المرشد العام: مؤتمر "السلام" المزعوم محاولة لفرض التسوية على العرب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
المرشد العام: مؤتمر "السلام" المزعوم محاولة لفرض التسوية على العرب
الاستاذ عاكف.jpg

كتب- أحمد رمضان

أكد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف - المرشد العام للإخوان المسلمين - أن الدعوة إلى تقسيم وتجزئة الدول أصبحت عنوان السياسة الغربية، موضحًا أنها لم تعد كامنةً بل أطلت برأسها وأُعلنت في وثائق رسمية، وهي بذلك تُعبِّر عن سياسة تمعن في العدوان، ولا تستند إلى مبررات يقبلها العقل والمنطق.

وقال المرشد العام - في رسالته الأسبوعية اليوم الخميس- إن التساؤل يصبح مشروعًا عن حقيقة وأبعاد التدخل في الشئون الداخلية للدول الإسلامية خاصة وأن الهجمة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على الدول الإسلامية، والتي تشمل أفغانستان و العراق و فلسطين و لبنان و السودان و الصومال ، فضلاً عن التهديد بإعلان الحرب على إيران حيث تشهد هذه الهجمة على جور وظلمِ ما يُسمَّى "النظام الدولي" الذي جعل الدول الإسلامية مسرحًا للنهب والتخريب، بشكل يتنافى مع ادعاءاته بالإصلاح والرخاء والتنمية، فقد غذَّى وأشعل الحروب الأهلية ووسَّع نطاقها.

وتطرق فضيلته إلي دعوة إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لعقد مؤتمرٍ دوليٍّ للنظر في قضايا "السلام" في المنطقة العربية، موضحًا أنها تأتي في وقتٍ غير ملائم؛ وذلك أن عقدَ مؤتمرٍ دولي في الوقت الراهن لا يساعد على التناول الجاد للقضايا والموضوعات المصيرية.

أضاف أن الإدارة الأمريكية روَّجت لعقد المؤتمر دون توضيحٍ لجدول أعماله، سوى أن المسئولين الأمريكيين باتوا يوضحون أن المناقشات ستدور حول إعلان "دولة فلسطينية"، وهكذا دون توضيح الإجراءات اللازمة لبناء الثقة قبل الدخول للمؤتمر، وفي ظل هذا الغموض يوجد ثمة تساؤلٍ عن مصير القضايا الأخرى التي لم يرد بشأنها ذكرٌ حتى الآن، مثل إنهاء الاحتلال، وفك المستوطنات، وإزالة جدار الفصل العنصري، ومدينة القدس المحتلة، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، مشددًا على أنه من الظلم التاريخي إهمالهم ونسيانهم والتغطية على الجرائم التي ارتُكبتْ في حقِّهم.

وأوضح أن ما تبغيه السياسة الأمريكية من عقد هذا المؤتمر، لا يخرج عن محاولةٍ من محاولاتها المتكررة لفرض تسوية قسرية، ليس فقط على الفلسطينيين، ولكن على الدول العربية أيضًا، مشيرًا إلى أن ما تطرحه، السياسة الأمريكية- هذه المرة- لا يختلف عمَّا سبقه من أطروحات ومشروعات لفرض تسوية سياسية، فالجامع المشترك بينها يتمثل في الإمعان في التحيز ضد الفلسطينيين، وألمح إلى أن المفارقة في الدعوة لعقد المؤتمر تأتي في ظل سياسةٍ أمريكيةٍ وصهيونيةٍ وأوروبيةٍ تدعم فرض الحصار على الفلسطينيين، كما تدعم وترعى الانقسامات الداخلية فيما بينهم، وهذه السياسة الإكراهية تتناقض وتتعارض مع السعي لتحقيق السلام والاستقرار.

وطالب المرشد العام بعدم استبعاد أيٍّ من الأطراف الفلسطينية من المشاركة في المناقشات حول المسائل الإستراتيجية، وقبل ذلك لا بد من دعوة الأطراف الفلسطينية لإصلاح ذات البين والوقوف صفًّا واحدًا لمواجهة محاولات العصف بحقوقهم.

وحول الدعوةَ التي أطلقتها إدارة بوش لبناء نظامٍ فيدرالي على أساسٍ طائفي والتي وصفها فضيلة المرشد الخطوةَ الرئيسيةَ نحو تقسيم البلاد، أوضح أنها تُشير صراحةً إلى التمييز بين السكان على أساسٍ طائفي، ومن ناحيةٍ أخرى تعتبر الطائفة كيانًا سياسيًّا يتمتع بسلطات وصلاحيات تتجاوز الحكومة المركزية.

أما عن مستوى الوضع في السودان فكشف فضيلته أن غالبية الدول التي تسعى لاغتصاب موطئ قدمٍ لها في الأراضي السودانية لا تستهدف نهب الثروات فقط، ولكنها تعمل على بث الصراعات العرقية في كافة أرجاء السودان لكي تخلق مبررًا لتدخلها.

وفي النهاية شدد المرشد العام على أنَّ حلَّ المشكلات التي تواجه شعوب المنطقة يجب أن تكون بمساهمةِ أبنائها وبإرادة شعوبها، بعيدًا عن التدخل الغربي العسكري الاستعماري وأن الوصول إلى الاستقلال الحقيقي لن يكون إلا من خلال الإرادة الحرة للشعوب في التعبير عن نفسها لكي تتحرر من ربقة الاستعمار الجديد، مؤكدًا أن الصيام والقيام وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله- صلى الله عليه وسلم- خير معين على مواجهة المحن والأزمات، فهي مبعث الإرادة والتربية على العزة والكرامة.

المصدر