أخبار سارة للمصريين في 2019.. اجهزوا للصب!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أخبار سارة للمصريين في 2019.. اجهزوا للصب!


أخبار سارة للمصريين.jpg

رانيا قناوي

(2 يناير 2019)

مقدمة

"البنطلون لأ".. عبارة شهيرة جاءت في سياق فيلم كوميدي عبر فيه قائلها عن فجيعته عندما قام البلطجية بالسطو عليه وسلب أمواله، وهو عين ما تقوم به سلطات الانقلاب التي بشرت المصريين على طريقة تجميع صور ألبوم "بم بم" بجوائز كثيرة سيحصدونها في عام 2019، وهي عادة إعلام السفيه قائد الانقلاب التي لا تفوت مناسبة زمنية في أي وقت دون ضخ جرعة مخدر في عروق الغضب.

ويسيطر على مصر مع بداية العام مشهدان يعكسان واقع الاقتصاد، مشهد عسكري يحاول أن يجمل من الأداء الاقتصادي ويصور أن هناك إنجازات تحققت من ارتفاع للاحتياطي النقد الأجنبي لما يزيد على أربعين مليار دولار، أو تراجع في معدلات البطالة إلى 11.9% أو انخفاض في معدلات التضخم لنحو 14%، لكن دون أن يتم ذكر الثمن الذي دُفع للوصول لهذه الأرقام من ارتفاع في الدين العام أو زيادة في أعباء معيشة المواطن أو واقع لا يعبر عن الحقيقة في معدلات التضخم.

والمشهد الثاني يصور واقع المواطن الذي لم يعد يثق في وعود جنرالات الخراب ويفقد الأمل في المستقبل، مواطن تعالت أصواته عبر وسائل الإعلام الحر ليرفض كافة السياسات الاقتصادية التي تمت خلال المرحلة الماضية أو المنتظر تطبيقها مستقبلا لتتناول بيع الأصول العامة لنحو 23 مؤسسة ومشروعا اقتصاديا أو تخفيض قيمة الدعم وارتفاع أسعار السلع والخدمات أو عشوائية سوق العمل وغيابا شبه كامل لظروف العمل اللائق والأجر العادل.

حيل الجنرالات

يقول الكاتب الصحفي رضا العراقي معلقًا على أكاذيب إعلام الانقلاب:

"وعد الرئيس السادات المصريين إن عام 1980 سيكون عام الرخاء، فتفتق ذهن الفنان جمعة رسام الكاريكاتير برسم عبقري في الصفحة الأخيرة من جريدة الشعب يبين فيه مجموعة من المصريين تستطلع هلال قدوم السنة الجديدة فإذا بهم يشاهدون "قدرة فول" بدلا من الهلال" .

ومن يتابع عناوين المواقع الإخبارية الانقلابية سيرى العجب، اليوم السابع نقلت عن توفيق عكاشة حديثه عن "الانتصار الاقتصادي للسيسي"!، بالتأكيد لا القارئ ولا أحد يعرف ما هي طبيعة هذا الانتصار الاقتصادي كما سماها العكش، والتي تجعل الجنيه يسقط أمام الدولار، وترفع أسعار السلع والخدمات وترفع الدعم عن الوقود عدة مرات، لتقذف بملايين من المصريين خلف خط الفقر، لكن الرجل ليدلل على كلامه أقسم أنه لم تكن هناك بلد وأن الخدمات كانت مُعطّلة!

أما رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام الأسبق مرسي عطا الله فكتب من ناحيته مقالاً في الأهرام أعرب فيه عن تعجبه من "أكاذيب أهل الشر الذين يكرهون السيسي لأنه كشف ألاعيبهم وحطم أحلامهم في حكم مصر وتغيير هويتها" حسب قوله، وتحدث عن لقاء في ندوة بعد الانقلاب وحدثنا عن "ولادة قرار ترشح السيسي"، كما سماه.

