الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:تاريخ الإخوان في سوريا»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٣ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''تاريخ [[الإخوان المسلمون]] في [[سوريا]]'''
 
'''[[الإخوان المسلمون في سوريا|تاريخ الإخوان المسلمون في سوريا]]'''


'''إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين'''
'''إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين'''
===بداية الدعوة ب[[سوريا]]===
[[ملف:55شعار-الاخوان.jpg|200px|يسار|]]


كانت انطلاقته لذلك مع أول رحلة حج له عام [[1936]]م، ولقد تفاوتت الشعوب والحكومات في تقبل هذه الدعوة، غير أنه من المعروف أنها أخذت طريقها لكثير من الدول العربية والإسلامية، ومنها [[سوريا]]، والتي حظيت بكوكبة كبيرة من رجال الدعوة والحركة الإسلامية أمثال الدكتور [[مصطفى السباعي]]، و[[بهاء الدين الأميري]]، والشيخ [[مصطفى الزرقا]]، و[[عبد الفتاح أبو غدة]]، وغيرهم الكثير.
تعتبر بلاد الشام امتداد استراتيجيا لشمال أفريقيا خاصة [[مصر]]، حيث كانت في القدم من أراد أن يغزو الشام لابد أن يبسط سيطرته على [[مصر]]، ومن أراد دخول [[مصر]] والتمكن منها كان لابد من إخضاع الشام لسيطرته، لتكتمل منظومة السيطرة على البلدين.


'''وقد تعددت الآراء حول التاريخ الموثق لنشأة دعوة [[الإخوان]] في [[سوريا]]، وأهمها رأيان:'''
ولا عجب إن كانت الشام و[[مصر]] مسرح لكثير من صراعات الحكام لبسط النفوذ عليهما، كما كانت ساحة للحروب العالمية التي توحدت فيها جهود البلدين للتصدي لما يجرى على أرضها كمعركة حطين وعين جالوت وغيرها من المعارك العالمية التي غيرت مجرى التاريخ وتوحدت فيها الإرادة المصرية بالإرادة الشامية.


:'''الرأي الأول:''' رأى الأستاذ عمر بهاء الأميري والذي ترجع أهميته إلى كونه عاش بنفسه نشأة الدعوة في [[سوريا]]، وكان له أثر في إنشاء تشكيلاتها المختلفة، فيقول: «وفي عام 1355ه الموافق [[1936]]م كان للدعوة تشكيلاتها غير المرخص بها، ومراكز اتصالات ضمن نطاق ضيق في أكثر البلاد ال[[سورية]]... وفي عام 1356ه/ [[1937]]م، أسس في حلب أول مركز مرخص للجماعة، وذلك رغم تضييق الاستعمار الفرنسي الغاشم، وبدأت منذ ذلك الوقت الاتصالات الوثيقة مع [[الإخوان المسلمين]] ولاسيما فضيلة [[المرشد العام]]» [[#المراجع|(4)]].
وهكذا ..فما أن ظهرت [[جماعة الإخوان المسلمين]] ووضعت الأطر العالمية لها حتى كانت بلاد الشام قبلتهم الأولى لنشر فكرتهم، والتي وجدوا فيها استجابة كبيرة من علمائها وشعوبها.


:'''أما الرأي الآخر:''' فهو رأي الأستاذ إسحاق موسى الحسيني، والذي حدد التاريخ الفعلي لبدء الدعوة في [[سوريا]] بعام [[1937]]، حيث يقول: «نهض بالعمل للدعوة سنة [[1937]] بضعة عشر فردًا من شباب الجامعة ال[[سورية]] وطلاب العلوم الشرعية، وأرادوا أن يتسموا باسم واحد، وأن تكون منظماتهم في مختلف البلدان مرتبطة بعضها ببعض رسميًّا، ولكنهم خشوا بطش حكومة الانتداب فالتجئوا إلى اللف والدوران حتى يصلوا إلى أغراضهم» [[#المراجع|(5)]].
==جغرافية [[سوريا]]==


وبالوقوف أمام الرأيين ندرك أن التوفيق بينهما ممكن، فمن الثابت أن جريدة [[الإخوان المسلمين]] في 21من [[فبراير]] [[1935]] نصت على أن للإخوان مندوبين في كثير من الأقطار الخارجية، وهم على صلة بمكتب الإرشاد العام، ويعملون معه على الوصول إلى الغاية التي تعمل لها [[جماعة الإخوان المسلمين]]، وذكرت من هذه الأقطار: الشام و[[فلسطين]] [[#المراجع|(6)]].
الجمهورية العربية ال[[سورية]]، دولة مستقلة، تقع في جنوب غرب آسيا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في منطقة تعتبر صلة الوصل بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، شهدت قيام حضارات عديدة مؤثرة في التاريخ البشري، وتعود أقدم الآثار البشرية في [[سوريا]] لمليون عام، وتتالت على أرضها عدد من الحضارات القديمة، بقيت ماثلة من خلال الآثار والأوابد التاريخية الماثلة إلى اليوم، منها حضارات السومريين والآشوريين والفينيقيين، فضلًا عن السلوقيين والرومان فالبيزنطيين والأمويين والعباسيين والصليبيين فالعثمانيين على ذلك.


