أبو الحارث: إضراب الأسرى لم يتوقف!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أبو الحارث: إضراب الأسرى لم يتوقف!!

[26-09-2004]

مقدمة

تظاهرات فلسطينية في نابلس تضامنًا مع الأسرى (أرشيف)
  • لماذا التراجع الإعلامي برغم تعليقنا للإضراب وخداع الصهاينة لنا؟!
لم تحفل قضية إضراب المعتقَلين والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني في الآونة الأخيرة بالزخم الإعلامي الذي رافق الإضراب منذ بداياته، إذ أوحَى هذا الحال لبعض المراقبين بأن أزمة الأسرى مع إدارة السجون الصهيونية دخلت إلى مرحلة جديدة تتسم إلى حد ما بالتهدئة، على الرغم من حديث أوساط الأسرى الدائم عن خشيتهم من صفقة سياسية تم الإعداد لها بإحكام لإنهاء الإضراب الذي نجح الأسرى في إيصال صورته إلى العالم.
جريدة "السبيل" الأردنية حاورت "أبو الحارث"- عضو لجنة الإعلام المركزية للأسرى- لتوضح الصورة الحالية لإضراب الأسرى، بعد الغموض الذي اتسمت به في الأيام الماضية، وننقل هذا الحوار هنا..


نص الحوار

  • بدت صورة الإضراب في الأيام القليلة الماضية غامضةً بعض الشيء فيما يخص تعليق الإضراب أو إنهائه.. الأمر الذي ترك المراقبين في حيرة من أمرهم، هل لك أن تضعنا في صورة آخر ما تم التوصل إليه؟
بصراحة الإضراب الآن معلَّق حتى هذه اللحظة ولم ينته، والكلام الذي جاء على لسان بعض المسئولين الفلسطينيين، لا سيما وزير شئون الأسرى ورئيس نادي الأسير عن انتهاء الإضراب، حقيقةً أساء إلينا كثيرًا، وأساء إلى الإضراب، ولم يكن كلامهم دقيقًا، وقمنا بإبلاغ وسائل الإعلام يوم الخميس الماضي بأن الإضراب لم ينتهِ وإنما هو معلَّق فقط.. وحتى الآن الحوار مع إدارة السجون لا يزال مستمرًّا ولكن ليس بالطريقة التي كان عليها في البدء عن طريق اللجنة التي تم تشكيلها؛ حيث يحاور كل سجن مفاوضًا لوحده حول المطالب الخاصة به، وحتى لا أُخفي عليك هناك شعور بالإحباط في أوساط الأسرى من الحالة التي انتهى إليها الإضراب، حتى من الأهالي في الخارج الذين شعروا بأنه لم يتم التعامل مع الإضراب بالصورة المفترضة.
  • بعد إعلان تعليق الإضراب لوحظ أن بعض الأسرى المعروفين استمروا في إضرابهم، هل نفهم من ذلك أن إدارة السجون الصهيونية نجحت في شقِّ صفوف الأسرى؟
في الحقيقة بعد إعلان سجن نفحة وبئر السبع تعليق الإضراب، بقيت هناك أمور مبهمة، فمثلاً هناك ثمانية أسرى إداريون- غير الأسير مروان البرغوثي- ما زالوا مستمرين في إضرابهم، وهذه قضايا تعتبر في أوساط الأسرى ليست ذات أهمية بالمقارنة مع الإضراب الجماعي المؤثِّر، وحتى أكون صريحًا معك بصورة أكثر وضوحًا يتحمل الإخوة في سجن عسقلان جزءًا كبيرًا مما آل إليه الأمر في الإضراب حين أعلن وقف الإضراب دون التنسيق مع باقي السجون.. وإلى الآن تصلنا رسائل من كل السجون من الإخوة الأسرى يحمِّلون سجن عسقلان ما "سمَّوه" فشل الإضراب إن جاز التعبير، وبالذات بعض الإخوة في (فتح) للأسف.


