أكذوبة الانسحاب
بقلم : المنشاوي الورداني
بعد الفشل الذريع للمحتل الغاصب في ميدان البنادق يبحث المحتل الخاسر عن لغة الإتفاقيات والمكر والزعم والمزالق.. ليكتب مع اعوان الاحتلال في العراق شيئا من مداد اتفاقية الإذعان بدلا من دماء العدو التي سالت انهارا في ساحة الإقرار بالهزيمة من المقاومة الباسلة ..
في شهر مايو من العام 2003 الذي شهد بداية الغزو السافر أعلن جورج بوش الخاسر أن "المهمة أُنجزت". وفي بداية العام 2009 يعترف بوش بخطأ استخدام تلك العبارة ثم ياتي أوباما كرئيس جديد للإمبراطورية الامريكية ليؤكد نفس الفشل بإعلان جدولة الانسحاب الرسمي من العراق،بالكشف عن معنى ضمني يشير إلى الاعتراف بالتقهقر للاحتلال و يؤكد تقدم المقاومة بخطاها الراسخة نحو التحرير.
إن هذا التراجع العسكري الذي تحاول إدارة أوباما أن تحوله إلى كسب سياسي هو محاولة للدخول إلى مرحلة ما بعد رد الفعل. حيث العمل والترتيب بين تلك الأنظمة جميعاً في دعم المرحلة الأمريكية القادمة والهادفة بالحفاظ على المصالح الأمريكية ومصالح المنطقة الثائرة ضد السياسة الأمريكية السابقة..
والتي تتطلب تهيأً جديداً في مجابهة الإنجازات المذهلة التي حققتها المقاومة العراقية وذلك بفرض المزيد من الحصار السياسي والإعلامي عليها وعلى قواها المدنية المناهضة للاحتلال داخلياً وخارجياً.إذ يرى المراقبون ان المواجهة للمقاومة ستكون سياسية اكثر منها عسكريا..
ودلالة على فن المؤامرة السياسية التي بات أن اوباما يتمتع بها – كما فضحته كلمات امراء فصائل المقاومة – هو تعمد الإدارة الأمريكية الإبقاء على نحو 50 ألف جندي أمريكي وفقاً لخفايا تفاصيل الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد، بحجة التدريب والتأهيل للقوات العراقية، والحقيقة السرية هي للدفاع وحماية حكومة الاحتلال من الزحف الأكبر لفصائل وجبهات المقاومة على بغداد. وبالتالي ستنحصر اغلب المواجهات المسلحة بين قوات الدولة وفصائل المقاومة، مما يجعل الإعلام الأمريكي ومن يسير في عجلته أن يصور تلك المجابهات على أنها بين القوات الرسمية وبين المتمردين على السلطة. وبالتالي تقلب الحقائق ليكون دعم وإسناد الدولة أمر واجب وشرعي.
إن فترة 18 شهراً التي تعمل فيها إدارة أوباما في سحب قواتها المقاتلة من العراق،سوف تعمل بنفس الوقت على محاصرة المقاومة العراقية سياسياً وإعلامياً ونفسياً بشكل شديد لتجعلها واقعياً محصورة بفكرة أن استخدام البندقية لا يكفي على الساحة من ناحية، وأن المجابهات مع القوات الحكومية المسنودة من القوات الأمريكية لا تنفع من ناحية أخرى.
إلا أن اختيار سبعة عشر فصيلا امر التوحد تحت لواء متحدث قائد وهو الشيخ حارث الضاري يكشف ذلك الوعي المستقبلي من فصائل المقاومة تجاه مخططات البيت الأبيض ليستمر نجاح المقاومة سياسيا وميدانيا ولتؤكد المقاومة أنه لن يسمع صوت فم يفاوض وإنما قوارع من فوهات البنادق..ولن يرى مداد على ورق بل دم يسيل ويطهر أرض العراق من دنس الغاصبين ..فكل محتل مصيره على ايدى المقاومين إلى زوال ..وما الانسحاب إلى اطراف المدن إلا أكذوبة ليتسنى لسكنة المنطقة الخضراء استمرار النهب والسلب في ظل حماية الاحتلال والذي سيفاجأ بغضب الشعب والمقاومين وقد حوّلوا تراب العراق الى لهيب يتلظى تحت أقدام الغزاة
المصدر
- مقال:أكذوبة الانسحابموقع:الشبكة الدعوية