عاكف: مشاركة الإخوان في الانتخابات لمصلحة مصر

(16-10-2005)
كتب- أحمد محمود
أكد فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- أن الانتخابات التشريعية المقبلة في مصر ومشاركة الإخوان فيها ليست غاية للإخوان؛ وإنما هي وسيلة لتحقيق أهداف أسمى تخص مصلحة هذا الوطن وهذا الدين، والإخوان حريصون على مصلحة مصر.
وقال الأستاذ عاكف في حوارٍ أجرته معه فضائية (الجزيرة) الإخبارية ضمن نشرتها الإخبارية الموسعة (الجزيرة منتصف اليوم) عصر اليوم الأحد 16/10/2005م:
- إن الإخوان المسلمين لا يقومون بعقد صفقات مع النظام السياسي الحاكم، وإن ترديد مثل هذا الكلام ليس في الصالح العام لمصر، وإن كل علاقة الإخوان بالنظام الحاكم تنحصر في مراجعة أجهزة الأمن المصرية عند إلقاء القبض على أحد من الإخوان، أو صدور سلوك فيه إساءة من أجهزة الأمن لأي من المواطنين المصريين الشرفاء.
وخلال الحوار الذي أداره على الهواء مباشرة الإعلامي التونسي الحبيب الغريبي تناول عاكف مجموعة من القضايا السياسية ذات الصلة بمصر والجماعة فكانت البداية بسؤال عن أسباب حصول رأس جماعة الإخوان المسلمين على لقب "المرشد"، وهل يعود ذلك إلى كون مرشد الإخوان هو بمثابة المرجعية السياسية العليا للإخوان، فقال الأستاذ عاكف إن هذا تقليد يعود إلى أيام التأسيس الأولى اتبعه الإمام الشهيد حسن البنا؛ باعتبار أن الجماعة هي في الأساس إنما جماعة تربوية واجتماعية إرشادية، وهي أيضا جماعة مؤسسية؛ حيث إنه يوجد مكتب كامل يسمى مكتب الإرشاد وليس المرشد فحسب؛ إذ توجد في الميثاق الأساسي للجماعة فقرة تقول بأن الإخوان هم "هيئة إسلامية جامعة".
ورأى فضيلته أنه لا يوجد أبدًا تضارب بين كون الإخوان أهم جماعة سياسية واجتماعية في مصر وأكثرها انتشارًا وبين كونها جماعة "محظورة" كما تصنفها الدولة لأن هذا التصنيف غير قانوني؛ لأنه من الناحية القانونية والدستورية من حق كل مواطن أن يؤسس جماعة أو حزبًا سياسيًا، ومن هنا فإن الدولة هي التي تخالف القانون بإصرارها على حظر الجماعة التي تكتسب شرعيتها من المواطن والشارع المصري.
وعلى ذلك أكد الأستاذ عاكف أنه ليس في نية الجماعة التقدم بطلب لتأسيس حزب؛ لأن قانون الأحزاب المصري غير دستوري، ولا يمكن التعامل مع نظام مستبد كالنظام المصري الحالي؛ حيث إن النظام يرمي منذ خمسين عامًا للسيطرة على كافة مناحي الحياة السياسية والإعلامية والاجتماعية.. إلخ في مصر.
ونفى عاكف في رده على سؤال حول الحجم الحقيقي للحركة أن يكون هناك اهتمام بهذه المسألة على المستوى السياسي من جانب الجماعة؛ لأن الأهم هو الهدف من وراء الإخوان كجماعة منظمة هو تربوي اجتماعي بالأساس، وكل ما قيل حول دعم الإخوان لأحد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة محض تكهنات غير سليمة؛ لأن الإخوان لم يدعموا مرشحًا بعينه ليبدو من ذلك حجمهم التصويتي والجماهيري الحقيقي.
وردا على سؤال حول الإفراج عن الدكتور عصام العريان وعدد آخر من أعضاء الجماعة قال عاكف إن السؤال الرئيسي هنا يوجه للنظام وهو لماذا قُبض على هؤلاء ولماذا أُفرج عنهم؟!.
وقد أوضح فضيلته أيضًا أن الإخوان منفتحون على كافة الفئات والطوائف والقوى السياسية في مصر، وأن عدم دخول الإخوان على قائمة المعارضة الموحدة هو تأخر التوصل للجبهة الوطنية للتغيير بعد أن أعد الإخوان قوائمهم الانتخابية للاستحقاق التشريعي المقبل، والجماعة لها 150 مرشحًا، ومن هنا يمكن التنسيق مع المعارضة في باقي الدوائر، إلا أن المرشد العام للجماعة حبذ أن تكون الجبهة للإصلاح السياسي الشامل في مصر وليس بغرض التنسيق الانتخابي فقط كما أخبر الدكتور عزيز صدقي المنسق العام للجبهة ورئيس التحالف الوطني من أجل التحول الديمقراطي في مصر.
وأخيرًا وردًا على سؤال من أحد المشاهدين حول موقع الشباب من الجماعة أكد عاكف أنه لا يوجد من بين أعضاء مكتب الإرشاد الـ15 سوى عضوين أو ثلاثة من كبار السن، والباقي من شباب الإخوان الفاعلين.