شعبان عبد الرحمن يكتب: الهدف الأكبر
الهدف الأكبر نحو "إسرائيل الكبري"!
قرار حظر حركة حماس في مصر لا يعود إلى تهم التخابر فتلك تهم اتهامات متهافتة لكن بيت القصيد في الموضوع يعود إلى هدف أكبر وهو اجتثاث تيار الجهاد والاستشهاد لتحرير فلسطين والذي تقوده الحركة الإسلامية وفي القلب منها الإخوان المسلمون.
فقد سبق قرار حظر حماس قرار بحل [[جماعة الإخوان]] والانقلاب على الرئيس المنتخب من الشعب (من الإخوان) والزج بما يقرب من عشرين ألفًا من قادتها وكوادرها إلى السجون بعد مجزرة وحشية لم يشهد تاريخ مصر لها مثيلاً وذلك مع استمرار حملة إعلام العار الداعية لاجتثاث الجماعة والإسلاميين عن بكرة أبيهم..
وقد حدث ذلك بعد انتصارات سياسية كبيرة حققتها الجماعة مكنتها من حكم مصر.. فازت بأغلبية البرلمان المنتخب وأصبح منها أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.
أقول: حدث ذلك من أجل عيون الصهاينة وليس لأنهم خطر على مصر فنتائج الانتخابات المتتالية تؤكد حب غالبية الشعب لهم كما أن التاريخ يشهد على تضحياتهم من أجل مصر.
نفس الجريمة (محاولة اجتثاث الإخوان المسلمين لصالح الصهاينة) حدثت قبل 66 عامًا عندما قامت حكومة النقراشي بحل الجماعة (29 نوفمبر 1948م) بعد أن حقق مجاهدوها جنبًا إلى جنب مع كل الوطنيين الأحرار انتصارات مبهرة على أرض فلسطين كادت تبدد أسطورة الصهاينة وبعد ذلك تم اقتياد قادة الإخوان إلى المعتقلات ثم اغتيال مؤسسها الشيخ حسن البنا في 12 فبراير 1949م.
ومن يتوقف أمام المشهدين.. مشهد الحرب على الإخوان عام 1948م والمشهد الدائر الآن (2013م – 2014م) سيجد أن الحدث واحد وهو القضاء على ذلك التيار، وأن المنفذ واحد وهو السلطات المصرية والمستفيد واحد هو العدو الصهيوني..
بل إن حظر حماس اليوم تمهيدًا للحرب عليها هو امتداد للحرب على أول تيار للجهاد ظهر على يد الشيخ عز الدين القسام في أوائل عام 1935م حيث أطلق الشرارة من المثلث العربي "جنين- نابلس- طولكرم" .
ومن هذا المثلث انطلقت أول شرارة للجهاد ومنه سرت روح الجهاد إلى أنحاء فلسطين، لكن قوات الاحتلال الإنجليزي ومعها الصهاينة سارعوا إلى إطفاء جذوة تلك الشرارة، فحاصروا الشيخ ومعه إخوانه المجاهدون في غابة "يعبد" بمنطقة جنين..
ودارت معركة فاصلة استشهد فيها الشيخ يوم 25 نوفمبر 1935م.. فأشعل استشهاده الثورة الكبرى في عام 1936م (1) ثم لتولد من جديد عام 1987م بنفس الاسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام".. التي عدلت الميزان.. ميزان القوة.. وميزان الرعب مع عدو لا تجدي معه إلا القوة..
ولهذا تجري الاستعدادات اليوم للقضاء عليه ممثلاً في حماس!
التاريخ يشهد أن النظام العربي قديمه وحديثه كان أحد عوامل التمكين الأساسية للصهاينة على أرض فلسطين واليوم يقوم بنفس الدور للتمكين لتوسع المشروع الصهيوني نحو إقامة "إسرائيل الكبرى"… لكن ربك بالمرصاد!
المصدر
- مقال:شعبان عبد الرحمن يكتب: الهدف الأكبر موقع: إخوان الدقهلية