"إخوان أون لاين" يفتح الملفات الساخنة مع د. سعد الكتاتني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إخوان أون لاين" يفتح الملفات الساخنة مع د. سعد الكتاتني

حوار- علاء عياد

مقدمة

د. محمد سعد الكتاتني- رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين

رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في البرلمان:

- لا نتوقع حل المجلس خلال 2008م و2009م هي الأوقع

- قانون الإرهاب شبح والحزب الحاكم يتعامل معه باعتباره سرًّا حربيًّا

- مكتب كتلة المستقلين وعدد منهم صوَّتوا لصبحي صالح والمعارضة لها حسابات

- ندوة لندن لم تكن محاكمة وهيئة العلماء تفصيل وليس أصلاً في البرنامج

مع كل بداية دورة برلمانية جديدة لمجلس الشعب، يُعاد إلى أذهاننا سخونة الأحداث وعودة الشد والجذب بين المعارضة والأغلبية، ولم يقترب المجلس من الانعقاد إلا ووجدنا تكتلاً يفرض نفسه على الأحداث بين الإخوان والمستقلين يرشح النائب صبحي صالح على منصب رئيس المجلس، بالإضافة إلى المنافسة على مقعدَي الوكيلين، كما وجدنا انتخابات الإخوان التي تمَّت في جوٍّ من الشفافية والديمقراطية.

وعن دور الإخوان والأجندة التي يحملها الإخوان خلال الدورة البرلمانية الجديدة، وتوقعات حلِّ المجلس، وقضية الكتلة وبرنامج حزب الإخوان، وغيرها الكثير من القضايا كانت محور حوارنا مع الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين.

  • نبدأ بانتخابات الكتلة التي صورها البعض على أنها مجرَّد "شو إعلامي"، خاصةً أنه لم يحدث تغييرًا حقيقيًّا على مقعدي الرئيس والنائب، كما أن البعض رأى أنها رسالة من الإخوان، خاصةً أنها جاءت موائمةً لتوقيت انتخابات الحزب الوطني، فما حقيقة هذه الانتخابات؟
أعتقد أن الانتخابات التي أجرتها الكتلة كشفت عن مدى الديمقراطية التي يمارسها نواب الإخوان في إدارة أعمالهم في جوٍّ من الشفافية والمصداقية، خاصةً أن الإشرافَ على الانتخابات كان من قِبل أعضاء مستقلين في المجلس مثل الدكتور جمال زهران والأستاذ سعد عبود والأستاذ علاء عبد المنعم، كما أننا استخدمنا صناديق زجاجية التي طالما حلمنا أن يستخدمها الحزب الوطني، وكانت أمام الإعلام.
والهدف الحقيقي بعيدًا عن اتهامات "الشو الإعلامي" وغيره كانت تأكيد الممارسة الديمقراطية وإتاحة الفرصة للنواب ليختاروا مَن شاءوا، فكان الـ88 نائبًا مرشحًا والـ88 نائبًا ناخبًا في نفس الوقت، وإعادة اختيار رئيس الكتلة ونائبه لا يعني شيئًا سوى أنه تجديد ثقة من النواب في زملائهم، كما أن هناك 40% تغيير طال أعضاء هيئة المكتب، وهذا يثبت أن الانتخابات تمَّت بشفافية.
والانتخابات في حدِّ ذاتها لم نقصد من خلالها توجيه رسالة لأحد، وإنما أردنا تعميق الممارسة الديمقراطية، وإعطاء الفرصة للنواب لاختيار المسئولين عنهم، إلا أننا نرجو من القوى الوطنية والأحزاب الأخرى أن تجري انتخاباتها بهذه الشفافية، وأمام وسائل الإعلام.
  • قررتم المنافسة على رئاسة البرلمان، بالإضافة إلى أحد مقعدَي الوكيلين، فما الأسباب وراء ذلك؟
هذه ليست المرة الأولى التي ننافس فيها على رئاسة البرلمان، فسبق لي أن كنتُ المنافس في الدورة البرلمانية السابقة، والمنافسة في حدِّ ذاتها محاولة للخروج من الجمود والاحتكار الذي يفرضه الحزب الوطني بأغلبيته على المجلس، واحتجاجًا على المنصة التي استجابت لتعسف الأغلبية، فالقاعدة التي تقول الرأي للجميع والقرار للأغلبية نسفت بتحيز المنصة.
وهذا يعتبر منهجًا بغيضًا يجب التصدي له؛ لذلك قرر تحالف الإخوان والمستقلين المشاركة في منصب رئيس المجلس والوكيلين لمواجهة منهج الإقصاء السياسي الذي ينتهجه الحزب الوطني، وما حدث هو تتويج لجهدٍ مشتركٍ على مدار السنتين الماضيتين بين المستقلين والإخوان في تنسيق المواقف والأداء، وأتوقع مزيدًا من التعاون بين الطرفين.
  • ولماذا تم اختيار النائب صبحي صالح ليخوض هذه المنافسة، ولم يتم ترشيحك لهذا المنصب؟
ترشيح النائب صبحي صالح كان باتفاق الكتلة والمستقلين، وعدم ترشحي كان محاولة لإتاحة الفرصة للغير بعد أن خضتُ هذه المنافسة الدورة الماضية، وإبرازًا لوجود بديلٍ أمامنا بعكس الحزب الوطني الذي أجلس الدكتور فتحي سرور على منصة المجلس طوال 18 عامًا دون محاولة البحث عن بديل، وهذا لا يتناقد مع كفاءة الدكتور سرور على المستوى الأكاديمي، فهو شخصية معروفه ومقبولة، إلا أننا نجد كما قلتُ في بعض الأوقات أن المنصة تقف في صفِّ الأغلبية على حساب المعارضة.