ومن الثابت كذلك أن الشام استقبلت عضوي [[الإخوان]] الأستاذ/ [[عبد الرحمن الساعاتي]] والأستاذ محمد أسعد الحكيم موفدين من مكتب الإرشاد إلى [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[فلسطين]] في 5[[أغسطس]] [[1935]]م بهدف نشر الدعوة وتوضيح الفكرة الإخوانية في بلاد الشام [[#المراجع|(7)]].
تقع [[سوريا]] في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتتميز بتنوع تضاريسها. تطل [[سوريا]] على البحر الأبيض المتوسط ويبلغ طول الشريط الساحلي 193 كم، أما مجموع الحدود العام يبلغ 2253 كم، وهو موزع بين [[تركيا]] في الشمال، و[[العراق]] في الشرق والجنوب، و[[الأردن]] في الجنوب، أما من ناحية الغرب فإلى جانب البحر الأبيض المتوسط يحد [[سوريا]] من [[لبنان]] و[[فلسطين]] المحتلة [[#المراجع|(1)]].


كذلك ورد في حصر شعب [[الإخوان]] الصادر في [[يونيو]] [[1937]]م اعتماد [[الإخوان]] لأربع شعب في [[سوريا]]، وهي شعبة دمشق ومندوبها الشيخ عبد الحكيم المنير الحسيني، وشعبة دير الزور ومندوبها محمد سعيد العارفي، وشعبة حيفا ومندوبها محمود أفندي عزت النحلي، وشعبة حلب ومندوبها الشيخ محمد جميل العقاد [[#المراجع|(8)]].
== بداية دعوة [[الإخوان]] في [[سوريا]] ==


'''وعند استقراء هذه الأخبار نستنتج الآتي:'''  
'''كان من أهداف [[الإمام البنا]] الوصول بدعوة [[الإخوان]] للعالمية، ونشر هذه المفاهيم الشاملة في كل مكان على وجه الأرض، حيث تضافرت أسباب عدة جعلت من [[سوريا]] أول قطر عربي يستجيب لصيحة [[الإمام حسن البنا]] في ظهور دعوة [[الإخوان المسلمين]] في [[سوريا]] في وقت مبكر، ومنها:'''


بداية من عام [[1933]]م كانت بداية ظهور الفكرة الإسلامية عامة، والتي غذتها الأفكار الإخوانية وعملت على نموها وازدهارها، ومرورًا بعام [[1935]] ذلك العام الذي حرصت فيه قيادة [[الإخوان]] على إرسال مندوب لها إلى الأراضي ال[[سورية]] وال[[لبنان]]ية وال[[فلسطين]]ية تأصيلًا لجذور الدعوة الإخوانية.
# اهتمام [[الإمام البنا]] ببلاد الشام ولاسيما [[فلسطين]] ، إذ أدرك رحمه الله ما يبيت لها من شرور ومخططات ترمي إلى خطفها من أهلها ، وإحلال [[اليهود]] الوافدين إليها من كل الآفاق محلهم، فكانت زيارات كبار [[الإخوان]] لها.
# كان [[البنا]] يرى في بلاد الشام أملاً كبيرًا للعرب وللمسلمين ، وينظر إليها بعين التقدير والمحبة والرجاء.
# في الثلاثينيات رحل عدد من طلاب العلم من [[سوريا]] إلى [[مصر]] لتلقي الاختصاصات في علوم الشريعة في [[الأزهر الشريف]] ، كان من أبرزهم الشيخ [[مصطفى السباعي]] والشيخ [[محمد الحامد]] رحمهما الله ، فتعرفوا على [[جماعة الإخوان المسلمين]] في [[القاهرة]] و[[الإمام البنا]]، فامتلأت نفوسهم إعجابًا بغزارة علمه، وجميل تواضعه، وسعة أفقه وحسن معشره، فتعلقت قلوبهم به، ولم يستطيعوا فراقه أو الابتعاد عنه، ونقلوا فهمه للإسلام على أوطانهم [[#المراجع|(2)]].


