لماذا خاض الإخوان الانتخابات؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لماذا خاض الإخوان الانتخابات؟
رسالة: المرشد العام للإخوان المسلمين أ. محمد مهدي عاكف

بقلم:الإستاذ محمد مهدي عاكف

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى كل آله وصحبه ومَن والاه، وبعد،،

فقد انتهى الفصل التشريعي الثامن لمجلس الشعب المصري ليؤكد للمجتمع المصري حكامًا ومحكومين، وللعالمين العربي والإسلامي وللعالم أجمع أن الشعار الذي رفعه الإخوان المسلمون وهو "الإسلام هو الحل" لم يكن مغازلةً للمشاعرِ الإسلامية لدى الجماهير كما يردد البعض أو أنه شعار غير قابل للتحقيق كما زعم البعض الآخر، فما قدَّمه نوابُ الإخوان في الخمسِ سنوات الماضية يؤكد أن مشروعنا الإسلامي لإقامةِ نظام للحكم قابلٌ للتحقيق، فالهدف لدى جماعةِ الإخوان من دخول مجلس الشعب أو دخول باقي المجالس المنتخبة والنقابات المهنية وكل مؤسسات المجتمع المدني، هو في النهاية إقامة المجتمع المسلم الذي يؤدي إلى إقامةِ الدولة الإسلامية التي يتحقق فيها الخير للناس جميعًا المسلمين وغير المسلمين.

وقد جاهدَ الإخوان المسلمون من أجل ذلك على مرِّ سنواتِ الدعوة وفي ظلِّ نُظم الحكم المختلفة، فكما قال الإمام الشهيد حسن البنا "نحن ندعو الناس للإسلام والحكومة جزء منه.. والحرية فريضة من فرائضه"، ومن أجل ذلك فإنَّ جماعة الإخوان المسلمين آلت على نفسها أن تعمل في كل المجالات من أجل نشر الخير في الأمة لأن نشر الإسلام بكلياته وتفاصيله يضمن للأمة- إذا كان هو منهج حكمها- الاستقرار والتنمية والنهوض والرخاء والعزة والسيادة والسلام، والأمن والطمأنينة والحق والعدل.. وهذا كله لن يتحقق إلا ب الإسلام فهو الحل حقًا لكل مشاكلنا وهو الطريق لتحقيق كل ما نريد ونتمنى في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والمجتمعية والتعليمية لمصلحة الوطن برجاله ونسائه أغنيائه وفقرائه وحكامه ومحكوميه، وصدق الله تبارك وتعالي إذ يقول ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (الأنبياء: 92)، ولذلك فأننا نقول ونعلن وبكل اعتزاز أنَّ "الإسلام هو الحل".

إنَّ طريقنا معلوم وأهدافنا محددة وغاياتنا حقيقية لا خيالَ فيها، وممارساتنا نحن- االإخوان المسلمين - في شتى مجالات العمل المدني والمجتمعي والشعبي، السياسي والبرلماني يشهد بها الجميع ويعرفها ولا ينكرها ذو بصر وبصيرة بين اتحادات الطلاب والنقابات المهنية ونوادي هيئات التدريس ومراكز الشباب والجمعيات الخيرية والمحليات والبرلمان، وهي الممارسات التي ذاقَ الناسُ بعض ثمارها فلماذا لا تترك لها الفرصة لكي تعود من جديد وتنبعث بالخير والرحمة والعدل للناس كافة ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107).

ولقد مارس نواب الإخوان المسلمين في مجلس الشعب على مدار العشرين عاما الماضية بدءًا من انتخابات 1984م والتي تحالف فيها الإخوان مع حزب الوفد، ومرورًا بانتخابات 1987م التي شهدت ميلاد التحالف الإسلامي بين الإخوان وحزبي العمل والأحرار، ثم انتخابات 1995م التي أُجريت بالنظام الفردي وحقق الإخوان فيها مقعدًا واحدًا وأخيرًا انتخابات 2000م التي كان من نتائجها ولله الفضل والمنة وبسبب الإشراف القضائي عليها أن فاز الإخوان بسبعة عشر مقعدًا في البرلمان، وكان لهم العديد من الممارسات والفاعليات والمشاركات المتعددة في آليات عمل المجلس المختلفة من تشريعٍ ورقابةٍ ما شهد به الجميع وما أنصفته وسائل الإعلام وقوى مؤسسات المجتمع المدني.

وها نحن اليوم نواصل المسيرةَ ونستكمل ما بدأناه وندعو الله أن تكون الانتخابات التشريعية لعام 2005م للفصل التشريعي التاسع لمجلس الشعب أكثر ديمقراطيةً وأوسع حريةً لتأتي بأعدادٍ جديدةٍ من أبناءِ الأمة الشرفاء من الإخوان المسلمين وغيرهم ليضطلعوا بتحمل المسئوليةِ وليعود هذا الجهد إن شاء الله بالنفع على الأمة والوطن ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية21).