حكاية الصفقة

  • كنتم قد أبديتم تخوفاتكم من صفقة سياسية تحوم حول الإضراب، هل الغياب الواضح لقضية الأسرى عن الحضور الإعلامي هو نتيجة مثل هذه الصفقات؟
حتى الآن لا يوجد عندنا أدلة يقينية وقطعية بهذا الخصوص، لكن من الواضح في أوساط الأسرى أن هناك ضغوطاتٍ تمَّت، وبالذات من أطراف فلسطينية، وبالأخص تيارات معينة داخل حركة (فتح)، وهو أمر بات معروفًا لدى الأسرى، ولا أُفضل ذكر أسماء معينة في مثل هذه الأجواء.
  • كشفتم في حوارات سابقة عن استعداد إدارة السجون الصهيونية لتلبية مجموعة من المطالب التي تقدمتهم بها.. هل تحقق شيءٌ من هذا القبيل؟
حسب الواقع الذي نعيشه فإن الأمور التي استجيب لبعضها هي غير المطالب التي تقدمنا بها، وهي أمور بدأوا بإعادتها لنا "بالقطَّارة" وببطء شديد.. والوضع الحالي أسوأ من الحال الذي كنا عليه قبل الإضراب بيوم، لكن- وبحسب الحوار- كانت هناك وعود من قبل إدارة السجون، وتم أخذ المطالب التي تقدمنا بها، وطلبوا مهلة شهر حتى يتم الرد عليها، لكن هذا الأمر يبقى في علم الغيب، وتجربتنا مع إدارة السجون سيئةٌ، ومن الممكن- بعد شهر- أن يقولوا تمت الموافقة على 20 مطلبًا من أصل 140 تقدمنا بها، وهي أمور ثانويةٌ، وهذا ما نتوقعه للأسف.


التصفية.. والإنجاز

  • بعد وصول معركة الإضراب إلى هذا الوضع، هل تخشون من حدوث حالات "تصفية حساب" من قبل إدارة السجون تجاه قيادات الأسرى والمتمسكين بخيار الإضراب؟
الآن معظم قيادات الإضراب- بما فيها لجنة الحوار المركزية- أعادوهم إلى سجونهم التي عُزلوا منها في بداية الإضراب، والآن هم يحاورون كلاًّ على حدة في السجن الموجود فيه، بالإضافة إلى "لجنة داخلية خاصة بكل سجن"، وحتى نكون واضحين فإن إدارة السجون وصلت إلى قناعة- من خلال تجاربها مع الإضرابات- بأنها تحرص على عدم إيصال الأسرى إلى مرحلة إحباط ويأس نهائي؛ لأنها تعلم أن الأسير إذا حوصر في زاوية من الممكن أن يلجأ إلى أساليب أخرى غير الإضراب، وبالتالي هم حريصون على استمرار الحوار بهذه الوتيرة، ويلجأون إلى إعطاء المطالب ولكن بصورة تدريجية.
  • كجو سائد بين الأسرى الآن.. هل يعتقد الأسرى أنهم خسروا معركتهم مع إدارة السجون؟
واضح من خلال ما يدور بين الأسرى أن هناك حديثًا عن فشل الإضراب، فالأسرى بذلوا جهدًا كبيرًا في هذا الإضراب للتاريخ الذي استمر (19) يومًا، والآن الأسرى يعانون كثيرًا من الأمراض والآلام من جرَّاء الإضراب، ومن خلال المعايير التاريخية للإضرابات السابقة هناك شعور في أوساط الأسرى بأن الإضراب قد فشل على الرغم من حرص إدارة السجون على عدم وصول الأسرى لقناعة بفشل تام للإضراب؛ خوفًا من اللجوء إلى أساليب أخرى.
  • لعله يكون السؤال ذاته لكن بصيغة أخرى.. هل أنجز الإضراب شيئًا يذكر للأسرى؟!
إن أنجز شيئًا فإنه شيءٌ معنويٌّ من خلال نجاح الأسرى في إعادة طرح قضيتهم دوليًّا وإقليميًّا بشكل قوي، وعلى جميع المعنيين والمسئولين، سواء في السلطة الفلسطينية أو المنظمات الحقوقية، وقد علمنا أن وفدًا من بعض المحامين سيتوجه إلى جنيف لطرح قضية الأسرى، ومطابقة القضية لاتفاقيات جنيف حول الأسرى.. وكذلك يمكن اعتبار نجاح الإضراب في صرف الأنظار عن الخلافات التي كانت جاريةً في أوساط السلطة و(فتح) نتيجةً من نتائج الإضراب، أيضًا حقَّق الإضراب نوعًا من التلاحم بين الأسرى وقرب بينهم.
  • كلمة أخيرة توجهها عبر "السبيل"؟!
أستغل الفرصة هذه المرة لتوجيه نداءٍ للملك عبد الله الثاني؛ للتدخل فورًا للإفراج عن الأسرى الأردنيين، وقد آن الأوان للتحرك للإفراج عنهم؛ نظرًا لحالتهم السيئة، لا سيما سلطان العجلوني وسليمان أبو غليون.

المصدر