"عبد المجيد الذنيبات" طرد الدبلوماسيين الصهاينة.. الرد الأول للعدوان على سورية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"عبد المجيد الذنيبات" طرد الدبلوماسيين الصهاينة.. الرد الأول للعدوان على سورية

[13-10-2003]

مقدمة

لن يكون حوار حقيقي دون إطلاق الحريات السياسية.

العدو الذي يستهدف فلسطين لن يتوانى عن استهداف الأمة بأكملها.

قضايا عدة فرضت نفسها على الواقع العربي والإسلامي، والأردن دولة وجدت نفسها "بين نارين"، فالصهاينة يحتلون فلسطين وأطماعهم لا تتوقف عندها، والأمريكيون وصلوا بغدادَ واستراتيجيتهم للمنطقة ككل معروفة للجميع، كذا الوضع الأردني الداخلي يحمل في طياته الكثير.

فضيلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ "عبدالمجيد الذنيبات" أجاب عن كل التساؤلات التي تدور حول هذه القضايا، ليس فقط بوصفه مراقبَ الإخوان بالأردن، ولكن أيضًا لأن الجماعة جزء هام من المعادلة السياسية والاجتماعية في الأردن، إضافةً لدورها السياسي في القضايا القومية.

نص الحوار

  • كيف تقيّم الجماعة أداء مجلس النواب بعد انقضاء دورته غير العادية الأولى؟
لا شك أن انعقاد مجلس النواب بعد غياب عن الحياة التشريعية أمر كنا نسعى له، وقد تحقق بعد طول انتظار، وأفرزت الانتخابات مجلسًا نأمل أن يقوم بواجبه التشريعي والرقابي، وفي الحقيقة بذل ممثلو الشعب في الدورة غير العادية الماضية جهدًا لا بأس به، وإن كنا غير راضين عن المستوى الذي مارسه مجلس النواب السابق، خاصةً البطء في تناول التشريعات المؤقتة، والدور الرقابي على الحكومة، واصطفاف مجموعة من النواب إلى جانب الحكومة، وتخليهم عن مواقفهم التي وعدوا ناخبيهم بها، نأمل في الدروة القادمة أن ينحاز مجلس النواب إلى الشعب وخياراته، وخاصةً ما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، ومعالجة البطالة وارتفاع الأسعار، والرقابة على الحكومة في قضايا الإنفاق العام، إضافةً إلى قضايا الحريات العامة والتنمية السياسية، وتعزيز دور الأحزاب والصحافة في المجتمع، وعلى ضوء تصدي المجلس لهذه القضايا سيكون حكمنا عليه.
  • وهل أنتم راضون عن حجم التعاون الذي أبدته الحكومة مع مجلس النواب؟
الحكومة تحاول تمرير سياساتها الاقتصادية والتشريعية التي عملت على تكريسها خلال السنتين الماضيتين، ومجموعة من النواب انحازوا رغبةً أو رهبةً لهذا الصف، وبالتالي أعتقد أن موقف الحكومة يجب أن يراجَع، وعليها الرجوع عن بعض القضايا التي ظنت أنها تخدم الشعب، وهي عكس ذلك، مثال ذلك عدد كبير من التشريعات، وإن كان بعضها الآخر إيجابيًّا.

الحوار الحقيقي

  • ما الذي تريدونه من الحكومة قبل أن تجلس مع مؤسسات المجتمع المدني، وتحاورها بهدف معلن هو (تنمية الحياة السياسية)؟
إذا كان الحوار على النمط الذي عهدناه سابقًا، فهو كما أسميته وأسميه (حوار طرشان)، فالأحزاب والمؤسسات تعطي رأيها، والحكومة تستمع ثم لا تستجيب؛ لأنها تأتي برأي جاهز، وهي غير مستعدة للتراجُع عنه، ولا معنى للحرية بدون منح الشعب حق انتخاب ممثليه من خلال قانون انتخاب يمثل الإرادة الحقيقية، ولا معنى للحرية بدون قانون يعزز تشريعات الصحافة لتمارس دورَها الرقابي.
وإذا كان الحوار من قبيل "رفع العتب"، فلست بحاجة إلى إضاعة الوقت والدخول في مهاترات سياسية، ليس من ورائها سوى مزيد من التفكك، المطلوب حوار جدي يقوم على مرجعية ومنهجية، الغرض منه الوصول إلى قناعات وتوافق يصل للحد الذي يرتضيه الشعب، وليس أن تسير الحكومة في طريق تهميش الديمقراطية، حتى على مستوى نوادي المعلمين، وما زلنا نعتقد أن من الضروري أن يتدخل الملك بشكل مباشر لوقف مثل هذه السياسات.
  • هل ستعيدون النظر في الموافقة على المشاركة في الحوار إذا ما استثنى مناقشة قانون الانتخاب؟
ما قيمة الحوار إذا لم يكن هناك طرح لموضوع الانتخابات الذي يعد واجهة الديمقراطية، لا يمكن تصور دور لأحزاب سياسية فاعلة بدون قانون انتخاب يتيح للجميع المشاركة، فإذا استثنيت الانتخابات، فسنكون غير معنيين بمثل هذا الحوار، وسنُعيد النظر في قبولنا الدعوة للمشاركة فيه.
  • كيف تنظرون إلى ما يتردد عن نية الحكومة خصخصة شركتي الفوسفات والبوتاس؟
بعض المؤسسات التي تعتبر من أركان الوطن لا يجب المساس بها، ويجب أن تبقى وطنية تمامًا، فلا يجب أن "نخصخص" هذه الشركات التي تمثل سيادة الوطن ونبيعها لشركات أجنبية، هَمُّها تحقيق الربح، وغير معنية بالتنمية البشرية أو الاقتصادية للوطن، فنحن نعارض الخصخصة التي لا تقوم على أساس وطني، ولا تستند إلى رؤية اقتصادية سليمة، ونحن نعتقد أنه مهما كانت الظروف لا يجوز العبث بمثل هذه المؤسسات، فدور الحكومة تأمين العيش الكريم للمواطنين، وليس جعلهم تحت رحمة شركات أجنبية همُّها الربح.
  • هل أنتم راضون عن جهود الحكومة لإطلاق سراح الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال؟
أعتقد أن الحكومة قصرت كثيرًا، وتأخرت في الإفراج عن الأسرى الأردنيين لدى العدو الصهيوني، في الوقت الذي كان العدو فيه حريصًا على الأشخاص الذين تعرضوا للأخ "خالد مشعل" بمحاولة القتل؛ حيث لم يبقَ هؤلاء المعتدون سوى بضعة أيام في السجن الأردني، وإن كنت أشك أنهم دخلوا السجن من الأصل! نرى حكومتنا تتباطأ في المطالبة بالإفراج الفوري عن أسرانا، رغم أنه من أوجب الواجبات على الحكومة، وسمعنا مؤخرًا أن الحكومة على وشك الاتفاق لإطلاق سراحهم، وسنرى ما ستفرزه الأيام القادمة.