أما بداية عام [[1937]] فقد استطاع [[الإخوان]] تأسيس أول مركز مرخص للجماعة في حلب تحت اسم: '''(دار الأرقم)'''، أي أن النشأة الرسمية للإخوان في [[سوريا]] كانت عام [[1937]]م، وكان من أبرز المؤسسين: الأستاذ [[عمر الأميري]]، الأستاذ [[عبد القادر الحسيني]]، الأستاذ [[أحمد بنقسلي]]، الأستاذ [[فؤاد القطل]]، الشيخ [[عبد الوهاب الطوبجي]]، والأستاذ [[سامي الأصيل]] [[#المراجع|(9)]].
==صراع الهوية==


أما في دمشق فتأسست جمعية الشبان المسلمين، وكان على رأسها الشيخ [[محمد المبارك]]، ومن أعضائها الدكتور فايز الميت، والأستاذ محمد خير الجلاد، والأستاذ بشير العون، والدكتور زهير الوتار [[#المراجع|(10)]].
كان لسقوط الخلافة الإسلامية عام [[1924]]م صدى عظيم على الشعوب الإسلامية التي شعرت بانتكاسة من جراء سقوطها، والتي كانت بداية الصراع العلني على الهوية، حيث ظهر بعض القوميين يعلنون تضامنهم مع سقوط الخلافة، وأنه لابد بوجوب الابتعاد عن الإسلام وعن قيمه وأحكامه، متأثرين في هذا بالنهج الغربي، والفكر العلماني، والطابع الكمالي.


أما في حمص فتأسست جمعية الرابطة، وكان سكرتيرها العام الدكتور [[مصطفى السباعي]] [[#المراجع|(11)]].
ومن هنا تنادى أهل الغيرة الإسلامية ممزوجة بالحمية الوطنية من رجال الإسلام وشيوخه وعلمائه ، ومن وجهاء البلد وزعمائه كي يلتفوا ويشكلوا جماعات وجمعيات إسلامية تنادي بالعودة إلى رحاب الإسلام ، وإلى التمسك بأهدابه ، ومباشرة الكفاح تحت رايته. ومن هنا كانت البداية ، بل البدايات في المدن ال[[سورية]] التي رافقها وسبقها تحركات في دمشق وحلب وحمص ، وأعقبتها تحركات مماثلة في اللاذقية والساحل ودير الزور والحسكة وحماة ، لتكون مقدمة التجمع الكبير والحوارات المستمرة بين رجال الدعوة في [[سوريا]] ، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى تأسيس حركة [[الإخوان المسلمين]] في [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[الأردن]] والمدن ال[[فلسطين]]ية [[#المراجع|(3)]].


أما في حماة فتأسست جمعية «[[الإخوان المسلمين]]»، وكان من أبرز مؤسسيها الشيخ [[محمد الحامد الحموي]]، والتي أُنشئت عام [[1939]]، وكان الشيخ [[محمد الحامد]] يرتبط بعلاقة قوية مع [[الإمام البنا]] [[#المراجع|(12)]].
==بداية الدعوة ب[[سوريا]]==


ويقول عنه الأستاذ سعيد حوى: «كان الشيخ [[محمد الحامد]] يعتبر [[الإخوان المسلمين]] هم الفئة التي يجب أن تدعم، وكان حريصًا على إيجاد صيغة من التلاقي بين [[الإخوان المسلمين]] والعلماء والصوفية» [[#المراجع|(13)]].
كانت انطلاقته لذلك مع أول رحلة حج له عام [[1936]]م، ولقد تفاوتت الشعوب والحكومات في تقبل هذه الدعوة، غير أنه من المعروف أنها أخذت طريقها لكثير من الدول العربية والإسلامية، ومنها [[سوريا]]، والتي حظيت بكوكبة كبيرة من رجال الدعوة والحركة الإسلامية أمثال الدكتور [[مصطفى السباعي]]، و[[بهاء الدين الأميري]]، والشيخ [[مصطفى الزرقا]]، و[[عبد الفتاح أبو غدة]]، وغيرهم الكثير.


