أخى المعتقل ...

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أخى المعتقل ...

بقلم : محمد يونس سالم

(21/12/2014)

أخي عندما قلت مرحبا بالحراب مرحبا بالسجون فان لم يصيبك القتل أصابتك السجون فاطمئن ولا تجزع لمراد الله انت تعلم يا أخى انك قرة العين وسويداء القلب ومهجة النفس – أنت تعلم ان آلامك هى آلامى وأولادك هم أولادى ومالك هو مالى– الكون يعلم أنك على الحق وعدوك يعلم أنك ذو خلق ودين .

أخي ان كبلوك بالقيود وحبسوك فى زنزانة ضيقه فى نظرهم لكنها فى نظرك أنت أوسع وأرحب بنور الله ورضى الله وفيوضاته وفتوحاته على أهله وخاصته .

أخى تربيت على أن الرجولة موقف وأنت يقينا ثابت على موقفك لا تتحرك حتى تعود الحرية والكرامةوالعزة –لبنى وطنك- قرأنا سويا سيرة الأولين فى الابتلاء والتمحيص والصبر وقرأنا قول الله تعالى فى سورة يوسف( قال رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)فقلت أنت ان السجن أحب الى مما يدعونى اليه من مساومة ومداهنة واذلال .

أخى فعلا ان السجن أحب اليك واشرف لك أن تكون فيه ولا تساوم على القضية والفكرة.

أخى اعلم جيدا ما يدعونك اليه – يدعون الى الفاحشة والظلم والتكبر والمحسوبية والتزوير .ولكنك تأبى هذا كله وترفض العيشة الذليلة وتريد الحياة الكريمة . أخى ان طال سجنك فاعلم ان عبادتك وتضرعك واجتهادك فى زنزانتك سيأتى بالفرج القريب واعلم ايضا أنك تشتاق لوالديك وأبناءك وزوجتك ولكن ركن التضحية بالنسبة لك راسخ فيك كرسوخ الجبال فى الأرض . أتذكر عندما نركن الى الركن الشديد وتدعو وتبتهل والدموع مسكوبة والقلوب مرفرفة والأيادى مرتعشة والقلوب شاهقة الى السماء أن يمكن الله لهذا الدين فى القريب العاجل . اعلم ان قلبك قد احترق من شدة خوفك أنك قصرت فى هذه الدعوة . ولكن أقول لك هون عليك انت لم تقصر فيها أبدا

أخى أعلم أنك تحملت الجرح والاساءة وسوء الظن وقابلتها بالابتسامة واللين مع من تقابل . أعلم جيدا حالك الآن وانت فى زنزانتك تقضى الليل والنهار فى الذكر والتسبيح والصلاة وأحوالنا ما بعد هذا الانقلاب الغاشم .اعلم جيدا انك لست قلقا على أهل بيتك فانت استودعتهم الله . اعلم أن جسدك النحيف يعانى من أمراض عدة واعلم أنك صابرا محتسبا ولا تشعر سجانيك بذلك أبدا . أعلم أن إخوانك بجانبك فى زنزانتك تسامرهم وتداعبهم وتخفف آلامهم وجراحهم وأحزانهم .

أخى أعلم أنك عندما تقف بين يدى ربك فى ظلمة الليل ، وتناجى ربك ، وتدمع عينك ، ويفرح قلبك ، ويطمئن قلبك ، فاعلم انا الاجابة أكيدة والنصر قريب وأكيد وقادم باذن الله ...

أخى يقول صاحب الظلال( والمحنة في هذه الحلقة هي محنة السجن بعد ظهور البراءة . والسجن للبريء المظلوم أقسى , وإن كان في طمأنينة القلب بالبراءة تعزية وسلوى )

أخى أعلم أنك قرأت قول الإمام البنا ( إن هذا الطريق مرسومة خطواته، موضوعة حدودة، فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها، أو يقطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال، ومن صبر معي حتى تنمو البذرة، وتنبت الشجرة، وتصلح الثمرة ويحين القطاف فأجره في ذلك على الله، ولن يفوتنا وإياه أجر المحسنين إما النصر والسيادة، وإما الشَّهادة والسعادة)

أخى تذكر النصر والسيادة باذن الله واما الشهادة والسعادة فهنيئا لك أخى الحبيب .

المصدر