الرد الطبيعي

العدو الصهيوني يعيش أزمة داخلية نتيجة الاحتلال البغيض وممارسة العنف مع الشعب الفلسطيني وفشله الذريع في القضاء على المقاومة التي تنمو، ويريد أن يصدر أزمته للخارج بممارسة مزيد من الضغوط على الآخرين، وأعتقد أن هذا المنحى الصهيوني خطير، ويهدد الأمن العالمي وليس العربي فقط، ويُخشَى أن يستمر العدو- وبضوء أخضر من أمريكا- ويضرب أي دولة عربية يمكن أن تقف في وجه العدوان الصهيوني أو تعترض على ممارسات العدو، هذه الممارسات التي لا يقابلها في الجانب العربي سوى الرفض على استحياء والشكوى لمجلس الأمن، ومعروف تأثير الفيتو الأمريكي على أي قرار يمكن أن يطرح في المجلس، أما الموقف العربي فيقتصر على شجب واستنكار، ولا يصل إلى حالٍ من الرفض والمقاومة الفعلية، ولا أقَلَّ بعد هذا العدوان من طرد كل الممثلين للعدو الصهيوني من أراضينا العربية، هذا في حال ما إذا كان هناك موقف جدي تجاه هذا الاعتداء.
يجب أن نميز بين تكريس حالة الاحتلال وبين خدمة الشعب العراقي، أعتقد أن هذا الشعب بحاجة إلى إسناده، وإعطائه المنعة والقوة ليستعيد عافيته، ومساعدته في تحقيق أمنه الداخلي ووئامه على اختلاف التيارات السياسية، ولا ضير في تقديم خدمة لتحقيق هذه الأمور، وأما دعم الاحتلال فنحن نعارضه، وأي حالة يراد منها تكريس الاحتلال وتطويل عمره فهذا الأمر لا يخدم الشعب العراقي.

انتفاضة الأقصى

  • الانتفاضة الفلسطينية دخلت عامها الرابع؛ فماذا تقولون في هذه الذكرى؟
ونحن نحتفل بذكرى انتفاضة الأقصى نرى حجم الالتحام بين الشعب الأردني والفلسطيني، خاصةً وأن العدو واحد والقضية تعنينا جميعًا، ونعتقد أن الدفاع عن الأردن دفاع عن فلسطين؛ ولأن العدو الصهيوني إن استهدف الأردن فقد استهدف كل الأمة، ولا يسعُني إلا أن أوجه التحية لأبطالنا ومجاهدينا في كل حركات المقاومة في فلسطين، كما نحيي الشعب الأردني لمواقفه البطولية الرافضة للتطبيع مع العدو، كما ندين الموقف الأوروبي الذي انجرَّ وراء الموقف الأمريكي، وأدرج الجناح السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قائمة الحركات الإرهابية، وهذا أمر مؤسف، ويضر بالعلاقات العربية- الأوروبية على كافة الأصعدة، فهذه الخطوة كانت خاطئة، ونناشد الدول الأوروبية العودة عن هذا القرار، فالمقاومة الفلسطينية مشروعة، كما هي الحركات الأوروبية التي قامت في أوروبا عقب الحربين الأولى والثانية.

وإنني في هذه المناسبة أدعو الشعوب العربية والحركات الوطنية إلى وقفة حقيقية مع الشعب الفلسطيني، كما أدعو الأنظمة العربية أن تدافع عن نفسها قبل أن تدافع عن الحركات الجهادية.


المصدر