د. البلتاجي: هناك محاولات للوقيعة بين ممثلي الثورة
بقلم:رضوى سلاوي
أكد د. محمد البلتاجي القيادي الإخواني وعضو جبهة دعم الثورة أن جمعة الغد، والتي أطلقنا عليها "جمعة الخلاص" تأتي لتأكيد مطالب الثوار المشروعة من جانب، فضلاً عن إعلان تضامن الثورة المصرية، والشعب المصري مع الشعب الليبي وثورته الشرعية ضد النظام المستبد والمجرم، بعد أن وقفت شعوب العالم العربي والغربي مع الثورة المصرية.
وأضاف البلتاجي أن مليونية الخلاص تطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بضرورة التخلص من أركان النظام السابق، والذي حدَّده الثوار في إسقاط النظام وإنهاء جميع أركانه، وما مثله من فسادٍ واستبدادٍ أمني؛ ليحل محله نظام جديد يتم بناؤه على العدالة والحرية والديمقراطية، والتي لا يمكن تحقيقها إلا بالقضاء على جميع بؤر الفساد؛ حيث تتمثل مطالب الثورة في الآتي: حل جهاز مباحث أمن الدولة، وحل المجالس المحلية بما تمثل من قاعدة كبيرة للنظام الفاسد وحزبه، بالإضافة إلى كونها جيشًا للفساد يمتلك 50 ألف مقعد محليًّا، بجانب تغيير بقايا الحكومة السابقة، وعلى رأسهم وزير العدل ووزير الداخلية والخارجية ورئيس الحكومة، باعتبارهم ذوي صلة وثيقة بالنظام السابق؛ حيث لا يمكنهم أن يكونوا ممثلين عن حكومة ما بعد الثورة.
وأوضح البلتاجي أنه تم التنسيق مع كل القوى المشاركة في المليونية، بالإضافة إلى تفادي الخطأ الإداري السابق بوجود منصة واحدة رئيسية؛ حيث إن مركزية المنصة الواحدة تسببت في الزحام الشديد والتدافع حولها، فضلاً عن عدم إتاحة المجال لعددٍ كبيرٍ من الراغبين في التحدث على المنصة للزحام الشديد؛ لذلك تم الاتفاق على وجود عدة منصات في الميدان.
وفيما يتعلق باستجابة المجلس العسكري أنه لا بديلَ عن الشرعية؛ حيث أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ البداية أنه يدعم الشرعية التي طالب بها الشعب، بالإضافة إلى دعمه لمطالب الثورة والثوار، كما اعترف المجلس بشرعية الثورة وشهدائها وقدَّم التحية والإعزاز لهم؛ لذلك لا بد من توافقه مع تلك المطالب وضرورة الاستجابة لها؛ حيث إن معظم المطالب لم يتم تحقيقها، كما أن الثورة لم تنتهِ بسقوط رأس النظام الفاسد.
وقدر البلتاجي جميع الجهود التي بذلها المجلس الأعلى خلال الفترة السابقة، إلا أنه أضاف أن الشعب في حاجةٍ إلى تحقيق مطالبه التي حددتها الثورة للتخلص نهائيًّا من بقايا النظام الفاسد الذي ما زالت أذنابه قائمة وتمارس عملها في مؤسسات الدولة المختلفة، وتسيطر على كل الأجهزة الإعلامية والمؤسسات الصحفية الحكومية.
وفيما يتعلق بما أثاره البعض بأن الإخوان استأثروا بجمعة الغضب الماضية، أكد البلتاجي أن الإخوان حرصوا منذ بداية الثورة على أن يكونوا داعمًا رئيسيًّا للثوار ومطالب الثورة بكل إمكاناتهم، كما حرصوا في الوقت ذاته على عدم تصدُّر المشهد أو أن يكونوا في واجهته أو قيادته، إدراكًا منهم لدور الفزاعة التي كان يستخدمها النظام السابق، ومحاولاته لابتزاز الرأي العام في الداخل، والخارج من أجل استمرار، ودعم بقائه وهيمنته على الحكم والسلطة؛ وذلك في مقابل التهديد بالفوضى ومجيء الإخوان، والتيارات الدينية إلى الحكم، وبالتالي ظل الإخوان في قلب الحدث مع كل أطياف الحركات الوطنية دون أن يكونوا في واجهتها.
