د. محمود غزلان: نبحث عن العدل والحق ونبني الرجال

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. محمود غزلان: نبحث عن العدل والحق ونبني الرجال
اخبار762011.jpg
د. محمود غزلان يتحدث في المؤتمر

كتب- إسلام توفيق:

أكد د. محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة تبحث عن العدل والحق والحرية، ومنهجها يقوم على إحياء الإيمان والضمير والواعظ النفسي الداخلي، مشيرًا إلى أن منهج الإخوان في التغيير وفي الإصلاح متسق مع منهج رسول الله، ألا وهو منهج التربية، فتعكف الجماعة على بناء رجال بالعقيدة والعبادة الصحيحة والأخلاق الكريمة والتصورات الصحيحة، ثم بعد ذلك يأتي دور التشريع.

وقال- خلال مؤتمر الإخوان المسلمين بطوخ بالقليوبية، تحت عنوان: "مصر بعد الثورة"، مساء أمس-: "بناء الرجال أصعب من بناء الدول، ولو نظرنا إلى سيرة النبي لوجدنا أنه بنى الرجال في البداية وقت أن كان في مكة المكرمة، وعندما هاجر إلى المدينة بدأ بناء الدولة"، مشيرًا إلى أن الإخوان كجماعة تسير على هذا النهج، فبالتربية نبني الرجال الذين يبنون الدول.

وشدَّد على أن الواجب الحتمي الآن على كل المصريين هو أن نعيد بناء الدولة، وأن نصلح ما أفسده النظام البائد، وأنه لن يتأتى ذلك إلا عندما يؤدي كلٌّ منا واجبه على أكمل وجه وبإتقان، موضحًا أن البناء أصعب بكثير من الهدم والأمر العسير الذي يحتاج منا مجهود أكبر الآن.

وأوضح أن الإخوان لا تفرق بين دين وسياسة؛ فهي جماعة إسلامية شاملة، وقال إن الإسلام الذي نعتقده ونؤمن به ونعمل له؛ إنما هو إسلام شامل، وليس هناك في الدنيا جزُر منعزلة، وإنما الحياة وحدة واحدة لا تتجزَّأ، وهذا هو سلوك الرسول ومن بعده الخلفاء والصحابة الذين كانوا حكامًا وقادةً، وفي ذات الوقت كانوا يمارسون العبادة والقضاء والسياسة.

وأضاف د. غزلان: "هؤلاء الذين يرددون أنه "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة" وأن من يعمل في السياسة يجب يكون كذابًا ومنافقًا، كلامهم مردود عليهم، وأقول لهم إن السياسة ليست عملية قذرة ولكنهم هم الأقذار الذين قذروها بقذارتهم، وإنما السياسة هي فن بناء الدولة وتسيير أمورها بالعدل والإحسان"، متسائلاً: "لماذا تخافون من السياسي الصادق صاحب الضمير؟!"، وتابع: "السياسة عندنا تقوم على الأخلاق، والاقتصاد عندنا يقوم على المبادئ".

وقال إنه "كم دعا الله في طول البلاد وعرضها أن يقبض الله روح ذلك الطاغية المخلوع، ولكن الله أبى أن يفعل ذلك لحكمة من عنده وعدل وفضل منه؛ حيث أبى الله إلا أن يخرج ذليلاً مطاردًا تطلبه يد العدالة".

وأضاف: "كان في مقدور النظام ورأسه أن يقدموا تنازلات تحميهم مما حدث، ولكن الله عز وجل كان له حكمة في أن يماطل ويتكبر حتى أدَّى هذا الكبر به إلى الخلع، وأدى خيله وجماله وقناصته إلى خلعه؛ حيث انقلب في الثورة "السحر على الساحر".

وتابع: "الله عز وجل أبى إلا أن يظل ها هنا في مصر دون أن يستطيع الهرب، حتى يذوق ما أذاقه للشعب المصري من ذل طوال سنوات حكمه".

أما الحقيقة الثانية التي أوضحها د. غزلان فهي أن فضل الله عز وجل لا حدود له، لكنَّ هذا الفضل لا يتنزل على أناس متقاعسين، بل تنزل علينا لأننا فتحنا صدورنا للموت؛ من أجل الشهادة في سبيل الله ومن أجل نصرة هذا البلد، وإنقاذه من الظلم والفساد والاستبداد، وحينئذ جاء النصر.

