الزبال.. إذا غاب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:١٤، ١٧ أبريل ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (حمى "الزبال.. إذا غاب" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الزبال.. إذا غاب

19 مايو 2009

بقلم: عماد الدين حسين

منذ يوم الخميس الماضى والأخ جامع القمامة الذى يتولى المنطقة التى أسكن فيها، متغيب تماما دون إعطاء أى أنذار مسبق. الأخ الزبال المختص بمنطقتنا إنسان هادئ ووديع، ومشهود بأدبه الجم، وخلال أكثر من 12 عاما تقريبا، كان مثالا فى الالتزام..

يأتى ثلاثة أيام فى الأسبوع فى هدوء ودون ضجة، لدرجة أنك قد لا تراه لشهور، وقد يغيب مرة كل شهرين لعذر قهرى، وفى آخر الشهر يتقاضى أجرته.. هذه الأجرة المتفق عليها وديا هى ثلاثة جنيهات، ولأنها قد لا تغنى ولا تسمن من جوع فكثير من أصحاب الشقق يرفعونها إلى خمسة أو عشرة جنيهات، كل حسب طاقته.

غاب الزبال فأدركنا جميعا أهميته، وأهمية الدور الذى يؤديه.. كثير منا يسخر بجهل من مهنة الزبال والبعض يحسدهم على ما يعتقد أنه النعيم الذى يعيشون فيه من جراء المهنة التى يقول كثيرون إنها تدر ذهبا.

لكن أيا منا لم يجرب أن يعمل زبالا وبالتالى فلا يعرف متاعب هذه المهنة.

المهم الأخ الزبال يبدو أنه اتخذ قرارا هو وزملاؤه من طرف واحد بالإضراب عن العمل وعدم جمع القمامة احتجاجا على ما يقولون إنه نية وزارة البيئة والحكومة بعدم دخول القمامة إلى الكتل السكنية، وإرسالها إلى منطقة الكريمات جنوب حلوان.

الزبالون يقولون إن تنفيذ هذا القرار يعنى تهديد معيشة 50 ألف فرد يعملون فى هذه المهنة.

لن ندخل هنا فى تفاصيل الخلاف بين الحكومة والزبالين لكن المفارقة ولأننا نعيش حياة عشوائية فى سائر مجالاتنا فإن المواطن المصرى ولكى يتخلص من زبالته فإنه يفاجأ أحيانا بأنه مطالب بأن يدفع للزبال الأهلى، وعلى فاتورة الكهرباء، ولبعض الشركات الخاصة أو الأجنبية فى بعض الأحيان.. ونتذكر جميعا مأساة بعض سكان الجيزة خصوصا الهرم وفيصل عندما توقفت الشركة الأجنبية عن جمع القمامة.

هل نلوم الزبالين على ما يشعرون بأنه يمس أرزاقهم؟

الحقيقة أن الحكومة العشوائية تتخذت قرارا عشوائيا غير مدروس بالإعدام العشوائى للخنازير.. التخلص من الخنازير قد يكون صحيحا، لكن طريقة تنفيذه كشفت للمرة المليون أنه لا أمل فى إصلاح طريقة تفكيرنا البائسة.. نتخذ قرارا حاسما وحماسيا وسريعا.. دون أن ندرس مراحل تنفيذه، وبعدها نكتشف أشياء لم نتوقعها وكوارث ومصائب، تجعلنا أضحوكة بين الأمم وتدفع برئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الوزراء إلى الاعتذار والدعوة إلى «إعدام حضارى» للخنازير.

وإذا كان الجميع يلجأ الآن إلى سلاح الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والإضرابات عن العمل وعن الطعام، فلماذا نلوم الإخوة الزبالين إذا سلكوا نفس الطريق للمطالبة بما يشعرون أنه حق عادل لهم.

يا أيها الزبالون نحتاج إليكم، فلا تطيلوا الغياب.

المصدر