د."سعدي عبد الله" البرلمانى البحريني يحاور الموقع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د."سعدي عبد الله" البرلمانى البحريني يحاور الموقع


[09/08/2003]

مقدمة

• منهجنا الوسطية الإسلامية والتدرج في التغيير.

• العمل السياسي يبدأ دائمًا بالعمل الخيري.

• تجربتنا رائدة في مدّ الجسور مع الحكومة.

• مواجهة العدوان لا تتم إلا بتربية جيل مسلم صحيح.

• كلّ الشعب البحريني- يتقدمه البرلمان- يرفض العدوان الأمريكي على العراق.

تُعتبر تجربة مملكة البحرين من التجارب الديمقراطية في العالم العربي، وقد كشفت هذه التجربة بالفعل عن أن الإصلاح السياسي والديمقراطي- ولو كان محدودًا- يَتمُّ إذا كانت هناك إرادة سياسية صادقة تبغي هذا الإصلاح، كما هو الحال في تجربة البحرين، فمنذ عامين بدأت عمليات الإصلاح السياسي، وأعلنت الجمعيات الخيرية عن خروج منابر سياسية شاركت في البرلمان، ومارست حياتها ودورها السياسي التشريعي والرقابي عبر مؤسسة البرلمان، والأهمُّ من ذلك أن مشاريع القوانين التي تقدمت بها منابر المعارضة حظِيَت بتفاعل جادٍّ من الحكومة.

نص الحوار

وعن تجربة البحرين وموقع الاتجاه الإسلامي فيها التقينا مع د. "سعدي محمد عبد الله" عضو مجلس النواب عن المنبر الإسلامي الوطني التابع لجمعية (الإصلاح)، فكان هذا الحوار:

الخريطة السياسية

  • في البداية د. "سعدي"، نريد أن نتعرَّف على الخريطة السياسية لمجلس النواب في البحرين؟
القوى السياسية في البحرين ولدت بعد الانفتاح السياسي الذي حدث مع تحويل البحرين إلى مملكة، واستلام الملك "حمد بن عيسى" للحكم، حيث بدأ الانفتاح السياسي وبدأت الحياة الديمقراطية، وأزيل الاحتقان الموجود بين الشعب والحكومة، وخلت السجون من السياسيين فظهر حسن النوايا، وتكونت أرضية جيدة بين الحاكم والشعب، ثم بدأت الجمعيات الخيرية في ممارسة العمل السياسي، وكوَّنت كل جمعية خيرية جناحها السياسي بعدما كان لا يُسمح لأي جمعية خيرية ممارسة العمل السياسي.
فخرج من جمعية الإصلاح المنبر الوطني الإسلامي، وكونت جمعية التربية- والتي تعبر عن الخط السلفي- جمعية الأصالة، وكونت الجمعية الإسلامية جمعية الشورى، كما تشكَّلت بعض الجمعيات اليسارية والشيعية أيضًا.
  • وهل شاركت كل هذه الجمعيات فعلاً في ممارسة العمل السياسي؟
بعض هذه الجمعيات قاطَع الانتخابات لاعتراضه على التعديلات الدستورية، ولاعتراضه على نظام المجلسين، الذي ينتخب أحدهما من الشعب وتقوم الحكومة بتعيين المجلس الآخر، واعتقدوا أن دخول البرلمان لن يقوم به أو بآخر؛ لأن الحكومة سوف تمرر ما تريد تمريره عبْر مجلسها المعيَّن.
ونحن اختلفنا معهم؛ لأن رؤيتنا تقوم على مبدأ "خذ وطالب"، أي تدخل البرلمان ومن خلاله تنتزع الصلاحيات، وإذا أعطونا مساحة10% نأخذها، ونطالب بنسبة 15% وهكذا.
علاوةًَ على ذلك فهذه تجربة حديثة وليس لنا خيار آخر سوى الرجوع إلى فترة الاحتقانات، ولكن- إحقاقًا للحق- توجد نوايا حسنة من قبَل الحاكم والشعب لتطوير المملكة، ورفع معدَّل التنمية الاقتصادية ومستوى المعيشة، فالجميع لديْه رغبةُ التخلص من الفساد الإداري والأخلاقي والمالي، إلا أن تراكمات السنوات الطويلة لا يمكن أن تنتهي في يوم وليلة، ولذلك فمنهجنا هو التدرج والوسطية.