وطالب الحضور بألا يصبروا بعد ذلك على الظلم والفساد، بل إن الإيجابية تقتضي علينا الآن أن نمنع الفساد من منبعه، ولا يجب أن نغمض العين عنه.

ودعا- في ختام كلمته- الجميع إلى الاطِّلاع على برنامج حزب "الحرية والعدالة" والانضمام للحزب إذا اقتنعوا ببرنامجه؛ من أجل مصلحة مصر، فالمسئولية الملقاة على عاقنا جميعًا كبيرة، يجب أن تكون على قدر مسئوليتها.

وشدد الدكتور أحمد دياب، مسئول القسم السياسي بالجماعة والأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان في برلمان 2005، على أن العالم كله لم ولن يرى عدالة حقيقية إلا في ظل منهج الرسول، ونحن الإخوان نريد لمصر "حرية.. عدالة.. تنمية.. ريادة"، فوالله لم يرَ الأقباط "حرية وعدالة" إلا في ظل الإسلام، وأقباط مصر لم يحررهم إلا الإسلام، فعبادتنا وديننا يحتمان علينا معاملتهم أفضل معاملة فهم "لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، كما أن العدالة التي ندعو إليها تقول كما قال رسولنا الكريم: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها".

وحيَّا شهداء الثورة بأبيات زجلية حين قال: "يا شهيد دمك طلع فجر جديد.. دمك طلعنا من القيد.. دمك كسر كل عنيد.. دمك خلى الإيد في الإيد.. دمك خلى العزم حديد.. يا شهيد يا شهيد.. لنا الوقفة ولك العيد".

اخبار772011.jpg

وأوضح أن أحد أهم أسباب الثورة يكمن في "شلل الإرادة وفشل الإدارة"، خاصةً أن هؤلاء العاهات التي كنا نراها داخل مجلس الشعب لم تسمع لصرخاتنا طوال السنوات الماضية، فالشلل جاء لأنهم وقعوا في أسر الهوى وأسر مصالحهم الشخصية، ضاربًا مثالاً بأحمد عز، خلال أحد الاستجوابات التي رفض السماع لها ورفضتها أغلبيته، ووجدناه يقف "على جنب" ويقول: "اللهم أورثنا مقاعدهم"، فاستجاب الله له وأورثه مقاعدنا في سجن مزرعة طره، كما استجاب الله للدكتور أحمد فتحي سرور؛ الذي يمنع من الدخول إلى مجلس الشعب بعد شهور من "التريقة" علينا حين قال لنا قبيل انتهاء الدورة البرلمانية: "هتوحشونا".

ونقل د. دياب عن الإمام الشهيد حسن البنا، مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، قوله: "ندعو إلى الإسلام، والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه، وإن قالوا لكم: هذه سياسة، قولوا لهم: هذا هو الإسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام".

وأشار إلى أن الإخوان دعوا إلى قائمة انتخابية موحدة تتكاتف فيها كل القوى السياسية، وأعلنوا صراحةً أنه ليس لهم مرشحٌ للرئاسة، فلماذا كل هذه الهجمة الشرسة على الجماعة؟! وشدد على أن المرحلة القادمة مرحلة بناء، وأرى مستقبل مصر في هؤلاء المصريين الذين خرجوا وانتفضوا على الظلم، وسيكملون مسيرتهم بالبناء حتى تقود مصر الأمة العربية.

وأكد محمد السروجي، أحد قيادات الإخوان بالغربية، أن ما نعيشه الآن يفوق ما تخيلناه، وقال: "إنْ تجرَّأ أحد على الحلم بأن تنجح الثورة ويحل الوطني ويسجن مبارك، لكان سُجن في حلمه، واستيقظ ووجد نفسه في قبضة أمن الدولة، ولكن الله أراد".

وأشاد السروجي بثورة الشعب التي ضمت العجائز والشيوخ، والرجال والنساء، والشباب والفتيات، والأطفال والأجنة، حتى استجاب الله عز وجل لدعوات المصريين وسقط النظام.

