سؤال للسيساوية: هل مصر أحسن الآن من فرنسا وبلجيكا؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سؤال للسيساوية: هل مصر أحسن الآن من فرنسا وبلجيكا؟


( 2 ديسمبر، 2018)

مقدمة

“إحنا أحسن من اللي معندوش بلد”، عبارة أبدعتها وزيرة الصحة في حكومة الانقلاب، عندما باغتتها مواطنة بالقول “الأدوية غالية والناس بتموت من قلة العلاج”، ومن قبل السيدة الوزيرة كان الإعلاميون المطبلون للانقلاب العسكري يلوكون في أفواههم عبارة مثل العلكة ويرددونها دائمًا “مش أحسن ما نبقا زي سوريا والعراق”، فهل مصر الآن أحسن حالا من هذه البلدان، والتي ورغم الحرب الدائرة في إحداها لا تواجه نقصًا في الأدوية ولا أزمة في البطاطس!.

الشعوب ضحايا لطاغية كاذب يمنيهم بكلامه بمستقبل رائع وواقع حالهم من سيئ إلى أسوأ؛ لذا دائما يستعين بكل لسان فصيح عنده قدره على الإقناع، وتراجعت عبارة سوريا والعراق في إعلام العسكر لتحل مكانها فرنسا وبلجيكا. وتصاعدت حدة التظاهرات التي تشهدها العاصمة الفرنسية, باريس, ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته, الأمر الذي دفع وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير للقول: إن الحكومة على استعداده للنظر في إمكانية فرض حالة الطوارئ من أجل تعزيز الأمن في البلاد.

ارحل

وهتف محتجون “ارحل ارحل” لرئيس الوزراء الفرنسي خلال تفقده رجال الأمن وسط العاصمة باريس, الأمر الذي بات مقلقا بالنسبة للحكومة الفرنسية التي تحاول جاهدة السيطرة على الموقف الذي أخذ في اتساع، وسبق أن فرضت حالة الطوارئ في فرنسا بعد الاعتداءات على باريس في 2015، وقبل ذلك فُرضت أيضا بعد الاضطرابات التي شهدتها الضواحي في نوفمبر 2005.

وشهدت الاحتجاجات حالات إحراق سيارات وممتلكات عامة، وسط كر وفر بين محتجي السترات الصفراء و”المخربين” وقوات الأمن في مناطق تشهد إقبالا للسياح والمتسوقين في موسم الأعياد، وكتب أحد الغاضبين على قوس النصر “السترات الصفراء ستنتصر”، وكتب آخر على دار الأوبرا “ماكرون = لويس السادس عشر” آخر ملوك فرنسا قبل الثورة.

وعلق الإعلامي المؤيد للانقلاب أحمد موسى على مظاهرات “الشانزلزيه” بالقول: “بقينا أحسن من فرنسا”، وترد عليه الناشطة مي عزام: “أغلق محتجو “السترات الصفراء” الطرق عبر فرنسا في احتجاج عفوي وشعبي ضد زيادة ضرائب الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة وتزايد الاحتجاج، وتحول إلى أعتى التحديات التي واجهها الرئيس منذ توليه السلطة. هكذا تصف فرانس 24 المظاهرات.. لا فيه تخوين للمتظاهرين ولا جابوا سيرة مؤامرة الإخوان ولا سقوط الدولة”.

وعن الأحوال في مصر مقارنة بالخارج، يقول الناشط محمد أحمد: “انهاردة السيسي كان معدي من عند مدينة نصر كده رايح على العاصمة الإدارية، وما شاء الله الموكب والشرطة والجيش كانوا ناقصين ينزلوا الناس في البلاعات.. قفلوا الشوارع كلها والمحلات، والناس كانوا بيدخلوهم شوارع جانبية ويوقفوا عليهم حراسة وحاجة قمة الديمقراطية.. بس أحسن منكون زي سوريا والعراق!”.

أوروبا الكاذبة

وامتدت تظاهرات السترات الصفراء من باريس، إلى بروكسل، وعبرت هولندا، والسؤال هل بدأ الربيع الأوروبي، وهل سيتم التعامل معه كما تم التعامل مع الربيع العربي؟، الإجابة عن هذا السؤال في تصريح ماكرون الذي قال الكثير عن الاحتجاجات الراهنة لحركة “السترات الصفراء”، عن العنف المستخدم ورفضه، لكنه لم يتحدث عن “مندسين” و”أجندات خارجية”، هي احتجاجات عادية ذات طابع اقتصادي، إنه الفقر إذ يعبّر عن نفسه، وحين يحتج الفقراء، فلا يُنتظر منهم أن يكونوا جميعا غاية في التهذيب والانضباط.

السترات الصفراء أطلقوا عريضة لعزل ماكرون، وكل سيارة تريد أن تمر من المعابر التي فرضوها على الطرق على صاحبها أن يوقع، المصادمات عنيفة جداً في أماكن متفرقة من باريس، لا سيما في محيط قوس النصر الذي اعتلى المتظاهرون قمته، يعلق الناشط محمود عمرو بالقول: “السيسي هيطلع يقلنا احمدوا ربنا أحسن ما نبقى زي فرنسا وبلجيكا، وفيه دول بتوقع مش بتقوم تاني زي فرنسا كده، وازاي الإخوان الفرنسيين عاوزيين يهدوا البلد، احمدوا ربنا يا ماسريين”.

وانتقلت ثورة السترات الصفراء إلى بلچيكا وفى العاصمة بروكسل، فهل ستنتشر ثورات السترات الصفراء في أوروبا كما انتقلت ثورات الربيع العربي من تونس إلى مصر ثم ليبيا وسوريا واليمن؟ هل هذه بداية جديدة لجدولة النظام الأوروبي وإعادة الهيكلة للديمقراطية الكاذبة، صاحبة الشعارات الزائفة والخداعة التي لم تقف بجانب الربيع العربي وساندت الانقلاب؟.

المصدر