ثم توالت الجمعيات الأخرى في بيروت وطرابلس ودير الزور واللاذقية، كما أسست مراكز في بعض بلاد الغرب، والتي كان يجتمع فيها بعض الدارسين، وكان من أبرزها جمعية دار الأرقم في حلب وباريس، والتي أسسها الأستاذ [[عمر بهاء الأميري]] [[#المراجع|(14)]].
'''وقد تعددت الآراء حول التاريخ الموثق لنشأة دعوة [[الإخوان]] في [[سوريا]]، وأهمها رأيان:'''


من هذه المراكز الستة : الشبان المسلمون في دمشق ، والرابطة الدينية في حمص ، و[[الإخوان المسلمون]] في حماة ، ودار الأرقم في حلب ، ودار الأنصار في دير الزور ، والشبان المسلمون في اللاذقية ، تشكلت [[جماعة الإخوان المسلمين]] في [[سوريا]] بعد خمسة مؤتمرات عقدتها منذ منتصف الثلاثينيات، وأدت دورًا كبيرًا في التأكيد على الهوية العربية الإسلامية للسوريين، ثم بدأت دعوة [[الإخوان]] في الانتشار في ربوع [[سوريا]] سواء أدلب – والتي صارت محافظة مستقلة فيما بعد- أو حوران، أو الجزيرة [[#المراجع|(15)]].
:'''الرأي الأول:''' رأى الأستاذ عمر بهاء الأميري والذي ترجع أهميته إلى كونه عاش بنفسه نشأة الدعوة في [[سوريا]]، وكان له أثر في إنشاء تشكيلاتها المختلفة، فيقول: «وفي عام 1355ه الموافق [[1936]]م كان للدعوة تشكيلاتها غير المرخص بها، ومراكز اتصالات ضمن نطاق ضيق في أكثر البلاد ال[[سورية]]... وفي عام 1356ه/ [[1937]]م، أسس في حلب أول مركز مرخص للجماعة، وذلك رغم تضييق الاستعمار الفرنسي الغاشم، وبدأت منذ ذلك الوقت الاتصالات الوثيقة مع [[الإخوان المسلمين]] ولاسيما فضيلة [[المرشد العام]]» [[#المراجع|(4)]].
===مرحلة التنظيم والوحدة===


وكانت هذه الجمعيات المختلفة الأسماء وثيقة الصلة بجميع الحركات الوطنية والإصلاحية العربية والإسلامية، وعلى رأسها [[الإخوان المسلمون]]، وكانت تشكل بمجموعها جماعة واحدة مع تعدد الأسماء، واتفقت فيما بينها على التسمي بـ«شباب محمد».
:'''أما الرأي الآخر:''' فهو رأي الأستاذ إسحاق موسى الحسيني، والذي حدد التاريخ الفعلي لبدء الدعوة في [[سوريا]] بعام [[1937]]، حيث يقول: «نهض بالعمل للدعوة سنة [[1937]] بضعة عشر فردًا من شباب الجامعة ال[[سورية]] وطلاب العلوم الشرعية، وأرادوا أن يتسموا باسم واحد، وأن تكون منظماتهم في مختلف البلدان مرتبطة بعضها ببعض رسميًّا، ولكنهم خشوا بطش حكومة الانتداب فالتجئوا إلى اللف والدوران حتى يصلوا إلى أغراضهم» [[#المراجع|(5)]].


وعقدت هذه الجمعيات عدة مؤتمرات، منها: مؤتمر في حمص سنة [[1937]]م، ولما عقد المؤتمر الثالث بدمشق سنة [[1938]]م كانت [[الجماعة]] قد قطعت شوطًا بعيدًا في التنظيم، وقد قررت في هذا المؤتمر اتخاذ مركز رئيسي لسائر الجمعيات يكون مركزه دار الأرقم في حلب، وأخذ نطاق الأعمال يتسع تدريجيًّا، ومؤسسات [[الجماعة]] تتركز مع الأيام [[#المراجع|(16)]].
وبالوقوف أمام الرأيين ندرك أن التوفيق بينهما ممكن، فمن الثابت أن جريدة [[الإخوان المسلمين]] في 21من [[فبراير]] [[1935]] نصت على أن للإخوان مندوبين في كثير من الأقطار الخارجية، وهم على صلة بمكتب الإرشاد العام، ويعملون معه على الوصول إلى الغاية التي تعمل لها [[جماعة الإخوان المسلمين]]، وذكرت من هذه الأقطار: الشام و[[فلسطين]] [[#المراجع|(6)]].


كان السباعي يتحدث باسم شباب محمد تارة والشبان المسلمين تارة حيث كان يعتبر الجميع يعمل في أجل الإسلام إلا أن اسم [[الإخوان المسلمين]] الذي غلب على الحركة يعود إلى عام [[1941]] عندما أسست جمعية بهذا الاسم في مدينة حماة – إلا أن رأى يقول أنها نشأت فيها عام [[1938]]- ، وفي عام [[1942]] أسس السباعي نفسه جمعية بهذا الاسم في حمص عقب وصوله إليها ، وهكذا صار في حمص جمعية العلماء ، وجمعية [[الإخوان]] ، ثم قام السباعي عام [[1942]] بعد التشاور مع إخوانه في جمعية الشبان المسلمين في دمشق بتوجيه الدعوة إلى جميع ممثلي هذه الجمعيات في حلب ودمشق وحماة وحمص ودير الزور واللاذقية لتوحيد العمل تحت راية واحدة [[#المراجع|(17)]].
ومن الثابت كذلك أن الشام استقبلت عضوي [[الإخوان]] الأستاذ/ [[عبد الرحمن الساعاتي]] والأستاذ محمد أسعد الحكيم موفدين من مكتب الإرشاد إلى [[سوريا]] و[[لبنان]] و[[فلسطين]] في 5[[أغسطس]] [[1935]]م بهدف نشر الدعوة وتوضيح الفكرة الإخوانية في بلاد الشام [[#المراجع|(7)]].