وأوضح أن الثورة المصرية هي المنتج الوحيد منذ عقود التي كتب عليها "صنع في مصر"، فلا أحد يستطيع أن يقول غير أنها ثورة محلية الصنع، تم تصديرها بشعاراتها وهتافاتها إلى اليمن وسوريا والبحرين والأردن وعمان، بل سنجد بسببها شرق أوسط جديدًا لا وصاية عليه من الولايات المتحدة الأمريكية.

وحذر ممن يهدد هذه المكتسبات، خاصةً بغياب الشرطة وغياب الجهاز الأمني، بل الأهم من هذا هي الخطة المعدة لتمزيق وحدة الأمة ليس بين المسلمين والأقباط فقط، بل بالحملة المسعورة ضد الإسلام والمسلمين.

واختتم قائلاً: "حماية الثورة فريضة وقتية، وضرورة حتمية، يجب أن يتكاتف فيها الجميع من أجل إعادة بناء مصر".

وهنَّأناصر الحافي، عضو مجلس نقابة المحامين السابق ومرشح الإخوان في انتخابات 2005، الشعب المصري بنجاحه في القضاء على 30 سنة طوارئ و30 سنة ظلمًا و30 سنة فسادًا، وخروج نور العدل من جوف ظلام الظلم.

وأضاف: "صدق مبارك وهو الكذوب عندما قال إن الكفن ملوش جيوب، وفعلاً كفنه ليس به جيوب تسع 70 مليار دولار سرقها من مصر".

طالب الحضور بالإيجابية، وعدم إخراج الصوت الانتخابي إلا لمن يستحقه، حتى لا يعود للبرلمان نواب سميحة ولا نواب القروض ولا نواب السرطان، ولا نواب يحاصرون إخواننا في غزة، بل نريد مجلس شعب يعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب وللثورة التي أطاحت بالفساد.

ودعاهم إلى اختيار نواب حقيقيين يستطيعون وضع دستور جديد لمصر، وليس نوابًا لا يعرفون الفرق بين "الدستور" و"الكستور".

كما تقدم م. محمد عبد المجيد دسوقي، مرشح الإخوان في انتخابات 2005 عن دائرة (طوخ)، باسم الإخوان بتحية تقدير وإجلال لروح شهداء 25 يناير؛ الذين ضحوا بأرواحهم من أجل رفعة مصر، كما تقدم بخالص التهاني للإخوة الأقباط بمناسبة أعيادهم؛ لما لهم من حقوق علينا لأنهم شركاء الوطن.

وأكد أن الإخوان يرحبون بالاختلاف المحمود ويرفضون الجمود، وأنهم يرحبون بالتعددية في الحقل الإسلامي والسياسي، داعيًا كل القوى والأحزاب أن تنتشر من أجل مصر.

ودعا شباب طوخ إلى التعرف على الإخوان، وأن يسمعوا منا ولا يسمعوا عنا، خاصةً في ظل الحرب الضروس التي يشنها علينا البعض من أجل تشويه صورتنا.

اخبار782011.jpg

وفي كلمة الشباب، أكد أسامة نعيم أن شباب الإخوان عليهم ديون كثيرة، أولها لشهداء الثورة الذين قدموا أرواحهم من أجل مصر، فهم من أحيَوا الروح في نفوس الأمة، وثانيها للإمام الملهم ومؤسس الجماعة ومرشدها الأول؛ الذي قال له إننا على الدرب سائرون، مرسلاً- نيابةً عن شباب الإخوان بطوخ- إلى المرشد العام أنهم يجددون البيعة ويراجعونها مراجعة تطبيق عملي لا مراجعة تنظير لفظي، وطالب الحشد الجماهيري الكبير بالتصدي للفساد وإكمال البناء الذي بدأه شهداء الثورة.

كما هنأت عزة يحيى أبو شوشة، ممثلة عن الأخوات المسلمات بطوخ، الحضور، وقالت لهم إن اليوم يوم عيد؛ حيث يلتقي هذا الجمع دون عربات للأمن المركزي ولا مخبرين وضباط أمن الدولة، وأكدت أن المرأة في الإخوان مكرمة، فهي مجتمع بأسره، تمثل نصف المجتمع وتلد وتربي النصف الآخر، فهي تحملت المسئولية منذ إنشاء الجماعة، وكانت تقف وراء الرجل وتربي الأولاد إذا غاب الرجال في غياهب السجون.