جمعية الإصلاح

  • متى بدأت جمعية الإصلاح نشاطها الخيري في البحرين؟
تكونت الجمعية عام1941م، وهي أكبر جمعية خيرية في البحرين، واستطعنا من خلالها الفوز بمقاعد في البرلمان، فالعمل البرلماني يبدأ خيريًّا، والنواب الذين دخلوا من كتلة المنبر الإسلامي- وهم سبعة من أصل أربعين مقعدًا- كان لهم نشاطٌ خيريٌّ، ومعظمهم أطباء وأساتذة جامعات، ولهم أنشطة في ندوات أو محاضرات، أما إذا رفع العمل الخيري يصبح العمل السياسي مجرد كلام، لا يعود بالنفع على الشعب.
  • ماهو تقييمكم لأدائكم خلال هذه الفترة المحدودة؟
أداؤنا- بفضل الله- يعتبر ممتازًا، إلا أننا رغم ذلك مازلنا أطفالاً في السياسة، فـ"البحرَين" لم تمارس العمل السياسي إلا حديثًا، والتجربة مازالت قصيرة، إضافةً إلى ذلك فإنَّ كثيرًا من الإسلاميين لا يستهويْهم العمل في السياسية، ويميلون إلى الروحانيات وينطبق عليهم
ما قاله الشيخ "القرضاوي":
"إن معظم المسلمين عاشوا (دراويش)"، ولكن رغم قِصَر التجربة فإننا أنجزنا الكثير، حيث تقدمنا بالعديد من الحلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وتجربتنا رائدة في مدّ الجسور بين السلطة التنفيذية والتشريعية، خاصةً وأن التصادم لا يأتي بخير، ولكننا في الوقت في الوقت ذاته لا نُحابي أحدًا، فنواجه الفاسد مهما كان منصبه.

التكتلات

  • في كثيرٍ من البلدان تعمل التيارات السياسية المختلفة داخل البرلمان في شكل تكتُّلات.. ما هي رؤيتكم تجاه هذه التكتلات؟
نحن أكبر كتلة داخل البرلمان، لكننا ضدَّ أن يكون داخل المجلس نوع من التحزّب والتكتل، ونفضل أن يعمل الجميْع سويًّا على أرضيات وطنية مشتركة، أما التحزّب فلن يكون في صالح المملكة.
والجميع داخل المجلس يعمل كتحزُّب واحد، أما نقاط الخلاف بيننا فيحاسب عليها رب العالمين.
  • وماذا عن حضوركم في الشارع السياسي؟
لدينا النهج الوسط أي التدين المعتدل، الذي ليس بالمتشدد وليس بالمفرط، وحتى النوعيات التي دخَلت المجلس تمتلك هذا الفكر، ولهذه الأسباب يثِق وزراء الحكومة في كتلة المِنْبر الإسلامي، وتخطى أيضًا بالقبول الواسع في الشارع.
  • عادةً ما يوجِّه بعض المغرضين الاتهامات لأي فصيل إسلامي بأنه لا يمتلك أي برامج، ويقوم على مجرد الشعارات، هل تواجهون مثل هذه الاتهامات؟
نحن لدينا برنامجًا واضحًا، وطرحناه حتى قبل عودة الحياة السياسية إلى البحرين، وقد أعددناه وقدمناه للحكومة، وكان قريبًا جدًّا من ميثاق العمل الوطني للحكومة، وفي البرلمان لنا خُطَّة على مدى أربع سنوات لتقديم عدَّة مشاريع تركز على رفْع مستوى المعيشة للمواطن، ومكافحة الفساد.
  • التنسيْق مع القُوى السياسية الأخرى يَعتبره البعض في كثير من الأحيان مطلبًا جوهريًّا، ما مدى اتفاقكم مع هذا الطرح؟
نحن بالفعل نُجري تنسيقًا مع تيارات أخرى، وقد أجريناه مع جمعية الأصالة ذات الحظ السلفي بنسبة بلغت 70ِ%، وتطمح في المستقبل إلى إجراء تنسيق بصورة أكبر.

