الأستاذ حسن البنا في الجامع العمري بغزة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأستاذ حسن البنا في الجامع العمري بغزة


أماكن في ذاكرة الإخوان المسلمين


إخوان ويكي

مقدمة

البنا-في-غزة.6.jpg
البنا-في-غزة.1.jpg
البنا-في-غزة.7.jpg
البنا-في-غزة.2.jpg
البنا-في-غزة.8.jpg
البنا-في-غزة.3.jpg
البنا-في-غزة.9.jpg
البنا-في-غزة.4.jpg

عاش الأستاذ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين طيلة حياته في مصر، ولم يسافر إلا إلى الحجاز لأداء فريضة الحج في سنوات مختلفة، كما سافر فقط لغزة بفلسطين وسوريا حينما كانت تعد العدة لكتائب الإخوان لمقاومة الصهاينة في حرب فلسطين عام 1948م. وقد زار الأستاذ البنا العديد من الأماكن ومنها الجامع العمري الكبير بغزة.

تاريخية المسجد العمري

المسجد العمري الكبير هو المسجد الأكبر والأقدم في قطاع غزة، ويقع في مدينة غزة القديمة، وقد أُطلق عليه هذا الاسم؛ تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب.

كان المسجد في بدايته معبدا وثنيا، وفي عصر الأمبروطورية الرومانية – تحديدا عام 406م - تم تحويل المعبد إلى كنيسة بيزنطية على يد المعماري روفينوس، بأمر من الإمبراطورة أليا يودوسيا زوجة الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني، كما تشير بعض البحوث أن الكنيسة قد بنيت في عهد الإمبراطور مارقيان، قبل الفتح الإسلامي والذي حول المعبد إلى مسجد بعد تحول السكان للإسلام.

لكن ما إن وطأ الصليبيين أرض فلسطين 1100م انتزعوا المسجد وحولوه إلى كنيسة عام 1149م وظلت كذلك حتى فتح صلاح الدين الأيوبي القدس 1187م وأعاد فلسطين إلى حضانة الدولة الإسلامية، فأعاد المسجد إلى سابق عهد كمسجد حيث طهره وجمله وأعاد ترميمه.

يقول الباحث إبراهيم سكيك :

في العصر الأيوبي تم هدم الجدار الشرقي بشكل كامل بالإضافة إلى هدم الهيكل، وتم فتح مدخل وبناء مئذنة، كما تم هدم الجدار الجنوبي للمبنى البازيليكي وإضافة رواق آخر في الجهة الجنوبية.

أعاد المماليك بناء المسجد، ولكن المسجد الجديد قد تم تدميره في عام 1260م على يد المغول، وقد أعيد بناؤه بعد ذلك بوقت قليل. لكنه إنهار بسبب زلزال حدث في عام 1294م. وفي عام 1517م، سيطر العثمانيين على فلسطين، وقام العثمانيون بترميم المسجد بعد ضرر واضح أصاب المسجد.

يقع الجامع الكبير في حي الدرج في البلدة القديمة في وسط مدينة غزة، في الطرف الشرقي من شارع عمر المختار، أكبر وأهم شوارع غزة. وتبلغ مساحة المسجد العمري الكبير 4,100م² (حوالي 44,132 قدم مربع) فيما تبلغ مساحة البناء 1800م²، وشيد معظم الهيكل العام للمسجد من الحجر الرملي البحري المعروف محلياً باسم كركر، كما يحيط صحن المسجد أقواس دائرية.

يتسع المسجد لأكثر من ثلاثة آلاف مصل، ويضم في طابقه الأول قاعة رئيسية للصلاة ومصلى للنساء، في حين يضم في طابقه العلوي مدرسة لتعليم القرآن الكريم، أما الطابق السفلي فهو يحتوي على قاعة استقبالات، وقاعة أثرية يتعدى عمرها ألفي عام مجهزة لتكون متحفاً إسلامياً، بالإضافة لاحتوائه على ثالث أكبر مكتبة إسلامية في فلسطين.

وخلال حكم الدولة العثمانية تعرضت البلاد لزلزال كبير دمر أجزاء من الجامع والمكتبة حيث قامت الخلافة العثمانية بترميمه وإعادته إلى وضعه.

لكن خلال الحرب العالمية الأولى أصيب المسجد بأضرار كبيرة حينما قصفته الطائرات البريطانية بذريعة وجود ذخائر وأسلحة للقوات العثمانية داخله، كما دمرت المكتبة بشكل كامل، وتم ترميم المسجد من قبل المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين ما بين عامي 1926 - 1927.

مكتبة الجامع العمري

تعد مكتبة الجامع العمري من أهم المكتبات الكبيرة في فلسطين والتي تحوي على مئات المخطوطات النادرة. حيث أنشأ هذه المكتبة السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري وعيّن عليها خيرة العلماء للعناية بها.

ومنذ تأسيس المكتبة التي تحتضنها غرفتان صغيرتان تزيد مساحتهما على خمسين مترا بقليل بقيت عامرة بالعلوم المختلفة، وتغذى من الوقف والصدقات، لكن مع شن الحملة الفرنسية على مصر والشام (1798 هـ/1801 م) شهدت انتكاسة كبرى وتشتتت كنوزها بين مكتبات القاهرة وباريس وبرلين.