التزوير ضد صبحي صالح

فيما يتعلق بالعدد الذي حصل عليه النائب صبحي صالح في الانتخابات على رئاسة المجلس فإن عملية الفرز شابَها كثيرٌ من الشبهات، وإن هيئة مكتب كتلة المستقلين بكاملها وهي الدكتور جمال زهران والنائبان علاء عبد المنعم وسعد عبود وعددًا من المستقلين صوَّتوا بالفعل لمرشح كتلة الإخوان :صبحي صالح، إضافةً إلى أن كتلة الإخوان لم تكن بكاملها؛ حيث كان عددها في الجلسة 84 نائبًا؛ نظرًا لتغيب النائب علم الدين السخاوي الذي صدر قرارًا بحرمانه حضور 10 جلسات، وثلاثة نواب معتذرين لظروف مختلفة منهم اثنان في حالةٍ مرضية، وهما النائبان يسري تعيلب وجمال شحاتة، ولا يخفى على أحدٍ أن نواب أحزاب المعارضة داخل المجلس لها حساباتها مع الدكتورفتحي سرور، كما أنه كانت هناك رسالة واضحة أرادت الأغلبية توصيلها، وهي أن الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين وحدَها في هذه الساحة المنافسة على رئاسة المجلس، بينما المعارضة والمستقلون مع مرشح الحزب الوطني، إلا أن هذا لا يمنع أن تجربة الانتخابات التي شهدها مجلس الشعب على منصب الرئيس والوكيلَين، وخاصةً منافسة كتلتي الإخوان والمستقلين عليها، دفعت لوجود إجراءاتٍ جديدةٍ في هذه الانتخابات كانت استجابةً لمطالبنا وضغوطنا؛ حيث شهدنا لأول مرة صناديق زجاجية، والنداء على السادة النواب بالاسم، وهي: المطالب التي قاتلت الكتلة من أجل تنفيذها.

