حزب النور والقروض.. "اعمل نفسك ميت"!
(29/07/2016)
كتب: يوسف المصري
مقدمة
أثارت حالة الصمت الشديدة التي تخيم على قيادات حزب النور الانقلابي، تجاه مساعي الانقلابي عبدالفتاح السيسي، لعقد اتفاقات بقروض جديدة على مدار السنوات الثلاث المقبلة، مع صندوق النقد والبنك الدوليين وهيئات أخرى، بجملة 21 مليار دولار، دهشة وسخرية شرائح كبيرةشعا من الشعب المصري، خاصة أن موقف الحزب من تلك القروض في عهد الرئيس مرسي كان رافضًا لها بشدة.
وعلى الرغم من أن رموز حزب النور وقياداته أمثال يونس مخيون وياسر برهامي وعبدالمنعم الشحات وغيرهم، قد تصدوا وبقوة لحكومة الدكتور هشام قنديل حين أرادت اقتراض 4 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، وأعتبروا أن القرض ربا وحرام شرعا، وسيجلب الخراب على مصر، فإنهم الآن يلتزمون صوتا مثيرا للجدل ولا يسمع لهم أحد صوتا على الإطلاق.
وكانت حكومة هشام قنديل أعلنت في أغسطس 2012، أنها ستطلب قرضا بقيمة 4,8 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، لمساعدتها في دعم الماليات العامة، ومنع حدوث أزمة مالية، ودعم الوضع المالي للحكومة، الذي تعرض لضغط شديد في التسعة عشر شهرا التي تلت ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك.
حرام في عهد "مرسي"!
وعقب إعلان حكومة الدكتور هشام قنديل السعي للحصول على هذا القرض، انبرى حزب النور، وقياداته، ليشددوا على أن هذه القروض ربا وحرام، موضحين رفض قرض صندوق النقد الدولي بعد التأكد من أن نسبة 1.25% ليست مصاريف إدارية.
وأشاد "النور" برفضه قرض الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى مشادة حدثت بين رئيس الهيئة البرلمانية له بمجلس الشورى عبدالله بدران، وعدد من أعضاء المجلس بسبب ذلك، فضلا عن رفض الحزب قرض السعودية أيضا، وطلبه عرضه على "هيئة كبار العلماء".
وحول فتوى نائب رئيس مجلس إدارة "الدعوة السلفية"، ياسر برهامي بإباحة قرض صندوق النقد الدولي، قال الحزب إنه تم توجيه سؤال لبرهامي، وكانت المعلومات التي وصلت له، من خلال بعض المسئولين وقتها، تقول إن القرض ليس فيه فوائد ربوية، وإنما هي مجرد مصاريف إدارية، فأفتى بناء على المعلومات الموجودة لديه، حول "الموقف من اقتراض مصر من صندوق النقد الدولي".
واستدرك الحزب:
- "لكن بعد تصريح مساعد وزير المالية بأن نسبة 1.25% منها نسبة 0.25% فقط مصاريف إدارية، والباقي (1%) فوائد، تراجع الشيخ عن فتواه، وأفتى بحرمة هذا القرض".كما أعلن نادر بكار -المتحدث باسم الحزب - رفضه التام للقرض من خلال حسابه الشخصي على "تويتر".
وأرجع عضو اللجنة العليا لحزب النور، يونس مخيون، (رئيس الحزب الآن)، رفض الحزب للقرض إلى أنه مخالف للشريعة الإسلامية، مؤكدا أنه "لن ينجح نظام قائم على الربا".
لماذا الخرس الآن؟
من جانبه تساءل الكاتب والخبير الاقتصادي، مصطفي عبدالسلام، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الأربعاء: أين حزب "النور؟".
وأضاف:
- "الحزب صدعنا في صيف عام 2012، عقب دخول مصر في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لاقتراض 4.8 مليارات دولار.. في ذلك الوقت كان الواحد منهم يخرج هائجا، ويقول بصوت عال: "ربا وحرام وسحت ويخالف شرع الله"، وفق قوله.
وتابع:
- "كنت في ذلك الوقت أحاول أن أشرح لهؤلاء أن فهمه للأمور خطأ، وأن صندوق النقد الدولي ليس بنكا بالمعنى المتعارف عليه، لأنه بنك مملوك للدول والحكومات، وليس بنكا يمنح قروضا للأفراد، وأن الدولة عندما تقترض فإنما تقترض من حصتها وإسهاماتها في رأس مال الصندوق، أي أنها تقترض رأسمالها، وحصتها، وجزءا من مساعدات الدول وحصصها، وأن أسعار الفائدة على قروض الصندوق تبلغ نحو 1.5% سنويا، وهي أقرب ما تكون إلى كونها مصروفات إدارية.. لا أسعار فائدة".
وتساءل عبدالسلام:
- "طيب.. الحكومة أعلنت اليوم (الأربعاء) أنها ستقترض 21 مليار دولار، مرة واحدة، منها 12 مليار دولار من صندوق النقد، والباقي من البنك الدولي، ومؤسسات وبنوك أخرى.. أين أنتم يا حزب النور؟ ولماذا لم تتشنجوا وتثوروا وتغضبوا؟"، حسب تساؤله.
ولم يكتفِ حزب "النور" بعدم إبداء أي موقف إزاء القروض الجديدة، وإنما زاد على ذلك أن فاجأ "مجلس نواب ما بعد الانقلاب" بإعلانه استعداده لطرح مشروع قانون جديد للحصول على قروض من دول عربية لسد العجز في موازنة للدولة. وقال المتحدث الرسمي للكتلة البرلمانية للحزب، محمد صلاح خليفة، إن الحزب يجهز مشروع التنمية العربية للتمويل، القائم على الشريعة الإسلامية، للتقدم به للمجلس، كصيغة تمويل جديدة لسد عجز الموازنة.
وأضاف خليفة، عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية، أن بعض دول العالم اعتمدت صيغ تمويل جديدة من المشاركة والمرابحة، موضحا أن هذه الصيغ موجودة في دول الخليج والكثير من دول العالم، ومن بينها ماليزيا، وأن صيغ التمويل الحديثة قائمة على المشاركة والمرابحة وإيجاد مشروعات حقيقية، حسب قوله.
وأضاف:
- "قريبا سنتقدم بمشروع التنمية العربي لتطوير التمويل البديل على أسس الشريعة الإسلامية".
سخرية من موقف الحزب
وعلق محمد علي، ساخرا، على تدوينة عبدالسلام بالقول: "موجودين.. بلاش تظلمهم.. لسه قارئ مقابلة لواحد فيهم بحرمة اقتناء الكلاب".
فيما قال محمد مبروك:
- "بيصيفوا في مارينا، ومنهم في هارفارد، وبعضهم بيعمل عمليات تجميل في مناخيره.. هم مش فاضيين للحاجات ديه".
بينما قال عبده رشدي:
- "برهامي - مخيون - بكار - بلكيمي.. اعمل نفسك ميت يا جدع".
المصدر
- تقرير: حزب النور والقروض.. "اعمل نفسك ميت"! موقع بوابة الحرية والعدالة