ومرت بعد ذلك عدة أعوام -أعوام الحرب العالمية الثانية- تعذر فيها عقد المؤتمرات، واكتفي فيها بأن يقوم المركز الرئيسي بمهمته، وأن يتصل أمناء سر الجمعيات بعضهم ببعض.
كذلك ورد في حصر شعب [[الإخوان]] الصادر في [[يونيو]] [[1937]]م اعتماد [[الإخوان]] لأربع شعب في [[سوريا]]، وهي شعبة دمشق ومندوبها الشيخ عبد الحكيم المنير الحسيني، وشعبة دير الزور ومندوبها محمد سعيد العارفي، وشعبة حيفا ومندوبها محمود أفندي عزت النحلي، وشعبة حلب ومندوبها الشيخ محمد جميل العقاد [[#المراجع|(8)]].


وفي سنة [[1943]]م عقد مؤتمر رابع في حمص اشترك فيه ممثلو المراكز في [[سوريا]] و[[لبنان]]، وأقر بقاء (دار الأرقم) في حلب مركزًا رئيسيًّا، واتخذ قرارات ذات لون جديد، كإحداث منظمتي السرايا والفتوة في كل مركز، والعناية بالناحيتين الرياضية والاقتصادية إلى جانب النواحي الثقافية والاجتماعية والأخلاقية والقضايا الإسلامية والعربية العامة [[#المراجع|(18)]].
'''وعند استقراء هذه الأخبار نستنتج الآتي:'''


ومن أمثلة القضايا الإسلامية التي كانت تشارك فيها بعض هذه المراكز، خطاب رفعه [[الإخوان المسلمون]] بحماة إلى معالي وزير المعارف في الجمهورية ال[[سورية]] بمناسبة انعقاد لجنة الأهداف في مجلس المعارف الكبير، تضمن ثمانية بنود تقترحها الجمعية على لجنة الأهداف لدراستها ووضعها موضع التنفيذ، وتتلخص في الاهتمام بدروس الدين في جميع المدارس ومدرسيها وتدريس التاريخ الإسلامي والقرآن مع العناية بتفسيره، وتأمين الوقت الكافي لإقامة الشعائر الدينية، ومضاعفة دروس الأخلاق، وتدبير المنزل في مدارس البنات [[#المراجع|(19)]].
بداية من عام [[1933]]م كانت بداية ظهور الفكرة الإسلامية عامة، والتي غذتها الأفكار الإخوانية وعملت على نموها وازدهارها، ومرورًا بعام [[1935]] ذلك العام الذي حرصت فيه قيادة [[الإخوان]] على إرسال مندوب لها إلى الأراضي ال[[سورية]] وال[[لبنان]]ية وال[[فلسطين]]ية تأصيلًا لجذور الدعوة الإخوانية.
 
وفي صيف [[1944]]م انتدب قسم الاتصال بالعالم الإسلامي الأخوين الأستاذ [[عبد الرحمن الساعاتي]] أفندي والأستاذ [[عبد الحكيم عابدين]] أفندي لزيارة الأقطار العربية الشقيقة بالشام و[[العراق]]، وقد كان لهذه الزيارات والوفود المتبادلة بين [[مصر]] وبلاد الشام الأثر الكبير في توحيد العمل بينهما بعد ذلك، وقد أشار الأستاذ [[عمر الأميري]] لذلك فقال: '''«ومنذ عام (1364ه/[[1944]]-[[1945]]م) ازدادت العلائق والاتصالات بين إخوان [[مصر]] و[[سوريا]] على أثر تبادل الزيارات والوفود والبعثات التي أفادت كثيرًا في توحيد أساليب العمل، وتنسيق وجهات النظر العامة والخاصة، حتى أصبحت دعوة [[الإخوان]] في [[مصر]] اليوم دعامة معنوية عظيمة للإخوان في [[سوريا]] و[[لبنان]]»'''  [[#المراجع|(20)]].
 