سر حربي

  • ينتظر الدورة البرلمانية الجديدة الكثير، وخاصةً قانون مكافحة الإرهاب الذي يراه البعض أنه الضربة القاضية للحريات في مصر بعد التعديلات الدستورية، فماذا أعدَّت الكتلة لمثل هذا القانون؟
قانون الإرهاب بالفعل سيكون قاسمًا للحريات، ونحن سبق وأن شكَّلنا تكتلاً لرفض مدِّ العمل بقانون الطوارئ الذي يُمثِّل صخرةً كبيرةً في طريق الحرية، ولكن النظام الذي فقد شرعيته لا يجد إلا مثل هذه القوانين كي يجد لنفسه مكانًا وسط عفن التاريخ.
وحتى الآن ما زال هذا القانون شبحًا لا يعلم أحدٌ مضمونه، والحزب الحاكم يتعامل معه كأنه سرٌّ حربي لا يمكن الكشف عنه، ورغم أننا لا يمكن أن نتحدث عن شيء لا نعرفه، إلا أنه من المؤكد أننا سنتصدى له بقوة، وبالطبع فلن يكون لنا بديل أو تعديل على مثل هذا القانون.
نواب كتلةالإخوان يحملون قضايا الأمة في الدورة الجديدة
  • وماذا عن أجندة الكتلة خلال الدورة البرلمانية الجديدة؟
يحمل نواب الكتلة في دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي التاسع في أجندتهم الكثير من القضايا والأدوات البرلمانية سواء التشريعية أو الرقابية، ومن أبرز القضايا التي يحملها الإخوان قضايا الإصلاح السياسي، خاصةً أن هناك عددًا كبيرًا من القوانين البارزة التي من المنتظر أن يناقشها البرلمان الجديد سيكون لها تأثير واضح على شكل الحياة السياسية كقانون مكافحة الإرهاب وقانون حرية الصحافة والنقابات المهنية وتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية والمحليات، إضافةً إلى القوانين الاقتصادية كقانون المحاكم الاقتصادية وقانون تنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر وغيره من القوانين الاقتصادية، بالإضافةِ إلى قانون الوظيفة العامة وقانون الإسكان المُوحَّد وغيرها من الأجندة التشريعية المتخمة بالقوانين.
  • والدور الرقابي والاستجوابات؟
الحديث عن هذا الأمر يعتبر سابقًا لأوانه، خاصةً أنه طبقًا للائحة المجلس فإن أي استجواباتٍ تسقط باستقالة الحكومة أو إقالتها، وكما جرى العرف فإن الحكومة ستُقدِّم استقالتها بعد خطاب رئيس الجمهورية في مجلسي الشعب والشورى، ولا أحد يعرف مَن سيبقى ومَن سيرحل من الحكومة الحالية؛ ولذلك فإن التعجيل بالتقدم بأية استجواباتٍ سيكون غير مجدٍ، إلا أن هناك قضايا عديدة تستحق استجواب الحكومة عليها مثل قضايا بيع القطاع العام، والخسائر التي نتجت عن ذلك، وموضوع انهيار التعليم وتراجع الصحة وارتفاع الأسعار وقضايا الفساد التي تظهر وكيفية مواجهتها.

لماذا الصدام؟

  • هل ممكن أن يؤدي هذا إلى صدامٍ مبكرٍ بين الكتلة والأغلبية؟
الإخوان لا يسعون إلى الصدام مع أي هيئةٍ برلمانيةٍ سواء كانت الخاصة بالحزب الوطني أو الخاصة بباقي الأحزاب المعارضة، فموقف الإخوان واضحٌ في التعاون مع الجميع لما فيه صالح الوطن وخير للمواطن الذي منح صوته لنواب الإخوان، لكن ما أتمناه أن يُغيِّرَ الحزب الوطني من طريقة تعامله مع المعارضة، وأن يرتب أوراقه لأن الإخوان يمثلون 20% من المجلس.