وأوضح أن جمعة النصر الماضية، والتي حاول البعض استغلالها لإثارة الفتنة بين المشاركين في الثورة تم الترتيب لها من خلال لجنة التنسيق بين ائتلاف الثورة ومجلس أمناء الثورة وجبهة دعم الثورة؛ حيث بدأ برنامج اليومي بصلاة كنسية مسيحية سبقت خطبة الجمعة، كما كان حضور الدكتور القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالتشاور مع الأطراف المشاركة في الاحتفالية، والتي رأت حاجة تلك الجمعة إلى قوة الحشد والزخم الشعبي؛ لذلك جاء الحضور بحجم شخصية مصرية، وعالمية مثل الدكتور القرضاوي الذي كان عاملاً أساسيًّا في قوة الحشد الجماهيري المطلوب.
كما جاءت خطبة د. القرضاوي بشهادة الجميع موجهة إلى جموع المصريين مسلميه ومسيحييه، وبالتالي لا مجالَ للحديث عن تنظيم الإخوان لذلك، كما لا يمكن احتسابها لصالح أي تيارٍ على حساب تيار آخر، فضلاً عن أن د. القرضاوي لا تربطه أية علاقة تنظيمية بجماعة الإخوان المسلمين منذ عدة سنوات طويلة.
ورفض البلتاجي ما ردده البعض بأن الإخوان سيطروا على منصة الجمعة الماضية، موضحًا أن جميع التيارات السياسية، والرموز الوطنية التي حضرت خلال اليوم قامت بمشاركة الجماهير اليوم، وكان أبرزهم د. محمد سليم العوّا، حمدين صباحي، ياسمين الخيام، جورج إسحق، وائل الإبراشي، نادر السيد والعديد من الرموز الأخرى؛ لذلك فإن الادعاءات والاتهامات بسيطرة الإخوان على المنصة غير صحيحة وتفتقد المصداقية ومخالفة الحقيقة والواقع، وما حدث تحديدًا أن المنصة كانت تُدار من خلال شركة متخصصة لضمان توصيل الصوت إلى جميع أنحاء الميدان، وجاء مسئول الشركة إلى المنصة محذرًا من الأعداد الكبيرة المتواجدة على المنصة وتأكيده على عدم مسئوليته عن تأمين حياة المتواجدين بها؛ حيث إن العدد المسموح به لا يمكن أن يتجاوز 40 شخصًا، في حين أن العدد الذي تواجد على المنصة زاد عن 150 شخصًا؛ لذلك طالبت اللجنة التنسيقية من الجميع دون استثناء، أو تمييز بالنزول عن المنصة حتى لا تسقط بالجميع، وهو الأمر الذي فسَّره البعض خطأً وروجوا عن منع العديد من الشخصيات من الصعود إلى المنصة.
وفيما يتعلق بما ذكره م. وائل غنيم عن منع حرس د. القرضاوي صعوده على المنصة قال البلتاجي: إن هذا الكلام عارٍ تمامًا عن الصحة؛ حيث إن غنيم حضر بعد الساعة الثالثة بينما غادر الشيخ القرضاوي الميدان قبل وصوله، ولم يكن للشيخ القرضاوي أي حرس مصاحب له، وإنما كانوا مجموعة من الشباب من مختلف التيارات الذين شكَّلوا دائرةً حوله لمنع التزاحم والتدافع الشديد من الجماهير لتقبيله وإلقاء التحية عليه.
وبصفةٍ شخصية أؤكد أنه مرحب به دائمًا، كما يسعدنا جميعًا صعوده على المنصة وحديثه للناس، خاصةً بعد أن أعلن سابقًا عن عزمه عدم المشاركة في مليونية جمعة النصر في إحدى القنوات الفضائية.
- المصدر :د. البلتاجي: هناك محاولات للوقيعة بين ممثلي الثورة موقع إخوان أون لاين