مصطفى بكري هو الآخر لم يفته أن يدلي بدلوه، فتحدث عن "السباق مع الزمن" وعن "قلب السيسي السخن" الذي دفعه لزيارة منطقة هضبة الجلالة لأنه يريد متابعة المشروعات بنفسه، وحسب ما نشره موقع المصري اليوم فإن مصطفى بكري أكد في مداخلة هاتفية لأحد البرامج أن "السيسي يسابق الزمن لتحقيق وعده بأن تكون مصر في مكان آخر سنة 2020" أو "مكان تاني" كما قالها.

ويتساءل المراقبون عن نوعية الأماكن التي يمكن أن تذهب إليها بلد انخفضت فيها حصة مياهها التقليدية، بعد بناء سد النهضة، وتقوم سلطات الانقلاب نفسها بالمشاركة والاستثمار في بناء سد آخر، يتساءل المراقبون حقا عن المكان الذي يمكن أن تذهب إليه بلد بلغ فيها الانهيار الاقتصادي حدا، جعل أسعار السلع الأساسية كالمواد الغذائية والمشروبات ترتفع بمقدار الثلث في 2016، بالإضافة إلى تزايد نسبة العاطلين عن العمل، وهو التدهور الذي وصفته صحيفة "ناشيونال انترست" الأمريكية، بأنه تداع اقتصادي له عواقب وخيمة على البلاد والمنطقة ككل.

على باقي المواقع الإخبارية الانقلابية تصدم المصريين عناوين عن زيارة السفيه السيسي لهضبة الجلالة، وعبارات دجل من نوعية "معدلات الإنجاز" "المشروعات التنموية" مع عدة صور للسفيه يتضح فيها حرص من صورها على أن يلتقطوا له صورة "في الوضعية توشكى"!

وهي وضعية التصوير التي كان يحلو للمخلوع مبارك التقاط الصور فيها، أثناء زيارته لمشروع توشكى، وهو ينظر إلى اللا مكان، وهو يعقد كفيه مستشرفا المستقبل، كما أراد المصور أن يوحي لمشاهد الصورة، والسفيه السيسي يبدو معجباً بهذه النوعية من الصور المباركية، غير مدرك أنها استهلكت ولم تعد تقنع أحدا، ولم تعد تثير لدى الناس إلا السأم.

الانقلاب المأزوم

المصريون أصبحوا يفهمون تماما أن الانقلاب المأزوم يحاول اختلاق أي إنجاز وهمي، بعد مرور 5 سنوات من الانقلاب تحطم خلالها الواقع السياسي، وانهار الاقتصاد وأصاب البؤس كل شيء، والسفيه السيسي نفسه يعلم أن اسمه أصبح مقترنا بالانهيار الاقتصادي والاجتماعي في مصر، وهو يحاول البحث لنفسه عن أي إنجاز وهمي يتشبث به أمام الناس.

وإذا كان الواقع المعيش يعكس حالة من الانسداد السياسي فإن الفاتورة التي يدفعها المواطن على الصعيد الاقتصادي شديدة التكلفة، وإن من حقه أن يعلم إلى أين تتجه بوصلة الاقتصاد المصري، وما هي الثمار المنتظرة للسياسات التي سينتهجها السفيه السيسي خلال العام الجديد 2019.

ولقد ركز الخطاب السياسي لقائد الانقلاب وكثير من وزرائه ومسئوليه المعنيين بالجانب الاقتصادي على ما تضمنته رؤية 2030، وهي أمور شديدة العمومية، ويغيب عنها المحاسبة الزمنية، فالمجتمع يسأل عما سيمكن إنجازه بنهاية السنوات الأربع القادمة.

وتجربة الشعب مع جنرالات العسكر منذ أبو الانقلاب الفاشي جمال عبد الناصر، أن الحديث عن أهداف طويلة المدى هي أداة للهروب من المحاسبة وبخاصة في عهد السفيه السيسي الذي حدثهم بداية عهده عن صورة مصر بعد عامين فقط، أو حديثه المتكرر عن انخفاض الأسعار بعد ستة أشهر ولكنهم وجدوا نتائج عكس ما وعدهم به السفيه السيسي، حيث مصر من سيئ إلى أسوأ اقتصاديا، كما أن الأسعار تكوي ظهور المصريين.

المصدر