التكتل

توافق كامل بين كتلة الإخوان والمعارضة في مجمل القضايا
  • هناك مَن يرى أن التكتل الذي قامت به الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين مع كتلة المستقلين ليس له فائدة، خاصةً أن هذا التكتل تمت تجربته في الماضي عند تمرير قانون الطوارئ، والتعديلات الدستورية، فالحزب الوطني في النهاية يملك الأغلبية؟
هناك فائدة عظيمة تكمن في ازدياد وعي الشعب، ولن يعطي صوته في الانتخابات القادمة للحزب الوطني الذي زوَّر إرادته وصادر حريته، ومرر تعديلات تُكرِّس للدولة البوليسية وتُمهِّد لتوريث الحكم؛ ولذلك أتوقع أن تشهد الفترة القادمة حِراكًا فاعلاً للشعب المصري، وليس أدل على ذلك من الإضرابات والاعتصامات التي اندلعت في معظم محافظات مصر، وهي غير موجهة سياسيًّا، هذه الاعتصامات والإضرابات والاحتجاجات تنذر بأنَّ شيئًا ما سوف يحدث، وأن الشعب سوف يطالب بحقوقه مهما كلَّفه ذلك، وسوف ينتزعها انتزاعًا، ونحن نرى الآن الحكومة بدأت ترضخ لمطالب هؤلاء وتتراجع عن عِنادها وتُلبي طلبات هذه الفئات المهمشة والمطحونة.
  • سيف "حل البرلمان" أصبح مسار تهديد للمجلس.. فما توقعاتك بالنسبة للحل؟
توقعات حل البرلمان ليست قويةً خلال هذه الدورة البرلمانية بل وحتى خلال عام 2008م، خاصةً أن انتخابات المحليات ستُجرى خلال عام 2008م، فإمكانيات الحزب الوطني لا تؤهله إلى أن يجري انتخابات مرتين في عامٍ واحد؛ لأنه إذا حلَّ المجلس سيكون مضطرًا إلى إجراء انتخابات جديدة في غضون شهرين من حلِّه؛ ولذلك فمن المرجح إن كانت هناك نية لحل البرلمان أن تكون في عام 2009م، خاصةً أنه لن يكون متبقيًا من عمر المجلس سوى عام واحد، فحل المجلس ساعتها لن يكون المعضلة الكبرى بالنسبة للنظام.
  • وهل سيخوض الإخوان الانتخابات بعد الحل أم أن خيار المقاطعة سيكون الأفضل بعد ما حدث في تجربة انتخابات الشورى؟
خوض الانتخابات لدى الإخوان يعتبر خيارًا إستراتيجيًّا، أما الحديث عن المشاركة فهو الأمر الذي يُقدَّر في وقته من حيث الحجم ونوعية المشاركة أو حتى الامتناع المؤقت، وكما يقولون إنَّ لكل حادثٍ حديثًا.

برنامج الحزب

  • هناك حديث عن أن الكتلة لم يُؤخَذ برأيها أثناء الإعداد لبرنامج الحزب، فما صحة ذلك؟
هذا كلامٌ غير صحيح، فالكتلة عبَّرت عن تصورها لبرنامج حزب الإخوان وبشكلٍ طبيعي، أما نقطة الأخذ برأيها أم عدمه، فالوقت الآن غير مناسب للحديث عن هذا، خاصة أن القراءة الأولى للحزب قد صدرت بالفعل، والكتلة الآن تتبناه، وأعتقد أن فرصة إعادة تقديم رأي الكتلة على القراءة الأولى ما زال قائمًا، خاصةً أن البرنامج النهائي لم يصدر بعد.
  • وماذا عن الندوة التي عُقدت بلندن والمحاكمة التي عقدها قيادات إخوانية عالمية لكم بسبب البرنامج؟
بالنسبة للندوة التي تمت بمركز أبرار الإسلامي في لندن وحضرها بعض مسئولي الإخوان على مستوى العالم حول القراءة الأولى لحزب الإخوان، لم تشهد اختلافًا على النقطة الأساسية في برنامج الحزب، وهي تطبيق الشريعة الإسلامية، فكانت هذه النقطة محل اتفاق الجميع، أما بالنسبة للنقطة التي أُثير حولها الخلاف فكانت حول تشكيل الهيئة الشرعية، فالبعض رأى أن الأخذ بالهيئة الشرعية هو إعادة للأخذ بمبدأ ولاية الفقيه وأنه سيكون لها قيود على الدور التشريعي، والبعض الآخر رأى أن الحل في هذه الهيئة، وهذه النقطة ليست بأهميةٍ بمكانٍ فهو اختلاف في تفصيل وليس اختلافًا في أصل، أمَّا أنها كانت محاكمةً وما نُشر في عددٍ من الصحف بهذا المعنى فهو أمرٌ لا يستحق الرد عليه، فالمناقشات كانت ساخنةً وبنَّاءةً ولم تخرج عن النص.

المصدر