عاكف: مقتل الحريري قد يستغل لتنفيذ مخطط أمريكا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عاكف: مقتل الحريري قد يستغل لتنفيذ مخطط أمريكا


(27-10-2005)

كتب: محمد الشريف

حذَّر المرشد العام للإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- من استغلال مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري كوسيلةٍ لتصفيةِ الخصومات السياسية أو تنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقة التي تصبُّ في النهاية لمصلحة الكيان الصهيوني.

وأشار عاكف في رسالته الأسبوعية إلى الشبهات التي تحيط بالمخابرات الأمريكية والصهيونية في كل ما يجري الآن في لبنان، واستَشهد بالتاريخ الأمريكي الأسود في اغتيال الزعماء المناوئين للسياسة الأمريكية، أو تدبير المؤامرات ضدهم لعزلهم، مثلما حدث في بلدان أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، مؤكدًا أن التعاطف مع اغتيال الحريري ليس مبرَّأً من الهوى والغرض وانتهاز الفرص لتحقيق مآربها الخاصة.

وانتقد فضيلة المرشد توجيه آلة الإعلام وأجهزة الحكم الأمريكية التهديداتِ المباشرة إلى سوريا التي غَدَت في قفص الاتهام، رغم أن اللجنة نفسَها تقول في تقريرها إنها بحاجة إلى بعض الوقت لاستكمال التحقيق، بل إنَّ مَن يُطالع التقريرَ كلَّه بعين الإنصاف لن يجدَ أدلةً قطعيةً على ذلك الاتهام.

وأرجع رغبة أمريكا في معاقبة سوريا إلى مواقفها السياسية تجاه القضية الفلسطينية والعراق، مشيرًا إلى أن الأجندة الأمريكية المعلَنة لا تنكر ذلك، بل تصرِّح به ليلَ نهار، وتفرض شروطها لتخفيف الضغوط على سوريا أو الرضا عنها، والتي تتمثل في حجب التأييد عن حزب الله في لبنان، وتركِه عاريًا في مواجهة التربص والعداء الصهيوني، وتشديد المراقبة على الحدود مع العراق لمنع المقاومين لأمريكا من التسلل إليه، واتخاذ مواقف صارمة تجاه المنظمات الفلسطينية المجاهدة والمقاوِمة للوجود الصهيوني، ثم التطبيع مع الكيان الصهيوني وقبول الرؤية الصهيونية لحل قضية الجولان السوري المحتل.

وأشار الأستاذ عاكف إلى أن أمريكا أجادت فرضَ الحصار السياسي والعزلة المعنوية عن النظام السوري، والعالم العربي منشغلٌ بذاته، أو مُقرٌّ بعجزه عن التصدي للإدارة الأمريكية، مضيفًا أن المؤسف في الأمر كله أن النظام السوري نفسه ما زال يعطي السياسة الأمريكية فُرَصَ النجاح، باستمرار نهجه الاستبدادي تجاه شعبه، في ظرف تاريخي دقيق، يقتضي إحداثَ مُصالحةٍ كبرى يلتحم فيها الشعب بقيادته في جوٍّ من الحرية واحترام حقوق الإنسان والهوية الحضارية الإسلامية للشعب السوري.

المصدر