«من ميدان الشهداء»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
من ميدان الشهداء
صورة ارشيفيه.jpg

بقلم مجدى الجلاد ٦/ ٢/ ٢٠١١

«إقصاء صفوت الشريف وجمال مبارك من قيادة الحزب الوطنى».. من كان يصدق أن يكون ذلك خبراً عادياً فى الصحافة المصرية.. من كان يصدق أن تنتهى شرعية النظام الحاكم فى أيام قليلة؟!.. فى ظنى أن التغيير كان حلماً صعباً لولا شباب آمن أن الحرية أغلى من الحياة.. وأن العدالة كرامة شعب.. وأن الديمقراطية حق ينتزع، وليس هبة يمنحها الحاكم أو يمنعها.. ثمة ثقافة جديدة فى مصر تقول: الحاكم هو نحن.. الشارع.. الناس.. وليس «نصف الإله» القابع فى القصر..!

فى يوم ٢٥ يناير ظهر مواطن مصرى جديد.. كان يستعد لقول كلمته.. فى الماضى كانت الأجيال المتعاقبة تخشى نظرة حادة من عسكرى يقف على الناصية.. وكان الرئيس يقول أى شىء، فنقول «آمين».. هو لا يخطئ، ورجاله منزّهون عن الهوى.. فما الذى حدث؟!.. مصر كانت تتغير دون أن نشعر.. جيل كامل كان يتحاور ويحلم على الـ«فيس بوك».. كنا نقرأهم دون اكتراث.. كان رموز النظام الحاكم يقولون «خلّوهم يتسلوا».. ولكنها لم تكن تسلية.. كانت تفاعلات بركان.. والبركان انفجر، فأطاح بالجمود والفساد.. ولكن هل الثورة فى مأمن؟!

أعتقد أن قوى كثيرة تحاول إجهاض حلم مصر الجديد.. قوى لن تستسلم بسهولة.. بعضها ظهر على ظهر الخيول لقتل جيل التحرير.. كان وراء خيول الغدر رموز الفساد الذين انتفعوا من النظام الحاكم.. طبقات سميكة من أصحاب المصالح، هؤلاء لابد من محاسبتهم على رصاص الغدر الذى قتل أبناءنا فى ميدان التحرير.. أما القوى الأخرى، فتلك التى أقصاها النظام لينقذ نفسه.. هؤلاء سوف يحاولون طعن الثورة فى طهارتها ونقائها.. نحن - يا أبطال الثورة - فى حرب حقيقية، انتصرت مصر فيها على القمع والاستبداد، وفى أى حرب ثمة فلول ينبغى الالتفات إليها، حتى لا تلتف وتحاول طعن ثورة ٢٥ يناير فى الظهر..!

وإذا كان القادة الجدد يحاولون الخروج من المأزق الحالى، فعليهم أن يعيدوا للشعب المصرى ممتلكاته الحقيقية.. يجب أن يعرف شباب الثورة وأبناء المستقبل من سرق ممتلكاتهم.. وأين ذهبت ثرواتهم.. أين تذهب عائدات قناة السويس.. ومن ينتفع بثروته الطبيعية.. الغاز، والبترول، وكل شىء.. من حصل على آلاف الأفدنة مجاناً من قلب مصر الحى وباعها فيلات وقصوراً بمليارات الجنيهات.. ومن منحهم أملاك الشعب، ومن تواطأ معهم، ومن تستر عليهم.. ينبغى محاسبة من احتكر.. ومن تاجر فى أرواح وأرزاق الناس.. يا سادة، مصر لابد أن تتطّهر.. والفساد كان للعنق.. ويا مصر عايزة ولد راضع من لبن أمه!

اقتراح:

اسمه ميدان التحرير.. وفيه تحقق تحرير مصر من الاستبداد.. ولكن الدماء الطاهرة التى سالت على أرضه ستجعله حتماً «ميدان الشهداء».. مجرد اقتراح!

المصدر