"البيشمركة".. فدائيو الأكراد يدٌ للغرب في بلاد الرافدين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"البيشمركة".. فدائيو الأكراد يدٌ للغرب في بلاد الرافدين


البيشمركة.. فدائيو الأكراد.jpg

القاهرة

(الجمعة 29 أغسطس 2014)

البيشمركة هو المصطلح الذي يستخدمه الأكراد للإشارة إلى مقاتليهم. حرفيًا المصطلح يعني "الذين يواجهون الموت" أو "الفدائيون"، ويعتبروا أهم القوات التي تساعد الغرب في تأمين حقول البترول في مناطق الكردية كما أنها خاضت بدعم غربي مواجهات مسلحة خلال الأسابيع الماضي مع تنظيم "الدولة الإسلامية".

تعد كلمة البيشمركة من الكلمات والمصطلحات المهمة والمقدسة عند الشعب الكردي، إذ أنها تطلق على إنسان يعمل بنكران الذات مضحيًا بحياته من أجل حرية وحقوق شعبه العادلة، بحسب ما يرون، ومن الناحية اللغوية تتكون التسمية من كلمتين; "بيش" وتعني "أمام"، و"مرك" تعني "الموت"، أي أمام الموت، أو تحدٍّ للموت.

وتعد البيشمركة من أقدم القوات المسلحة في العراق ، إذ تعود إلى عشرينات القرن الماضي، أي أواخر عصر الدولة العثمانية، رغم أن بذور الببشمركة هي أقدم من ذلك، حيث ترجع إلى مليشيات نشأت في تسعينات القرن التاسع عشر.

قوات البشمركة تدار من قبائل كردية في شمال العراق . وقد دخلت في حرب داخلية بين أعضائها في التسعينات من القرن العشرين، وأنهت حروبها بعد عقد مصالحة بين الزعيمين الرئيسين مسعود برزاني وجلال طالباني. وشاركت في عملية مطاردة المطلوبين للقوات الأمريكية، في 19 أغسطس 2003. وخلال الأسابيع الأخيرة، خاضوا معارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد أن استولى على مساحات كبيرة من أراضي إقليم شمال العراق .

ودخلت في البيشمركة في حروب مع القوات الحكومية العراقية في مراحل متعددة، بداية من الخمسينات، كما انخرطت فصائلها في اقتتال داخلي بين الفصائل الكردية في مراحل أخرى. وبعد تشكيل حكومة إقليم كردستان في شمال العراق في بداية التسعينيات، بعد الانتفاضة الواسعة التي شهدها العراق في الجنوب والشمال إثر حرب الكويت ، أصبحت قوات البيشمركة جزءً من مؤسسات حكومة الإقليم لتتحول إلى قوة نظامية.

وكان صدام حسين، الرئيس العراقي الذي سقطت بغداد في عهده، حملة من العقاب الجماعي عرفت باسم حملة "الأنفال" ضد سكان بلدات وقرى كردية كثيرة تضمنت تهجيرًا واعتقالات وتصفيات، فيما قصفت قوات صدام بلدة حلبجة عام 1988 مستخدمة السلاح الكيمياوي، وراح ضحية الهجوم نحو 5000 شخص.

وفي أعقاب حرب الكويت وفرض منطقة الحظر الجوي تمتعت منطقة شمال العراق (كردستان العراق) باسقلالية أكثر من نظام الحكم في بغداد. وبعد إبرام مصالحة بين الفصيلين الكرديين المتعارضين بموجب اتفاقية واشنطن عام 1998، بدأت القوات الخاصة الأمريكية نشاطًا استخباراتيًا بالمنطقة.

كانت تلك بداية علاقة تعاون مع الولايات المتحدة، فكلا الطرفين يعارض الحكومة العراقية بقيادة صدام حسين، وجرى التنسيق أيضًا مع أطراف المعارضة العراقية الأخرى.وواصلت القوات الأمريكية، بعد دخولها العراق وإسقاط نظام صدام، تعاونها مع البيشمركة في مجالات تدريب المقاتلين وإجراء عمليات مشتركة في مختلف أرجاء المنطقة.

والآن يستقبل البيشمركة دعمًا عسكريا هائلًا من الغرب على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة "الدولة الإسلامية"، واستطاعت بالفعل إعادة سيطرتها على مناطق كانت قد سقطت في يد "الدولة الإسلامية".

المصدر