أحمد منصور يكتب : حقيقة التظاهرات فى ميدان تقسيم -2

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أحمد منصور يكتب : حقيقة التظاهرات فى ميدان تقسيم -2


بتاريخ : الأحد 09 يونيو 2013

الاستاذ أحمد منصور

«عاشت وحدة الشيوعيين.. عاشت وحدة عمال العالم.. النضال من أجل إجهاض الطبقية..

إما العدالة وإما القيامة.. حان وقت الفوضى» كانت هذه بعض العبارات التى كتبت على لوحات كبيرة من القماش وعلقت فى ميدان تقسيم على مبنى مركز أتاتورك الثقافى الذى من المقرر أن يهدم وأن يتحول إلى مركز ثقافى ودار للأوبرا حسب مخطط أردوغان.

أما الأحزاب التى رفعت هذه الشعارات فهى «حزب المسحوقين الاشتراكيين» وهو حزب علوى نصيرى، والحزب الشيوعى التركى، وأحزاب شيوعية وجماعات يسارية أخرى بعضها محظور، وهى فى مجموعها لا تساوى شيئا فى الشارع التركى وليس لها أى وجود برلمانى أو شعبى غير أن صوتها عال، والمنتمون إليها من الناقمين على المجتمع والنظام والحياة وممن يمارسون الفوضى أينما وجدوا.

وهذا يعكس أسباب وطبيعة العنف الذى استخدمته هذه التيارات حينما اندلعت التظاهرات فى الأسبوع الماضى، حيث قاموا بحرق كثير من باصات النقل العام والسيارات الخاصة وسيارات البث التليفزيونى التى مازالت موجودة فى الميدان كما حرقوا مراكز للشرطة والخدمات كانت توجد فى حديقة جيزى فى ساحة تقسيم وهى الحديقة التى قررت حكومة أردوغان تطويرها وإعادة بناء قلعة عثمانية فى جزء منها كانت قد بنيت فى العام 1790 وقام أتاتورك بهدمها فى العام 1940، وهذا يقتضى نقل اثنتى عشرة شجرة من مكانها إلى مكان آخر حتى يتم إعادة بناء القلعة.

دخلت إلى حديقة جيزى فى الساعة الثالثة بعد الظهر وبقيت بها حتى الساعة السادسة من مساء الأربعاء الماضى، فوجدتها أشبه ما تكون بميدان التحرير فى مصر ليس أيام الثورة والمليونيات الثورية الحقيقية ولكن فى مليونيات الفوضى وفترات إغلاق الميدان من قبل منظمات الاشتركيين الثوريين ومجموعات البلطجية التى استفادت من الوضع،.

أغلب الموجودين فى الحديقة جاءوا من أجل الفرجة، وهناك جماعات يسارية وشيوعية وقومية علمانية لاحصر لها أقامت خياما أو أشباه خيام توزع المنشورات ضد حكومة أردوغان، وتطالب بعدم المساس بالحديقة أو متحف أتاتورك أو إعادة بناء القلعة العثمانية أو المساس بالحريات الشخصية.

بينما كانت فرق تغنى وجماعات ترقص أو تقدم الأغانى التقليدية بالمصرى. كان الوضع عبارة عن مولد، أغلب الموجودين كانوا من الشباب والشابات يجلسون فى حلقات.. بعضهم ممددون والبعض نائمون كله على بعضه، وعند الشجرات الاثنتى عشرة محل النزاع وجدت شخصا يضع صندوقا وينادى بالتبرع للساهرين على حماية الشجرات من مخطط حكومة أردوغان بالمال والسجائر،.

وللأسف الشديد فإن نسبة التدخين لدى الأتراك مرتفعة للغاية لاسيما بين الشباب نساء ورجالا. الشجرات الاثنتا عشرة تقع فى مربع صغير فى نهاية الحديقة بجوار فنادق إنتركونتننتال ودايفين وحياة ريجينسى.

وهذه الفنادق كانت أراضيها جزءا من هذه الحديقة لكنها اقتطعت منها فى عهود الأحزاب العلمانية الفاسدة التى حكمت تركيا خلال الأربعين عاما الماضية وتحولت إلى فنادق دون أن يتظاهر أحد،، غادرت الحديقة فى السادسة مساء لكننى حينما عدت بعدما أنهيت تقديم برنامجى «بلاحدود» قرب منتصف الليل كان الوضع فى الحديقة مذريا للغاية... الكل يدخن ويشرب فى صحة أتاتورك.

المصدر