وأضافت: "كما كان للمرأة الإخوانية دور كبير مع أخواتنا من المصريات في الثورة تقف وراء الرجال تساعدهم وتمارضهم وتعلن رفضها للنظام، فوجدنا من بينهم الشهيدات من أجل مصر".

واختتمت فقرات المؤتمر مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، الداعية الإسلامي، الذي حذَّر من هذه اللحظة التي نعيش فيها واعتبرها من أخطر ما يمكن أن تمر بنا على الإطلاق، فهي ليست لحظة احتفال وليست لحظة فرح بما كان، فالله الذي تحدث عن التمكين والاستخلاف قال: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُّهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِيْ الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُوْنَ) (الأعراف: من الآية 129)، فلا يجب أن نفرح أننا سنستخلف وننسى أننا في قمة نظر الله ورقابته على أعمالنا.

وقال إن حقيقة الخطر في هذه اللحظة لا تكمن في أن أحدًا كان يضربنا ويسرقنا فحسب، بل إن المصيبة الكبرى أن المظالم تحولت إلى قاعدة وإلى نظام.

وتطرق إلى أن كل مصادر الدخل القومي كلها من نوع واحد "نقود لا يمكن أن تدخل للمصريين إلا من تحت حذاء الأجانب"، وهو ما يهدد اقتصاد البلاد في حال صدور بيان من سطر واحد لأي من هذه الدول الأجنبية التي تطالب رعاياها بعدم الذهاب لمصر، أو لعدم المرور من قناة السويس!.

وقال إن الحل هو التكاتف في المرحلة القادمة وإعادة البناء من جديد، باستخراج كوامن القوة والبحث عن مصادر جديدة للدخل القومي؛ كالزراعة، ضاربًا المثل بالهتاف الذي قابل به الشعب السوداني الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء: "الشعب يريد زراعة السودان".

وكشف أن الدراسات تثبت أن زراعة الصحراء الغربية بالقمح يكفي الشعب المصري لما يقرب من 125 عامًا.

اخبار792011.jpg

وأضاف: "يجب ألا نفرح بالثورة بقدر ما نحزن على أنفسنا أننا لم نتحرك طوال الـ30 عامًا الماضية، وإن وافقنا على الخضوع للظالم، فالدين هو أن تجري في عروقك دماء تأبى أن تخضع للظلم".

ونادى في كل صاحب شرف وكرامة أن يسعى إلى امتلاك هذه الأرض تحت راية لا إله إلا الله، فلا يجب أن تبقى الأرض للأمريكان والصهاينة، ولفئة تريد القضاء على الإسلام، مؤكدًا أن المسيحيين لهم حقوقهم بعد امتلاك الأرض، ضاربًا المثل بما قاله البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية عندما ظهر على القناة (الأولى) على التليفزيون الحكومي منذ 7 شهور، وطلب تطبيق الشريعة الإسلامية عليهم، عندما اختلفوا على قانون الطلاق.

وأوضح أنه يريد أن يتحرر هذا الوطن من سيطرة السلطان الأجنبي وأن تطبق شريعة الله عز وجل حتى يعم العدل والحرية والرحمة.

وعن الرئيس المخلوع قال أبو إسماعيل: "نحن نتمنى أن يرزق الله مبارك وغيره توبةً نصوحًا، فالتشفي ليس من أخلاق الإسلام، ولكن حتى الآن طالما لم يعلنوا توبتهم فنحن في حرب ضدهم حتى ننتصر عليهم، خاصةً أنهم لا يزالون يلعبون من أجل تضييع مكتسبات الثورة"، وأضاف: "نحن لا نشمت ولا نتشفى، ولكننا نقف ضد أي أحد يريد أن يشوِّه صورة الإسلام وصورة هذا الدين وصورة المسلمين بكافة طوائفهم وأفكارهم".

وحذر من سرقة الثورة، كاشفًا عن مخطط لفلول الوطني ورجال النظام البائد يحاولون تنفيذه خلال 6 أشهر، كما سرقها الجيش في ثورة يوليو 1952م.

شهد المؤتمر حضورًا حاشدًا من الأهالي، وشملت فقرات الحفل عددًا من الأناشيد الوطنية، والسلام الجمهوري، ورفعوا أعلام مصر بجانب أعلام وشارات الإخوان المسلمين.

المصدر