ثعلب السيسي الجديد.. من يكون؟!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ثعلب السيسي الجديد.. من يكون؟!


ثعلب السيسي الجديد.jpg

(10 يوليو 2018)


كان صوتَ العسكر في 3 يوليه 2013، والمسئول عن "الشئون المعنوية" بالجيش، ومسئول إذاعة بيان الانقلاب.. إنه اللواء محسن عبدالنبي خليفة عباس كامل على عتبة باب السيسي.. فمن هو وما دوره؟

بداية يجب أن نعرف ان دور عباس كامل كان نقل رسائل السيسي مباشرة الي جنرالات الانقلاب، كما ظهر من مكالماته التي يعتقد أن المخابرات العامة سربتها لها، ولهذا ولاه السيسي رئاستها ليقضي على طاقم المخابرات القديم ويعزل من تبقي منهم ويحولها الي قسم في المخابرات الحربية.

وكان لعباس كامل أدوار اخري تتمثل في نقل التوجيهات الي الصحفيين والاعلاميين التابعين للانقلاب، بما يقولونه وما يفعلونه، كما كان مسئولا عن التواصل مع داعمي الانقلاب في دول الخليج (الإمارات والسعودية خصوصا).

فما الدور الذي سيلعبه "عبد النبي" الذي كان مسئولا مع عباس عن تلقين اعلاميي الانقلاب ماذا يقولون؟ ومراقبة الصحف وحذف اخبار ووقف طباعة صحف أو اعدامها لأنها تناولت قضايا تفضح الانقلاب مثل عدم خضوع الاجهزة السيادية للضرائب (الوطن)، وأم السيسي يهودية (مجلة الهلال)، وغيرها؟

صناعة الإعلام

وهل اصطحاب اللواء عباس كامل، الذي انتقل من قصر الرئاسة إلى منصب مدير المخابرات العامة، معه كلاً من المقدم أحمد شعبان (ملقن الإعلاميين كما ظهر في تسريبات صفقة القرن) والمقدم محمد فايز، اللذين كانا مسؤولين عن تسيير ملف الإعلام، يعني أن عباس سيظل ممسكا بملف الاعلام والصحافة أم سيديره بالتعاون مع مدير مكتب قائد الانقلاب الجديد؟

كان الظهور الأول لاسم اللواء محسن عبد النبي، الذي تخرّج في الكلية الحربية عام 1978، والتحق بسلاح المشاة وخدم فيه حتى التحق بإدارة الشؤون المعنوية، وظل فيها حتى غادرها للقصر الجمهوري، مع تولي الفريق أول عبد الفتاح السيسي منصب وزير الدفاع، وسعيه رويداً رويداً للإطاحة بأغلب -إن لم يكن كل-القيادات القديمة، وتولت أسماء جديدة المناصب، لأن السيسي كان أصغر أعضاء المجلس العسكري فتخلص من الكبار، وجلب اعوانه وكان "عبد النبي" من أنصار السيسي الجدد.

وفي مطلع ديسمبر 2012، أصدر السيسي نشرة استثنائية أجرى فيها العديد من التغييرات، فتم إسناد المخابرات الحربية إلى اللواء محمود حجازي (عينه لاحقا رئيسا للأركان ثم ابعده نهائيا)، وإدارة التجنيد والتعبئة إلى اللواء السيد الغالي، واللواء أحمد أبو الدهب رئيساً لهيئة التنظيم والإدارة، وتم تعيين اللواء محسن عبد النبي قائماً بأعمال مدير إدارة الشؤون المعنوية، ثم مديرا لها.

لاحقا وفي يناير 2013، صدرت نشرة جديدة تمت فها عدة تغييرات كان منها تعيينه مديراً لإدارة الشؤون المعنوية لا قائماً بالأعمال، وفي يناير 2014 عينه مديرا للشئون المعنوية، وبذلك يمكن القول إن كل صعودٍ للسيسي كان يصبّ في مصلحة عبد النبي.

وكان تعيين السيسي "عبد النبي" مديرا للشئون القانونية، مؤشرا على حاجته إلى مدير يفهم في الإعلام والتأثير الاعلامي على الشعب وفق سياسة "التلقين" والدعاية العسكرية التقليدية، وهي الفترة التي جاءت لاحقا بانقلاب 3 يوليه 2013، واستغلال مظاهرات 30 يونيه لإظهار ان هناك ثورة علي الرئيس مرسي وان الجيش تدخل كما فعل مع مبارك، ومحاولة محو ما يقال عن أن ما جري كان انقلابا عسكريا بقوة السلاح قتل فيه أكثر من 3 الاف محتج ومعارض.

المخرج الحقيقي للانقلاب

بل إن "عبد النبي" كان هو المسئول عن الفيديو الشهير الخاص بتصوير مظاهرات 30 يونيه على أنها مليونية والزعم بانها شارك فيها 23 مليون مصري، وهو فيديو يفضح الانقلاب ويظهر محاولاته – بالاستعانة بخدمات المخرج خالد يوسف-لفبركة ما حدث وإظهار الامر كثورة شعبية، لتبرير الانقلاب العسكري.

ولاحقا لعب "عبد النبي" دورا في تنظيم الاحتفالات التي أقامها السيسي لتلميع صورة الانقلاب، والإشراف على الحفلات العسكرية، ثم الانتقال الي الاشراف على الاعلام الحكومي والخاص معا وتطويعهما واخضاعهما عبر العصا والجزرة بالتعاون مع عباس كل.