ولأكثر من عقد بعد الحملة الفرنسية لم يضف إلى المكتبة كتاب وعانت من الإهمال والنهب حتى جاء الشيخ عثمان الطباع أواخر عشرينيات القرن الماضي فجمع شتاتها بعد تواصله مع المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في القدس بمساعدة جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنها تعاني تحت حصار المحتل الصهيوني.

الأستاذ حسن البنا في الجامع العمري

بدأت علاقة الإخوان المسلمين بفلسطين في وقت مبكر من الدعوة حينما أرسل الأستاذ البنا برسالة إلى السيد محمد أمين الحسيني مفتى فلسطين في المؤتمر الأول للقدس عام 1930م. وفي عام 1936م تقدم الإمام البنا بطلب للحصول على تصريح لزيارة فلسطين فأخبروه بأن الإنجليز من بيده أعطاء التأشيرة فرفض أن يدخل بلد إسلامي بتأشيرة مستعمر.

وحينما أعلنت الأمم المتحدة جورا قرار تقسيم فلسطين عام 1947م رفضه الإخوان كما رفضته جميع الشعوب والحكومات الإسلامية، لكن التنديد لم يأت بمردود على القضية فطلب الإخوان الدخول في حرب عصابات مع الصهاينة، لكن النقراشي باشا رئيس وزراء مصر رفض، مما حدا بالأستاذ البنا بالتواصل مع عبدالرحمن عزام باشا (رئيس جامعة الدول العربية) وأمين الحسيني من أجل مراعاة جنود الإخوان وهو ما تم فعلا.

سافر الأستاذ البنا إلى رفح في 9 من جماد الأولى سنة 1367هـ الموافق 18 من مارس 1948م ، ومنها سافر إلى خان يونس بفلسطين ثم غزة، حيث استقبله السيد رشدي الشوا بك رئيس البلدية، وحاكم لوائها، ولفيف من كبار الإخوان المسلمين بغزة، غير الشعب الغزاوي الي خرج لملاقاة الإمام البنا.

اتجه الإمام البنا مع مستقبليه لصلاة العصر في الجامع العمري الكبير، حيث خطب بعد العصر بكلمات جاء فيها:

"ما كان في عزمي أن أشرف بهذه الزيارة، رغم أنها أمنية ظللنا نتمناها دهرًا طويلاً وبيننا وبينكم رابطة هي أقدس الروابط ولقد كنت أحب أن أجئ جنديًا مجاهدًا ثم يكون هذا الاجتماع في مواكب النصر ولكن رب صدفة خيرٌ من ألف ميعاد".

وكان فضيلة الشيخ عثمان الطباع الخطيب والمدرس بالجامع العمري وناظر المكتبة ممن شهد هذا الاجتماع بوصفه نائبًا لرئيس جمعية الهداية الإسلامية فدعا فضيلته الأستاذ المرشد لزيارة المكتبة، فأجاب الدعوة، وطاف بأرجائها.

مع رئيس كلية غزة

وما أن انتهى الأستاذ البنا من إلقاء كلمته في الجامع العمري الكبير وزيارة مكتبته الخالدة حتى توجه في مجموعة من الإخوان إلى قصر الأستاذ شفيق الترزي، وأخوه وديع الترزي والذي احتفا بالإمام البنا وضيوفه من وجهاء غزة المصاحبين للإمام البنا.

البنا في ميناء غزة

ومن ضمن الأماكن التي زارها الأستاذ البنا ميناء غزة وهو ميناء صغير بالقرب من حي الرمال بمدينة غزة، ويقع الميناء على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وقد ذُكر في عدة نصوص تاريخية قديمة. ويبلغ عمقه قرابة 970 مترا، ومساحته 48,000 مترا مربعا. وكان ميناء غزة يتخذ مكانا محوريا في طرق القوافل التجارية في العالم القديم.

في دار الإخوان بغزة

ومن ضمن الأماكن التي زارها الأستاذ البنا واستقبل فيها علية القوم كانت دار الإخوان بغزة حيث استقبل السيد سُليمان الرشماوي خوري رئيس طائفة الروم الأرثوذكس، والسيد رشدي الشوا بك رئيس البلدية، والسيد عبد الرءوف الخبال عميد حزب الكتلة الوطنية، والسيد موسى الصوراني بك رئيس اللجنة القومية بها مع وفد من كبار رجالاتها، والسيد وصفي عبد المجيد مراقب السلوك والخدمات الاجتماعية، والسيد عبد الكريم الشوا، والقائد المقدام سعادة اللواء سُليمان عبد الواحد قائد الجبهة الجنوبية.

وبعدما أنهى زيارته لغزة عاد إلى القاهرة برا عن طريق العريش والإسماعيلية فوصلها صباح يوم 11 من جمادى الأولى الموافق 22 من مارس 1948م.

المصادر

  1. أيمن الجرجاوي: مكتبة "العُمري" في غزة.. منارة صمدت بوجه الاحتلال، 12 سبتمبر 2018م
  2. الجامع العمري الكبير في غزة.. شاهد على العصور: 9 مارس 2019
  3. الإخوان المسلمون: العدد 198، السنة السادسة، 29 جماد الثاني 1367هـ - 8 مايو 1948 – صـ12، 13، 23.
  4. الإخوان المسلمون: العدد 200، السنة السادسة، 13 رجب 1367هـ - 22 مايو 1948 – صـ14.