وبالفعل عقدت الجمعيات المختلفة لشباب محمد مؤتمرها الخامس في حلب في ذي الحجة سنة 1364ه، الموافق [[نوفمبر]] [[1945]]م، وقررت إلغاء المركز الرئيسي في حلب، وتأليف لجنة مركزية عليا في دمشق مشكلة من ممثل عن كل مركز أو جمعية، واتخذت لها مكتبًا دائمًا، وجعلت على رأس هذه اللجنة مراقبًا عامًّا، هو الشيخ [[مصطفى السباعي]]، وتعقد اجتماعات دورية لتباشر الإشراف على الفروع المختلفة، كما تم الاتفاق -بالتنسيق مع [[الإخوان]] في [[مصر]] و[[فلسطين]]- على توحيد أسماء الجمعيات باسم ([[الإخوان المسلمين]])، وعلى توحيد النظم فيها، وبذلك دخلت دعوة [[الإخوان]] في [[سوريا]] و[[لبنان]] مرحلة جديدة موحدة الاسم والأهداف والنظم القوية الفاعلة.
 
كان الشيخ السباعي على صلة وثيقة مع الجمعيات التي تشكلت منها [[جماعة الإخوان]] في منتصف الأربعينيات ، وكان يقارب بينها ، كما يقارب بينها وبين الجمعيات الخاصة بالعلماء.
 
وقد نوه السباعي بأن اهتمامات المؤتمرين لم تكن واحدة ، وأنه عانى الكثير من أجل التقريب بينهما [[#المراجع|(21)]].
 
'''وقد شاركت المراكز المتعددة لدعوة [[الإخوان]] في [[سوريا]] بقوة وفاعلية في مناحي الحياة المختلفة عن طريق عدة مؤسسات أو منظمات أنشأها كل مركز في داخله، وارتبطت تلك المنظمات معًا برباط واحد، ومن تلك المنظمات:'''
 
* '''منظمة الفتوة:''' وهي إحدى المنظمات الرسمية في الجمعية، وهي مؤلفة من جميع مراكز [[الجماعة]]، ولها مدربون فنيون يقومون بتدريب الفتيان، ولها مراقب عام تابع للجنة المركزية العليا للجماعة، ويشرف على شئون الفتوة ويراقب سيرها ويقوم على تقويتها وإنمائها، وهي تدرب الشباب تدريبًا عسكريًّا، وتبث فيهم روح الجندية والطاعة مع الأخلاق الإسلامية الحميدة.
 
'''ومن المنظمات التي انفردت بها بعض المراكز دون الأخرى:'''


* '''منظمة السرايا:''' وهي منظمة اجتماعية أخلاقية انفرد بها مركز حلب، وتجمع الفئات المختلفة من الطلاب وأرباب الأعمال والعمال، وتبث فيهم الأخلاق الإسلامية، وتهيِّئهم لتلقي الدعوة التي تدعو إليها [[الجماعة]]، ويقوم على هذه السرايا نقباء وعرفاء يديرون شئونها، ويحققون غايتها.
أما بداية عام [[1937]] فقد استطاع [[الإخوان]] تأسيس أول مركز مرخص للجماعة في حلب تحت اسم: (دار الأرقم)، أي أن النشأة الرسمية للإخوان في [[سوريا]] كانت عام [[1937]]م، وكان من أبرز المؤسسين: الأستاذ [[عمر الأميري]]، الأستاذ [[عبد القادر الحسيني]]، الأستاذ [[أحمد بنقسلي]]، الأستاذ [[فؤاد القطل]]، الشيخ [[عبد الوهاب الطوبجي]]، والأستاذ [[سامي الأصيل]] [[#المراجع|(9)]]....[[الإخوان المسلمون في سوريا|تابع القراءة]]
لجنة الإسعاف الطبي، وهي تعمل على توفير الرعاية الصحية للفقراء من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، كما تساعدهم ببعض الرواتب أو الإعانات النقدية أو العينية، وتتكون وارداتها من أموال الزكاة، والصدقات، والتبرعات وغيرها [[#المراجع|(22)]].
[[ الإخوان المسلمون في سوريا|تابع القراءة]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٥:٠٥، ٥ نوفمبر ٢٠١٨

تاريخ الإخوان المسلمون في سوريا

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

55شعار-الاخوان.jpg

تعتبر بلاد الشام امتداد استراتيجيا لشمال أفريقيا خاصة مصر، حيث كانت في القدم من أراد أن يغزو الشام لابد أن يبسط سيطرته على مصر، ومن أراد دخول مصر والتمكن منها كان لابد من إخضاع الشام لسيطرته، لتكتمل منظومة السيطرة على البلدين.

