قالب:تاريخ الإخوان في سوريا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٤:٢٦، ٢٩ أغسطس ٢٠١٨ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تاريخ الإخوان المسلمون في سوريا

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

بداية الدعوة بسوريا

كانت انطلاقته لذلك مع أول رحلة حج له عام 1936م، ولقد تفاوتت الشعوب والحكومات في تقبل هذه الدعوة، غير أنه من المعروف أنها أخذت طريقها لكثير من الدول العربية والإسلامية، ومنها سوريا، والتي حظيت بكوكبة كبيرة من رجال الدعوة والحركة الإسلامية أمثال الدكتور مصطفى السباعي، وبهاء الدين الأميري، والشيخ مصطفى الزرقا، وعبد الفتاح أبو غدة، وغيرهم الكثير.

وقد تعددت الآراء حول التاريخ الموثق لنشأة دعوة الإخوان في سوريا، وأهمها رأيان:

الرأي الأول: رأى الأستاذ عمر بهاء الأميري والذي ترجع أهميته إلى كونه عاش بنفسه نشأة الدعوة في سوريا، وكان له أثر في إنشاء تشكيلاتها المختلفة، فيقول: «وفي عام 1355ه الموافق 1936م كان للدعوة تشكيلاتها غير المرخص بها، ومراكز اتصالات ضمن نطاق ضيق في أكثر البلاد السورية... وفي عام 1356ه/ 1937م، أسس في حلب أول مركز مرخص للجماعة، وذلك رغم تضييق الاستعمار الفرنسي الغاشم، وبدأت منذ ذلك الوقت الاتصالات الوثيقة مع الإخوان المسلمين ولاسيما فضيلة المرشد العام» (4).
أما الرأي الآخر: فهو رأي الأستاذ إسحاق موسى الحسيني، والذي حدد التاريخ الفعلي لبدء الدعوة في سوريا بعام 1937، حيث يقول: «نهض بالعمل للدعوة سنة 1937 بضعة عشر فردًا من شباب الجامعة السورية وطلاب العلوم الشرعية، وأرادوا أن يتسموا باسم واحد، وأن تكون منظماتهم في مختلف البلدان مرتبطة بعضها ببعض رسميًّا، ولكنهم خشوا بطش حكومة الانتداب فالتجئوا إلى اللف والدوران حتى يصلوا إلى أغراضهم» (5).

وبالوقوف أمام الرأيين ندرك أن التوفيق بينهما ممكن، فمن الثابت أن جريدة الإخوان المسلمين في 21من فبراير 1935 نصت على أن للإخوان مندوبين في كثير من الأقطار الخارجية، وهم على صلة بمكتب الإرشاد العام، ويعملون معه على الوصول إلى الغاية التي تعمل لها جماعة الإخوان المسلمين، وذكرت من هذه الأقطار: الشام وفلسطين (6).

ومن الثابت كذلك أن الشام استقبلت عضوي الإخوان الأستاذ/ عبد الرحمن الساعاتي والأستاذ محمد أسعد الحكيم موفدين من مكتب الإرشاد إلى سوريا ولبنان وفلسطين في 5أغسطس 1935م بهدف نشر الدعوة وتوضيح الفكرة الإخوانية في بلاد الشام (7).

كذلك ورد في حصر شعب الإخوان الصادر في يونيو 1937م اعتماد الإخوان لأربع شعب في سوريا، وهي شعبة دمشق ومندوبها الشيخ عبد الحكيم المنير الحسيني، وشعبة دير الزور ومندوبها محمد سعيد العارفي، وشعبة حيفا ومندوبها محمود أفندي عزت النحلي، وشعبة حلب ومندوبها الشيخ محمد جميل العقاد (8).

وعند استقراء هذه الأخبار نستنتج الآتي:

بداية من عام 1933م كانت بداية ظهور الفكرة الإسلامية عامة، والتي غذتها الأفكار الإخوانية وعملت على نموها وازدهارها، ومرورًا بعام 1935 ذلك العام الذي حرصت فيه قيادة الإخوان على إرسال مندوب لها إلى الأراضي السورية واللبنانية والفلسطينية تأصيلًا لجذور الدعوة الإخوانية.

أما بداية عام 1937 فقد استطاع الإخوان تأسيس أول مركز مرخص للجماعة في حلب تحت اسم: (دار الأرقم)، أي أن النشأة الرسمية للإخوان في سوريا كانت عام 1937م، وكان من أبرز المؤسسين: الأستاذ عمر الأميري، الأستاذ عبد القادر الحسيني، الأستاذ أحمد بنقسلي، الأستاذ فؤاد القطل، الشيخ عبد الوهاب الطوبجي، والأستاذ سامي الأصيل (9).

