حوار مع الصحفي الإسلامي بدر محمد بدر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حوار مع الصحفي الإسلامي بدر محمد بدر

[11/09/2003]

مقدمة

ـ صاحب الترخيص تعرض لضغوط وتهديدات خطيرة

ـ مستقبل الحريات السياسية غامض.. وغير مبشر

ـ القوانين الحالية تعوق حرية إصدار الصحف خاصة للإسلاميين

أثار إغلاق السلطات المصرية لجريدة اللواء العربي بعد صدور عدد واحد منها برئاسة تحرير الصحفي الإسلامي "بدر محمد بدر" وقبل ساعات من صدور العدد الذي كان مقررًا له اليوم الخميس ردود فعل واسعة، وتساؤلات عدة حول الحريات الصحفية والعام في مصر.

حول أسباب هذا الإغلاق وعلاقته بالهجمة الأمنية التي يتعرض لها الإسلاميون حاليًا، ومدى توافق ذلك مع ما يعلن دائمًا من: أن حرية الإعلام والرأي مصونة في مصر.

التقى موقع "حقائق مصرية" بالأستاذ "بدر محمد بدر" وأثار معه هذه القضية فكان هذا الحوار:

نص الحوار

  • بداية ما هي خلفية اتفاقكم مع د. "سامي حجازي" رئيس مجلس إدارة الجريدة على رئاستكم للتحرير رغم معرفته بخلفيتكم الإسلامية؟
بداية أنا عضو في نقابة الصحفيين منذ حوالي 23 عامًا، ومن حقي أن أبحث عن وسيلة؛ لممارسة مهنتي، وبعد تأزم الأوضاع في جريدة "آفاق عربية" الأسبوعية، وظهور بعض الضغوط الحزبية التي لم أرغب في الاستمرار معها، تركت موقعي في "آفاق عربية" كمدير للتحرير، وبحثت عن صحيفة أخرى، وبالفعل حدث لقاء بيني وبين د. "سامي حجازي" الذي يملك صحفية "اللواء العربي" والتي تصدر في مصر منذ نحو 6 سنوات، وتحمل ترخيصًا أجنبيًا، وتطبع في القاهرة، واتفقت معه على أن أتولى رئاسة التحرير، وبالفعل وقّعت معه عقدًا أحفظ به حقوقي في حالة الاختلاف، وطلبت منه أن أكون مسئولاًَ بشكل كامل عن المادة التحريرية في الجريدة، ووافقني على هذا الطلب.
وبالفعل بدأت خطواتي نحو إعداد العدد الأول للجريدة، وقدمته للمطبعة وصدر بالفعل بعد أن تم عرضه على الرقابة، كما هو متبع في الصحف التي تصدر بترخيص أجنبي، ومر الأمر بشكل طبيعي؛ حتى فوجئت بتغير الموقف، وممارسة العديد من الضغوط على رئيس مجلس الإدارة؛ لكي ينهي عقدي، ولم أشأ أن أعرضه لأي ضغط، وتركت الجريدة بعد أن صدر عدد وحيد، وقبل ساعات من صدور العدد الثاني.

رئاسة التحرير

ولكن كيف تفسرون سماح الأمن بصدور العدد الأول من الجريدة تحت رئاسة تحريركم، ثم يوقفها سريعًا هكذا؟

يجب أن يكون السؤال معكوسًا، وهو لماذا يرفض الأمن السماح لصحيفة مهنية تمر على الرقابة الرسمية للدولة، فإن كان فيها ما يكدر الأمن، أو يخالف الدستور، أو القانون في حق الرقابة أن تراجعنا.
فالأصل أن الحريات العامة مصانة وفقًا للدستور، وليس هناك أي تبرير مقبول للموقف الذي اتخذته جهات الأمن، وجهات أخرى سياسية، ورقابية ضد صاحب "اللواء العربي".

هل كنتم تتوقعون إغلاقها أو رفضها بداية؟

كنت أتوقع أن تمارس بعض الضغوط غير المباشرة ضد صاحب رخصة إصدار الصحيفة، لكن لم أكن أتصور أن الأمر يصل إلى درجة التهديد من العديد من الجهات المسئولة، وبالطبع هذا يتم بعيدًا عن القانون، والدستور، والحريات العامة وبعيدًا عن تأكيد السيد رئيس الجمهورية في مرات عديدة أنه في عهده لم يصادر قلم، ولم تغلق صحيفة، وآخرها حديثه قبل أسبوعين بهذا الخصوص، ونشرته كل الصحف المصرية الرسمية.
كنت أتمنى أن تحدد هذه الجهات المسئولة الأسباب التي تدفع بها إلى الوقوف في وجه صحيفة أسبوعية، تمر موادها التحريرية كاملة على الرقابة، بدلاً من الضغط؛ لإغلاقها ومنع صدورها.
  • وكيف كانت طريقة الإغلاق؟ هل كانت بأمر مباشر؟ أم بممارسة ضغوط دفعت رئيس مجلس الإدارة لإنهاء التعامل معكم؟
أبلغني رئيس مجلس الإدارة أنه تعرض ـ خلال الأيام القليلة التي سبقت صدور العدد الأول، والتي أعقبت صدوره ـ لضغط شديد جدًا من قبل العديد من الأجهزة الأمنية، والرقابية، والسياسية؛ لكي يوقف التعامل معي كرئيس للتحرير بدعوى أن الإخوان هم الذين يسيطرون على الصحيفة، وأن هذه الضغوط بلغت حدًا لم يعد يحتمله، وأن هناك شبه إنذارات موجهة إليه، إما أن يغلق الصحيفة، وإما أن يتلقى المصير الذي لا يرضاه، وقامت الأجهزة بتشكيل حملات للضغط عليه في مجالات عمله كرجل أعمال له العديد من العلاقات، والصلات، والمشروعات التي يديرها، خصوصًا ومصير بعض رجال الأعمال الذين اختلفوا مع الحكومة مؤخرًا معروف.
  • هل إغلاق "اللواء" سيكون دافعًا لكم للعودة إلى آفاق عربية، أو للبحث عن صحف أخرى لممارسة المهنة، أم أن هناك بدائل مختلفة مطروحة الآن للبحث؟
علاقتي بالأستاذ "محمود عطية" رئيس مجلس إدارة "آفاق عربية" علاقة طيبة، وأتمنى له كل توفيق، وإذا شعر أنه بحاجة إلى جهدي، وعطائي في مجال العمل المهني، فهذا أمر سوف أفكر فيه، أما الآن فأنا أبحث عن صحيفة أخرى أو عمل صحفي أبذل فيه جهدي، وأقدم فيه خبرتي وعطائي، وموضوع "آفاق عربية" لم يُغلق بالنسبة لي، لكنني إذا وجدت فرصة أخرى فلن أتردد فيها.