ولا عجب إن كانت الشام ومصر مسرح لكثير من صراعات الحكام لبسط النفوذ عليهما، كما كانت ساحة للحروب العالمية التي توحدت فيها جهود البلدين للتصدي لما يجرى على أرضها كمعركة حطين وعين جالوت وغيرها من المعارك العالمية التي غيرت مجرى التاريخ وتوحدت فيها الإرادة المصرية بالإرادة الشامية.

وهكذا ..فما أن ظهرت جماعة الإخوان المسلمين ووضعت الأطر العالمية لها حتى كانت بلاد الشام قبلتهم الأولى لنشر فكرتهم، والتي وجدوا فيها استجابة كبيرة من علمائها وشعوبها.

جغرافية سوريا

الجمهورية العربية السورية، دولة مستقلة، تقع في جنوب غرب آسيا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في منطقة تعتبر صلة الوصل بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، شهدت قيام حضارات عديدة مؤثرة في التاريخ البشري، وتعود أقدم الآثار البشرية في سوريا لمليون عام، وتتالت على أرضها عدد من الحضارات القديمة، بقيت ماثلة من خلال الآثار والأوابد التاريخية الماثلة إلى اليوم، منها حضارات السومريين والآشوريين والفينيقيين، فضلًا عن السلوقيين والرومان فالبيزنطيين والأمويين والعباسيين والصليبيين فالعثمانيين على ذلك.

تقع سوريا في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتتميز بتنوع تضاريسها. تطل سوريا على البحر الأبيض المتوسط ويبلغ طول الشريط الساحلي 193 كم، أما مجموع الحدود العام يبلغ 2253 كم، وهو موزع بين تركيا في الشمال، والعراق في الشرق والجنوب، والأردن في الجنوب، أما من ناحية الغرب فإلى جانب البحر الأبيض المتوسط يحد سوريا من لبنان وفلسطين المحتلة (1).

بداية دعوة الإخوان في سوريا

كان من أهداف الإمام البنا الوصول بدعوة الإخوان للعالمية، ونشر هذه المفاهيم الشاملة في كل مكان على وجه الأرض، حيث تضافرت أسباب عدة جعلت من سوريا أول قطر عربي يستجيب لصيحة الإمام حسن البنا في ظهور دعوة الإخوان المسلمين في سوريا في وقت مبكر، ومنها:

  1. اهتمام الإمام البنا ببلاد الشام ولاسيما فلسطين ، إذ أدرك رحمه الله ما يبيت لها من شرور ومخططات ترمي إلى خطفها من أهلها ، وإحلال اليهود الوافدين إليها من كل الآفاق محلهم، فكانت زيارات كبار الإخوان لها.
  2. كان البنا يرى في بلاد الشام أملاً كبيرًا للعرب وللمسلمين ، وينظر إليها بعين التقدير والمحبة والرجاء.
  3. في الثلاثينيات رحل عدد من طلاب العلم من سوريا إلى مصر لتلقي الاختصاصات في علوم الشريعة في الأزهر الشريف ، كان من أبرزهم الشيخ مصطفى السباعي والشيخ محمد الحامد رحمهما الله ، فتعرفوا على جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة والإمام البنا، فامتلأت نفوسهم إعجابًا بغزارة علمه، وجميل تواضعه، وسعة أفقه وحسن معشره، فتعلقت قلوبهم به، ولم يستطيعوا فراقه أو الابتعاد عنه، ونقلوا فهمه للإسلام على أوطانهم (2).

صراع الهوية

كان لسقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م صدى عظيم على الشعوب الإسلامية التي شعرت بانتكاسة من جراء سقوطها، والتي كانت بداية الصراع العلني على الهوية، حيث ظهر بعض القوميين يعلنون تضامنهم مع سقوط الخلافة، وأنه لابد بوجوب الابتعاد عن الإسلام وعن قيمه وأحكامه، متأثرين في هذا بالنهج الغربي، والفكر العلماني، والطابع الكمالي.

ومن هنا تنادى أهل الغيرة الإسلامية ممزوجة بالحمية الوطنية من رجال الإسلام وشيوخه وعلمائه ، ومن وجهاء البلد وزعمائه كي يلتفوا ويشكلوا جماعات وجمعيات إسلامية تنادي بالعودة إلى رحاب الإسلام ، وإلى التمسك بأهدابه ، ومباشرة الكفاح تحت رايته. ومن هنا كانت البداية ، بل البدايات في المدن السورية التي رافقها وسبقها تحركات في دمشق وحلب وحمص ، وأعقبتها تحركات مماثلة في اللاذقية والساحل ودير الزور والحسكة وحماة ، لتكون مقدمة التجمع الكبير والحوارات المستمرة بين رجال الدعوة في سوريا ، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى تأسيس حركة الإخوان المسلمين في سوريا ولبنان والأردن والمدن الفلسطينية (3).