وساهم تدشين "عبد النبي" لـ "مركز الإعلام العسكري المتطور"، بالتزامن مع أول يومي الاستفتاء على دستور 2014، لمتابعة أداء وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمرئية، في لعب دور كبير مستقبلا في مراقبة الاعلام والسيطرة عليه عسكريا بالعصا والجزرة، حتى وصل الامر لمنع اعلاميين مشهورين من الحديث في السياسة وتغيير برامجهم للحديث عن الفن والسينما والشعوذة والطبيخ.

الأغرب أن "عبد النبي" أعلن عن دخول "الجيش" مجال الإنتاج السينمائي ما يؤشر لسعي الانقلاب للسيطرة على مجال السينما وتطويعها لتنتج افلاما على غرار افلام دعم جنرالات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ففي أكتوبر 2017 صرح اللواء محسن عبد النبي بأنه للمرة الأولى منذ انتصارات أكتوبر ستقوم القوات المسلحة، ممثلة في إدارة الشؤون المعنوية، بإنتاج 3 أفلام سينمائية عن بطولات الحرب والانتصار العظيم، هي أفلام «جبل الحلال» و"إبراهيم الرفاعي" ومعركة «كبريت»، بالمشاركة مع الشركات المتخصصة في الإنتاج السينمائي.

ومعروف ان اجهزة عبد الناصر العسكرية سعت لإنتاج عشرات الافلام التي تمجد الجيش وتمتدح قيادات عبد الناصر وتظهرهم أبطالا، وهوما فعله مسئول الشون المعنوية عبر تواصله مع العديد من الاعلاميين والصحفيين.

وفي حديث له مع المذيع "الأمنجي" عزمي مجاهد (الذي ظهر في تسريبات الضابط أحمد شعبان)، ظهر سعيه لتمجيد قيادات الجيش المصري.

وضمن هذا الدور لتطويع السينما سعي عبد النبي لتلميع والاستفادة من ممثلين دخلوا الجيش مثل محمد رمضان وتصويره على انه أحد ابطال الصاعقة للاستفادة منه في غسيل مخ المصريين، فضلا عن التنسيق لإخراج عدة مسلسلات في رمضان الماضي لتمجيد الشرطة والجيش، وتشوية أي منتم للتيار الاسلامي بنفس الكليشيهات القديمة (جلباب أبيض ولحية ووجه غاضب عابس ومتعصب).

اللجان الإلكترونية

اقترن اسم اللواء عبد النبي أيضًا بما عُرف باسم «اللجان الإلكترونية»، التي تحدث عنها السيسي مبكرا حين ذكر انه يمكنه تشكيل "كتيبتين الكترونيتين" للسيطرة على الانترنت ومواقع التواصل.

وهي مجموعات تم تشكيلها بواسطة الصحفي إبراهيم الجارحي، ووظيفتها التسويق لأفكار العسكر عبر الشبكات الاجتماعية، ورد الهجوم عليها، وتشويه المعارضين وتلميع السيسي وجنرالاته ووزراءه.

وسبق ان تم فضح أمر هذه الكتائب حين اعترف خالد رفعت، أستاذ الهندسة بجامعة السويس، عبر تدوينه له على فيسبوك، بأنه كان من ضمن مؤسسي مجموعة «اتحاد الدولة» على السوشيال ميديا، وأنهم شكلوا لجاناً إلكترونية تابعة للنظام المصري تعمل بشكل منهجي على الترويج للقرارات الحكومية، واختلاق الشائعات التي تدعمها، وتشويه معارضي النظام.

وكشف "رفعت" أن الإشراف والإدارة كانت تتم بواسطة الصحفي إبراهيم الجارحي الذي كان يتولى نقل تعليمات الأجهزة المعنية إليهم، حيث شكلت تلك اللجان بواسطة إدارة الشؤون المعنوية والمخابرات الحربية وبإشراف مباشر من اللواء محسن عبد النبي شخصياً.

ولأنه أشرف علي المجال الاعلامي مع اللواء عباس كامل، فقد اكتسب خبرة في هذا المجال (الحرب الالكترونية)، وسعي لتسويقه بشكل أعجب السيسي بشخصيته.

ولبيان علاقته بالسيسي والتي دفعت الاخير لتعيينه مديرا لمكتبه نشير لما نشره أحد الصحفيين في مؤسسة الرئاسة أن السيسي قال في أعقاب احتفالات انتصارات أكتوبر الأخيرة أمام الصحفيين: «الله ينور عليك يا محسن، شغل عالي قوي ده». واعتبر مراقبون أن تصريح السيسي هذا ربما إشارة للرضا لمستقبل مهني واعد لعبد النبي.

وهو ما تحقق فعلاً بتعيينه في منصب مدير مكتب السيسي لينسق معه مباشرة مسألة تقييد الاعلام ومراقبة مواقع التواصل.

أيضا لعب عبد النبي دورا في التواصل مع الكنيسة المصرية كممثل للمؤسسة العسكرية ونقل رسائل السيسي لتواضروس لدعم انقلابه مقابل مزايا لأقباط مصر مثل السماح بترخيص كنائس مخالفه بلا تراخيص.

المصدر