الحرب الأمريكية

  • العدوان الأمريكي على العراق كان الشغل الشاغل لمعظم التيارات الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية، هل كان لكم موقفٌ واضحٌ من هذه الحرب؟
لم يكن موقفًا ككتلة فقط، بل البرلمان كله رفض هذا العدوان، وعقد جلسة خاصة للاحتجاج على ضرب العراق، بل إن كثيريين في البرلمان طالبوا بإخراج القواعد الأمريكية من المنطقة، والشعب البحريني- برمَّته- كان رافضًا لهذا العدوان، وخروجوا في مظاهرات تندِّد بالعدوان، خاصةً وأنهم أدركوا خطورة الأهداف الأمريكية في المنطقة، وفي مقدمتها سعْيُها لفرض ما تسميه بالديمقراطية، والتي تسعى من خلالها إلى تغيير المناهج التعليمية بواسطة معهد يسمَّى "المعهد الوطني الديمقراطي"، والتي ترأَسه "مادلين أولبرايت".
وللأسف الشديد نحن أمام هذه الهجمة لا حول لنا ولا قوة؛ لأن أرضيتنا صفر، والخير ليس في جيلنا هذا، وإنما في الجيل الذي يربَّى الآن، وتُزرع فيه روح الإسلام وقيَمُه، سوف يتحقق له التمكين،
وقد قال "حسن الهضيبي":
"أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم"، فمشكلتنا- كعرب- أننا مثل السحابة تمر بسرعة، نتعرض للأزمات الكبيرة وننساها بسرعة، مثل العدوان على العراق واحتلاله نستناه بسرعة.
  • وما هي أجندتكم لتجاوز هذه الظروف؟
حتى الآن لم تحدَّد أجندة، ولكن لدينا الشعور الصادق، وسوف ننطلق منه لتحديد أجندة ومنهجية للتعامل مع الأزمات الحالية.
والتربية لدينا هي الأساس للمواجهة، فتربية جيل مسلم على الإسلام الصحيح سوف نواجه به أمريكا وغيرها، ولكن للأسف.. كلُّ شيء في مجتمعاتنا يحارب دين الله سبحانه وتعالى.
  • نعود إلى داخل البحرين، خاصةً فيما يتعلق بالعلاقة بينكم وبين السلطة.. هل هي في مرحلة احتقان أم في مرحلة انفراجة؟!
ليس هناك بالمرة أي احتقان مع الحكومة ورئيس جمعية الإصلاح الشيخ "عيسى بن محمد- آل خليفة" له اتصالات وثيقة بأفراد العائلة المالكة في البحرين، وهناك جسور وزيارات ودّيَّة، فضلاً عن ذلك فبعد تجربة البرلمان تزداد ثقة الحكومة في نواب المنبر الإسلامي أكثر من غيرهم.
  • وهل يعطيكم ذلك مساحةً أكبر للحركة؟
كلما حررت النائب كلما تحسَّن أداؤه، وكلما قيَّدته كلَّما كان أداؤه ضعيفًا، ولذلك فهم يأخذون المشاريع التي تُقدم منَّا بجدية؛ لأنهم يُدركون مدى جدّيتها ومدى الجهد الذي بذل لإخراجها، وقد قدمنا مجموعة من المشاريع ولاقت استحسانًا لدى الحكومة، وتعاملت معنا بإيجابية؛ مما يؤكد أن النوايا الحسنة لتطوير البلد موجودة.
  • في حالة خلافكم مع الحكومة ما هي الخطوات التي تتبعونها لإيصال رأيكم؟
يتخذ النائب الخطوات التي أعطاها له الدستور، وهي تبدأ بزيارة وديَّة للوزير المسئول لعرض القضية عليه، ثم يطرح عليه سؤالاً، وإذا لم يستجِب يُحال إلى لجنة تحقيق، وإلاَّ يأتي دور الاستجواب، ثم سحْب الثقة منه، ونحرص على التدرُّج في اتباع الخطوات الدستورية، وهو الأمر الذي جعل تجربتنا في البحرين أكثر نجاحًا عن كثير من الدول التي كانت تسعى للتصادم مع الحكومة.

المصدر