنائم المادية والمكاسب السياسية وتراشقتم بسهام الخيانة والعمالة والنذالة .

وبينما أنتم ساهون غافلون تتراشقون , كانت الثورة المضادة تجمع شتاتها , وتجهز معداتها , وتوحد صفوفها حتى انقضت عليكم وضربت عنق الثورة ضربة رجل واحد حتى تفرقت دمها بين القبائل, والقبائل هنا هى كل مؤسسات الدولة العتيقة العميقة التى صنعها الطاغية مبارك على عينه طيلة ثلاثين سنة كاملة لم ينقصها ليل واحد ولانهار , أرأيتم كيف غرر بكم..؟

  • كلمة حق أقولها لوجه الله تعالى . منكم من كان يريد الثورة ومنكم من كان يريد الثروة..!

فسقطتم جميعا بلا ثورة ولا ثروة بخفى حنين عرايا خزايا فلاعير حصلتم ولا فى نفير انتصرتم , لأن من استعجل الشئ قبل أوانه عوقب بحرمانه .

ولقد استعجلتم المكاسب فجنيتم المتاعب .

واستعجلتم المناصب فجنيتم المصائب . واستعجلتم الشهرة فوقعتم فى الحفرة .

واستعجلتم القيادة فوقعتم تحت ضغط البيادة.

والكل أراد المنحة فكانت المحنة .

والكل بحث عن الإحسان فكان الحرمان .

تراشق الكرام فتقدم اللئام .

غطستم جميعا فى بحر الثورة تبحثون عن الدرر فطفت الجثث كلها جميعا على سطح الثورة المضادة كاالرمم .

هانت عليكم أنفسكم فكنتم عند غيركم أهون..! واستعجلتم جني العنب والثمرة لم تنضج بعد فجنيتم المر والعلقم والشوك . الكل مسئول ولا أحد فوق المساءلة .

ولا أحد مبرأ من المحاسبة . ولا أحد ينجو بنفسه ويقفز من السفينة ويتهم الطرف الآخر قائلا له " أنت المسئول " فالكل مسئول أمام الله فيما آلت إليه الأحوال من تردى وسقوط وهبوط على كل المستويات وفى كل الأحوال. ومن نظر إلى القشة فى عين أخيه فلينظر إلى عينه لعله يجد لوحا من الخشب..!؟.

  • كلمة حق أقولها لكم جميعا , لقد نزلتم من على جبل الثورة وانشغلتم بالغنائم والمكاسب .

فكانت الهزيمة بعد النصر والانكسار بعد الانتصار والانهيار بعد الانبهار والمحنة بعد المنحة .

إن الاختلافات والنزاعات والانشقاقات والمصالح الحزبية والمكاسب المادية والشو الاعلامى وتنافر الأيدلوجيات وتباين النظريات والتخوين والتشويش والتحرش السياسى وعدم التجرد لوجه الله ثم لمصلحة الوطن العليا , كلها قنابل موقوته انفجرت فى وجه الثورة والثوار, عندما تنازعتم ففشلتم وذهبت ريحكم وجلستم تلطمون الخدود وتشقون الجيوب كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .

فضاع كل شئ ولم يتبق شئ غير الندم والحسرة وعض الأنامل من الغيظ..!؟.

  • كلمة حق أخيرة أقولها لكم إن الحل الوحيد والعلاج القوى المتين لاسترداد أهداف ثورة يناير هو تجميع الجهود وتوحيد الصفوف والوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضكم بعضا حتى نسترد كرامتنا وحريتنا , بل إن شئت فقل آدميتنا التي افتقدناها وإنسانيتنا التي حرمنا منها .

إن لم تفعلوا فلاسياسة ولاديمقراطية ولاانتخابات ولاحقوق إنسان بعد اليوم فى مصر .

ليس أمامكم فرصة أخرى للتردد والتفكير والمشاورات , هيا وقعوا على وثيقة واحدة يتنازل كل طرف فيها للآخر من أجل مصر ومن أجل الثورة ومن أجل الاجيال القادمة .

دعوا الخلافات والشقاقات والنزاعات .

وحدوا وجهتكم , وحددوا اتجاه قبلتكم , وسطروا أهدافكم , واتفقوا على وسائلكم السلمية الحضارية لاسترداد ثورتكم .

ساعتها سوف يضرب لكم العالم تعظيم سلام , ويقف لكم انتباه وتعزف لكم الآلات الموسيقية السلام الجمهورى تحية وإكراما واحتراما لكم , كما فعلها من ذى قبل وأنتم فى ميدان التحرير .

فهل أنتم لتوحيد الصفوف وتجميع الجهود جاهزون مستعدون أم أنكم مازلتم فى سباتكم نائمون تحلمون , وإذا استيقظتم تتخاصمون ثم تتراشقون بسهام الخلافات والانشقاقات..!؟.

إنا لمنتظرون .

والله من وراء القصد والنية .

المصدر