أما في دمشق فتأسست جمعية الشبان المسلمين، وكان على رأسها الشيخ محمد المبارك، ومن أعضائها الدكتور فايز الميت، والأستاذ محمد خير الجلاد، والأستاذ بشير العون، والدكتور زهير الوتار (10).

أما في حمص فتأسست جمعية الرابطة، وكان سكرتيرها العام الدكتور مصطفى السباعي (11).

أما في حماة فتأسست جمعية «الإخوان المسلمين»، وكان من أبرز مؤسسيها الشيخ محمد الحامد الحموي، والتي أُنشئت عام 1939، وكان الشيخ محمد الحامد يرتبط بعلاقة قوية مع الإمام البنا (12).

ويقول عنه الأستاذ سعيد حوى: «كان الشيخ محمد الحامد يعتبر الإخوان المسلمين هم الفئة التي يجب أن تدعم، وكان حريصًا على إيجاد صيغة من التلاقي بين الإخوان المسلمين والعلماء والصوفية» (13).

ثم توالت الجمعيات الأخرى في بيروت وطرابلس ودير الزور واللاذقية، كما أسست مراكز في بعض بلاد الغرب، والتي كان يجتمع فيها بعض الدارسين، وكان من أبرزها جمعية دار الأرقم في حلب وباريس، والتي أسسها الأستاذ عمر بهاء الأميري (14).

من هذه المراكز الستة : الشبان المسلمون في دمشق ، والرابطة الدينية في حمص ، والإخوان المسلمون في حماة ، ودار الأرقم في حلب ، ودار الأنصار في دير الزور ، والشبان المسلمون في اللاذقية ، تشكلت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بعد خمسة مؤتمرات عقدتها منذ منتصف الثلاثينيات، وأدت دورًا كبيرًا في التأكيد على الهوية العربية الإسلامية للسوريين، ثم بدأت دعوة الإخوان في الانتشار في ربوع سوريا سواء أدلب – والتي صارت محافظة مستقلة فيما بعد- أو حوران، أو الجزيرة (15).

مرحلة التنظيم والوحدة

وكانت هذه الجمعيات المختلفة الأسماء وثيقة الصلة بجميع الحركات الوطنية والإصلاحية العربية والإسلامية، وعلى رأسها الإخوان المسلمون، وكانت تشكل بمجموعها جماعة واحدة مع تعدد الأسماء، واتفقت فيما بينها على التسمي بـ«شباب محمد».

وعقدت هذه الجمعيات عدة مؤتمرات، منها: مؤتمر في حمص سنة 1937م، ولما عقد المؤتمر الثالث بدمشق سنة 1938م كانت الجماعة قد قطعت شوطًا بعيدًا في التنظيم، وقد قررت في هذا المؤتمر اتخاذ مركز رئيسي لسائر الجمعيات يكون مركزه دار الأرقم في حلب، وأخذ نطاق الأعمال يتسع تدريجيًّا، ومؤسسات الجماعة تتركز مع الأيام (16).

كان السباعي يتحدث باسم شباب محمد تارة والشبان المسلمين تارة حيث كان يعتبر الجميع يعمل في أجل الإسلام إلا أن اسم الإخوان المسلمين الذي غلب على الحركة يعود إلى عام 1941 عندما أسست جمعية بهذا الاسم في مدينة حماة – إلا أن رأى يقول أنها نشأت فيها عام 1938- ، وفي عام 1942 أسس السباعي نفسه جمعية بهذا الاسم في حمص عقب وصوله إليها ، وهكذا صار في حمص جمعية العلماء ، وجمعية الإخوان ، ثم قام السباعي عام 1942 بعد التشاور مع إخوانه في جمعية الشبان المسلمين في دمشق بتوجيه الدعوة إلى جميع ممثلي هذه الجمعيات في حلب ودمشق وحماة وحمص ودير الزور واللاذقية لتوحيد العمل تحت راية واحدة (17).

ومرت بعد ذلك عدة أعوام -أعوام الحرب العالمية الثانية- تعذر فيها عقد المؤتمرات، واكتفي فيها بأن يقوم المركز الرئيسي بمهمته، وأن يتصل أمناء سر الجمعيات بعضهم ببعض.

وفي سنة 1943م عقد مؤتمر رابع في حمص اشترك فيه ممثلو المراكز في سوريا ولبنان، وأقر بقاء (دار الأرقم) في حلب مركزًا رئيسيًّا، واتخذ قرارات ذات لون جديد، كإحداث منظمتي السرايا والفتوة في كل مركز، والعناية بالناحيتين الرياضية والاقتصادية إلى جانب النواحي الثقافية والاجتماعية والأخلاقية والقضايا الإسلامية والعربية العامة (18).٠٠ تابع القراءة