بداية الدعوة بسوريا

كانت انطلاقته لذلك مع أول رحلة حج له عام 1936م، ولقد تفاوتت الشعوب والحكومات في تقبل هذه الدعوة، غير أنه من المعروف أنها أخذت طريقها لكثير من الدول العربية والإسلامية، ومنها سوريا، والتي حظيت بكوكبة كبيرة من رجال الدعوة والحركة الإسلامية أمثال الدكتور مصطفى السباعي، وبهاء الدين الأميري، والشيخ مصطفى الزرقا، وعبد الفتاح أبو غدة، وغيرهم الكثير.

وقد تعددت الآراء حول التاريخ الموثق لنشأة دعوة الإخوان في سوريا، وأهمها رأيان:

الرأي الأول: رأى الأستاذ عمر بهاء الأميري والذي ترجع أهميته إلى كونه عاش بنفسه نشأة الدعوة في سوريا، وكان له أثر في إنشاء تشكيلاتها المختلفة، فيقول: «وفي عام 1355ه الموافق 1936م كان للدعوة تشكيلاتها غير المرخص بها، ومراكز اتصالات ضمن نطاق ضيق في أكثر البلاد السورية... وفي عام 1356ه/ 1937م، أسس في حلب أول مركز مرخص للجماعة، وذلك رغم تضييق الاستعمار الفرنسي الغاشم، وبدأت منذ ذلك الوقت الاتصالات الوثيقة مع الإخوان المسلمين ولاسيما فضيلة المرشد العام» (4).
أما الرأي الآخر: فهو رأي الأستاذ إسحاق موسى الحسيني، والذي حدد التاريخ الفعلي لبدء الدعوة في سوريا بعام 1937، حيث يقول: «نهض بالعمل للدعوة سنة 1937 بضعة عشر فردًا من شباب الجامعة السورية وطلاب العلوم الشرعية، وأرادوا أن يتسموا باسم واحد، وأن تكون منظماتهم في مختلف البلدان مرتبطة بعضها ببعض رسميًّا، ولكنهم خشوا بطش حكومة الانتداب فالتجئوا إلى اللف والدوران حتى يصلوا إلى أغراضهم» (5).

وبالوقوف أمام الرأيين ندرك أن التوفيق بينهما ممكن، فمن الثابت أن جريدة الإخوان المسلمين في 21من فبراير 1935 نصت على أن للإخوان مندوبين في كثير من الأقطار الخارجية، وهم على صلة بمكتب الإرشاد العام، ويعملون معه على الوصول إلى الغاية التي تعمل لها جماعة الإخوان المسلمين، وذكرت من هذه الأقطار: الشام وفلسطين (6).

ومن الثابت كذلك أن الشام استقبلت عضوي الإخوان الأستاذ/ عبد الرحمن الساعاتي والأستاذ محمد أسعد الحكيم موفدين من مكتب الإرشاد إلى سوريا ولبنان وفلسطين في 5أغسطس 1935م بهدف نشر الدعوة وتوضيح الفكرة الإخوانية في بلاد الشام (7).

كذلك ورد في حصر شعب الإخوان الصادر في يونيو 1937م اعتماد الإخوان لأربع شعب في سوريا، وهي شعبة دمشق ومندوبها الشيخ عبد الحكيم المنير الحسيني، وشعبة دير الزور ومندوبها محمد سعيد العارفي، وشعبة حيفا ومندوبها محمود أفندي عزت النحلي، وشعبة حلب ومندوبها الشيخ محمد جميل العقاد (8).

وعند استقراء هذه الأخبار نستنتج الآتي:

بداية من عام 1933م كانت بداية ظهور الفكرة الإسلامية عامة، والتي غذتها الأفكار الإخوانية وعملت على نموها وازدهارها، ومرورًا بعام 1935 ذلك العام الذي حرصت فيه قيادة الإخوان على إرسال مندوب لها إلى الأراضي السورية واللبنانية والفلسطينية تأصيلًا لجذور الدعوة الإخوانية.

أما بداية عام 1937 فقد استطاع الإخوان تأسيس أول مركز مرخص للجماعة في حلب تحت اسم: (دار الأرقم)، أي أن النشأة الرسمية للإخوان في سوريا كانت عام 1937م، وكان من أبرز المؤسسين: الأستاذ عمر الأميري، الأستاذ عبد القادر الحسيني، الأستاذ أحمد بنقسلي، الأستاذ فؤاد القطل، الشيخ عبد الوهاب الطوبجي، والأستاذ سامي الأصيل (9)....تابع القراءة