مؤرخون: البنا كان المنافس الأول لفاروق فتم اغتياله
كتب- أحمد أبو زيد:
أكد مؤرخون أن دور الإخوان المسلمين في حرب فلسطين عام 1948م وظهورهم كقوة منافسة للجيوش الحكومية العربية كان السبب الرئيسي وراء تخطيط الملك فاروق لاغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، باعتباره المنافس الأول له.
وأوضحوا خلال ندوة "الاغتيالات السياسية" التي عُقدت بالمجلس الأعلى للثقافة ظهر اليوم أن دور الإخوان في الساحة السياسية خلال الأربعينيات وصل لتكون أكبر حركة في مصر تعارض النظام الملكي وترفض الاحتلال، وهو ما دفع الملك لاغتيال الإمام البنا.
وقال الدكتور حمادة إسماعيل أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة: إن حادث اغتيال الإمام البنا في فبراير 1949م يعد تحولاً في إستراتيجيات الاغتيال السياسي في مصر؛ حيث يعد البنا أول زعيم سياسي تقوم جهات حكومية باغتياله بعد أن كان المعتاد أن يُغتال الوزراء والقيادات الحكومية.
وحمّل إسماعيل قرار محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء الأسبق بحل الجماعة مسئولية اغتياله واغتيال البنا، وقال: "لولا هذا القرار غير الدستوري لما توترت الأجواء وتطورت إلى قيام عبد المجيد علي حسن بتنفيذ حادث اغتيال النقراشي بصورة فردية دون الرجوع إلى قيادة الجماعة؛ مما صعد من التوتر ليصبح عام 1948م هو العام الذهبي للاغتيالات السياسية في مصر".
وربط المؤرخون بين الدور السلبي للملك فاروق تجاه قضية فلسطين وإيعازه إلى النقراشي بإصدار قرار حل الجماعة.
من جانبه برَّأ الدكتور عبد الوهاب بكر أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الزقازيق الإخوان من حادث اغتيال النقراشي الذي اعتبره حادثًا فرديًّا لا علاقة للجماعة به، وإنما جاء كرد فعل فردي لقرار حل الجماعة وما حدث خلال حرب فلسطين.
وانتقد غالبية المشاركين في الندوة ما أثاره الدكتور جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس وأستاذ التاريخ الحديث حول حقيقة حادث المنشية عام 1954م، الذي اعتبره محاولة من الإخوان لاغتيال جمال عبد الناصر، وادعى أن محمود عبد اللطيف لم يتحرك بصورة فردية وأن محاولة الاغتيال جاءت ردًّا على الإجراءات التي اتخذها عبد الناصر ضد الإخوان، وتخليه عن وعوده لهم قبل يوليو 1952م.
وأكد الدكتور عادل غنيم أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس أن التاريخ ما زال يكتب الكثير من الخرافات والوقائع المتضاربة التي سيقت لتأكيد مسئولية الإخوان عن حادث المنشية، لا ترقى لتحمل الإخوان المسئولية، بل إن هذا التضارب يؤكد بقوة وصف الإخوان للحادث على أنه مسرحية هزلية.
واتفق معه الدكتور جمال حجر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر عميد كلية الآداب جامعة الإسكندرية السابق، مشيرًا إلى أن الاغتيالات السياسية لا تنمو إلا في مناخٍ من القهر ومصادرة الحريات وغياب الحوار.
المصدر
- خبر:مؤرخون: البنا كان المنافس الأول لفاروق فتم اغتيالهإخوان أون لاين