البدائل

  • في إطار الضغوط العامة والإعلامية المفروضة حاليًا على الإخوان ـ خاصة في مجال إصدار الصحف ـ هل هناك بدائل إعلامية أخرى غير الصحف سيتم طرقها؟
الإخوان بالطبع يعيشون في هذه المرحلة الكثير من الضغوط السياسية والإعلامية والأمنية، وهم باستمرار يبحثون عن وسيلة؛ لإبلاغ رأيهم، وتوصيل رسالتهم في إطار ما يتاح من قوانين وحريات، وبالتالي فهم يبحثون في كل وقت عن هذه الوسائل، وهذه المنافذ، وهم بالطبع يفكرون أن يكون لهم منبرهم الإعلامي الذي يعبر عنهم.
  • هل تفكرون في إصدار صحيفة مستقلة تصدر عن شركة خاصة مثل آخرين؟
القوانين لا تزال تمنع إصدار الصحف بطرق ميسرة؛ خصوصًا وأن موافقة الأجهزة الأمنية على أي مطبوعة شرط أساسي يعوق تعبير الإخوان عن أنفسهم في صحيفة مستقلة يعلنون فيها رأيهم بكل وضوح.
كنا نتمنى أن تعامل حركة الإخوان مثل بقية فئات المجتمع التي من حقها أن تعبر عن نفسها في صحيفة أو أكثر، وفي وسيلة إعلامية طالما أن هذه الحركة تلتزم بالقانون، والدستور.

متناقضات

  • كيف تفسرون ما يحدث للإسلاميين في ضوء الحريات الممنوحة لتيارات أخرى، وما يقال عن مناخ الحريات الذي نعيشه؟
حرية الصحافة مكفولة في مصر إلا للتيار الإسلامي! فالتيار الإسلامي، صاحب أضخم قوة شعبية، وأكثر القوى الموجودة على الساحة تأثيرًا ـ مع علم الكافة بهذا ـ لا يجد أي منبر إعلامي يتحدث من خلاله، ويتعرف الجميع على آرائه وموقفه حتى يكون الحكم عليه صحيحًا وواقعيًا ومقنعًا، وأنا أعتقد أن إطلاق الحريات بصورة عامة، وعدم التعرض للتيار الإسلامي في وسائل الإعلام بالضغط هو أمر في صالح الجميع، في صالح الوطن حتى يكون هناك من يعبر عنه، وفي صالح السلطة حتى تعرف الطرف الآخر كيف يرى الأمور؟ وماذا عنده؟ وفي صالح المعارضة لأنه يقوي الجانب الذي يقدم الصورة المختلفة عما تقدمه الحكومة، كنت أتمنى أن يكون الدستور هو الحكم بين الآراء المختلفة، وأن تغلب السلطة المصلحة العليا للوطن خصوصًا ونحن جميعًا حكومة، ومعارضة وقوى إسلامية نواجه تحديًا ضخمًا خلال الفترة القادمة يفرض علينا جميعًا أن نكون في خندق واحد، وأن نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض حتى نعبر هذه المرحلة بأقل قدر من الخسائر، وأود القول بأن من حقي أن أبحث عن وسيلة قانونية أعبر من خلالها عن رسالتي ومهنتي .

مستقبل الحريات

  • وما هي رؤيتكم لمستقبل الحريات في مصر في ضوء ما يحدث حاليًا؟
الصورة العامة التي أراها ليست مبشرة في مجال الحريات العامة، وحرية الإعلام بشكل عام!؛ لأن الأسس التي يتم التعامل على أساسها ليست واضحة.
ماذا يضر سلطة أن تكون هناك صحيفة أسبوعية تعبر عن تيار، بينما لديها عشرات الصحف، والمجلات اليومية والأسبوعية، ولديها وسائل الإعلام المختلفة التي تصل إلى الناس صباح مساء

تعريف

بدر محمد بدر.

السن 45 سنة.

حاصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة في مايو سنة 1980 قسم صحافة.

يعمل في صحف الإخوان والقريبة منهم منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.

مراسل صحفي لقناة الجزيرة الفضائية لمدة عامين، ومدير تحرير لجريدة "آفاق عربية" .

متزوج وعنده 7 أولاد.

يقيم بمدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة.

المصدر